منتخب الأثَر في الإمام الثانى عشر المجلد 3

هوية الکتاب

منتخب الأثر في الإمام الثانى عشر عليه السلام الجزء الثالث

بطاقة تعريف: صافي، لطف الله، - 1297

عنوان واسم المؤلف: منتخب الأثر في الإمام الثانى عشر عليه السلام المجلد 1/ لطف الله الصافي الگلپایگاني

تحرير الحالة: [ویرایش ؟]

تفاصيل المنشور: قم: موسسة السیدة المعصومة (سلام الله علیها)، 1419ق. = 1377.

مواصفات المظهر: ص 661

ISBN : 964-6197-27-220000ریال ؛ 964-6197-27-220000ریال

حالة الاستماع:القائمة السابقة

لسان : العربية

ملحوظة : مطبعة 1378

ملحوظة : مطبعة 1377

ملحوظة : فهرس: ص 21 - 7؛ أيضا مع الترجمة

مشكلة : محمدبن حسن(عج)، امام دوازدهم، ق 255

ترتيب الكونجرس: BP51/ص 2م 8 1377

تصنيف ديوي: 297/959

رقم الببليوغرافيا الوطنية: م 78-8581

ص: 1

الباب السابع

اشارة

في علائم ظهوره و ما يكون قبله و فيه أحد عشر فصلا(1)

الفصل الأول في بعض كيفيات ظهوره عليه السلام و فيه 28 حديثا

900-(2)- كنز العمّال: عن علي [عليه السلام] قال: إذا هزمت الرايات السود خيل السفياني التي فيها شعيب بن صالح (3) تمنّى الناس المهدي فيطلبونه، فيخرج من مكّة و معه راية رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم فيصلّي ركعتين بعد أن ييأس الناس من خروجه لما طال عليهم من البلاء، فإذا فرغ من صلاته انصرف فقال: أيّها الناس! ألحّ البلاء بأمّة محمّد صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم و بأهل بيته خاصّة، قهرنا و بغي علينا (نعيم).

901-(4)-

سنن الداني: عن حذيفة بن اليمان، عن النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم في قضيّة المهدي عليه السلام مبايعته بين الركن و المقام، و خروجه متوجّها إلى الشام، قال: و جبرئيل على مقدّمته، و ميكائيل على ساقته، يفرح به أهل السماء و الأرض، و الطير، و الوحش، و الحيتان في البحر.

902-(5)- كفاية الأثر: أخبرنا أبو عبد اللّه أحمد بن [أبي عبد اللّه أحمد بن] محمد بن عبيد اللّه، قال: حدّثنا أبو طالب عبيد بن أحمد بن يعقوب بن نصر الأنباري، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن مسروق، قال:

حدّثنا عبد اللّه بن شبيب، قال: حدّثنا محمّد بن زياد الهاشمي، قال:

حدّثنا سفيان بن عيينة، [قال: حدّثنا عمران بن داود]، قال: حدّثنا محمّد بن الحنفيّة قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول: قال اللّه تبارك و تعالى: لأعذّبنّ كلّ رعيّة دانت

ص: 1


1- ( 1) أفرد جماعة كتبا في علائم الظهور، أخرجوا فيها الأحاديث الكثيرة المتواترة فيها.
2- ( 1)- كنز العمّال: ج 14 ص 590 ح 39673.
3- 1 كذا في المصدر، و أداة الوصل« التي» متعلقة ب« الرايات السود» أي: إذا هزمت الرايات السود التي فيها شعيب بن صالح خيل السفياني ... الخ.
4- ( 2)- البرهان في علامات مهدي آخر الزمان عليه السلام: ص 77 ب 1 ح 16 قال: أخرجه أبو عمرو عثمان بن سعيد المقرئ في سننه. أقول: و في النسخة المخطوطة منه- التي كانت عندنا أمانة من مالكها صديقنا العالم الجليل الحاج آقا محمّد المقدّس الأصفهاني، و هى الآن موجودة في مكتبة الجامع الأعظم الذي بناه بقم سيّدنا الأستاذ الزعيم الأكبر السيّد البروجردي قدس سرّه- ذكر:« قصّة المهدي عليه السلام و مبايعته» بدل« قضيّة المهدي عليه السلام مبايعته».
5- ( 3)- كفاية الأثر: ص 156- 159 ب 23 ح 10؛ البحار: ج 36 ص 337- 338 ب 41 ح 200 و 51 ص 108- 109 ب 1 ح 42.

بطاعة إمام ليس منّي و إن كانت الرعيّة في نفسها برّة، و لأرحمنّ كلّ رعيّة دانت بإمام عادل منّي و إن كانت الرعيّة في نفسها غير برّة و لا تقيّة.

ثم قال لي: يا عليّ! أنت الإمام و الخليفة من بعدي، حربك حربي و سلمك سلمي، و أنت أبو سبطيّ و زوج ابنتي، من ذرّيتك الأئمّة المطهّرون، فأنا سيّد الأنبياء [و أنت سيّد الأوصياء، و أنا و أنت من شجرة واحدة]، و لولانا لم يخلق اللّه الجنّة و النار و لا الأنبياء و لا الملائكة. قال:

قلت: يا رسول اللّه! فنحن أفضل من الملائكة؟ فقال: يا عليّ! نحن خير خليقة اللّه على بسيط الأرض، و خير من الملائكة المقرّبين، و كيف لا نكون خيرا منهم و قد سبقناهم إلى معرفة اللّه و توحيده، فبنا عرفوا اللّه، و بنا عبدوا اللّه، و بنا اهتدوا السبيل إلى معرفة اللّه، يا عليّ، أنت منّي و أنا منك، و أنت أخي و وزيري، فإذا متّ ظهرت لك ضغائن في صدور قوم، و ستكون بعدي فتنة صمّاء صيلم، يسقط فيها كلّ وليجة و بطانة، و ذلك عند فقدان شيعتك الخامس من السابع من ولدك، و يحزن لفقده أهل الأرض و السماء، فكم مؤمن و مؤمنة متأسّف متلهّف حيران عند فقده.

ثمّ أطرق مليّا ثمّ رفع رأسه و قال: بأبي و أمّي سميّي و شبيهي، و شبيه موسى بن عمران، عليه جبوب [جيوب] النور- أو قال: جلابيب النور- يتوقّد من شعاع القدس، كأنّي بهم آيس من كانوا، ثمّ نودي بنداء يسمعه من البعد كما يسمعه من القرب، يكون رحمة على المؤمنين، و عذابا على المنافقين. قلت: و ما ذلك النداء؟ قال: ثلاثة أصوات في رجب، أوّلها: «ألا لعنة اللّه على الظالمين»، الثاني: «أزفت الآزفة»، و الثالث: ترون بدريّا [بدنا- خ، بدرا- خ] بارزا مع قرن الشمس، ينادي «الآن اللّه قد بعث فلان بن فلان- حتّى ينسبه إلى علي- فيه هلاك الظالمين»، فعند ذلك يأتي الفرج، و يشفي اللّهصدورهم، و يذهب غيظ قلوبهم، قلت: يا رسول اللّه! فكم يكون بعدي من الأئمة؟ قال: بعد الحسين تسعة، و التاسع قائمهم.

903-(1)- تفسير علي بن إبراهيم: و قال علي بن إبراهيم في قوله: وَ لَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ فإنّه حدّثني أبي، عن ابن أبي عمير، عن منصور بن يونس، عن أبي خالد الكابلي، قال: قال أبو جعفر عليه السلام: و اللّه لكأنّي

ص: 2


1- ( 4)- تفسير على بن إبراهيم: ج 2 ص 204- 205 تفسير الآية 51 من سورة سبأ، و تفسير نور الثقلين: ج 4 ص 94- 95 ح 4. أقول: و في غيبة النعماني: ص 181- 182 ح 30 روى( عن أحمد بن محمّد بن سعيد، قال: حدثني محمّد بن علي التيملي، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع. و حدثني غير واحد، عن منصور بن يونس بزرج، عن إسماعيل بن جابر، عن أبي جعفر محمد بن عليّ عليهما السلام) بعض مضامينه مثله، و لاشتمال كلّ منهما على ما ليس في الآخر احتمال كونهما رواية واحدة، روى بعضها البعض، و روى بعضها الآخر غيره؛ لاتفاقهما في بعض المضمون ضعيف جدّا، فهذه تعدّ رواية اخرى غير رواية الكابلي، و سندها أقوى من سند الكابلي. المحجّة: ص 177 في قوله تعالى:\i وَ لَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ\E سبأ: 51، و ص 18 في تفسير الآية:\i فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً\E البقرة: 148؛ إثبات الهداة: ج 7 ص 104- 105 ب 32 ح 577 مختصرا.

أنظر إلى القائم عليه السلام و قد أسند ظهره إلى الحجر، ثمّ ينشد اللّه حقّه، ثمّ يقول: يا أيها الناس، من يحاجّني في اللّه فأنا أولى باللّه، أيّها الناس! من يحاجّني في آدم فأنا أولى بآدم، أيها الناس! من يحاجّني في نوح فأنا أولى بنوح، أيّها الناس! من يحاجّني في إبراهيم فأنا أولى بإبراهيم، أيها الناس! من يحاجّني في موسى فأنا أولى بموسى، أيّها الناس! من يحاجّني في عيسى فأنا أولى بعيسى، أيّها الناس! من يحاجّني في محمّد فأنا أولى بمحمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، أيّها الناس! من يحاجّني في كتاب اللّه فأنا أولى بكتاب اللّه، ثمّ ينتهي إلى المقام فيصلّي ركعتين و ينشد اللّه حقّه.

ثم قال أبو جعفر عليه السلام: هو و اللّه المضطرّ في كتاب اللّه في قوله: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَ يَكْشِفُ السُّوءَ وَ يَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ، فيكون أوّل من يبايعه جبرئيل، ثمّ الثلاثمائة و الثلاثة عشر رجلا، فمن كان ابتلي بالمسير وافاه، و من لم يبتل بالمسير فقد عن فراشه، و هو قول أمير المؤمنين [عليه السلام: هم المفقودون عن فرشهم، و ذلك قول اللّه: فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً قال: الخيرات: الولاية.

و قال في موضع آخر: وَ لَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ و هم و اللّه أصحاب القائم عليه السلام، يجتمعون و اللّه إليه في ساعة واحدة، فإذا جاء إلى البيداء يخرج إليه جيش السفياني، فيأمر اللّه الأرض فتأخذ أقدامهم، و هو قوله: وَ لَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَ أُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ وَ قالُوا آمَنَّا بِهِ يعني: بالقائم من آل محمد عليهم السلام وَ أَنَّى لَهُمُ التَّناوُشُ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ ... إلى قوله: وَ حِيلَ بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ ما يَشْتَهُونَ يعني: أن لا يعذّبوا كَما فُعِلَ بِأَشْياعِهِمْ مِنْ قَبْلُ يعنى: من كان قبلهم من المكذّبين هلكوا إِنَّهُمْ كانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ.

904-(1)-

غيبة النعماني: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد، عن هؤلاء الرجال الأربعة (يعني: محمّد بن المفضّل، و سعدان بن اسحاق بن سعيد، و أحمد بن الحسين بن عبد الملك، و محمّد بن أحمد بن الحسن) جميعا، عن الحسن بن محبوب. و أخبرنا محمّد بن يعقوب الكليني؛ أبو جعفر، قال: حدّثني علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، قال:

و حدّثنى محمّد بن عمران، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى، قال:

ص: 3


1- ( 5)- غيبة النعماني: ص 279- 282 ب 14 ح 67؛ تفسير البرهان: ج 1 ص 277- 278 مختصرا؛ المحجّة: ص 20- 21 مختصرا.

و حدثني علي بن محمّد و غيره، عن سهل بن زياد جميعا، عن الحسن بن محبوب، [قال:] و حدّثنا عبد الواحد بن عبد اللّه الموصلي، عن أبي علي؛ أحمد بن محمد بن أبي ناشر [أبي ياسر- خ]، عن أحمد بن هلال، عن الحسن بن محبوب، عن عمرو بن أبي المقدام، عن جابر بن يزيد الجعفي، قال: قال أبو جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام:

يا جابر! الزم الأرض و لا تحرّك يدا و لا رجلا حتّى ترى علامات أذكرها لك إن أدركتها (ثمّ ذكر علامات كثيرة، و الحديث طويل ... إلى أن قال:) و القائم يومئذ بمكّة قد أسند ظهره إلى البيت الحرام مستجيرا به، فينادي: يا أيها الناس إنّا نستنصر اللّه فمن أجابنا من الناس فإنّا أهل بيت نبيّكم محمّد، و نحن أولى الناس باللّه و بمحمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فمن حاجّني في آدم فأنا أولى الناس بآدم، و من حاجّني في نوح فأنا أولى الناس بنوح، و من حاجّني في إبراهيم فأنا أولى الناس بإبراهيم، و من حاجّني في محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فأنا أولى الناس بمحمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و من حاجّني في النبيّين فأنا أولى الناس بالنبيّين، أ ليس اللّه يقول في محكم كتابه: إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (1)؟ فأنا بقيّة من آدم، و ذخيرة من نوح، و مصطفى من إبراهيم، و صفوة من محمّد صلّى اللّه عليهم أجمعين، ألا فمن حاجّني في كتاب اللّه فأنا أولى الناس بكتاب اللّه، ألا و من حاجّني في سنّة رسول اللّه فأنا أولى الناس بسنّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فأنشد اللّه من سمع كلامي اليوم لمّا [أ] بلغ الشاهد [منكم] الغائب، و أسألكم بحقّ اللّه، و حقّ رسوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و بحقّي، فإنّ لي عليكم حقّ القربى من رسول اللّه إلّا [لمّا- خ] أعنتمونا و منعتمونا ممّن يظلمنا، فقد أخفنا و ظلمنا، و طردنا من ديارنا و أبنائنا، و بغي علينا، و دفعنا عن حقّنا، و افترى أهل الباطل علينا، فاللّه فينا، لا تخذلونا، و انصرونا ينصركم اللّه تعالى.

قال: فيجمع اللّه عليه أصحابه ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا، و يجمعهم اللّه له على غير ميعاد قزعا كقزع الخريف، و هي يا جابر الآية التي ذكرها اللّه في كتابه أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ(2)، فيبايعونه بين الركن و المقام، و معه عهد من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، قد توارثته الأبناء عن الآباء، و القائم

ص: 4


1- ( 1) آل عمران: 34.
2- ( 1) البقرة: 148.

يا جابر! رجل من ولد الحسين، يصلح اللّه له أمره في ليلة، فما أشكل على الناس من ذلك يا جابر! فلا يشكلنّ عليهم ولادته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و وراثته العلماء عالما بعد عالم، فإن أشكل هذا كلّه عليهم فإنّ الصوت من السماء لا يشكل عليهم إذا نودي باسمه و اسم أبيه و أمّه.

905-(1)- ما نزل من القرآن في أهل البيت عليهم السلام: حميد بن زياد، عن الحسن بن محمّد بن سماعة، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: إنّ القائم إذا خرج دخل المسجد الحرام فيستقبل القبلة و يجعل ظهره إلى المقام، ثمّ يصلّي ركعتين، ثمّ يقوم فيقول: يا أيها الناس! أنا أولى الناس بآدم، يا أيها الناس! أنا أولى الناس بإبراهيم، يا أيها الناس! أنا أولى الناس بإسماعيل، يا أيها الناس! أنا أولى الناس بمحمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، ثمّ يرفع يديه إلى السماء فيدعو و يتضرّع حتّى يقع على وجهه، و هو قوله عزّ و جلّ: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَ يَكْشِفُ السُّوءَ وَ يَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ أَ إِلهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا ما تَذَكَّرُونَ.(2)

906-(3)- ما نزل من القرآن فى أهل البيت عليهم السلام: بالإسناد، عن ابن عبد الحميد، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام في قول اللّه عزّ و جلّ: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ قال: هذه نزلت في القائم عليه السلام، إذا خرج تعمّم و صلّى عند المقام و تضرّع إلى ربّه، فلا تردّ له راية أبدا.

ص: 5


1- ( 6)- تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة عليهم السلام: ج 1 ص 402- 403 تفسير سورة النمل ح 5 عن محمّد بن العبّاس مصنّف كتاب« ما نزل من القرآن في فضائل أهل البيت عليهم السلام» من أعلام القرن الثالث و الرابع الهجري. قال النجاشي في رجاله ص 379 رقم 1030:« ثقة ثقة من أصحابنا، عين، سديد، كثير الحديث، له كتاب« المقنع في الفقه»، كتاب« الدواجن»، كتاب« ما نزل من القرآن في أهل البيت عليهم السلام»، و قال جماعة من أصحابنا: إنّه كتاب لم يصنّف في معناه مثله، و قيل: إنّه ألف ورقة»، انتهى. و قد أثنى عليه غيره من أجلاء الطائفة، فراجع كتب التراجم و الفهارس. البحار: ج 51 ص 59 ب 5 ح 56 و فيه:« أحمد» بدل« حميد»، و« الكعبة» بدل« القبلة» عن كنز جامع الفوائد؛ المحجّة فيما نزل في القائم الحجّة: الآية 62 من سورة النمل مع اختلاف يسير؛ تفسير البرهان: ج 3 ص 208 ح 5 مثل البحار؛ إثبات الهداة: ج 3 ص 563- 564 ب 32 ح 643 مثل البحار.
2- ( 1) النمل: 62.
3- ( 7)- بحار الانوار: ج 51 ص 59 ب 5 ح 56 عن الكتاب المذكور. أقول: الظاهر أنّه غير الحديث السابق فعدم ذكر الرقم المستقل له في المطبوعة الجديدة سهو ظاهر. تأويل الآيات الظاهرة: ج 1 ص 403 تفسير سورة النمل ح 6؛ تفسير البرهان: ج 3 ص 208 ح 6؛ إثبات الهداة: ج 7 ص 126 ب 32 ح 644؛ المحجة: ص 164- 165.

907-(1)- تفسير علي بن إبراهيم القمّي: في تفسير قوله تعالى: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ حدّثني أبي، عن الحسن بن علي بن فضّال، عن صالح بن عقبة، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: نزلت في القائم من آل محمّد عليه السلام، هو و اللّه المضطرّ، إذا صلّى في المقام ركعتين و دعا اللّه فأجابه و يكشف السوء، و يجعله خليفة في الأرض.

و يدل عليه أيضا الأحاديث 327، 350، 537، 669، 675، 676، 736، 737، 740، 741، 742، 744، 745، 918، 1094، 1095، 1097، 1099، 1101، 1128.

الفصل الثاني فيما يكون قبل خروجه من الفتن و البدع و الظلم، و كثرة المعاصي و قوّة أهلها، و قلّة اهتمام الناس بطاعة اللّه، و إفشاء المعصية، و التجاهر بالفسق و الفجور و غيرها و فيه 90 حديثا

908-(2)-

الفتن: حدّثنا ابن اليمان، عن شيخ من بني فزارة، عمّن حدّثه، عن علي [عليه السلام] قال: لا يخرج المهدي حتّى يبصق بعضكم في وجه بعض.

909-(3)-

الفتن: حدّثنا المعتمر بن سليمان، عن رجل، عن عمّار بن محمّد، عن عمر بن علي أنّ عليّا [عليه السلام] قال: تكون فتن، ثمّ تكون جماعة على رأس رجل من أهل بيتي ليس له عند اللّه خلاق فيقتل أو يموت، فيقوم المهدي.

910-(4)- كمال الدين: حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس- رضي اللّه عنه- قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا أبو سعيد سهل بن زياد الآدميّ الرازي، قال: حدّثنا محمّد بن آدم الشيباني، عن أبيه آدم بن إياس، قال:

حدّثنا المبارك بن فضالة، عن وهب بن منبّه رفعه عن ابن عبّاس، قال:

ص: 6


1- ( 8)- تفسير على بن ابراهيم: ج 2 ص 129 تفسير سورة النمل الآية 62؛ تفسير نور الثقلين: ج 4 ص 94 سورة النمل ح 93؛ البحار: ج 51 ص 48 ب 5 ح 11؛ البرهان في تفسير القرآن: ج 3 ص 208 ح 7؛ تفسير الصافي: ج 2 ص 243 سورة النمل الآية 62.
2- ( 1)- الفتن: ج 5 ص 179 باب آخر من علامات المهدي في خروجه ح 11؛ العرف الوردي( الحاوي للفتاوي): ج 2 ص 139؛ كنز العمال: ج 14 ص 587- 588 ح 39664؛ منتخب كنز العمّال( مسند أحمد): ج 6 ص 33.
3- ( 2)- الفتن: ج 5 ص 180 الباب المذكور ح 16.
4- ( 3)- كمال الدين: ج 1 ص 250- 253 ب 23 ح 1؛ البحار: ج 51 ص 68- 70 أبواب النصوص ب 1 ح 11 عن كمال الدين، و ج 52 ص 276- 278 ب 25( علامات ظهوره ...) ح 172 عن كتاب المحتضر؛ الصراط المستقيم: ج 2 ص 121 في فصل ذكر فيه ما ورد من الصحابة إجمالا عن الكيدري في بصائره بعض الحديث مختصرا.

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: لمّا عرج بي إلى ربّي جلّ جلاله أتاني النداء: يا محمّد! قلت: لبّيك ربّ العظمة لبّيك، فأوحى اللّه تعالى إليّ: يا محمّد! فيم اختصم الملأ الأعلى؟ قلت: إلهي لا علم لي، فقال: يا محمّد! هلا اتخذت من الآدميّين وزيرا و أخا و وصيّا من بعدك؟

فقلت: إلهي و من أتّخذ؟ تخيّر لي أنت يا إلهي! فأوحى اللّه إلي:

يا محمّد! قد اخترت لك من الآدميّين علي بن أبي طالب، فقلت: إلهي ابن عمّي؟ فأوحى اللّه إليّ: يا محمّد! إنّ عليّا وارثك و وارث العلم من بعدك، و صاحب لوائك لواء الحمد يوم القيامة، و صاحب حوضك، يسقي من ورد عليه من مؤمني أمّتك؛ ثمّ أوحى اللّه عزّ و جلّ إليّ:

يا محمّد! إنّي قد أقسمت على نفسي قسما حقّا لا يشرب من ذلك الحوض مبغض لك و لأهل بيتك و ذرّيتك الطيّبين الطاهرين، حقّا أقول يا محمّد! لادخلنّ جميع أمّتك الجنّة إلّا من أبى من خلقي، فقلت: إلهى [هل] واحد يأبى من دخول الجنّة؟! فأوحى اللّه عزّ و جلّ إليّ: بلى، فقلت: و كيف يأبى؟ فأوحى اللّه إليّ: يا محمّد! اخترتك من خلقي، و اخترت لك وصيّا من بعدك، و جعلته منك بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدك، و ألقيت محبّته فى قلبك، و جعلته أبا لولدك، فحقّه بعدك على أمّتك كحقّك عليهم في حياتك، فمن جحد حقّه فقد جحد حقّك، و من أبى أن يواليه فقد أبى أن يواليك، و من أبى أن يواليك فقد أبى أن يدخل الجنّة، فخررت للّه عزّ و جلّ ساجدا شكرا لما أنعم عليّ، فإذا مناديا ينادي: ارفع يا محمّد رأسك، و سلني أعطك، فقلت: إلهي! اجمع امتي من بعدي على ولاية علي بن أبي طالب ليردوا جميعا عليّ حوضي يوم القيامة فأوحى اللّه تعالى إليّ: يا محمّد! إنّي قد قضيت في عبادي قبل أن أخلقهم، و قضائي ماض فيهم، لأهلك به من أشاء و أهدي به من أشاء. و قد آتيته علمك من بعدك، و جعلته وزيرك و خليفتك من بعدك على أهلك و أمّتك، عزيمة منّى [لادخل الجنّة من أحبّه و] لا أدخل الجنّة من أبغضه و عاداه و أنكر ولايته بعدك، فمن أبغضه أبغضك، و من أبغضك أبغضني، و منعاداه فقد عاداك، و من عاداك فقد عاداني، و من أحبّه فقد أحبّك، و من أحبّك فقد أحبّني، و قد جعلت له هذه الفضيلة، و أعطيتك أن أخرج من صلبه أحد عشر مهديّا كلّهم من ذريّتك من البكر البتول، و آخر رجل منهم يصلّي خلفه عيسى بن مريم، يملأ الأرض عدلا كما ملئت منهم ظلما و جورا، أنجي به من الهلكة، و أهدي به من الضلالة، و أبرئ به من العمى، و أشفي به المريض، فقلت: إلهي و سيّدي! متى يكون ذلك؟ فأوحى اللّه جلّ و عزّ: يكون ذلك إذا رفع العلم، و ظهر الجهل، و كثر القرّاء، و قلّ العمل، و كثر القتل، و قلّ الفقهاء الهادون، و كثر فقهاء الضلالة و الخونة، و كثر الشعراء، و اتّخذ امتك قبورهم مساجد، و حلّيت المصاحف، و زخرفت المساجد، و كثر الجور و الفساد، و ظهر المنكر و أمر أمتك به و نهوا عن المعروف، و اكتفى الرجال بالرجال، و النساء بالنساء و صارت الامراء كفرة، و أولياؤهم فجرة، و أعوانهم ظلمة، و ذوو الرأي منهم فسقة، و عند ذلك ثلاثة خسوف: خسف بالمشرق، و خسف بالمغرب، و خسف بجزيرة العرب، و خراب

ص: 7

البصرة على يد رجل من ذرّيتك يتبعه الزنوج، و خروج رجل من ولد الحسين بن علي، و ظهور الدجّال، يخرج بالمشرق من سجستان، و ظهور السفياني، فقلت: إلهي و متى يكون بعدي من الفتن؟ فأوحى اللّه إليّ و أخبرني ببلاء بني أميّة، و فتنة ولد عمّي، و ما يكون و ما هو كائن إلى يوم القيامة، فأوصيت بذلك ابن عمّي حين هبطت إلى الأرض و أدّيت الرسالة، و للّه الحمد على ذلك كما حمده النبيّون، و كما حمده كلّ شي ء قبلي و ما هو خالقه إلى يوم القيامة.

911-(1)-

عقد الدرر: عن أبي عبد اللّه الحسين بن علي عليه السلام قال: لا يكون الأمر الّذي ينتظرون [ينتظرونه- خ]- يعني:

ظهور المهدي عليه السلام- حتّى يتبرّأ بعضكم من بعض، و يشهد بعضكم على بعض بالكفر، و يلعن بعضكم بعضا، فقلت: ما في ذلك الزمان من خير، فقال عليه السلام: الخير كلّه في ذلك الزمان، يخرج المهدي فيرفع ذلك كلّه.

912-(2)- عقد الدرر: عن أبي جعفر محمّد بن علي عليهما السلام، قال: لا يظهر المهدي إلّا على خوف شديد من الناس، و زلزال، و فتنة، و بلاء يصيب الناس، و طاعون قبل ذلك، و سيف قاطع بين العرب، و اختلاف شديد في الناس، و تشتّت في دينهم، و تغيّر في حالهم، حتّى يتمنّى المتمنّي الموت صباحا و مساء من عظم ما يرى من كلب الناس و أكل بعضهم بعضا، فخروجه عليه السلام إذا خرج يكون عند اليأس و القنوط من أن نرى [يرى- خ] فرجا، فيا طوبى لمن أدركه و كان من أنصاره، و الويل كلّ الويل لمن خالفه و خالف أمره.

913-(3)-

قرب الإسناد: هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر، عن أبيه: أنّ النبي صلّى اللّه عليه و آله قال: كيف بكم إذا فسق [فسد خ] نساؤكم، و نشق شبابكم [فسق شبّانكم خ]، و لم تأمروا بالمعروف،

ص: 8


1- ( 4)- عقد الدرر: ص 63 و 64 ب 4 ف 1؛ غيبة النعماني:؛ ص 205- 206 ب 12 ح 9« بسنده عن عميرة بنت نفيل قالت: سمعت الحسين بن على عليه السلام، و في بعض النسخ: الحسن بن علي عليه السلام يقول: لا يكون الأمر الذي تنتظرونه حتى يبرأ بعضكم من بعض، و يتفل بعضكم في وجوه بعض، و يشهد ... الحديث»، إلّا أنّه قال:« يقوم قائمنا و يدفع ذلك كلّه» غيبة الشيخ: ص 267 بسنده عن عميرة قالت: سمعت الحسن بن علي عليه السلام؛ البحار: ج 52 ص 114- 115 ب 21 ح 33 عن عميرة بنت نفيل قالت: سمعت الحسن بن علي عليه السلام، و فيه:« و يتفل بعضكم في وجوه بعض».
2- ( 5)- عقد الدرر: ص 64 ب 4؛ بشارة الإسلام: ص 110 ب 6.
3- ( 6)- قرب الاسناد: ص 26؛ الكافي: ج 5 ص 59 كتاب الجهاد باب الأمر بالمعروف ... ح 14 عن علي بن ابراهيم عن هارون مع اختلاف يسير في بعض الألفاظ؛ وسائل الشيعة: كتاب الأمر بالمعروف ... ب 1 ح 12؛ تهذيب الأحكام: ج 6 ص 177 ب 80 ح 8/ 359؛ البحار: ج 100 ص 74 ب 1 من أبواب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، ح 14 و ج 52 ص 181 ب 25 ح 2.

و لم تنهوا عن المنكر؟ فقيل له: و يكون ذلك يا رسول اللّه؟ قال: نعم، و شرّ من ذلك كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر و نهيتم عن المعروف؟ قيل: يا رسول اللّه! و يكون ذلك؟ قال: نعم، و شرّ من ذلك، كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكرا و المنكر معروفا.

914-(1)-

من لا يحضره الفقيه: روى الأصبغ بن نباتة، عن أمير المؤمنين عليه السلام، قال: سمعته يقول: يظهر في آخر الزمان و اقتراب الساعة- و هو شرّ الأزمنة- نسوة كاشفات عاريات متبرّجات من الدين، داخلات فى الفتن، مائلات إلى الشهوات، مسرعات إلى اللّذّات، مستحلّات للمحرّمات، في جهنّم خالدات.

915-(2)-

ثواب الأعمال و عقاب الأعمال: أبي- رحمه اللّه- قال:

حدّثني على بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:سيأتي على أمّتي زمان تخبث فيه سرائرهم، و تحسن فيه علانيتهم، طمعا في الدنيا، لا يريدون به ما عند اللّه عزّ و جلّ، يكون أمرهم رياء لا يخالطه خوف، يعمّهم اللّه بعقاب، فيدعونه دعاء الغريق فلا يستجاب لهم.

916-(3)-

ثواب الأعمال و عقاب الأعمال: و بهذا الإسناد (يعني الإسناد المذكور في الحديث السابق) قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: سيأتي على أمّتي زمان لا يبقى من القرآن إلّا رسمه، و لا من الإسلام إلّا اسمه، يسمّون به و هم أبعد الناس منه، مساجدهم عامرة و هي خراب من الهدى، فقهاء ذلك الزمان شرّ فقهاء تحت ظلّ السماء، منهم خرجت الفتنة و إليهم تعود.

917-(4)- مكارم الأخلاق: في وصيّة النبي صلّى اللّه عليه و آله لابن مسعود: يا ابن مسعود! سيأتي من بعدي أقوام يأكلون طيّبات [طيب- خ، أطيب- خ] الطّعام و ألوانها، و يركبون الدّوابّ، و يتزيّنون بزينة المرأة

ص: 9


1- ( 7)- من لا يحضره الفقيه: ج 3 ص 247 ب 11 باب المذموم من أخلاق النساء و صفاتهنّ ح 1174، روضة المتقين: ج 8 ص 107 و فيه:« متبرّجات خارجات من الدين».
2- ( 8)- ثواب الأعمال و عقاب الأعمال: ص 301 ب 88 ح 3؛ البحار: ج 52 ص 190 ب 25 ح 20؛ الروضة من الكافى: ص 306- 307 ح 476.
3- ( 9)- ثواب الأعمال و عقاب الأعمال: ص 301 ب 88 ح 4، البحار: ج 52 ص 190- 191 ب 25 ح 21.
4- ( 10)- مكارم الأخلاق: ص 419 ب 12 ف 4.

لزوجها، و يتبرّجون تبرّج النساء، و زيّهم مثل زيّ الملوك الجبابرة، هم منافقوا هذه الأمّة في آخر الزمان، شاربوا القهوات، لاعبون بالكعاب، راكبون الشهوات، تاركون الجماعات، راقدون عن العتمات، مفرّطون في الغدوات، يقول اللّه تعالى: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضاعُوا الصَّلاةَ وَ اتَّبَعُوا الشَّهَواتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا(1)، يا ابن مسعود! مثلهم مثل الدفلى، زهرتها حسنة و طعمها مرّ، كلامهم الحكمة و أعمالهم داء لا تقبل الدواء ... الحديث.

918-(2)-

كمال الدين: حدّثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق- رضى اللّه عنه- قال: حدّثنا عبد العزيز بن يحيى الجلودي بالبصرة، قال: حدّثنا الحسين بن معاذ، قال: حدّثنا قيس بن حفص، قال: حدّثنا يونس بن أرقم، عن أبي سيّار الشيباني، عن الضحّاك بن مزاحم، عن النزال بن سبرة، قال: خطبنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، فحمد اللّه عزّ و جلّ و أثنى عليه و صلّى على محمد و آله، ثمّ قال: سلوني أيّها الناس قبل أن تفقدوني، ثلاثا، فقام إليه صعصعة بن صوحان فقال: يا أمير المؤمنين! متى يخرج الدجّال؟ فقال له علي عليه السلام: اقعد، فقد سمع اللّه كلامك و علم ما أردت، و الله ما المسئول عنه بأعلم من السائل، و لكن لذلك علامات و هيئات يتبع بعضها بعضا كحذو النّعل بالنّعل،، و إن شئت أنبأتك بها، فقال: نعم يا أمير المؤمنين! فقال عليه السلام: احفظ، فإنّ علامة ذلك إذا أماتالناس الصلاة، و أضاعوا الأمانة، و استحلّوا الكذب، و أكلوا الربا، و أخذوا الرشا، و شيّدوا البنيان، و باعوا الدين بالدنيا، و استعملوا السفهاء، و شاوروا النساء، و قطعوا الأرحام، و اتّبعوا الأهواء، و استخفّوا بالدماء، و كان الحلم ضعفا، و الظلم فخرا، و كانت الامراء فجرة، و الوزراء ظلمة، و العرفاء خونة، و القرّاء فسقة، و ظهرت شهادة الزور، و استعلن الفجور، و قول البهتان و الإثم و الطغيان، و حلّيت المصاحف، و زخرفت المساجد، و طوّلت المنارات، و اكرمت الأشرار، و ازدحمت الصفوف، و اختلفت القلوب، و نقضت العهود، و اقترب الموعود، و شاركت النساء أزواجهن فى التجارة حرصا على الدنيا، و علت أصوات الفسّاق و استمع منهم، و كان زعيم القوم أرذلهم، و اتّقي الفاجر مخافة شرّه، و صدّق الكاذب، و ائتمن الخائن، و اتّخذ القيان و المعازف، و لعن آخر هذه الأمّة أوّلها، و ركب ذوات الفروج السروج، و تشبّه النساء بالرجال، و الرجال بالنساء، و شهد الشاهد من غير أن يستشهد، و شهد الآخر قضاء لذمام بغير حقّ

ص: 10


1- ( 1) سورة مريم: 19.
2- ( 11)- كمال الدين: ص 525- 528 ب 47 ح 1؛ الخرائج: ج 3 ص 1133- 1134 ح 53 طبع مؤسسة الامام المهدي عليه السلام؛ البحار: ج 52 ص 192- 195 ب 25 ح 26 مع اختلاف و زيادات؛ مستدرك الوسائل: ج 12 ص 326- 327 ب 39 ح/ 1 14214؛ مختصر البصائر: ص 30.

عرفه، و تفقّه لغير الدين، و آثروا عمل الدنيا على عمل الآخرة، و لبسوا جلود الضأن على قلوب الذئاب، و قلوبهم أنتن من الجيف، و أمرّ من الصبر، فعند ذلك الوحا الوحا، ثمّ العجل العجل، خير المساكن يومئذ بيت المقدس، و ليأتينّ على الناس زمان يتمنّى أحدهم أنّه من سكّانه.

فقام إليه الأصبغ بن نباتة، فقال: يا أمير المؤمنين، من الدجّال؟

فقال: ألا إنّ الدجّال صائد بنّ الصيد، فالشقيّ من صدّقه، و السعيد من كذّبه، يخرج من بلدة يقال لها: أصفهان، من قرية تعرف باليهوديّة، عينه اليمنى ممسوحة، و العين الاخرى في جبهته تضي ء كأنّها كوكب الصبح، فيها علقة كأنّها ممزوجة بالدم، بين عينيه مكتوب: كافر، يقرأه كلّ كاتب و أمّي، يخوض البحار، و تسير معه الشمس، بين يديه جبل من دخان، و خلفه جبل أبيض يري الناس أنّه طعام، يخرج حين يخرج في قحط شديد، تحته حمار أقمر، خطوة حماره ميل، تطوى له الأرض منهلا منهلا، لا يمرّ بماء إلّا غار إلى يوم القيامة، ينادي بأعلى صوته، يسمع ما بين الخافقين من الجن و الإنس و الشياطين، يقول: إليّ أوليائي! أنا الذي خلق فسوّى و قدّر فهدى، أنا ربّكم الأعلى، و كذب عدوّ اللّه، و إنّه أعور، يطعم الطعام، و يمشي في الأسواق، و إنّ ربّكم عزّ و جلّ ليس بأعور، و لا يطعم و لا يمشي و لا يزول، تعالى اللّه عن ذلك علوّا كبيرا. ألا و إنّ أكثر أتباعه يومئذ أولاد الزنا، و أصحاب الطيالسة الخضر، يقتله اللّه عزّ و جلّ بالشام على عقبة تعرف بعقبة «أفيق» لثلاث ساعات مضت من يوم الجمعة على يد من يصلّي المسيح عيسى بن مريم عليهما السلام خلفه، ألا إنّ بعد ذلك الطامّة الكبرى.قلنا: و ما ذلك يا أمير المؤمنين؟ قال: خروج دابّة [من] الأرض من عند الصفا، معها خاتم سليمان بن داود، و عصا موسى عليهم السلام، تضع الخاتم على وجه كلّ مؤمن فينطبع فيه: هذا مؤمن حقّا، و تضعه على وجه كلّ كافر فينكتب: هذا كافر حقّا، حتّى إن المؤمن لينادي:

الويل لك يا كافر! و إنّ الكافر ينادي: طوبى لك يا مؤمن! وددت أنّي اليوم كنت مثلك فأفوز فوزا عظيما. ثمّ ترفع الدابّة رأسها فيراها من بين الخافقين بإذن اللّه جلّ جلاله، و ذلك بعد طلوع الشمس من مغربها، فعند ذلك ترفع التوبة، فلا توبة تقبل و لا عمل يرفع لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً.

ثم قال عليه السلام: لا تسألوني عمّا يكون بعد هذا، فإنّه عهد عهده إليّ حبيبي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أن لا اخبر به غير عترتي.

قال النزال بن سبرة: فقلت لصعصعة بن صوحان: يا صعصعة! ما عنى أمير المؤمنين عليه السلام بهذا؟ فقال صعصعة: يا ابن سبرة! إنّ الذي يصلّي خلفه عيسى بن مريم عليه السلام هو الثاني عشر من العترة، التاسع من ولد الحسين بن علي عليه السلام، و هو الشمس الطالعة من مغربها، يظهر عند الركن و المقام، فيطهّر الأرض،

ص: 11

و يضع ميزان العدل، فلا يظلم أحد أحدا. فأخبر أمير المؤمنين عليه السلام أنّ حبيبه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله عهد إليه أن لا يخبر بما يكون بعد ذلك غير عترته الائمة صلوات اللّه عليهم أجمعين.

ثمّ روى الصدوق بسنده عن نافع، عن ابن عمر، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ... الحديث، و قال بمثله سواء.

919-(1)-

الروضة من الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن بعض أصحابه؛ و علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير جميعا، عن محمّد بن أبي حمزة، عن حمران، عن أبي عبد اللّه عليه السلام (قال في حديث طويل ذكر تمامه في الروضة مخاطبا فيه بعض مواليه): أ لا تعلم أنّ من انتظر أمرنا و صبر على ما يرى من الأذى و الخوف هو غدا في زمرتنا، فإذا رأيت الحقّ قد مات و ذهب أهله، و رأيت الجور قد شمل البلاد، و رأيت القرآن قد خلق و احدث فيه ما ليس فيه و وجّه على الأهواء، و رأيت الدين قد انكفى كما ينكفي الماء، و رأيت أهل الباطل قد استعلوا على أهل الحقّ، و رأيت الشرّ ظاهرا لا ينهى عنه و يعذر أصحابه، و رأيت الفسق قد ظهر، و اكتفى الرجال بالرجال و النساء بالنساء، و رأيت المؤمن صامتا لا يقبل قوله، و رأيت الفاسق يكذب و لا يردّ عليه كذبه وفريته، و رأيت الصغير يستحقر بالكبير، و رأيت الأرحام قد تقطّعت، و رأيت من يمتدح بالفسق يضحك منه و لا يردّ عليه قوله، و رأيت الغلام يعطى ما تعطى المرأة، و رأيت النساء يتزوّجن النساء، و رأيت الثناء قد كثر، و رأيت الرجل ينفق المال في غير طاعة اللّه فلا ينهى و لا يؤخذ على يديه، و رأيت الناظر يتعوّذ باللّه مما يرى المؤمن فيه من الاجتهاد، و رأيت الجار يؤذي جاره و ليس له مانع، و رأيت الكافر فرحا لما يرى في المؤمن، مرحا لما يرى في الأرض من الفساد، و رأيت الخمور تشرب علانية، و يجتمع عليها من لا يخاف اللّه عزّ و جلّ، و رأيت الآمر بالمعروف ذليلا، و رأيت الفاسق فيما لا يحبّ اللّه قويّا محمودا، و رأيت أصحاب الآيات يحتقرون و يحتقر من يحبّهم، و رأيت سبيل الخير منقطعا و سبيل الشرّ مسلوكا، و رأيت بيت اللّه قد عطّل و يؤمر بتركه، و رأيت الرجل يقول ما لا يفعله، و رأيت الرجال يتسمّنون للرجال و النساء للنساء، و رأيت الرجل معيشته من دبره و معيشة المرأة من فرجها، و رأيت النساء يتخذن المجالس كما يتّخذها الرجال، و رأيت التأنيث فى ولد العبّاس قد ظهر، و أظهروا الخضاب و امتشطوا كما تمتشط المرأة لزوجها، و أعطوا الرجال الأموال على فروجهم، و تنوفس في الرجل و تغاير عليه الرجال، و كان صاحب المال أعزّ من المؤمن، و كان الربا ظاهرا لا يعيّر، و كان الزنا تمتدح به النساء، و رأيت المرأة تصانع زوجها على نكاح الرجال، و رأيت أكثر الناس و خير بيت من يساعد النساء على فسقهنّ، و رأيت المؤمن محزونا محتقرا ذليلا، و رأيت البدع و الزنا قد

ص: 12


1- ( 12)- الروضة من الكافي: ص 36- 42 ح 7؛ الوسائل: ج 11 كتاب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ص 514- 518 ب 41 ح 6؛ البحار: ج 52 ص 254- 260 ب 25 ح 147.

ظهر، و رأيت الناس يعتدّون بشاهد الزور، و رأيت الحرام يحلّل، و رأيت الحلال يحرّم، و رأيت الدين بالرأي، و عطّل الكتاب و أحكامه، و رأيت اللّيل لا يستخفى به من الجرأة على اللّه، و رأيت المؤمن لا يستطيع أن ينكر إلّا بقلبه، و رأيت العظيم من المال ينفق في سخط اللّه عزّ و جلّ، و رأيت الولاة يقرّبون أهل الكفر و يباعدون أهل الخير، و رأيت الولاة يرتشون في الحكم، و رأيت الولاية قبالة لمن زاد، و رأيت ذوات الأرحام ينكحن و يكتفى بهنّ، و رأيت الرجل يقتل على التهمة و على الظنّة، و يتغاير على الرجل الذكر فيبذل له نفسه و ماله، و رأيت الرجل يعيّر على إتيان النساء، و رأيت الرجل يأكل من كسب امرأته من الفجور، يعلم ذلك و يقيم عليه، و رأيت المرأة تقهر زوجها و تعمل ما لا يشتهي و تنفق على زوجها، و رأيت الرجل يكري امرأته و جاريته و يرضى بالدنيّ من الطعام و الشراب، و رأيت الأيمان باللّه عزّ و جلّ كثيرة على الزور، و رأيت القمار قد ظهر، و رأيت الشراب يباع ظاهرا ليس له مانع، و رأيت النساء يبذلن أنفسهن لأهل الكفر، و رأيت الملاهي قد ظهرت يمرّ بها لا يمنعها أحد أحدا، و لا يجترئ أحد على منعها، و رأيت الشريف يستذلّه الذي يخاف سلطانه، و رأيت أقرب الناس من الولاة من يمتدح بشتمنا أهل البيت، و رأيت من يحبّنا يزوّر و لا تقبل شهادته، و رأيت الزور من القول يتنافس فيه، و رأيتالقرآن قد ثقل على الناس استماعه، و خفّ على الناس استماع الباطل، و رأيت الجار يكرم الجار خوفا من لسانه، و رأيت الحدود قد عطّلت و عمل فيها بالأهواء، و رأيت المساجد قد زخرفت، و رأيت أصدق الناس عند الناس المفتري الكذب، و رأيت الشرّ قد ظهر و السعي بالنميمة، و رأيت البغي قد فشا، و رأيت الغيبة تستملح و يبشّر بها الناس بعضهم بعضا، و رأيت طلب الحجّ و الجهاد لغير اللّه، و رأيت السلطان يذلّ للكافر المؤمن، و رأيت الخراب قد أديل من العمران، و رأيت الرجل معيشته من بخس المكيال و الميزان، و رأيت سفك الدماء يستخفّ بها، و رأيت الرجل يطلب الرئاسة لعرض الدنيا و يشهّر نفسه بخبث اللسان ليتّقى و تسند إليه الأمور، و رأيت الصلاة قد استخفّ بها، و رأيت الرجل عنده المال الكثير ثمّ لم يزكّه منذ ملكه، و رأيت الميّت ينبش من قبره و يؤذى و تباع أكفانه، و رأيت الهرج قد كثر، و رأيت الرجل يمسي نشوان و يصبح سكران لا يهتمّ بما الناس فيه، و رأيت البهائم تنكح، و رأيت البهائم يفرس بعضها بعضا، و رأيت الرجل يخرج إلى مصلّاه و يرجع و ليس عليه شي ء من ثيابه، و رأيت قلوب الناس قد قست و جمدت أعينهم و ثقل الذكر عليهم، و رأيت السّحت قد ظهر يتنافس فيه، و رأيت المصلّي إنّما يصلّي ليراه الناس، و رأيت الفقيه يتفقّه لغير الدين، يطلب الدنيا و الرئاسة، و رأيت الناس مع من غلب، و رأيت طالب الحلال يذمّ و يعيّر، و طالب الحرام يمدح و يعظّم، و رأيت الحرمين يعمل فيهما بما لا يحبّ اللّه، لا يمنعهم مانع و لا يحول بينهم و بين العمل القبيح أحد، و رأيت المعازف ظاهرة في الحرمين، و رأيت الرجل يتكلّم بشي ء من الحقّ و يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر فيقوم إليه من ينصحه في نفسه فيقول: هذا عنك موضوع، و رأيت الناس ينظر بعضهم إلى بعض و يقتدون بأهل الشرور، و رأيت مسلك الخير و طريقه خاليا لا يسلكه أحد، و رأيت الميّت

ص: 13

يهزأ به فلا يفزع له أحد، و رأيت كلّ عام يحدث فيه من الشرّ و البدعة أكثر ممّا كان، و رأيت الخلق و المجالس لا يتابعون إلّا الأغنياء، و رأيت المحتاج يعطى على الضحك به و يرحم لغير وجه اللّه، و رأيت الآيات في السماء لا يفزع لها أحد، و رأيت الناس يتسافدون كما يتسافد البهائم، لا ينكر أحد منكرا تخوّفا من الناس، و رأيت الرجل ينفق الكثير في غير طاعة اللّه، و يمنع اليسير في طاعة اللّه، و رأيت العقوق قد ظهر و استخفّ بالوالدين و كانا من أسوأ الناس حالا عند الولد، و يفرح بأن يفتري عليهما، و رأيت النساء و قد غلبن على الملك، و غلبن على كلّ أمر، لا يؤتى إلّا ما لهنّ فيه هوى، و رأيت ابن الرجل يفتري على أبيه و يدعو على والديه و يفرح بموتهما، و رأيت الرجل إذا مرّ به يوم و لم يكسب فيه الذنب العظيم من فجور أو بخس مكيال أو ميزان أو غشيان حرام أو شرب مسكر كئيبا حزينا يحسب أنّ ذلك اليوم عليه وضيعة من عمره، و رأيت السلطان يحتكر الطعام، و رأيت أموال ذوي القربى تقسّم في الزّور، و يتقامر بها و تشرب بها الخمور، و رأيت الخمريتداوى بها، و يوصف للمريض و يستشفى بها، و رأيت الناس قد استووا في ترك الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و ترك التديّن به، و رأيت رياح المنافقين و أهل النفاق قائمة، و رياح أهل الحقّ لا تحرّك، و رأيت الأذان بالأجر و الصلاة بالأجر، و رأيت المساجد محتشية ممن لا يخاف اللّه، مجتمعون فيها للغيبة و أكل لحوم أهل الحقّ و يتواصفون فيها شراب المسكر، و رأيت السكران يصلّي بالناس و هو لا يعقل و لا يشان بالسكر، و إذا سكر أكرم و اتّقي و خيف و ترك و لا يعاقب و يعذر بسكره، و رأيت من أكل أموال اليتامى يحمد بصلاحه، و رأيت القضاة يقضون بخلاف ما أمر اللّه، و رأيت الولاة يأتمنون الخونة للطّمع، و رأيت الميراث قد وضعته الولاة لأهل الفسوق و الجرأة على اللّه، يأخذون منهم و يخلّونهم و ما يشتهون، و رأيت المنابر يؤمر عليها بالتقوى و لا يعمل القائل بما يأمر، و رأيت الصلاة قد استخفّ بأوقاتها، و رأيت الصدقة بالشفاعة لا يراد بها وجه اللّه، و تعطى لطلب الناس، و رأيت الناس همّهم بطونهم و فروجهم، لا يبالون بما أكلوا و ما نكحوا، و رأيت الدنيا مقبلة عليهم، و رأيت أعلام الحقّ قد درست، فكن على حذر، و اطلب إلى اللّه عزّ و جل النجاة، و اعلم أنّ الناس في سخط اللّه عزّ و جلّ و إنّما يمهلهم لأمر يراد بهم، فكن مترقّبا، و اجتهد ليراك اللّه عزّ و جلّ في خلاف ما هم عليه، فإن نزل بهم العذاب و كنت فيهم عجّلت إلى رحمة اللّه، و إن اخّر ابتلوا و كنت قد خرجت ممّا هم فيه من الجرأة على اللّه عزّ و جلّ، و اعلم أنّ اللّه لا يضيع أجر المحسنين، و أنّ رحمة اللّه قريب من المحسنين.

920-(1)-

تفسير القمّي: حدثني أبي، عن سليمان بن مسلم الخشّاب، عن عبد اللّه بن جريج المكّي، عن عطاء بن أبي رباح، عن عبد اللّه بن عبّاس، قال: حججنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله حجّة الوداع، فأخذ بحلقة

ص: 14


1- ( 13)- تفسير القمّي( علي بن ابراهيم): تفسير سورة محمد صلّى اللّه عليه و آله ج 2 ص 303- 307؛ تفسير الصافي: ج 5 ص 24- 27 تفسير سورة محمد صلى اللّه عليه و آله الآية 18؛ تفسير نور الثقلين: ج 5 ص 34- 37 ح 40 تفسير سورة محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم؛ تفسير البرهان: ج 4 ص 183- 184 تفسير سورة محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم الآية 18 و فيه« لا تقارب الأسواق»؛ البحار: ج 6 ب اشراط الساعة ح 6 ص 305.

باب الكعبة ثمّ أقبل علينا بوجهه، فقال: أ لا اخبركم بأشراط الساعة؟ و كان أدنى الناس منه يومئذ سلمان رحمة اللّه عليه، فقال: بلى يا رسول اللّه! فقال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إنّ من أشراط القيامة إضاعة الصّلوات، و اتّباع الشهوات، و الميل إلى الأهواء، و تعظيم أصحاب المال، و بيع الدين بالدنيا، فعندها يذوب قلب المؤمن في جوفه كما يذاب الملح في الماء ممّا يرى من المنكر فلا يستطيع أن يغيّره، قال سلمان: و إنّ هذا لكائن يا رسول اللّه؟! قال: إى و الّذي نفسي بيده يا سلمان!إنّ عندها يليهم امراء جورة، و وزراء فسقة، و عرفاء ظلمة، و امناء خونة، فقال سلمان: و إنّ هذا لكائن يا رسول اللّه؟! قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إي و الّذي نفسي بيده يا سلمان! إنّ عندها يكون المنكر معروفا، و المعروف منكرا، و يؤتمن الخائن، و يخوّن الأمين، و يصدّق الكاذب، و يكذّب الصادق، قال سلمان: و إنّ هذا لكائن يا رسول اللّه؟! قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إي و الّذي نفسي بيده يا سلمان! فعندها تكون إمارة النساء، و مشاورة الإماء، و قعود الصبيان على المنابر، و يكون الكذب طرفا، و الزكاة مغرما، و الفي ء مغنما، و يجفو الرجل والديه، و يبرّ صديقه، و يطلع الكوكب المذنّب، قال سلمان: و إنّ هذا لكائن يا رسول اللّه؟! قال: إي و الّذي نفسي بيده يا سلمان! و عندها تشارك المرأة زوجها في التجارة، و يكون المطر قيظا، و يغيظ الكرام غيظا، و يحتقر الرجل المعسر، فعندها تقارب الأسواق إذ قال هذا: لم أبع شيئا، و قال هذا: لم أربح شيئا، فلا ترى إلّا ذامّا للّه، قال سلمان: و إنّ هذا لكائن يا رسول اللّه؟! قال: إي و الّذي نفسي بيده يا سلمان! فعندها يليهم أقوام إن تكلّموا قتلوهم، و إن سكتوا استباحوا حقّهم، ليستأثرنّ أنفسهم بفيئهم، و ليطؤنّ حرمتهم، و ليسفكنّ دماءهم، و ليملؤنّ قلوبهم دغلا و رعبا، فلا تراهم إلّا وجلين خائفين مرعوبين مرهوبين، قال سلمان: و إنّ هذا لكائن يا رسول اللّه؟! قال: إي و الّذي نفسي بيده يا سلمان! إنّ عندها يؤتى بشي ء من المشرق و شي ء من المغرب يلون أمّتي، فالويل لضعفاء أمّتي منهم، و الويل لهم من اللّه، لا يرحمون صغيرا، و لا يوقّرون كبيرا، و لا يتجاوزون من مسي ء، جثّتهم جثّة الآدميّين، و قلوبهم قلوب الشياطين، قال سلمان: و إن هذا لكائن يا رسول اللّه؟! قال: إي و الّذي نفسي بيده يا سلمان! و عندها يكتفي الرجال بالرجال، و النساء بالنساء، و يغار على الغلمان كما يغار على الجارية في بيت أهلها، و تشبّه الرجال بالنساء، و النساء بالرجال، و لتركبنّ ذوات الفروج السروج فعليهنّ من أمّتي لعنة اللّه، قال سلمان:

و إنّ هذا لكائن يا رسول اللّه؟! فقال: إي و الّذي نفسي بيده يا سلمان! إنّ عندها تزخرف المساجد كما تزخرف البيع و الكنائس، و تحلّى المصاحف، و تطول المنارات، و تكثر الصفوف بقلوب متباغضة، و ألسن مختلفة، قال سلمان: و إنّ هذا لكائن يا رسول اللّه؟! قال: إي و الّذي نفسي بيده، و عندها تحلّى ذكور أمّتي بالذهب، و يلبسون

ص: 15

الحرير و الديباج، و يتّخذون جلود النمور صفافا، قال سلمان: و إنّ هذا لكائن يا رسول اللّه؟! قال: إي و الّذي نفسي بيده يا سلمان! و عندها يظهر الربا، و يتعاملون بالعينة و الرشا، و يوضع الدين، و ترفع الدنيا، قال سلمان: و إنّ هذا لكائن يا رسول اللّه؟! قال: إي و الّذي نفسي بيده يا سلمان! و عندها يكثر الطلاق، فلا يقام للّه حدّ و لن يضرّوا اللّه شيئا، قال سلمان: و ان هذا لكائن يا رسول اللّه؟! قال: إي و الّذي نفسي بيده يا سلمان! و عندها تظهر القينات والمعازف، و يليهم أشرار أمّتي، قال سلمان: و إنّ هذا لكائن يا رسول اللّه؟! قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:

إي و الذي نفسي بيده يا سلمان، و عندها تحجّ أغنياء أمّتي للنزهة، و تحجّ أوساطها للتجارة، و تحجّ فقراؤهم للرياء و السمعة، فعندها يكون أقوام يتعلّمون القرآن لغير اللّه، و يتّخذونه مزامير، و يكون أقوام يتفقّهون لغير اللّه، و تكثر أولاد الزنا، و يتغنّون بالقرآن، و يتهافتون بالدنيا، قال سلمان: و إنّ هذا لكائن يا رسول اللّه؟! قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:

إي و الّذي نفسي بيده يا سلمان! ذاك إذا انتهكت المحارم، و اكتسبت المآثم، و تسلّط الأشرار على الأخيار، و يفشو الكذب، و تظهر اللجاجة، و تفشو الفاقة، و يتباهون في اللباس، و يمطرون في غير أوان المطر، و يستحسنون الكوبة و المعازف، و ينكرون الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، حتّى يكون المؤمن في ذلك الزمان أذلّ من الأمة، و يظهر قرّاؤهم و عبّادهم فيما بينهم التلاوم، فأولئك يدعون في ملكوت السماوات الأرجاس و الأنجاس، قال سلمان: و إنّ هذا لكائن يا رسول اللّه؟! فقال: إي و الّذي نفسي بيده يا سلمان! فعندها لا يحضّ الغنيّ على الفقير حتّى إنّ السائل يسأل فيما بين الجمعتين لا يصيب أحدا يضع في كفّه شيئا، قال سلمان: و إنّ هذا لكائن يا رسول اللّه؟! قال صلّى اللّه عليه و آله: إي و الّذي نفسي بيده يا سلمان! عندها يتكلّم الرويبضة، فقال: و ما الرويبضة يا رسول اللّه! فداك أبي و أمّي؟ قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:

يتكلّم في أمر العامّة من لم يكن يتكلّم، فلم يلبثوا إلّا قليلا حتّى تخور الأرض خورة فلا يظنّ كلّ قوم إلّا أنّها خارت في ناحيتهم، فيمكثون ما شاء اللّه ثمّ ينكتون في مكثهم فتلقي لهم الأرض أفلاذ كبدها ذهبا و فضّة، ثم أومأ بيده إلى الأساطين فقال: مثل هذا، فيومئذ لا ينفع ذهب و لا فضّة، فهذا معنى قوله: فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها.

921-(1)-

الفتن: حدثنا عبد اللّه بن المبارك، عن معمر، عن علي بن زيد، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري- رضي اللّه عنه- قال: صلّى بنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم صلاة العصر بنهار، ثمّ خطب إلى أن غابت الشمس، فلم يدع شيئا هو كائن إلى يوم القيامة إلّا حدّثنا به، حفظه من حفظه و نسيه من نسيه.

ص: 16


1- ( 14)- الفتن: ج 1 ص 1 ح 1.

922-(1)- الفتن: حدثنا الحكم بن نافع، عن سعيد بن سنان، حدّثنا ابن الزاهريّة، عن كثير بن مرّة أبو شجرة، عن ابن عمر، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: إنّ اللّه رفع لي الدنيا، فأنا أنظر إليها و إلى ما هو كائن فيها إلى يوم القيامة كما أنظر إلى كفّي هذه، ... الحديث.

923-(2)-

الفتن: حدّثنا ابراهيم بن محمّد الفزاري، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد اللّه بن مسعود- رضي اللّه عنه- قال: هذه فتن قد أظلّت كقطع الليل المظلم كلّما ذهب منها رسل بدا رسل آخر، يصبح الرجل فيها مؤمنا و يمسي كافرا، و يمسي مؤمنا و يصبح كافرا، يبيع فيها أقوام دينهم بعرض من الدنيا قليل.

924-(3)-

الفتن: حدثنا ابن وهب، حدثني حرملة بن عمران، عن سعيد بن سالم، عن أبي سالم الجيشاني قال: سمعت عليا رضي اللّه عنه [عليه السلام] يقول بالكوفة: ما من ثلاثمائة تخرج إلّا و لو شئت سمّيت سائقها و ناعقها إلى يوم القيامة.

925-(4)- الفتن: حدّثنا بقيّة بن الوليد و عبد القدّوس، عن أبي بكر بن أبي مريم، عن راشد بن سعد، عن سعد بن أبي وقّاص، قال: تلا رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم هذه الآية: قُلْ هُوَ الْقادِرُ عَلى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ (5) فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: أما إنّها كائنة و لم يأت تأويلها بعد.

926-(6)-

الفتن: حدّثنا أبو هارون الكوفي، عن عمرو بن قيس الملائي، عن المنهال بن عمرو، عن زرّبن حبيش سمع عليّا رضي اللّه عنه [عليه السلام] يقول: سلوني، فو اللّه لا تسألوني عن فئة خرجت تقاتل مائة أو تهدي مائة إلّا أنبأتكم بسائقها و قائدها و ناعقها ما بينكم و بين قيام الساعة.

927-(7)-

الفتن: حدّثنا وكيع و أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن حذيفة و أبي موسى سمعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم يقول: إنّ بين يدي الساعة لأيّاما ينزل فيها الجهل، و يكثر فيها الهرج، قالوا: و ما الهرج يا رسول اللّه؟ قال: القتل. إلّا أنّ أبا معاوية لم يذكر حذيفة.

ص: 17


1- ( 15)- الفتن: ج 1 ص 1 ح 2؛ الملاحم و الفتن: ص 20 ب 1.
2- ( 16)- الفتن: ج 1 ص 3 ح 14؛ سنن الترمذي: ج 4 ص 488 بسند عن أنس كتاب الفتن ب 30 ح 2197 و غيرهما.
3- ( 17)- الفتن: ج 1 ص 5 ح 27.
4- ( 18)- الفتن: ج 1 ص 8 ح 42، و ج 9 ص 336.
5- ( 1) الأنعام: 65.
6- ( 19)- الفتن: ج 1 ص 9 ح 44؛ الملاحم و الفتن: ص 20 ب 2.
7- ( 20)- الفتن: ج 1 ص 9 ح 48.

928-(1)- الفتن: حدّثنا ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن الحرث بن يزيد، قال: سمعت عبد اللّه بن زرير الغافقي يقول: سمعت عليّا رضي اللّه عنه [عليه السلام] يقول: الفتن أربع: فتنة السرّاء، و فتنة الضرّاء، و فتنة كذا، فذكر معدن الذهب، ثمّ يخرج رجل من عترة النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم، يصلح اللّه على يديه أمرهم.

929-(2)-

الفتن: حدّثنا جرير بن عبد الحميد، عن ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: بين يدي الساعة فتن كقطع الليل المظلم، يمسي الرجل فيها مؤمنا و يصبح كافرا، و يصبح مؤمنا و يمسي كافرا، يبيع أحدهم دينه بعرض من الدنيا قليل.

930-(3)-

الفتن: حدّثنا أبو اسامة، عن الأعمش، قال: حدّثني منذر الثّوري، عن عاصم بن ضمرة، عن علي رضي اللّه عنه [عليه السلام] قال: في الفتنة الخامسة العمياء الصمّاء المطبقة، يصير الناس فيها كالبهائم.

و أخرجه بسند آخر، قال: حدّثنا أبو ثور، و عبد الرزاق، عن معمر، عن طارق، عن منذر الثوري، عن عاصم بن ضمرة ... الحديث.

931-(4)-

غيبة الشيخ: عنه (يعني: قرقارة) عن أبي حاتم، عن محمّد بن يزيد الآدمي- بغدادي عابد- قال: حدّثنا يحيى بن سليم الطائفي، عن متيل بن عبّاد، قال: سمعت أبا الطفيل يقول: سمعت علي بن أبي طالب عليه السلام يقول: أظلّتكم فتنة [مظلمة] عمياء منكشفة، لا ينجو منها إلّا النومة، قيل: يا أبا الحسن! و ما النومة؟ قال:

الذي لا يعرف الناس ما في نفسه.و أخرج نعيم في الفتن قال: حدّثنا ابن المبارك، عن أبي بكر بن عيّاش، قال: قيل لعلي بن أبي طالب رضي اللّه عنه [عليه السلام]: ما النومة؟ قال: الرجل يسكت في الفتنة فلا يبدو منه شي ء.

قال ابن المبارك: و أنا عوف عن رجل من أهل الكوفة، أحسبه قال:

ص: 18


1- ( 21)- الفتن: ج 1 ص 18- 19؛ الملاحم و الفتن: ص 22 ب 8؛ العرف الوردي( الحاوي للفتاوي): ج 2 ص 138 قال: و أخرج نعيم بن حمّاد في كتاب الفتن بسند صحيح على شرط مسلم عن علي[ عليه السلام] الحديث؛ البرهان: ص 111 ب 4 ف 2 ح 3.
2- ( 22)- الفتن: ج 1 ص 3.
3- ( 23)- الفتن: ج 1 ص 24؛ الملاحم و الفتن: ص 23 ب 12.
4- ( 24)- غيبة الشيخ: ص 465 ح 481. أقول: قرقارة هو يعقوب بن[ عمرو] نعيم بن قرقارة الكاتب أبو يوسف، قال في جامع الرواة:« كان جليلا في أصحابنا، ثقة في الحديث، روى عن الرضا عليه السلام[ صه. د]« مح» انتهى». و سند الشيخ إليه في هذا الحديث هكذا:« أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل الشيباني، عن أبي نعيم نصر بن عصام بن المغيرة العمري، عن أبي يوسف يعقوب بن نعيم بن عمرو قرقارة الكاتب» راجع الغيبة: ص 461؛ الفتن: ج 4 ص 134.

اسمه سافر، عن علي [عليه السلام]: قال ينجو في ذلك الزمان كلّ مؤمن نومة.

932-(1)-

العدد القويّة: عن سلمان الفارسي، قال: أتيت أمير المؤمنين عليه السلام خاليا، فقلت: يا أمير المؤمنين! متى القائم من ولدك؟ فتنفّس الصعداء و قال: لا يظهر القائم حتّى يكون أمور الصبيان، و تضييع حقوق الرحمن، و يتغنّى بالقرآن، فإذا قتلت ملوك بني العبّاس أولي العمى و الالتباس، أصحاب الرمي عن الأقواس، بوجوه كالتراس، و خرّبت البصرة، هناك يقوم القائم من ولد الحسين.

933-(2)-

الملاحم و الفتن (عن كتاب الفتن لنعيم): حدّثنا يحيى بن اليمان، عن هارون بن هلال، عن أبي جعفر عليه السلام قال:

لا يخرج المهدي حتّى يرقى الظلمة.

934-(3)-

الفتن: حدّثنا إبراهيم بن محمّد الفزاري، عن ليث، عن مجاهد، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: إنّ الإسلام بدا غريبا، و سيعود غريبا، فطوبى للغرباء بين يدي الساعة.

ص: 19


1- ( 25)- العدد القويّة لدفع المخاوف اليوميّة، تأليف علي بن يوسف أخ العلامة الحلّي: ص 75- 76 ح 126؛ البحار: ج 52 ب علامات ظهوره عليه السلام ح 168.
2- ( 26)- الملاحم و الفتن: ص 77 ب 171. أقول: لفظ الحديث في ما وجدته من صورة النسخة المخطوطة للكتاب نعيم الموجودة عندي التي تأريخ كتابتها سنة ستّ و سبعمائة، هكذا:« لا يخرج السفياني حتّى ترقى الظلمة»، إلّا أنّ الأنسب بالباب الذي عقده نعيم ما في الملاحم، لأنّه عنون الباب هكذا:« باب آخر من علامات المهدي في خروجه». ثمّ سياق ما أخرج من الأحاديث بعده و قبله أيضا يؤيّد النسخة الّتي أخرج منها الحديث في الملاحم، و اللّه أعلم.
3- ( 27)- الفتن: ج 3 ص 94؛ المجازات النبويّة الى قوله:« و سيعود غريبا» ص 32- 33 ح 13. ثم قال الشريف الرضي- قدّس سرّه-: و هذا الكلام من محاسن الاستعارات، و بدائع المجازات؛ لأنّه عليه السلام جعل الإسلام غريبا في أوّل أمره تشبيها بالرجل الغريب الذي قلّ أنصاره و بعدت دياره، لأنّ الإسلام كان على هذه الصفة في أوّل ظهوره، ثمّ استقرّت قواعده، و اشتدّت معاقده، و كثر أعوانه، و ضرب جرانه، و قوله عليه السلام:« و سيعود غريبا» أي يعود الى مثل الحالة الأولى في قلّة العاملين بشرائعه و القائمين بوظائفه، لا أنّه- و العياذ باللّه- تنمحي سماته و تدرس آياته. و قال طه محمّد الأستاذ بالأزهر: الحديث أخرجه السيوطي في الفتح الكبير، قال: رواه مسلم عن ابن عمر. و قال صاحب كشف الخفا: إنّه مشهور أو متواتر. و احتمل السيّد الجليل المعاصر هبة الدين الشهرستاني- رحمه اللّه- أن يكون المراد أنّ الإسلام ظهر غريبا: أي بصورة مدهشة للعقول من غرابتها،« و سيعود غريبا» أي سيسترجع مجده الاثيل بصورة مدهشة للعقول. و عليه يكون الحديث إشارة الى ما يكون في آخر الزمان عند ظهور المهدي عليه السلام من قوة الإسلام، و صيرورته دينا عالميّا بحيث لا يبقى في الأرض أحد يتديّن بدين غيره.

935-(1)- الجعفريّات أو الأشعثيّات: أخبرنا عبد اللّه بن محمّد، قال: أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: حدّثني موسى بن إسماعيل، قال: حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إنّ الإسلام بدا غريبا، و سيعود غريبا كما بدا، فطوبى للغرباء، فقيل: و من هم يا رسول اللّه؟

قال: الذين يصلحون إذا فسد الناس، إنّه لا وحشة و لا غربة على مؤمن، و ما من مؤمن يموت في غربة إلّا بكت الملائكة رحمة له حيث قلّت بواكيه، و إلّا فسح له في قبره بنور يتلألأ من حيث دفن إلى مسقط رأسه.

936-(2)-

نور الأبصار: عن أبي جعفر رضي اللّه عنه [عليه السلام] قال: إذا تشبّه الرجال بالنساء، و النساء بالرجال، و ركبت ذوات الفروج السروج، و أمات الناس الصلوات، و اتّبعوا الشهوات، و استخفّوا بالدماء، و تعاملوا بالربا، و تظاهروا بالزنا، و شيّدوا البناء، و استحلّوا الكذب، و أخذوا الرشا، و اتّبعوا الهوى، و باعوا الدين بالدنيا، و قطعوا الأرحام، و ضنّوا بالطعام، و كان الحلم ضعفا، و الظلم فخرا، و الامراء فجرة، و الوزراء كذبة، و الامناء خونة، و الأعوان ظلمة، و القرّاء فسقة، و ظهر الجور، و كثر الطلاق، و بدا الفجور، و قبلت شهادة الزور و شرب الخمور، و ركبت الذكور الذكور، و استغنت النساء بالنساء، و اتخذ الفي ء مغنما، و الصدقة مغرما، و اتّقي الأشرار مخافة ألسنتهم، و خرج السفياني من الشام، و اليماني من اليمن، و خسف بالبيداء بين مكّة و المدينة، و قتل غلام من آل محمّد صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم بين الركن و المقام، و صاح صائح من السماء بأنّ الحقّ معه و مع أتباعه، قال:

فإذا خرج أسند ظهره إلى الكعبة و اجتمع عليه ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا من أتباعه، فأوّل ما ينطق به هذه الآية: بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (3)، ثمّ يقول: أنا بقيّة اللّه و خليفته و حجّته عليكم،فلا يسلّم عليه أحد إلّا قال: السلام عليك يا بقيّة اللّه في الأرض، فإذا اجتمع عنده العقد عشرة آلاف رجل فلا يبقى يهودي و لا نصرانيّ، و لا أحد ممّن يعبد غير اللّه تعالى إلّا آمن به و صدّق، و تكون الملّة واحدة، ملّة الإسلام، و كلّ ما كان في الأرض من معبود سوى اللّه تعالى تنزل عليه نار من السّماء فتحرقه.

ص: 20


1- ( 28)- الجعفريّات أو الأشعثيّات: ص 192.
2- ( 29)- نور الأبصار: ص 189 طبع دار الفكر، الطبعة الأخيرة.
3- ( 1) هود: 86.

937-(1)-

نهج البلاغة: فعند ذلك أخذ الباطل مآخذه، و ركب الجهل مراكبه، و عظمت الطاغية، و قلّت الداعية، و صال الدهر صيال السبع العقور، و هدر فنيق الباطل بعد كظوم، و تواخى الناس على الفجور، و تهاجروا على الدين، و تحابّوا على الكذب، و تباغضوا على الصدق، فإذا كان ذلك كان الولد غيظا، و المطر قيظا، و تفيض اللئام فيضا، و تغيض الكرام غيضا، و كان أهل ذلك الزمان ذئابا، و سلاطينه سباعا، و أوساطه أكّالا، و فقراؤه أمواتا، و غار الصدق، و فاض الكذب، و استعملت المودّة باللسان، و تشاجر الناس بالقلوب، و صار الفسوق نسبا و العفاف عجبا، و لبس الإسلام لبس الفرو مقلوبا.

938-(2)-

نهج البلاغة: و قال عليه السلام: يأتي على الناس زمان لا يقرّب فيه إلّا الماحل، و لا يظرّف فيه إلّا الفاجر، و لا يضعّف فيه إلّا المنصف، يعدّون الصدقة فيه غرما، و صلة الرحم منّا، و العبادة استطالة على الناس، فعند ذلك يكون السلطان بمشورة النساء، و إمارة الصبيان، و تدبير الخصيان.

939-(3)-

البرهان: أخرج الطبراني عن عوف بن مالك: أنّ النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم قال: تجي ء فتنة غبراء مظلمة، تتبع الفتن بعضها بعضا، حتّى يخرج رجل من أهل بيتي يقال له: المهدي، فإن أدركته فاتّبعه و كن من المهتدين.

940-(4)-

سنن الداني: عن الحكم بن عتيبة، قال: قلت لمحمّد بن علي [عليهما السلام]: سمعت أنّه سيخرج منكم رجل يعدل في هذه الامّة، قال: إنا نرجو ما يرجو الناس، و إنّا نرجو لو لم يبق من الدنياإلّا يوم لطوّل اللّه ذلك اليوم حتّى يكون ما ترجوه هذه الامّة، و قبل ذلك فتن شرّ، يمسي الرجل مؤمنا و يصبح كافرا، و يصبح مؤمنا و يمسي كافرا، فمن أدرك ذلك منكم فليتّق اللّه، و ليكن من أحلاس بيته.

ص: 21


1- ( 30)- نهج البلاغة: ج 1 خ 104 طبع مطبعة الاستقامة بمصر، و ص 157 خ 108 لصبحي الصالح، و ج 7 ص 191 خ 107 لابن أبي الحديد طبع دار إحياء التراث العربي بيروت، و ص 324 خ 107 فيض الاسلام.
2- ( 31)- نهج البلاغة لصبحي الصالح: ص 485، 486 الحكمة 102، و شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج 18 ص 260 ح 98، و باب المختار من حكمه عليه السلام الحكمة 98 فيض الاسلام.
3- ( 32)- البرهان في علامات مهدي آخر الزمان: ص 103 ب 4 ف 1 ح 2؛ العرف الوردى( الحاوي للفتاوي): ج 2 ص 137- 138.
4- ( 33)- البرهان في علامات مهدى آخر الزمان: ص 104 ب 4 ف 1 ح 7 عن الحكم بن عيينة؛ عقد الدرر: ص 61 ب 4 ف 1 عن الحكم بن عتبة؛ العرف الوردي( الحاوي للفتاوي): ج 2 ص 159 عن الداني عن الحكم بن عتيبة نحوه. أقول: الظاهر أنّ الحكم بن عتيبة هو الصحيح كما ذكره السيوطي لا عيينة و لا عتبة. فراجع تهذيب التهذيب: ج 2 ص 432 و غيره من كتب الرجال.

941-(1)-

سنن الداني: عن سلمة بن زفر، قال: قيل يوما عند حذيفة: قد خرج المهدي، فقال: لقد أفلحتم إن خرج و أصحاب محمّد بينكم، إنّه لا يخرج حتّى لا يكون غائب أحبّ إلى الناس منه ممّا يلقون من الشرّ.

942-(2)-

الملاحم: بلغني عن ابراهيم بن سليمان بن حيّان بن مسلم بن هلال العبّاس الكوفي، قال: أنبأ علي بن أسباط المصري، قال:

نبأ علي بن الحسين العبدي، عن سعد الإسكاف، عن الأصبغ بن نباتة، قال: خطب علي بن أبي طالب [عليه السلام]، فحمد اللّه و أثنى عليه، ثمّ قال: أيها الناس! إنّ قريشا أئمّة العرب، أبرارها لأبرارها و فجّارها لفجارها، ألا و لا بدّ من رحى تطحن على ضلالة و تدور، فإذا قامت على قلبها طحنت بحدتها، ألا إن لطحينها روقا و روقها حدتها و فلّها على اللّه، ألا و إنّي و أبرار عترتي و أهل بيتي أعلم الناس صغارا و أحلم الناس كبارا، معنا راية الحقّ، من تقدّمها مرق، و من تخلّف عنها محق، و من لزمها لحق، إنّا أهل الرحمة، و بنا فتحت أبواب الحكمة، و بحكم اللّه حكمنا، و بعلم اللّه علمنا، و من صادق سمعنا، فإن تتّبعونا تنجوا، و إن تتولّوا يعذّبكم اللّه بأيدينا، بنا فكّ اللّه ربق الذلّ من أعناقكم، و بنا يختم لا بكم، و بنا يلحق التالي، و إلينا يفي ء الغالي، فلو لا تستعجلوا و تستأخروا القدر لأمر قد سبق في البشر لحدّثتكم بشباب من الموالي، و أبناء العرب، و نبذ من الشيوخ كالملح في الزاد، و أقل الزاد الملح، فينا معتبر، و لشيعتنا منتظر، إنّا و شيعتنا نمضي إلى اللّه بالبطن و الحمى و السيف، إن عدوّنا يهلك بالداء و الدبيلة، و بما شاء اللّه من البلية و النقمة، و ايم اللّه الأعزّ الأكرم، أن لو حدّثتكم بكلّ ما أعلم لقالت طائفة: ما أكذب و أرجم، و لو انتقيت منكم مائة قلوبهم كالذّهب، ثمّ انتخبت من المائة عشرة ثمّ حدّثتهم فينا أهل البيت حديثا ليّنا لا أقول فيه إلّا حقّا و لا أعتمد فيه إلّا صدقا لخرجواو هم يقولون: علي من أكذب الناس، و لو اخترت من غيركم عشرة فحدّثتهم في عدوّنا و أهل البغي علينا أحاديث كثيرة لخرجوا و هم يقولون: علي من أصدق الناس، هلك حاطب الحطب، و حاصر صاحب القصب، و بقيت القلوب منها تقلب، فمنها مشغب، و منها مجدب، و منها مخصب، و منها مسيّب، يا بنيّ! ليبرّ صغاركم كباركم، و ليرأف كباركم بصغاركم، و لا تكونوا كالغواة الجفاة الذين لم يتفقّهوا في الدين، و لم يعطوا فى اللّه محض اليقين، كبيض بيض في أداحيّ، ويح لفراخ فراخ آل محمّد من خليفة جبّار عتريف، مترف مستخفّ بخلفي و خلف الخلف، و باللّه لقد علمت تأويل الرسالات، و إنجاز العدات، و تمام الكلمات و ليكوننّ من يخلفني في أهل بيتي رجل يأمر باللّه، قويّ يحكم بحكم اللّه، و ذلك بعد زمان مكلح مفضح، يشتدّ فيه البلاء، و ينقطع فيه الرجاء، و

ص: 22


1- ( 34)- البرهان في علامات مهدي آخر الزمان: ص 104- 105 ب 4 ف 1 ح 8؛ العرف الوردي( الحاوي للفتاوي): ج 2 ص 159؛ عقد الدرر: ص 62 ب 4 ف 1.
2- ( 35)- الملاحم لابن المنادي: ص 126- 128؛ كنز العمال: ج 14 ص 592- 595 ح 39679.

يقبل فيه الرشاء، فعند ذلك يبعث اللّه رجلا من شاطئ دجلة لأمر حزبه، يحمله الحقد على سفك الدماء، قد كان في ستر و غطاء، فيقتل قوما و هو عليهم غضبان، شديد الحقد حرّان، في سنّة بخت نصّر، يسومهم خسفا، و يسقيهم كأسا، مصيره سوط عذاب، و سيف دمار، ثمّ يكون بعده هنات و أمور مشتبهات، إلّا من شطّ الفرات إلى النجفات بابا إلى القطقطانيّات، في آيات و آفات متواليات، يحدثن شكّا بعد يقين، يقوم بعد حين، يبني المدائن، و يفتح الخزائن، و يجمع الامم، ينفذها شخص البصر، و طمح النظر، و عنت الوجوه، و كشفت البال حتّى يرى مقبلا مدبرا فيا لهفي على ما أعلم، رجب شهر ذكر، رمضان تمام السنين، شوّال يشال فيه أمر القوم، ذو القعدة يقتعدون فيه، ذو الحجّة الفتح من أوّل العشر، ألا إنّ العجب كلّ العجب بعد جمادى و رجب، جمع أشتات، و بعث أموات، و حديثات هونات هونات، بينهنّ موتات، رافعة ذيلها، داعية عولها، معلنة قولها، بدجلة أو حولها، ألا إنّ منّا قائما عفيفة أحسابه، سادة أصحابه، ينادى عند اصطلام أعداء اللّه باسمه و اسم أبيه في شهر رمضان ثلاثا، بعد هرج و قتال، و ضنك و خبال، و قيام من البلاء علا، و إنّي لأعلم إلى من تخرج الأرض ودائعها، و تسلّم إليه خزائنها، و لو شئت أن أضرب برجلي فأقول:

أخرجي من هنا بيضا و دروعا، كيف أنتم يا ابن هنات، إذا كانت سيوفكم بأيمانكم مصلتات، ثمّ رملتم رملات، ليلة البيات، ليستخلفنّ اللّه خليفة يثبت على الهدى، و لا يأخذ على حكمه الرشا، إذا دعا دعوات بعيدات المدى، دامغات للمنافقين، فارجات على المؤمنين، ألا إنّ ذلك كائن على رغم الراغمين، و الحمد للّه ربّ العالمين، و صلاته على سيدنا محمّد خاتم النبيين، و آله و أصحابه أجمعين.

943-(1)- كنز العمّال: يأتي على الناس زمان لا يسلم لذي دين دينه إلّا من فرّ من شاهق إلى شاهق، أو من جحر إلى جحر كالثعلب بأشباله، و ذلك في آخر الزمان، إذا لم تنل المعيشة إلّا بمعصية اللّه، فإذا كان كذلك حلّت العزبة، يكون في ذلك الزمان هلاك الرجل على يدي أبويه إن كان له أبوان، فإن لم يكن له أبوان فعلى يدي زوجته و ولده، فإن لم تكن له زوجة و لا ولد فعلى يد الأقارب و الجيران، يعيّرونه بضيق المعيشة، و يكلّفونه ما لا يطيق، حتّى يورد نفسه الموارد الّتي يهلك فيها.

944-(2)-

سنن الترمذي: حدّثنا إسماعيل بن موسى الفزاري، ابن بنت السدي الكوفي، حدّثنا عمر بن شاكر، عن أنس بن مالك، قال:

ص: 23


1- ( 36)- كنز العمّال: ج 11 ص 154 ح 31008؛ التحصين( المطبوع بهامش مكارم الأخلاق): ص 227 القطب الثاني الفائدة الثالثة؛ منتخب كنز العمّال( مسند أحمد): ج 5 ص 393 عن ابن مسعود نحوه.
2- ( 37)- سنن الترمذي: ج 4 ص 526 كتاب الفتن ب 73 ح 2260؛ التاج الجامع للاصول: ج 5 ص 338.

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: يأتي على الناس زمان الصّابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر.

945-(1)-

سنن أبي داود: حدّثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي، حدّثنا بشر بن بكر، حدّثنا ابن جابر، حدّثني أبو عبد السلام، عن ثوبان، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: يوشك الامم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، فقال قائل: و من قلة نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير، و لكنّكم غثاء كغثاء السيل، و لينزعنّ اللّه من صدور عدوّكم المهابة منكم، و ليقذفنّ اللّه في قلوبكم الوهن، فقال قائل: يا رسول اللّه! و ما الوهن؟ قال: حبّ الدنيا و كراهية الموت.

946-(2)-

مسند الطيالسي: حدّثنا هشام، عن قتادة، عن أنس، قال: حديثا سمعته عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم لا يحدّثكموه أحد سمعه من رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم بعدي، سمعته يقول: إنّ من أشراط الساعة أن يرفع العلم، و يظهر الجهل، و يشرب الخمر، و يظهر الزنا، و يقلّ الرجال، و يكثر النساء حتى يكون في خمسين امرأة القيّم الواحد.

947-(3)- كنز العمّال: عن علي [عليه السلام]: يأتي على الناس زمان همّتهم بطونهم، و شرفهم متاعهم، و قبلتهم نساؤهم، و دينهم دراهمهم و دنانيرهم، أولئك شرّ الخلق، لا خلاق لهم.

948-(4)-

كنز العمال: يأتي على الناس زمان وجوههم وجوه الآدميّين، و قلوبهم قلوب الشياطين، سفّاكين الدماء، لا يرعون عن قبيح، و إن بايعتهم و اربوك، و إن ائتمنتهم خانوك، صبيّهم عارم، و شابّهم شاطر، و شيخهم لا يأمر بمعروف و لا ينهى عن منكر، السنّة فيهم بدعة، و البدعة فيهم سنّة، و ذو الأمر منهم غاو، فعند ذلك يسلّط اللّه عليهم شرارهم، فيدعو خيارهم فلا يستجاب لهم.

949-(5)-

تاريخ ابن عساكر: أخرج بسنده عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم أنّه قال: لا تقوم الساعة حتّى يجعل كتاب اللّه عارا، و يكون الإسلام غريبا، و حتّى ينقص العلم، و يهرم الزّمان، و ينقص عمر البشر، و تنقص السنون و الثمرات، يؤتمن التهماء، و يصدّق الكاذب، و يكذّب الصادق، و يكثر الهرج، قالوا: و ما الهرج يا رسول اللّه؟ قال: القتل القتل، و حتّى تبنى الغرف فتطاول، و حتى تحزن ذوات الأولاد، و تفرح

ص: 24


1- ( 38)- سنن أبي داود: ج 4 ص 111 ح 4297؛ التاج الجامع للاصول: ج 5 ص 327 و قال في شرحه:« و هذا واقع الآن»؛ الملاحم لابن المنادي: ص 69- 70 بمتون مختلفة و أسانيد متعدّدة؛ كنز العمّال: ج 11 ص 132 ح 30916؛ مسند أحمد: ج 5 ص 278.
2- ( 39)- مسند أبي داود الطيالسي: ج 8 ص 266 ح 1984؛ سنن الترمذي: ج 4 ص 491 كتاب الفتن ب 34 ح 2205 بسنده عن أنس نحوه و فيه:« و يفشو الزنا»؛ التاج الجامع للأصول: ج 5 ص 335- 336 و فيه أيضا:« و يفشو الزنا».
3- ( 40)- كنز العمّال: ج 11 ص 192 ح 31186؛ منتخب كنز العمّال( مسند أحمد): ج 5 ص 407.
4- ( 41)- كنز العمّال: ج 11 ص 190- 191 ح 31175.
5- ( 42)- تاريخ ابن عساكر: ج 6 ص 169.

العواقر، و يظهر البغي و الحسد و الشحّ، و يغيض العلم غيضا، و يفيض الجهل فيضا، و يكون الولد غيظا، و الشتاء قيظا، و حتّى يجهر بالفحشاء، و تزول الأرض زوالا.

950-(1)-

كنز العمّال: عن علي [عليه السلام] قال: تملأ الأرض ظلما و جورا، حتّى يدخل كلّ بيت خوف و حزن، يسألون درهمين و جريبين فلا يعطونه، فيكون قتال بقتال، و يسار بيسار، حتّى يحيط اللّه بهم في مصره، ثمّ تملأ الأرض عدلا و قسطا (ش).

951-(2)-

كنز العمّال: عن علي [عليه السلام] قال: ليأتينّ على الناس زمان يطرى فيه الفاجر، و يقرّب فيه الماحل (3)، و يعجّز فيه المنصف، في ذلك الزمان تكون الأمانة فيه مغنما، و الزكاة مغرما، و الصلاة تطاولا، و الصداقة منّا، و في ذلك الزمان استشارة الإماء، و سلطان النساء، و إمارة السفهاء.

952-(4)-

كنز العمّال: (في وصيّة النبيّ صلّى اللّه عليه [و آله] لابن مسعود): يا ابن مسعود! إنّ للساعة أعلاما، و إنّ للساعة أشراطا، ألا و إنّ من علم الساعة و أشراطها أن يكون الولد غيظا، و أنيكون المطر قيظا، و أن يقبض الأشرار قبضا. يا ابن مسعود! من أعلام الساعة و أشراطها أن يصدّق الكاذب، و أن يكذّب الصادق. يا ابن مسعود! إنّ من أعلام الساعة و أشراطها أن يؤتمن الخائن، و أن يخوّن الأمين، يا ابن مسعود! إنّ من أعلام الساعة و أشراطها أن يواصل الاطباق و أن يقاطع الأرحام. يا ابن مسعود! إن من أعلام الساعة و أشراطها أن يسود كلّ قبيلة منافقوها، و كلّ سوق فجّارها. يا ابن مسعود! إنّ من أعلام الساعة و أشراطها أن يكون المؤمن في القبيلة أذلّ من النقد. يا ابن مسعود! إنّ من أعلام الساعة و أشراطها أن تزخرف المحاريب، و أن تخرّب القلوب.

يا ابن مسعود! إنّ من أعلام الساعة و أشراطها أن يكتفي الرجال بالرجال، و النساء بالنساء. يا ابن مسعود! إنّ من أعلام الساعة و أشراطها أن تكنف المساجد، و أن تعلو المنابر. يا ابن مسعود! إنّ من أعلام الساعة و أشراطها أن يعمّر خراب الدنيا، و يخرب عمرانها. يا ابن مسعود! إنّ من أعلام الساعة و أشراطها أن تظهر المعازف و شرب الخمور. يا ابن مسعود! إنّ من أعلام الساعة و أشراطها أن تشرب الخمور. يا ابن مسعود! إنّ من أعلام الساعة و أشراطها أن تكثر الشرط و الهمّازون و الغمّازون و اللّمازون. يا ابن مسعود! إنّ من أعلام الساعة و أشراطها أن تكثر أولاد الزنا.

ص: 25


1- ( 43)- كنز العمّال: ج 14 ص 586 ب المهديّ عليه السلام ح 39659.
2- ( 44)- كنز العمّال: ج 14 ص 575- 576 ح 39641.
3- ( 1) الماحل: المحال- بالكسر- هو الكيد، و قيل: المكر.( النهاية: مادّة« محل»).
4- ( 45)- كنز العمّال: ج 14 ص 224 ح 38495.

953-(1)-

كنز العمّال: عن عليّ [عليه السلام]: سيأتي على الناس زمان لا يبقى من الإسلام إلّا اسمه، و لا يبقى من القرآن إلّا رسمه، مساجدهم يومئذ عامرة و هي خراب من الهدى، علماؤهم شرّ من تحت أديم السماء، من عندهم نجم الفتن و إليهم تعود.

954-(2)-

كنز العمّال: عن عليّ [عليه السلام] قال: لا تكونوا عجلا، مذاييع (3)

بذرا، فإنّ من ورائكم بلاء مبلحا مكلحا(4)، و امورا منها متماحلة ردحا.(5)

955-(6)-

الفتن: حدّثنا هاشم، عن عوف، قال: بلغني أنّ عليّا [عليه السلام] رضي اللّه عنه قال: يأتي على الناس زمان المؤمن فيه أذلّ من الأمة.و يدل عليه أيضا الأحاديث 321، 327، 337، 339، 353، 360، 364 إلى 367، 370، 371، 375، 378، 382، 390، 391، 396، 400، 404، 406، 407، 428، 429، 431، 433، 453، 456، 457، 463، 479، 484، 485، 527، 537، 558، 586، 591، 603، 669، 1094، 1105، 1187.(7)

ص: 26


1- ( 46)- كنز العمّال: ج 11 ص 280 ح 31522.
2- ( 47)- كنز العمّال: ج 11 ص 281 ح 31524.
3- ( 1) مذاييع: جمع مذياع، من أذاع الشي ء إذا أفشاه، و هو بناء مبالغة( النهاية: مادّة« ذيع»).
4- ( 2) مبلحا: معيبا. مكلحا: أي يكلح الناس لشدّته، و الكلوح: العبوس. انظر النهاية مادتي:« بلح» و« كلح».
5- ( 1) الرّدح: الثقيلة العظيمة، واحدها رداح يعني الفتن.( النهاية: مادّة« ردح»).
6- ( 48)- الفتن: ج 2 ص 95.
7- ( 2) اعلم أنّ ما أخرجناه في هذا الباب و غيره من أبواب هذا الكتاب من أحاديث الفتن ليس إلّا القليل منها، و استقصاؤها صعب جدّا، و قد صنّف المحدّثون المكثرون فيها كتبا مفردة. و لا يخفى عليك أنّ فى كثير منها- سيّما الطائفة التي لا يرتقي سندها إلى النبي و عترته الطاهرة صلوات اللّه عليهم أجمعين، و سيّما ما رووه في فتنة الدجّال و تفاصيل اخرى- نكارة و غرابة مع ضعف الإسناد و غيرها من العلل، فلا بدّ من عرض ما تفرّدت به هذه الطائفة على غيرها من الأخبار الصحيحة المقبولة المأمونة من العلل، المرويّة عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و أئمّة العترة عليهم السلام، الذين امرنا بالتمسك بهم و الرجوع إليهم في أحاديث الثقلين المتواترة و غيرها، و المراجع في هذه الأحاديث يجد أنّ تمييز الصحيح منها عن السقيم لا يتأتّى إلّا من مهرة هذا الفنّ، و حذّاق علم الحديث، و إنّما تركنا طوائف كثيرة من هذه الأحاديث لأجل ما فيها من الأخبار و الآثار التي تشهد متونها بالوضع، أو ابتليت أسنادها بالضعف، و لعدم المجال للتنقيح و التخليص و استخراج ما يعتمد عليه على الأصول المقرّرة في فنّ الحديث، و مع ذلك لا يذهب عليك أنّه لا يجوز إنكار تواتر هذه الأحاديث بالإجمال أو المعنى فيما اتّفقت عليه، فهي متواترة و فوق حدّ التواتر الإجمالي و المعنوي. هذا و قد تركنا طائفة منها ممّا لا بأس بها أو يعتمد عليها تركا للإطالة، و كفاية ما أخرجناه لما نحن بصدده، و حذرا من ملالة القرّاء الكرام. و مع ذلك كلّه ننبّه القارئ بأنّه لا يجوز ردّ الحديث بمجرّد الاستبعاد و الاستغراب، بعد ما جاء في القرآن الكريم في معجزات الأنبياء و نبيّنا صلّى اللّه عليه و آله و عليهم ما هو أغرب في العادة وقوعه، فلا بدّ للتسليم قبال أخبار النبي و خلفائه عليهم السلام. أ فلا ترى أنّ المنكرين للمعاد لم يعتمدوا في إنكارهم إلّا على الاستبعاد، فقالوا:\i أَ إِذا كُنَّا عِظاماً وَ رُفاتاً أَ إِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً*\E الاسراء: 49 و 98. و قالوا:\i مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَ هِيَ رَمِيمٌ\E يس: 78. و قد افتتن بعض المتسمّين بالثقافة و التنوّر في هذا العصر، فحاولوا تعليل المعجزات و تفسيرها بالعلل الماديّة كيلا تقع موردا لإنكار المؤمنين بالمادّة، و هذا انصراف عن عالم الغيب و ما قام به دعوة الأنبياء، أعاذنا اللّه منه و جعلنا من المؤمنين بالغيب. و هنا تنبيه آخر و هو: أنّه و إن كان مورد كثير من أحاديث الفتن أشراط الساعة و ما يقع قبل قيام الساعة و مستقبل الزمان و لا تصريح فيها بعلامات ظهور المهدي عليه السلام- بأبي هو و أمّي- إلّا أن المتأمل فيها يجد كمال الارتباط بين البابين( باب أشراط الساعة، و باب علامات الظهور)؛ لأنّ الظاهر وقوع هذه الفتن كما جاء في أحاديث المهدي عليه السلام قبل ظهوره أو قبيله، فما يقع قبل ظهوره من الفتن يعدّ من أشراط الساعة، كما أنّ ظهوره- مثل بعثة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و انشقاق القمر- من علامات الساعة و أشراطها و قرب قيامها، و هذا جمع عرفيّ بين الأحاديث، مضافا الى وجود الشاهد من نفس الأحاديث له، و اللّه الهادي الى الصواب.

الفصل الثالث في بعض علائم ظهوره عليه السلام و فيه 30 حديثا

956-(1)-

الفتن: حدّثنا الوليد بن مسلم، عن إسماعيل بن رافع، عمّن حدّثه، عن أبي سعيد الخدري- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: ستكون بعدي فتن، منها فتنة الأحلاس، يكون فيها حرب و هرب، ثمّ بعدها فتن أشدّ منها، ثمّ تكون فتنة كلّما قيل انقطعت تمادت، حتّى لا يبقى بيت إلّا دخلته، و لا مسلم إلّا صكّته، حتّى يخرج رجل من عترتي.

957-(2)-

الفتن: حدّثنا ابن المبارك، و ابن ثور، و عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن طاوس، عن علي بن عبد اللّه بن عبّاس، قال:

ص: 27


1- ( 1)- الفتن: باب تسمية الفتن الّتي هي كائنة و عددها ... ص 19؛ عقد الدرر: ب 4 ف 1 ص 49- 50 نحوه، و ذكر بدل« صكته»:« وصلته»، و قال:« أخرجه الحافظ أبو محمّد الحسين في كتاب« المصابيح» هكذا، و أخرجه الحافظ أبو عبد اللّه نعيم بن حمّاد في كتاب« الفتن» بمعناه، و له شاهد صحيح في البخاري»؛ بشارة الإسلام: ص 29 ب 1 نحوه؛ البرهان: ص 103 ب 4 ح 3 و ذكر بدل« صكّته»:« ملّته»؛ كنز العمّال: ج 14 ص 269 ح 38685 و ذكر بدل« صكّته»:« شكته»؛ كشف الأستار: ص 169 ف 2؛ إبراز الوهم المكنون: ص 43.
2- ( 2)- الفتن: باب آخر من علامات المهدي في خروجه عليه السلام ص 179 ح 2؛ عقد الدرر في أخبار المنتظر: ب 4 ص 106 عن عبد اللّه بن عبّاس، و قال:« أخرجه الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، و الحافظ أبو عبد اللّه نعيم بن حمّاد» إلّا أنّ فيه:« مع الشمس آية»؛ العرف الوردي في أخبار المهدي( الحاوي للفتاوي): ج 2 ص 136 عن نعيم بن حمّاد و أبي الحسن الحربي في الأوّل من الحربيّات، عن علي بن عبد اللّه بن عبّاس و فيه:« مع الشمس آية»؛ البرهان في علامات مهديّ آخر الزمان: ب 4 ف 1 ص 107 ح 13 عن علي بن عبد اللّه بن عبّاس و فيه:« حتى تظهر مع الشمس آية» و ذكر عن بعض النسخ:« حتى تطلع من الشمس آية» و ص 108 ح 15 عن عبد اللّه بن عبّاس« حتّى تطلع الشمس آية» و قال:« أخرجه البيهقي و نعيم»؛ القول المختصر: ب 3 الثانية؛ غيبة الشيخ: ف ذكر طرف من العلامات الكائنة قبل خروجه عليه السلام ص 280؛ بحار الأنوار: ج 52 ب 25 ص 217 ح 79؛ الخرائج و الجرائح: ج 3 ص 1154 ح 60 و جاء فيه:« حتى تطلع مع الشمس آية». اعلم أنّ مثل هذا الخبر يسمّى مقطوعا، و عند البعض يعدّ من الأثر، و لا حجّيّة فيه بنفسه إلّا بدعوى أنّ قائل مثل هذا ممّا لا سبيل إليه إلّا إخبار النبي به، لا يقوله إلّا إذا ثبت عنده رواية ذلك عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله، و إلّا كانوا يردّونه عليه، و يستنكرون ذلك منه. و الآثار و الأخبار المقطوعة في المهدي عليه السلام في كتب الفريقين كثيرة جدّا لا تستقصى، و لم نكن في هذه المجموعة بصدد الاعتماد عليها أو نقلها، اللّهمّ إلّا القليل منها. و ليعلم أنّه يعتمد على هذه الأخبار إذا وجد شاهد عليها من الأحاديث المرفوعة الى النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، أو إلى عترته و أهل بيته الأئمة الذين هم أعدال القرآن، أو علم بأنّ قائله لا يقول مثله إلّا مخبرا عن النبي صلّى اللّه عليه و آله أو شهد بعض القرائن في خصوص مورد بذلك.

لا يخرج المهدي حتّى تطلع الشمس آية.

958-(1)-

عقد الدرر: عن عبد اللّه بن عمر، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: لا تقوم الساعة حتّى يخرج المهدي من ولدي، و لا يخرج [المهدي- خ] حتّى يخرج ستّون كذّابا، كلّهم يقول: أنا نبيّ.

959-(2)-

كمال الدين: حدّثنا أبي- رضى اللّه عنه- قال: حدّثنا عبد اللّه بن جعفر الحميري، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه علي، عن الحسين بن سعيد، عن صفوان بن يحيى، عن محمّد بن حكيم، عن ميمون البان، عن أبى عبد اللّه الصادق عليه السلام قال: خمس قبل قيام القائم عليه السلام: اليماني، و السفياني، و المنادي ينادي من السماء، و خسف بالبيداء، و قتل النفس الزكيّة.

ص: 28


1- ( 3)- عقد الدرر: ف 1 ب 4 ص 64؛ الإرشاد: ص 358 عن يحيى بن أبي طالب عن علي بن عاصم عن عطاء بن سائب عن أبيه عن عبد اللّه بن عمر و فيه:« و لا يخرج المهدي»؛ بشارة الإسلام: ب 1 ص 11 و 27؛ البحار: ج 52 ب 25 ص 208- 209 ح 46؛ الخرائج و الجرائح: ج 3 ص 1149 ح 57؛ منتخب الأنوار المضيئة: ص 25؛ إعلام الورى: ص 426؛ غيبة الشيخ: ص 434 ح 424؛ إثبات الهداة: ج 3 ص 725 ح 44.
2- ( 4)- كمال الدين: ج 2 ص 649 ب 57 ح 1؛ البحار: ج 52 ص 203 ب 25 ح 29 و ص 204 ح 34.

960-(1)-

كمال الدين: حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد- رضي اللّه عنه- قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن العبّاس بن معروف، عن علي بن مهزيار،(2)

عن عبد اللّه بن محمّد الحجّال، عن ثعلبة بن ميمون، عن شعيب الحذّاء [الحدّاد]، عن صالح مولى بني العذراء، قال: سمعت أبا عبد اللّه الصادق عليه السلام يقول: ليس بين قيام قائم آل محمّد و بين قتل النفس الزكيّة إلّا خمسة عشر ليلة.

961-(3)-

كمال الدين: حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد- رضي اللّه عنه- قال: حدّثنا الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن النّضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن الحارث بنالمغيرة البصري، عن ميمون البان، قال: كنت عند أبي جعفر عليه السلام في فسطاطه، فرفع جانب الفسطاط فقال: إنّ أمرنا قد كان أبين من هذه الشمس، ثمّ قال: ينادي مناد من السماء: فلان بن فلان هو الإمام باسمه، و ينادي إبليس- لعنه اللّه- من الأرض كما نادى برسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ليلة العقبة.

962-(4)- غيبة النعماني: حدّثنا محمّد بن همّام قال: حدّثنا عبد اللّه بن جعفر الحميري، قال: حدّثنا الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن محمّد بن مسلم، عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد عليهما السلام أنّه قال: إنّ قدّام قيام القائم علامات، بلوى من اللّه تعالى لعباده المؤمنين، قلت: و ما هي؟ قال: ذلك قول اللّه عزّ و جلّ: وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْ ءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَ الْجُوعِ وَ نَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَ الْأَنْفُسِ وَ الثَّمَراتِ وَ بَشِّرِ الصَّابِرِينَ (5)، قال: «لنبلونّكم»

يعني: المؤمنين، «بشي ء من الخوف» من ملوك بني فلان في آخر سلطانهم، و «الجوع» بغلاء أسعارهم، «و نقص

ص: 29


1- ( 5)- كمال الدين: ج 2 ب 57 ص 649 ح 2؛ غيبة الشيخ: ص 271؛ البحار: ج 52 ب 25 ص 203 ح 30؛ الإرشاد للشيخ المفيد: ص 360؛ إعلام الورى: ص 427.
2- ( 1) رجال النجاشي: ص 253 الرقم 664 عدّ من كتبه« كتاب القائم»، و قال الشيخ في الفهرست ص 231 الرقم 498:« علي بن مهزيار الأهوازي، جليل القدر، واسع الرواية، ثقة، له ثلاثة و ثلاثون كتابا، انتهى». و هو الذي كان إذا طلعت الشمس سجد، و لا يرفع رأسه حتّى يدعو لألف من إخوانه بمثل ما دعا لنفسه.
3- ( 6)- كمال الدين: ج 2 ب 57 ص 650 ح 4؛ البحار: ج 52 ص 204 ح 31؛ الخرائج و الجرائح: ج 3 ص 1160 ح 62؛ الأنوار المضيئة: ص 34 و سيأتي تحت الرقم 1007.
4- ( 7)- غيبة النعماني: ص 250 ب 14 ح 5؛ كمال الدين: ج 2 ص 649- 650 ب 57 ح 3؛ ينابيع المودّة: ب 71 ص 421 مختصرا و فيه:« موت ذائع»؛ الخرائج و الجرائح: ج 3 ص 1153 ح 60 أخرجه عن الحسين بن علي عليه السلام؛ دلائل الإمامة للطبري: ص 259؛ الإرشاد للمفيد: ص 361 ب علامات قيام القائم عليه السلام؛ منتخب الأنوار المضيئة: ص 31 مع اختلاف يسير في بعض الألفاظ؛ الإمامة و التبصرة من الحيرة لابن بابويه: ص 129 ب 25 ح 132.
5- ( 1) البقرة: 155.

من الأموال» فساد التجارات، و قلّة الفضل فيها، «و الأنفس» قال: موت ذريع، «و الثمرات» قلّة ريع ما يزرع، و قلّة بركة الثمار، «و بشّر الصابرين» عند ذلك بخروج القائم عليه السلام. ثمّ قال لي: يا محمّد! هذا تأويله، إنّ اللّه عزّ و جلّ يقول: وَ ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ (1).

963-(2)- غيبة النعماني: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة، قال: حدّثني أحمد بن يوسف بن يعقوب أبو الحسن الجعفي من كتابه، قال: حدّثنا إسماعيل بن مهران، عن الحسن بن على بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي بصير، قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام: لا بدّ أن يكون قدّام القائم سنة يجوع فيها الناس، و يصيبهم خوف شديد من القتل، و نقص من الأموال و الأنفس و الثمرات، فإنّ ذلك فى كتاب الله لبيّن، ثمّ تلا هذه الآية: وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْ ءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَ الْجُوعِ وَ نَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَ الْأَنْفُسِ وَ الثَّمَراتِ وَ بَشِّرِ الصَّابِرِينَ.

964-(3)- كمال الدين: حدّثنا محمّد بن الحسن- رضي اللّه عنه- قال: حدّثنا محمد بن يحيى العطّار، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن صفوان بن يحيى، عن مندل، عن بكّار بن أبي بكر، عن عبد اللّه بن عجلان، قال: ذكرنا خروج القائم عليه السلام عند أبي عبد اللّه عليه السلام، فقلت له: كيف لنا أن نعلم ذلك؟ فقال: يصبح أحدكم و تحت رأسه صحيفة عليها مكتوب: طاعة معروفة.

965-(4)-

كمال الدين: حدّثنا محمّد بن الحسن- رضي اللّه عنه- قال: حدّثنا الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن الحكم الحنّاط، عن محمّد بن همّام، عن ورد، عن أبي جعفر عليه السلام قال: اثنان بين يدي هذا الأمر: خسوف القمر لخمس، و كسوف الشمس لخمس عشر، [و] لم يكن ذلك منذ هبط آدم عليه السلام إلى الأرض، و عند ذلك يسقط حساب المنجّمين.

966-(5)-

الروضة من الكافي: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن ثعلبة بن ميمون، عن بدر بن الخليل الأزدي، قال: كنت جالسا عند أبي جعفر عليه السلام فقال:

ص: 30


1- ( 2) آل عمران: 7.
2- ( 8)- غيبة النعماني: ص 250- 251 ب 14 ح 6؛ و روى نحوه بسنده عن جابر الجعفي عن أبي جعفر عليه السلام في هذا الباب ص 251 ح 7.
3- ( 9)- كمال الدين: ص 654 ب 59 ح 22.
4- ( 10)- كمال الدين: ج 2 ص 655 ب 57 ح 25؛ بشارة الإسلام: ص 86 ب 6.
5- ( 11)- الروضة من الكافي: ص 212 ح 258؛ غيبة الشيخ: ص 444- 445 ح 439 عن الفضل بن شاذان عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر عن ثعلبة عن بدر بن الخليل؛ الإرشاد: ب ذكر علامات ظهور القائم عليه السلام ص 387؛ بشارة الإسلام: ب 6 ص 91. و قد روى النعماني في غيبته غير ما ذكر من الروايات في الخسوف و الكسوف، فراجع باب ما روي في العلامات( ب 14) منه في ص 271 ح 45؛ الخرائج و الجرائح: ج 3 ص 1158 ح 62.

آيتان تكونان قبل قيام القائم عليه السلام لم تكونا منذ هبط آدم إلى الأرض: تنكسف الشمس في النصف من شهر رمضان، و القمر في آخره، فقال رجل: يا ابن رسول اللّه! تنكسف الشمس في آخر الشهر و القمر في النصف؟ فقال أبو جعفر عليه السلام: إنّي أعلم ما تقول، و لكنّهما آيتان لم تكونا منذ هبط آدم عليه السلام.

967-(1)-

كمال الدين: و بهذا الإسناد (يعني: محمّد بن الحسن، عن الحسين بن الحسن بن أبان) عن الحسين بن سعيد، عن صفوان بن يحيى، عن عبد الرحمن بن الحجّاج، عن سليمان بن خالد، قال:سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: قدّام القائم موتتان: موت أحمر، و موت أبيض، حتّى يذهب من كلّ سبعة خمسة، الموت الأحمر:

السيف، و الموت الأبيض: الطاعون.

968-(2)-

الإرشاد: عن محمّد بن أبي البلاد، عن علي بن محمّد الأزدي، عن أبيه، عن جدّه، قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: بين يدي القائم عليه السلام موت أحمر، و موت أبيض، و جراد من حينه، و جراد في غير حينه كألوان الدم، فأما الموت الأحمر فالسيف، و أما الموت الأبيض فالطاعون.

969-(3)-

غيبة النعماني: محمّد بن همّام، قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مالك الفزاري، قال: حدّثني علي بن عاصم، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام أنّه قال: قبل هذا الأمر: السفياني، و اليماني، و المرواني، و شعيب بن صالح، و كفّ يقول هذا و هذا.

ص: 31


1- ( 12)- كمال الدين: ج 2 ص 655 ب 57 ح 27.
2- ( 13)- الإرشاد: ص 359؛ غيبة الشيخ: عن الفضل، عن علي بن أسباط، عن محمّد بن أبي البلاد، عن علي بن محمّد الأودي، عن أبيه، عن جدّه ص 438 ح 430؛ غيبة النعماني: ب 14 ص 277- 278 ح 61 قال:« أخبرنا علي بن الحسين، قال: أخبرنا محمّد بن يحيى، عن محمّد بن حسّان الرازي، عن محمّد بن علي الكوفي، عن إبراهيم بن أبي البلاد، عن علي بن محمّد بن الأعلم الأزدي، عن أبيه، عن جدّه، قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام ... و ذكر الحديث»، إلّا أنّه قال:« و جراد في حينه»، و قال:« و جراد في غير حينه أحمر كالدم»، و قال:« فبالسيف»، و في بعض نسخه:« فبالطاعون»؛ إثبات الهداة: ج 3 ص 738 ب 34 ف 9 ح 114؛ البحار: ج 52 ص 211 ب 25 ح 59؛ إعلام الورى: ص 427 ب 4 في ذكر علامات قيام القائم؛ الخرائج و الجرائح: ج 3 ص 1152 ح 58؛ الفصول المهمّة: ص 301.
3- ( 14)- غيبة النعماني: المطبوعة سنة 1318 ص 134 و 135 مكرّرا و فى النسخة المطبوعة الجديدة التي نقلنا سائر ما نقلناه عن النعماني عنها ذكر:« فكيف يقول هذا هذا» ص 253 ب 14 ح 12 و هو موافق مع النسخة التي نقل عنها في البحار: ج 52 ب 25 ص 233 ح 99 و قال:« بيان: أي كيف يقول هذا الذي خرج: إنّي القائم، يعني محمّد بن إبراهيم أو غيره، انتهى». و على النسخة المطبوعة القديمة لعلّ المراد من قوله:« يقول» أنّ الكفّ يشير إليه أو الى مكانه، و يجوز أن يكون المراد منه ظاهره و أنّه يقول فيخبر عنه، و اللّه أعلم.

970-(1)-

غيبة النعماني: أخبرنا محمّد بن همّام، قال: حدّثني جعفر بن محمّد بن مالك الفزاري، قال: حدّثني موسى بن جعفر بن وهب، قال: حدّثني الحسن بن علي الوشّاء، عن عبّاس بن عبد اللّه [عبيد- خ]، عن داود بن سرحان، عن أبي عبد اللّه عليه السلام أنه قال:

العام الذي فيه الصيحة قبله الآية في رجب، قلت: و ما هي؟ قال: وجه يطلع في القمر، و يد بارزة.

971-(2)- غيبة الشيخ: الفضل- يعني كتابه-، عن ابن أبي نجران، عن محمّد بن سنان، عن أبي الجارود، عن محمّد بن بشر، عن محمّد بن الحنفيّة، قال: قلت له: قد طال هذا الأمر حتّى متى؟ قال:

فحرّك رأسه ثمّ قال: أنّى يكون ذلك و لم يعضّ الزمان، أنّى يكون ذلك و لم يجف الاخوان، أنّى يكون ذلك و لم يظلم السلطان، أنّى يكون ذلك و لم يقم الزنديق من قزوين فيهتك ستورها، و يكفّر صدورها، و يغيّر سورها، و يذهب بهجتها، من فرّ منه أدركه، و من حاربه قتله، و من اعتزله افتقر، و من تابعه كفر، حتّى يقوم باكيان: باك يبكي على دينه، و باك يبكي على دنياه.

972-(3)-

الإرشاد: الحسين بن سعيد، عن منذر الجوزي، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، قال: سمعته يقول: يزجر الناس قبل قيام القائم عليه السلام عن معاصيهم بنار تظهر في السماء، و حمرة تجلّل السماء، و خسف ببغداد، و خسف ببلدة البصرة، و دماء تسفك بها، و خراب دورها، و فناء يقع في أهلها، و شمول أهل العراق خوف لا يكون لهم معه قرار.

973-(4)-

غيبة النعماني: و حدّثنا محمّد بن همّام، قال: حدّثنا أحمد بن مابنداذ [مابنداد، مابندار] و عبد اللّه بن جعفر الحميري، قالا:

ص: 32


1- ( 15)- غيبة النعماني: ص 252 ب 14 ح 10.
2- ( 16)- غيبة الشيخ: ص 441 ح 433؛ البحار: ج 52 ب 25 ح 61 ص 212، و فيهما« و لم يجفوا».
3- ( 17)- الإرشاد: ص 361 طبع بصيرتي؛ البحار: ج 52 ب 25 ح 85 ص 221 و فيه: « الحسين بن زيد».
4- ( 18)- غيبة النعماني: ب 10 ص 180- 181 ح 28؛ كمال الدين: ج 2 ب 35 ص 370- 371 ح 3؛ عيون أخبار الرضا: ج 2 ب 30 ص 6 ح 14 نحوه؛ البحار: ج 51 ب 8 ص 152- 154 ح 2 و 3 و قال:« قوله عليه السلام:« عليه جيوب النور» لعلّ المعنى أنّ جيوب الأشخاص النورانيّة من كمّل المؤمنين و الملائكة المقرّبين و أرواح المرسلين تشتعل للحزن على غيبته و حيرة الناس فيه، و إنّما ذلك لنور إيمانهم الساطع من شموس عوالم القدس، و يحتمل أن يكون المراد بجيوب النور الجيوب المنسوبة الى النور و التي يسطع منها أنوار فيضه و فضله تعالى، و الحاصل: أنّ عليه- صلوات اللّه عليه- أثوابا قدسيّة، و خلعا ربّانيّة، تتّقد من جيوبها أنوار فضله و هدايته تعالى، و يؤيّده ما مرّ في رواية محمّد بن الحنفية عن النبي صلّى اللّه عليه و آله« جلابيب النور»، و يحتمل أن يكون« على» تعليليّة، أي ببركة هدايته و فيضه عليه السلام يسطع من جيوب القابلين أنوار القدس من العلوم و المعارف الربّانية». هذا و لا يخفى عليك ما وقع فى البحار من ذكر الحديث الثالث من كمال الدين، و هو حديثنا هذا بسند الحديث الثاني منه. دلائل الإمامة للطبري: ص 245؛ الخرائج و الجرائح: ج 3 ص 1168- 1169 ح 65؛ غيبة الشيخ: ص 439- 440 ح 431 مع اختلاف يسير؛ إثبات الهداة: ج 7 ص 406- 407 ب 34 ف 6 ح 50؛ منتخب الأنوار المضيئة: ص 36- 37 و جاء فيه:« الرابع من ولدي»؛ إثبات الوصيّة للمسعودي: ص 227 طبع منشورات الرضا.

حدّثنا أحمد بن هلال، قال: حدّثنا الحسن بن محبوب الزرّاد، قال: قال لي الرضا عليه السلام: إنّه يا حسن! ستكون فتنة صمّاء صيلم، يذهب فيها كلّ وليجة و بطانة- و في رواية: يسقط فيها كلّ وليجة و بطانة- و ذلك عند فقدان الشيعة الثالث من ولدي، يحزن لفقده أهل الأرض و السماء، كم من مؤمن و مؤمنة متأسّف متلهّف حيران حزين لفقده، ثمّ أطرق، ثمّ رفع رأسه و قال: بأبى و أمّي سميّ جدّي، و شبيهي و شبيه موسى بن عمران، عليه جيوب النور يتوقّد من شعاع ضياء القدس، كأنّي به آيس ما كانوا، قد نودوا نداء يسمعه من بالبعد كما يسمعه من بالقرب، يكون رحمة على المؤمنين، و عذابا على الكافرين، فقلت: بأبي و أمّي أنت، و ما ذلك النداء؟ قال: ثلاثة أصوات في رجب، أوّلها: «ألا لعنة اللّه على الظّالمين»، و الثاني: «أزفت الآزفة يا معشر المؤمنين»، و الثالث:

يرون يدا بارزة مع قرن الشمس تنادي: «ألا إنّ اللّه قد بعث فلانا على هلاك الظالمين»، فعند ذلك يأتي المؤمنين الفرج، و يشفي اللّه صدورهم، و يذهب غيظ قلوبهم.

974-(1)-

كمال الدين: حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار- رضي اللّه عنه-، قال: حدّثنا أبي، عن محمّد بن أحمد، عن محمّد بن مهران، عن خاله أحمد بن زكريّا، قال: قال لي الرضا علي بن موسى عليهما السلام: أين منزلك ببغداد؟ قلت: الكرخ، قال: أما إنّه أسلم موضع، و لا بدّ من فتنة صمّاء صيلم، تسقط فيها كلّ وليجة و بطانة، و ذلك عند فقدان الشيعة الثالث من ولدي.

975-(2)-

الفتن: حدّثنا الوليد و رشدين، عن أبي لهيعة، عن أبي قبيل، عن أبي رومان، عن علي- رضي اللّه عنه- [عليه السلام] قال: إذا نادى مناد من السماء أنّ الحقّ في آل محمّد فعند ذلك يظهر المهدي على أفواه الناس، و يشربون حبّه، و لا يكون لهم ذكر غيره.

ص: 33


1- ( 19)- كمال الدين: ج 2 ب 35 ص 371 ح 4؛ البحار: ج 51 ب 8 ص 155 ح 6 و فيه« حمدان»« بدل»« مهران».
2- ( 20)- الفتن: باب آخر من علامات المهدي في خروجه ص 180 الملاحم لابن المنادي: باب سياق فضله من أخبار المهدي ص 86 و ذكر:« على أقوام من الناس»؛ عقد الدرر: ب 4 ف 1 ص 52، و ذكر:« و يشربون ذكره» أخرجه عن ابن المنادي و نعيم؛ العرف الوردي( الحاوي للفتاوي): ج 2 ص 140؛ القول المختصر: ب 2 العلامة الثامنة.

976-(1)-

تاريخ قم: و عن محمّد بن قتيبة الهمداني و الحسن بن علي الكشمارجاني [الكمشارجاني- خ] عن علي بن النعمان، عن أبي الأكراد علي بن ميمون الصائغ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال:إنّ اللّه احتجّ بالكوفة على سائر البلاد، و بالمؤمنين من أهلها على غيرهم من أهل البلاد، و احتجّ ببلدة قم على سائر البلاد، و بأهلها على جميع أهل المشرق و المغرب من الجنّ و الإنس، و لم يدع اللّه قم و أهلها مستضعفين بل وفّقهم و أيّدهم، ثمّ قال: إنّ الدين و أهله بقم ذليل، و لو لا ذلك لأسرع الناس إليه فخرب قم و بطل أهلها فلم يكن حجّة على سائر البلاد، و إذا كان كذلك لم تستقرّ السماء و الأرض، و لم ينظروا طرفة عين، و إنّ البلايا مدفوعة عن قم و أهلها، و سيأتي زمان تكون بلدة قم و أهلها حجّة على الخلائق، و ذلك في زمان غيبة قائمنا عليه السلام إلى ظهوره، و لو لا ذلك لساخت الأرض بأهلها، و إنّ الملائكة لتدفع البلايا عن قم و أهلها، و ما قصدها جبّار بسوء إلّا قصمه قاصم الجبّارين، و شغله عنهم بداهية أو مصيبة أو عدوّ، و ينسي اللّه الجبّارين في دولتهم ذكر قم و أهلها كما نسوا ذكر اللّه.

977-(2)-

تاريخ قم: و روي بأسانيد عن الصادق عليه السلام أنّه ذكر الكوفة، و قال: ستخلو الكوفة من المؤمنين، و يأزر عنها العلم كما تأزر الحيّة في جحرها، ثمّ يظهر العلم ببلدة يقال لها: قم، و تصير معدنا للعلم و الفضل، حتّى لا يبقى في الأرض مستضعف في الدين حتّى المخدّرات في الحجال، و ذلك عند قرب ظهور قائمنا، فيجعل اللّه قم و أهلها قائمين مقام الحجّة، و لو لا ذلك لساخت الأرض بأهلها و لم يبق في الأرض حجّة، فيفيض العلم منه إلى سائر البلاد في المشرق و المغرب، فيتمّ حجّة اللّه على الخلق حتّى لا يبقى أحد على الأرض لم يبلغ إليه الدين و العلم، ثمّ يظهر القائم عليه السلام و يصير سببا لنقمة اللّه و سخطه على العباد، لأنّ اللّه لا ينتقم من العباد إلّا بعد إنكارهم الحجّة.(3)

ص: 34


1- ( 21)- البحار: ج 60 ص 212- 213 ب الممدوح من البلدان ب 36؛ تاريخ قم: ص 20. أقول: و في رسالة مخطوطة عندي في فضل قم تاريخ كتابتها سنة 1263 ه: « الحسن بن علي الكمبارجاني».
2- ( 22)- البحار: ج 60 ص 213 ب 36 الممدوح من البلدان ح 23؛ سفينة البحار: ج 2 ص 445 مادّة« قمم» نحوه؛ تاريخ قم: ص 44 ح 39. أقول: و في الرسالة المخطوطة المشار إليها ذكر:« بعد إنكارهم حجّته».
3- ( 1) قال في الإرشاد( باب ذكر علامات قيام القائم عليه السلام و مدّة أيّام ظهوره، و شرح سيرته، و طريقة أحكامه، و طرف ممّا يظهر في دولته):« قد جاءت الآثار بذكر علامات لزمان قيام القائم المهدى عليه السلام، و حوادث تكون أمام قيامه، و آيات و دلالات، فمنها: خروج السفياني، و قتل الحسني، و اختلاف بني العبّاس، و خسف بالبيداء، و خسف بالمشرق، و خسف بالمغرب، و ركود الشمس من عند الزوال الى وسط أوقات العصر، و طلوعها من المغرب، و قتل نفس زكية بظهر الكوفة في سبعين من الصالحين، و ذبح رجل هاشمي بين الركن و المقام، و هدم حائط مسجد الكوفة، و اقبال رايات سود من قبل خراسان، و خروج اليماني، و ظهور المغربي بمصر، و تملكه الشامات، و نزول ترك بالجزيرة، و نزول الروم الرملة، و طلوع نجم بالمشرق، و يضي ء كما يضي ء القمر ثم ينعطف حتى يكاد يلتقي طرفاه، و حمرة تظهر في السماء و تنتشر في آفاقها، و نار تظهر بالمشرق طولا، و تبقى في الجو ثلاثة أيام أو سبعة أيّام، و خلع العرب أعنّتها، و تملّكها في البلاد و خروجها عن سلطان العجم، و قتل أهل مصر أميرهم، و خراب الشام، و اختلاف ثلاثة رايات فيه، و دخول رايات قيس و العرب إلى اهل مصر، و رايات كندة إلى خراسان، و ورود خيل من قبل المغرب حتّى تربط بفناء الحيرة، و إقبال رايات سود من قبل المشرق نحوها، و بثق في الفرات حتى يدخل الماء أزقّة الكوفة، و خروج ستين كذّابا كلّهم يدّعي النبوّة، و خروج اثني عشر من آل- أبي طالب كلّهم يدّعي الإمامة لنفسه، و إحراق رجل عظيم القدر من شيعة بني العبّاس بين جلولاء و خانقين، و عقد الجسر ممّا يلي الكرخ بمدينة بغداد، و ارتفاع ريح سوداء بها في أوّل النهار، و زلزلة حتى ينخسف كثير منها، و خوف يشمل أهل العراق و بغداد، و موت ذريع فيه، و نقص من الأموال و الأنفس و الثمرات، و جراد يظهر في أوانه و في غير أوانه حتّى يأتي على الزرع و الغلات، و قلّة ريع لما يزرعه الناس، و اختلاف صنفين من العجم، و سفك دماء كثيرة فيما بينهم، و خروج العبيد عن طاعة ساداتهم و قتلهم مواليهم، و مسخ لقوم من أهل البدع حتّى يصيروا قردة و خنازير، و غلبة العبيد على بلاد السادات، و نداء من السماء حتى يسمعه أهل الأرض كلّهم، أهل كلّ لغة بلغتهم، و وجه و صدر يظهران من السماء للناس في عين الشمس، و أموات ينشرون من القبور حتّى يرجعوا الى الدنيا فيتعارفون فيها و يتزاورون ثمّ يختم ذلك بأربع و عشرين مطرة تتّصل فتحيى بها الأرض بعد موتها، و تعرف بركاتها، و يزول بعد ذلك كلّ عاهة عن معتقدي الحقّ من شيعة المهدي عليه السلام، فيعرفون عند ذلك ظهوره بمكّة و يتوجّهون نحوه لنصرته كما جاءت بذلك الأخبار، و من جملة هذه الأحداث محتومة، و منها مشترطة، انتهى». و قد صنّف الشيخ أبو جعفر محمّد بن علي بن بابويه الصدوق مصنّف كمال الدين- رضي اللّه عنه- في علامات القائم و سيرته، و ما يجري في أيّامه كتابا سمّاه« السرّ المكتوم إلى الوقت المعلوم»، و هذه العلامات كما أشار إليها المفيد و غيره بين محتومة و مشترطة، و معنى كون بعضها علامة أن ظهوره لا يتّفق ما دام لم يتّفق هو، فلا إشكال في وقوعه و وقوع فرجه بعد مضيّ مدّة طويلة عليه، و هذا كبعض أشراط الساعة، و معنى بعضها ككثرة المعاصي و الفساد أنّ ظهوره لا بدّ أن يقع في زمان كذا، لا أن يكون كثرة المعاصي مطلقا علامة لظهوره، اللّهم إلّا أن يراد بهذه الامور المرتبة الشديدة منها الّتي لا تتحقّق إلّا قبل قيامه عليه السلام، و بعضها ظهر و بعضها يظهر فى المستقبل، و بعضها يكون قبيل قيامه كخروج السفياني، و بعضها يكون مقارنا لظهوره، و بعضها من العلائم المحتومة، كالسفياني، و خسف البيداء، و كف تطلع من السماء، و النداء و قتل النفس الزكيّة، و غيرها. و قال النعماني في كتابه في الغيبة( ص 282) بعد ذكر روايات كثيرة في علائم الظهور:« هذه العلامات التي ذكرها الائمة عليهم السلام مع كثرتها، و اتّصال الروايات بها، و تواترها و اتّفاقها موجبة أن لا يظهر القائم عليه السلام إلّا بعد مجيئها و كونها، إذ كانوا قد أوجبوا( أخبروا) أن لا بدّ منها و هم الصادقون، حتّى إنّه قيل لهم: نرجو أن يكون ما نؤمّل من أمر القائم عليه السلام، و لا يكون قبله السفياني، فقالوا:« بلى و اللّه إنّه لمن المحتوم الذي لا بدّ منه»، ثمّ حقّقوا كون العلامات الخمس الّتي أعظم الدلائل و البراهين على ظهور الحقّ بعدها( اليماني، و السفياني، و النداء، و خسف البيداء، و قتل النفس الزكية) كما أبطلوا أمر التوقيت و قالوا:« من روى لكم عنّا توقيتا فلا تهابنّ أن تكذّبوه كائنا من كان فإنّا لا نوقّت»، و هذا من أعدل الشواهد على بطلان أمر كلّ من ادّعى أو ادّعي له مرتبة القائم و منزلته عليه السلام، و ظهر قبل مجي ء هذه العلامات، لا سيّما و أحواله كلّها شاهدة ببطلان دعوى من يدّعى له. و نسأل اللّه أن لا يجعلنا ممّن يطلب الدنيا بالزخارف في الدين، و التمويه على ضعفاء المرتدّين، و لا يسلبنا ما منحنا به من نور الهدى و ضيائه، و جمال الحقّ و بهائه، بمنّه و طوله، انتهى».

ص: 35

978-(1)- سنن الدارقطني: حدّثنا أبو سعيد الاصطخري، حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن نوفل، حدّثنا عبيد بن يعيش، حدّثنا يونس بن بكير، عن عمرو بن شمراخ، عن جابر، عن محمّد بن علي [عليه السلام] قال:

إنّ لمهديّنا آيتين لم تكونا منذ خلق السّماوات و الأرض: ينكسف القمر لأوّل ليلة من رمضان، و تنكسف الشّمس في النصف منه، و لم تكونا منذ خلق اللّه السماوات و الأرض.

979-(2)-

البرهان في علامات مهدى آخر الزمان: عن أبي عبد اللّه الحسين بن علي عليهما السلام قال: إذا رأيتم علامة من السماء، نارا عظيمة من قبل المشرق تطلع ليلا، فعندها فرج الناس و هي قدوم المهدي.

980-(3)-

الصراط المستقيم: أسند الصادق إلى آبائه عليهم السلام أنّ عليّا عليه السلام قال: إذا وقعت النار في حجازكم و جرى الماء بنجفكم فتوقّعوا ظهور قائمكم.

981-(4)-

الصراط المستقيم: و عن زين العابدين عليه السلام: إذا ملأ هذا نجفكم السيل و المطر، و ظهرت النار فى الحجارة و المدر، و ملكت بغداد التّتر فتوقّعوا ظهور القائم المنتظر.

و يدل عليه أيضا الأحاديث 669، 835، 837، 1246.978-(5)- سنن الدارقطني: حدّثنا أبو سعيد الاصطخري، حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن نوفل، حدّثنا عبيد بن يعيش، حدّثنا يونس بن بكير، عن عمرو بن شمراخ، عن جابر، عن محمّد بن علي [عليه السلام] قال:

إنّ لمهديّنا آيتين لم تكونا منذ خلق السّماوات و الأرض: ينكسف القمر لأوّل ليلة من رمضان، و تنكسف الشّمس في النصف منه، و لم تكونا منذ خلق اللّه السماوات و الأرض.

979-(6)-

البرهان في علامات مهدى آخر الزمان: عن أبي عبد اللّه الحسين بن علي عليهما السلام قال: إذا رأيتم علامة من السماء، نارا عظيمة من قبل المشرق تطلع ليلا، فعندها فرج الناس و هي قدوم المهدي.

980-(7)-

الصراط المستقيم: أسند الصادق إلى آبائه عليهم السلام أنّ عليّا عليه السلام قال: إذا وقعت النار في حجازكم و جرى الماء بنجفكم فتوقّعوا ظهور قائمكم.

981-(8)-

الصراط المستقيم: و عن زين العابدين عليه السلام: إذا ملأ هذا نجفكم السيل و المطر، و ظهرت النار فى الحجارة و المدر، و ملكت بغداد التّتر فتوقّعوا ظهور القائم المنتظر.

و يدل عليه أيضا الأحاديث 669، 835، 837، 1246.

ص: 36


1- ( 23)- سنن الدارقطني: ج 2 ص 65 ب صلاة الخسوف و الكسوف ح 10؛ البرهان في علامات مهدي آخر الزمان: ص 107 ح 14 ف 1 ب 4؛ العرف الوردي( الحاوي للفتاوي): ص 136.
2- ( 24)- البرهان في علامات مهدى آخر الزمان: ص 109 ب 4 ف 2 ح 20 و في بعض النسخ هكذا:« فعندها فرج آل محمّد صلّى اللّه عليه[ و آله] و سلّم أو فرج الناس»؛ عقد الدرر: ص 106 ب 4 ف 3.
3- ( 25)- الصراط المستقيم: ج 2 ص 258 ف 11؛ إثبات الهداة: ج 3 ص 578 ح 746 ب 32 ف 55.
4- ( 26)- الصراط المستقيم: ج 2 ص 259 ف 11؛ إثبات الهداة: ج 3 ص 578 ح 747 ب 32 ف 55 و فيه:« إذا علا نجفكم».
5- ( 23)- سنن الدارقطني: ج 2 ص 65 ب صلاة الخسوف و الكسوف ح 10؛ البرهان في علامات مهدي آخر الزمان: ص 107 ح 14 ف 1 ب 4؛ العرف الوردي( الحاوي للفتاوي): ص 136.
6- ( 24)- البرهان في علامات مهدى آخر الزمان: ص 109 ب 4 ف 2 ح 20 و في بعض النسخ هكذا:« فعندها فرج آل محمّد صلّى اللّه عليه[ و آله] و سلّم أو فرج الناس»؛ عقد الدرر: ص 106 ب 4 ف 3.
7- ( 25)- الصراط المستقيم: ج 2 ص 258 ف 11؛ إثبات الهداة: ج 3 ص 578 ح 746 ب 32 ف 55.
8- ( 26)- الصراط المستقيم: ج 2 ص 259 ف 11؛ إثبات الهداة: ج 3 ص 578 ح 747 ب 32 ف 55 و فيه:« إذا علا نجفكم».

الفصل الرابع

في ما يدل على النداء به من السماء، و أنّ على رأسه ملكا ينادي باسمه و اسم أبيه عليهما السلام و فيه 52 حديثا

982-(1)-

الفتن: حدّثنا الوليد بن مسلم، عن عنبسة القرشي، عن سلمة بن أبي سلمة، عن شهر بن حوشب، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: في محرّم ينادي مناد من السماء: ألا إنّ صفوة اللّه من خلقه فلانا فاسمعوا له و أطيعوا، في سنة الصوت و المعمعة.

983-(2)-

الفتن: حدّثنا رشدين، عن ابن لهيعة، قال: حدّثني أبو زرعة، عن عبد اللّه بن زرير [زرين- خ]، عن عمّار بن ياسر- رضي اللّه عنه- قال: إذا قتل النفس الزكيّة، و أخوه يقتل بمكّة ضيعة، نادى مناد من السماء: إنّ أميركم فلان، و ذلك المهديّ الذي يملأ الأرض حقّا و عدلا.

984-(3)-

الفتن: حدّثنا الوليد؛ و رشدين، عن ابن لهيعة، عن أبي قبيل، عن أبي رومان، عن علي- رضي اللّه عنه [عليه السلام]- قال: بعد الخسف ينادي مناد من السماء: أنّ الحق في آل محمّد في أوّل النهار، ثم ينادي مناد في آخر النهار: أن الحقّ في ولد عيسى، و ذلك نجوة من الشيطان.

985-(4)-

تلخيص المتشابه (للخطيب): عن ابن عمر، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: يخرج المهدي و على رأسه ملك ينادي: هذا المهدي فاتّبعوه.

986-(5)-

المعجم الأوسط: عن طلحة بن عبيد اللّه، عن النبيّ صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: ستكون فتنة لا يهدأ منها جانب إلّا جاش منها جانب، حتّى ينادي مناد من السماء: أنّ أميركم فلان.

ص: 37


1- ( 1)- الفتن: ص 182 ج 5 ب علامة اخرى عند خروج المهدي عليه السلام؛ عقد الدرر: ص 102 ب 4 ف 3.
2- ( 2)- الفتن: ب علامة اخرى عند خروج المهدي ص 182 ج 5؛ الملاحم و الفتن: ص 61 ب 120؛ البرهان: ص 75 ب 1 ح 10؛ عقد الدرر: ص 66 ب 4 ف 1. أقول: و في كتاب الفتن أخبار أخر غير ما ذكرناه من الصحابة و الصحابيات و التابعين، و في بعضها:« يطلع كفّ من السماء و ينادى مناد: ألا إنّ أميركم ...».
3- ( 3)- الفتن: ب علامة اخرى عند خروج المهدي، ص 183، ج 5.
4- ( 4)- العرف الوردي( الحاوي للفتاوي): ج 2 ص 128 و 129 عن أبى نعيم و الخطيب؛ البرهان: ص 72 ب 1 ح 2؛ ينابيع المودّة: ص 476 ب 88 عن فصل الخطاب عن ابن عمر ... نحوه فرائد السمطين: ج 2 ص 316 ب 61 س؛ القول المختصر: ب 1 العلامة الرابعة و العشرون؛ كشف الغمّة: ج 2 ص 471 ح 17 من أحاديث الأربعين لأبي نعيم.
5- ( 5)- البرهان: ص 71 ب 1 ح 1 عن الطبراني في الأوسط؛ العرف الوردي( الحاوي للفتاوي): ج 2 ص 128؛ القول المختصر: ب 1 العلامة الثانية و العشرون.

987-(1)- البيان: أخبرنا الحافظ أبو عبد اللّه؛ محمّد بن عبد الواحد بن أحمد المقدّسي بجبل قاسيون، قال: أخبرنا أبو الفرج يحيى بن محمود بن سعد الثقفي بدمشق؛ و الصيدلاني بأصبهان، قالا:

أخبرنا أبو علي الحسن، أخبرنا أبو نعيم الحافظ، أخبرنا أبو أحمد الغطريفي، أخبرنا محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي، حدّثنا عبد الوهّاب بن الضحّاك، حدّثنا إسماعيل بن عيّاش، عن صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن جبير، عن كثير بن مرّة، عن عبد اللّه بن عمرو قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: يخرج المهدي على رأسه غمامة فيها مناد ينادي: هذا المهدي خليفة اللّه فاتّبعوه.

قلت: هذا حديث حسن، ما رويناه إلّا من هذا الوجه، أخرجه أبو نعيم في مناقب المهدي عليه السلام، انتهى.

988-(2)-

المصنّف: الحسن بن موسى، قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن أبي محمّد، عن عاصم بن عمرو البجلي، أنّ أبا امامة قال:

لينادينّ باسم رجل من السماء، لا ينكره الدليل، و لا يمتنع [منها] العزيز.989-(3)- الفتن: حدّثنا سعد أبو عثمان، عن جابر، عن أبى جعفر قال: ينادي مناد من السماء: ألا إنّ الحقّ في آل محمّد، و ينادي مناد من الأرض: ألا إنّ الحقّ في آل عيسى (أو قال: العبّاس، أنا أشكّ فيه)، و إنّما الصوت الأسفل من الشيطان ليلبس على الناس (شكّ أبو عبد اللّه نعيم).

ص: 38


1- ( 6)- البيان: ص 132 ب 15 في ذكر الغمامة ...؛ العرف الوردى( الحاوى للفتاوي): ج 2 ص 128 نحوه، فرائد السمطين: بسنده عن ابن عمر ج 2 ص 316 ب 61 السمط الثاني و فيه:« يخرج المهدي و على رأسه غمامة فيها مناد ينادي: هذا المهدي فاتبعوه»؛ ينابيع المودّة: ص 447 ب قال:« و على رأسه ملك ينادي: هذا المهدي خليفة اللّه فاتّبعوه»؛ القول المختصر: ب 1 العلامة الثالثة و العشرون؛ نور الأبصار: ص 1 عن ابن عمر إلّا أنّه ذكر« و على رأسه غمامة فيها ملك ينادي»، و قال:« أخرجه أبو نعيم و الطبراني و غيرهما»؛ عقد الدرر: ص 135 ح 1 عن ابن عمرو إلّا أنّ فيه:« عمامة» بدل« غمامة»، و الظاهر أنّه سهو بقرينة قوله:« فيها ملك»، قال:« أخرجه الحافظ أبو نعيم الأصبهاني في مناقب المهدي»؛ كشف الغمّة: ج 2 ص 470 ح 16 من أحاديث الأربعين لأبي نعيم بإسناده عن ابن عمر، إسعاف الراغبين: ص 137 قال:« و جاء في روايات أنّه عند ظهوره ينادي فوق رأسه ملك: هذا المهدي خليفة اللّه فاتّبعوه».
2- ( 7)- المصنّف: ج 15 ص 245 كتاب الفتن ح 19601؛ العرف الوردي( الحاوي للفتاوي): ج 2 ص 129 عن ابن أبي شيبة و قال:« لا ينكره الدليل و لا يمتنع منه الذليل»؛ البرهان: ص 72 ب 1 ح 3 عن عاصم بن عمرو البجلى ... مثل ما في العرف الوردي؛ الدرّ المنثور ج 6 ص 59 مثل العرف الوردي إلّا أنّه قدّم« الذليل» على« الدليل»؛ كنز العمّال( عن ابن أبي شيبة بسنده عن عاصم بن عمرو البجلي أنّ أبا أمامة قال: لينادينّ باسم رجل من السماء لا ينكره الدليل و لا يمنع منه الذليل): ج 14 ص 584 ح 39654.
3- ( 8)- الفتن: ب علامة أخرى عند خروجه ص 181؛ البرهان: ص 74 ح 1.

990-(1)-

عقد الدرر: و عن سيف بن عمير، قال: كنت عند أبي جعفر المنصور، فقال لي ابتداء: يا سيف بن عمير! لا بدّ من مناد ينادي من السماء باسم رجل من ولد أبي طالب، فقلت: جعلت فداك يا أمير المؤمنين! تروي هذا؟ قال: إي و الذي نفسي بيده لسماع اذناي له، فقلت: يا أمير المؤمنين! إنّ هذا الحديث ما سمعته قبل وقتي هذا، فقال:

يا سيف! إنّه الحقّ، و إذا كان فنحن أولى من يجيبه، أما إنّ النداء إلى رجل من بني عمّنا، فقلت: رجل من ولد فاطمة؟ قال: نعم يا سيف! لو لا أنّي سمعته من أبي جعفر محمّد بن علي، و حدّثني به أهل الأرض كلّهم ما قبلته، و لكنّه محمّد بن علي عليه السلام.

991-(2)- ما نزل من القرآن في أهل البيت عليهم السلام: حدّثنا أحمد بن الحسن بن علي، قال: حدّثنا أبي، عن أبيه، عن محمّد بن إسماعيل، عن حنّان بن سدير، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: سألته عن قول اللّه عزّ و جلّ: إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ (3)، قال: نزلت في قائم آل محمّد صلوات اللّه عليهم، ينادى باسمه من السماء.

992-(4)- ينابيع المودّة: عن أبي بصير و أبي الورد، عن الباقر رضي اللّه عنه [عليه السلام]، قال: هذه الآية: إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ ...

نزلت في القائم، و ينادي مناد باسمه و اسم أبيه من السماء.

ص: 39


1- ( 9)- عقد الدرر: ص 110- 111 ب 4 ف 3؛ روضة الكافي: ج 8 ص 209- 210 ح 255؛ غيبة الشيخ: ص 433- 434 ح 423 بسنده عن سيف بن عميرة؛ الإرشاد: ص 358؛ البحار: ج 52 ص 288 ب 26 ح 25 و ص 300 ح 65؛ إثبات الهداة: ج 7 ص 404 ب 34 ف 6 ح 43؛ الخرائج و الجرائح: ج 3 ص 1157 ح 62.
2- ( 10)- تأويل الآيات الظاهرة: ص 386 سورة الشعراء ح 1؛ البحار: ج 52 ص 284 ب 26 ح 13؛ البرهان في تفسير القرآن: ج 3 ص 180 ح 9؛ إثبات الهداة: ج 7 ص 126 ح 642 ف 39 ب 32؛ المحجّة: ص 159. لا يخفى عليك أن الأخبار و الآثار في تفسير الآية بالنداء أو الصيحة مستفيضة، فراجع تفاسير العامّة؛ مثل: روح المعاني، و الكشّاف، و تفاسير الخاصّة و غيرها مثل: العقد الفريد، و الملاحم لابن المنادي، المحجّة: ص 159.
3- ( 1) الشعراء: 4.
4- ( 11)- ينابيع المودّة: ص 426 ب 71.

993-(1)- غيبة النعماني: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد، قال: حدّثنا علي بن الحسن، عن أبيه، عن أحمد بن عمر الحلبي، عن الحسين بن موسى، عن فضيل بن محمّد مولى محمّد بن راشد البجلي، عن أبي عبد اللّه عليه السلام أنّه قال: أما إنّ النداء من السماء باسم القائم كتاب اللّه لبيّن، فقلت: فأين هو أصلحك اللّه؟ فقال: في طسم تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ قوله: إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ قال: إذا سمعوا الصوت أصبحوا و كأنّما على رءوسهم الطير.

994-(2)- المحجّة فيما نزل في القائم الحجّة: في تفسير قوله تعالى في سورة «ق»: وَ اسْتَمِعْ يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ (3)، عن الصادق عليه السلام: ينادى المنادي باسم القائم و اسم أبيه، قوله: يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ قال: صيحة القائم من السماء.

995-(4)-

كتاب الفضل بن شاذان: عن محمّد بن علي الكوفي، عن وهيب بن حفص، عن أبي بصير، قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام: إنّ القائم صلوات اللّه عليه ينادى اسمه ليلة ثلاث و عشرين، و يقوم يوم عاشوراء، يوم قتل فيه الحسين بن علي عليه السلام.

996-(5)-

كتاب الفضل: عن ابن محبوب، عن أبي ايّوب، عن محمّد بن مسلم، قال: ينادي مناد من السماء باسم القائم، فيسمع ما بين المشرق إلى المغرب، فلا يبقى راقد إلّا قام، و لا قائم إلّا قعد، و لا قاعد إلّا قام على رجليه من ذلك الصوت، و هو صوت جبرئيل؛ الروح الأمين.

ص: 40


1- ( 12)- غيبة النعماني: ص 263 ب 14 ح 23؛ المحجّة: ص 156- 157.
2- ( 13)- المحجّة فيما نزل في القائم الحجة: الآية 99؛ إلزام الناصب: ص 94 ح 1؛ ينابيع المودّة: ص 429 ب 71؛ تفسير القمّي: ج 2 ص 327؛ تفسير الصافي: ج 2 ص 603 و زاد فيه:« من مكان قريب بحيث يصل نداؤه الى الكلّ على سواء». أقول: لا يخفى عليك أنّ ظاهر الآية الكريمة كون الصيحة غير النداء، و هذا هو ظاهر بعض الروايات، و ما يقتضيه الجمع بين بعضها مع بعض. كما أنّ المستفاد من الروايات تعدّد النداء، فيجوز أن يكون لكلّ نداء اعلام خاصّ. و يمكن أن يكون المراد من الصيحة النداء أو النداءات المتعدّدة.
3- ( 1) سورة ق: 41، 42.
4- ( 14)- غيبة الشيخ: ص 452 ح 458؛ البحار: ج 52 ص 290 ب 26 ح 29.
5- ( 15)- غيبة الشيخ: ص 454 ح 462؛ البحار: ج 52 ص 26 290 ح 32. لا يخفى عليك أنّا رويناه عن كتاب الفضل بواسطة غيبة الشيخ، فيكون الواسطة عن كتاب الفضل غيبة الشيخ، و هذا من علوّ الإسناد بحسب الوجادة.

997-(1)-

كتاب الفضل: عن ابن محبوب، عن علي بن أبى حمزة، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: خروج القائم من المحتوم، قلت: و كيف يكون النداء؟ قال: ينادي مناد من السماء أوّل النهار: ألاإنّ الحقّ في عليّ و شيعته، ثمّ ينادي إبليس- لعنه اللّه- في آخر النهار: ألا إنّ الحقّ في عثمان و شيعته، فعند ذلك يرتاب المبطلون.

998-(2)-

عقد الدرر: و عن محمّد بن علي عليهما السلام قال:

الصوت فى شهر رمضان في ليلة جمعة فاسمعوا و أطيعوا، و في آخر النهار صوت الملعون إبليس ينادي: ألا إنّ فلانا قد قتل مظلوما، يشكّك الناس و يفتّنهم، فكم في ذلك اليوم من شاكّ متحيّر، فإذا سمعتم الصوت فى رمضان- يعني الأوّل- فلا تشكّوا أنّه صوت جبريل، و علامة ذلك أنّه ينادي باسم المهدي و اسم أبيه.

999-(3)-

عقد الدرر: و عن أمير المؤمنين علي عليه السلام قال:

إذا نادى مناد من السماء: أنّ الحقّ في آل محمّد، فعند ذلك يظهر المهدي.

1000-(4)-

عقد الدرر: و عن أبي جعفر محمّد بن علي عليهما السلام أنّه قال: إذا رأيتم نارا من المشرق ثلاثة أيّام أو سبعة فتوقّعوا فرج آل محمّد إن شاء اللّه تعالى. ثمّ قال: ينادي مناد من السماء باسم المهدي، فيسمع من بالمشرق و من بالمغرب، حتّى لا يبقى راقد إلّا استيقظ، و لا قائم إلّا قعد، و لا قاعد إلّا قام على رجليه فزعا من ذلك، فرحم اللّه عبدا سمع ذلك الصوت فأجاب، فإنّ الصوت الأوّل هو صوت جبرئيل الروح الأمين عليه السلام.

1001-(5)-

سنن الداني: في حديث طويل عن حذيفة، ذكر فيها بعض الملاحم، مثل: خروج السفياني، و خسف البيداء، و قتل السفياني، قال: فعند ذلك (يعني عند قتل السفياني و من شايعه) ينادي مناد من السماء: يا أيّها الناس إنّ اللّه عزّ و جلّ قد قطع عنكم [منكم خ ل] مدّة الجبّارين و المنافقين و أشياعهم، و ولّاكم خير أمّة محمّد صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم، فالحقوا به بمكّة فإنّه المهدي ... الحديث بطوله.

ص: 41


1- ( 16)- غيبة الشيخ: ص 454 ح 461؛ البحار: ج 52 ص 290 ب 26 ح 31؛ كمال الدين: ج 2 ص 652 ب 57 ح 14؛ الكافي: ج 8 ص 310 ح 484 بسنده عن محمد بن علي الحلبي عن أبي عبد اللّه عليه السلام.
2- ( 17)- عقد الدرر: ص 105 ب 4 ف 3.
3- ( 18)- عقد الدرر: ص 106 ب 4 ف 3؛ منتخب كنز العمّال( بهامش مسند أحمد): ج 6 ص 33؛ كنز العمّال: ج 14 ص 588 ح 39665 مع زيادة:« على أفواه الناس فيشربون حبّه فلا يكون لهم ذكر غيره»؛ البيان في أخبار صاحب الزمان: ص 133- 134 عن أبي رومان عن علي عليه السلام.
4- ( 19)- عقد الدرر: ص 106- 107 ب 4 ف 3.
5- ( 20)- سنن الداني: لوحات 104- 106؛ عقد الدرر: ص 81- 84 ب 4 ف 2.

1002-(1)- غيبة النعماني: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة، قال: حدّثني أحمد بن يوسف بن يعقوب أبو الحسن الجعفي من كتابه، قال: حدّثنا إسماعيل بن مهران، قال: حدّثنا الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه و وهيب بن حفص عن أبي بصير، عن أبي جعفر محمّد بن علي عليهما السلام أنّه قال: إذا رأيتم نارا من [قبل] المشرق شبه الهردي العظيم تطلع ثلاثة أيّام أو سبعة، فتوقّعوا فرج آل محمّد عليهم السلام إن شاء اللّه عزّ و جلّ، إنّ اللّه عزيز حكيم.

ثمّ قال: الصيحة لا تكون إلّا في شهر رمضان [لأنّ شهر رمضان] شهر اللّه، [و الصيحة فيه] هى صيحة جبرئيل عليه السلام إلى هذا الخلق.

ثمّ قال: ينادي مناد من السماء باسم القائم عليه السلام، فيسمع من بالمشرق و من بالمغرب، لا يبقى راقد إلّا استيقظ، و لا قائم إلّا قعد، و لا قاعد إلّا قام على رجليه فزعا من ذلك الصوت، فرحم اللّه من اعتبر بذلك الصوت فأجاب، فإنّ الصوت الأوّل هو صوت جبرئيل الروح الأمين عليه السلام. ثمّ قال عليه السلام: يكون الصوت في شهر رمضان في ليلة جمعة ليلة ثلاث و عشرين، فلا تشكّوا في ذلك و اسمعوا و أطيعوا، و في آخر النهار صوت الملعون إبليس ينادي: ألا إنّ فلانا قتل مظلوما، ليشكّك الناس و يفتّنهم، فكم في ذلك اليوم من شاكّ متحيّر قد هوى في النار، فإذا سمعتم الصوت في شهر رمضان فلا تشكّوا فيه، إنّه صوت جبرئيل، و علامة ذلك أنّه ينادي باسم القائم و اسم أبيه حتّى تسمعه العذراء فى خدرها فتحرّض أباها على الخروج.

و قال: لا بدّ من هذين الصوتين قبل خروج القائم عليه السلام:

صوت من السماء و هو صوت جبرئيل [باسم صاحب هذا الأمر و اسم أبيه]، و الصوت الثاني من الأرض و هو صوت إبليس اللعين ينادي باسم فلان أنّه قتل مظلوما يريد بذلك الفتنة، فاتّبعوا الصوت الأوّل، و إيّاكم و الأخير أن تفتنوا به ... الحديث.

1003-(2)-

غيبة النعماني: أحمد بن محمّد بن سعيد، قال:

حدّثنا أحمد بن يوسف بن يعقوب، قال: حدّثنا إسماعيل بن مهران، قال: حدّثنا الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن شرحبيل، قال:قال أبو جعفر عليه السلام و قد سألته عن القائم عليه السلام، فقال: إنّه لا يكون حتّى ينادي مناد من السماء يسمع أهل المشرق و المغرب، حتّى تسمعه الفتاة في خدرها.

ص: 42


1- ( 21)- غيبة النعماني: ص 253- 254 ب 14 ح 13؛ البحار: ج 52 ص 230- 231 ب 25 ح 96؛ إعلام الورى: ص 428 مختصرا.
2- ( 22)- غيبة النعماني: ص 257 ب 14 ح 14.

1004-(1)- غيبة النعماني: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد، قال: حدّثنا علي بن الحسن [الحسين- خ] التيملي، قال: حدّثنا عمرو بن عثمان، عن الحسن بن محبوب، عن عبد اللّه بن سنان، قال: كنت عند أبي عبد اللّه عليه السلام فسمعت رجلا من همدان يقول له: إنّ هؤلاء العامّة يعيّرونا و يقولون لنا: إنّكم تزعمون أنّ مناديا ينادي من السماء باسم صاحب هذا الأمر، و كان متّكئا فغضب و جلس ثمّ قال: لا ترووه عنّي، و ارووه عن أبي و لا حرج عليكم في ذلك، أشهد أنّي قد سمعت أبي عليه السلام يقول: و اللّه، إنّ ذلك في كتاب اللّه عزّ و جلّ لبيّن حيث يقول: إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ (2)، فلا يبقى في الأرض يومئذ أحد إلّا خضع و ذلّت رقبته لها، فيؤمن أهل الأرض إذا سمعوا الصوت من السماء: ألا إنّ الحقّ في علي بن أبي طالب عليه السلام و شيعته، قال: فإذا كان من الغد صعد إبليس في الهواء حتّى يتوارى عن أهل الأرض، ثمّ ينادي: ألا إنّ الحقّ في عثمان بن عفّان و شيعته فإنّه قتل مظلوما فاطلبوا بدمه، قال: فيثبّت اللّه الذين آمنوا بالقول الثابت على الحقّ و هو النداء الأوّل، و يرتاب يومئذ الذين في قلوبهم مرض، و المرض و اللّه عداوتنا، فعند ذلك يتبرّؤون منّا و يتناولونا فيقولون: إنّ المنادي الأول سحر من سحر أهل [هذا] البيت، ثمّ تلا أبو عبد اللّه عليه السلام قول اللّه عزّ و جلّ: وَ إِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَ يَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ.(3)

قال: و حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد، قال: حدّثنا محمّد بن المفضّل بن إبراهيم و سعدان بن إسحاق بن سعيد و أحمد بن الحسين بن عبد الملك و محمّد بن أحمد بن الحسن القطوني جميعا، عن الحسن بن محبوب، عن عبد اللّه بن سنان ... مثله سواء بلفظه.

1005-(4)-

غيبة النعماني: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد، قال: حدّثني أحمد بن يوسف بن يعقوب، قال: حدّثنا إسماعيل بن مهران، قال: حدّثنا الحسن بن علي، عن أبيه و وهيب بن حفص، عن ناجية القطّان أنّه سمع

ص: 43


1- ( 23)- غيبة النعماني: ص 260- 261 ب 14 ح 19 و أخرجه أيضا بسند آخر:« عن عبد الصمد بن بشير عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمد عليه السلام و قد سأله عمارة الهمداني ... الحديث» ص 261 ب 14 ح 20؛ المحجّة: ص 215 في قوله تعالى: وَ إِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَ يَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ و ص 157 في قوله تعالى: إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً.
2- ( 1) الشعراء: 4.
3- ( 1) القمر: 2.
4- ( 24)- غيبة النعماني: ص 264 ب 14 ح 27.

أبا جعفر عليه السلام يقول: إنّ المنادي ينادي أنّ المهديّ [من آل محمّد] فلان بن فلان- باسمه و اسم أبيه- فينادي الشيطان أنّ فلانا و شيعته على الحقّ، يعني رجلا من بني اميّة.

1006-(1)- غيبة النعماني: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد، قال: حدّثنا علي بن الحسن، عن العبّاس بن عامر بن رباح الثقفي، عن عبد اللّه بن بكير، عن زرارة بن أعين، قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: ينادي مناد من السماء أنّ فلانا هو الأمير، و ينادي مناد أنّ عليّا و شيعته هم الفائزون، قلت: فمن يقاتل المهدي بعد هذا؟ فقال: إنّ الشيطان ينادي أنّ فلانا و شيعته هم الفائزون (لرجل من بني اميّة)، قلت: فمن يعرف الصادق من الكاذب؟ قال: يعرفه الّذين كانوا يروون حديثنا، و يقولون: إنّه يكون، قبل أن يكون، و يعلمون أنّهم هم المحقّون الصادقون.

1007-(2)-

كمال الدين: حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد- رضي اللّه عنه- قال: حدّثنا الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن الحارث بن المغيرة البصري، عن ميمون البان، قال: كنت عند أبي جعفر عليه السلام في فسطاطه، فرفع جانب الفسطاط فقال: إنّ أمرنا قد كان أبين من هذه الشمس. ثمّ قال: ينادي مناد من السماء: فلان بن فلان هو الإمام باسمه، و ينادي إبليس- لعنه اللّه- من الأرض كما نادى برسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله ليلة العقبة.

1008-(3)-

غيبة النعماني: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد، قال: حدّثنا علي بن الحسن، قال: حدّثنا محمّد بن عبد اللّه، عن محمّد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، قال: قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام: إنّ الجريري أخا إسحاق يقول لنا: إنّكم تقولون: هما نداءان، فأيّهما الصادق من الكاذب؟ فقال أبو عبد اللّه عليه السلام: قولوا له: إنّ الذي أخبرنا بذلك- و أنت تنكر أنّ هذا يكون- هو الصادق.

ص: 44


1- ( 25)- غيبة النعماني: ص 264 ب 14 ح 28.
2- ( 26)- كمال الدين: ج 2 ص 650 ب 57 ح 4؛ غيبة النعماني: ص 264- 265 ب 14 ح 29 نحوه؛ البحار: ج 52 ص 204 ب 25 ح 31 و قد تقدّم تحت الرقم 961 فراجع. أقول: نداء الشيطان ليلة العقبة مذكور في كتب السيرة، فراجع سيرة ابن هشام: ج 2 ص 90، قال كعب بن مالك: فلمّا بايعنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه[ و آله] و سلّم صرخ الشيطان من رأس العقبة بأنفذ صوت سمعته قط: يا أهل الجباجب( و الجباجب: المنازل) هل لكم في مذمّم و الصباة معه قد اجتمعوا على حربكم، قال: فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه[ و آله] و سلّم:« هذا أزبّ العقبة، هذا ابن أزيب- قال ابن هشام: و يقال: ابن ازيب- أ تسمع أي عدوّ اللّه؟ أما و اللّه لأفرغنّ لك».
3- ( 27)- غيبة النعماني: ص 265 ب 14 ح 30.

1009-(1)- غيبة النعماني: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد بهذا الإسناد عن هشام بن سالم، قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول:

هما صيحتان: صيحة في أوّل الليل، و صيحة في آخر الليلة الثانية، قال: فقلت: كيف ذلك؟ قال: فقال: واحدة من السماء، و واحدة من إبليس، فقلت: و كيف تعرف هذه من هذه؟ فقال: يعرفها من كان سمع بها قبل أن تكون.

1010-(2)- غيبة النعماني: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد، قال: حدّثنا علي بن الحسن التيملي، عن أبيه، عن محمّد بن خالد، عن ثعلبة بن ميمون، عن عبد الرحمن بن مسلمة الجريري، قال: قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام: إنّ الناس يوبّخونا و يقولون: من أين يعرف المحقّ من المبطل إذا كانتا؟ فقال: ما تردّون عليهم؟ قلت: فما نردّ عليهم شيئا، قال: فقال: قولوا لهم: يصدّق بها- إذا كانت- من كان مؤمنا يؤمن بها قبل أن تكون، [قال:] إنّ اللّه عزّ و جلّ يقول: أَ فَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (3).

1011-(4)-

غيبة النعماني: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا علي بن الحسن التيملي من كتابه في رجب سنة سبع و سبعين و مائتين، قال:

حدّثنا محمّد بن عمر بن يزيد بيّاع السابري و محمّد بن الوليد بن خالد الخزّاز جميعا، عن حمّاد بن عثمان، عن عبد اللّه بن سنان، قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: إنّه ينادي باسم صاحب هذا الأمر مناد من السماء: ألا إنّ الأمر لفلان بن فلان، ففي م القتال؟

1012-(5)-

غيبة النعماني: حدّثنا أبو سليمان أحمد بن هوذة الباهلي، قال: حدّثنا إبراهيم بن إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه بن حمّاد الأنصاري، عن أبي بصير، قال: حدّثنا أبو عبد اللّه عليه السلام [و قال]:

ص: 45


1- ( 28)- غيبة النعماني: ص 265- 266 ب 14 ح 31، و« هذا الاسناد» أي الإسناد المتقدّم في الحديث السابق( 27).
2- ( 29)- غيبة النعماني: ص 266 ب 14 ح 32.
3- ( 1) يونس: 35.
4- ( 30)- غيبة النعماني: ص 266 ب 14 ح 33. و روى نحوه بسنده عن عبد اللّه بن حمّاد الأنصاري في شهر رمضان سنة تسع و عشرين و مائتين عن ابن سنان، و بسنده عن الحسن بن محبوب عن ابن سنان: ص 266- 267 ح 34 و 35.
5- ( 31)- غيبة النعماني: ص 279 ب 14 ح 64. أقول: و روى النعماني غير ما أخرجنا عنه في الباب، فراجع إن شئت.

ينادى باسم القائم: يا فلان بن فلان! قم.

1013-(1)- كمال الدين: حدّثنا أبي- رضي اللّه عنه- قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن جعفر بن بشير، عن هشام بن سالم، عن زرارة، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، قال: ينادي مناد باسم القائم عليه السلام، قلت: خاصّ أو عامّ؟ قال: عامّ، يسمع كلّ قوم بلسانهم، قلت: فمن يخالف القائم عليه السلام و قد نودي باسمه؟ قال: لا يدعهم إبليس حتّى ينادي [في آخر اللّيل] و يشكّك الناس.

1014-(2)- غيبة الشيخ: أخبرنا الحسين بن عبيد اللّه، عن أبي جعفر محمّد بن سفيان البزوفري، عن أحمد بن إدريس، عن علي بن محمّد بن قتيبة النيشابوري، عن الفضل بن شاذان النيشابوري، عن الحسن بن علي بن فضّال، عن المثنّى الحنّاط، عن الحسن بن زياد الصيقل، قال: سمعت أبا عبد اللّه جعفر بن محمد عليهما السلام يقول: إنّ القائم لا يقوم حتّى ينادي مناد من السماء تسمع الفتاة في خدرها، و يسمع أهل المشرق و المغرب، و فيه نزلت هذه الآية: إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ.

و يدلّ عليه أيضا الأحاديث 254، 408، 411، 450، 546 (و فيه: و على رأسه غمامة تظلّه من الشمس، تدور معه حيثما دار، تنادي بصوت فصيح: هذا المهدي)، 554، 645، 902، 904، 942، 961، 973، 1022، 1028، 1044، 1045، 1108، 1113، 1139.

الفصل الخامس فيما يدلّ على غلاء الأسعار و كثرة الأسقام و وقوع القحط و الحروب العظيمة و الفتن الكثيرة و ذهاب خلق كثير من الناس و فيه 22 حديثا

1015-(3)-

غيبة الشيخ: روى محمّد بن جعفر الأسدي، عن أبي سعيد الآدمي، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن أبي عمير، عن أبي أيّوب، عن محمّد بن مسلم و أبي بصير [قالا:] سمعنا أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: لا يكون هذا الأمر حتّى يذهب ثلثا الناس، فقلنا: إذا ذهب ثلثا الناس فمن يبقى؟ فقال: أ ما ترضون أن تكونوا في الثلث الباقي؟

ص: 46


1- ( 32)- كمال الدين: ج 2 ص 650- 651 ب 57 ح 8.
2- ( 33)- غيبة الشيخ: ص 177 ح 134؛ البحار: ج 52 ص 205 ب 25 ح 35.
3- ( 1)- غيبة الشيخ: ص 339 ح 286؛ كمال الدين: بسنده عن أبي بصير و محمّد بن مسلم ج 2 ص 655- 656 ب 57 ح 29 و فيه:« حتّى يذهب ثلث الناس» و الظاهر أنّه وهم من النّساخ؛ البحار: ج 52 ص 207 ب 25 ح 44.

1016-(1)-

غيبة الشيخ: الفضل بن شاذان، عن نصر بن مزاحم، عن أبن لهيعة، عن أبى زرعة، عن عبد اللّه بن زرير، عن عمّار بن ياسر- رضي اللّه عنه- أنّه قال: دعوة أهل بيت نبيّكم في آخرالزمان، فالزموا الأرض و كفّوا حتّى تروا قادتها، فإذا خالف الترك الروم، و كثرت الحروب في الأرض، ينادي مناد على سور دمشق: ويل لازم من شرّ قد اقترب، و يخرب حائط مسجدها.

1017-(2)-

الفتن: حدّثنا يحيى بن اليمان، عن كيسان الرواشي القصّار- و كان ثقة- قال: حدّثني مولاي، قال: سمعت عليّا- رضي اللّه عنه- يقول: لا يخرج المهدي حتّى يقتل ثلث، و يموت ثلث، و يبقى ثلث.

1018-(3)-

الفتن: حدّثنا ابن اليمان، عن شيخ من بني فزارة، عمّن حدّثه، عن عليّ [عليه السلام] قال: لا يخرج المهدي حتّى يبصق بعضكم في وجه بعض.

1019-(4)-

الفتن: حدّثنا يحيى بن اليمان، عن هارون بن هلال، عن أبي جعفر [عليه السلام] قال: لا يخرج المهدي حتّى ترقى الظّلمة.

1020-(5)-

الفتن: حدّثنا المعتمر بن سليمان، عن رجل، عن عمّار بن محمّد، عن عمر بن علي، أن عليا [عليه السلام] قال: تكون فتن، ثم تكون جماعة على رأس رجل من أهل بيتي، ليس له عند اللّه خلاق، فيقتل أو يموت فيقوم المهدي.

ص: 47


1- ( 2)- غيبة الشيخ: ص 441 ح 432؛ البحار: ج 52 ص 212 ب 25 ح 60.
2- ( 3)- الفتن: ج 5 ص 179 ب آخر من علامات المهدي في خروجه؛ العرف الوردي( الحاوي للفتاوي): ج 2 ص 139؛ عقد الدرر: ص 63 ب 4 ف 1؛ كنز العمّال: ج 14 ص 587 ح 39663؛ منتخب كنز العمّال: ج 6 ص 33؛ بشارة الإسلام: ص 76 ب 2؛ الملاحم و الفتن: ص 58 ب 110 و فيه:« عن كيسان الرقاشي القصّار ...»؛ البرهان: ص 111- 112 ب 3 ف 2 ح 4؛ كشف الأستار: ص 134 ف 2؛ السنن الواردة في الفتن لأبي عمرو الداني: ج 5 ب ما جاء فى المهدي عليه السلام ح 6.
3- ( 4)- الفتن: ج 5 ص 179 ب آخر من علامات المهدي فى خروجه؛ العرف الوردي( الحاوي للفتاوي): ج 2 ص 139؛ كنز العمّال: ج 14 ص 587 ح 39663؛ منتخب كنز العمّال بهامش مسند أحمد: ج 6 ص 33.
4- ( 5)- الفتن: ج 5 ص 180 ب آخر من علامات المهدي في خروجه؛ العرف الوردى( الحاوى للفتاوي): ج 2 ص 147 إلّا أنّه قال:« حتّى تروا الظلمة» و قد تقدّم تحت الرقم 933.
5- ( 6)- الفتن: ج 5 ص 180 ب آخر من علامات المهدي فى خروجه.

1021-(1)-

كنز العمّال: عن عليّ [عليه السلام] قال: ينتقص الإسلام حتّى لا يقال: اللّه اللّه، فإذا فعل ذلك ضرب يعسوب الدين بذنبه، فإذا فعل ذلك بعث قوما يجتمعون كما يجتمع قزع الخريف، و اللّه إني لأعرف اسم أميرهم و مناخ ركابهم (ش).

1022-(2)- غيبة النعماني: أخبرنا علي بن الحسين، قال: حدّثنا محمّد بن يحيى العطار، قال: حدّثنا محمّد بن حسّان الرازي، قال:

حدّثنا محمّد بن علي الكوفي، قال: حدّثنا عبد اللّه بن جبلة، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، قال: قلت له:

جعلت فداك، متى خروج القائم عليه السلام؟ فقال: يا أبا محمّد! إنّا أهل بيت لا نوقّت، و قد قال محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: كذب الوقّاتون، يا أبا محمّد! إن قدّام هذا الأمر خمس علامات: أولاهنّ النداء في شهر رمضان، و خروج السفياني، و خروج الخراساني، و قتل النفس الزكيّة، و خسف بالبيداء.

ثم قال: يا أبا محمّد! إنّه لا بدّ أن يكون قدّام ذلك الطاعونان:

الطاعون الأبيض، و الطاعون الأحمر، قلت: جعلت فداك، و أي شي ء هما؟ فقال: [أمّا] الطاعون الأبيض فالموت الجارف، و أمّا الطاعون الأحمر فالسيف، و لا يخرج القائم حتّى ينادى باسمه من جوف السماء في ليلة ثلاث و عشرين [في شهر رمضان] ليلة جمعة، قلت: بم ينادى؟

قال: باسمه و اسم أبيه، ألا إنّ فلان بن فلان قائم آل محمّد فاسمعوا له و أطيعوه، فلا يبقى شي ء خلق اللّه فيه الروح إلّا يسمع الصّيحة، فتوقظ النائم و يخرج إلى صحن داره، و تخرج العذراء من خدرها، و يخرج القائم ممّا يسمع، و هي صيحة جبرائيل عليه السلام.

1023-(3)- غيبة النعماني: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة، قال: حدّثني أحمد بن يوسف بن يعقوب أبو الحسن الجعفي من كتابه، قال: حدّثنا إسماعيل بن مهران، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي بصير، قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام: لا بدّ أن يكون قدّام القائم سنة يجوع فيها الناس، و يصيبهم

ص: 48


1- ( 7)- كنز العمّال: ج 14 ص 557 ح 39591 و نحوه حديث 39592 مع زيادة زيدت عليه و الظاهر أنّ لفظ الحديث« قزع» لا« فرع»، قال ابن الاثير في باب« قزع» ج 4 ص 59: « و منه حديث علي[ عليه السلام]».
2- ( 8)- غيبة النعماني: ص 289- 290 ب 16 ح 6.
3- ( 9)- غيبة النعماني: ص 250- 251 ب 14 ح 6؛ إثبات الهداة: ج 3 ص 734 ب 34 ف 9 ح 93؛ المحجّة: ص 47- 48.

خوف شديد من القتل، و نقص من الأموال و الأنفس و الثمرات، فإنّ ذلك فى كتاب اللّه لبيّن، ثمّ تلا هذه الآية: وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْ ءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَ الْجُوعِ وَ نَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَ الْأَنْفُسِ وَ الثَّمَراتِ وَ بَشِّرِ الصَّابِرِينَ (1)

.1024-(2)- قرب الإسناد: أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن الرضا عليه السلام قال: قدّام هذا الأمر قتل بيوح، قلت: و ما البيوح؟ قال: دائم لا يفتر.

و يدل عليه أيضا الأحاديث 364، 367، 368، 380، 385، 391، 427، 428، 451، 453، 456، 460 و أخبار كثيرة أخرى في هذا الباب و سائر الأبواب.

الفصل السادس في خروج السفياني، و الخسف، و قتل النفس الزكيّة، و اليماني و الصيحة و النداء و فيه 63 حديثا

1025-(3)-

تاريخ المدينة المنوّرة: حدّثنا عفّان، قال: حدّثنا عمران القطّان، عن قتادة، عن أبى الخليل، عن عبد اللّه بن الحارث، عن أمّ سلمة، عن النبيّ صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم قال: يبايع لرجل بين الركن و المقام عدّة أهل بدر، فتأتيه عصائب أهل العراق و أبدال أهل الشام، فيغزوهم جيش من أهل الشام، فإذا كانوا بالبيد خسف بهم، ثمّ يغزوهم رجل من قريش أخواله كلب، فيلتقون فيهزمهم اللّه، فالخائب من خاب من غنيمة كلب.

1026-(4)-

تاريخ المدينة المنوّرة: حدّثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة، قال: أنبأنا علي بن زيد، عن الحسن، عن أمّ سلمة- رضي اللّه عنها- قالت: بينما النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم مضطجع في بيته إذ احتفز جالسا، فجعل يتوجّع، فقلت: بأبي أنت و أمّي يا رسول اللّه، مالك تتوجّع؟ قال: جيش من أمّتي يجوز من قبل الشام، يؤمّون البيت لرجل منعه اللّه منهم، حتّى إذا علوا البيداء من ذي الحليفة خسف بهم و مصادرهم

ص: 49


1- ( 1) البقرة: 155.
2- ( 10)- قرب الإسناد: ص 170؛ البحار: ج 52 ص 182 ب 25 ح 6؛ المحجّة: ص 48 في قوله تعالى:\i وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْ ءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَ الْجُوعِ\E ... الآية.
3- ( 1)- تاريخ المدينة المنوّرة لابن شبّة: ج 1 ص 309؛ المصنّف: ج 15 ص 45- 46 ح 19070 بهذا الإسناد و قال:« يبايع الرجل»؛ تفسير الدرّ المنثور: ج 5 ص 241 مثل المصنّف و فيه:« بالبيداء»؛ وفاء الوفا: ج 4 ص 1158 و فيه:« بالبيداء»؛ البرهان: ص 117 ف 2 ح 18 نحوه.
4- ( 2)- تاريخ المدينة المنوّرة لابن شبّة: ج 1 ص 309- 310 و أخرج بسنده عن عائشة بمثله؛ مسند أحمد: ج 6 ص 316- 317 بطريقين عن أمّ سلمة؛ وفاء الوفا: ج 4 ص 1158.

شتّى، قلت: بأبي أنت و أمّي يا رسول اللّه، كيف يخسف بهم جميعا و مصادرهم شتّى؟ قال: إنّ منهم من جبر (من يكرهه فيجي ء مكرها).

1027-(1)- تاريخ المدينة المنوّرة: حدّثنا أحمد بن عيسى، قال:

حدّثنا عبد اللّه بن وهب، قال: حدّثني ابن لهيعة، عن بسر بن لخم المعافري، قال: سمعت أبا فراس يقول: سمعت عبد اللّه بن عمر يقول:

إذا خسف بالجيش بالبيداء فهو علامة خروج المهدي.

1028-(2)-

الفتن: حدّثنا رشدين، عن ابن لهيعة، قال: حدّثني أبو زرعة، عن عبد اللّه بن زرير، عن عمّار بن ياسر- رضي اللّه عنه- قال:

إذا قتل النفس الزكية، و أخوه يقتل بمكّة ضيعة، نادى مناد من السماء: أنّ أميركم فلان، و ذلك المهدي الّذي يملأ الأرض حقّا و عدلا.

1029-(3)-

الفتن: حدّثنا الوليد و رشدين، عن ابن لهيعة، قال:

حدّثني أبو زرعة، عن ابن زرير، عن عمّار بن ياسر، قال: إذا بلغ السفياني الكوفة و قتل أعوان آل محمّد خرج المهدي، على لوائه شعيب بن صالح.

1030-(4)-

الفتن: حدّثنا أبو يوسف المقدّسي، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه، عن النبيّ صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم قال: يكون صوت في رمضان، و معمعةفي شوّال، و في

ص: 50


1- ( 3)- تاريخ المدينة المنوّرة: ج 1 ص 310 و أخرج في خسف البيداء بسنده عن أبي هريرة أيضا ج 1 ص 279 و 309؛ وفاء الوفاء: ج 4 ص 1158؛ الفتن: أخرجه عن ابن وهب عن ابي لهيعة عن عن فلان المعافري سمع أبا فراس سمع عبد اللّه بن عمرو بن العاص يقول: إذا خسف بجيش ...، و في لفظه الآخر: إذا خسف بجيش البيداء ...، ص 179 ح 5 ب آخر من علامات المهدي في خروجه و نحوه فى ص 175 و 176 ب الخسف بجيش السفياني؛ التذكرة: ص 238 ب ما جاء في الخليفة الكائن في آخر الزمان المسمّى بالمهدي عن ابن عمر نحوه؛ الملاحم و الفتن: ص 77 ب 167.
2- ( 4)- الفتن: ج 5 ص 183 ب علامة اخرى عند خروج المهدي؛ البرهان: ص 112 ف 2 ح 7؛ الملاحم و الفتن: ص 61، ب 120.
3- ( 5)- الفتن: ج 4 ص 168 ب الرايات السود للمهدي؛ العرف الوردي( الحاوي للفتاوي): ج 2 ص 141؛ الملاحم و الفتن: ص 55 ب 103 رواه عن ابن رزين.
4- ( 6)- الفتن: ج 3 ص 117 ب ما يذكر من علامات من السماء. أقول: اعلم أنّه يمكن أن يكون المراد بالصيحة غير النداء، كما ربّما يكون ذلك ظاهر الآية الكريمة:\i وَ اسْتَمِعْ يَوْمَ يُنادِ\E ...\i يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ ...\E، و يمكن أن يكون المراد منها و من الصوت النداءات المتعددة التي جاءت في الأحاديث أو بعض هذه النداءات، و يؤيّد كون الصيحة غير النداء بعض ما ورد فيما يقال عند الصيحة و اللّه أعلم. و أما السفياني فهو رجل من آل أبي سفيان، اسمه عثمان، و أبوه عنبسة يخرج- كما في بعض الروايات- بالشام، و يملك ثمانية أشهر أو أزيد من ذلك، و يقبل- كما في غيبة الشيخ- من بلاد الروم متنصّرا، في عنقه صليب، و قد جاء فيه و ما يصدر منه من الأفاعيل السيئة، و الأعمال الفظيعة، و سيرته الخبيثة، روايات كثيرة تجاوزت عن حدّ التواتر، و لعلّ ما ذكر منها نعيم بن حمّاد تزيد عن المائة، فراجع في ذلك فتنه، و كتاب الملاحم لابن المنادي، و كتب الفتن من الصحاح و الجوامع لأهل السنّة، و ما ورد فيه في كتب مشايخ الشيعة و محدّثيهم، و من ذلك ما روى الفضل بن شاذان في حديث طويل عن أبي عبد اللّه عليه السلام( ح 28 من الأربعين الموسوم بكشف الحق) فيه صفة السفياني و غيره، و أنّه يظهر الزهد، و يتقشّف، و يتقنع بخبز الشعير و الملح الجريش، و يبذل الأموال فيجلب بذلك قلوب الجهّال. و ربما يستغرب ما في طائفة من هذه الأحاديث، بل يوجد فيها بعض ما لا يوافق الأصول الاسلاميّة و المذهبيّة، أو لا يقبله العقل، غير أنّ ذلك لا يضرّ بالتواتر و ما اتّفق عليه الأحاديث أو جاء فى الأحاديث الصحاح، فتدبّر و لا تنكر الأمر الثابت الذي أخبر به الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بضعف أسناد بعض الأحاديث أو ضعف متونها، و خذ بما أخذ العلماء في باب حجّية الأحاديث من القواعد العقلائيّة و العرفيّة. و أمّا اليماني فهو رجل يدعو الى المهدي- بأبي هو و امّي- و يخرج من اليمن. و المراد من قتل النفس الزكيّة قتل غلام من آل محمّد صلّى اللّه عليه و آله، اسمه محمّد بن الحسن، يقتل بين الركن و المقام. و أخرج الشيخ في غيبته( ص 464- 465 ح 480): عن سفيان بن ابراهيم الحريري( من أصحاب مولانا الصادق عليه السلام) أنّه سمع أباه يقول: النفس الزكيّة غلام من آل محمّد، اسمه محمّد بن الحسن، يقتل بلا جرم و لا ذنب، فإذا قتلوه لم يبق لهم في السماء عاذر، و لا في الأرض ناصر، فعند ذلك يبعث اللّه قائم آل محمّد في عصبة لهم أدقّ في أعين الناس من الكحل إذا خرجوا بكى لهم الناس، لا يرون إلّا أنّهم يختطفون، يفتح اللّه لهم مشارق الأرض و مغاربها، ألا و هم المؤمنون حقّا، ألا إنّ خير الجهاد في آخر الزمان. كما ذكره الملاحم و الفتن عن شهر بن حوشب( في الباب 67 ص 45) و ذكر تتمّة للحديث:« و في المحرّم ينادي مناد من السماء: ألا إنّ صفوة اللّه من خلقه ... الحديث».

ذي القعدة تحازب القبائل و عامد(1) تنتهب الحاج، و يكون ملحمة عظيمة بمنى، يكثر فيها القتلى، و يسيل فيها الدماء، و هم على عقبة الجمرة.

1031-(2)-

الفتن: حدّثنا الوليد، قال: أخبرني شيخ، عن جابر، عن أبي جعفر [عليه السلام] قال: فيبلغ أهل المدينة، فيخرج الجيش إليهم، فيهرب منها من كان من آل محمّد صلّى اللّه عليه [و آله] وسلّم إلى مكّة، يحمل الشديد الضعيف، و الكبير الضعيف، فيدركون نفسا من آل محمّد صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم فيذبحونه عند أحجار الزيت.

ص: 51


1- ( 1) كذا و يمكن أن يقرأ« عامئذ».
2- ( 7)- الفتن: ج 5 ص 175 ب أول انتقاض أمر السفياني و خروج الهاشمي، عقد الدرر: ص 66 ب 4 ف 1 إلّا أنّه قال:« و الكبير و الصغير».

1032-(1)-

الفتن: حدّثنا ابن وهب، عن يزيد بن عياض، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن عبد الرحمن بن موسى، عن عبد اللّه بن صفوان، عن حفصة زوج النبيّ صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم تقول: يأتي جيش من قبل المغرب يريدون هذا البيت، حتّى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم، فيرجع من كان أمامهم لينظر ما فعل القوم فيصيبهم ما أصابهم، و يلحق بهم من خلفهم لينظر ما فعلوه فيصيبهم ما أصابهم، فمن كان منهم مستكرها أصابهم ما أصابهم، ثمّ يبعث اللّه تعالى كلّ امرئ على نيّته.

1033-(2)-

الفتن: حدّثنا رشدين، عن ابن لهيعة، عن أبي زرعة، عن محمّد بن عليّ [عليه السلام] قال: سيكون عائذ بمكّة يبعث إليه سبعون ألفا عليهم رجل من قيس، حتّى إذا بلغوا الثنيّة دخل آخرهم و لم يخرج منها أوّلهم، نادى جبريل: [يا] بيداء يا بيداء يا بيدا! يسمع مشارقها و مغاربها، خذيهم فلا خير فيهم، فلا يظهر على هلاكهم إلّا راعي غنم في الجبل ينظر إليهم حين ساخوا فيخبر بهم، فإذا سمع العائذ بهم خرج.1034-(3)- الفتن: حدّثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: يبعث إلى مكّة جيش من الشام، حتّى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم.

1035-(4)-

الفتن: حدّثنا رشدين، عن ابن لهيعة، عن عبد العزيز بن صالح، عن علي بن رباح، عن ابن مسعود، قال: يبعث جيش إلى المدينة فيخسف بهم بين الحمّاوين، و يقتل النفس الزكية.

ص: 52


1- ( 8) الفتن: ج 5 ص 176 ب أول ...؛ سنن ابن ماجة: ج 2 ص 1350- 1351 ب 30« ب جيش البيداء» من كتاب الفتن نحوه.
2- ( 9)- الفتن: ج 5 ص 177 ب أول ...؛ المسند للحميدي: ج 1 ص 137 ح 286 نحوه؛ صحيح مسلم: في باب الخسف بالجيش الذي يؤمّ البيت من كتاب الفتن و أشراط الساعة ج 8 ص 167 بسنده عن حفصة ... نحوه. و روى نحوه بسنده عن عائشة و أمّ سلمة، و ذكر في ذيل حديث أمّ سلمة أنّ أبا جعفر قال: هي بيداء المدينة. و في حديث آخر بسند آخر عن عبد العزيز بن رفيع بسنده عن أمّ سلمة، قال:« و في حديثه: فلقيت أبا جعفر فقلت: إنّما قالت: ببيداء من الأرض، فقال أبو جعفر: كلا و اللّه، إنّها لبيداء المدينة». أقول: قال النووي:« قال العلماء: البيداء كلّ أرض ملساء لا شي ء بها، و بيداء المدينة الشرف الذي قدّام ذي الحليفة، أي الى جهة مكّة». و قال ابن الاثير في النهاية، ج 1 ص 171 في مادة( بيد):« البيداء: المفازة التي لا شي ء فيها، و قد تكرّر ذكرها في الحديث، و هي هاهنا اسم موضع مخصوص بين مكّة و المدينة، و أكثر ما ترد و يراد بها هذه، و منه الحديث: إنّ قوما يغزون البيت ... الحديث». عقد الدرر: ص 67- 68، ب 4 ف 2. و ليعلم أنّ هذا الفصل، أي الفصل الثاني من الباب الرابع من عقد الدرر، عقد في الخسف بالبيداء و حديث السفياني، قد اخرج فيه من جماعة من أرباب الصحاح و السنن و غيرهم أخبار كثيرة جدّا، من ص 67 الى ص 99.
3- ( 10)- الفتن: ج 5 ص 177؛ الملاحم و الفتن: ص 75 ب 164.
4- ( 11)- الفتن: ج 5 ص 177 ب أول ...؛ الملاحم و الفتن: ص 76 ب 166.

1036-(1)-

الفتن: حدّثنا الوليد، عن شيخ، عن جابر، عن أبي جعفر [عليه السلام] قال: يخسف بهم، فلا ينجو منهم إلّا رجلان من كلب، اسمهما وبر و و بير، تقلّب وجوههما في أقفيتهما.

1037-(2)-

الفتن: حدّثنا الوليد و رشدين، عن ابن لهيعة، عن أبي قبيل، عن أبي رومان، عن علي رضي اللّه عنه [عليه السلام] قال:

إذا نزل جيش في طلب الّذين خرجوا إلى مكّة فنزلوا البيداء خسف بهم و يناديهم، و هو قوله عزّ و جلّ: وَ لَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَ أُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ (3) من تحت أقدامهم، و يخرج رجل من الجيش في طلب ناقة له، ثمّ يرجع إلى الناس فلا يجد منهم أحدا و لا يحسّ بهم، و هو الّذي يحدّث الناس بخبرهم.

1038-(4)-

الفتن: حدّثنا سعيد أبو عثمان، عن جابر، عن أبي جعفر [عليه السلام] قال: إذا بلغ السفياني قتل النفس الزكيّة، و هو الذي كتب عليه، فهرب عامّة المسلمين من حرم رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم إلى حرم اللّه تعالى بمكّة، فإذا أبلغه ذلك بعث جندا إلى المدينة عليهم رجل من كلب، حتّى إذا بلغوا البيداء خسف بهم و ينفلت أميرهم.

1039-(5)-

الفتن: حدّثنا عبد اللّه بن مروان، عن الهيثم بن عبد الرحمن، قال: حدّثني من سمع عليّا رضي اللّه عنه [عليه السلام] يقول: إذا بعث السفياني إلى المهدي جيشا فخسف بهم بالبيداء، و بلغ ذلك أهل الشام، قالوا لخليفتهم: قد خرج المهديّ فبايعه و ادخل في طاعته و إلّا قتلناك، فيرسل إليه بالبيعة،و يسير المهدي حتّى ينزل بيت المقدس، و تنقل إليه الخزائن، و تدخل العرب و العجم و أهل الحرب و الروم و غيرهم في طاعته من غير قتال ... الحديث.

1040-(6)-

الروضة من الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن أبي أيوب الخزّاز، عن عمر بن حنظلة، قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: خمس علامات قبل قيام القائم:

ص: 53


1- ( 12)- الفتن: ج 5 ص 177 ب أول ...، و أيضا أخرجه في ص 178.
2- ( 13)- الفتن: ج 5 ص 177؛ الملاحم و الفتن: ص 75 ب 165.
3- ( 1) سبأ: 34.
4- ( 14)- الفتن: ج 5 ص 178 ب أول ....
5- ( 15)- الفتن: ج 5 ص 187 ب آخر ...؛ كنز العمّال: ج 14 ص 589 ح 39669؛ البرهان: ص 124 ف 2 ح 33.
6- ( 16)- الروضة من الكافي: ج 8 ص 310 ح 483؛ كمال الدين: بسنده عن عمر بن حنظلة ج 2 ص 650 ب 57 ح 7 نحوه و ذكر:« قبل قيام القائم خمس علامات محتومات»؛ غيبة الشيخ: ص 436- 437 ح 427 بسنده عن ابن حنظلة؛ ينابيع المودّة: ص 426 ب 71؛ المحجّة: ص 156 الآية 60؛ غيبة النعماني: ص 252 ب 14 ح 9 نحوه؛ البحار: ج 52 ص 204 ب 25 ح 34 و ص 209 ح 49؛ البرهان: ص 114 ب 4 ف 2 ح 10؛ إثبات الهداة: ج 7 ص 397 ب 34 ف 4 ح 24 مع تقديم و تأخير في ألفاظ الحديث.

الصيحة، و السفياني، و الخسف، و قتل النفس الزكيّة، و اليماني، فقلت: جعلت فداك، إن خرج أحد من أهل بيتك قبل هذه العلامات أ نخرج معه؟ قال: لا، فلمّا كان من الغد تلوت هذه الآية:

إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ (1)، فقلت له: أ هي الصيحة؟ فقال: أما لو كانت، خضعت أعناق أعداء اللّه عزّ و جلّ.

1041-(2)- غيبة النعماني: أخبرنا علي بن أحمد، عن عبيد اللّه بن موسى العلوي، عن عبد اللّه بن محمّد، قال: حدّثنا محمّد بن خالد، عن الحسن بن المبارك، عن أبي إسحاق الهمداني، عن الحارث الهمداني، عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال: المهدي أقبل، جعد، بخدّه خال، يكون مبدؤه من قبل المشرق، و إذا كان ذلك خرج السفياني، فيملك قدر حمل امرأة تسعة أشهر، يخرج بالشام فينقاد له أهل الشام إلّا طوائف من المقيمين على الحقّ، يعصمهم اللّه من الخروج معه، و يأتي المدينة بجيش جرّار، حتّى إذا انتهى إلى بيداء المدينة خسف اللّه به، و ذلك قول اللّه عزّ و جلّ في كتابه: وَ لَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَ أُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ (3).

1042-(4)-

كمال الدين: و بهذا الإسناد (يعني: محمّد بن الحسن، عن الحسين بن الحسن بن أبان)، عن الحسين بن سعيد، عن حمّاد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر، عن أبي أيّوب، عن الحارث بنالمغيرة، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: الصيحة الّتي في شهر رمضان تكون ليلة الجمعة لثلاث و عشرين مضين من شهر رمضان.

1043-(5)-

ينابيع المودّة: لمّا استشار زيد بن عليّ أخاه محمّدا الباقر- رضي اللّه عنهم- في الخروج نهاه، و قال: أخشى أن تكون المقتول المصلوب بظهر الكوفة، أ ما علمت أنّه لا يخرج أحد من ولد فاطمة قبل خروج السفياني إلّا قتل، و بعده يخرج قائمنا المهدي.

ص: 54


1- ( 1) الشعراء: 4.
2- ( 17) غيبة النعماني: ص 304- 305 ب 18 ح 14؛ المحجّة: ص 177 الآية 99؛ ينابيع المودة: ص 427 ب 71 مختصرا.
3- ( 1) سبأ: 51.
4- ( 18)- كمال الدين: ج 2 ص 652 ب 57 ح 16؛ إثبات الهداة: ج 7 ص 396 ب 34 ف 4 ح 23.
5- ( 19)- ينابيع المودّة: ص 440 ب 75؛ نور الأبصار: ص 127 فصل مناقب سيّدنا علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام؛ اسعاف الراغبين بهامش نور الأبصار: ص 209 و تمام حديث هذه الاستشارة يطلب من الخرائج: ج 3 ص 281 ح 13 في معجزات الإمام الباقر عليه السلام و من كشف الغمّة: ج 2 ص 144؛ إثبات الهداة: ج 5 ص 294- 295 ب 19 ح 43 مختصرا؛ البحار: ج 46 ص 185 ب 11 ح 51؛ الفصول المهمّة: ص 218- 219.

و لمّا خرج زيد قتل و صلب بالكوفة كما قال أخوه.

1044-(1)-

غيبة النعماني: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد، قال: حدّثني علي بن الحسن، عن يعقوب بن يزيد، عن زياد القندي، عن غير واحد من أصحابه، عن أبي عبد اللّه عليه السلام أنّه قال: قلنا له: السفياني من المحتوم؟ فقال: نعم، و قتل النفس الزكيّة من المحتوم، و القائم من المحتوم، و خسف البيداء من المحتوم، و كفّ تطلع من السماء من المحتوم، و النداء من السماء من المحتوم، فقلت: و أيّ شي ء يكون النداء؟ فقال: مناد ينادي باسم القائم و اسم أبيه [عليه السلام].

1045-(2)-

غيبة النعماني: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد بإسناده عن هارون بن مسلم، عن أبي خالد القمّاط، عن حمران بن أعين، عن أبي عبد اللّه عليه السلام أنه قال: من المحتوم الّذي لا بدّ أن يكون من قبل قيام القائم: خروج السفياني، و خسف بالبيداء، و قتل النفس الزكيّة، و المنادي من السماء.

1046-(3)-

المستدرك: عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: يخرج رجل يقال له: السفياني في عمق دمشق، و عامّة من يتبعه من كلب، فيقتل حتّى يبقر بطون النساء، و يقتل الصبيان، فتجمع لهم قيس فيقتلها حتّى لا يمنع ذنب تلعة، و يخرج رجل من أهل بيتي في الحرّة، فيبلغ السفياني، فيبعث إليه جندا من جنده فيهزمهم، فيسير إليه السفياني بمن معه، حتّى إذا صاروا ببيداء من الأرض خسف بهم، و لا ينجو منهم إلّا المخبر عنهم.

ص: 55


1- ( 20)- غيبة النعماني: ص 257 ب 14 ح 15.
2- ( 21)- غيبة النعماني: ص 264 ب 14 ح 26.
3- ( 22)- المستدرك: ج 4 ص 520؛ الدرّ المنثور: ج 5 ص 241؛ البرهان: ص 113- 114 ف 2 ح 9.

1047-(1)- الكشّاف: عن ابن عبّاس- رضي اللّه عنهما-: نزلت (يعني هذه الآية: وَ لَوْ تَرى ...(2)) في خسف البيداء، و ذلك أنّ ثمانين ألفا يغزون الكعبة ليخرّبوها، فإذا دخلوا البيداء خسف بهم.

1048-(3)-

الإرشاد: سيف بن عميرة، عن بكر بن محمّد، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: خروج الثلاثة: السفياني و الخراساني و اليماني في سنة واحدة، في شهر واحد، في يوم واحد، و ليس فيها راية أهدى من راية اليماني، لأنّه يدعو إلى الحقّ.

1049-(4)-

الإرشاد: ثعلبة بن ميمون، عن شعيب الحدّاد، عن صالح بن ميثم، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: ليس بين قيام القائم و قتل النفس الزكيّة أكثر من خمس عشرة ليلة.

1050-(5)-

الفتن: حدّثنا الوليد، عن ليث بن سعد، عن عبّاس بن عبّاس، عمّن حدّثه، عن علي بن أبي طالب- رضي اللّه عنه [عليه السلام]- قال: يهرب ناس من المدينة إلى مكّة حين يبلغهم جيش السفياني، منهم ثلاثة نفر من قريش منظور إليهم.

1051-(6)-

كمال الدين: بهذا الإسناد (يعني: محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، عن الحسين بن الحسن بن أبان)، عن الحسين بن سعيد، عن صفوان بن يحيى، عن عيسى بن أعين، عن المعلّى بن خنيس، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: إنّ أمر السفياني من الأمر المحتوم، و خروجه في رجب.

ص: 56


1- ( 23)- الكشّاف: ج 3 ص 592- 593 تفسير الآية 51 من سورة سبأ. اعلم أنّ الأحاديث و الآثار عن الصحابة و الصحابيّات و التابعين و تابعي التابعين في خسف البيداء و السفياني كثيرة جدا، تركنا إخراج طائفة كثيرة منها لئلا يطول الكلام، فمن شاء فليراجع تفاسير الفريقين، العامّة و الخاصّة، مثل: مجمع البيان، و نور الثقلين، و التبيان، و البرهان، و الصافي، و تفسير أبي الفتوح، و الدرّ المنثور، و الطبري، و القرطبي، و روح المعاني، و روح البيان، و غيرها، و فيها البشارة بظهور المهدي عليه السلام، و تفاصيل أمر السفياني و الخسف.
2- ( 1) سبأ: 51.
3- ( 24) الإرشاد: ص 387 ب ذكر علامات قيام القائم عليه السلام؛ إثبات الهداة: ج 3 ص 728 ب 34 ف 6 ح 57 و جاء فيه:« يهدي إلى الحقّ» بدل« يدعو إلى الحقّ».
4- ( 25)- الإرشاد: ص 387 ب ذكر علامات قيام القائم؛ كمال الدين: ج 2 ص 649 ب 57 ح 2.
5- ( 26)- الفتن: ج 5 ص 173 باب بعثه الجيوش الى المدينة ...؛ عقد الدرر: ص 66 ب 14؛ بشارة الإسلام: ص 76 ب 2.
6- ( 27)- كمال الدين: ج 2 ص 650 ب 57 ح 5.

1052-(1)- كمال الدين: حدّثنا محمّد بن علي ماجيلويه- رضي اللّه عنه- قال: حدّثنا عمّي محمّد بن أبي القاسم، عن محمّد بن علي الكوفي، عن محمّد بن أبي عمير، عن عمر بن اذينة، قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام: قال أبي عليه السلام: قال أمير المؤمنين عليه السلام: يخرج ابن آكلة الأكباد من الوادي اليابس، و هو رجل ربعة، وحش الوجه، ضخم الهامة، بوجهه أثر جدري، إذا رأيته حسبته أعور، اسمه عثمان، و أبوه عنبسة، و هو من ولد أبي سفيان، حتّى يأتي أرضا ذات قرار و معين فيستوي على منبرها.

1053-(2)-

كمال الدين: حدّثنا أبي و محمّد بن الحسن- رضي اللّه عنهما- قالا: حدّثنا محمّد بن أبي القاسم ماجيلويه، عن محمّد بن علي الكوفي، قال: حدّثنا الحسين بن سفيان، عن قتيبة بن محمّد، عن عبد اللّه بن أبي منصور البجلي، قال: سألت أبا عبد اللّه عليه السلام عن اسم السفياني، فقال: و ما تصنع باسمه؟ إذا ملك كور الشام الخمس:

دمشق، و حمص، و فلسطين، و الأردن، و قنّسرين، فتوقّعوا عند ذلك الفرج، قلت: يملك تسعة أشهر؟ قال: لا، و لكن يملك ثمانية أشهر لا يزيد يوما.

1054-(3)-

كمال الدين: حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني- رضي اللّه عنه- قال: حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن محمّد بن أبي عمير، عن حمّاد بن عثمان، عن عمر بن يزيد، قال: قال لي أبو عبد اللّه الصادق عليه السلام: إنّك لو رأيت السفياني لرأيت أخبث الناس، أشقر، أحمر، أزرق، يقول:

يا ربّ ثاري ثاري ثمّ النار، و قد بلغ من خبثه أنّه يدفن أمّ ولد له و هي حيّة مخافة أن تدلّ عليه.1055-(4)- كمال الدين: حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل- رضي اللّه عنه- قال: حدّثنا عبد اللّه بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي، قال: قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام: إنّ أبا جعفر عليه السلام كان يقول: إنّ خروج السفياني من الأمر المحتوم، قال [لي]: نعم، و اختلاف ولد العبّاس من المحتوم، و قتل النفس الزكيّة من المحتوم، و خروج القائم عليه السلام من المحتوم، فقلت له:

ص: 57


1- ( 28)- كمال الدين: ج 2 ص 651 ب 57 ح 9؛ إثبات الهداة: ج 3 ص 721 ب 34 ف 4 ح 26 و جاء فيه:« خشن الوجه» بدل« وحش الوجه». أقول: قال في معجم البلدان ج 8 ص 490:« اليابس: بلفظ ضدّ الرطب، وادي اليابس نسب الى رجل، قيل: منه يخرج السفياني في آخر الزمان».
2- ( 29)- كمال الدين: ج 2 ص 651- 652 ب 57 ح 11؛ إثبات الهداة: ج 3 ص 721- 722 ب 34 ح 28.
3- ( 30)- كمال الدين: ج 2 ص 651 ب 57 ح 10؛ إثبات الهداة: ج 3 ص 721 ب 34 ح 27 مختصرا.
4- ( 31)- كمال الدين: ج 2 ص 652 ب 57 ح 14؛ غيبة الشيخ: ص 435 ح 425 نحوه و أضاف:« و النداء من المحتوم و طلوع الشمس من المغرب من المحتوم و أشياء كان يقولها من المحتوم»؛ الإرشاد: ص 386 نحوه؛ إثبات الهداة: ج 3 ص 722 ب 34 ف 4 ح 31.

كيف يكون [ذلك] النداء؟ قال: ينادي مناد من السماء أوّل النهار: ألا إنّ الحقّ في عليّ و شيعته، ثمّ ينادي إبليس- لعنه اللّه- في آخر النهار: ألا إنّ الحقّ في السفيانيّ و شيعته، فيرتاب عند ذلك المبطلون.

1056-(1)-

الفتن: حدّثنا سعيد بن عثمان، عن جابر، عن أبي جعفر [عليه السلام] قال: يملك السفياني حمل امرأة.

1057-(2)-

الفتن: حدّثنا سعيد بن عثمان، عن جابر، عن أبي جعفر [عليه السلام] قال: هو أخوص العين.

1058-(3)-

الفتن: حدّثنا عبد القدّوس و غيره، عن ابن عيّاش، عمّن حدّثه، عن محمّد بن جعفر، عن عليّ [عليه السلام] قال:

السفياني من ولد خالد بن يزيد بن أبي سفيان، رجل ضخم الهامة، بوجهه آثار جدري، بعينه نكتة بياض، يخرج من ناحية مدينة دمشق في واد يقال له: الوادي اليابس، يخرج في سبعة نفر، مع رجل منهم لواء معقود، يعرفون في لوائه، النصر يسير بين يديه على ثلاثين ميلا، لا يرى ذلك العلم أحد يريده إلّا انهزم.

1059-(4)- الروضة من الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضّال، عن أبي جميلة، عن محمّد بن علي الحلبي، قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: اختلاف بني العبّاس من المحتوم، و النداء من المحتوم، و خروج القائم من المحتوم، قلت: و كيف النداء؟ قال: ينادي مناد من السماء أوّل النهار: ألا إنّ عليا و شيعته هم الفائزون، قال: و ينادي مناد [في] آخر النهار: ألا إنّ عثمان و شيعته هم الفائزون.

1060-(5)-

إثبات الوصية: عن أبي جعفر عليه السلام قال:

لا يكون ما ترجون حتّى يخطب السفياني على أعوادها، فإذا كان ذلك انحدر عليكم قائم آل محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من قبل الحجاز.

ص: 58


1- ( 32)- الفتن: ج 4 ص 146 ب صفة السفياني و اسمه و نسبه.
2- ( 33)- الفتن: ج 4 ص 146 ب صفة السفياني و اسمه و نسبه.
3- ( 34)- الفتن: ج 4 ص 147 ب صفة السفياني و اسمه و نسبه؛ عقد الدّرر: ص 72- 73 ب 4 ف 2 عن امير المؤمنين علي عليه السلام. و روى نحوه أيضا في الفتن ص 149 ب بدو خروج السفياني عن علي عليه السلام، إلّا أنّه قال:« من ولد خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان».
4- ( 35)- الروضة من الكافي: ج 8 ص 310 ح 484.
5- ( 36)- إثبات الوصية: ص 252 ب قيام صاحب الزمان و هو الخلف الزكي.

1061-(1)-

غيبة النعماني: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد، قال: حدّثنا القاسم بن محمّد بن الحسن بن حازم قال: حدّثنا عبيس بن هشام، عن عبد اللّه بن جبلة، عن محمّد بن سليمان، عن العلاء، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر محمّد بن علي عليهما السلام أنّه قال:

السفياني و القائم في سنة واحدة.

1062-(2)-

معاني الأخبار: حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد- رحمه اللّه- قال: حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار و أحمد بن إدريس جميعا، عن محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، عن السيّاري، عن الحكم بن سالم، عمّن حدّثه، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: إنّا و آل أبي سفيان أهل بيتين تعادينا في اللّه، قلنا: صدق اللّه، و قالوا: كذب اللّه، قاتل أبو سفيان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و قاتل معاوية علي بن أبي طالب عليه السلام، و قاتل يزيد بن معاوية الحسين بن علي عليهما السلام، و السفياني يقاتل القائم عليه السلام.

1063-(3)-

البرهان في علامات مهدي آخر الزمان: عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قال: السفياني من ولد خالد بن يزيد بن أبي سفيان، رجل ضخم الهامة، بوجهه أثر الجدري،بعينه نكتة بياض، يخرج من ناحية مدينة دمشق، و عامّة من يتبعه من كلب، فيقتل حتّى يبقر بطون النساء، و يقتل الصبيان، فيجتمع لهم قيس فيقتلها، حتى لا يمنع ذنب قلعه، و يخرج رجل من أهل بيتي في الحرم، فيبلغ السفياني فيبعث إليه جندا من جنده فيهزمهم، فيسير إليه السفياني بمن معه حتّى إذا جاوز ببيداء من الأرض خسف بهم، فلا ينجو منهم إلّا المخبر عنهم.

أخرجه أبو عبد اللّه الحاكم في مستدركه و قال: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط البخاري و مسلم و لم يخرّجاه.

ص: 59


1- ( 37)- غيبة النعماني: ص 267 ب 14 ح 36.
2- ( 38)- معاني الأخبار: ص 346؛ البحار: ج 52 ص 190 ب 25 علامات ظهوره ... ح 18.
3- ( 39)- البرهان في علامات مهدي آخر الزمان: ب 4 ف 2 ح 15. أخرجنا هذا الحديث من النسخة المخطوطة التي تاريخ كتابتها سنة( 979 ه)، و هي محفوظة في دار كتب جامع سيّدنا الاستاذ مولانا البروجردي- تغمده اللّه برحمته و رضوانه- و لم نخرجه من المطبوعة، لأنّ محقّقها أورد هذا الحديث و الحديث الآخر على ما ظهر له من المستدرك و غيره من الكتب، لأنّه يرى بزعمه أنّ بين الحديثين خلطا فاعتمد على اجتهاده، و هذا سبيل لا ينبغي سلوكه في الأحاديث، بل يجب الاعتماد على ما بأيدينا من النسخ في استنساخ الأحاديث، فإن ظهر لنا شي ء نذكره في حاشية الكتاب، فلا يجوز إدخاله في المتن و تحريف الأصل. و اللّه من وراء القصد؛ كنز العمّال: ج 14 ص 272 ح 38698 نحوه مع اختلاف يسير، و فيه« ذنب تلعة».

1064-(1)-

الفتن: حدّثنا ابن عمر، عن ابن لهيعة، قال: حدّثني عبد الوهاب بن حسين، عن محمّد بن ثابت البناني، عن أبيه، عن الحارث الهمداني، عن ابن مسعود- رضي اللّه عنه-، عن النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم قال: إذا كانت صيحة في رمضان، فإنّه تكون معمعة في شوّال، و تمييز القبائل في ذي القعدة، و سفك الدماء في ذي الحجّة، و المحرّم، و ما المحرّم؟ يقولها ثلاثا، هيهات هيهات، يقتل الناس فيه هرجا هرجا، قال: قلنا: و ما الصّيحة يا رسول اللّه؟ قال: هدّة في النصف من رمضان، ليلة الجمعة، فتكون هدّة توقظ النائم، و تقعد القائم، و تخرج العواتق من خدورهنّ، في ليلة جمعة، في سنة كثيرة الزلازل، فإذا صلّيتم الفجر من يوم الجمعة فادخلوا بيوتكم، و أغلقوا أبوابكم، و سدّوا كواكم، و دثّروا أنفسكم، و سدّوا آذانكم، فإذا أحسستم بالصيحة فخرّوا للّه سجّدا، و قولوا: سبحان القدّوس، سبحان القدّوس، ربّنا القدّوس، فإنّه من فعل ذلك نجا، و من لم يفعل ذلك هلك.

و يدلّ عليه أيضا الاحاديث: 327، 603، 645، 900، 903، 910، 936، 959، 960، 969، 970، 983، 1001، 1002، 1004، 1009، 1022، 1104، 1105، 1111، 1116، 1136، 1139.

ص: 60


1- ( 40)- الفتن: ج 3 ص 118 ب ما يذكر من علامات من السماء ...؛ عقد الدرر: ص 103 ب 4 ف 3؛ كنز العمّال: ج 14 ص 569- 570 ح 39627 نحوه مع زيادة يسيرة.

الفصل السابع

في خروج الدجّال (1)

و فيه 26 حديثا

1065-(2)-

الفتن: قال أيّوب: و حدّثنا حميد بن هلال، عن بعض أشياخهم، عن هشام بن عامر، قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم يقول: ما بين خلق آدم عليه السلام إلى قيام الساعة أمر أكبر من الدجّال.

1066-(3)- صحيح مسلم: حدّثنا أبو خيثمة زهير بن حرب و إسحاق بن إبراهيم، و ابن أبي عمر المكّي (و اللفظ لزهير)، قال إسحاق: أخبرنا. و قال الآخران: حدّثنا سفيان بن عيينة، عن فرات القزّاز، عن أبي الطفيل،

ص: 61


1- ( 1) قال المدابغي في حاشية الفتح المبين( ص 75): و اسمه: صاف، و كنيته: أبو يوسف، و هو يهودي، انتهى. شرح الأعلام لشيخ الإسلام: و يقال له المسيح- بالحاء المهملة- على المعروف، بل الصواب كما في المجموع، لقّب به لأنّه يمسح الأرض كلّها، أي يطأها إلّا مكّة و المدينة، و بالخاء المعجمة لأنّه ممسوخ العين، انتهى. شويري: و سأل الحافظ المقرئ أبو عمرو الداني أبا الحسن القابسي: كيف تقرأ المسيح الدجّال؟ فقال: بفتح الميم و تخفيف السين، أي و بالحاء المهملة، مثل المسيح عيسى بن مريم؛ لأنّ عيسى عليه السلام مسح بالبركة، و هذا مسحت عينه، انتهى. تذكرة القرطبي: و الدجّال من الدجل، و هو التغطية؛ لأنّه يغطّي الأرض بجموعه، و الحقّ بأباطيله، و فتنته أعظم فتن الدنيا، و لهذا استعاذ النبي صلّى اللّه عليه و سلّم منها، انتهى ما أردنا نقله من كلام المدابغي، و ذكر هنا أوصافه و فتنة الناس به، و قال: جاء: من حفظ عشر آيات من سورة الكهف عصم من الدجّال، و في رواية: من آخر الكهف. و قال في النهاية: و قد تكرّر ذكر الدجّال في الحديث، و هو الذي يظهر في آخر الزمان، يدّعي الالهيّة، و« فعّال» من أبنية المبالغة، أي يكثر منه الكذب و التلبيس. و قال في كتاب البرهان على وجود صاحب الزمان: قد اتّفق علماء الإسلام- إلّا من شذّ- على خروج شخص كافر في آخر الزمان، يسمّى الدجّال، و جاءت بذلك الروايات و الأخبار الكثيرة، و هو من أشراط الساعة. و قال القاضي عياض فيما حكاه عنه النووي في شرح صحيح مسلم: إنّ ذلك مذهب أهل السنّة، و جميع المحدّثين، و الفقهاء و النظّار، ثم حكى القاضي إنكاره عن الخوارج و الجهميّة و بعض المعتزلة، و حكى أيضا عن الجبائي من المعتزلة و موافقيه من الجهميّة و غيرهم أنّه صحيح الوجود، و لكن ما يدّعيه مخاريق و خيالات لا حقيقة لها، و روى مسلم في صحيحه أخبارا كثيرة في صفته، و فعله، و كيفيّة خروجه، انتهى كلام صاحب البرهان.
2- ( 1)- الفتن: ج 7 ص 284 ب ما يقدّم الى الناس في خروج الدجّال؛ صحيح مسلم: ج 8 ص 207؛ مصابيح السنّة: ج 2 ص 195؛ نهاية البداية و النهاية: ج 1 ص 129- 130 و لفظ بعض طرقه:« إلى ان تقوم الساعة فتنة أكبر»؛ مختصر صحيح مسلم: ص 548 ح 2058 و فيه:« خلق أكبر»؛ المسند: ج 4 ص 19 ح 3؛ البيان في أخبار صاحب الزمان: ص 154؛ منتخب كنز العمّال حاشية مسند أحمد: ج 6 ص 43.
3- ( 2)- صحيح مسلم: باب في الآيات التي تكون قبل الساعة الحديث الأول، و نحوه الحديث الثاني و الثالث و الرابع عن أبي سريحة حذيفة ج 8 ص 179- 180؛ المسند: ج 4 ص 6- 7 ح 4 عن سفيان عن فرات، و عن شعبة عن فرات، و أيضا عن سفيان عن فرات مع اختلاف في بعض الألفاظ.

عن حذيفة بن أسيد الغفاري، قال: اطّلع النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم علينا و نحن نتذاكر، فقال: ما تذاكرون؟ قالوا: نذكر الساعة، قال: إنّها لن تقوم حتّى ترون قبلها عشر آيات، فذكر الدخان، و الدجّال، و الدّابة، و طلوع الشمس من مغربها، و نزول عيسى بن مريم صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و يأجوج و مأجوج، و ثلاثة خسوف: خسف بالمشرق، و خسف بالمغرب، و خسف بجزيرة العرب، و آخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم.

1067-(1)-

صحيح مسلم: حدّثنا محمّد بن المثنّى و محمّد بن بشّار، قالا: حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن قتادة، قال:

سمعت أنس بن مالك، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: ما من نبيّ إلّا و قد أنذر امّته الأعور الكذّاب، ألا إنّه أعور، و إنّ ربّكم ليس بأعور، مكتوب بين عينيه ك ف ر.

1068-(2)-

كنز العمّال: لا يخرج الدجّال حتّى [لا] يكون شي ء أحبّ إلى المؤمن من خروج نفسه.

1069-(3)-

مجمع الزوائد: (عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:) لا يخرج الدجّال حتّى يذهل الناس عن ذكره، و حتّى تترك الأئمّة ذكره على المنابر.

1070-(4)-

الفتن: ابن وهب، عن يزيد بن عياض، عن سعيد بن عبيد بن السباق، قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: يكون قبل خروج المسيح الدجّال سنواتخدعة، يكذّب فيها الصادق، و يصدّق فيها الكاذب، و يؤتمن فيها الخائن، و يخون فيها الأمين، و يتكلّم الرويبضة الوضيع من الناس.

ص: 62


1- ( 3)- صحيح مسلم: باب ذكر الدجال و صفته و ما معه ح 3، و نحوه الحديث الرابع عن أنس و لفظه:« الدجّال مكتوب بين عينيه: ك ف ر، أي كافر»، و الحديث الخامس أيضا عن أنس و لفظه:« الدجّال ممسوح العين، مكتوب بين عينيه كافر، ثمّ تهجّاها ك ف ر، يقرأه كل مسلم» ج 8 ص 195؛ كنز العمّال: ج 14 ص 303- 304 ح 38770 و أخرج الحديث الخامس في ص 299 ح 38747؛ الفتن: ب ما يقدّم الى الناس في خروج الدجّال ص 285.
2- ( 4)- كنز العمّال: ج 14 ص 323 ح 38816 عن ابن مسعود؛ منتخب كنز العمّال بهامش مسند أحمد: ج 6 ص 49.
3- ( 5)- مجمع الزوائد: ج 7 ص 335 قال: رواه عبد اللّه بن أحمد من رواية بقيّة بن صفوان بن عمر و هي صحيحة كما قال ابن معين و بقيّة رجاله ثقات؛ كنز العمّال: ج 14 ص 323 ح 38817.
4- ( 6)- الفتن: ج 7 ب العلامات قبل خروج الدجّال ص 287.

1071-(1)-

الفتن: حدّثنا ضمرة، حدّثنا عبد اللّه بن شوذب، عن أبي التياح، عن خالد بن سبيع، عن حذيفة بن اليمان- رضي اللّه عنه- قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم يقول: يخرج الدجّال ثمّ عيسى بن مريم عليه السلام.

1072-(2)-

الفتن: عبد الرزاق، عن معمر، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري- رضي اللّه عنه- عن النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم قال: يتبع الدجّال من أمّتي سبعون ألفا عليهم التيجان.

1073-(3)- ميزان الاعتدال: أخرج عن زيد بن وهب، عن حذيفة: إن خرج الدجّال تبعه من كان يحبّ عثمان.

1074-(4)-

المسند: حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدثنا وهب بن جرير، حدثنا أبي، قال: سمعت الأعمش، عن أبي وائل، عن حذيفة، قال: ذكر الدجّال عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم فقال:

لأنا لفتنة بعضكم أخوف عندي من فتنة الدجّال، و لن ينجو أحد ممّا قبلها إلّا نجا منها، و ما صنعت فتنة منذ كانت الدنيا، صغيرة و لا كبير [ة]، إلّا لفتنة الدجّال.

1075-(5)-

مجمع الزوائد: عن سهل بن حنيف، أنّه كان بين سلمان الفارسي و بين إنسان منازعة، فقال سلمان: اللّهمّ إن كان كاذبا فلا تمته حتّى يدركه أحد الثلاثة، فلمّا سكن عنه الغضب قلت: يا أبا عبد اللّه! ما الّذي دعوت به على هذا؟ قال: اخبرك، فتنة الدجّال، و فتنة أمير كفتنة الدجّال، و شحّ شحيح يلقى على الناس، إذا أصاب الرجل المال لا يبالي ممّا أصابه.

ص: 63


1- ( 7)- الفتن: ج 7 ب خروج الدجّال و سيرته و ما يجري على يديه من الفساد ص 292.
2- ( 8)- الفتن: ج 7 ب خروج الدجّال و سيرته ص 303؛ منتخب كنز العمّال في حاشية مسند أحمد: ج 6 ص 40 في حديث طويل.
3- ( 9)- ميزان الاعتدال: ج 1 ص 265 حرف الزاي ترجمة زيد بن وهب 2979 و ردّ على الفسوي استدلاله على ضعف حديث زيد بروايته هذا الحديث، و قال:« فهذا الذي استنكره الفسوي من حديثه ما سبق إليه، و لو فتحنا هذه الوساوس علينا لرددنا كثيرا من السنن الثابتة بالوهم الفاسد» و قال فيه:« من أجلّة التابعين و ثقاتهم، متفق على الاحتجاج به، سيد جليل القدر».
4- ( 10)- المسند: ج 5 ص 389؛ مجمع الزوائد: ج 7 ص 335 قال:« رواه أحمد و البزّار و رجاله رجال الصحيح».
5- ( 11)- مجمع الزوائد: ج 7 ص 336 قال:« رواه الطبراني، و فيه كثير بن زيد الأسلمي وثّقه ابن معين و جماعة و ضعّفه النسائي و جماعة».

1076-(1)- المسند: حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، قال: قرأت على عبد الرحمن، عن مالك، عن أبي الزبير المكّي، عن طاوس اليماني، عن عبد اللّه بن عبّاس: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم كان يعلّمهم الدعاء كما يعلّمهم السورة من القرآن، يقول: قولوا:

اللّهم إنّي أعوذ بك من عذاب جهنّم، و أعوذ بك من عذاب القبر، و أعوذ بك من فتنة المسيح الدجّال، و أعوذ بك من فتنة المحيا و الممات.

1077-(2)-

المسند: حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا يحيى بن إسحاق، أنا ابن لهيعة، عن عبد اللّه بن هبيرة، أخبرني أبو تميم الجيشاني، قال: أخبرني أبو ذرّ، قال: كنت أمشي مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم فقال: لغير الدجّال أخوفني على أمّتي، قالها ثلاثا، قال: قلت: يا رسول اللّه! ما هذا الذي غير الدجّال أخوفك على امتك؟ قال: ائمّة مضلّين.

1078-(3)-

سنن الترمذي: حدّثنا عبد اللّه بن معاوية الجمحي، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن خالد الحذّاء، عن عبد اللّه بن شفيق، عن عبد اللّه بن سراقة، عن أبي عبيدة بن الجرّاح، قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم يقول: إنّه لم يكن نبيّ بعد نوح إلّا قد أنذر الدجّال قومه، و إني انذركموه، فوصفه لنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم فقال: لعلّه سيدركه بعض من رآني أو سمع كلامي، قالوا:

يا رسول اللّه! فكيف قلوبنا يومئذ؟ قال: مثلها- يعني: اليوم- أو خير.

1079-(4)- سنن الترمذي: حدّثنا عبد بن حميد، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر، قال:

ص: 64


1- ( 12)- المسند: ج 1 ص 242 و بسند آخر ص 298 قال:« كان يعلّمهم هذا الدعاء» و في ص 311 و فيه:« و فتنة الممات»؛ صحيح مسلم: ب ما يستعاذ منه في الصلاة ص 94 ك الصلاة: بسنده عن طاوس عن ابن عباس ... مثله إلّا أنّه قال:« يعلّمهم هذا الدعاء»، و قال:« اللّهم إنّا نعوذ بك»، و فيه:« قال مسلم بن الحجّاج: بلغني أنّ طاوسا قال لابنه: أ دعوت بها في صلاتك؟ فقال: لا، قال: أعد صلاتك؛ لأن طاوسا رواه عن ثلاثة أو أربعة أو كما قال انتهى»، و الظاهر من طاوس أنّه كان يرى وجوب الدعاء في الصلاة بهذه الدعوات الأربع، و جزم ابن حزم الظاهري بفرضيّة قراءة هذا التعوّذ بعد الفراغ من التشهّد كما في كتابه المحلّى: ج 3 ص 27. و نحوه هذه الأحاديث في المسند و مسلم و غيرهما كثيرة جدّا.
2- ( 13)- المسند: ج 5 ص 145، و بسند آخر ذكره بعد هذا الحديث:« قال أبو تميم: سمعت أبا ذر يقول: كنت مخاصر النبيّ صلّى اللّه عليه[ و آله] و سلّم يوما الى منزله، فسمعته يقول: غير الدجّال أخوف على أمّتي من الدجّال، فلمّا خشيت أن يدخل قلت: يا رسول اللّه! أيّ شي ء أخوف على أمّتك من الدجال؟ قال: الأئمّة المضلّين».
3- ( 14)- سنن الترمذي: ج 4 ص 507 ب 55 ما جاء في الدجّال ح 2234.
4- ( 15)- سنن الترمذي: ج 4 ص 508 ب 56 ما جاء في علامة الدجّال ح 2235.

قام رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم في الناس، فأثنى على اللّه بما هو أهله، ثمّ ذكر الدجّال فقال: إنّي لأنذركموه، و ما من نبيّ إلّا و قد أنذر قومه، و لقد أنذره نوح قومه، و لكنّي سأقول لكم فيه قولا لم يقله نبيّ لقومه: تعلمون أنّه أعور، و أنّ اللّه ليس بأعور؟

قال الزهري: و أخبرني عمر بن ثابت الأنصاري أنّه أخبره بعض أصحاب النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم، أنّ النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم قال يومئذ للناس و هو يحذّرهم فتنته: تعلمون أنّه لن يرى أحد منكم ربّه حتّى يموت، و أنّه مكتوب بين عينيه: ك ف ر، يقرأه من كره عمله.

قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.

1080-(1)-

المسند: حدّثنا عبد اللّه، حدّثني أبي، حدّثنا أبو الوليد، حدّثنا عبيد اللّه بن أياد بن لقيط، حدّثنا أياد، عن عبد الرحمن بن نعم أو نعيم الأعرجي- شكّ أبو الوليد- قال: سأل رجل ابن عمر عن المتعة و أنا عنده، متعة النساء، فقال: و اللّه ما كنّا على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم زانين و لا مسافحين، ثمّ قال:

و اللّه لقد سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم يقول: ليكوننّ قبل يوم القيامة المسيح الدجّال، و كذّابون ثلاثون أو أكثر.

1081-(2)- تفسير علي بن إبراهيم: و في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: إِنَّ اللَّهَ قادِرٌ عَلى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً و سيريكم في آخر الزمان آيات، منها: دابّة في الأرض، و الدجّال، و نزول عيسى بن مريم عليه السلام، و طلوع الشمس من مغربها.

1082-(3)-

المحاسن: أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي، عن محمّد بن علي، عن المفضّل بن صالح الأسدي، عن محمّد بن مروان، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من أبغضنا أهل البيت بعثه اللّه يهوديا، قيل: يا رسول اللّه و إن شهد الشهادتين؟ قال: نعم، إنّمااحتجب بهاتين الكلمتين عن سفك دمه أو يؤدّي الجزية و هو صاغر، ثمّ قال: من أبغضنا أهل البيت بعثه اللّه يهوديّا، قيل: و كيف يا رسول اللّه؟ قال: إن أدرك الدجّال آمن به.

ص: 65


1- ( 16)- المسند: ج 2 ص 95 و في ص 104 نحوه، و يظهر منه أنّ ابن عمر كان رادّا على أبيه تحريمه متعة النساء.
2- ( 17)- تفسير على بن ابراهيم: ج 1 ص 198؛ تفسير الصافي: ج 2 ص 118 تفسير الآية 37 من سورة الأنعام؛ تفسير نور الثقلين: تفسير سورة الانعام الآية 37 ج 1 ص 714 ح 64؛ البحار: ج 52 ص 181 ب علامات الظهور ب 25 ح 4.
3- ( 18)- المحاسن: ج 1 ص 90 ب 16 ح 39؛ البحار: ج 52 ص 192 ب 25 علامات ظهوره ... ح 25.

1083-(1)-

غيبة الشيخ: قال: (و بهذا الإسناد) عن ابن فضّال، عن حمّاد، عن الحسين بن المختار، عن أبي نصر، عن عامر بن واثلة، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:

عشر قبل الساعة لا بدّ منها: السفياني، و الدجّال، و الدخان، و الدابّة، و خروج القائم، و طلوع الشمس من مغربها، و نزول عيسى، و خسف بالمشرق، و خسف بجزيرة العرب، و نار تخرج من قعر عدن تسوق الناس إلى المحشر.

1084-(2)-

الأمالي الخميسيّة: و به (يعني: بالإسناد المذكور في أوّل الكتاب) قال: أخبرنا أبو القاسم سعيد بن وهب بن أحمد بن سليمان الدهقان بقراءتي عليه بالكوفة، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن أبي السرى البكائي، قال: حدّثنا عبد اللّه بن غنّام، قال:

حدّثنا محمّد بن العلاء، قال: حدّثنا معاوية بن شيبان، عن جابر، عن أبي الطفيل، قال: فزع الناس قبل خروج الدجّال فانطلقنا إلى دار حذيفة و هي ممتلئة من الناس، فخرج عليهم حذيفة، فقال: يا أيها الناس! إنّ خروج الدجّال أبين من طلوع الشمس، و غير الدجّال أخوف لي عليكم، إنّ قبل خروج الدجّال فتنا تغربل الناس غربلة الحنطة، فما طار منها هلك، و ما سقط منها هلك، و ما ثبت منها نجا.

1085-(3)-

صحيح مسلم: حدّثنا أبو كريب محمّد بن العلاء (و اللفظ له)، حدّثنا ابن فضيل، عن أبيه، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل، أو كسبت في إيمانها خيرا: طلوع الشمس من مغربها، و الدجّال، و دابّة الأرض.

و يدلّ عليه أيضا الأحاديث 910، 1162، 1167، 1168، 1169.

ص: 66


1- ( 19)- غيبة الشيخ: علامات الظهور ص 436 ح 426؛ البحار: ج 52 ص 209 ب 25 علامات ظهوره ... ح 48، و المراد بهذا الاسناد: أحمد بن إدريس عن علي بن محمّد بن قتيبة عن الفضل.
2- ( 20)- الأمالي الخميسيّة في ذكر آخر الزمان ...: ج 2 ص 260- 261، و الخبر موقوف على حذيفة، و حيث لا يقول في مثل هذه الامور- مثل حذيفة- من عند نفسه، فلا بدّ أن تعلّم عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.
3- ( 21)- صحيح مسلم: ج 1 ص 138 كتاب الإيمان ب 72 باب الزمن الذي لا يقبل فيه الإيمان ح 249.

الفصل الثامن في عدم جواز التوقيت، و تعيين وقت لظهوره عليه السلام و فيه 12 حديثا

1086-(1)-

الكافي: محمّد بن يحيى، عن سلمة بن الخطّاب، عن علي بن حسّان، عن عبد الرحمن بن كثير، قال: كنت عند أبي عبد اللّه عليه السلام إذ دخل عليه مهزم، فقال له: جعلت فداك، أخبرني عن هذا الأمر الذي ننتظر متى هو؟ فقال: يا مهزم! كذب الوقّاتون، و هلك المستعجلون، و نجا المسلمون.

1087-(2)-

الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن القاسم بن محمّد، عن عليّ بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، قال: سألته عن القائم عليه السلام، فقال: كذب الوقّاتون، إنّا أهل بيت لا نوقّت.

و قال: أحمد بإسناده قال: قال: أبى اللّه إلّا أن يخالف وقت الموقّتين.

1088-(3)-

إثبات الرجعة أو الغيبة: أحمد بن محمّد و عبيس بن هشام، عن كرّام، عن الفضيل، قال: سألت أبا جعفر عليه السلام هل لهذا الأمر وقت؟ فقال: كذب الوقّاتون، كذب الوقّاتون، كذب الوقّاتون.1089-(4)- إثبات الرجعة أو الغيبة: الحسين بن يزيد الصحّاف، عن منذر الجوّاز، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: كذب الموقّتون، ما وقّتنا فيما مضى، و لا نوقّت فيما يستقبل.

ص: 67


1- ( 1)- الكافي: ج 1 ص 368 ك الحجّة ب كراهية التوقيت ح 2؛ الإمامة و التبصرة: ص 95 ب النوادر ح 7« بسنده عن محمّد بن مسلم عن أبي عبد اللّه عليه السلام ... مثله» غير أنّه قال:« كنت عنده» و قال:« ننتظره» و في آخره قال:« و إليه يصيرون»؛ غيبة الشيخ: ص 426 ح 413 بإسناده عن الفضل عن عبد الرحمن نحوه و في آخره:« و إلينا يصيرون»؛ الأربعين الموسوم بكفاية المهتدي: ص 42 ذيل الحديث الثاني؛ غيبة النعماني: ص 294 ب 16 ح 11؛ البحار: ج 52 ص 104 ذيل ح 7 ب 21( باب التمحيص و النهي عن التوقيت).
2- ( 2)- الكافي: ج 1 ص 368 ك الحجّة ب كراهية التوقيت ح 3 و 4؛ غيبة النعماني: ص 294 ح 12 ب 16 و فى آخره:« قال: ثم قال: أبى اللّه إلّا أن يخلف وقت الموقّتين».
3- ( 3)- الأربعين الموسوم بكفاية المهتدي( مخطوط): ص 42 ذيل الحديث الثاني؛ غيبة الشيخ: ص 425- 426 ح 411 بإسناده عن الفضل بن شاذان عن أحمد بن محمّد و عبيس بن هشام؛ البحار: ج 52 ص 103 ب 21 التمحيص و النهي عن التوقيت ح 5؛ الكافي: ج 1 ص 368 ب كراهية التوقيت، مقطع من الحديث الخامس مع اختلاف في السند و جاء فيه:« لهذا الأمر»؛ غيبة النعماني: ص 294 ح 13 بنفس ما جاء في الكافي.
4- ( 4)- غيبة الشيخ: ص 426 ح 412؛ الأربعين الموسوم بكفاية المهتدي في معرفة المهدي عليه السلام: ذيل الحديث الثاني ص 43 و ذكر أنّ ابن شاذان روى هذا الحديث بعدّة أسانيد؛ البحار: ج 52 ص 103 ب 21 ح 6.

1090-(1)-

غيبة النعماني: أخبرنا علي بن أحمد، عن عبيد اللّه بن موسى العبّاسي، عن يعقوب بن يزيد، عن محمّد بن أبي عمير، عن عبد اللّه بن بكير، عن محمّد بن مسلم، قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام: يا محمّد! من أخبرك عنّا توقيتا فلا تهابنّ أن تكذّبه فإنّا لا نوقّت لأحد وقتا.

1091-(2)-

غيبة النعماني: أخبرنا أبو سليمان أحمد بن هوذة، قال: حدّثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي بنهاوند سنة ثلاثة و سبعين و مائتين، قال: حدّثنا عبد اللّه بن حمّاد الأنصاري في شهر رمضان سنة تسع و عشرين و مائتين، قال: حدّثنا عبد اللّه بن سنان، عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد عليهما السلام أنّه قال: أبى اللّه إلّا أن يخلف وقت الموقّتين.

1092-(3)-

غيبة النعماني: حدّثنا علي بن أحمد، عن عبيد اللّه بن موسى العلوي، عن محمّد بن أحمد القلانسي، عن محمّد بن علي، عن أبي جميلة، عن أبي بكر الحضرمي، قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: إنّا لا نوقّت هذا الأمر.

1093-(4)-

الهداية: حدّثني محمّد بن إسماعيل، و علي بن عبد اللّه الحسنيان، عن أبي شعيب محمّد بن نصير، عن عمر بن الفرات، عن محمّد بن المفضّل، عن المفضّل بن عمر، قال: سألت سيّدي أبا عبد اللّه جعفر بن محمّد الصادق عليهما السلام: هل للمأمول المنتظر المهدي عليه السلام من وقت موقّت يعلمه الناس؟ فقال الصادق عليه السلام: حاش للّه أن يوقّت له وقتا ... إلى أن قال: من وقّت لمهديّنا وقتا فقد شارك اللّه في علمه ... الحديث، و هو طويل.

و يدلّ عليه أيضا الأحاديث 83، 275، 556، 559.

الفصل التاسع في سنة خروجه و شهره و يومه و فيه 10 أحاديث

1094-(5)-

إثبات الرجعة: حدّثنا أحمد بن محمّد بن أبي نصر، قال: حدّثنا عاصم بن حميد، قال: حدّثنا محمّد بن مسلم، قال: سأل رجل أبا عبد اللّه عليه السلام: متى يظهر قائمكم؟ قال: إذا كثر الغواية، و قلّ الهداية، و

ص: 68


1- ( 5)- غيبة النعماني: ص 289 ب 16 ح 3؛ البحار: ج 52 ص 104 ب 21 ح 8.
2- ( 6)- غيبة النعماني: ص 289 ب 16 ح 4.
3- ( 7)- غيبة النعماني: ص 289 ب 16 ح 5.
4- ( 8)- الهداية: باب الإمام الثاني عشر؛ النوادر: ص 172- 173 ب التمحيص و النهي عن التوقيت؛ الصراط المستقيم: ج 2 ص 257- 258 ب 11 ف 11؛ إثبات الهداة: ج 7 ص 156 ب 32 ف 55 ح 740؛ حلية الأبرار: ج 2 ص 652 ب 47 من حديث طويل.
5- ( 1)- الأربعين الموسوم بكفاية المهتدي: ص 217 ذيل حديث 39؛ أربعين الخاتون آبادي: ص 169- 170 ح 32 إلّا أنّه قال:« و قلّ الصلاح»، و قال:« فينزل على نجفها»؛ كشف الأستار في خاتمته: ص 222- 223 عن كتاب الغيبة للفضل؛ إثبات الهداة: ص 570 ب 32 ف 44 ح 687 مختصرا.

كثر الجور و الفساد، و أقلّ الصلاح و السداد، و اكتفى الرجال بالرجال، و النساء بالنساء، و مال الفقهاء إلى الدنيا، و أكثر الناس إلى الأشعار و الشعراء، و مسخ قوم من أهل البدع حتّى يصيروا قردة و خنازير، و قتل السفياني، ثمّ يخرج الدجّال، و بالغ في الإغواء و الإضلال، فعند ذلك ينادى باسم القائم عليه السلام في ليلة ثلاث و عشرين من شهر رمضان، و يقوم في يوم عاشوراء، فكأنّي أنظر إليه قائما بين الركن و المقام، و ينادي جبرئيل بين يديه: البيعة للّه، فيقبل شيعته إليه من أطراف الأرض، تطوى لهم طيّا حتّى يبايعوا، ثمّ يسير إلى الكوفة يتنزّل على نجفها، ثمّ يفرّق الجنود منها إلى الأمصار لدفع عمّال الدجّال، فيملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما. قال:

فقلت له: يا ابن رسول اللّه! فداك أبي و امّي، أ يعلم أحد من أهل مكّة من أين يجي ء قائمكم إليها؟ قال: لا، ثمّ قال: لا يظهر إلّا بغتة بين الركن و المقام.

1095-(1)-

عقد الدرر: عن أبي جعفر عليه السلام قال: يظهر المهدي في يوم عاشوراء، و هو اليوم الّذي قتل فيه الحسين بن علي عليهما السلام، و كأنّي به يوم السبت العاشر من المحرّم قائم بين الركن و المقام و جبرئيل عن يمينه و ميكائيل عن يساره، و تصير إليه شيعته من أطراف الأرض، تطوى لهم طيّا حتّى يبايعوه، فيملأ بهم الأرض عدلا كما ملئت جورا و ظلما.

1096-(2)-

كمال الدين: حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس- رضي اللّه عنه- قال: حدّثنا أبي، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، قال: قال أبو جعفر عليه السلام: يخرج القائم يوم السبت، يوم عاشوراء، اليوم الّذي قتل فيه الحسين عليه السلام.

1097-(3)- الإرشاد: فضل بن شاذان، عن محمّد بن علي الكوفي، عن وهيب بن حفص، عن أبي بصير، قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام: ينادى باسم القائم عليه السلام في ليلة ثلاث و عشرين، و يقوم في يوم السبت عاشوراء، و هو اليوم الّذي قتل فيه الحسين بن علي عليهما السلام، لكأنّي به في يوم السبت العاشر من المحرّم

ص: 69


1- ( 2)- عقد الدرر: ص 65 ب 4 ف 1؛ البرهان في علامات مهدي آخر الزمان: ص 145 ب 6 ح 14.
2- ( 3)- كمال الدين: ج 2 ص 653- 654 ب 57 ح 19؛ التهذيب: ج 4 ص 333 ح 1044( 112) نحوه مع زيادة في آخره؛ الوافي عن التهذيب: ج 4 ص 463 ح 979( 11)؛ البحار: ج 52 ص 285 ب 26 ح 17؛ حلية الأبرار: ج 2 ص 615 ب 32.
3- ( 4)- الإرشاد: ص 389؛ النوادر: ص 181 كتاب أنباء القائم عليه السلام ب 66؛ كشف الغمّة: ج 2 ص 462 و 534؛ غيبة الشيخ: ص 274 عن الفصل نحو صدر الحديث، و ليس فيه:« يوم السبت»، و ذكر ذيله في حديث مستقلّ كما تراه تحت الرقم 8؛ البحار: ج 52 ص 290 ب 26 ح 30 عن غيبة الشيخ.

قائما بين الركن و المقام، جبرئيل عليه السلام عن يمينه ينادي: البيعة للّه، فتصير إليه شيعته من أطراف الأرض، تطوى لهم طيّا حتّى يبايعوه، فيملأ اللّه به الأرض عدلا كما ملئت جورا و ظلما.

1098-(1)-

الإرشاد: روى الحسن بن محبوب، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: لا يخرج القائم عليه السلام إلّا في وتر من السنين، سنة إحدى أو ثلاث أو خمس أو سبع أو تسع.

1099-(2)-

أخبار الدول: عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: لا يخرج القائم إلّا في وتر من السنين، سنة إحدى أو ثلاث أو خمس أو سبع أو تسع، و يقوم في يوم عاشوراء، و يظهر يوم السبت العاشر من المحرّم قائما بين الركن و المقام، و شخص قائم على يده ينادي: البيعة البيعة، فيسير إليه أنصاره من أطراف الأرض يبايعونه، فيملأ اللّه تعالى به الأرض عدلا كما ملئت جورا و ظلما، ثمّ يسير من مكّة حتّى يأتي الكوفة فينزل على نجفها، ثمّ يفرّق الجنود منها إلى جميع الأمصار.

1100-(3)-

غيبة النعماني: حدّثنا أبو سليمان أحمد بن هوذة الباهلي، قال: حدّثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي، قال: حدّثنا عبد اللّه بن حمّاد الأنصاري، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه عليه السلام أنّه قال: يقوم القائم يوم عاشوراء.

1101-(4)- غيبة الشيخ: الفضل، عن محمّد بن علي، عن محمّد بن سنان، عن حيّ بن مروان، عن علي بن مهزيار، قال: قال أبو جعفر عليه السلام: كأنّي بالقائم يوم عاشوراء، يوم السبت قائما بين الركن و المقام، بين يديه جبرئيل ينادي: البيعة للّه، فيملأها عدلا كما ملئت ظلما و جورا.

1102-(5)- من لا يحضره الفقيه: و روي أنّه ما طلعت الشمس في يوم أفضل من يوم الجمعة، و كان اليوم الّذي نصب فيه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أمير المؤمنين عليه السلام بغدير خمّ يوم الجمعة، و قيام القائم

ص: 70


1- ( 5)- الإرشاد: ص 389؛ النوادر: ص 181 ب 66؛ البحار: ج 52 ص 291 ب 36 ح 36؛ كشف الغمّة: ج 2 ص 462 و 534.
2- ( 6) أخبار الدول: ص 643 ف 11 في ذكر الخلف الصالح الإمام أبي القاسم محمّد بن الحسن العسكري رضي اللّه عنه؛ كشف الأستار: في خاتمته ص 223- 224.
3- ( 7)- غيبة النعماني: ص 282 ب 14 ح 68؛ البحار: ج 52 ص 297 ب 26 ح 56؛ الملاحم و الفتن: ص 194؛ حلية الأبرار: ج 2 ص 614- 615.
4- ( 8)- غيبة الشيخ: ص 453 ح 459؛ البحار: ج 52 ص 290 ب 26 ح 30.
5- ( 9)- من لا يحضره الفقيه: ج 1 ص 272 ب 57 ح 1239/ 23؛ الخصال: ج 2 ص 394 ب السبعة ح 104؛ وسائل الشيعة: ج 7 ص 380 كتاب الصلاة باب وجوب تعظيم يوم الجمعة ... ح 18. أقول: و في جمال الاسبوع ذكر في فصله الثالث ص 37- 38 زيارة لمولانا صاحب الأمر عليه السلام فيها:« هذا يوم الجمعة، و هو يومك المتوقّع فيه ظهورك، و الفرج فيه للمؤمنين على يدك ...».

عليه السلام يكون في يوم الجمعة، و تقوم القيامة في يوم الجمعة، يجمع اللّه فيها الأوّلين و الآخرين، قال اللّه عزّ و جلّ: ذلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَ ذلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ(1).

و في حديث رواه أيضا الصدوق في الخصال، عن أبيه، عن سعد بن عبد اللّه، عن يعقوب بن يزيد، عن محمّد بن أبي عمير، عن غير واحد، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: و يخرج قائمنا أهل البيت يوم الجمعة.

1103-(2)-

الفتن: حدّثنا الوليد، عن عنبسة القرشي، عن سلمة بن أبي سلمة، عن شهر بن حوشب، قال: بلغني أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم قال: يكون في رمضان صوت، و في شوّال مهمهة، و في ذي القعدة تحازب القبائل، و في ذي الحجّة ينتهب الحاجّ، و في المحرّم ينادي مناد من السماء: ألا إنّ صفوة اللّه من خلقه فلان، فاسمعوا له و أطيعوا.

الفصل العاشر

في ذكر المكان الّذي يخرج منه، و موضع منبره، و مصلّاه عليه السلام و فيه 18 حديثا

1104-(3)-

الغيبة للفضل: حدّثنا الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، قال: حدّثنا أبو عبد اللّه عليه السلام حديثا طويلا عن أمير المؤمنين عليه السلام، أنّه قال في آخره: ثمّ يقع التدابر في الاختلاف بين امراء العرب و العجم، فلا يزالون يختلفون إلى أن يصير الأمر إلى رجل من ولد أبي سفيان ... إلى أن قال عليه السلام: ثمّ يظهر أمير الأمرة، و قاتل الكفرة، السلطان المأمول، الّذي تحيّر في غيبته العقول، و هو التاسع من ولدك يا حسين! يظهر بين الركنين، يظهر على الثقلين، و لا يترك في الأرض الأدنين، طوبى للمؤمنين الّذين أدركوا زمانه، و لحقوا أوانه، و شهدوا أيّامه، و لاقوا أقوامه.

1105-(4)-

الغيبة للفضل بن شاذان: حدّثنا صفوان بن يحيى- رضي اللّه عنه- قال: حدّثنا محمّد بن حمران، قال: قال الصادق جعفر بن محمّد عليهما السلام: إنّ القائم منّا منصور بالرعب، مؤيّد بالنصر، تطوى له الأرض،

ص: 71


1- ( 1) هود: 103.
2- ( 11)- الفتن: ج 3 ص 117 ب ما يذكر من علامات السماء ...؛ الملاحم و الفتن: ص 45 ب 67؛ عقد الدرر: ص 156 ب 7 نحوه.
3- ( 1)- كشف الأستار: في خاتمته ص 180 الطبعة الاولى، و ص 221- 222 من طبعته الثانية إصدار مكتبة نينوى الحديثة، إلّا أنّه غلط في سند هذا الحديث هكذا: حدّثنا الحسن بن رئاب ...؛ غيبة النعماني: في حديث طويل نحوه ص 274- 276 ب 14 ح 55.
4- ( 2)- الأربعين الموسوم بكفاية المهتدي: ص 212 ذيل ح 39؛ كشف الأستار: ص 180 بالاختصار؛ الأربعين للخاتون آبادي الموسوم بكشف الحقّ: ح 30 ص 164- 165، و الآية في هود: 86.

و تظهر له الكنوز كلّها، و يظهر اللّه تعالى به دينه على الدين كلّه و لو كره المشركون، و يبلغ سلطانه المشرق و المغرب، فلا يبقى في الأرض خراب إلّا عمّر، و ينزل روح اللّه عيسى بن مريم عليهما السلام فيصلّي خلفه.

قال ابن حمران: قيل له: يا ابن رسول اللّه! متى يخرج قائمكم؟

قال: إذا تشبّه الرجال بالنساء، و النساء بالرجال، و اكتفى الرجال بالرجال و النساء بالنساء، و ركب ذوات الفروج السروج، و قبلت شهادة الزور، و ردّت شهادة العدول، و استخفّ الناس بالدماء، و ارتكاب الزنا، و أكل الربا، و الرشا، و استيلاء الأشرار على الأبرار، و خروج السفياني من الشام، و اليماني من اليمن، و خسف بالبيداء، و قتل غلام من آل محمّد بين الركن و المقام، اسمه محمّد بن محمّد، و لقبه النفس الزكيّة، و جاءت صيحة من السماء بأنّ الحقّ في عليّ و شيعته، فعند ذلك خروج قائمنا، فإذا خرج أسند ظهره إلى الكعبة، و اجتمع عنده ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا، أوّل ما ينطق به هذه الآية: بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ، ثمّ يقول: أنا بقيّة اللّه و حجّته و خليفته عليكم، فلا يسلم عليه مسلّم إلّا قال: السلام عليك يا بقيّة اللّه في أرضه، فإذا اجتمع العقد و هو عشرة آلاف رجل خرج من مكّة، فلا يبقى في الأرض معبود دون اللّه عزّ و جلّ من صنم و وثن و غيره إلّا وقعت فيه نار فاحترق، و ذلك بعد غيبة طويلة.

1106-(1)- التهذيب: و عنه (يعني: عن محمّد بن أحمد بن داود) قال: حدّثنا محمّد بن همّام، عن محمّد بن محمّد بن رباح، قال: حدّثنا عمّي أبو القاسم علي بن محمّد، قال: حدّثني عبيد اللّه بن أحمد بن خالد التميمي، قال: حدّثني الحسن بن علي الخزّاز، عن خاله يعقوب بن إلياس، عن مبارك الخبّاز، قال: قال لي أبو عبد اللّه عليه السلام: أسرجوا البغل و الحمار في وقت ما قدم، و هو في الحيرة، قال: فركب و ركبت حتّى دخل الجرف، ثمّ نزل فصلّى ركعتين، ثمّ تقدّم قليلا آخر فصلّى ركعتين، ثمّ تقدّم قليلا آخر فصلّى ركعتين، ثمّ ركب و رجع، فقلت له: جعلت فداك، ما الأوّلتين و الثانيتين و الثالثتين؟ قال:

الركعتين الأوّلتين موضع قبر أمير المؤمنين عليه السلام، و الركعتين الثانيتين موضع رأس الحسين عليه السلام، و الركعتين الثالثتين موضع منبر القائم عليه السلام.

ص: 72


1- ( 3)- التهذيب: ج 6 ص 34- 35 ب 10 ح 71/ 15؛ فرحة الغري: ص 46- 47، بإسناده عن مبارك الخبّاز، و يروي نحوه في ص 45- 46، بسنده عن أبي الفرج السندي، و بسنده عن أبان بن تغلب ص 46. و الظاهر أنّه ليست واقعة واحدة و رواية واحدة؛ لأنّ الإمام الصادق عليه السلام زار قبر أمير المؤمنين عليه السلام حيث كان بالحيرة غير مرّة، جاء ذلك في رواية عبد اللّه بن سنان في فرحة الغري: ص 51؛ الدلائل البرهانيّة في تصحيح الحضرة الغرويّة: ب 6 عن السندي و المبارك و أبان؛ البحار: ج 100 ص 247 ب 2 ح 35 و جاء فيه:« أسرج البغل» بدل« أسرجوا البغل».

1107-(1)-

من لا يحضره الفقيه: في حديث رواه عن الأصبغ عن أمير المؤمنين عليه السلام في فضل مسجد الكوفة [قال عليه السلام:] و ليأتينّ عليه زمان يكون مصلّى المهدي من ولدي.

1108-(2)-

غيبة النعماني: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد، قال: حدّثني علي بن الحسن التيملي، قال: حدّثنا محمّد و أحمد ابنا الحسن، عن علي بن يعقوب الهاشمي، عن هارون بن مسلم، عن عبيد بن زرارة، عن أبي عبد اللّه عليه السلام أنّه قال: ينادى باسم القائم، فيؤتى و هو خلف المقام، فيقال له: قد نودي باسمك فما تنظر؟ ثمّ يؤخذ بيده فيبايع.

1109-(3)-

البيان في أخبار صاحب الزمان عليه السلام: أخبرنا شيخ الشيوخ عبد اللّه بن عمر بن حمويه و غيره بدمشق، و أخبرنا الحافظ يوسف بن خليل في آخرين بحلب، قالوا جميعا: أخبرنا أبوالفرج يحيى بن محمود بن سعد الثقفي؛ و قال الحافظ يوسف: أخبرنا القاضي أبو المكارم، قالا: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد، أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه الحافظ، أخبرنا أبو محمّد بن حيّان، حدّثنا الحسين بن أحمد المالكي، حدّثنا عبد الوهاب بن الضحّاك، حدّثنا إسماعيل بن عيّاش، عن صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن جبير، عن كثير بن مرّة، عن عبد اللّه بن عمر، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: يخرج المهدي من قرية يقال لها: كرعة. (قال الكنجي صاحب البيان) قلت: هذا حديث حسن رزقناه عاليا، أخرجه أبو الشيخ الأصبهاني في عواليه كما سقناه، و رواه أبو نعيم في مناقب المهدي عليه السلام.

1110-(4)-

كامل الزيارات: حدّثني أبي و محمّد بن الحسن جميعا، عن الحسن بن متّيل، عن سهل بن زياد، عن إبراهيم بن عقبة، عن الحسن الخزّاز الوشاء، عن أبي الفرج، عن أبان بن تغلب، قال: كنت مع أبي عبد اللّه عليه السلام فمرّ بظهر الكوفة فنزل و صلّى ركعتين، ثمّ تقدّم قليلا فصلّى ركعتين، ثمّ سار قليلا فنزل فصلّى ركعتين، ثمّ قال: هذا موضع قبر أمير المؤمنين عليه السلام قلت: جعلت فداك، فما الموضعين اللّذين صلّيت فيهما؟ قال: موضع رأس الحسين عليه السلام، و موضع منبر القائم عليه السلام.

ص: 73


1- ( 4)- من لا يحضره الفقيه: ج 1 ص 231 ب فضل المساجد ح 696؛ البحار: ج 100 ص 389- 390 ب 6 ح 14؛ أمالي الصدوق: ص 189 المجلس الأربعون ح 8.
2- ( 5)- غيبة النعماني: ص 263 ب 14 ح 25؛ كشف الأستار: في خاتمته ص 182
3- ( 6)- البيان: ص 131 ب 14؛ كشف الغمّة: ج 2 ص 469 ح 7 من الأحاديث الّتي رواها الحافظ أبو نعيم.
4- ( 7)- كامل الزيارات: ص 34 الباب التاسع الدلالة على قبر أمير المؤمنين عليه السلام؛ فرحة الغري: ص 46 و فيه عن الوشاء أبي الفرج؛ البحار: ج 100 ص 241 ب 2 ح 20 و جاء فيه:« بظهر قبر» بدل« بظهر الكوفة».

و يدلّ عليه أيضا الأحاديث: 254، 283، 900، 936، 1060، 1111، 1112، 1113، 1114، 1116، 1118.

الفصل الحادي عشر في كيفيّة البيعة له، و من يبايعه، و مكان المبايعة و فيه 19 حديثا

1111-(1)-

المصنّف: حدّثنا عفّان، قال: حدّثنا عمران القطّان، عن قتادة، عن أبي الخليل، عن عبد اللّه بن الحارث، عن أمّ سلمة قالت:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: يبايع الرجل بين الركن و المقام كعدّة أهل بدر، فتأتيه عصائب أهل العراق و أبدال الشام، فيغزوهم جيش من أهل الشام، حتّى إذا كانوا بالبيداء يخسف بهم، ثمّ يغزوهم رجل من قريش أخواله كلب، فيلتقون فيهزمهم اللّه، فكان يقال: الخائب من خاب [من] غنيمة كلب.

1112-(2)-

الفتن: حدّثنا أبو ثور و عبد الرزّاق و ابن معاذ عن معمر، عن قتادة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: يأتيه عصائب العراق و أبدال الشام، فيبايعونه بين الركن و المقام، فيلقي الإسلام بجرانه.

1113-(3)-

الاختصاص: حدّثنا أبو الحسن محمّد بن معقل، قال: حدّثنا محمّد بن عاصم، قال: حدّثني علي بن الحسين، عن محمّد بن مرزوق، عن عامر السرّاج، عن سفيان الثوري، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، قال: سمعت حذيفة يقول:

سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول: إذا كان عند خروج القائم ينادي مناد من السماء: أيّها الناس! قطع عنكم مدّة الجبّارين، و ولي الأمر خير أمّة محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فالحقوا بمكّة، فيخرج النجباء من مصر، و الأبدال من الشام، و عصائب العراق، رهبان بالليل، ليوث بالنهار، كأنّ قلوبهم زبر الحديد، فيبايعونه بين الركن و المقام.

قال عمران بن الحصين: يا رسول اللّه! صف لنا هذا الرجل، قال:

ص: 74


1- ( 1)- المصنّف لابن أبي شيبة: ج 15 كتاب الفتن ص 45- 46 ح 19070؛ تاريخ المدينة المنوّرة: ج 1 ص 309 ب ذكر البيداء بيداء المدينة بعين سند المصنّف و فيه:« يبايع لرجل»؛ المسند: ج 6 ص 316 نحوه مع زيادة في متنه و فيه:« يتابع الرجل»؛ المستدرك: ج 4 ص 431 ك الفتن و الملاحم، و كذا التلخيص؛ وفاء الوفا: ج 4 ص 1158؛ عقد الدرر: ص 70 ب 4 ف 2؛ العرف الوردي( الحاوي للفتاوي): ج 2 ص 129 عن الطبراني في الأوسط و الحاكم؛ الدرّ المنثور: ج 5 ص 241.
2- ( 2)- الفتن: ص 183 ب اجتماع الناس بمكّة ....
3- ( 3)- الاختصاص: ص 208- 209 ب إثبات إمامة الأئمّة الاثني عشر عليهم السلام؛ البحار: ج 52 ص 304 ب 26 ح 73 إلّا أنّ فيه:« من رجال شنسوة»، و« ساقته إسرافيل».

هو رجل من ولد الحسين، كأنّه من رجال شنوءة، عليه عباءتان قطوانيّتان، اسمه اسمي، فعند ذلك تفرخ الطيور في أوكارها، و الحيتان في بحارها، و تمدّ الأنهار، و تفيض العيون، و تنبت الأرض ضعف اكلها، ثمّ يسير مقدّمته جبرئيل، و ساقيه إسرافيل، فيملأ الأرض عدلا و قسطا كما ملئت جورا و ظلما.

1114-(1)- غيبة الشيخ: عنه (يعني: عن الفضل بن شاذان)، عن أحمد بن عمر بن مسلم، عن الحسن بن عقبة النهمي، عن أبي إسحاق البنّاء، عن جابر الجعفي، قال: قال أبو جعفر عليه السلام: يبايع القائم بين الركن و المقام ثلاثمائة و نيّف، عدّة أهل بدر، فيهم النجباء من أهل مصر، و الأبدال من أهل الشام، و الأخيار من أهل العراق، فيقيم ما شاء اللّه أن يقيم.

1115-(2)-

إثبات الرجعة أو الغيبة: حدّثنا محمّد بن أبي عمير، قال: حدّثنا جميل بن درّاج، قال: حدّثنا ميسّر بن عبد العزيز النخعي، قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام: إذا أذن اللّه تعالى للقائم في الخروج صعد المنبر فدعا الناس إلى نفسه، و ناشدهم باللّه و دعاهم إلى حقّه، و أن يسير فيهم بسيرة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و يعمل فيهم بعمله، فيبعث اللّه عزّ و جلّ جبرئيل عليه السلام حتّى يأتيه فينزل الحطيم، فيقول له: إلى أيّ شي ء تدعو؟ فيخبره القائم عليه السلام، فيقول جبرئيل: أنا أوّل من يبايعك، ابسط يدك، فيمسح على يده، و قد وافاه ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا فيبايعونه، و يقيم بمكّة حتّى يتمّ أصحابه عشرة آلاف نفس، ثمّ يسير بها إلى المدينة.

1116-(3)-

عقد الدرر: عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر عليه السلام (في حديث طويل ذكر فيه طائفة من الحوادث، منها:

السفياني، و خسف جيشه بالبيداء ... إلى أن قال:) قال: فيجمع اللّه تعالى للمهدي أصحابه ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا، يجمعهم اللّه تعالى على غير ميعاد، و قزع كقزع الخريف، فيبايعونه بين الركن و المقام، قال: و المهدي يا جابر! رجل من ولد الحسين، يصلح اللّه له أمره في ليلة واحدة.

ص: 75


1- ( 4)- غيبة الشيخ: ص 476- 477 ح 502؛ البحار: ج 52 ص 334 ب 27 ح 64. أقول: لا يخفى عليك علوّ سند مثل هذا الحديث من حيث الوجادة، فإنّا نرويه من كتاب الفضل بواسطة واحدة و هي كتاب الشيخ، و هو يرويه عن كتاب الفضل بالإسناد و بالوجادة في كتابه.
2- ( 5)- الأربعين الموسوم بكفاية المهتدي: ص 224 ذيل ح 39؛ الإرشاد: ص 391 في سيرته مثله عن المفضّل بن عمر الجعفي إلّا أنّه قال:« و يسير فيهم بسنّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم»، و قال في آخره:« ثمّ يسير منها إلى المدينة»؛ الأربعين للخاتون آبادي: ص 189- 190 ح 36 مثله؛ كشف الأستار: في خاتمته ص 181. و ميسّر بن عبد العزيز هو النخعي كما في كشف الأستار المطبوع لأوّل مرّة، و الحنفي كما جاء في طبعته الثانية الّتي أصدرتها مكتبة نينوى الحديثة مصحّف.
3- ( 6)- عقد الدرر: ص 95- 97 ب 4 ف 2.

1117-(1)- عقد الدرر: عن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث طويل أيضا ساق الكلام فيه ... إلى أن قال: فيقول (أي المهدي عليه السلام) لهم: إنّي لست قاطعا أمرا حتّى تبايعوني على ثلاثين خصلة تلزمكم، لا تغيّرون منها شيئا، و لكم عليّ ثمان خصال، قالوا: قد فعلنا ذلك فاذكر ما أنت ذاكر يا ابن رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم، فيخرجون معه إلى الصفا فيقول: أنا معكم على أن لا تولّوا، و لا تسرقوا، و لا تزنوا، و لا تقتلوا محرما، و لا تأتوا فاحشة، و لا تضربوا أحدا إلّا بحقّه، و لا تكنزوا ذهبا و لا فضّة و لا برّا و لا شعيرا، و لا تأكلوا مال اليتيم، و لا تشهدوا بغير ما تعلمون، و لا تخرّبوا مسجدا، و لا تقبّحوا مسلما، و لا تلعنوا مؤاجرا إلّا بحقّه، و لا تشربوا مسكرا، و لا تلبسوا الذهب و لا الحرير و لا الديباج، و لا تبيعوها ربا، و لا تسفكوا دما حراما، و لا تغدروا بمستأمن، و لا تبقوا على كافر و لا منافق، و تلبسون الخشن من الثياب، و تتوسّدون التراب على الخدود، و تجاهدون في اللّه حقّ جهاده، و لا تشتمون، و تكرهون النجاسة، و تأمرون بالمعروف، و تنهون عن المنكر، فإذا فعلتم ذلك فعليّ أن لا أتّخذ حاجبا، و لا ألبس إلّا كما تلبسون، و لا أركب إلّا كما تركبون، و أرضى بالقليل، و أملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا، و أعبد اللّه عزّ و جلّ حقّ عبادته، و أفي لكم و تفوا لي، قالوا: رضينا و اتّبعناك على هذا، فيصافحهم رجلا رجلا ...

الحديث بطوله.

1118-(2)-

غيبة الشيخ: الفضل بن شاذان، عن إسماعيل بن عيّاش، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن حذيفة بن اليمان، قال:سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول- و ذكر المهدي-: إنّه يبايع بين الركن و المقام، اسمه: أحمد، و عبد اللّه، و المهدي، فهذه أسماؤه ثلاثتها.

ص: 76


1- ( 7)- عقد الدرر: ص 90- 99 ب 4 ف 2؛ الملاحم و الفتن: ص 145- 150 ب 79 ممّا ذكره أبو صالح السليلي في كتابه في الفتن بإسناده عن الأصبغ عن أمير المؤمنين عليه السلام نحو ما في حديث عقد الدرر. و الظاهر أنّه غير حديث عقد الدرر، لتضمّن كلّ منهما امورا كثيرة ليست في الآخر؛ كشف الأستار: ص 137- 142 ف 2 نحوه.
2- ( 8)- غيبة الشيخ: ص 454 ح 463؛ البحار: ج 52 ص 290- 291 ب 26 ح 33؛ إثبات الهداة: ص 514 ب 32 ح 356. أقول: يستفاد من هذا الحديث أنّ له عليه السلام اسما أو أسماء غير هذه الثلاثة، فلا تنافي بينه و بين الأحاديث الدالّة على أنّ اسمه اسم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فكأنّه بقوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:« فهذه أسماؤه ثلاثتها» كان ناظرا إلى دفع توهّم التنافي. و أمّا إسماعيل بن عيّاش، فالظاهر أنّه إسماعيل بن عيّاش بن سلم العنسي، أبو عتبة الحمصي، يوجد ترجمته في تهذيب التهذيب. و روي: أنّ عثمان بن صاحل السهمي قال: كان أهل حمص ينتقصون علي بن أبي طالب[ عليه السلام] حتّى نشأ فيهم إسماعيل بن عيّاش فحدّثهم بفضائله فكفّوا و أمّا إسماعيل بن عبّاس كما في بعض النّسخ فهو غلط من النسّاخ ليس في كتب الرجال منه اسم و أثر.

و يدلّ عليه أيضا الأحاديث: 95، 397، 529، 904، 1025، 1094، 1097، 1098، 1101، 1120، 1128.

الباب الثامن فيما يكون بعد خروجه و فيه 13 فصلا

الفصل الأوّل في أنّ اللّه تعالى يفتح على يديه المدائن و الحصون و مشارق الأرض و مغاربها و فيه 23 حديثا

1119-(1)-

عقد الدرر: و عن أبي امامة الباهلي- رضي اللّه عنه- قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم في قصّة المهدي عليه السلام: كأنّه من رجال بني اسرائيل، فيستخرج الكنوز، و يفتح مدائن الشرك.

1120-(2)-

عقد الدرر: و من حديث أبي الحسن الربعي المالكي، عن حذيفة بن اليمان- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم في قصّة المهدي عليه السلام: يبايع له الناس بين الركن و المقام، يردّ اللّه به الدين، و يفتح له فتوح، فلا يبقى على وجه الأرض إلّا من يقول: لا إله إلّا اللّه.

1121-(3)-

تأويل الآيات الظاهرة: محمّد بن العبّاس، قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن حميد، عن جعفر بن عبد اللّه، عن كثير بن عيّاش، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عزّ وجلّ: الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ آتَوُا الزَّكاةَ وَ أَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَ نَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَ لِلَّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ(4) قال: هذه لآل محمّد، [و] المهدي و أصحابه يملّكهم اللّه تعالى مشارق الأرض و مغاربها، و يظهر الدين، و يميت اللّه عزّ و جلّ به و

ص: 77


1- ( 1)- عقد الدرر: ص 222 ب 9 ف 3 قال: أخرجه الحافظ أبو نعيم الأصبهاني في صفة المهدي.
2- ( 2)- عقد الدرر: ص 222 ب 9 ف 3؛ كشف الأستار: ص 125.
3- ( 3)- تأويل الآيات الظاهرة: ص 339 سورة الحجّ الآية 41؛ تفسير علي بن إبراهيم: ج 2 ص 87؛ المحجّة: ص 143 الآية 53؛ ينابيع المودّة: ص 425؛ البحار: ج 51 ص 47 ب 5 ح 9؛ تفسير نور الثقلين: ج 2 ص 506 ح 161؛ تفسير الصافي: ج 2 ص 126؛ البرهان: ج 3 ص 96 ح 4. و اعلم أنّ محمّد بن العبّاس الّذي روى عنه مصنّف« تأويل الآيات الظاهرة» هذا الحديث و غيره هو: محمّد بن العبّاس بن علي بن مروان بن الماهيار، من أعلام القرن الثالث و الرابع، يكنّى أبا عبد اللّه، قال النجاشي: ثقة ثقة، و عدّ من كتبه كتاب« ما نزل من القرآن في أهل البيت عليهم السلام»، قال: و قال جماعة من أصحابنا: إنّه كتاب لم يصنّف في معناه مثله، و قيل: إنّه ألف ورقة و لعلّ مصنّف التأويل روى عن هذا الكتاب بطريق الوجادة.
4- ( 1) الحجّ: 41.

بأصحابه البدع و الباطل كما أمات السفهة الحقّ، حتّى لا يرى أثر من الظلم، و يأمرون بالمعروف، و ينهون عن المنكر، و للّه عاقبة الامور.

1122-(1)- تأويل الآيات الظاهرة: محمّد بن العبّاس [محمّد بن يعقوب] رحمه اللّه، حدّثنا الحسين بن عامر، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن محمّد بن سنان، عن ابن درّاج، قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول في قول اللّه عزّ و جلّ: قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمانُهُمْ وَ لا هُمْ يُنْظَرُونَ قال: «يوم الفتح» يوم تفتح الدنيا على القائم، لا ينفع أحدا تقرّب بالإيمان ما لم يكن قبل ذلك مؤمنا و بهذا الفتح موقنا، فذلك الّذي ينفعه إيمانه، و يعظم عند اللّه قدره و شأنه، و تزخرف له يوم البعث جنانه، و تحجب عنه [فيه] نيرانه، و هذا أجر الموالين لأمير المؤمنين و لذرّيّته الطيّبين صلوات اللّه عليهم أجمعين.

و يدلّ عليه أيضا الأحاديث: 153، 155، 161، 245، 264، 327، 346، 432، 527، 529، 548، 553، 668 (و فيه: و يمتدّ سلطانه إلى يوم القيامة)، 669، 807، 1105، 1177، 1195، 1242.

الفصل الثاني

في اجتماع جميع الملل على الإسلام، و أنّ بعد ظهوره لا يعبد غير اللّه، و أنّه يذهب بدولة الباطل و فيه 22 حديثا

1123-(2)- تفسير العيّاشي: عن رفاعة بن موسى، قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: وَ لَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ طَوْعاً وَ كَرْهاً قال: إذا قام القائم عليه السلام لا يبقى أرض إلّا نودي فيها بشهادة أن لا إله إلّا اللّه، و أنّ محمّدا رسول اللّه.

ص: 78


1- ( 4)- تأويل الآيات الظاهرة: ص 438 سورة السجدة الآية 29؛ المحجّة: ص 174 الآية 67 عن محمّد بن يعقوب قال: حدّثنا الحسين بن عامر ... الحديث؛ ينابيع المودّة: ص 426؛ البرهان: ج 3 ص 289؛ إلزام الناصب: ج 1 ص 83 الآية 75. أقول: من المحتمل أن يقال: إنّه لا ينفع الإيمان في هذا اليوم إن كان الكافر معاندا للحقّ أو مقصّرا في تحصيله، و أمّا إن كان قاصرا- كما ربّما يكون حال كثير من الكافرين- فينفعه إيمانه، فالقاصر إذا ظهر له الأمر و عرف الحقّ فآمن يقبل إيمانه لا محالة، لأنّ عدم قبوله خلاف حكمة اللّه تعالى و سنّته في هداية عباده، بل بهذه القرينة العقليّة الواضحة يحمل الحديث على المعاندين و المقصّرين. و أمّا رواية الحديث عن الكليني و إن لم نجده في الكافي و لا في الروضة إلّا أنّه يجوز أن يكون مخرّجا في غيره من كتبه ممّا ليس في أيدينا، و إن كان الأرجح في النظر كون راويه هو محمّد بن العبّاس مصنّف كتاب:« ما نزل من القرآن في أهل البيت عليهم السلام».
2- ( 1)- تفسير العيّاشي: ج 1 ص 183 سورة آل عمران الآية 83؛ البحار: ج 52 ص 340 ب 27 ح 89؛ إثبات الهداة: ج 3 ص 549 ب 32 ح 551؛ البرهان: ج 1 ص 296؛ الصافي: ج 1 ص 276؛ نور الثقلين: ج 1 ص 301 ح 229؛ المحجّة: ص 50 الآية 4.

1124-(1)- تفسير العيّاشي: عن ابن بكير، قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن قوله: وَ لَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ طَوْعاً وَ كَرْهاً قال: انزلت في القائم عليه السلام إذا خرج باليهود و النصارى و الصابئين و الزنادقة و أهل الردّة و الكفّار في شرق الأرض و غربها فعرض عليهم الإسلام، فمن أسلم طوعا أمره بالصلاة و الزكاة و ما يؤمر به المسلم و يجب للّه عليه، و من لم يسلم ضرب عنقه حتّى لا يبقى في المشارق و المغارب أحد إلّا وحّد اللّه، قلت له: جعلت فداك، إنّ الخلق أكثر من ذلك. فقال: إنّ اللّه إذا أراد أمرا قلّل الكثير و كثّر القليل.

1125-(2)- تأويل الآيات الظاهرة: محمّد بن العبّاس- رحمه اللّه- قال: حدّثنا محمّد بن الحسن بن علي، عن أبيه الحسن، عن أبيه علي بن أسباط، قال: روى أصحابنا في قول اللّه عزّ و جلّ: الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمنِ (3) قال: إنّ الملك للرحمن اليوم، و قبل اليوم، و بعد اليوم، و لكن إذا قام القائم عليه السلام لم يعبد [وا] إلّا اللّه عزّ و جلّ.

1126-(4)- الروضة: علي بن محمّد، عن علي بن العبّاس، عن الحسن بن عبد الرحمن، عن عاصم بن حميد، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عزّ و جلّ: وَ قُلْ جاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْباطِلُ (5) قال: إذا قام القائم عليه السلام ذهبت دولة الباطل.و يدلّ عليه أيضا الأحاديث: 327، 329، 330، 332، 334 إلى 338، 397، 410، 553، 669، 671، 672، 1138، 1178، 1195، و أحاديث كثيرة اخرى.

ص: 79


1- ( 2)- تفسير العيّاشي: ج 1 ص 183- 184؛ البرهان: ج 1 ص 296؛ إثبات الهداة: ج 3 ص 549 ب 32 ح 552؛ نور الثقلين: ج 1 ص 301 ح 230؛ البحار: ج 52 ص 340 ب 27 ح 90؛ المحجّة ص 50 الآية 4.
2- ( 3)- تأويل الآيات الظاهرة: ص 369؛ المحجّة: ص 115 الآية 59؛ البرهان: ج 3 ص 162، و فيه: عن أبيه، عن علي بن أسباط.
3- ( 1) الفرقان: 26.
4- ( 4)- الروضة: ص 287 ح 432؛ المحجّة: ص 130 الآية 4؛ البحار: ج 51 ص 62 ب 5 ح 62؛ نور الثقلين: ج 3 ص 212؛ البرهان: ج 2 ص 441؛ الصافي: ج 1 ص 986.
5- ( 2) الإسراء: 81.

الفصل الثالث في استخراجه كنوز الأرض و معادنها و ظهورها له و فيه 19 حديثا

1127-(1)-

الفتن: حدّثنا عبد الرزّاق، عن معمر، عن قتادة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: إنّه سيخرج الكنوز، و يقسّم المال، و يلقي الإسلام بجرانه.

1128-(2)-

سنن الداني: عن حذيفة- رضي اللّه عنه- عن النبيّ صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم في قصّة المهدي عليه السلام و ظهور أمره، قال: فتخرج الأبدال من الشام و أشباههم، و يخرج إليه النجباء من مصر، و عصائب أهل الشرق و أشباههم حتّى يأتوا مكّة، فيبايع له بين زمزم و المقام، ثمّ يخرج متوجّها إلى الشام، و جبريل على مقدّمته، و ميكائيل على ساقته، يفرح به أهل السماء، و أهل الأرض، و الطير، و الوحوش، و الحيتان في البحر، و تزيد المياه في دولته، و تمدّ الأنهار، و تضعّف الأرض اكلها، و تستخرج الكنوز.

1129-(3)-

المستدرك: في حديث عن إسماعيل بن إبراهيم بن المهاجر، عن أبيه، عن مجاهد في حديث عن ابن عبّاس، قال: و أمّا المهدي الّذي يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا، و تأمن البهائم السباع، و تلقي الأرض أفلاذ كبدها، قال: قلت: و ما أفلاذ كبدها؟ قال: أمثال الاسطوانة من الذهب و الفضّة.

1130-(4)-

المستدرك: أخبرني الحسين بن علي بن محمّد بن يحيى التميمي، أنبأ أبو محمّد الحسن بن إبراهيم بن حيدر الحميري بالكوفة، حدّثنا القاسم بن خليفة، حدّثنا أبو يحيى عبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني، حدّثنا عمر بن عبيد اللّه العدوي، عن معاوية بن قرّة، عن أبي الصديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري- رضي اللّه عنه- قال: قال نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: ينزل بامّتي فيآخر الزمان بلاء شديد من سلطانهم، لم يسمع بلاء أشدّ منه، حتّى تضيق عنهم الأرض الرحبة، و حتّى يملأ الأرض جورا و ظلما، لا يجد المؤمن ملجأ يلتجئ إليه من الظلم، فيبعث اللّه رجلا من عترتي، فيملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا، يرضى عنه ساكن السماء و ساكن الأرض، لا تدّخر الأرض من بذرها شيئا إلّا أخرجته، و لا السماء من قطرها إلّا صبّه اللّه عليهم

ص: 80


1- ( 1)- الفتن: ص 192 ب سيرة المهدي ...؛ الملاحم و الفتن ص 69 ب 146 عن الفتن: إلّا أنّه قال:« يستخرج الكنوز».
2- ( 2)- عقد الدرر: ص 149 ب 7 قال: أخرجه الإمام أبو عمرو عثمان بن سعيد المقري في سننه، و أخرجه محقّقه من سنن الداني لوحة 105؛ كشف الأستار: ص 145.
3- ( 3)- المستدرك على الصحيحين: ج 4 ص 514 كتاب الملاحم و الفتن قال: هذا حديث صحيح الاسناد و لم يخرّجاه؛ عقد الدرر: ص 150 ب 7؛ كشف الأستار: ص 145.
4- ( 4)- المستدرك على الصحيحين: ج 4 ص 465 كتاب الفتن، قال: هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرّجاه؛ كشف الأستار: ص 127؛ عقد الدرر: ص 43- 44 ب 4 ف 11؛ حلية الأبرار: ج 2 ص 718 ب 54 ح 120.

مدرارا، يعيش فيهم سبع سنين أو ثمان أو تسع، تتمنّى الأحياء الأموات ممّا صنع اللّه عزّ و جلّ بأهل الأرض من خير.

و يدلّ عليه أيضا الأحاديث: 327، 410، 451، 454، 574، 669، 670، 682، 719، 726، 733، 1105، 1119، 1177، 1195.

الفصل الرابع في ظهور البركات السماويّة و الأرضيّة و غيرها و فيه 14 حديثا

1131-(1)-

الفتن: حدّثنا محمّد بن مروان، عن عمارة، عن أبي حفصة، عن زيد العمّي، عن أبي الصديق، عن أبي سعيد الخدري- رضي اللّه عنه- عن النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: تتنعّم أمّتي في زمن المهدي نعمة لم ينعّموا مثلها قطّ، ترسل السماء عليهم مدرارا، و لا يزرع الأرض شيئا من النبات إلّا أخرجته، و المال كدوس، يقوم الرجل فيقول: يا مهدي! أعطني، فيقول: خذ.

قال: حدّثنا أبو معاوية، عن موسى، عن زيد، عن أبي الصديق، عن أبي سعيد، عن النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم ... نحوه، إلّا أنّه لم يذكر المال.

1132-(2)- مجمع الزوائد: عن أبي هريرة، عن النّبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم قال: يكون في أمّتي المهدي، إن قصر فسبع و إلّا فثمان، و إلّا فتسع، تنعّم أمّتي فيها نعمة لم ينعّموا مثلها، يرسل السماء عليهم مدرارا، و لا تدّخر الأرض شيئا من النبات، و المال كدوس، يقوم الرجل يقول: يا مهدي! أعطني، فيقول: خذ.

ص: 81


1- ( 1) الفتن: ص 193 ب سيرة المهدي ...؛ سنن ابن ماجة: ج 2 ص 518 ب خروج المهدي نحوه و فيه: عن عمارة بن أبي حفصة؛ المستدرك على الصحيحين: ج 4 ص 558 بإسناده عن محمّد بن مروان نحوه؛ البيان: ص 145 ب 3 و قال: هذا حديث حسن المتن، رواه الحافظ أبو القاسم الطبراني في معجمه الأكبر كما أخرجناه حرفا بحرف؛ العرف الوردي( الحاوي للفتاوي): ج 2 ص 131- 132 نحوه و لم يذكر المال؛ عقد الدرر: ص 144- 145 ب 7 عن أبي نعيم في صفة المهدي و الطبراني في معجمه: ب 8 ص 169 و لم يذكر المال، و في ص 170 ب 8 نحوه و ذكر المال، و في الجميع قال:« و لا تدع الأرض»؛ كشف الغمّة: ج 2 ص 473 ح 1 و 29 عن الأربعين لأبي نعيم نحوه؛ نور الأبصار: ص 155 نحوه؛ ينابيع المودّة: 434 مع بعض الاختلاف؛ حلية الأبرار: ج 2 ص 705 ب 54.
2- ( 2)- مجمع الزوائد: ج 7 ص 317 قال: رواه الطبراني في الأوسط، و رجاله ثقات؛ ينابيع المودّة: ص 434 و جاء فيه« نعمة لم يسمعوا مثلها»؛ العرف الورديّ( الحاوي للفتاوي): ج 2 ص 131 عن الدارقطني في الإفراد، و الطبراني في الأوسط؛ حلية الأبرار: ج 2 ص 705 ب 54 ح 64.

1133-(1)-

المستدرك: أخبرني أبو العبّاس محمّد بن أحمد المحبوبي بمرو، حدّثنا سعيد بن مسعود، حدّثنا النضر بن شميل، حدّثنا سليمان بن عبيد، حدّثنا أبو الصديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري- رضي اللّه عنه- أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم قال: يخرج في آخر أمّتي المهدي، يسقيه اللّه الغيث، و تخرج الأرض نباتها، و يعطي المال صحاحا، و تكثر الماشية، و تعظم الامّة، يعيش سبعا أو ثمانيا، يعني: حججا.

1134-(2)-

عقد الدرر: عن أبي سعيد الخدري- رضى اللّه عنه-:

أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم قال: يخرج المهدي في أمّتي، يبعثه اللّه غياثا للناس، تنعّم به الامّة، و تعيش الماشية، و تخرج الأرض نباتها، و يعطي المال صحاحا.

1135-(3)-

الفتن: قال معمر: و أنبأنا أبو هارون، عن معاوية، عن أبي الصدّيق الناجي، عن أبي سعيد الخدري- رضي اللّه عنه- عن النّبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم قال: يرضى عنه ساكن السماء،و ساكن الأرض، لا تدع السماء من قطرها شيئا إلّا صبّته، و لا الأرض من نباتها شيئا إلّا أخرجته، حتّى يتمنّى الأحياء الأموات.

1136-(4)-

المصنّف: عبد اللّه بن نمير، قال: حدّثنا موسى الجهني، قال: حدّثني عمر بن قيس الماصر، قال: حدّثني [مجاهد، قال:

حدّثني] فلان رجل من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: أنّ المهديّ لا يخرج حتّى تقتل النفس الزكيّة، فإذا قتلت النفس الزكيّة غضب عليهم من في السماء و من في الأرض، فأتى الناس المهدي فزفّوه كما تزفّ العروس إلى زوجها ليلة عرسها، و هو يملأ الأرض قسطا و عدلا، و تخرج الأرض نباتها، و تمطر السماء مطرها، و تنعّم أمّتي في ولايته نعمة لم تنعّمها قطّ.

ص: 82


1- ( 3)- المستدرك على الصحيحين: ج 4 ص 557- 558 كتاب الفتن و قال: هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرّجاه، انتهى. و قال في التلخيص: صحيح؛ عقد الدرر: ص 144 ب 7.
2- ( 4)- عقد الدرر: ص 155 ب 7 و ص 167 ب 8 و فيه:« فتنعّم»، قال: أخرجه الحافظ أبو نعيم في« صفة المهدي»؛ كشف الغمّة: ج 2 ص 470 عن أربعين الحافظ أبي نعيم ح 15؛ العرف الوردي( الحاوي للفتاوي): ج 2 ص 132 عن أبي نعيم و الحاكم.
3- ( 5)- الفتن: ص 192 ب سيرة المهدي؛ حلية الأبرار ج 2 ص 703 ب 54 ح 50 أقول: قد اخرج نحو هذا عن أبي سعيد بألفاظ مختلفة اكتفينا عنه بما ذكر، فراجع مصابيح السنّة: ج 2 ص 194، و العرف الوردي: ص 135، و عقد الدرر: ص 17 ب 1 عن سنن الداني، و المصنّف: ج 15 ص 195- 196 ح 19484.
4- ( 6)- المصنّف: ج 15 ص 199 ح 19499 كتاب الفتن؛ الدرّ المنثور: ج 6 ص 58.

1137-(1)-

الخصال: حدّثنا أبي- رضي اللّه عنه- قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، قال: حدّثني محمّد بن عيسى بن عبيد اليقطيني، عن القاسم بن يحيى، عن جدّه الحسن بن راشد، عن أبي بصير و محمّد بن مسلم، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: حدّثني أبي، عن جدّي، عن آبائه عليهم السلام: أنّ أمير المؤمنين عليه السلام علّم أصحابه في مجلس واحد أربعمائة باب ممّا يصلح للمسلم في دينه و دنياه.

(و الحديث طويل مشتمل على كثير من الآداب و الأخلاق الحسنة، و فوائد عظيمة من أرادها فليطلبها من الخصال.

قال عليه السلام فيه: بنا يفتح اللّه، و بنا يختم اللّه، و بنا يمحو ما يشاء، و بنا يثبت، و بنا يدفع [يرفع] اللّه الزمان الكلب، و بنا ينزل الغيث، فلا يغرّنّكم باللّه الغرور، ما أنزلت السماء [من] قطرة من ماء منذ حبسه اللّه عزّ و جلّ، و لو قد قام قائمنا لأنزلت السماء قطرها، و لأخرجت الأرض نباتها، و لذهبت الشحناء من قلوب العباد، و اصطلحت السباع و البهائم، حتّى تمشي المرأة بين العراق إلى الشام لا تضع قدميها إلّا على النبات، و على رأسها زينتها لا يهيّجها سبع و لا تخافه، لو تعلمون مالكم في مقامكم بين عدوّكم و صبركم على ما تسمعون من الأذى لقرّت أعينكم ... الحديث.

1138-


1- ( 7)- الخصال: ج 2 ص 626؛ تحف العقول: ص 115 مع اختلاف؛ البحار: ج 52 ص 316 ب 27 ح 11، و فيه:« و على رأسها زبّيلها».

في مكان واحد» يمكن أن يكون كناية عن كمال العدل و الأمنيّة في عهده، و اشتمال أطراف الأرض و جميع نواحيها بهما، و لا يخاف أحد أحدا من الإنسان و الحيوان، كما يمكن أن يكون المراد منه هو ظاهره فله وجه لطيف، و اللّه و أولياؤه أعلم بحقائق هذه الامور و الإشارات.

و مثل هذا الخبر في أخبار الملاحم ليس بقليل و لا غريب، فمنها ما في الدرّ المنثور: ج 6 ص 56 قال: أخرج ابن أبي شيبة و أحمد و الحاكم و صحّحه، عن أبي سعيد قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه[ و آله] و سلّم: و الّذي نفسي بيده، لا تقوم الساعة حتّى تكلّم السباع الإنسان، و حتّى تكلّم الرجل عذبة سوطه و شراك نعله، و يخبره فخذه بما أحدث أهله من بعده.

و الّذي يهوّن الخطب أنّ هذه الأخبار بدعوى تواترها، و إن دلّت على وقوع امور و خوارق تخالف الطبيعة إلّا أنّ تفاصيلها لم يثبت تواترها، فلا توجب علما و لا عملا، حتّى ما كان منه مرويّا بسند صحيح، و إن لم يجز ردّه، فلا يجب الالتزام و الاعتقاد به؛ لأنّه على فرض كون صدوره مقطوعا به غير قطعيّ الدلالة، مضافا إلى أنّ كون السند بحسب ظاهر الإسناد صحيحا لا يستلزم صحّته الواقعيّة؛ لاحتمال وقوع الاشتباه في مقام نقل الإسناد، مثل احتمال وقوع ذلك في المتن، و حجّية مثل هذا الخبر، و إن ثبتت في الفروع فيجب العمل به إلّا أنّه في غيرها ممّا يكون المطلوب فيه الاعتقاد و الإيمان، و هذا أمر لا يثبت بما هو ظنّي الدّلالة أو السند، و لا يجوز التعبّد به في ذلك، لم تثبت، فتدبّر.(1)( 1) البقرة: 261.

الفصل الخامس

في أنّ اللّه تعالى يأتي بأصحابه و هم ثلاثمائة و ثلاثة عشر عدّة أهل بدر عنده، و بعض فضائلهم و فيه 28 حديثا

1139-(2)-

عقد الدرر: في حديث طويل عن أمير المؤمنين عليه السلام، ذكر فيه طائفة من الملاحم و خروج السفياني و ما يرتكب من المظالم و القبائح ... فساق الكلام إلى أن قال: فتضطرب الملائكة في السماء (يعني: من أعمال السفياني الفظيعة)، فيأمر اللّه عزّ و جلّ جبريل عليه السلام فيصيح على سور مسجد دمشق: ألا قد جاءكم الغوث يا أمّة محمّد! قد جاءكم الغوث يا أمّة محمّد! قد جاءكم الفرجو هو المهدي عليه السلام خارج من مكّة فأجيبوه ... إلى أن قال: فيجمع اللّه عزّ و جلّ أصحابه على عدد أهل بدر، و على عدد أصحاب طالوت؛ ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا، كأنّهم ليوث خرجوا من غابة، قلوبهم مثل زبر الحديد، لو همّوا بإزالة الجبال لأزالوها عن موضعها [مواضعها]، الزيّ واحد، و اللباس واحد، كأنّما آباؤهم أب واحد ... الحديث بطوله.

و فيه: أنّه من ولد فاطمة، من ولد الحسين عليهم السلام.

1140-(3)-

عقد الدرر: في حديث طويل عن جابر الجعفي، عن الإمام أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: فيجمع اللّه تعالى للمهدي أصحابه ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا، يجمعهم اللّه تعالى على [من] غير ميعاد، و قزع [قزعا] كقزع الخريف، فيبايعونه بين الركن و المقام. قال:

و المهدي يا جابر! رجل من ولد الحسين، يصلح اللّه له أمره في ليلة واحدة.

ص: 84


1- - عقد الدرر: و عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في قصّة المهدي و فتحه لمدينة القاطع، قال: فيبعث المهدي عليه السلام إلى امرائه بسائر الأمصار بالعدل بين الناس، وترعى الشاة و الذئب في مكان واحد، و تلعب الصبيان بالحيّات و العقارب لا يضرّهم شي ء، و يبقى الخير، و يزرع الانسان مدّا يخرج له سبعمائة مدّ، كما قال اللّه تعالى: كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَ اللَّهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ
2- ( 1)- عقد الدرر: ص 94- 95 ب 4 ف 2 في الخسف بالبيداء و حديث السفياني.
3- ( 2)- عقد الدرر: ص 89 ب 4 ف 2 في الخسف بالبيداء و حديث السفياني؛ البرهان في تفسير القرآن: ج 1 ص 162 ح 4.

1141-(1)- الروضة: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن منصور بن يونس، عن إسماعيل بن جابر، عن أبي خالد، عن أبي جعفر عليه السلام في قول اللّه عزّ و جلّ: فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً(2) قال: الخيرات: الولاية، و قوله تبارك و تعالى: أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً يعني: أصحاب القائم عليه السلام الثلاثمائة و البضعة عشر رجلا، قال: و هم- و اللّه- الامّة المعدودة، قال: يجتمعون- و اللّه- في ساعة واحدة، قزع كقزع الخريف.

1142-(3)-

غيبة النعماني: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد، قال:

حدّثنا حميد بن زياد، قال: حدّثنا علي بن الصباح، قال: حدّثنا أبو علي الحسن بن محمّد الحضرمي، قال: حدّثنا جعفر بن محمّد، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن إسحاق بن عبد العزيز، عن أبي عبد اللّه عليه السلام في قوله تعالى: وَ لَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ(4) قال: العذاب: خروج القائم عليه السلام، و الامّة المعدودة:

عدّة أهل بدر و أصحابه.

1143-(5)- غيبة النعماني: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد، قال:

حدّثنا أحمد بن يوسف، قال: حدّثنا إسماعيل بن مهران، عن الحسن بن علي، عن أبيه و وهيب، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه عليه السلام في قوله تعالى: فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً(6) قال: نزلت في القائم و أصحابه يجتمعون على غير ميعاد.

ص: 85


1- ( 3)- الروضة: ص 313 ح 487؛ المحجّة: ص 19 و ص 102- 103؛ ينابيع المودّة: ص 421 ب 71؛ حلية الأبرار: ج 2 ص 623؛ إثبات الهداة: ج 3 ص 451 ب 32 ح 62.
2- ( 1) البقرة: 148.
3- ( 4)- غيبة النعماني: ص 241 ب 13 ح 36؛ المحجّة: ص 102.
4- ( 1) هود: 8.
5- ( 5)- غيبة النعماني: ص 241 ب 13 ح 37؛ المحجّة: ص 20؛ حلية الأبرار: ج 2 ص 622 ب 35؛ البرهان في تفسير القرآن: ج 1 ص 162 ح 3؛ إثبات الهداة: ج 3 ص 541- 542 ب 32 ح 514.
6- ( 2) البقرة: 148.

1144-(1)- غيبة النعماني: أخبرنا عبد الواحد بن عبد اللّه بن يونس، قال: حدّثنا محمّد بن جعفر القرشي، قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن محمّد بن سنان، عن ضريس، عن أبي خالد الكابلي، عن علي بن الحسين- أو عن محمّد بن علي- عليهما السلام أنّه قال: الفقداء قوم يفقدون من فرشهم فيصبحون بمكّة، و هو قول اللّه عزّ و جل: أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً و هم أصحاب القائم عليه السلام.

1145-(2)-

غيبة النعماني: حدّثنا علي بن الحسين، قال: حدّثنا محمّد بن يحيى، عن محمّد بن حسّان الرازي، عن محمّد بن علي الكوفي، عن علي بن الحكم، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام: أنّ القائم يهبط من ثنيّة ذي طوى، في عدّة أهل بدر ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا، حتّى يسند ظهره الى الحجر الأسود و يهزّ الراية الغالبة.

قال عليّ بن أبي حمزة: فذكرت ذلك لأبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام فقال: كتاب منشور.

1146-(3)-

غيبة النعماني: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة، قال: حدّثنا علي بن الحسن بن فضّال، قال: حدّثنا محمّد بن حمزة و محمّد بن سعيد، قالا: حدّثنا حمّاد بن عثمان، عن سليمان بن هارون العجلي، قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: إنّ صاحب هذا الأمر محفوظة له أصحابه، لو ذهب الناس جميعا أتى اللّه له بأصحابه، و هم الّذين قال اللّه عزّ و جلّ: فَإِنْ يَكْفُرْ بِها هؤُلاءِفَقَدْ وَكَّلْنا بِها قَوْماً لَيْسُوا بِها بِكافِرِينَ (4)، و هم الّذين قال اللّه فيهم: فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ (5).

ص: 86


1- ( 6)- غيبة النعماني: ص 313 ب 20 ح 4؛ المحجّة: ص 19- 20؛ حلية الأبرار: ج 2 ص 621 ب 35؛ البرهان في تفسير القرآن: ج 1 ص 162 ح 1؛ إثبات الهداة: ج 3 ص 546 ب 32 ح 536؛ البحار: ج 52 ص 368- 369 ب 27 ح 154.
2- ( 7)- غيبة النعماني: ص 315 ب 20 ح 9؛ إثبات الهداة: ج 3 ص 547 ب 32 ح 541 و لم يذكر عجز الحديث؛ البحار: ج 52 ص 370 ب 27 ح 158.
3- ( 8)- غيبة النعماني: ص 316 ب 21 ح 12؛ المحجّة: ص 64؛ ينابيع المودّة: ص 424 ب 71؛ البرهان في تفسير القرآن: ج 1 ص 479 ح 1؛ البحار: ج 52 ص 370 ب 27 ح 160.
4- ( 1) الأنعام: 89.
5- ( 2) المائدة: ص 54.

1147-(1)- تأويل الآيات الظاهرة: عن محمّد بن جمهور، عن حمّاد بن عيسى، عن حريز، قال: روى بعض أصحابنا عن أبي عبد اللّه عليه السلام في قوله تعالى: وَ لَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ(2) قال: العذاب: هو القائم عليه السلام، هو عذاب على أعدائه، و الامّة المعدودة هم الّذين يقومون معه بعدد أهل بدر.

1148-(3)-

كمال الدين: حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار- رضي اللّه عنه- قال: حدّثنا أبي، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن محمّد بن سنان، عن أبي خالد القمّاط، عن ضريس، عن أبي خالد الكابلي، عن سيّد العابدين علي بن الحسين عليهما السلام، قال:

المفقودون عن فرشهم ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا عدّة أهل بدر، فيصبحون بمكّة، و هو قول اللّه عزّ و جل: أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً و هم أصحاب القائم عليه السلام.

1149-(4)- تفسير العيّاشي: عن عبد الأعلى الحلبي، قال: قال أبو جعفر عليه السلام: أصحاب القائم الثلاثمائة و البضعة عشر رجلا، هم و اللّه الامّة المعدودة الّتي قال اللّه تعالى في كتابه: وَ لَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ قال: يجمعون له في ساعة واحدة قزعا كقزع الخريف.

1150-(5)- تفسير العيّاشي: عن صالح بن سعد، عن أبي عبد اللّه عليه السلام في قول اللّه: لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ قال: قوّة القائم، و الركن الشديد: الثلاثمائة و ثلاثة عشر أصحابه.

ص: 87


1- ( 9)- تأويل الآيات الظاهرة: ص 230؛ المحجّة: ص 105؛ إثبات الهداة: ج 6 ص 445- 446 ب 32 ح 235.
2- ( 1) هود: 8.
3- ( 10)- كمال الدين: ج 2 ص 654 ب 57 ح 21؛ المحجّة: ص 21؛ حلية الأبرار: ج 2 ص 622- 623؛ البحار: ج 52 ص 323- 324 ب 27 ح 34؛ منتخب الأنوار المضيئة: ص 32؛ الخرائج و الجرائح: ج 3 ص 1156، الآية في البقرة: 148.
4- ( 11)- تفسير العيّاشي: ج 2 ص 140- 141 ح 8؛ البرهان: ج 2 ص 209؛ الصافي: ج 1 ص 779؛ إثبات الهداة: ج 7 ص 100؛ المحجّة: ص 104؛ ينابيع المودّة: ص 424 ب 71؛ البحار: ج 52 ص 342 ب 27 مقطع من الحديث 91.
5- ( 12)- تفسير العيّاشي: ج 2 ص 156- 157 ح 55؛ البرهان: ج 2 ص 230؛ المحجّة: ص 106؛ ينابيع المودّة: ص 424 ب 71 نحوه، و الآية في هود: 80.

1151-(1)- الغيبة أو إثبات الرجعة: حدّثنا عبد الرحمن بن أبي نجران- رضي اللّه عنه-، عن عبد اللّه بن سنان، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: المفقودون من فرشهم ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا عدّة أهل بدر، فيصبحون بمكّة و هو قول اللّه عزّ و جلّ: أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً و هم أصحاب القائم عليه السلام.

1152-(2)- غيبة الشيخ: عنه (يعني عن الفضل بن شاذان)، عن محمّد بن علي، عن وهيب بن حفص، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه عليه السلام يقول: كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول: لا يزال الناس ينقصون حتّى لا يقال: اللّه، فإذا كان ذلك ضرب يعسوب الدين بذنبه، فيبعث اللّه قوما من أطرافها يجيئون قزعا كقزع الخريف، و اللّه إنّي لأعرفهم و أعرف أسماءهم و قبائلهم، و اسم أميرهم، و هم قوم يحملهم اللّه كيف شاء من القبيلة الرجل و الرجلين حتّى بلغ تسعة، فيتوافون من الآفاق ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا عدّة أهل بدر، و هو قول اللّه: أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ، حتّى إنّ الرّجل ليحتبي فلا يحلّ حبوته حتّى يبلغه اللّه ذلك.

و يدل عليه أيضا الأحاديث 283، 285، 327، 350 (و فيه:

ثلاثمائة و بضعة عشر رجلا فيهم خمسون امرأة)، 433، 653، 669، 737، 904، 1114 إلى 1116، 1194، 1213.

الفصل السادس في اجتماع أهل الشرق و الغرب عنده و فيه حديثان

1153-(3)-

تاريخ ابن عساكر: إذا قام قائم أهل محمّد [صلّى اللّه عليه و آله و سلّم] جمع اللّه له أهل المشرق و أهل المغرب، فيجتمعون كما يجتمع قزع الخريف، فأمّا الرفقاء فمن أهل الكوفة، و أمّا الأبدال فمن أهل الشام.

أخرجه عن أبي الطفيل عن عليّ عليه السلام.

ص: 88


1- ( 13)- الأربعين الموسوم بكفاية المهتدي: ص 215 ذيل ح 39؛ الأربعين للخاتون آبادي: ص 167 ح 31؛ كشف الأستار: ص 180.
2- ( 14)- غيبة الشيخ: ص 477- 478 ح 503 فصل في ذكر طرف من صفاته و منازله و سيرته عليه السلام؛ البحار: ج 52 ص 334 ب 27 ح 5؛ إثبات الهداة: ج 7 ص 177 ب 32 ح 806. أقول: الأخبار في هذا الباب أكثر من ذلك، فراجع كتب الحديث و التفسير.
3- ( 1)- تاريخ ابن عساكر: ج 1 ص 62؛ الصواعق: في الآية الثانية عشرة من الآيات الواردة فيهم ص 163 عن ابن عساكر و قال:« قائم آل محمّد»؛ جواهر العقدين: القسم الثاني الذكر الثامن عنه؛ ينابيع المودّة: ص 433 ب 73 عن الجواهر.

1154-(1)- تفسير العيّاشي: عن أبي سمينة، عن مولى لأبي الحسن، قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن قوله: أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً(2) قال: و ذلك و اللّه أن لو قد قام قائمنا يجمع اللّه إليه شيعتنا من جميع البلدان.

الفصل السابع في امتلاء الأرض من العدل به عليه السلام الّذي هو من أشهر خصائصه، و من أعظم أعماله الإصلاحيّة و فيه 154 حديثا

1155-(3)-

الفتن: الوليد، عن أبي رافع إسماعيل بن رافع، عمّن حدّثه، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم قال: تأوي إليه امّته كما تأوي النحلة يعسوبها، يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا، حتّى يكون الناس على مثل أمرهم الأوّل، لا يوقظ نائما، و لا يهريق دما.

1156-(4)- تأويل الآيات الظاهرة: محمّد بن العبّاس، عن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمّد بن سماعة، عن الحسن بن محبوب، عن أبي جعفر الأحول، عن سلام بن المستنير، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عزّ و جلّ: اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها(5) يعني بموتها: كفر أهلها، و الكافر ميّت، فيحييها اللّه بالقائم عليه السلام، فيعدل فيها فتحيى الأرض، و يحيى أهلها بعد موتهم.

1157-(6)- غيبة النعماني: في حديث رواه بإسناده عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: أ لا تسمع قوله تعالى في الآية التالية لهذه الآية يعني قوله تعالى: وَ لا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ ... الآية(7)، اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِ الْأَرْضَ

ص: 89


1- ( 2)- تفسير العيّاشي: ج 1 ص 66؛ البحار: ج 52 ص 291 ب 26 ح 37؛ البرهان: ج 1 ص 164 ح 11؛ الصافي: ج 1 ص 150؛ إثبات الهداة: ج 7 ص 94؛ المحجّة: ص 25؛ مجمع البيان: ج 1 ص 231.
2- ( 1) البقرة: 148.
3- ( 1)- الفتن: ص 193 ب سيرة المهدي و عدله و خصب زمانه؛ الملاحم و الفتن: ص 70 ب 148؛ البرهان في علامات مهدي آخر الزمان: ب 1، إلّا أنّ في المطبوعة منه ص 78 ح 19 قال:« يأوي المهدي إلى أمّتي كما تأوي النحل إلى بيوتها»، و قال:« حتّى لا يكون الناس»، و فيه:« و لا يهرق دما»؛ إثبات الهداة: ج 6 ص 446- 447 ب 32 ح 238.
4- ( 2)- تأويل الآيات الظاهرة: ص 638؛ المحجّة: ص 221؛ ينابيع المودّة: ص 429؛ البرهان في تفسير القرآن: ج 4 ص 291 ح 3؛ إثبات الهداة: ج 3 ص 565 ب 32 ح 656.
5- ( 1) الحديد: 17.
6- ( 3)- غيبة النعماني: المقدّمة ص 25؛ تأويل الآيات الظاهرة: ص 638 و جاء فيه:« بجور أئمّة الظلم و الضلال».
7- ( 2) الحديد: 16.

بَعْدَ مَوْتِها قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (1) أي يحييها اللّه بعدل القائم عليه السلام عند ظهوره بعد موتها بجور أئمّة الضلال.

1158-(2)- غيبة الشيخ: بهذا الإسناد (يعني: إبراهيم بن سلمة، عن أحمد بن مالك الفزاري، عن حيدر بن محمّد الفزاري، عن عبّاد بن يعقوب، عن نصر بن مزاحم، عن محمّد بن مروان، عن الكلبي، عن أبي صالح)، عن ابن عبّاس في قوله: اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها يعني: يصلح الأرض بقائم آل محمّد من «بعد موتها» يعني: من بعد جور أهل مملكتها «قد بينا لكم الآيات» بقائم آل محمّد «لعلّكم تعقلون».

1159-(3)-

كامل الزيارات: في حديث طويل رواه بسنده عن حمّاد بن عثمان، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، ذكر فيه ما قيل للنبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لمّا اسري به إلى السماء، و ما أخبره اللّه تعالى من اختباره في ثلاث، فقال بعد ذكر ما يصيب الحسين عليه السلام من أمّة جدّه من الشهادة، و قتل ولده و من معه من أهل بيته، و سلب حرمه: ثمّ أخرج من صلبه ذكرا أنتصر له به، و إنّ شبحه عندي تحت العرش، يملأ الأرض بالعدل، و يطبقها بالقسط، يسير معه الرعب، يقتل حتّى يشكّ فيه ... الحديث.

1160-(4)-

غيبة النعماني: أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة، قال: حدّثنا محمّد بن المفضّل بن إبراهيم، قال: حدّثني محمّد بن عبد اللّه بن زرارة، عن محمّد بن مروان، عن الفضيل بن يسار، قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: إنّ قائمنا إذا قام استقبل من جهل الناس أشدّ ممّا استقبله رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله من جهّال الجاهليّة، قلت: و كيف ذاك؟ قال: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أتى الناس و هم يعبدون الحجارة و الصخور و العيدان و الخشب المنحوتة، و إنّ قائمنا إذا قام أتى الناس و كلّهم يتأوّل عليه كتاب اللّه، يحتجّ عليه به، ثمّ قال: أما و اللّه ليدخلنّ عليهم عدله جوف بيوتهم كما يدخل الحرّ و القرّ.

و يدلّ عليه أيضا 148 حديثا من ب 3 ف 26 (ج 2 ص 222):

ص: 90


1- ( 3) الحديد: 17.
2- ( 4)- غيبة الشيخ: ص 175 ح 131؛ المحجّة: ص 221- 222 و فيه« عن محمّد بن مروان الكلبي»؛ إثبات الهداة: ج 7 ص 6- 7 ب 32 ف 12 ح 287 و ص 162 ب 32 ح 762.
3- ( 5)- كامل الزيارات: ص 333 ب 108.
4- ( 6)- غيبة النعماني: ص 296- 297 ب 17 ح 1؛ البحار: ج 52 ص 362 ب 27 ح 131؛ إثبات الهداة: ج 7 ص 86 ب 32 ح 529.

الفصل الثامن

في نزول عيسى بن مريم و صلاته خلف المهدي عليه السلام و فيه 39 حديثا

1161-(1)-

صحيح مسلم: حدّثنا الوليد بن شجاع و هارون بن عبد اللّه و حجّاج بن الشاعر، قالوا: حدّثنا حجّاج و هو ابن محمّد، عن ابن جريج، قال: أخبرني أبو الزبير: أنّه سمع جابر بن عبد اللّه يقول:

سمعت النّبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم يقول: لا تزال طائفة من أمّتي يقاتلون على الحق، ظاهرين الى يوم القيامة، قال: فينزل عيسى بن مريم صلّى اللّه عليه و سلّم فيقول أميرهم: تعال صلّ لنا، فيقول: لا، إنّ بعضكم على بعض امراء، تكرمة اللّه هذه الامّة.

1162-(2)-

تفسير فرات: حدّثني جعفر بن محمّد الفزاري معنعنا، عن أبي جعفر عليه السلام في حديث (إلى أن قال:) سيأتي على الناس زمان لا يعرفون اللّه ما هو التوحيد حتّى يكون خروج الدجّال، و حتّى ينزل عيسى بن مريم من السماء و يقتل اللّه الدجّال على يده، و يصلّي بهم رجل منّا أهل البيت، أ لا ترى أنّ عيسى يصلّي خلفنا و هو نبيّ، ألا و نحن أفضل منه.

1163-(3)-

تفسير القمّي: حدّثني أبي، عن القاسم بن محمّد، عن سليمان بن داود المنقري، عن أبي حمزة، عن شهر بن حوشب، قال:قال لي الحجّاج بأنّ آية في كتاب اللّه قد أعيتني، فقلت: أيّها الأمير! أيّة آية هي؟ فقال: قوله: وَ إِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ، و اللّه إنّي لآمر باليهودي و النصراني فيضرب عنقه، ثمّ أرمقه بعيني فما أراه يحرّك شفتيه

ص: 91


1- ( 1)- صحيح مسلم: كتاب الإيمان ب نزول عيسى ج 1 ص 137 ب 71 ح 247؛ مسند أحمد: ج 3 ص 345 و 384؛ سنن الداني بنقل العرف الوردي: ج 2 ص 83 نحوه؛ و أبو يعلى بنقل التصريح ص 474 عن إقامة البرهان: ص 40؛ مشكاة المصابيح: ص 127؛ شرح الترمذي: ج 9 ص 78؛ البيان: ص 113 ب 7؛ عقد الدرر: ص 229 ب 10؛ كشف الغمّة: ج 2 ص 474 أخرجه من قوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: « ينزل ...» عن أربعين الحافظ أبي نعيم عن جابر ح 39؛ الإعلام بحكم عيسى عليه السلام( الحاوي للفتاوي): ج 2 ص 298- 299.
2- ( 2)- تفسير فرات: ص 44؛ البحار: ج 14 ص 348- 349 كتاب النبوّة ب 24 ح 10، و فيه:« لا يعرفون اللّه ما هو و التوحيد».
3- ( 3)- تفسير القمّي: ج 1 ص 158؛ البحار: ج 14 ص 349- 350 ب 24 كتاب النبوّة ح 13؛ مجمع البيان: ج 2 ص 137؛ تفسير الصافي: ج 2 ص 411؛ تفسير نور الثقلين: ج 1 ص 473؛ تفسير البرهان: ج 1 ص 426؛ المحجّة: ص 62؛ إلزام الناصب: ج 1 ص 55 الآية 11 عن الباقر عليه السلام من قوله:« إنّ عيسى ... إلى قوله: و يصلّي خلف المهدي»؛ ينابيع المودّة: مثل ما فيه ص 422 ب 71 إلّا أنّه قال: « عن محمّد بن مسلم عن محمّد الباقر رضي اللّه عنه»، و لم أجده عن طريق محمّد بن مسلم، لا في المحجّة و لا في غيره؛ الأربعين للمجلسي: ص 411 ح 28 من قوله:« إنّ عيسى ... إلى قوله: خلف المهدي عليه السلام» إلّا أنّه رواه عن علي بن الحسين عليهما السلام و الآية في النساء: 159.

حتّى يخمد، فقلت: أصلح اللّه الأمير ليس على ما تأوّلت، قال: كيف هو؟ قلت: إنّ عيسى ينزل قبل يوم القيامة إلى الدّنيا، فلا يبقى أهل ملّة يهودي و لا نصراني إلّا آمن به قبل موته، و يصلّي خلف المهدي، قال: ويحك، أنّى لك هذا، و من أين جئت به؟ فقلت:

حدّثني به محمّد بن علي بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام، فقال: جئت بها و اللّه من عين صافية.

1164-(1)-

الفتن للسليلي: قال: حدّثنا الحسن بن علي، قال:

أخبرنا سفيان بن سعيد الثوري، عن منصور بن المعتمر، عن ربعيّ بن خراش، قال: سمعت حذيفة بن اليمان، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ... فذكر حديث الفتن بطوله ثمّ قال: قد أفلحت أمّة أنا أوّلها، و عيسى آخرها، فيصلّي خلف رجل من ولدي، فإذا صلّى الغداة قام عيسى حتّى يجلس في المقام ... و ذكر متابعته، و أنّ مقامه في الدنيا أربعون سنة.

1165-(2)-

الأربعين (للحافظ أبي نعيم): بإسناده عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: منّا الّذي يصلّي عيسى بن مريم خلفه.

1166-(3)-

بهجة النظر في إثبات الوصيّة و الإمامة للأئمّة الاثني عشر: روى عمر بن إبراهيم الأوسي في كتابه عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: ينزل عيسى بن مريم عند انفجار الصبح ما بين مهرودين، و هما ثوبان أصفران من الزعفران، أبيض الجسم، أصهب (4)

الرأس، أفرق الشعر،كأنّ رأسه يقطر دهنا، بيده حربة، يكسر الصليب، و يقتل الخنزير، و يهلك الدجّال، و يقبض أموال القائم، و يمشي خلفه أهل الكهف، و هو

ص: 92


1- ( 4)- الملاحم و الفتن: ص 153 ب 83 ممّا أخرجه عن كتاب الفتن تأليف السليلي أبي صالح بن أحمد بن عيسى، تأريخ نسخة الأصل بخطّ المصنّف سنة( 307 ه).
2- ( 5)- كنز العمّال: ج 14 ص 266 ح 38673؛ العرف الوردي( الحاوي للفتاوي): ج 2 ص 64؛ الجامع الصغير: ج 2 ص 158؛ فيض القدير: ج 6 ص 17- 18؛ حلية الأبرار: ج 2 ص 719 ب 54 عن كتاب الفتن للحافظ ابن حمّاد؛ كشف الغمّة: ج 2 ص 474 من كتاب الأربعين ح 38؛ عقد الدرر: ص 230 ب 10؛ إثبات الهداة: ج 7 ص 192 ب 32 ح 45.
3- ( 6)- حلية الأبرار: ج 2 ص 620 ب 34 و الحديث طويل.
4- ( 1) الصهبة- بالضمّ-: الشقرة في شعر الرأس.( مجمع البحرين: مادّة صهب). أقول: الأحاديث الدالّة على أنّ عيسى بن مريم عليه السلام ينزل و يصلّي خلف القائم- عجّل اللّه فرجه- كما قال العلامة المجلسي، و يجدها الناظر في كتب الحديث كثيرة جدّا، قد أوردتها الخاصّة و العامّة بطرق مختلفة، و رواها من العامّة أرباب الصحاح و السنن و المسانيد: البخاري، و مسلم، و النسائي، و ابن ماجة، و أحمد، و أبو داود، و الطيالسي، في روايات متعدّدة، يكفيك في ذلك مراجعة: مسند أحمد، و مفتاح كنوز السنّة، و قد جاء بذلك أيضا الآثار الكثيرة، و لا يشكّ في تواتر الأحاديث و لا الآثار إلّا المشكّك المرتاب.

الوزير الأيمن للقائم، و حاجبه، و نائبه، و يبسط في المشرق و المغرب الدين من كرامة الحجّة بن الحسن صلوات اللّه عليه.

و يدلّ عليه أيضا الأحاديث 118، 153، 219، 284، 327، 361، 399، 429، 440 (إلّا أنّه ليس فيه اقتداء عيسى بن عليه السلام)، 539، 553، 582، 668، 669، 756 إلى 761، 764، 765، 766، 768 إلى 711، 918، 1066، 1071، 1081، 1083، 1105.

الفصل التاسع في أنّه عليه السلام يقتل الدجّال و فيه 6 أحاديث

1167-(1)-

كمال الدين: حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق- رضي اللّه عنه- قال: حدّثنا عبد العزيز بن يحيى الجلودي بالبصرة، قال:

حدّثنا الحسين بن معاذ، قال: حدّثنا قيس بن حفص، قال: حدّثنا يونس بن أرقم، عن أبي سيّار الشيباني، عن الضحّاك بن مزاحم، عن النزال بن سبرة، قال: خطبنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام (في حديث طويل)، فقام إليه صعصعة بن صوحان فقال: يا أمير المؤمنين! متى يخرج الدجّال؟ فقال له علي عليه السلام: اقعد، فقد سمع اللّه كلامك ... إلى أن قال: يقتله اللّه عزّ و جلّ بالشام على عقبة تعرف بعقبة أفيق، لثلاث ساعات مضت من يوم الجمعة، على يد من يصلّي المسيح عيسى بن مريم عليهما السلام خلفه ... و الحديث طويل.

1168-(2)-

كمال الدين: حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس-رضي اللّه عنه- قال: حدّثنا أبي، عن محمّد بن الحسين بن يزيد الزيات عن الحسن بن موسى الخشّاب، عن ابن سماعة، عن علي بن الحسنبن رباط، عن أبيه، عن المفضّل بن عمر، قال: قال الصادق جعفر بن محمّد عليهما السلام: إنّ اللّه تبارك و تعالى خلق أربعة عشر نورا قبل خلق الخلق بأربعة عشر ألف عام، فهي أرواحنا، فقيل له: يا ابن رسول اللّه! و من الأربعة عشر؟ فقال: محمّد، و علي، و فاطمة، و الحسن، و الحسين، و الأئمّة من ولد الحسين، آخرهم القائم الّذي يقوم بعد غيبته فيقتل الدجّال، و يطهّر الأرض من كلّ جور و ظلم.

ص: 93


1- ( 1)- كمال الدين: ج 2 ص 525- 527 ب 47 ح 1؛ البحار: ج 52 ص 194 ب 25 ح 26 من حديث طويل؛ منتخب الأنوار المضيئة: ص 88 من حديث طويل؛ الخرائج و الجرائح: ج 3 ص 1135- 1137 ح 53 من حديث طويل؛ إثبات الهداة: ج 3 ص 522- 523 ب 32 ح 407.
2- ( 2)- كمال الدين: ج 2 ص 335- 336 ب 33 ح 7.

1169-(1)-

بحار الأنوار: رأيت في بعض الكتب المعتبرة: روى فضل اللّه بن علي بن عبيد اللّه بن محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن محمد بن عبيد اللّه بن الحسين بن علي بن محمّد بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن علي بن أبي طالب- تولاه اللّه في الدارين بالحسنى-، عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد بن أحمد بن العبّاس الدوريستي، عن أبي محمّد جعفر بن أحمد بن علي المونسي القمّي، عن علي بن بلال، عن أحمد بن محمّد بن يوسف، عن حبيب الخير، عن محمّد بن الحسين الصائغ، عن أبيه، عن معلّى بن خنيس، قال: دخلت على الصادق جعفر بن محمّد عليه السلام يوم النيروز، فقال عليه السلام ... في حديث إلى أن قال: و هو اليوم الّذي يظهر فيه قائمنا و ولاة الأمر، و هو اليوم الّذي يظفر فيه قائمنا بالدجّال فيصلبه على كناسة الكوفة، و ما من يوم نيروز إلّا و نحن نتوقّع فيه الفرج.

و يدلّ عليه أيضا الأحاديث 114، 668، 918.

الفصل العاشر في أنّه يقاتل السفياني و فيه 8 أحاديث

1170-(2)-

المستدرك: حدّثنا أبو محمّد أحمد بن عبد اللّه المزني، حدّثنا زكريا بن يحيى الساجي، حدّثنا محمّد بن إسماعيل بن أبي سمينة، حدّثنا الوليد بن مسلم، حدّثنا الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: يخرج رجل يقال له السفياني في عمق دمشق، و عامّة من يتّبعه من كلب، فيقتل حتّى يبقر بطون النساء، و يقتل الصّبيان، فتجمع لهم قيس فيقتلها حتّى لا يمنع ذنب تلعة، و يخرج رجل من أهل بيتي في الحرّة، فيبلغ السفياني فيبعث إليه جندا من جنده فيهزمهم، فيسير إليه السفياني بمن معه، حتى إذا صار ببيداء من الأرض خسف بهم، فلا ينجو إلّا المخبر عنهم.

1171-(3)- الفتن: حدّثنا يحيى بن سعيد العطّار، حدّثنا حجّاج-رجل منّا- عن الوليد بن عيّاش، قال عبد اللّه بن مسعود- رضي اللّه عنه-: قال لنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: احذّركم سبع فتن تكون بعدي: فتنة تقبل من المدينة، و فتنة بمكّة، و فتنة تقبل من اليمن، و فتنة تقبل من الشام، و فتنة تقبل من المشرق، و فتنة من قبل المغرب، و فتنة من بطن الشام و هي فتنة السفياني.

ص: 94


1- ( 3)- بحار الأنوار: ج 59 ص 91- 92 ب 22 يوم النيروز( و الحديث طويل)؛ إثبات الهداة: ج 7 ص 142 ب 32 ف 46 ح 693 عن كتاب المهذّب لأحمد بن فهد.
2- ( 1)- المستدرك و تلخيص المستدرك: ج 4 كتاب الفتن و الملاحم ص 520؛ الدرّ المنثور: ج 5 ص 241؛ عقد الدرر: ص 73 ب 4 ف 2.
3- ( 2)- الفتن: ج 1 ص 17 ب تسمية الفتن؛ المستدرك: بإسناده عن الوليد عن إبراهيم عن علقمة قال: قال: ... ج 4 ص 468 و تلخيصه؛ الدرّ المنثور: ج 5 ص 241؛ عقد الدرر: ص 71 ف 2 ب 4.

1172-(1)-

تاريخ المدينة المنوّرة: حدّثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة، قال: أنبأنا عليّ بن زيد، عن الحسن، عن أمّ سلمة- رضي اللّه عنها-: قالت: بينما النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم مضطجع في بيته إذ احتفز جالسا، فجعل يتوجّع، فقلت: بأبي أنت و امّي يا رسول اللّه! مالك تتوجّع؟ قال: جيش من أمّتي يجوز من قبل الشام، يؤمّون البيت لرجل منعه اللّه منهم، حتّى إذا علوا البيداء من ذي الحليفة خسف بهم و مصادرهم شتّى، قلت: بأبي أنت و امّي يا رسول اللّه! كيف يخسف بهم جميعا و مصادرهم شتّى؟ قال: إنّ منهم من جبر (من يكرهه فيجي ء مكرها).

1173-(2)-

غيبة النعماني: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد، قال: حدّثنا علي بن الحسن، عن العبّاس بن عامر، عن عبد اللّه بن بكير، عن زرارة بن أعين، عن عبد الملك بن أعين، قال: كنت عند أبي جعفر عليه السلام فجرى ذكر القائم عليه السلام، فقلت له: أرجو أن يكون عاجلا، و لا يكون سفيانيّ، فقال: لا و اللّه، إنّه لمن المحتوم الّذي لا بدّ منه.

1174-(3)-

غيبة النعماني: حدّثنا محمّد بن همّام، قال: حدّثني جعفر بن محمّد بن مالك، قال: حدّثني عبّاد بن يعقوب، قال: حدّثنا خلاد الصائغ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام أنّه قال: السفياني لا بدّ منه، و لا يخرج إلّا في رجب، فقال له رجل: يا أبا عبد اللّه! إذا خرج فما حالنا؟ قال عليه السلام: إذا كان ذلك فإلينا.

1175-(4)- تأويل الآيات الظاهرة: قال محمّد بن العبّاس- رحمه اللّه-: حدّثنا محمّد بن الحسن بن علي الصبّاح المدائني، عن الحسن بن محمّد بن شعيب، عن موسى بن عمر بن زيد، عن ابن أبي عمير، عن منصور بن يونس، عن إسماعيل بن جابر، عن أبي خالد الكابلي، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: يخرج القائم فيسير حتّى يمرّ بمرّ، فيبلغه أنّ عامله قد قتل، فيرجع إليهم فيقتل المقاتلة و لا يزيد على ذلك شيئا، ثمّ ينطلق فيدعو الناس حتّى ينتهي إلى البيداء، فيخرج جيشان للسفياني، فيأمر اللّه عزّ و جلّ الأرض أن تأخذ بأقدامهم، و هو

ص: 95


1- ( 3)- تاريخ المدينة المنوّرة: ج 1 ص 309- 310 ب ذكر البيداء عن أمّ سلمة و بسند آخر عن عائشة؛ المسند: ج 6 ص 316 عن أمّ سلمة بمعناه؛ وفاء الوفا: ج 4 ص 1158.
2- ( 4)- غيبة النعماني: ص 301 ب 18 ح 4؛ البحار: ج 52 ص 249 ب 25 ح 132.
3- ( 5)- غيبة النعماني: ص 302 ب 18 ح 7؛ البحار: ج 52 ص 249 ب 25 ح 135.
4- ( 6)- تأويل الآيات الظاهرة: ص 467؛ البرهان: ج 3 ص 355- 356 ح 6 و فيه:« حتّى يمرّ بمو» و جعل« مرّا» نسخة بدل، و فيه أيضا:« فيخرج جيش للسفياني»؛ المحجّة: ص 180؛ البحار: ج 52 ص 187- 188 ب 25 ح 13.

قوله عزّ و جلّ: وَ لَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَ أُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ وَ قالُوا آمَنَّا بِهِ يعني بقيام القائم وَ قَدْ كَفَرُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ يعني بقيام القائم [من] آل محمّد صلّى اللّه عليهم وَ يَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ و حيل بينهم و بين ما يشتهون كما فعل بأشياعهم من قبل إنّهم كانوا في شَكٍّ مُرِيبٍ (1).

1176-(2)-

تاريخ المدينة المنوّرة: حدّثنا أحمد بن عيسى، قال:

حدّثنا عبد اللّه بن وهب، قال: حدّثني ابن لهيعة، عن بسر بن لخم المعافري، قال: سمعت أبا فراس يقول: سمعت عبد اللّه بن عمر يقول:

إذا خسف بالجيش بالبيداء فهو علامة خروج المهدي.

و يدلّ عليه الحديث 903.

الفصل الحادي عشر في عمران الأرض في دولته عليه السلام و فيه في نفس الباب حديثان

1177-(3)-

إسعاف الراغبين: (من حديث طويل) و أنّه يبلغ سلطانه المشرق و المغرب، و تظهر له الكنوز، و لا يبقى في الأرض خراب إلّا يعمّره.

1178-(4)- الفصول المهمّة: عن أبي جعفر عليه السلام قال:

المهدي منّا منصور بالرعب، مؤيّد بالظفر، تطوى له الأرض، و تظهر له الكنوز، و يبلغ سلطانه المشرق و المغرب، و يظهر اللّه دينه على الدين كلّه و لو كره المشركون، فلا يبقى في الأرض خراب إلّا عمّره، و لا تدع الأرض شيئا من نباتها إلّا أخرجته، و يتنعّم الناس في زمانه نعمة لم يتنعّموا مثلها قطّ ... و الحديث طويل، أخذنا منه موضع الحاجة.

و يدلّ عليه بالمطابقة و الالتزام من سائر الأبواب روايات اخرى كثيرة متواترة.

ص: 96


1- ( 1) سبأ: 51- 54.
2- ( 2)- تاريخ المدينة المنوّرة: ج 1 ص 310 ب ذكر البيداء؛ وفاء الوفا: ج 4 ص 1158. أقول: إنّ الأحاديث في السفياني و خسف جيشه بالبيداء كثيرة جدّا كما أشرنا سابقا منها أحاديث في تفسير قوله تعالى:\i وَ لَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا ...\E رواها الخاصّ و العامّ عن أمير المؤمنين عليه السلام، و عن أمّ سلمة، و عائشة، و حفصة، و ابن عباس، و أبي هريرة، و حذيفة، و الإمام محمد بن علي الباقر، و ابنه الإمام جعفر الصادق عليهم السلام، و غيرهم.
3- ( 1)- إسعاف الراغبين( بهامش نور الأبصار): ص 153؛ نور الأبصار: ص 189؛ المجالس السنيّة ج 2 ص 711.
4- ( 2)- الفصول المهمّة: ص 302- 303؛ إثبات الهداة: ج 7 ص 57- 58 ب 32 ح 441.

الفصل الثاني عشر في

تسهيل الامور، و تكامل العقول، و بثّ العلم في عصره و أنّ الدنيا تكون عنده بمنزلة راحته، و الأرض تطوى له و فيه 10 أحاديث

1179-(1)-

الكافي: الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن الوشّاء، عن المثنّى الحنّاط، عن قتيبة الأعشى، عن ابن أبي يعفور، عن مولى لبني شيبان، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إذا قام قائمنا وضع اللّه يده على رءوس العباد، فجمع بها عقولهم، و كملت به أحلامهم.

1180-(2)- الروضة: أبو علي الأشعري، عن الحسن بن علي الكوفي، عن العبّاس بن عامر، عن الربيع بن محمّد المسلي، عن أبي الربيع الشامي، قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: إنّ قائمنا إذا قام مدّ اللّه عزّ و

ص: 97


1- ( 1)- الكافي: ج 1 ص 25 كتاب العقل و الجهل ح 21؛ الوافي: ج 1 ص 114 ب العقل و الجهل ح 25 قال:« وضع اللّه يده: أنزل رحمته، و أكمل نعمته». و قال المولى رفيع الدين النائيني:« وضع اليد كناية عن إنزال الرحمة و التقوية بإكمال النعمة؛ و قوله:« فجمع بها عقولهم» يحتمل وجهين؛ أحدهما: أنّه يجعل عقولهم مجتمعين على الإقرار بالحقّ، فلا يقع بينهم اختلاف، و يتّفقون على التصديق، و الآخر: أنّه يجمع عقل كلّ واحد منهم، و يكون جمعه باعتبار مطاوعة القوى النفسانية للعقل، فلا يتفرّق لتفرّقها،« و كملت أحلامهم» تأسيس على الأوّل و تأكيد على الثاني». و قال العلامة المجلسي في مرآة العقول:« الضمير في قوله« يده» إمّا راجع إلى اللّه أو الى القائم عليه السلام، و على التقديرين كناية عن الرحمة و الشفقة، أو القدرة و الاستيلاء، و على الأخير يحتمل الحقيقة. قوله عليه السلام:« فجمع بها عقولهم» يحتمل وجهين، ثمّ ذكر كلام النائيني و قال: و الأوّل أظهر، و الضمير في« بها» راجع إلى اليد، و في« به» إلى الوضع أو إلى القائم عليه السلام. و الأحلام: جمع الحلم- بالكسر- و هو العقل».- أقول: و بعد استظهار أنّ المراد من يد اللّه عنايته و رحمته، كما أنّ في قوله تعالى:\i يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ\E المراد يد قدرته، احتمال أن يكون المراد باليد واسطة جوده و فيضه، فتكون هي: إمّا القائم عليه السلام، أو العقل أو ملكا من الملائكة خلاف الظاهر؛ لأنّه يدلّ على كون هذه العناية بغير واسطة أحد. و يؤيّد ما احتمله العلامة المجلسي من رجوع الضمير في« به» إلى القائم عليه السلام ما رواه في مختصر بصائر الدرجات: ص 117 بسنده عن المثنّى الحنّاط عن أبي خالد الكابلي عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال:« إذا قام قائمنا وضع يده على رءوس العباد، فجمع به عقولهم، و أكمل به أحلامهم»، و روى مثله في كمال الدين: ج 2 ص 675 ب 58 ح 30 بسنده عن ابن أبي يعفور عن مولى لبني شيبان إلّا أنّه قال:« فجمع بها»، و رواه في البحار: ج 52 ص 328 ب 27 ح 47، و ص 336 ح 71. إثبات الهداة: ج 6 ص 367 ب 32 ح 48؛ الخرائج و الجرائح: ج 2 ص 840 ح 57( إلّا أنّه قال):« و أكمل بها أخلاقهم» بدل« أحلامهم»؛ منتخب الأنوار المضيئة: ص 200 و فيه:« أكمل به أحلامهم»؛ حلية الأبرار: ج 2 ص 625- 626 ب 36.
2- ( 2)- روضة الكافي: ص 240- 241 ح 329؛ مختصر البصائر: ص 117 و فيه:« حتّى يكون»؛ الخرائج و الجرائح: ج 3 ص 840- 841 ح 58؛ البحار: ج 52 ص 336 ب 27 ح 72؛ إثبات الهداة: ج 6 ص 371 ب 32 ح 59؛ منتخب الأنوار المضيئة: ص 200؛ حلية الأبرار: ج 2 ص 642 ب 44.

جلّ لشيعتنا في أسماعهم و أبصارهم حتّى [لا] يكون بينهم و بين القائم بريد، يكلّمهم فيسمعون و ينظرون إليه و هو في مكانه.

1181-(1)-

كمال الدين: و بهذا الإسناد (أي حدّثنا محمّد بن علي ماجيلويه- رضي اللّه عنه- قال: حدّثنا محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن إسماعيل، عن أبي إسماعيل السراج، عن بشر بن جعفر) عن المفضّل بن عمر، عن أبي بصير، قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام: إنّه إذا تناهت الامور إلى صاحب هذا الأمر رفع اللّه تبارك و تعالى كلّ منخفض من الأرض، و خفض له كلّ مرتفع منها، حتّى تكون الدنيا عنده بمنزلة راحته، فأيّكم لو كانت في راحته شعرة لم يبصرها؟

1182-(2)-

مختصر بصائر الدرجات: عن موسى بن عمر بن يزيد الصيقل، عن الحسن بن محبوب، عن صالح بن حمزة، عن أبان، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، قال: العلم سبعة و عشرون حرفا، فجميع ما جاءت به الرسل حرفان، فلم يعرف الناس حتّى اليوم غير حرفين، فإذا قام القائم عليهالسلام أخرج الخمسة و العشرين حرفا فبثّها في الناس، و ضمّ إليها الحرفين حتّى يبثّها سبعة و عشرين حرفا.

1183-(3)-

البحار: و بإسناده يرفعه إلى ابن مسكان، قال:

سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: إنّ المؤمن في زمان القائم عليه السلام و هو بالمشرق يرى أخاه الّذي في المغرب، و كذا الّذي في المغرب يرى أخاه الّذي بالمشرق.

و يدلّ عليه أيضا الأحاديث: 554، 574، 653، 669، 1177.

ص: 98


1- ( 3)- كمال الدين: ج 2 ص 674 ب 58 ح 29؛ منتخب الأنوار المضيئة: ص 199؛ البحار: ج 52 ص 328 ب 27 ح 46؛ إثبات الهداة: ج 6 ص 451 باب 32 ح 252؛ النوادر: ص 183 كتاب أنباء القائم عليه السلام ب 66.
2- ( 4)- مختصر بصائر الدرجات: ص 117؛ منتخب الأنوار المضيئة: ص 201؛ الخرائج و الجرائح: ج 2 ص 841 ب 16 ح 59 و جاء بدل« حرفان»:« جزءان»، و بدل« حرفا»: « جزءا»؛ البحار: ج 52 ص 336 ب 27 ح 73.
3- ( 5)- البحار: ج 52 ص 391 ب 27 ح 213، و الظاهر أنّ مراده من قوله:« بإسناده» إسناد السيد علي بن عبد الحميد في كتابه في الغيبة؛ حقّ اليقين: ج 2 ص 229؛ إثبات الهداة: ج 3 ص 584 ب 32 ح 789.

الفصل الثالث عشر

في ظهور الاخوّة الإيمانيّة بظهوره، و التزام الناس بالتعاطف و التراحم و التوادد و التحابب و فيه 3 أحاديث

1184-(1)-

من لا يحضره الفقيه: روى أبو الحسين محمّد بن جعفر الأسدي- رضي اللّه عنه- عن موسى بن عمران النخعي، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي، عن علي بن سالم، عن أبيه، قال: سألت أبا عبد اللّه عليه السلام عن الخبر الّذي روي: «أنّ من كان بالرهن أوثق منه بأخيه المؤمن فأنا منه بري ء»، فقال: ذلك إذا ظهر الحقّ و قام قائمنا أهل البيت، قلت: فالخبر الّذي روي: «أنّ ربح المؤمن على المؤمن ربا» ما هو؟ قال: ذاك إذا ظهر الحقّ و قام قائمنا أهل البيت، و أمّا اليوم فلا بأس بأن يبيع من الأخ المؤمن و يربح عليه.

1185-(2)-

مصادقة الإخوان: عن إسحاق بن عمّار، قال: كنت عند أبي عبد اللّه عليه السلام فذكر مواساة الرجل لإخوانه، و ما يجب عليه [عليهم]، فدخلني من ذلك أمر عظيم، عرف ذلك في وجهي فقال عليه السلام: إنّما ذلك إذا قام القائم عليه السلام وجب عليهم أن يجهّزوا إخوانهم و أن يقوّ [و] هم.

1186-(3)-

الاختصاص: و عنه (الضمير راجع إلى الراوي للحديث السابق) عن ربعي، عن بريد العجلي، قال: قيل لأبي جعفر الباقر عليه السلام: إنّ أصحابنا بالكوفة جماعة كثيرة، فلو أمرتهملأطاعوك و اتّبعوك، فقال: يجي ء أحدهم إلى كيس أخيه فيأخذ منه حاجته؟ فقال: لا، قال: فهم بدمائهم أبخل، ثمّ قال: إنّ الناس في هدنة، تناكحهم، و توارثهم، و تقيم عليهم الحدود، و تؤدّي أماناتهم، حتّى إذا قام القائم عليه السلام جاءت المزايلة، و يأتي الرجل إلى كيس أخيه فيأخذ حاجته لا يمنعه.

ص: 99


1- ( 1)- من لا يحضره الفقيه: ج 3 ص 313 كتاب المعيشة ب الرهن ح 4119؛ التهذيب: ج 7 ص 178 ب الرهون ح 785/ 42؛ الاستبصار: ج 3 ق 1 ص 70 ح 233/ 2 و فيه ذيل الحديث.
2- ( 2)- مصادقة الإخوان: باب مواساة الإخوان بعضهم لبعض ب 6/ 3 ص 8.
3- ( 3)- الاختصاص: ص 24؛ البحار: ج 52 ص 372 ب 27 ح 164، إلّا أنّ فيه: « نناكحهم» بصيغة المتكلّم و كذا« نوارثهم» و« نقيم» و« نؤدّي»، و فيه:« المزاملة» و ادّعى محشّيه تصحيف:« المزايلة».

الباب التاسع في حالات أصحابه و أنصاره و فيه فصلان

الفصل الأوّل في فضائلهم و فيه 21 حديثا

1187-(1)-

أمالي الطوسي: علي بن أحمد المعروف بابن الحمّامي، عن محمّد بن جعفر القارئ، عن محمّد بن إسماعيل بن يوسف السلمي، عن سعيد بن أبي مريم، عن محمّد بن جعفر بن كثير، عن موسى بن عقبة، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، عن علي عليه السلام أنّه قال: لتملأنّ الأرض ظلما و جورا حتى لا يقول أحد:

«اللّه»، إلّا مستخفيا، ثمّ يأتي اللّه بقوم صالحين يملئونها قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا.

1188-(2)-

كنز العمّال: عن عليّ [عليه السلام] قال: ويحا للطالقان، فإنّ للّه فيها كنوزا ليست من ذهب و لا من فضّة، و لكن بها رجال عرفوا اللّه حقّ معرفته، و هم أنصار المهدي [عليه السلام] آخر الزمان.

1189-(3)-

غيبة الشيخ: عنه (يعني: عن الفضل بن شاذان) عن عبد الرحمن بن أبي هاشم، عن عمرو بن أبي المقدام، عن عمران بن ظبيان، عن حكيم بن سعد، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال:

أصحاب المهدي شباب، لا كهول فيهم إلّا مثل كحل العين و الملح في الزاد، و أقلّ الزاد الملح.

1190-(4)- دلائل الإمامة: حدّثني أبو الحسين محمّد بن هارون، قال: حدّثنا أبي هارون بن موسى بن أحمد، قال: حدّثنا أبو علي الحسن بن محمّد النهاوندي، قال: حدّثنا أبو جعفر محمّد بن إبراهيم بن عبد اللّه القمّي القطّان المعروف بابن الخزّاز، قال:

ص: 100


1- ( 1)- أمالي الطوسي: ج 1 ص 391؛ البحار: ج 51 ص 117 ب 2 ح 17.
2- ( 2)- كنز العمّال: ج 14 ص 591 ح 39677 عن أبي غنم الكوفي؛ منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد: ج 6 ص 34؛ البيان: ب 5 ص 106 عن ابن أعثم الكوفي، و قال: « رجال مؤمنون»؛ عقد الدرر: ص 122 ب 5؛ المجالس السنية: ص 697 عن ابن اعثم؛ حلية الأبرار: ج 2 ص 709 ب 54 ح 88.
3- ( 3)- غيبة الشيخ: ص 471 ح 501 ب بعض منازله ...؛ الملاحم و الفتن: ص 144- 145 ب 77 ممّا أخرجه من كتاب الفتن للسليلي بإسناده عن ابن ظبيان عن الحكيم بن سعيد قال:« سمعت عليّا عليه السلام يقول: أصحاب المهدي شباب لا كهل فيهم»؛ غيبة النعماني: ص 315- 316؛ إثبات الهداة: ج 7 ص 37 ب 32 ح 377؛ البحار: ج 52 ص 333- 334 ب 27 ح 63.
4- ( 4)- دلائل الإمامة: ص 307- 310، و روى في حديث بالاسناد المذكور عدتهم و اسماءهم و اسماء بلادهم، و روى الحديث المذكور بطوله في الملاحم و الفتن: ص 201- 205 عن كتاب يعقوب بن نعيم قرقارة الكاتب لأبي يوسف، عن أحمد بن محمّد الأسدي، عن سعيد بن جناح، عن مسعدة: أنّ أبا بصير قال لجعفر بن محمّد عليه السلام: ... الخ.

حدّثنا محمّد بن زياد، عن أبي عبد اللّه الخراساني، [قال: حدثنا ابو الحسين عبد اللّه بن الحسن الزهري] قال: حدّثنا أبو حسان سعيد بن جناح، عن مسعدة بن صدقة، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: ... و الحديث طويل ذكر فيه عدّة أصحابه عليه السلام من البلاد ... فساق الحديث إلى أن قال: قال أبو بصير: جعلت فداك، ليس على الأرض يومئذ مؤمن غيرهم؟ قال: بلى، و لكن هذه [العدّة] الّتي يخرج اللّه فيها القائم [عليه السلام]، هم النجباء، و القضاة و الحكّام، و الفقهاء في الدين، يمسح اللّه بطونهم و ظهورهم فلا يشتبه عليهم حكم.

1191-(1)-

تاريخ قم: بإسناده عن عفّان البصري، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، قال: قال لي: أ تدري لم سمّي قم؟ قلت: اللّه و رسوله و أنت أعلم، قال: إنّما سمّي قم لأنّ أهله يجتمعون مع قائم آل محمّد صلوات اللّه عليه، يقومون معه، و يستقيمون عليه و ينصرونه.

1192-(2)-

الدرّ المنثور: أخرج ابن مردويه، عن ابن عبّاس، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: أصحاب الكهف أعوان المهدي [عليه السلام].

و يدلّ عليه الأحاديث: 505، 1139 إلى 1152.

الفصل الثاني في قوّتهم و شدّتهم و غلبتهم على الأعداء و فيه 6 أحاديث

1193-(3)-

الفتن: حدّثنا ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن الحرث ابن يزيد، سمع ابن زرير الغافقي، سمع عليّا [عليه السلام] يقول:

ص: 101


1- ( 5)- البحار: ج 60 ص 216 ب 36 ح 38.
2- ( 6)- الدرّ المنثور: ج 4 ص 315؛ و في السيرة الحلبيّة ج 1 ص 22:« قد ذكر بعضهم: أنّ أهل الكهف كلّهم أعجام، و لا يتكلّمون إلّا بالعربيّة، و أنّهم يكونون وزراء المهدي[ عليه السلام]».
3- ( 1)- الفتن: ب خروج المهدي[ عليه السلام] من مكّة ص 186، و قريب منه حديثه الآخر بعد هذا الحديث عن عليّ عليه السلام عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و فيه: « و عند ذلك يخرج رجل من أهل بيتي في ثلاث رايات، المكثر يقول: خمسة عشر ألفا، و المقلّل يقول: اثنا عشر ألفا، أمارتهم: أمت، أمت»؛ الملاحم و الفتن: ص 64- 65 ب 130. أقول: ذكرنا هذا الحديث هنا لأنّ أصحابه هم المعينون و الناصرون له في غلبته على أعدائه و هزيمتهم منه، و لعلّ أن يكون ذلك مثل قولهم: بنى الأمير المدينة.

يخرج (يعني: المهدي عليه السلام) في اثني عشر ألفا إن قلّوا أو خمسة عشر ألفا إن كثروا، فيسير الرعب بين يديه، لا يلقاه عدوّ إلّا هزمهم بإذن اللّه، شعارهم: أمت أمت، لا يبالون في اللّه لومة لائم، فيخرج إليهم سبع رايات من الشام فيهزمهم ... الحديث.

1194-(1)-

دلائل الإمامة: أخبرني أبو الحسين محمّد بن هارون، عن أبيه، قال: حدّثني محمّد بن همّام، قال: حدّثني أحمد ابن الحسين المعروف بابن أبي القاسم، عن أبيه، عن يونس بن ظبيان، قال: كنت عند أبي عبد اللّه عليه السلام فذكر أصحاب القائم عليه السلام فقال:

ثلاثمائة و ثلاثة عشر، و كلّ واحد يرى نفسه في ثلاثمائة.

و يدلّ عليه أيضا الأحاديث: 505، 1139، 1146، 1150.

الباب العاشر في مدّة ملكه بعد ظهوره، و كيفيّة عيشه بين الناس، و ما يعمل به و يدعو إليه و فيه ثلاثة فصول

الفصل الاوّل في مدّة ملكه بعد ظهوره و فيه 29 حديثا

1195-(2)-

الاحتجاج: عن زيد بن وهب الجهني، عن الإمام الحسن السبط عليه السلام ... في حديث ذكر فيه عليه السلام إخبار أمير المؤمنين عليه السلام إيّاه بإمارة معاوية، و أعماله الجائرة، وإماتته للحقّ و سنّة الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ... إلى أن قال: يدرس في سلطانه الحقّ، و يظهر الباطل، و يقتل من ناواه على الحقّ، و يدين من والاه على الباطل، فكذلك حتّى يبعث اللّه رجلا في آخر الزمان، و كلب من الدهر، و جهل من الناس، يؤيّده اللّه بملائكته، و يعصم أنصاره، و ينصره بآياته، و يظهره على أهل الأرض حتّى يدينوا طوعا و كرها، يملأ الأرض قسطا و عدلا و نورا و برهانا، يدين له عرض البلاد و طولها، لا يبقى كافر إلّا آمن به، و لا طالح إلّا صلح، و تصطلح في ملكه السباع، و تخرج الأرض نبتها، و تنزل السماء بركتها، و تظهر له الكنوز، يملك ما بين الخافقين أربعين عاما، فطوبى لمن أدرك أيّامه و سمع كلامه.

ص: 102


1- ( 2)- دلائل الإمامة: ص 330؛ المحجّة: ص 46.
2- ( 1)- الاحتجاج: ج 2 ص 290- 291؛ البحار: ج 52 ص 280 ب 26 ح 6؛ منن الرحمن: ج 2 ص 42؛ إثبات الهداة: ج 7 ص 49 ب 32 ح 414.

1196-(1)-

الفتن: حدّثنا أبو معاوية، عن موسى الجهني، عن زيد العمّي، عن أبي الصدّيق، عن أبي سعيد الخدري- رضي اللّه عنه- عن النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم قال: المهدي يعيش في ذلك (يعني: بعد ما يملك) سبع سنين، أو ثمان، أو تسع.

1197-(2)-

الفتن: حدّثنا عبد اللّه بن مروان، عن الهيثم بن عبد الرحمن، عمّن حدّثه، عن علي [عليه السلام] قال: يلي المهدي أمر الناس ثلاثين أو أربعين سنة.

1198-(3)-

جواهر العقدين: عن حذيفة بن اليمان- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: المهدي رجل من ولدي، وجهه كالكوكب الدرّي، اللون لون عربيّ، و الجسم جسم إسرائيلي، يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا، يرضى بخلافته أهل السماء، و أهل الأرض، و الطير في الجوّ، يملك عشرين سنة.

1199-(4)- عقد الدرر: عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في قصّة المهدي، قال: و لا يترك بدعة إلّا أزالها، و لا سنّة إلّا أقامها، و يفتح قسطنطينية و الصين و جبال الديلم، فيمكث على ذلك سبع سنين، مقدار كلّ سنة عشر سنين من سنيكم هذه، ثمّ يفعل اللّه تعالى ما يشاء.

1200-(5)-

عقد الدرر: عن حذيفة بن اليمان- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: يلتفت المهدي، و قد نزل عيسى بن مريم ... فذكر الحديث، و في آخره: فيمكث أربعين سنة (يعني: المهدي).

ص: 103


1- ( 2)- الفتن: ب قدر ما يملك المهدي ص 201، و روى نعيم في الباب بهذا المضمون روايات اخرى عن أبي سعيد ص 201- 202؛ عقد الدرر: ص 238 ب 11.
2- ( 3)- الفتن: ب قدر ما يملك المهدي ص 202؛ الفتاوي الحديثيّة: ص 42 و قال:« و لا ينافيه الخبر السابق أنّه يملك سبع أو تسع سنين؛ لإمكان حمله على أنّ ذلك مدّة تزايد ظهور ملكه و قوّته»؛ البيان: ص 111 ب 6 بسنده عن نعيم ... عن عليّ عليه السلام قال: « يلي المهدي عليه السلام الناس أربعين سنة» و لم يذكر:« ثلاثين»؛ كنز العمّال: ج 14 ص 591 ح 39776؛ منتخب كنز العمّال: بهامش مسند أحمد: ج 6 ص 34؛ البرهان في علامات مهدي آخر الزمان: ص 163 ب 10 ح 9؛ العرف الوردي( الحاوي للفتاوي): ج 2 ص 155؛ عقد الدرر: ص 240 ب 11.
3- ( 4)- جواهر العقدين: ق 2 ذ 8 قال:« أخرجه الروياني و كذا الطبراني»؛ عقد الدرر: ص 239 ب 11 مختصرا؛ المجالس السنيّة: ج 2 ص 702؛ الصواعق المحرقة: ص 163 عن الروياني و الطبراني و غيرهما؛ كشف الغمّة: ج 2 ص 481؛ إثبات الهداة: ج 7 ص 199 ب 32 ح 68.
4- ( 5)- عقد الدرر: ص 224 و 239 ب 9 و 11؛ الإرشاد: ص 365 و فيه:« عن أبي بصير، عن أبي جعفر ... و الحديث طويل»؛ البحار: ج 52 ص 339 ب 27 ح 84 و فيه:« عن أبي بصير، عن أبي جعفر ... و الحديث طويل».
5- ( 6)- عقد الدرر: ص 240 ب 11 قال: أخرجه الحافظ أبو نعيم الأصفهاني في مناقب المهدي، و أبو القاسم الطبراني في معجمه.

1201-(1)-

أعيان الشيعة: كتاب فضل الكوفة لمحمّد بن علي العلوي، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:

يملك المهدي أمر الناس سبعا أو عشرا، أسعد الناس به أهل الكوفة.

1202-(2)-

غيبة النعماني: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة الكوفي، قال: حدّثني علي بن الحسن التيملي، عن الحسن بن علي بن يوسف، عن أبيه؛ و محمّد بن علي، عن أبيه، عن أحمد بن عمر الحلبي، عن حمزة بن حمران، عن عبد اللّه بن أبي يعفور، عن أبي عبد اللّه عليه السلام أنّه قال: [ي] ملك القائم تسع عشرة سنة و أشهرا.

و في غيبة النعماني أيضا: أخبرنا أبو سليمان أحمد بن هوذة الباهلي، قال: حدّثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي سنة ثلاث و سبعين و مائتين، قال: حدّثنا أبو محمّد عبد اللّه بن حمّاد الأنصاري سنة تسع و عشرين و مائتين، قال: حدّثني عبد اللّه بن أبي يعفور، قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام: ملك القائم منّا تسع عشرة سنة و أشهرا.

و فيه أيضا بسند ثالث عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: إنّ القائم يملك تسع عشرة سنة و أشهرا.

1203-(3)- الإرشاد: روى عبد الكريم الخثعمي، قال: قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام: كم يملك القائم عليه السلام؟ قال: سبع سنين، تطول له الأيّام، حتّى تكون السنة من سنيه مقدار عشر سنين من سنيكم، فيكون سنو ملكه سبعين سنة من سنيكم هذه ... الحديث.

1204-(4)-

الغيبة للفضل: حدّثنا علي بن عبد اللّه، عن عبد الرحمن ابن أبي عبد اللّه، عن أبي الجارود، قال: قال أبو جعفر عليه السلام: إنّ القائم يملك ثلاثمائة و تسع سنين كما لبث أهل الكهف في كهفهم، يملأ الأرض

ص: 104


1- ( 7)- أعيان الشيعة: ج 2 ص 698؛ ينابيع المودّة: ص 492 ب 94؛ غاية المرام: ص 704.
2- ( 8)- غيبة النعماني: ص 331- 332 ب 24 ح 1 و 2 و 4؛ البحار: ج 52 ص 298- 299 ب 26 ح 59 و 60 و 62؛ حلية الأبرار: ج 2 ص 640 ب 43 بثلاثة طرق؛ إثبات الهداة: ج 7 ص 92 ب 32 ح 542.
3- ( 9)- الإرشاد: ص 390 ف الأخبار في مدّة ملك القائم عليه السلام ح 1؛ غيبة الشيخ: ص 283 عن الفضل عن عبد اللّه الحضرمي عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي مختصرا؛ البحار: ج 52 ص 291 ب 26 ح 35 عن غيبة الشيخ؛ النوادر: ب 70 ص 190؛ الفصول المهمّة: ص 302؛ اعلام الورى: ص 432؛ كشف الغمّة: ص 463؛ إثبات الهداة: ج 7 ص 36 ب 32 ح 373.
4- ( 10)- الأربعين الموسوم بكفاية المهتدي: ص 230 ذيل ح 40؛ غيبة الشيخ: ص 474 ح 496 عن الفضل ...؛ البحار: ج 52 ص 390 ب 27 ح 212؛ إثبات الهداة: ج 3 ص 516- 517 ب 32 ح 372.

عدلا و قسطا كما ملئت ظلما و جورا، و يفتح اللّه له شرق الأرض و غربها، و يقتل الناس حتّى لا يبقى إلّا دين محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلم، يسير بسيرة سليمان بن داود [على نبيّنا و آله و عليهما السلام].

و يدلّ عليه أيضا الأحاديث: 161، 358، 360، 365، 366، 367، 368، 370، 405، 419، 431، 435، 502، 505، 668، 731، 1130، 1132، 1133.

الفصل الثاني في كيفيّة عيشه و مأكله و ملبسه و فيه 7 أحاديث

1205-(1)-

غيبة النعماني: أخبرنا علي بن الحسين، قال: حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار بقم، قال: حدّثنا محمّد بن حسّان الرازي، قال:

حدّثنا محمّد بن علي الكوفي، عن معمّر بن خلاد، قال: ذكر القائم عند أبي الحسن الرضا عليه السلام، فقال: أنتم اليوم أرخى بالا منكم يومئذ، قالوا: و كيف؟ قال عليه السلام: لو قد خرج قائمنا عليه السلام لم يكن إلّا العلق و العرق، و النوم على السروج، و ما لباس القائم عليه السلام إلّا الغليظ، و ما طعامه إلّا الجشب (2).

1206-(3)- غيبة النعماني: حدّثنا عبد الواحد بن عبد اللّه ابن يونس، قال: حدّثنا أبو سليمان أحمد بن هوذة الباهلي، قال: حدّثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي قال: حدّثنا عبد اللّه بن حمّاد الأنصاري، عن المفضّل بن عمر، قال: كنت عند أبي عبد اللّه عليه السلام بالطواف، فنظر إليّ و قال لي: يا مفضّل! مالي أراك مهموما متغيّر اللون؟ قال:

فقلت له: جعلت فداك، نظري إلى بني العبّاس و ما في أيديهم من هذا الملك و السلطان و الجبروت، فلو كان ذلك لكم لكنّا فيه معكم، فقال:

يا مفضّل! أما لو كان ذلك لم يكن إلّا سياسة اللّيل و سباحة [سياحة] النهار، و أكل الجشب، و لبس الخشن، شبه أمير المؤمنين عليه السلام، و إلّا فالنار، فزوي ذلك عنّا، فصرنا نأكل و نشرب، و هل رأيت ظلامة جعلها اللّه نعمة مثل هذا؟

1207-(4)-

غيبة النعماني: أخبرنا أبو سليمان، قال: حدّثنا إبراهيم بن إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه بن حمّاد، عن عمرو بن شمر، قال: كنت عند أبي عبد اللّه عليه السلام في بيته، و البيت غاصّ بأهله، فأقبل الناس يسألونه،

ص: 105


1- ( 1)- غيبة النعماني: ص 285 ب 15 ح 5؛ البحار: ج 52 ص 358- 359 ب 27 ح 126 و فيه:« و القوم على السروج»؛ إثبات الهداة: ج 3 ص 543 ب 32 ح 527.
2- ( 1) الجشب- بكسر الشين-: الطعام الغليظ الخشن( لسان العرب: مادّة جشب.
3- ( 2)- غيبة النعماني: ص 286- 287 ب 15 ح 7؛ البحار: ج 52 ص 359 ب 27 ح 127 و فيه:« سياحة».
4- ( 3)- غيبة النعماني: ص 287- 288 ب 15 ح 8؛ البحار: ج 52 ص 360 ب 27 ح 128.

فلا يسأل عن شي ء إلّا أجاب فيه، فبكيت من ناحية البيت، فقال: ما يبكيك يا عمرو؟ قلت: جعلت فداك، و كيف لا أبكي، و هل في هذه الامّة مثلك و الباب مغلق عليك و الستر مرخى عليك؟ فقال: لا تبك يا عمرو! نأكل أكثر الطيب، و نلبس اللين، و لو كان الّذي تقول لم يكن إلّا أكل الجشب و لبس الخشن مثل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، و إلّا فمعالجة الأغلال في النار.

1208-(1)-

الكافي: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حمّاد بن عثمان، عن المعلّى بن خنيس، قال: قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام يوما: جعلت فداك، ذكرت آل فلان و ما هم فيه من النعيم، فقلت: لو كان هذا إليكم لعشنا معكم، فقال: هيهات يا معلّى! أما و اللّه لو كان ذاك ما كان إلّا سياسة الليل، و سياحة النهار، و لبس الخشن، و أكل الجشب، فزوي ذلك عنّا، فهل رأيت ظلامة قطّ صيّرها اللّه تعالى نعمة إلّا هذه؟

1209-(2)- غيبة النعماني: أخبرنا علي بن الحسين بإسناده، عن محمّد بن علي الكوفي، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه عليه السلام أنّه قال: ما تستعجلون بخروج القائم؟ فو اللّه ما لباسه إلّا الغليظ، و لا طعامه إلّا الجشب، و ما هو إلّا السيف و الموت تحت ظلّ السيف.

1210-(3)-

دعوات الراوندي: و قال عليه السلام (يعني:

أبا عبد اللّه عليه السلام) للمفضّل بن عمر: لو كان هذا الأمر إلينا ما كان إلّا عيش رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و سيرة أمير المؤمنين عليه السلام.

1211-(4)-

عقد الدرر: عن أبي عبد اللّه الحسين بن علي عليهما السلام أنّه قال: إذا خرج المهدي عليه السلام لم يكن بينه و بين العرب و قريش إلّا السيف، و ما يستعجلون بخروج المهدي، و اللّه ما لباسه إلّا الغليظ، و لا طعامه إلّا الشعير، و ما هو إلّا السيف و الموت تحت ظلّ السيف.

ص: 106


1- ( 4)- الكافي: ج 1 ص 410 ب سيرة الإمام ... ح 2؛ الوافي: ج 3 ب 99 ح 1256/ 2؛ مرآة العقول: ج 4 ص 362- 363 ب سيرة الامام ... ح 2؛ دعوات الراوندي: ص 296 ح 60 عن المعلّى مختصرا.
2- ( 5)- غيبة النعماني: ص 233 ب 13 ح 20، و رواه بسند آخر مع اختلاف يسير في الألفاظ ب 13 ح 21؛ البحار: ج 52 ص 354- 355 ب 27 ح 115 و 116؛ النوادر: ص 186 ب سيرته عليه السلام؛ إثبات الهداة: ج 7 ص 33 ب 32 ح 360؛ حلية الأبرار: ج 2 ص 629 ب 37.
3- ( 6)- دعوات الراوندي: ص 296 ح 61؛ البحار: ج 52 ص 340 ب 27 ح 88.
4- ( 7)- عقد الدرر: ص 228 ف 3 ب 9؛ كشف الأستار: ص 126 الطبعة الاولى. و الظاهر أنّ الخبر مروي عن مولانا أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد الصادق عليه السلام، و كان في الأصل أبو عبد اللّه، فظنّه مؤلّف عقد الدرر أو بعض نسّاخ كتابه أنّه هو مولانا سيّد الشهداء أبو عبد اللّه الحسين عليه السلام، فراجع غيبة النعماني: ص 234 ب 13 ح 21- تجد هذا المتن باختلاف يسير عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد عليهما السلام برواية أبي بصير عنه، و لفظه هكذا:« إذا خرج القائم لم يكن بينه و بين العرب و قريش إلّا السيف، ما يأخذ منها إلّا السيف، و ما يستعجلون بخروج القائم، و اللّه ما لباسه إلّا الغليظ، و ما طعامه إلّا الشعير الجشب ... الحديث» و مثله ما في إثبات الهداة: ج 3 ص 540 ب 32 ح 504.

الفصل الثالث فيما يدعو إليه و يعمل به و فيه 8 أحاديث

1212-(1)-

روضة الكافي: الحسين بن محمّد الأشعري، عن معلّى بن محمّد، عن الوشّاء، عن أبي بصير، عن أحمد بن عمر، قال:قال أبو جعفر عليه السلام و أتاه رجل فقال له: إنّكم أهل بيت رحمة، اختصّكم اللّه تبارك و تعالى بها، فقال له: كذلك نحن و الحمد للّه، لا ندخل أحدا في ضلالة، و لا نخرجه من هدى، إنّ الدنيا لا تذهب حتّى يبعث اللّه عزّ و جلّ رجلا منّا أهل البيت، يعمل بكتاب اللّه، لا يرى فيكم منكرا إلّا أنكره.

1213-(2)-

الفتن: حدّثنا سعيد بن عثمان، عن جابر، عن أبي جعفر [عليه السلام] قال: ثمّ يظهر المهدي [عليه السلام] بمكّة عند العشاء و معه راية رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم، و قميصه، و سيفه، و علامات، و نور، و بيان، فإذا صلّى العشاء نادى بأعلى صوته، يقول: اذكّركم اللّه أيّها الناس! و مقامكم بين يدي ربّكم، فقد اتّخذ الحجّة، و بعث الأنبياء، و أنزل الكتاب، و أمركم أن لا تشركوا به شيئا، و أن تحافظوا على طاعته و إطاعة رسوله، و أن تحيوا ما أحيى القرآن، و تميتوا ما أمات، و تكونوا أعوانا على الهدى، و وزراء على التقوى، فإنّ الدنيا قد دنا فناؤها و زوالها، و آذنت بالوداع، فإنّي أدعوكم إلى اللّه و إلى رسوله، و العمل بكتابه، و إماتة الباطل، و إحياء سنّته. فيظهر في ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا، عدّة أهل بدر على غير ميعاد، قزعا كقزع الخريف، رهبان الليل، اسد بالنهار، فيفتح اللّه للمهدي [عليه السلام] أرض الحجاز، و يستخرج من كان في السجن من بني هاشم، و تنزل الرايات السود الكوفة، فتبعث بالبيعة إلى المهدي [عليه السلام]، و يبعث المهدي [عليه السلام] جنوده إلى الآفاق، و يميت الجور و أهله، و تستقيم له البلدان، و يفتح اللّه على يديه القسطنطينيّة.

1214-(3)-

الفتوحات المكيّة: ورد الخبر في صفة المهدي [عليه السلام] أنّه قال صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: يقفو أثري لا يخطئ.

ص: 107


1- ( 1)- روضة الكافي: ص 396 آخر الكتاب ح 597؛ الوافي: ج 2 ص 459 ح 977/ 9.
2- ( 2)- الفتن: ص 184 ب اجتماع الناس بمكّة و بيعتهم للمهدي[ عليه السلام] ...؛ العرف الوردي( الحاوي للفتاوي): ج 2 ص 144- 145؛ عقد الدرر: ص 145- 146 ب 7؛ الملاحم و الفتن: ص 64 ب 129.
3- ( 3)- الفتوحات المكيّة: ج 3 ص 332 ب 366 و قال في ص 327 ب 366:« في معرفة منزل وزراء المهدي عليه السلام الظاهر في آخر الزمان الّذي بشّر به رسول اللّه صلّى اللّه عليه[ و آله] و سلّم و هو من أهل البيت ... يقفو أثر رسول اللّه صلّى اللّه عليه[ و آله] و سلّم، لا يخطئ، له ملك يسدّده من حيث لا يراه، يحمل الكلّ على الحقّ، و يقوي الضعيف على الحقّ، و يعين على نوائب الحقّ، يفعل ما يقول، و يقول ما يعلم، و يعلم ما يشهد».

و يدلّ عليه أيضا الأحاديث: 499، 677، 904، 1115، 1217.

الباب الحادي عشر و فيه ستّة فصول

الفصل الأوّل فيمن أنكر القائم عليه السلام و كذّب به و فيه 9 أحاديث

1215-(1)-

فوائد الأخبار المعروف بمعاني الأخبار: حدّثنا محمّد بن الحسن، حدّثنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد، حدّثنا إسماعيل ابن أبي اويس [أوكس]، حدّثنا مالك بن أنس، حدّثنا محمّد بن المنكدر، عن جابر بن عبد اللّه- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: من أنكر خروج المهدي فقد كفر بما انزل على محمّد صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم، و من أنكر نزول عيسى بن مريم عليه السلام فقد كفر، و من أنكر خروج الدجّال فقد كفر، و من لم يؤمن بالقدر خيره و شرّه من اللّه عزّ و جلّ فقد كفر، فإنّ جبريل أخبرني بأنّ اللّه تعالى يقول: من لم يؤمن بالقدر خيره و شرّه من اللّه فليتّخذ ربّا غيري.

1216-(2)-

كمال الدين: حدّثنا علي بن أحمد بن محمّد- رضي اللّه عنه- قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبد اللّه الكوفي، قال: حدّثنا سهل بن زياد الآدمي، قال: حدّثنا الحسن بن محبوب، عن عبد العزيز العبدي، عن ابن أبي يعفور، قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام: من أقرّ بالأئمّة من آبائي و ولدي و جحد المهدي من ولدي كان كمن أقرّ بجميع الأنبياء و جحد محمّدا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فقلت:يا سيّدي! و من المهديّ من ولدك؟ قال: الخامس من ولد السابع، يغيب عنهم شخصه، و لا يحلّ لهم تسميته.

ص: 108


1- ( 1)- فرائد السمطين: ج 2 ص 334 ح 585؛ التصريح بما تواتر في نزول المسيح: ص 242 ح 60؛ و رواه مختصرا في العرف الوردي( الحاوي للفتاوي): ج 2 ص 161 عن فوائد الأخبار عن جابر بهذا اللفظ:« من كذب بالدجّال فقد كفر، و من كذّب بالمهدي فقد كفر»؛ و مثله في عقد الدرر: ص 157 ب 7 عن فوائد الأخبار و قال:« رواه أبو القاسم السهيلي- رحمه اللّه تعالى- في شرح السيرة له»؛ و في الروض الأنف: ج 2 ص 431 أيضا مثل ما في العرف الوردي و عقد الدرر؛ و في الإشاعة أيضا ص 112 كلّهم رووه من غير ذكر علّة فيه، فلا اعتبار بما في لسان الميزان من الحكم عليه بالوضع بادّعاء غلبة ظنّه أنّه ما عرف محمّد بن الحسن و شيخه، فهل ترى أنّ ذلك يوجب الحكم الجزمي بالوضع؟! و في إرشاد المستهدي في نقل بعض الأحاديث و الآثار الواردة في شأن المهدي أيضا ذكر ما ذكره البرزنجي المتضمّن لنقل الحديث إرسال المسلّمات، و أرسله أيضا إرسال المسلّمات يحيى بن محمّد الحنبلي في فتواه المشهورة، فقال:« و أمّا من كذّب بالمهدي الموعود به فقد أخبر عليه الصلاة و السلام بكفره» كما في البرهان: ص 182؛ الفتاوي الحديثيّة: ص 37؛ العطر الوردي: ص 144 أخرجه عن فوائد الأخبار لأبي بكر الاسكافي؛ و عن شرح السيرة للسهيلي.
2- ( 2)- كمال الدين: ج 2 ص 410- 411 ب 39 ح 4؛ البحار: ج 51 ص 145 ب 6 ح 10.

و روى في كمال الدين بسند آخر(1): حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس- رضي اللّه عنه- قال: حدّثنا أبي، عن أيّوب بن نوح، عن محمّد بن سنان، عن صفوان [بن مهران]، عن الصادق جعفر بن محمّد عليهما السلام أنّه قال: من أقرّ بجميع الأئمّة و جحد المهدي كان كمن أقرّ بجميع الأنبياء و جحد محمّدا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم نبوّته، فقيل له:

يا ابن رسول اللّه! فمن المهدي من ولدك؟ قال: الخامس من ولد السابع، يغيب عنكم شخصه، و لا يحلّ لكم تسميته.

1217-(2)-

كمال الدين: حدّثنا عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس النيسابوري العطّار- رضي اللّه عنه- قال: حدّثنا علي بن محمّد بن قتيبة النيسابوري، عن حمدان بن سليمان، قال: حدّثني أحمد بن عبد اللّه بن جعفر الهمداني، عن عبد اللّه بن الفضل الهاشمي، عن هشام بن سالم، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليهم السلام، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: القائم من ولدي، اسمه اسمي، و كنيته كنيتي، و شمائله شمائلي، و سنّته سنّتي، يقيم الناس على ملّتي و شريعتي، و يدعوهم إلى كتاب ربّي عزّ و جلّ، من أطاعه فقد أطاعني، و من عصاه فقد عصاني، و من أنكره في غيبته فقد أنكرني، و من كذّبه فقد كذّبني، و من صدّقه فقد صدّقني، إلى اللّه أشكو المكذّبين لي في أمره، و الجاحدين لقولي في شأنه، و المضلّين لامّتي عن طريقته، «و سيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون».

1218-(3)-

كمال الدين: حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني- رضي اللّه عنه- قال: حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن غياث بن إبراهيم، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من أنكر القائم من ولدي فقد أنكرني.

1219-(4)-

كمال الدين: حدّثنا علي بن عبد اللّه الورّاق، قال:حدّثنا أبو الحسين محمّد بن جعفر الأسدي- رضي اللّه عنه- قال: حدّثنا موسى بن عمران النخعي، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي، عن غياث بن إبراهيم، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من أنكر القائم من ولدي في زمان غيبته [ف] مات [فقد مات] ميتة جاهليّة.

ص: 109


1- ( 1) كمال الدين: ج 2 ص 411 ب 39 ح 5؛ البحار: ج 51 ص 143 ب 6 ح 4.
2- ( 3)- كمال الدين: ج 2 ص 411 ب 39 ح 6؛ البحار: ج 51 ص 73 ب 1 ح 19.
3- ( 4)- كمال الدين: ج 2 ص 412 ب 39 ح 8؛ البحار: ج 51 ص 73 ب 1 ح 20.
4- ( 5) كمال الدين: ج 2 ص 412- 413 ب 39 ح 12؛ البحار: ج 51 ص 73 ب 1 ح 21.

و يدلّ على ذمّ إنكاره و التكذيب به الأخبار العامّة المتواترة، الدالّة على ذمّ من أنكر واحدا من الأئمّة و لم يعرف إمام زمانه.

و يدلّ عليه أيضا الأحاديث: 499، 544، 550، 561.

الفصل الثاني في فضل انتظار الفرج بظهوره عليه السلام و فيه 28 حديثا

1220-(1)-

الصحيفة السجادية: قال مولانا الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليهما السلام في دعائه في يوم عرفة: ربّ صلّ على أطائب أهل بيته، الّذين اخترتهم لأمرك، و جعلتهم خزنة علمك، و حفظة دينك، و خلفاءك في أرضك، و حججك على عبادك، و طهّرتهم من الرجس و الدنس تطهيرا بإرادتك، و جعلتهم الوسيلة إليك، و المسلك إلى جنّتك، ربّ صلّ على محمّد و آله صلاة تجزل لهم بهامن نحلك و كرامتك، و تكمل لهم بها الاشياء من عطاياك و نوافلك، و توفّر عليهم الحظّ من عوائدك و فوائدك، ربّ صلّ عليه و عليهم صلاة لا أمد في أوّلها، و لا غاية لأمدها، و لا نهاية لآخرها، ربّ صلّ عليهم زنة عرشك و ما دونه، و ملأ سماواتك و ما فوقهنّ، و عدد أرضيك و ما تحتهنّ و ما بينهنّ، صلاة تقرّبهم منك زلفى، و تكون لك و لهم رضى، و متّصلة بنظائرهنّ أبدا، اللّهمّ إنّك أيّدت دينك في كلّ أوان بإمام أقمته علما لعبادك، و منارا في بلادك، بعد أن وصلت

ص: 110


1- ( 1)- الصحيفة السجادية: من دعائه عليه السلام في يوم عرفة. قال السيّد الأجل السيّد علي خان شارح الصحيفة في شرح هذه الكلمة الشريفة« اللّهمّ و أوزع لوليّك»:« و قال بعضهم: و هو كناية عن المهدي عليه السلام». أقول: و يؤيّد ذلك ما في الدعاء المروي في« مصباح المتهجّد» و« البلد الأمين» و« جنّة الأمان» و« الاختيار» و« فلاح السائل» الّذي سنذكره في الباب الآتي. و قال في المكيال فيما يستفاد من هذا الدعاء:« السابع: أنّ المراد بالوليّ المطلق في ألسنتهم و دعواتهم هو مولانا صاحب الزمان عليه السلام، و قد مرّ في الباب الخامس ما يدلّ عليه، و يأتي ما يدلّ عليه أيضا، انتهى». و قال السيّد الشارح في شرح قوله عليه السلام:« المنتظرين أيّامهم»: و المراد بأيّامهم: دولتهم، و ملكهم، و ظهور خلافتهم، و تمكّنهم في الأرض، و عبّر عن ذلك بالأيّام لكونها ظرفا له، كما قال تعالى:\i وَ ذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ\E أي: وقائعه في الامم الخالية، و الإشارة بذلك إلى أيّام صاحب الأمر المهدي المنتظر صلوات اللّه و سلامه عليه، و إنّما أضافها إلى جميعهم لأنّ دولته دولتهم، و كلمته كلمتهم جميعا، و المنسوب إلى بعضهم منسوب إلى كلّهم كما قال تعالى:\i فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً\E قال ابن عباس: الملك في آل ابراهيم ملك يوسف و داود و سليمان عليهم السلام، و إنّما نسبه إلى عامّتهم؛ لأنّ تشريف البعض تشريف الكلّ. و قال: أيضا« في وصفه عليه السلام أولياءهم بهذين الوصفين- أعني انتظار أيّامهم و مدّ أعينهم إليهم- دلالة على أنّ ذلك من نعوتهم و فضائلهم الّتي يمدحون بها و يثابون عليها و هو كذلك ... الخ».

حبله بحبلك، و جعلته الذريعة إلى رضوانك، و افترضت طاعته، و حذّرت معصيته، و أمرت بامتثال أمره، و الانتهاء عند نهيه، ألّا يتقدّمه متقدّم، و لا يتأخّر عنه متأخّر، فهو عصمة اللائذين، و كهف المؤمنين، و عروة المتمسّكين، و بهاء العالمين، اللّهمّ فأوزع لوليّك شكر ما أنعمت به عليه، و أوزعنا مثله فيه، و آته من لدنك سلطانا نصيرا، و افتح له فتحا يسيرا، و أعنه بركنك الأعزّ، و اشدد أزره، و قوّ عضده، و راعه بعينك، و احمه بحفظك، و انصره بملائكتك، و امدده بجندك الأغلب، و أقم به كتابك و حدودك و شرائعك و سنن رسولك، صلواتك اللّهم عليه و آله، و أحي به ما أماته الظالمون من معالم دينك، و اجل به صدأ الجور عن طريقتك، و أبن به الضراء من سبيلك، و أزل به الناكبين عن صراطك، و امحق به بغاة قصدك عوجا، و ألن جانبه لأوليائك، و ابسط يده على أعدائك، وهب لنا رأفته و رحمته و تعطّفه و تحنّنه، و اجعلنا له سامعين مطيعين، و في رضاه ساعين، و إلى نصرته و المدافعة عنه مكنفين، و إليك و إلى رسولك صلواتك اللّهم عليه و آله بذلك متقرّبين، اللّهم و صلّ على أوليائهم، المعترفين بمقامهم، المتّبعين منهجهم، المقتفين آثارهم، المستمسكين بعروتهم، المتمسّكين بولايتهم، المؤتمّين بإمامتهم، المسلمين لأمرهم، المجتهدين في طاعتهم، المنتظرين أيّامهم، المادّين إليهم أعينهم، الصلوات المباركات الزاكيات الناميات الغاديات الرائحات، و سلّم عليهم و على أرواحهم، و اجمع على التقوى أمرهم، و أصلح لهم شئونهم، و تب عليهم إنّك أنت التوّاب الرحيم، و خير الغافرين، و اجعلنا معهم في دار السلام برحمتك، يا أرحم الراحمين.

1221-(1)-

كمال الدين: و بهذا الإسناد (يعني به: أباه و محمّد ابن الحسن، عن سعد بن عبد اللّه، و عبد اللّه بن جعفر الحميري جميعا، عن إبراهيم بن هاشم، عن محمّد بن خالد، عن محمّد بن سنان المذكورين في سند الحديث السابق على هذا) قال: قال المفضّل بن عمر: سمعت الصادق جعفر بن محمّد عليهما السلام يقول: من مات منتظرا لهذا الأمر كان كمن كان مع القائم في فسطاطه، لا بل كان كالضارب بين يدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بالسيف.

1222-(2)- المحاسن: عنه (يعني: عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي) عن ابن فضّال، عن علي بن عقبة، عن موسى النميري، عن علاء بن سيابة، قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام: من مات منكم على هذا الأمر منتظرا له كان كمن كان في فسطاط القائم عليه السلام.

ص: 111


1- ( 2)- كمال الدين: ج 2 ص 338 ب 33 ح 11؛ البحار: ج 52 ص 146 ب 22 ح 69.
2- ( 3)- المحاسن: كتاب الصفوة و النور ص 173 ح 147 ب 38؛ كمال الدين: ج 2 ص 644 ب 55 ح 1؛ البحار: ج 52 ص 125 ب 22 ح 15.

1223-(1)-

المحاسن: عنه بسنده عن عبد الحميد الواسطي (في حديث عن أبي جعفر عليه السلام): رحم اللّه عبدا حبس نفسه علينا، رحم اللّه عبدا أحيى أمرنا، قال: فقلت: فإن متّ قبل أن ادرك القائم؟

فقال: القائل منكم: إن أدركت القائم من آل محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم نصرته، كالمقارع معه بسيفه، و الشهيد معه له شهادتان.

1224-(2)-

كمال الدين: و بهذا الإسناد (يعني: المظفّر بن جعفر بن المظفّر العلوي السمرقندي، عن جعفر بن محمّد بن مسعود) عن محمّد بن مسعود، عن جعفر بن معروف، قال: أخبرني محمّد بن الحسين، عن جعفر بن بشير، عن موسى بن بكر الواسطي، عن أبي الحسن، عن آبائه عليهم السلام: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: أفضل أعمال أمّتي انتظار الفرج من اللّه عزّ و جلّ.

1225-(3)-

كمال الدين: و بهذا الإسناد (يعني: الإسناد المذكور في الخبر الّذي أخرجناه قبل هذا الحديث) عن محمّد بن مسعود، قال:

حدّثني أبو صالح خلف بن حمّاد الكشّي، قال: حدّثنا سهل بن زياد، قال: حدّثني محمّد بن الحسين، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، قال:قال الرضا عليه السلام: ما أحسن الصبر و انتظار الفرج! أ ما سمعت قول اللّه عزّ و جلّ: وَ ارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ (4)، فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ*(5) فعليكم بالصبر فإنّه إنّما يجي ء الفرج على اليأس، فقد كان الّذين من قبلكم أصبر منكم.

ص: 112


1- ( 4)- المحاسن: كتاب الصفوة و النور ص 173 ح 148 ب 38؛ كمال الدين: ج 2 ص 644 ب 55 ح 2 و فيه:« كالمقارع بين يديه بسيفه، لا بل كالشهيد معه»، و ليس فيه: « و الشهيد معه له شهادتان»؛ البحار: ج 52 ص 126 ب 22 ح 16.
2- ( 5)- كمال الدين: ج 2 ص 644 ب 55 ح 3؛ البحار: ج 52 ص 128 ب 22 ح 21؛ و في العيون: ج 2 ص 36 ب 31 ح 87 بسنده عنه عليه السلام:« أفضل أعمال أمّتي انتظار فرج اللّه».
3- ( 6)- كمال الدين: ج 2 ص 645 ب 55 ح 5؛ تفسير العيّاشي: ج 2 ص 20 ح 52 نحوه مختصرا؛ نور الثقلين: ج 2 ص 393 ح 2؛ تفسير الصافي: ج 2 ص 470 من تفسير الآية 93 من سورة هود مختصرا؛ البحار: ج 52 ص 129 ب 22 ح 23؛ تفسير البرهان: ج 2 ص 232 ح 5 تفسير الآية 85 من سورة هود، و ص 23 من تفسير سورة الأعراف الآية 71 ح 1.
4- ( 1) هود: 93.
5- ( 2) الأعراف: 71؛ يونس: 20.

1226-(1)-

كمال الدين: و بهذا الإسناد (أي المظفّر، عن جعفر) عن محمّد بن عبد الحميد، عن محمّد بن الفضيل، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، قال: سألته عن الفرج، قال: إنّ اللّه عزّ و جلّ يقول:

فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ*.

1227-(2)-

كمال الدين: حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد ابن الوليد- رضي اللّه عنه- قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن القاسم بن يحيى، عن جدّه الحسن بن راشد، عن أبي بصير و محمّد بن مسلم، عن أبي عبد اللّه، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليهم السلام قال: المنتظر لأمرنا كالمتشحّط بدمه في سبيل اللّه.

1228-(3)-

الكافي: الحسين بن محمّد الأشعري، عن معلّى بن محمّد، عن علي بن مرداس، عن صفوان بن يحيى و الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن عمّار الساباطي، قال:

قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام: أيّما أفضل، العبادة في السرّ مع الإمام منكم المستتر في دولة الباطل، أو العبادة في ظهور الحقّ و دولته مع الإمام منكم الظاهر؟ فقال: يا عمّار! الصدقة في السرّ و اللّه أفضل من الصدقة في العلانية، و كذلك و اللّه عبادتكم في السرّ مع إمامكم المستتر في دولة الباطل، و تخوّفكم من عدوّكم في دولة الباطل و حال الهدنة أفضل ممّن يعبد اللّه عزّ و جلّ ذكره في ظهور الحقّ مع إمام الحقّ الظاهر في دولة الحقّ، و ليست العبادة مع الخوف في دولة الباطل مثل العبادة و الأمن في دولة الحقّ، و اعلموا أنّ من صلّى منكم اليوم صلاة فريضة في جماعة مستتر بها من عدوّه فيوقتها فأتمّها، كتب اللّه له خمسين صلاة فريضة في جماعة، و من صلّى منكم صلاة فريضة وحده مستترا بها من عدوّه في وقتها فأتمّها، كتب اللّه عزّ و جلّ بها له خمسا و عشرين صلاة فريضة وحدانيّة، و من صلّى منكم صلاة نافلة لوقتها فأتمّها، كتب اللّه له بها عشر صلوات نوافل، و من عمل منكم حسنة كتب اللّه عزّ و جلّ له بها عشرين حسنة، و يضاعف اللّه عزّ و جلّ حسنات المؤمن منكم إذا أحسن أعماله، و دان بالتقيّة على دينه و إمامه و نفسه، و أمسك من لسانه أضعافا مضاعفة، إنّ اللّه عزّ و جلّ كريم.

ص: 113


1- ( 7)- كمال الدين: ج 2 ص 645 ب 55 ح 4؛ تفسير البرهان: ج 2 ص 205 ح 1 تفسير الآية 102 و ص 181 ح 3 تفسير الآية 20 من سورة يونس؛ البحار: ج 52 ص 128 ب 22 ح 22؛ تفسير العيّاشي: ج 2 ص 138 ح 50؛ تفسير الصافي: ج 2 ص 428 تفسير الآية 102 من سورة يونس.
2- ( 8)- كمال الدين: ج 2 ص 465 ب 55 ح 6.
3- ( 9)- الكافي: ج 1 ص 333- 335 كتاب الحجّة ب نادر في حال الغيبة ح 2؛ كمال الدين: ج 2 ص 645- 647 ب 55 ح 7؛ البحار: ج 52 ص 127 ب 22 ح 20.

قلت: جعلت فداك، قد و اللّه رغّبتني في العمل، و حثثتني عليه، و لكن احبّ أن أعلم كيف صرنا نحن اليوم أفضل أعمالا من أصحاب الإمام الظاهر منكم في دولة الحقّ و نحن على دين واحد؟ فقال: إنّكم سبقتموهم إلى الدخول في دين اللّه عزّ و جلّ، و إلى الصلاة و الصوم و الحجّ، و إلى كلّ خير وفقه، و إلى عبادة اللّه عزّ ذكره سرّا من عدوّكم مع إمامكم المستتر، مطيعين له، صابرين معه، منتظرين لدولة الحقّ، خائفين على إمامكم و أنفسكم من الملوك الظّلمة، تنظرون إلى حقّ إمامكم و حقوقكم في أيدي الظّلمة، قد منعوكم ذلك، و اضطرّوكم إلى حرث الدنيا و طلب المعاش مع الصبر على دينكم و عبادتكم و طاعة إمامكم و الخوف مع عدوّكم، فبذلك ضاعف اللّه عزّ و جلّ لكم الأعمال، فهنيئا لكم.

قلت: جعلت فداك، فما ترى إذا أن نكون من أصحاب القائم و يظهر الحقّ و نحن اليوم في إمامتك و طاعتك أفضل أعمالا من أصحاب دولة الحقّ و العدل؟ فقال: سبحان اللّه! أ ما تحبّون أن يظهر اللّه تبارك و تعالى الحقّ و العدل في البلاد، و يجمع اللّه الكلمة، و يؤلّف اللّه بين قلوب مختلفة، و لا يعصون اللّه عزّ و جلّ في أرضه، و تقام حدوده في خلقه، و يردّ اللّه الحقّ إلى أهله فيظهر، حتّى لا يستخفى بشي ء من الحقّ، مخافة أحد من الخلق؟ أما و اللّه يا عمّار! لا يموت منكم ميّت على الحال الّتي أنتم عليها إلّا كان أفضل عند اللّه من كثير من شهداء بدر و احد، فأبشروا.

1229-(1)-

غيبة النعماني: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة، قال: حدّثنا أحمد بن يوسف بن يعقوب الجعفي أبو الحسن، قال: حدّثنا إسماعيل بن مهران، قال: حدّثنا الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه و وهيب بن حفص، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه عليه السلام أنّه قال ذات يوم: أ لا اخبركم بما لا يقبل اللّه عزّ و جلّ من العباد عملا إلّا به؟ فقلت: بلى، فقال: شهادة أن لا إله إلّا اللّه، و أنّ محمّداصلّى اللّه عليه و آله عبده [و رسوله]، و الإقرار بما أمر اللّه، و الولاية لنا، و البراءة من أعدائنا (يعني: الأئمّة خاصّة)، و التسليم لهم، و الورع، و الاجتهاد، و الطمأنينة، و الانتظار للقائم عليه السلام. ثمّ قال:

إنّ لنا دولة يجي ء اللّه بها إذا شاء. ثمّ قال: من سرّه أن يكون من أصحاب القائم فلينتظر، و ليعمل بالورع و محاسن الأخلاق و هو منتظر، فإن مات و قام القائم بعده كان له من الأجر مثل أجر من أدركه، فجدّوا و انتظروا، هنيئا لكم أيّتها العصابة المرحومة.

ص: 114


1- ( 10)- غيبة النعماني: ص 200 ب 11 ح 16؛ البحار: ج 52 ص 140 ب 22 ح 50؛ إثبات الهداة: ج 7 ص 73 ب 32 ح 488 و فيه:« عن أبيه و وهب» بدل« و وهيب».

1230-(1)-

الخصال: حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان، قال:

حدّثنا أحمد بن يحيى بن زكريّا القطّان [قال: حدّثنا بكر بن عبد اللّه ابن حبيب] قال: حدّثنا تميم بن بهلول، قال: حدّثني عبد اللّه بن أبي الهذيل: و سألته عن الإمامة فيمن تجب؟ و ما علامة من تجب له الإمامة؟

فقال: إنّ الدليل على ذلك، و الحجّة على المؤمنين، و القائم بامور المسلمين، و الناطق بالقرآن، و العالم بالأحكام، أخو نبيّ اللّه، و خليفته على امّته، و وصيّه عليهم، و وليّه الّذي كان منه بمنزلة هارون من موسى، المفروض الطاعة بقول اللّه عزّ و جلّ: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (2)، الموصوف بقوله: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (3)، المدعوّ إليه بالولاية، المثبت له الإمامة يوم غدير خمّ بقول الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عن اللّه عزّ و جلّ: أ لست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلى، قال: فمن كنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهمّ وال من والاه، و عاد من عاداه، و انصر من نصره، و اخذل من خذله، و أعن من أعانه، علي بن أبي طالب عليه السلام أمير المؤمنين، و إمام المتّقين، و قائد الغرّ المحجّلين، و أفضل الوصيّين، و خير الخلق أجمعين بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و بعده الحسن بن علي، ثمّ الحسين سبطا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و ابنا خير النسوان أجمعين، ثمّ علي بن الحسين، ثمّ محمّد بن علي، ثمّ جعفر بن محمّد، ثمّ موسى بن جعفر، ثمّ علي بن موسى، ثمّ محمّد بن علي، ثمّ علي بن محمد، ثمّ الحسن بن علي، ثمّ ابن الحسن عليهم السلام إلى يومنا هذا، واحدا بعد واحد، و هم عترة الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، المعروفون بالوصيّة و الإمامة، و لا تخلو الأرض من حجّة منهم في كلّ عصر و زمان، و في كلّ وقت و أوان، و هم العروة الوثقى، و أئمّة الهدى، و الحجّة على أهل الدنيا، إلى أن يرث اللّه الأرض و من عليها، و كلّ من خالفهم ضالّمضلّ، تارك للحقّ و الهدى، و هم المعبّرون عن القرآن، و الناطقون عن الرسول، و من مات لا يعرفهم مات ميتة جاهليّة، و دينهم الورع، و

ص: 115


1- ( 11)- الخصال: ج 2 ص 478- 479 ح 46؛ البحار: ج 36 ص 396- 397 ب 46 ح 2؛ كمال الدين: ج 2 ص 336- 337 ب 33 ح 9؛ عيون اخبار الرضا عليه السلام: ص 44- 45 ح 20.
2- ( 1) النساء: 59.
3- ( 2) المائدة: 55.

العفّة، و الصدق، و الصلاح، و الاجتهاد، و أداء الأمانة إلى البرّ و الفاجر، و طول السجود، و قيام الليل، و اجتناب المحارم، و انتظار الفرج بالصبر، و حسن الصحبة، و حسن الجوار.

ثمّ قال تميم بن بهلول: حدّثني أبو معاوية، عن الأعمش، عن جعفر بن محمّد عليهما السلام في الإمامة مثله سواء.

1231-(1)-

الخصال: في حديث الأربعمائة الّذي علّم فيه أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه في مجلس واحد أربعمائة باب ممّا يصلح للمسلم في دينه و دنياه، قال أمير المؤمنين عليه السلام: انتظروا الفرج، و لا تيأسوا من روح اللّه، فإنّ أحبّ الأعمال إلى اللّه عزّ و جلّ انتظار الفرج ما دام عليه العبد المؤمن ... إلى أن قال بعد كلام طويل كثير من هذا الحديث الشريف: ذكرنا أهل البيت شفاء من العلل و الأسقام و وسواس الريب [و وسواس الصدور]، و جهتنا رضى الربّ عزّ و جلّ، و الآخذ بأمرنا معنا غدا في حظيرة القدس، و المنتظر لأمرنا كالمتشحّط بدمه في سبيل اللّه.

1232-(2)-

المحاسن: عنه، عن السندي، عن جدّه، قال: قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام: ما تقول في من مات على هذا الأمر منتظرا له؟ قال عليه السلام: هو بمنزلة من كان مع القائم عليه السلام في فسطاطه.

ثمّ سكت هنيئة ثمّ قال: هو كمن كان مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

1233-(3)-

المحاسن: عنه، عن علي بن النعمان، قال: حدّثني إسحاق بن عمّار و غيره، عن الفيض بن المختار، قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: من مات منكم و هو منتظر لهذا الأمر كمن هو مع القائم في فسطاطه، [قال:] ثمّ مكث هنيئة، ثمّ قال: لا بل كمن قارع معه بسيفه، ثمّ قال: لا و اللّه إلّا كمن استشهد مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

1234-(4)- الكافي: الحسين بن علي العلوي، عن سهل بن جمهور، عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني، عن الحسن بن الحسين العرني، عن علي بن هاشم، عن أبيه، عن أبي جعفر عليه السلام قال: ما ضرّ من مات منتظرا لأمرنا ألا يموت في وسط فسطاط المهدي و عسكره.

ص: 116


1- ( 12)- الخصال: ج 2 ص 616 و 625 حديث أربعمائة: ص ح 10؛ تحف العقول: ص 106- 125 وصايا أمير المؤمنين( آدابه عليه السلام لاصحابه و هي أربعمائة باب للدين و الدنيا)؛ البحار: ج 52 ص 123 ب 22 ح 7 ملخّصا.
2- ( 13)- المحاسن: كتاب الصفوة و النور و الرحمة ص 173 ب 38 ح 146؛ البحار: ج 52 ص 125 ب 22 ح 14.
3- ( 14)- المحاسن: كتاب الصفوة و النور و الرحمة ص 174 ب 38 ح 151؛ البحار: ج 52 ص 126 ب 22 ح 18.
4- ( 15)- الكافي: ج 1 ص 372 ب أنّه من عرف إمامه ... ح 6؛ الوافي: ج 2 ص 436 ب 49 ح 953- 5؛ مرآة العقول: ج 4 ص 190 ح 6 باب من عرف إمامه لم يضرّه تقدّم هذا الأمر أو تأخّر.

1235-(1)-

الكافي: عنه، عن أبي الجارود، قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: يا ابن رسول اللّه! هل تعرف مودّتي لكم، و انقطاعي إليكم، و موالاتي إيّاكم؟ قال: فقال: نعم، قال: فقلت: فإنّي أسألك مسألة تجيبني فيها، فإنّي مكفوف البصر، قليل المشي، و لا أستطيع زيارتكم كلّ حين، قال: هات حاجتك، قلت: أخبرني بدينك الّذي تدين اللّه عزّ و جلّ به أنت و أهل بيتك لأدين اللّه عزّ و جلّ به، قال: إن كنت أقصرت الخطبة فقد أعظمت المسألة، و اللّه لاعطينّك ديني و دين آبائي الّذي ندين اللّه عزّ و جلّ به: شهادة أن لا إله إلّا اللّه، و أنّ محمّدا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و الإقرار بما جاء به من عند اللّه، و الولاية لوليّنا، و البراءة من عدوّنا، و التسليم لأمرنا، و انتظار قائمنا، و الاجتهاد، و الورع.

1236-(2)-

فرائد السمطين: و بهذا الإسناد (يعني: الإسناد المتقدّم في الحديث السابق) عن أمير المؤمنين عليه السلام و الإكرام قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أفضل العبادة انتظار الفرج.

1237-(3)-

مجمع البيان: و عن الحرث بن المغيرة قال: كنّا عند أبي جعفر عليه السلام، فقال: العارف منكم هذا الأمر، المنتظر له، المحتسب فيه الخير، كمن جاهد و اللّه مع قائم آل محمّد عليهمالسلام بسيفه، ثمّ قال: بل و اللّه كمن جاهد مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بسيفه، ثمّ قال الثالثة: بل و اللّه كمن استشهد مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في فسطاطه، و فيكم آية من كتاب اللّه، قلت: و أيّ آية جعلت فداك؟ قال: قول اللّه عزّ و جلّ: وَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَ رُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَ الشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ (4)، ثمّ قال: صرتم و اللّه صادقين شهداء عند ربّكم.

ص: 117


1- ( 16)- الكافي: ج 2 ص 21- 22 ب 13 ح 10؛ الوافي: ج 4 ص 93- 94 ب 6 ح 1702- 10.
2- ( 17)- فرائد السمطين: ج 2 ص 335؛ ينابيع المودّة: ص 494 ب 94 و زاد في آخره:« أي انتظار الفرج بظهور المهدي سلام اللّه عليه»؛ الجامع الصغير: ج 1 ص 50؛ سنن الترمذي: ج 5 ص 565 ب 116 ح 3571؛ الشهاب و شرحه ترك الإطناب ...: ح 835؛ كمال الدين: ج 1 ص 287 ب 25 ح 6 بإسناده عن صالح بن عقبة عن أبيه عن أبي جعفر محمّد بن علي الباقر عن أبيه عن جدّه عن أمير المؤمنين عليهم السلام عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم؛ البحار: ج 52 ص 125 ب 22 ح 11.
3- ( 18)- مجمع البيان: ج 9 ص 238 و الظاهر أنّه رواه عن العيّاشي؛ تأويل الآيات الظاهرة: ص 640؛ تفسير البرهان: ج 4 ص 292- 293 ح 8 تفسير الآية 19 من سورة الحديد؛ تفسير نور الثقلين: ج 5 ص 244 ح 75 تفسير الآية 19 من سورة الحديد؛ تفسير الصافي: ج 5 ص 136 تفسير الآية 19 من سورة الحديد.
4- ( 1) الحديد: 19.

1238-(1)-

تأويل الآيات الظاهرة: عن صاحب كتاب «البشارات» مرفوعا إلى الحسين بن أبي حمزة، عن أبيه، قال: قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام: جعلت فداك، قد كبر سنّي، و دقّ عظمي، و اقترب أجلي، و قد خفت أن يدركني قبل هذا الأمر الموت، قال: فقال لي: يا أبا حمزة! أ و ما ترى الشهيد إلّا من قتل؟ قلت: نعم جعلت فداك، فقال لي: يا أبا حمزة! من آمن بنا، و صدّق حديثنا، و انتظر [أمر] نا كان كمن قتل تحت راية القائم، بل و اللّه تحت راية رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

1239-(2)-

تفسير العيّاشي: عن محمّد بن الفضيل، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، قال: سألته عن شي ء في الفرج، فقال:

أ و ليس تعلم أنّ انتظار الفرج من الفرج؟ إنّ اللّه يقول: فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ*.

و في غيبة الشيخ: عنه (يعني: الفضل) عن ابن أسباط، عن الحسن بن الجهم، قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن شي ء من الفرج، قال: أ و لست تعلم أنّ انتظار الفرج من الفرج؟ قلت: لا أدري إلّا أن تعلّمني، فقال: نعم، انتظار الفرج من الفرج (3).

1240-(4)-

كمال الدين: حدّثنا المظفّر بن جعفر بن المظفّر العلوي السمرقندي- رضي اللّه عنه- قال: حدّثنا محمّد بن جعفر بن مسعود و حيدر بن محمّد بن نعيم السمرقندي جميعا، عن محمّد بن مسعود، قال:

ص: 118


1- ( 19)- تأويل الآيات الظاهرة: ص 640؛ تفسير البرهان: ج 4 ص 293 ح 9.
2- ( 20)- تفسير العيّاشي: ج 2 ص 138 ح 50، و رواه في ص 159 ح 2: قال سألته عن انتظار الفرج ... ثمّ قال: إنّ اللّه تبارك و تعالى يقول:\i وَ ارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ\E؛ البرهان في تفسير القرآن: ج 2 ص 205 و في ص 232 قال اللّه تعالى:\i وَ ارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ\E؛ الصافي: ج 1 ص 775 و 805؛ البحار: ج 52 ص 128 ب 22 ح 22.
3- ( 1) غيبة الشيخ: ص 459 ح 471؛ البحار: ج 52 ص 130- 131 ب 22 ح 6.
4- ( 21)- كمال الدين: ج 2 ص 357 ب 33 ح 54؛ البحار: ج 52 ص 149- 150 ب 22 ح 76؛ المحجّة: ص 69- 70. اعلم أنّ الأخبار الواردة في فضيلة الانتظار و الترغيب فيه كثيرة متواترة، و هو كيفيّة نفسانيّة ينبعث منها التهيّؤ لما ينتظره المنتظر، أو هو عبارة عن طلب إدراك ما يأتي من الأمر، كأنّه ينظر متى يكون، او ترقّب حصول أمر المنتظر و تحقّقه، و عليه يكون التهيّؤ لما ينتظر من أثره، و يتفاوت مراتبه بتفاوت مراتب محبّة المنتظر لما ينتظره، فكلّما كان الحبّ أشدّ كان التهيّؤ لما ينتظر أكمل، و كلّما قرب زمانه يصير تعلّق قلبه و اشتغال خاطره به آكد، فالمنتظر لظهور مولانا المهدي عليه السلام يتهيّأ لذلك بالورع، و الاجتهاد، و تهذيب الأخلاق، و كسب الفضائل و المعارف و الكمالات حتى يفوز بثواب المنتظرين المخلصين، بل يظهر من بعض الأحاديث أنّه لا يعدّ من أصحابه إلّا إذا كان عاملا بالورع و محاسن الأخلاق و هو منتظر، فيجب على المنتظر المؤمن ملازمة الطاعات، و الاجتناب عن السيّئات، و هذا من أعظم فوائد الانتظار، و قد ذكروا له فوائد اخرى؛ منها: أنّه يخفّف النوائب على الإنسان؛ لعلمه بأنّها في معرض التدارك، فيقوى بسببه قلبه، و يبعثه إلى الإقدام و الحركة نحو الكمال، و أن يكافح النائبات و متاعب الحياة، و أن ينظر إلى أبناء جنسه و مستقبل أمره بعين الحبّ و الرضا، فيقوم بقضاء حوائج الناس، و إصلاح امورهم، و يعين الضعفاء، و يرحم الفقراء، و يعود المرضى و يستريح به من سوء الظنّ بالحياة و مستقبل عمره و اليأس من روح اللّه، و كم فرق بين من يرى العالم يسير إلى نقطة الصلاح و الكمال و الغلبة على المشاكل، و بين من يراه سائرا نحو الظلم و الفساد. و لا يخفى عليك أنّ انتظار المهديّ عليه السلام كاشف عن بلوغ الإنسان إلى مرتبة كمال القوّة العاقلة، و عن الأريحيّة و حبّ العدل و إجراء الحدود و جريان الامور على القواعد الصحيحة و الموازين الدقيقة، و عن إخلاصه و صدقه في ادّعائه مودّة النبي و أهل بيته صلّى اللّه عليه و آله و سلّم. و ليعلم أنّ معنى الانتظار كما ظهر ممّا ذكر ليس تخلية سبيل الكفّار و الأشرار، و تسليم الامور إليهم، و المداهنة معهم، و ترك الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و الإقدامات الاصلاحية، فانه كيف يجوز إيكال الامور إلى الأشرار مع التمكن من دفعهم عن ذلك و المداهنة معهم و ترك الامر بالمعروف و النهي عن المنكر، و غيرها من المعاصي الّتي دلّ عليها العقل و النقل و إجماع المسلمين، و لم يقل أحد من العلماء و غيرهم بإسقاط التكاليف قبل ظهوره، و لا يرى منه عين و لا أثر في الأخبار؟ نعم تدلّ الآيات و الأحاديث الكثيرة على خلاف ذلك، بل تدلّ على تأكّد الواجبات و التكاليف، و الترغيب إلى مزيد الاهتمام في العمل بالوظائف الدينيّة كلّها في عصر الغيبة فهذا توهّم لا يتوهّمه إلّا من لم يكن له البصيرة و العلم بالأحاديث و الروايات.

حدّثني علي بن محمّد بن شجاع، عن محمّد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمن، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، قال: قال الصادق جعفر بن محمّد عليهما السلام في قول اللّه عزّ و جلّ: يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً يعني خروج القائم المنتظر منّا، ثمّ قال عليه السلام: يا أبا بصير! طوبى لشيعة قائمنا، المنتظرين لظهوره في غيبته، و المطيعين له في ظهوره، اولئك أولياء اللّه الّذين لا خوف عليهم و لا هم يحزنون.

و يدلّ عليه أيضا الأحاديث: 113، 557، 570، 610.

الفصل الثالث في بعض تكاليف رعيّته و شيعته بالنسبة إليه و فيه 60 حديثا

1241-(1)-

الكافي: علي بن إبراهيم، عن الحسن بن موسى الخشّاب، عن عبد اللّه بن موسى، عن عبد اللّه بن بكير، عن زرارة، قال:

سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: إنّ للغلام غيبة قبل أن يقوم، قال:

ص: 119


1- ( 1)- الكافي: ج 1 ص 337 ب 138 ح 5، و رواه بسند آخر و متن أقصر: ج 1 ص 342 ب 138 ح 29؛ كمال الدين: ج 2 ص 342- 343 ب 33 ح 24 بثلاثة أسانيد؛ مرآة العقول: ج 4 ص 39- 41 ح 5، و راجع فيه إن شئت شرح الحديث، و لنا في شرح الدعاء المذكور فيه رسالة طبعت غير مرّة، و حديثه الآخر: ص 59- 60 ح 29 مع شرحه و بيان اشتماله على الإعجاز بوجوه شتّى فراجعه. الوافي: ج 2 ص 406- 407 ب 46 ح 909- 3 و 910- 4 مع شرح للحديث و الدعاء؛ غيبة النعماني: ص 166- 167 ب 10 ح 6 بأسانيد ثلاثة، واحد منها عن محمّد بن همّام و اثنان منها عن الكليني؛ جمال الاسبوع: ص 520- 521.

قلت: و لم؟ قال: يخاف، و أومأ بيده إلى بطنه، ثمّ قال: يا زرارة! و هو المنتظر، و هو الّذي يشكّ في ولادته، منهم من يقول: مات أبوه بلا خلف، و منهم من يقول: حمل، و منهم من يقول: إنّه ولد قبل موت أبيه بسنتين، و هو المنتظر، غير أنّ اللّه عزّ و جلّ يحبّ أن يمتحن الشيعة، فعند ذلك يرتاب المبطلون يا زرارة! [قال: قلت: جعلت فداك، إن أدركت ذلك الزمان أي شي ء أعمل؟ قال: يا زرارة] إذا أدركت هذا الزمان فادع بهذا الدعاء: «اللّهمّ عرّفني نفسك، فإنّك إن لم تعرّفني نفسك لم أعرف نبيّك، اللّهم عرّفني رسولك فإنّك إن لم تعرّفني رسولك لم أعرف حجّتك، اللّهم عرّفني حجّتك فإنّك إن لم تعرّفني حجّتك ضللت عن ديني»، ثمّ قال: يا زرارة! لا بدّ من قتل غلام بالمدينة، قلت: جعلت فداك، أ ليس يقتله جيش السفياني؟ قال: لا، و لكن يقتله جيش آل بني فلان يجي ء حتّى يدخل المدينة، فيأخذ الغلام فيقتله، فإذا قتله بغيا و عدوانا و ظلما لا يمهلون، فعند ذلك توقّع الفرج إن شاء اللّه (1).

ص: 120


1- ( 1) ذكر في كتاب مكيال المكارم في الباب الثامن من تكاليف العباد بالنسبة إليه عليه السلام ثمانين أمرا، و أشبع الكلام في كل واحد من هذه الامور بما لا مزيد عليه. و نحن نشير الى ذكر بعضها بالإيجاز و الاختصار، و على من يطلب التفصيل الرجوع الى الكتاب المذكور. فمنها: تحصيل معرفة صفاته و آدابه و خصائص جنابه و المحتومات من علائم ظهوره. و منها: رعاية الأدب بالنسبة الى ذكره بأن لا يذكره إلّا بالألقاب الشريفة؛ كالحجّة و القائم و المهدي و صاحب الزمان و صاحب الأمر و غيرها، و ترك التصريح باسمه الشريف و هو اسم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و ذكر اختلاف الأصحاب في حكم تسميته، و ذكر الأخبار الكثيرة الظاهرة في حرمة التسمية، و بعض الأخبار التي تمسّك بها القائل بالجواز، و ليس لنا هنا مجال البحث عن ذلك، و نترك البحث عنه الى الرسالة الّتي أردنا تصنيفها في هذا الموضوع إن شاء اللّه تعالى، و نقول: ليس بناكب عن الصراط من سلك مسلك الاحتياط، فالأحوط ترك التصريح باسمه الشريف في المجامع و المحافل. و منها: محبّته بالخصوص و تحبيبه الى الناس، و انتظار فرجه و ظهوره، و إظهار الشوق إلى لقائه، و ذكر فضائله و مناقبه، و الحزن لفراقه، و الحضور و الجلوس في المجالس التي تذكر فيها فضائله و مناقبه و ما يتعلّق به، و إقامة تلك المجالس، و نشر فضائله و بذل المال في ذلك، لأنّها ترويج لدين اللّه و تعظيم شعائره، و إنشاء الشعر و إنشاده في مدحه، و البكاء و الإبكاء و التباكي على فراقه، و التسليم و ترك الاستعجال، و التصدّق عنه بنيابته، و بقصد سلامته، و الحجّ بنيابته و بعث النائب ليحجّ عنه، و طواف بيت اللّه الحرام و بعث النائب ليطوف عنه، و زيارة مشاهد الرسول و الأئمّة عليهم السلام نيابة عنه و بعث النائب ليزور عنه، و السعي في خدمته، و تجديد البيعة له بعد كلّ فريضة من الفرائض اليوميّة أو في كلّ يوم جمعة، و يستحبّ تجديدها بعد كلّ فريضة، بما روي عن الصادق عليه السلام كما عن صلاة البحار عن كتاب الاختيار، و من الأدعية المأثورة في ذلك ما في كتب الدعوات بأسانيد متّصلة الى مولانا الصادق عليه السلام قال:« من دعا بهذا الدعاء أربعين صباحا كان من أنصار القائم عليه السلام، و أوّله بسم اللّه الرحمن الرحيم اللّهم ربّ النور العظيم ... الخ». و منها: صلة الصالحين من شيعته و مواليه بالمال، و إدخال السرور على المؤمنين، فإنّه يوجب سروره. و منها: زيارته بالتوجّه إليه، و التسليم عليه، و الصلاة عليه، و التوسّل و الاستشفاع به الى اللّه عزّ و جلّ، و الاستغاثة به، و عرض الحاجة عليه. و منها: دعوة الناس إليه و دلالتهم عليه، و مراقبة حقوقه و المواظبة على أدائها، و تهذيب النفس من الصفات الخبيثة، و تحليتها بالأخلاق الحميدة، و تعظيم من يتقرّب به و ينتسب إليه بقرابة جسمانية أو روحانية، كالسادات و العلماء و المؤمنين، و تعظيم مواقفه و مشاهده، كمسجد السهلة و المسجد الأعظم بالكوفة و غيرهما. و منها: ترك التوقيت، و تكذيب الموقّتين، و تكذيب من ادعى النيابة الخاصّة و الوكالة في زمان الغيبة الكبرى، و طلب الفوز بلقائه و الدعاء لذلك، و الاقتداء به في الأعمال و الأخلاق، و زياره قبر سيد الشهداء عليه السلام، لأنّها صلة صاحب الزمان، و هكذا زيارة النبي و سائر الأئمّة. و منها: أداء حقوق الإخوان. و غير ذلك ممّا هو مذكور في الكتاب المذكور و غيره، و قد أثبت تأكّد رجحان هذه الأعمال بل وجوب بعضها بروايات كثيرة ذكرها في الكتاب المذكور، رحمة اللّه تعالى على مؤلّفه و على جميع علمائنا العاملين.

1242-(1)- كمال الدين: حدّثنا أبو محمّد الحسين بن أحمد المكتّب، قال: حدّثنا أبو علي بن همّام بهذا الدعاء، و ذكر أنّ الشيخ العمري- قدس اللّه روحه- أملاه عليه، و أمره أن يدعو به، و هو الدعاءفي غيبة القائم عليه السلام: «اللّهمّ عرّفني نفسك فإنّك إن لم تعرّفني نفسك لم أعرف نبيّك (2)،

اللّهمّ عرّفني نبيّك فإنّك إن لم تعرّفني نبيّك لم أعرف حجّتك، اللّهمّ عرّفني حجّتك فإنّك إن لم تعرّفني حجّتك ضللت عن ديني، اللّهمّ لا تمتني ميتة جاهليّة، و لا تزغ قلبي بعد إذ هديتني، اللّهمّ فكما هديتني بولاية من فرضت طاعته عليّ من ولاة أمرك بعد رسولك صلواتك عليه و آله حتّى واليت ولاة أمرك أمير المؤمنين و الحسن و الحسين و عليّا و محمّدا و جعفرا و موسى و عليّا و محمّدا و عليّا و الحسن و الحجّة القائم المهدي صلوات اللّه عليهم أجمعين، اللّهم فثبّتني على دينك، و استعملني بطاعتك، و ليّن قلبي لوليّ أمرك، و عافني ممّا امتحنت به خلقك، و ثبّتني على طاعة وليّ أمرك الّذي سترته عن خلقك، فبإذنك غاب عن بريّتك، و أمرك ينتظر، و أنت العالم غير معلّم بالوقت الّذي فيه صلاح أمر وليّك في الإذن له بإظهار أمره و كشف ستره، فصبّرني على ذلك حتّى لا احبّ تعجيل ما أخّرت و لا تأخير ما عجّلت، و لا أكشف عمّا سترته، و لا أبحث عمّا كتمته، و لا انازعك في تدبيرك، و لا أقول: لم، و

ص: 121


1- ( 2)- كمال الدين: ج 2 ص 512- 515 ب 54 ح 43؛ مصباح المتهجّد: ص 369 قال: أخبرنا جماعة عن أبي محمد هارون بن موسى التلّعكبريّ أنّ أبا علي محمّد بن همّام أخبره بهذا الدعاء( الحديث و الدعاء)؛ جمال الاسبوع: ص 521- 529، بسنده و قال:« إذا كان لك عذر عن جميع ما ذكرناه من تعقيب العصر يوم الجمعة فإيّاك أن تهمل الدعاء به، فإنّنا عرفنا ذلك من فضل اللّه جلّ جلاله الّذي خصّنا به، فاعتمد عليه».
2- ( 1) في بعض النسخ:« رسولك»، و كذا ما يأتي.

كيف، و ما بال وليّ الأمر(1) لا يظهر و قد امتلأت الأرض من الجور؟ و افوّض امورى كلّها إليك، اللّهم إنّي أسألك أن تريني وليّ أمرك ظاهرا نافذا لأمرك مع علمي بأنّ لك السلطان و القدرة و البرهان و الحجّة و المشيئة و الإرادة و الحول و القوّة، فافعل ذلك بي و بجميع المؤمنين حتّى ننظر إلى وليّك صلواتك عليه و آله ظاهر المقالة، واضح الدلالة، هاديا من الضلالة، شافيا من الجهالة، أبرز يا ربّ مشاهده، و ثبّت قواعده، و اجعلنا ممّن تقرّ عينه برؤيته، و أقمنا بخدمته، و توفّنا على ملّته، و احشرنا في زمرته، اللّهمّ أعذه من شرّ جميع ما خلقت و برأت و ذرأت و أنشأت و صوّرت، و احفظه من بين يديه و من خلفه و عن يمينه و عن شماله و من فوقه و من تحته بحفظك الّذي لا يضيع من حفظته به، و احفظ فيه رسولك و وصيّ رسولك، اللهمّ و مدّ في عمره، و زد في أجله، و أعنه على ما أوليته و استرعيته، و زد في كرامتك له، فإنّه الهادي و المهتدي، و القائم المهدي، الطاهر التقيّ النقي، الزكي الرضي المرضي، الصابر المجتهد الشكور، اللّهمّ و لا تسلبنا اليقين لطول الأمد في غيبته و انقطاع خبره عنّا، و لا تنسنا ذكره و انتظاره و الإيمان و قوّة اليقين في ظهوره و الدّعاء له و الصلاة عليه، حتّى لا يقنّطنا طول غيبته من ظهوره و قيامه، و يكون يقيننا في ذلك كيقيننا في قيام رسولك صلواتك عليه و آله، و ما جاء به من وحيك و تنزيلك، و قوّ قلوبنا على الايمان به، حتّى تسلك بنا على يده منهاج الهدى و الحجّة العظمى و الطريقة الوسطى، و قوّنا على طاعته و ثبّتنا علىمتابعته (2)،

و اجعلنا في حزبه و أعوانه و أنصاره، و الراضين بفعله (3)،

و لا تسلبنا ذلك في حياتنا و لا عند وفاتنا، حتّى تتوفّانا و نحن على ذلك غير شاكّين، و لا ناكثين و لا مرتابين و لا مكذّبين، اللّهمّ عجّل فرجه، و أيّده بالنصر، و انصر ناصريه، و اخذل خاذليه، و دمّر على من (4)

نصب له و كذّب به، و أظهر به الحقّ، و أمت به الباطل (5)،

و استنقذ به عبادك المؤمنين من الذلّ، و انعش به البلاد(6)،

و اقتل به جبابرة الكفر، و اقصم به رءوس الضلالة و ذلّل به الجبّارين و الكافرين، و أبر(7)

به المنافقين و الناكثين و جميع المخالفين و الملحدين في مشارق الأرض و مغاربها، و برّها و بحرها، و سهلها و جبلها، حتّى لا تدع منهم ديّارا، و لا تبقي لهم آثارا، و تطهّر منهم بلادك، و اشف منهم صدور عبادك، و جدّد به ما امتحى

ص: 122


1- ( 2) في بعض النسخ:« ولي أمر اللّه».
2- ( 1) في بعض النسخ:« على مطايعته»، و في بعضها:« على مشايعته».
3- ( 2) في بعض النسخ:« راغبين بفعله».
4- ( 3) في بعض النسخ:« دمدم على من»، و دمدم عليه: أي أهلكه.
5- ( 1) في بعض النسخ:« به الجور».
6- ( 2) نعشه اللّه: أي رفعه، و انتعش العاثر: نهض من عثرته.
7- ( 3) أباره: أي أهلكه، و المبير: المهلك. و في بعض النسخ:« أفن».

من دينك (1)،

و أصلح به ما بدّل من حكمك، و غيّر من سنّتك، حتّى يعود دينك به و على يديه غضّا(2)

جديدا صحيحا لا عوج فيه و لا بدعة معه، حتّى تطفئ بعدله نيران الكافرين، فإنّه عبدك الّذي استخلصته لنفسك، و ارتضيته لنصرة نبيّك، و اصطفيته بعلمك، و عصمته من الذنوب و برّأته من العيوب، و أطلعته على الغيوب، و أنعمت عليه، و طهّرته من الرجس، و نقّيته من الدنس، اللّهم فصلّ عليه و على آبائه الأئمّة الطاهرين، و على شيعتهم المنتجبين، و بلّغهم من آمالهم أفضل ما يأملون، و اجعل ذلك منّا خالصا من كلّ شكّ و شبهة و رياء و سمعة، حتّى لا نريد به غيرك، و لا نطلب به إلّا وجهك، اللّهم إنّا نشكو إليك فقد نبيّنا، و غيبة وليّنا، و شدّة الزمان علينا، و وقوع الفتن [بنا]، و تظاهر الأعداء [علينا]، و كثرة عدوّنا، و قلّة عددنا، اللّهمّ فافرج ذلك بفتح منك تعجّله، و نصر منك تعزّه (3)، و إمام عدل تظهره، إله الحقّ ربّ العالمين، اللّهمّ إنّا نسألك أن تأذن لوليّك في إظهار عدلك في عبادك، و قتل أعدائك في بلادك، حتّى لا تدع للجور يا ربّ دعامةإلّا قصمتها، و لا بنية إلّا أفنيتها، و لا قوّة إلّا أوهنتها، و لا ركنا إلّا هددته (4)

و لا حدّا إلّا فللته، و لا سلاحا إلّا أكللته (5)، و لا راية إلّا نكّستها، و لا شجاعا إلّا قتلته، و لا جيشا إلّا خذلته، و ارمهم يا ربّ بحجرك الدامغ، و اضربهم بسيفك القاطع، و ببأسك الّذي لا تردّه عن القوم المجرمين، و عذّب أعداءك و أعداء دينك و أعداء رسولك بيد وليّك، و أيدي عبادك المؤمنين، اللّهمّ اكف وليّك و حجّتك في أرضك هول عدوّه، و كد من كاده، و امكر من مكر به، و اجعل دائرة السوء على من أراد به سوءا، و اقطع عنه مادّتهم، و أرعب له قلوبهم، و زلزل له أقدامهم، و خذهم جهرة و بغتة، و شدّد عليهم عقابك، و أخزهم في عبادك، و العنهم في بلادك، و أسكنهم أسفل نارك، و أحط بهم أشدّ عذابك، و أصلهم نارا، و احش قبور موتاهم نارا، و أصلهم حرّ نارك، فإنّهم أضاعوا الصلاة، و اتّبعوا الشهوات، و أذلّوا عبادك، اللّهمّ و أحي بوليّك القرآن، و أرنا نوره سرمدا لا ظلمة فيه، و أحي به القلوب الميّتة، و اشف به الصدور الوغرة(6)، و اجمع به الأهواء المختلفة على الحقّ، و أقم به الحدود المعطّلة و الأحكام المهملة، حتّى لا يبقى حقّ إلّا ظهر، و لا عدل إلّا زهر، و اجعلنا يا ربّ من أعوانه، و مقوّي سلطانه (7)،

و المؤتمرين لأمره،

ص: 123


1- ( 4) أي: ما زال و ذهب منه.
2- ( 5) الغضّ: الطريّ.
3- ( 6) في بعض النسخ:« و بصبر منك تيسّره».
4- ( 1) الهدّة: الهدم و الكسر.
5- ( 2) الحدّ: السيف، و الفلّ: الكسر و الثلمة و ما يقال بالفارسية( كند شدن و كند كردن)، و الكلل- بفتح الكاف- بمعناه.
6- ( 3) الوغرة- بالتسكين-: شدّة توقّد الحرّ. و في صدره وغر أي: ضغن، و الضغن: الحقد و العداوة.
7- ( 4) في بعض النسخ:« و ممّن يقوى بسلطانه».

و الراضين بفعله، و المسلمين لأحكامه، و ممّن لا حاجة له به إلى التقيّة من خلقك، أنت يا ربّ الّذي تكشف السوء، و تجيب المضطرّ إذا دعاك، و تنجي من الكرب العظيم، فاكشف يا ربّ الضرّ عن وليّك، و اجعله خليفة في أرضك كما ضمنت له، اللّهمّ و لا تجعلني من خصماء آل محمّد، و لا تجعلني من أعداء آل محمّد، و لا تجعلني من أهل الحنق و الغيظ على آل محمّد، فإنّي أعوذ بك من ذلك فأعذني، و أستجير بك فأجرني، اللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد، و اجعلني بهم فائزا عندك في الدنيا و الآخرة، و من المقرّبين».

1243-(1)- الذريعة: حكى فيه عن مؤجّج الأحزان للمولى عبد الرضا بن محمّد الأوالي أنّه ذكر فيه أنّ دعبل الخزاعي لمّا بلغ قوله في التائية:

الى الحشر حتّى يبعث اللّه قائما *** يفرّج عنّا الهمّ و الكربات

قال من حضر مجلس الرضا عليه السلام: لمّا نطق دعبل بهذا البيت تهلّل وجه الرضا عليه السلام و طأطأ رأسه إلى الأرض، و بسط كفّيه و رمق بطرفه إلى السماء و قال: اللّهمّ عجّل فرجه، و سهّل مخرجه، و انصرنا به، و أهلك عدوّه ... إلى قوله: يا دعبل! هو قائمنا، ثم ذكر بقيّة قصيدة دعبل إلى قوله:

خروج إمام لا محالة خارج *** يقوم على اسم اللّه و البركات

قال ما لفظه: قال أبو الصلت: فلمّا سمع الإمام ذلك قام قائما على قدميه، و طأطأ رأسه منحنيا به إلى الأرض بعد أن وضع كفّه اليمنى على هامته و قال: اللّهمّ عجّل فرجه، و سهّل مخرجه، و انصرنا به نصرا عزيزا.

1244-(2)-

إلزام الناصب: (عن تنزيه الخاطر) سئل الصادق عليه السلام عن سبب القيام عند ذكر لفظ القائم من ألقاب الحجّة عليه السلام، قال: لأنّ له غيبة طولانيّة، و من شدّة الرأفة إلى أحبّته ينظرإلى كلّ من

ص: 124


1- ( 3)- الذريعة إلى تصانيف الشيعة: ج 23 ص 247 الرقم 8836. أقول: ذكر شيخنا مؤلّف الذريعة ج 21 ص 54 حديث قيام الرضا عليه السلام عند سماع لفظ القائم عليه السلام عن مشكاة الأنوار بواسطة الدمعة الساكبة؛ و رواه في تكاليف الأنام في غيبة الإمام عليه السلام: ص 240 ت 49.
2- ( 4)- إلزام الناصب: ج 1 ص 271 ث 2. أقول: ذكر المحدّث النوري- قدّس سرّه- في كتابه النجم الثاقب ما ترجمته بالعربية: هذا القيام و التعظيم خصوصا عند ذكر اللقب المخصوص سيرة تمام أبناء الشيعة في كلّ البلاد، من العرب و العجم و الترك و الهند و الديلم و غيرها، و هذا يكشف عن وجود أصل و مأخذ لهذا العمل و إن لم نطّلع عليه بعد، و لكن سمع عن عدّة من العلماء و أهل الاطلاع أنّهم رأوا حديثا في هذا الباب، ثمّ ذكر ما نقل عن العالم المتبحّر السيّد عبد اللّه سبط المحدّث الجزائري في بعض تصانيفه أنّه رأى هذه الرواية المنسوبة إلى الصادق عليه السلام( الرواية الرابعة من هذا الباب)، ثمّ قال: و عند أهل السنّة مرسومة عند ذكر اسم الرسول المبارك صلّى اللّه عليه و آله و سلّم. قال السيّد أحمد المفتي الشافعي في سيرته: قد جرت العادة بين الناس أنّهم يقومون عند ذكر وصفه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم تعظيما، و هذا أمر مستحسن؛ لأنّ فيه تعظيما للنبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، قد عمل به كثير من علماء الامّة ممّن يلزم الاقتداء بهم، ثمّ روى عن الحلبي أنّه جمع عند السبكي جمع من علماء عصره، فإذا قرأ أحد من الشعراء: قليل لمدح المصطفى الخطّ بالذهب *** على ورق من خطّ أحسن من كتب و أن تنهض الأشراف عند سماعه *** قياما صفوفا أو جثيا على الركب فإذا قاموا كلّهم تعظيما، انتهى.

يذكره بهذا اللقب المشعر بدولته و الحسرة بغربته، و من تعظيمه أن يقوم العبد الخاضع لصاحبه عند نظر المولى الجليل إليه بعينه الشريفة، فليقم و ليطلب من اللّه جلّ ذكره تعجيل فرجه.

1245-(1)- الكلم الطيّب: [قال] هذه استغاثة إلى صاحب الزمان صلوات اللّه عليه من حيث تكون، تصلّي ركعتين بالحمد و سورة، و قم مستقبل القبلة تحت السماء و قل: سلام اللّه الكامل التامّ، الشامل العامّ، و صلواته الدائمة، و بركاته القائمة التامّة، على حجّة اللّه و وليّه في أرضه و بلاده، و خليفته على خلقه و عباده، و سلالة النبوّة، و بقيّة العترة و الصفوة، صاحب الزمان، و مظهر الإيمان، و ملقّن أحكام القرآن، و مطهّر الأرض، و ناشر العدل في الطول و العرض، و الحجّة القائم المهدي الإمام المنتظر المرتضى، و ابن الأئمّة الطاهرين، الوصيّ ابن الأوصياء المرضيّين، الهادي المعصوم ابن الائمّة الهداة المعصومين، السلام عليك يا معزّ المؤمنين المستضعفين، السلام عليك يا مذلّ الكافرين المتكبّرين الظالمين، السلام عليك يا مولاي يا صاحب الزمان، السلام عليك يا ابن رسول اللّه، السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين، السلام عليك يا ابن فاطمة الزهراء سيّدة نساء العالمين، السلام عليك يا ابن الأئمّة الحجج المعصومين، و الإمام على الخلق أجمعين، السلام عليك يا مولاي سلام مخلص لك في الولاية، أشهد أنّك الإمام المهدي قولا و فعلا، و أنت الّذي تملأ الأرض قسطا و

ص: 125


1- ( 5)- الكلم الطيّب: ص 85- 89.

عدلا بعد ما ملئت ظلما و جورا، فعجّل اللّه فرجك، و سهّل مخرجك، و قرّب زمانك، و كثّر أنصارك و أعوانك، و أنجز لك ما وعدك، فهو أصدق القائلين: وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ، يا مولاي يا صاحب الزمان يا ابن رسول اللّه، حاجتي ... كذا و كذا، فاشفع لي في نجاحها، فقد توجّهت إليك بحاجتي لعلمي أنّ لك عند اللّه شفاعة مقبولة، و مقاما محمودا، فبحقّ من اختصّكم بأمره، و ارتضاكم لسرّه، و بالشأن الّذي لكم عند اللّه بينكم و بينه، سل اللّه تعالى في نجح طلبتي، و إجابة دعوتي، و كشف كربتي. و ادع بما أحببت فإنّه تقضى إن شاء اللّه.

أقول: نقل الوالد الماجد العلامة- قدّس اللّه سرّه- في حاشية «الكلم الطيّب» عن بعض النسخ بعد قوله: «تصلّي ركعتين بالحمد و سورة»: «إنّا فتحنا في الاولى، و إذا جاء نصر اللّه في الثانية»، و ذكر:

«بركاته القائمة على حجّة اللّه»، و لم يذكر: «التامّة»، و ذكر: «معلن الإيمان» بدل «مظهر الايمان»، و ذكر: «مطهّر الأرض» بدون الواو، و «الحجّة القائم» بدون الواو، و ذكر: «و الإمام المنتظر» مع الواو، و ذكر بدل «المرتضى»: «المرضي»، و بدل «و ابن الأئمّة الطاهرين»: «الطاهر ابن الأئمّة الطاهرين»، و ذكر: «ابن الهداة المعصومين» بدل «ابن الأئمّة الهداة المعصومين»، و ذكر بعده هذه الجملة: «السلام عليك يا إمام المسلمين و المؤمنين، السلام عليك يا وارث علم النبيّين، و مستودع حكمة الوصيّين، السلام عليك يا عصمة الدين [يا ناصر الدين- خ]»، و ذكر:

«السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين، و ابن فاطمة الزهراء سيّدة نساء العالمين»، و ذكر بدل «يا ابن الأئمّة الحجج المعصومين»: «يا ابن الحجج على الخلق أجمعين»، و بدل «في الولاية»: «في الولاء»، و بدل «و أنت الّذي»: «و أنّك الّذي»، و بدل «فعجّل اللّه»: «عجّل اللّه»، و بدل «أنجز لك ما وعدك»: «أنجز لك موعدك»، و في آخره بعد قوله: «و كشف كربتي» ذكر: «و اسجد سجدة الشكر، و يدعو اللّه طويلا».

1246-(1)-

فلاح السائل: قال: و من المهمّات بعد صلاة العصر الاقتداء بمولانا موسى بن جعفر الكاظم عليهما السلام في الدعاء لمولانا المهدي صلوات اللّه و سلامه و بركاته على محمّد جدّه، و بلغ ذلك إليه كما رواه محمّد بن بشير الأزدي، قال: حدّثنا أحمد بن عمر بن موسى الكاتب، قال: حدّثنا الحسن بن محمّد بن جمهور

ص: 126


1- ( 6)- فلاح السائل: ص 199- 200 في نوافل العصر و أدعيتها؛ مكيال المكارم: ج 2 ص 12- 13 ب 6. أقول: كتاب مكيال المكارم كتاب كبير حسن نافع، لم أر مثله في موضوعه، أفرده مصنّفه- رحمه اللّه- لذكر فوائد الدعاء لمولانا القائم عليه السلام، و ما ورد من الأدعية له و لفرجه، و ما يتقرّب به إليه. و قد جمع فيه أدعية كثيرة جليلة من الكتب المعتبرة، و ذكر فيه من الآداب و الفوائد و الجهات الموجبة للدعاء له، و الآثار المترتّبة عليه و الأوقات و الحالات و الأماكن الّتي يتأكّد فيها الدعاء له ما لا يتّسعه هذا الكتاب.

القمّي، عن أبيه محمّد بن جمهور، عن يحيى بن الفضل النوفلي، قال: دخلت على أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام ببغداد حين فرغ من صلاة العصر، فرفع يديه إلى السماء و سمعته يقول: أنت اللّه لا إله إلّا أنت الأوّل و الآخر و الظاهر و الباطن، و أنت اللّه لا إله إلّا أنت إليك زيادة الأشياء و نقصانها، و أنت اللّه لا إله إلّا أنت خلقت الخلق بغير معونة من غيرك و لا حاجة إليهم، أنت اللّه لا إله إلّا أنت منك المشيّة و إليك البداء، أنت اللّه لا إله إلّا أنت قبل القبل و خالق القبل، أنت اللّه لا إله إلّا أنت بعد البعد و خالق البعد، أنت اللّه لا إله إلّا أنت تمحو ما تشاء و تثبت و عندك أمّ الكتاب، أنت اللّه لا إله إلّا أنت غاية كلّ شي ء و وارثه، أنت اللّه لا إله إلّا أنت لا يعزب عنك الدقيق و لا الجليل، أنت اللّه لا إله إلّا أنت لا تخفى عليك اللغات، و لا تتشابه عليك الأصوات، كلّ يوم أنت في شأن، لا يشغلك شأن عن شأن، عالم الغيب و أخفى، ديّان الدين، مدبّر الامور، باعث من في القبور، محيي العظام و هي رميم، أسألك باسمك المكنون المخزون الحيّ القيّوم، الّذي لا يخيب من سألك به، أن تصلّي على محمّد و آله، و أن تعجّل فرج المنتقم لك من أعدائك، و أنجز له ما وعدته، يا ذا الجلال و الإكرام.قال: قلت: من المدعوّ له؟ قال: ذلك المهدي من آل محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، قال: بأبي المنبدح [المنفدح] البطن، المقرون الحاجبين، أحمش الساقين، بعيد ما بين المنكبين، أسمر اللون، يعتوره مع سمرته صفرة من سهر الليل، بأبي من ليله يرعى النجوم ساجدا و راكعا، بأبي من لا تأخذه في اللّه لومة لائم، مصباح الدجى، بأبي القائم بأمر اللّه.

قلت: متى خروجه؟ قال: إذا رأيت العساكر بالأنبار على شاطئ الفرات و الصراة و دجلة، و هدم قنطرة الكوفة، و إحراق بعض بيوتات الكوفة، فإذا رأيت ذلك فإنّ اللّه يفعل ما يشاء، لا غالب لأمر اللّه، و لا معقّب لحكمه.

1247-(1)- من لا يحضره الفقيه: و قال (يعني: الإمام أبا جعفر محمّد بن علي الرضا عليهما السلام على الظاهر من الحديث الّذي أخرجه قبله): إذا انصرفت من صلاة مكتوبة فقل: رضيت باللّه ربّا، و بالإسلام دينا، و بالقرآن كتابا، و بالكعبة قبلة، و بمحمّد نبيّا، و بعليّ وليّا، و الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمّد بن علي و جعفر بن محمّد و موسى بن جعفر و علي بن موسى و محمّد بن علي و علي بن محمّد و الحسن بن علي و الحجّة بن الحسن بن علي أئمّة، اللّهمّ وليّك الحجّة فاحفظه من بين يديه و من خلفه و عن يمينه و عن شماله و من فوقه و من تحته، و امدد له في عمره، و اجعله القائم بأمرك، المنتصر لدينك، و أره ما يحبّ و تقرّ به عينه في نفسه و في

ص: 127


1- ( 7)- من لا يحضره الفقيه: ج 1 ص 215 ب التعقيب 46 ح 959؛ روضة المتّقين: ج 2 ص 375- 376 و فيه:« و أرهم منهم ما يحذرون».

ذرّيّته و أهله و ماله و في شيعته و في عدوّه، و أره منهم، و أره فيهم ما يحبّ و تقرّ به عينه، و اشف به صدورنا و صدور قوم مؤمنين.

1248-(1)-

مهج الدعوات: قال: و نروى بإسنادنا إلى محمّد بن أحمد بن إبراهيم الجعفي المعروف بالصابوني من جملة حديث بإسناده، ذكر فيه غيبة المهدي صلوات اللّه عليه. قلت: كيف تصنع شيعتك؟ قال: عليكم بالدعاء و انتظار الفرج فإنّه سيبدو لكم علم، فإذا بدا لكم فاحمدوا اللّه و تمسّكوا بما بدا لكم، قلت: فما ندعو به؟ قال:

تقول: اللّهمّ أنت عرّفتني نفسك و عرّفتني رسولك و عرّفتني ملائكتك، و عرّفتني نبيّك، و عرّفتني ولاة أمرك، اللّهمّ لا آخذ إلّا ما أعطيت، و لا واقي إلّا ما وقيت، اللّهمّ لا تغيّبني عن منازل أوليائك، و لا تزغ قلبي بعد إذ هديتني، اللّهمّ اهدني لولاية من افترضت طاعته.

1249-(2)- مهج الدعوات: حدّثنا محمّد بن علي بن دقّاق القمّي أبو جعفر، قال: حدّثنا أبو الحسن محمّد بن علي بن الحسن بن شاذان القمّي، قال: حدّثنا أبو جعفر محمّد بن علي بن بابويه القمّي، عن أبيه، عن عبد اللّه بن جعفر، عن العبّاس بن معروف، عن عبد السلام بن سالم، قال: حدّثنا محمّد بن سنان، عن يونس بن ظبيان، عن جابر بن يزيد الجعفي، قال: قال أبو جعفر عليه السلام ... الحديث طويل مشتمل على الدعاء الموسوم بدعاء العهد، أوّله: اللّهمّ يا إله الآلهة، يا واحد يا أحد ... و هو مشتمل على التنصيص على الأئمّة الاثني عشر عليهم السلام بأسمائهم، و إخبار الإمام الباقر عليه السلام بمن يقوم منهم بعده قبل ولادتهم.

1250-(3)-

كمال الدين: و بهذا الإسناد (يعني: المظفّر بن جعفر بن المظفّر العلوي، عن جعفر بن محمّد بن مسعود) عن أبيه محمّد بن مسعود، قال: وجدت بخطّ جبرئيل بن أحمد: حدّثني العبيدي محمّد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمن، عن عبد اللّه بن سنان، قال:

ص: 128


1- ( 8)- مهج الدعوات: ص 332.
2- ( 9)- مهج الدعوات: ص 334- 336. أقول: قد ورد من الدعاء في الأحاديث أدعية كثيرة غير ما ذكرناه؛ كالدعاء المروي عن يونس بن عبد الرحمن عن الرضا عليه السلام، و الدعاء الّذي يستحبّ أن يدعى به في ليلة النصف من شعبان:« اللّهمّ بحقّ ليلتنا هذه و مولودها ...»، و دعاء الندبة، و دعاء العهد، و الصلوات المرويّة عن مولانا أبي محمّد الحسن العسكري عليه السلام، و غيرها ممّا يطلب من كتب الدعوات؛ كمصباح المتهجّد، و مصباح الكفعمي، و فلاح السائل، و غيرها.
3- ( 10)- كمال الدين: ج 2 ص 351- 352 ب 33 ح 49؛ مهج الدعوات: ص 332- 333 و قال:« أقول: لعلّ معنى قوله الابصار؛ لأنّ تقلّب القلوب و الأبصار يكون يوم القيامة من شدّة أهواله، و في الغيبة إنّما يخاف من تقلّب القلوب دون الأبصار»؛ البحار: ج 52 ص 148- 149 ب 22 ح 73. أقول: قوله:« فتبقون ...» يعني: في الغيبة.

قال أبو عبد اللّه عليه السلام: ستصيبكم شبهة فتبقون بلا علم يرى، و لا إمام هدى، و لا ينجو منها إلّا من دعا بدعاء الغريق، قلت: كيف دعاء الغريق؟ قال: يقول: يا اللّه يا رحمان يا رحيم يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك، فقلت: يا اللّه يا رحمان يا رحيم يا مقلّب القلوب و الأبصار ثبّت قلبي على دينك، قال: إنّ اللّه عزّ و جلّ مقلّب القلوب و الأبصار، و لكن قل كما اقول لك: يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك.

1251-(1)-

مصباح المتهجّد: الدعاء لصاحب الأمر عليه السلام المروي عن الرضا عليه السلام: روى يونس بن عبد الرحمن، عن الرضا عليه السلام أنّه كان يأمر بالدعاء لصاحب الأمر بهذا: اللّهمّادفع عن وليّك، و خليفتك، و حجّتك على خلقك، و لسانك المعبّر عنك، الناطق بحكمك، و عينك الناظرة بإذنك، و شاهدك على عبادك، الجحجاح (2)

المجاهد، العائذ بك، العابد عندك، و أعذه من شرّ جميع ما خلقت و برأت و أنشأت و صوّرت، و احفظه من بين يديه و من خلفه و عن يمينه و عن شماله و من فوقه و من تحته بحفظك الّذي لا يضيع من حفظته به، و احفظ فيه رسولك و آباءه أئمّتك، و دعائم دينك، و اجعله في وديعتك الّتي لا تضيع، و في جوارك الذي لا يخفر، و في منعك و عزّك الّذي لا يقهر، و آمنه بأمانك الوثيق الّذي لا يخذل من آمنته به، و اجعله في كنفك الّذي لا يرام من كان فيه، و انصره بنصرك العزيز، و أيّده بجندك الغالب، و قوّه بقوّتك، و أردفه بملائكتك، و وال من والاه، و عاد من عاداه، و ألبسه درعك الحصينة، و حفّه بالملائكة حفّا، اللّهمّ اشعب به الصدع، و ارتق به الفتق، و أمت به الجور و أظهر به العدل، و زيّن بطول بقائه الأرض، و أيّده بالنصر، و انصره بالرعب، و قوّ ناصريه، و اخذل خاذليه، و دمدم من نصب له، و دمّر من غشّه، و اقتل به جبابرة الكفر و عمده و دعائمه، و اقصم به رءوس الضلالة، و شارعة البدع، و مميتة السنّة، و مقوّية الباطل، و ذلّل به الجبّارين، و أبر به الكافرين، و جميع الملحدين في مشارق الأرض و مغاربها، و برّها و بحرها، و سهلها و جبلها، حتّى لا تدع منهم ديّارا، و لا تبقي لهم آثارا، اللّهمّ طهّر منهم بلادك، و اشف منهم عبادك، و أعزّ به المؤمنين، و أحي به سنن المرسلين، و دارس حكم النبيّين، و جدّد به ما امتحى من دينك، و بدّل من حكمك، حتّى تعيد دينك به و على يديه جديدا غضّا محضا صحيحا لا عوج فيه و لا بدعة معه، و حتّى تنير بعدله ظلم الجور، و تطفئ به نيران الكفر، و توضّح به معاقد الحقّ و مجهول العدل، فإنّه عبدك الّذي استخلصته لنفسك، و اصطفيته على غيبك، و عصمته من الذنوب، و برّأته من العيوب، و طهّرته من الرجس، و سلّمته من الدنس، اللّهمّ فإنّا نشهد له يوم القيامة و يوم حلول الطامّة أنّه لم يذنب ذنبا، و لا أتى حوبا، و لم يرتكب معصية، و لم يضيّع لك طاعة، و لم يهتك

ص: 129


1- ( 11)- مصباح المتهجّد: ص 366، و ص 409 طبع مؤسسة فقه الشيعة- بيروت.
2- ( 1) الجحجاح: السيّد السمح أو الكريم، و الجمع: الجحاجح.( لسان العرب: مادّة جحجح).

لك حرمة، و لم يبدّل لك فريضة، و لم يغيّر لك شريعة، و أنّه الهادي المهتدي، الطاهر التقيّ النقيّ، الرضيّ الزكيّ، اللّهمّ أعطه في نفسه و أهله و ولده و ذرّيّته و امّته و جميع رعيّته ما تقرّ به عينه، و تسرّ به نفسه، و تجمع له ملك المملكات كلّها، قريبها و بعيدها، و عزيزها و ذليلها، حتّى تجري حكمه على كلّ حكم، و تغلب بحقّه كلّ باطل، اللّهمّ اسلك بنا على يديه منهاج الهدى، و المحجّة العظمى، و الطريقة الوسطى الّتي يرجع إليها الغالي، و يلحق بها التالي، و قوّنا على طاعته، و ثبّتنا على مشايعته، و امنن علينا بمتابعته، و اجعلنا في حزبه، القوّامين بأمره، الصابرين معه، الطالبين رضاك بمناصحته،حتّى تحشرنا يوم القيامة في أنصاره و أعوانه و مقوّية سلطانه، اللّهمّ و اجعل ذلك لنا خالصا من كلّ شكّ و شبهة و رياء و سمعة، حتّى لا نعتمد به غيرك، و لا نطلب به إلّا وجهك، و حتّى تحلّنا محلّه، و تجعلنا في الجنّة معه، و أعذنا من السأمة و الكسل و الفترة، و اجعلنا ممّن تنتصر به لدينك و تعزّ به نصر وليّك، و لا تستبدل بنا غيرنا، فإنّ استبدالك بنا غيرنا عليك يسير، و هو علينا كثير [كبير- خ]، اللّهمّ صلّ على ولاة عهده، و الائمّة من بعده، و بلّغهم آمالهم، و زد في آجالهم، و أعزّ نصرهم، و تمّم لهم ما أسندت إليهم من أمرك لهم، و ثبّت دعائمهم، و اجعلنا لهم أعوانا، و على دينك أنصارا، فإنّهم معادن كلماتك، و خزّان علمك، و أركان توحيدك، و دعائم دينك، و ولاة أمرك، و خالصتك من عبادك، و صفوتك من خلقك، و أولياؤك، و سلائل أوليائك، و صفوة أولاد نبيّك، و السلام عليه و عليهم و رحمة اللّه و بركاته.

و يدلّ عليه أيضا الأحاديث: 280، 291 (و فيها المنع عن التسمية)، 550 (و فيه أيضا عدم جواز التسمية)، 551، 552 (و فيه أيضا المنع عن ذكر اسمه)، 557، 560 (و فيه أيضا المنع)، 574 (و فيه أيضا المنع)، 617، 621 (و فيه أيضا النهي)، 624، 653 (و فيه أيضا تحريم التسمية)، 806 (و فيه أيضا المنع عن تسميته و تكنيته)، 810 (و فيه أيضا المنع عن التسمية و التكنية)، 1220 إلى 1240، 1252 إلى 1256، 1258، 1260، 1261، 1264، 1272 إلى 1276.

الفصل الرابع في فضل من أدركه و أطاعه، و يؤمن به في غيبته، و يأتمّ و يقتدي به، و يثبت على موالاته و فيه 31 حديثا

1252-(1)-

كمال الدين: حدّثنا محمّد بن الحسن- رضي اللّه عنه- قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن الحسين ابن سعيد، عن محمّد بن جمهور، عن فضالة بن أيّوب، عن معاوية ابن وهب، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: طوبى لمن أدرك قائم أهل بيتي و هو يأتمّ

ص: 130


1- ( 1)- كمال الدين: ج 1 ص 286 ب 25 ح 2؛ ينابيع المودّة: ص 493 ب 94 مثله؛ مكيال المكارم: ج 2 ص 221 ح 1395.

به في غيبته قبل قيامه، و يتولّى أولياءه، و يعادي أعداءه، ذلك من رفقائي، و ذوي مودّتي، و أكرم أمّتي عليّ يوم القيامة.

1253-(1)-

كمال الدين: حدّثنا عبد الواحد بن محمّد- رضي اللّه عنه-، قال: حدّثنا أبو عمرو البلخي [اللجّي- خ]، عن محمد بن مسعود، قال: حدّثني خلف بن حماد [خلف بن حماد- خ، خلف بن جابر-خ]، عن سهل بن زياد، عن إسماعيل بن مهران، عن محمّد بن أسلم الجبلي، عن الخطّاب بن مصعب، عن سدير، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:

طوبى لمن أدرك قائم أهل بيتي و هو مقتد به قبل قيامه، يأتمّ به و بأئمّة الهدى من قبله، و يبرأ إلى اللّه عزّ و جلّ من عدوّهم، اولئك رفقائي، و أكرم أمّتي عليّ.

1254-(2)- كمال الدين: حدّثنا المظفّر بن جعفر بن المظفّر العلوي السمرقندي- رضي اللّه عنه- قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود، عن أبيه محمّد بن مسعود العيّاشي، عن جعفر بن أحمد، عن العمركي بن علي البوفكي، عن الحسن بن علي بن فضّال، عن مروان ابن مسلم، عن أبي بصير، قال: قال الصادق جعفر بن محمّد عليه السلام: طوبى لمن تمسّك بأمرنا في غيبة قائمنا فلم يزغ قلبه بعد الهداية، فقلت له: جعلت فداك، و ما طوبى؟ قال: شجرة في الجنّة، أصلها في دار علي بن أبي طالب عليه السلام، و ليس من مؤمن إلّا و في داره غصن من أغصانها، و ذلك قول اللّه عزّ و جلّ: طُوبى لَهُمْ وَ حُسْنُ مَآبٍ (3).

1255-(4)-

أمالي الطوسي: و بالإسناد (يعني ابن الشيخ الطوسي، عن والده أبي جعفر محمد بن الحسن) قال: أخبرنا أبو عبد اللّه؛ محمّد بن محمّد، قال: أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد، قال: حدّثنا محمّد بن يعقوب، قال: حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمّد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمن، عن عمرو بن شمر، عن جابر، قال: دخلنا على أبي جعفر محمّد بن علي عليهما السلام و نحن جماعة بعد ما قضينا نسكنا، فودّعناه و قلنا له:

ص: 131


1- ( 2)- كمال الدين: ج 1 ص 286- 287 ب 25 ح 3؛ ينابيع المودّة: ص 493 ب 94 نحوه.
2- ( 3)- كمال الدين: ج 2 ص 358 ب 33 ح 55؛ معاني الأخبار: ص 112 ب 44 ح 1؛ البحار: ج 52 ص 123 ب 22 ح 6.
3- ( 1) الرعد: 29.
4- ( 4)- أمالي الطوسي: ج 1 ص 236- 237 ح 2؛ البحار: ج 52 ص 122- 123 ب 22 ح 5؛ بشارة المصطفى: ص 113؛ إثبات الهداة: ج 3 ص 529 ب 32 ح 448 مختصرا.

أوصنا يا ابن رسول اللّه! فقال: ليعن قويّكم ضعيفكم، و ليعطف غنيّكم على فقيركم، و لينصح الرجل أخاه كنصحه لنفسه، و اكتموا أسرارنا، و لا تحملوا الناس على أعناقنا، و انظروا أمرنا و ما جاءكم عنّا، فإن وجدتموه للقرآن موافقا فخذوا به، و إن لم تجدوه موافقا فردّوه، و إن اشتبه الأمر عليكم فيه فقفوا عنده و ردّوه إلينا حتّى نشرح لكم من ذلك ما شرح لنا، و إذا كنتم كما أوصيناكم لم تعدوا إلى غيره فمات منكم ميّت قبل أن يخرج قائمنا كان شهيدا، و من أدرك منكم قائمنا فقتل معه كان له أجر شهيدين، و من قتل بين يديه عدوّا لنا كان له أجر عشرين شهيدا.

1256-(1)- كمال الدين: حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني- رضي اللّه عنه- قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن بسطام بن مرّة، عن عمرو بن ثابت، قال: قال علي بن الحسين سيّد العابدين عليهما السلام: من ثبت على موالاتنا [ولايتنا- خ] في غيبة قائمنا أعطاه اللّه عزّ و جلّ أجر ألف شهيد من شهداء بدر و احد.

1257-(2)-

من لا يحضره الفقيه: في حديث وصايا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لأمير المؤمنين عليه السلام: يا علي! أعجب الناس إيمانا و أعظمهم يقينا قوم يكونون في آخر الزمان، لم يلحقوا النبيّ، و حجب عنهم الحجّة فآمنوا بسواد على بياض.

1258-(3)-

كمال الدين: حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد- رضي اللّه عنه- قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي، عن أبيه، عن المغيرة، عن المفضّل بن صالح، عن جابر، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام أنّه قال:

يأتي على الناس زمان يغيب عنهم إمامهم، فيا طوبى للثابتين على أمرنا في ذلك الزمان، إنّ أدنى ما يكون لهم من الثواب أن يناديهم البارئ جلّ جلاله فيقول: عبادي و إمائي، آمنتم بسرّي، و صدّقتم بغيبي، فأبشروا بحسن الثواب منّي، فأنتم عبادي و إمائي حقّا، منكم أتقبّل، و عنكم أعفو، و لكم أغفر، و بكم أسقي عبادي الغيث،

ص: 132


1- ( 5)- كمال الدين: ج 1 ص 323 ب 31 ح 7؛ البحار: ج 52 ص 125 ب 22 ح 13، و ج 82 ص 173 ب 20 النوادر ح 6؛ كشف الغمّة: ج 2 ص 522؛ الوافي: ج 2 ص 442 ب 50؛ دعوات الراوندي: ص 274 ح 787 و فيه:« من مات على ...»؛ إلزام الناصب: ج 1 ص 470.
2- ( 6)- من لا يحضره الفقيه: ج 4 ص 366 باب النوادر ح 5762؛ كمال الدين: ج 1 ص 288 ب 25 ح 8 مثله إلّا أنّه قال:« يا علي و اعلم أنّ»، و قال:« و حجبتهم الحجّة»؛ ينابيع المودّة: ص 494 ب 94؛ البحار: ج 52 ص 125 ب 22 ح 12؛ إلزام الناصب: ج 1 ص 470؛ مكيال المكارم: ج 2 ص 221 ح 1394؛ النوادر: ص 171 ب انتظار الفرج.
3- ( 7)- كمال الدين: ج 1 ص 330 ب 32 ح 15؛ البحار: ج 52 ص 145 ب 22 ح 66؛ مكيال المكارم: ج 2 ص 222 ح 1398.

و أدفع عنهم البلاء، و لولاكم لأنزلت عليهم عذابي، قال جابر: فقلت: يا ابن رسول اللّه! فما أفضل ما يستعمله المؤمن في ذلك الزمان؟ قال: حفظ اللسان، و لزوم البيت.

1259-(1)-

كمال الدين: حدّثنا عليّ بن أحمد بن محمّد الدقّاق-رضي اللّه عنه- قال: حدّثنا أحمد بن أبي عبد اللّه الكوفي، قال: حدّثنا موسى بن عمران النخعي، عن عمّه الحسين بن يزيد، عن علي بنأبي حمزة، عن يحيى بن أبي القاسم، قال: سألت الصادق عليه السلام عن قول اللّه عزّ و جلّ: الم ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ...(2)، فقال: المتّقون شيعة علي عليه السلام، و الغيب فهو الحجّة الغائب. و شاهد ذلك قول اللّه عزّ و جلّ:

ص: 133


1- ( 8)- كمال الدين: ج 2 ص 340- 341 ب 33 ح 20. و الظاهر أنّ قوله:« و شاهد ذلك» من كلام الصدوق، و ليس من كلام الإمام عليه السلام، كما صرّح به العلامة المجلسي في البحار ج 52 ص 124 ب 22، و شاهد هذا الاستظهار عدم ملائمة مضمون الآية لتأويله بالحجّة عليه السلام، مضافا إلى أنّ الشاهد يجب أن يكون أظهر من المشهود عليه لا أن يكون مساويا له في الظهور أو أضعف ظهورا منه. تأويل الآيات الظاهرة: ص 34 إلى قوله:« و الغيب: هو الحجّة الغائب»، فترك كلام الصدوق، فكأنّه أيضا لم يره من الحديث، و لذا لم يذكره في سورة يونس الّتي فيها هذه الآية الّتي استشهد بها. المحجّة: ص 16( الآية الاولى)، و لكنّه ذكر الشاهد كما ذكره في الآية السادسة و العشرين( ص 97)، و هي الآية العشرون من سورة يونس. البحار: ج 51 ص 52 ب 5 ح 29 و ج 52 ص 124 ب 22 ح 10، و زاد عليه في نقله الأخير:« فأخبر عزّ و جلّ أنّ الآية هي الغيب، و الغيب هو الحجّة، و تصديق ذلك قول اللّه عزّ و جلّ:\i وَ جَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَ أُمَّهُ آيَةً\E، يعني: حجّة، انتهى». و كأنّه لهذا الذيل الّذي لم أجده فيما عندي من نسخ« كمال الدين»- و الظاهر أنّه كان موجودا في النسخة الّتي نقل عنها مولانا المجلسي- استظهر البعض أنّ هذه الجملة من كلام شيخنا الصدوق، و الجملة الّتي استظهرنا أنّها من كلامه، كلام الإمام عليه السلام. و لكن لا يخفى عليك ضعف هذا الاستظهار: أوّلا: لأنّ المجلسي ذكره في باب الآيات المؤوّلة خاليا عن هذا الذيل، فمن المحتمل كون هذه الجملة من بعض العلماء الناسخين للبحار، و إلّا فمن المستبعد نقل هذا الحديث تارة من نسخة فيها هذه الجملة، و تارة من نسخة فارغة منها مع عدم الإشارة إلى اختلاف النسختين. ثانيا: من المحتمل أن تكون الجملة الأخيرة لبعض النسّاخ لكمال الدين، ذكرها توجيها للجملة السابقة عليها لزعمه أنّها من كلام الإمام عليه السلام. ثالثا: لو قبلنا أنّ كلام الصدوق الجملة الأخيرة، و أنّ السابقة عليها ليست من كلامه، فلما ذا لا يجوز أن تكون الجملة الاولى بل و الثانية من غير الصدوق من رواة الحديث، شرحا للحديث؟ فما نحن بصدده لعدم ملائمة مضمون الآية لتفسير الغيب المذكور في قوله تعالى:\i الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ\E أنّ الجملتين ليستا من كلام الإمام عليه السلام، و لا أقل انّه لا يثبت بذلك كونهما من كلامه عليه السلام؛ لظهور عدم كونه منه بهذه القرينة، سواء رجّح كونهما من الصدوق أو من غيره، و اللّه هو العالم.
2- ( 1) البقرة: 1- 3.

وَ يَقُولُونَ لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (1).

1260-(2)- كمال الدين: حدّثنا المظفّر بن جعفر بن المظفّر العلوي السمرقندي- رضي اللّه عنه- قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود و حيدر بن محمّد بن نعيم السمرقندي جميعا، عن محمّد بن مسعود العيّاشي، قال: حدّثني علي بن محمّد بن شجاع، عن محمّد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمن، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، قال:

قال الصادق جعفر بن محمّد عليهما السلام في قول اللّه عزّ و جلّ: يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً(3) يعني: خروج القائم المنتظر منّا، ثمّ قال عليه السلام: يا أبا بصير! طوبى لشيعة قائمنا، المنتظرين لظهوره في غيبته، و المطيعين له في ظهوره، اولئك أولياء اللّه الّذين لا خوف عليهم و لا هم يحزنون.

1261-(4)- غيبة النعماني: حدّثنا علي بن أحمد، عن عبيد اللّه ابن موسى، عن هارون بن مسلم، عن القاسم بن عروة، عن بريد بن معاوية العجلي، عن أبي جعفر محمّد بن علي الباقر عليهما السلام في قوله عزّ و جلّ: اصْبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا فقال: اصبروا على أداء الفرائض، و صابروا عدوّكم، و رابطوا إمامكم [المنتظر].

1262-(5)-

نهج البلاغة: الزموا الأرض، و اصبروا على البلاء، و لا تحرّكوا بأيديكم و سيوفكم في هوى ألسنتكم، و لا تستعجلوا بما لم يعجّله اللّه لكم، فإنّه من مات منكم على فراشه و هو على معرفة حقّ ربّه و حقّ

ص: 134


1- ( 2) يونس: 20.
2- ( 9)- كمال الدين: ج 2 ص 357 ب 33 ح 54 و فيه سهو في السند؛ المحجّة: ص 69- 70 الآية 15؛ البحار: ج 52 ص 149- 150 ب 22 ح 76.
3- ( 3) الأنعام: 158.
4- ( 10)- غيبة النعماني: ص 199 ب 11 ح 13؛ تأويل الآيات الظاهرة: ص 133 عن غيبة الشيخ المفيد، عن رجاله بإسناده عن بريد بن معاوية العجلي، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى:\i يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا\E قال: اصبروا على أداء الفرائض، و صابروا عدوّكم، و رابطوا إمامكم المنتظر. المحجّة: ص 52 الآية الخامسة؛ ينابيع المودّة: ص 421 ب 71 و وقع فيه السهو من المؤلّف أو الناسخ، فذكر بدل« آل عمران»:« الأنفال»، و قال:« إمامكم المهدي المنتظر».
5- ( 11)- نهج البلاغة: صبحي الصالح؛ خ 190 البحار: ج 52 ص 144 ب 22 ح 63.

رسوله و أهل بيته مات شهيدا، و وقع أجره على اللّه، و استوجب ثواب ما نوى من صالح عمله، و قامت النيّة مقام إصلاته لسيفه، فإنّ لكلّ شي ء مدّة و أجلا.

1263-(1)- كتاب الفضل: عن الحسن بن محبوب، عن عبد اللّه بن سنان، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: سيأتي قوم من بعدكم، الرجل الواحد منهم له أجر خمسين منكم، قالوا: يا رسول اللّه! نحن كنّا معك ببدر و احد و حنين، و نزل فينا القرآن، فقال: إنّكم لو تحملو [ن- خ] لما حملوا لم تصبروا صبرهم.

1264-(2)-

غيبة الشيخ: عن الفضل بن شاذان، عن إسماعيل ابن مهران، عن أيمن بن محرز، عن رفاعة بن موسى و معاوية بن وهب، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: طوبى لمن أدرك قائم أهل بيتي و هو مقتد به قبل قيامه، يتولّى وليّه، و يتبرّأ من عدوّه، و يتولّى الأئمّة الهادية من قبله، اولئك رفقائي، و ذوو ودّي و مودّتي، و أكرم أمّتي عليّ. قال رفاعة: و أكرم خلق اللّه عليّ.

1265-(3)-

المحاسن: عنه (يعني: أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي)، عن أبيه، عن حمزة بن عبد اللّه، عن حسّان بن درّاج، عن مالك بن أعين، قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام: من مات منكم على أمرنا هذا كان كمن استشهد مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

1266-(4)-

المحاسن: عنه، عن أبيه، عن العلاء بن سيابة، قال:

قال أبو عبد اللّه عليه السلام: من مات منكم على أمرنا هذا فهو بمنزلة من ضرب فسطاطه إلى رواق القائم عليه السلام، بل بمنزلة من يضرب معه بسيفه، بل بمنزلة من استشهد معه، بل بمنزلة من استشهد مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

1267-(5)-

المحاسن: عنه، عن ابن فضّال، عن علي بن شجرة، عن أبيه، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، أو عن رجل، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، قال: من مات على هذا الأمر كان بمنزلة من حضر مع القائم، و شهد مع القائم عليه السلام.

ص: 135


1- ( 12)- غيبة الشيخ: ص 456- 457 ح 467؛ البحار: ج 52 ص 130 ب 22 ح 26؛ الخرائج و الجرائح: ج 3 ص 1149 ب العلامات الكائنة قبل خروج المهدي ... الخ.
2- ( 13)- غيبة الشيخ: ص 456 ح 466؛ إثبات الهداة: ج 1 ص 550- 551 ب 9 ح 378؛ البحار: ج 52 ص 129- 130 ب 22 ح 25.
3- ( 14)- المحاسن: ج 1 ص 172 كتاب الصفوة و النور ب 38 ح 144.
4- ( 15)- المحاسن: ج 1 ص 173 كتاب الصفوة و النور ب 38 ح 145؛ إثبات الهداة: ج 3 ص 519 ب 32 ح 385.
5- ( 16)- المحاسن: ج 1 ص 173 كتاب الصفوة و النور ب 38 ح 149؛ إثبات الهداة: ج 3 ص 519 ب 32 ح 389.

1268-(1)- المحاسن: عنه، عن ابن محبوب، عن عمرو بن أبي المقدام، عن مالك بن أعين الجهني، قال: قال لي أبو عبد اللّه عليه السلام:

إنّ الميّت منكم على هذا الأمر بمنزلة الضارب بسيفه في سبيل اللّه.

1269-(2)-

المحاسن: عنه، عن محمّد بن الحسن بن شمّون البصري، عن عبد اللّه بن عمرو بن الأشعث، عن عبد اللّه بن حمّاد الأنصاري، عن الصبّاح بن يحيى المزني، عن الحارث بن حصيرة، عن الحكم بن عيينة، قال: لمّا قتل أمير المؤمنين الخوارج يوم النهروان قام إليه رجل، فقال: يا أمير المؤمنين طوبى لنا إذ شهدنا معك هذا الموقف، و قتلنا معك هؤلاء الخوارج، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: و الّذي فلق الحبّة و برأ النسمة، لقد شهدنا في هذا الموقف اناس لم يخلق اللّه آباءهم و لا أجدادهم بعد، فقال الرجل: و كيف شهدنا قوم لم يخلقوا؟! قال:

بلى، قوم يكونون في آخر الزمان، يشركوننا فيما نحن فيه و هم يسلّمون لنا، فاولئك شركاؤنا فيما كنّا فيه حقّا حقّا.

1270-(3)-

تاريخ قم: و عن علي بن عيسى، عن علي بن محمّد الربيع، عن صفوان بن يحيى بيّاع السابري، قال: كنت يوما عند أبي الحسن عليه السلام، فجرى ذكر قم و أهله، و ميلهم إلى المهدي عليه السلام، فترحّم عليهم و قال: رضي اللّه عنهم، ثمّ قال: إنّ للجنّة ثمانية أبواب، و واحد منها لأهل قم، و هم خيار شيعتنا من بين سائر البلاد، خمّر اللّه تعالى ولايتنا في طينتهم.

ص: 136


1- ( 17)- المحاسن: ج 1 ص 174 كتاب الصفوة و النور ب 38 ح 150؛ البحار: ج 51 ص 126 ب 22 ح 17.
2- ( 18)- المحاسن: ج 1 ص 261- 262 كتاب مصابيح الظلم ب 33 ح 322؛ البحار: ج 52 ص 131 ب 22 ح 32. و مثل هذا الحديث في أصل المضمون ما في نهج البلاغة( الخطبة 12) من أنّ اللّه تعالى لمّا أظفر مولانا أمير المؤمنين عليه السلام بأصحاب الجمل، قال له بعض أصحابه: وددت أنّ أخي فلانا كان شاهدنا ليرى ما نصرك اللّه به على أعدائك، فقال له عليه السلام: أهوى أخيك معنا؟ فقال: نعم، قال: فقد شهدنا، و لقد شهدنا في عسكرنا هذا أقوام في أصلاب الرجال و أرحام النساء، سيرعف بهم الزمان، و يقوى بهم الإيمان. أقول: فكما أنّ هؤلاء شهداء مشاهد الأئمّة الماضين إلى مولانا المهدي- بأبي هو و امّي- هم شهداء مشاهد المهدي عليه السلام أيضا و إن ماتوا قبل ظهوره، سواء في ذلك من مات في عصر الغيبة أو قبله في أعصار إمامة آبائه الطاهرين، و قال أمير المؤمنين عليه السلام:« إنّما يجمع الناس الرضا و السخط، فمن رضي أمرا فقد دخل فيه، و من سخطه فقد خرج منه».( المحاسن: ج 1 ص 262 ب 33 ح 323) و في نهج البلاغة( خ 201: أيّها الناس إنّما يجمع الناس الرضا و السخط ... الخطبة.
3- ( 19)- بحار الأنوار: ج 60 ص 216 ب 36 الممدوح من البلدان و المذموم منها ح 39.

1271-(1)- غيبة الشيخ: عن الفضل، عن ابن فضّال، عن المثنّى الحنّاط، عن عبد اللّه بن عجلان، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: من عرف بهذا الأمر ثمّ مات قبل أن يقوم القائم كان له أجر مثل [أجر من قتل معه.

و يدلّ عليه أيضا الأحاديث: 113، 499، 511، 513، 536، 538، 551، 563، 580، 1104، 1122.

الفصل الخامس في كيفيّة التسليم و الصلاة عليه و فيه 9 أحاديث

1272-(2)-

كتاب فضل بن شاذان: عن ابن محبوب، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: من أدرك منكم قائمنا فليقل حين يراه: السلام عليكم يا أهل بيت النبوّة، و معدن العلم، و موضع الرسالة.

و أخرج في كمال الدين بسنده عن محمّد بن سنان، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إنّ العلم بكتاب اللّه عزّ و جلّ و سنّة نبيّه صلّى اللّه عليه و آله لينبت في قلب مهديّنا كما ينبت الزرع على أحسن نباته، فمن بقي منكم حتّى يراه فليقل حين يراه: السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة و النبوّة، و معدن العلم، و موضع الرسالة.

1273-(3)-

كمال الدين: و روي أنّ التسليم على القائم عليه السلام أن يقال له: السلام عليك يا بقيّة اللّه في أرضه.

1274-(4)-

مصباح المتهجّد: أخبرنا جماعة من أصحابنا، عن أبي المفضّل الشيباني، قال: حدّثنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد العابد بالدالية لفظا، قال: سألت مولاي أبا محمّد الحسن بن علي عليهما السلام في منزله بسرّمن رأى سنة خمس و خمسين و مائتين أن يملي عليّ [من] الصّلاة على النبي و أوصيائه عليه و عليهم السلام، و أحضرت معي قرطاسا كبيرا، فأملى عليّ لفظا من غير كتاب [وقال: اكتب] الصلاة على النبي صلّى اللّه عليه و آله ... ثمّ ذكر الصلاة عليه و على الأئمّة عليهم السلام واحدا بعد واحد إلى مولانا صاحب الزمان عليه السلام، و قال ما هذا لفظه: الصلاة على وليّ الأمر المنتظر صاحب الزمان محمّد بن الحسن بن علي عليهم السلام. اللّهمّ صلّ على

ص: 137


1- ( 20)- غيبة الشيخ: ص 460 ح 474؛ البحار: ج 52 ص 131 ح 31.
2- ( 1)- غيبة الشيخ: ص 282 ب 8 ح 8؛ كمال الدين: ج 2 ص 653 ب 57 ح 18؛ بحار الأنوار: ج 52 ص 331 ب 27 ح 55؛ حلية الأبرار: ج 2 ص 639 في ذكر الحجّة ب 42 في كيفيّة السلام عليه؛ و ج 2 ص 557 ب 15 في علمه عليه السلام؛ اثبات الهداة: ج 7 ص 34 ب 32 ح 366.
3- ( 2)- كمال الدين: ج 2 ص 653 ب 57 ذيل ح 18.
4- ( 3)- مصباح المتهجّد: ص 357- 362؛ جمال الاسبوع: ص 483- 494 ب 47؛ حلية الأبرار: ج 2 ص 639 ب 42 و ص 557 ب 15 في علمه عليه السلام.

وليك و ابن أوليائك الّذين فرضت طاعتهم، و أوجبت حقّهم، و أذهبت عنهم الرجس و طهّرتهم تطهيرا، اللّهمّ انصره و انتصر به لدينك، و انصر به أولياءك و أولياءه و شيعته و أنصاره، و اجعلنا منهم، اللّهمّ أعذه من شرّ كلّ باغ و طاغ، و من شرّ جميع خلقك، و احفظه من بين يديه و من خلفه و عن يمينه و عن شماله، و احرسه و امنعه أن يوصل إليه بسوء، و احفظ فيه رسولك و آل رسولك، و أظهر به العدل، و أيّده بالنصر، و انصر ناصريه، و اخذل خاذليه، و اقصم به جبابرة الكفرة [الكفر- خ]، و اقتل به الكفّار و المنافقين و جميع الملحدين، حيث كانوا، و أين كانوا، من مشارق الأرض و مغاربها، و برّها و بحرها، و املأ به الأرض عدلا، و أظهر به دين نبيّك عليه و آله السلام، و اجعلني اللّهمّ من أنصاره و أعوانه و أتباعه و شيعته، و أرني في آل محمّد ما يأملون، و في عدوّهم ما يحذرون، إله الحقّ آمين.

1275-(1)-

الاحتجاج: عن محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري أنّه قال: خرج التوقيع من الناحية المقدّسة- حرسها اللّه- بعد المسائل:

بسم اللّه الرحمن الرحيم لا لأمره تعقلون، حكمة بالغة فما تغني النذر عن قوم لا يؤمنون، السلام علينا و على عباد اللّه الصالحين، إذا أردتم التوجّه بنا إلى اللّه و إلينا فقولوا كما قال اللّه تعالى سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ:

السلام عليك يا داعي اللّه و ربّاني آياته ... إلى آخر الزيارة و الدعاء الّذي بعده، فراجع الاحتجاج، و كتب الأدعية و الزيارات، و زره عليه السلام بها، و بغيرها من الزيارات المأثورة و غيرها، و لا تترك التوجّه إليه سيّما في الأماكن و الأزمنة الّتي يتأكّد فيها ذلك، و لا تحرمني من صالح دعائك إن شاء اللّه تعالى.

1276-(2)-

الكافي: محمّد بن يحيى، عن جعفر بن محمّد، قال: حدّثني إسحاق بن إبراهيم الدينوري، عن عمر بن زاهر، عن أبي عبد اللّه عليه السلام: (في حديث فيه النهي عن التسليم على القائم عليه السلام بإمرة المؤمنين لاختصاص لقب أمير المؤمنين بالإمام علي عليه السلام، و فيه بعد ذمّ من سمّي به أحد قبله قلت: جعلت فداك، كيف يسلّم عليه؟ قال: يقولون: السلام عليك يا بقية اللّه، ثمّ قرأ:بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (3).

و يدلّ عليه أيضا الأحاديث: 327، 669، 723، 1105.

ص: 138


1- ( 4)- الاحتجاج: ج 2 ص 492- 493.
2- ( 5)- الكافي: ج 1 ص 411- 412 ب 165 ح 2؛ مرآة العقول: ج 4 ص 369- 370 ب نادر ح 2؛ البحار: ج 52 ص 373 ب 27 ح 165.
3- ( 1) هود: 86.

الفصل السادس في دعائه عليه السلام، و بعض الأدعية المأثورة عنه نذكر فيه 13 حديثا

1277-(1)-

دلائل الإمامة: و بهذا الإسناد (يعني: عن أبي الحسين محمّد بن هارون بن موسى، عن أبيه، عن أبي علي محمّد بن همّام) عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد الحميري، قال: حدّثني أحمد بن جعفر، قال: حدّثني علي بن محمد، يرفعه إلى أمير المؤمنين في صفة القائم عليهما السلام: كأنّني به قد عبر وادي السلام إلى مسجد السهلة، على فرس محجّل له شمراخ يزهو، و يدعو و يقول في دعائه: لا إله إلّا اللّه حقّا حقّا، لا إله إلّا اللّه إيمانا و صدقا، لا إله إلّا اللّه تعبّدا و رقّا، اللّهمّ معين كلّ مؤمن وحيد، و مذلّ كلّ جبّار عنيد، أنت كهفي حين تعييني المذاهب، و تضيق عليّ الأرض بما رحبت، اللّهمّ خلقتني و كنت عن خلقي غنيّا، و لو لا نصرك إيّاي لكنت من المغلوبين، يا مبعثر [منشر] الرحمة من مواضعها، و مخرج البركات من معادنها، و يا من خصّ نفسه بشموخ الرفعة، فأولياؤه بعزّه يتعزّزون، يا من وضعت له الملوك نير المذلّة على أعناقها، فهم من سطوته خائفون، أسألك باسمك الّذي قصر عنه خلقك، فكلّ لك مذعنون، أسألك أن تصلّي على محمّد و على آل محمد، و أن تنجز لي أمري، و تعجّل لي الفرج، و تكفيني، و تعافيني، و تقضي حوائجي، الساعة الساعة، الليلة الليلة، إنّك على كلّ شي ء قدير.

1278-(2)-

كنوز النجاح: قال: دعاء علّمه صاحب الزمان عليه سلام اللّه الملك المنّان، أبا الحسن محمّد بن أحمد بن أبي الليث- رحمه اللّه تعالى- في بلدة بغداد في مقابر قريش، و كان أبو الحسن قد هرب إلى مقابر قريش، و التجأ إليه من خوف القتل، فنجا منه ببركة هذا الدعاء.قال أبو الحسن المذكور: إنّه علّمني أن أقول: اللّهمّ عظم البلاء، و برح الخفاء، و انقطع الرجاء، و انكشف الغطاء، و ضاقت الأرض، و منعت السماء، و إليك يا ربّ المشتكى، و عليك المعوّل في الشدّة و الرخاء، اللّهمّ فصلّ على محمّد و آل محمّد اولي الأمر الّذين فرضت علينا طاعتهم، فعرّفتنا بذلك منزلتهم، ففرّج عنّا بحقّهم فرجا عاجلا، كلمح البصر أو هو أقرب، يا محمّد يا علي! اكفياني فإنّكما كافياي، و انصراني فإنّكما ناصراي، يا مولاي يا صاحب الزمان! الغوث الغوث [الغوث]، أدركني أدركني أدركني.

قال الراوي: إنّه عليه السلام عند قوله: يا صاحب الزمان، كان يشير إلى صدره الشريف.

ص: 139


1- ( 1)- دلائل الإمامة: ص 243- 244 ب معرفة وجوب القائم عليه السلام ح 25؛ البحار: ج 94 ص 365 ب 50 ح 2 مع اختلاف يسير.
2- ( 2)- كنوز النجاح: مخطوط؛ جنّة المأوى الموجود في ضمن البحار: ج 53 ص 275( الحكاية الأربعون)؛ مكيال المكارم: ج 2 ص 103 الرقم 1154. أقول: ذكر في جمال الاسبوع: ف 29 ص 280- 281 هذا الدعاء مع اختلافات و زيادات تحت هذا العنوان:« صلاة الحجّة القائم عليه السلام»، فاطلبه منه أيضا إن شئت.

1279-(1)-

البلد الأمين: عن مولانا المهدي صلّى اللّه عليه و سلّم: من كتب هذا الدعاء في إناء جديد، بتربة الحسين عليه السلام، و غسله و شربه، شفي من علّته: بسم اللّه الرحمن الرحيم، بسم اللّه دواء، و الحمد للّه شفاء، و لا إله إلّا اللّه كفاء، هو الشافي شفاء، و هو الكافي كفاء، اذهب البأس بربّ الناس شفاء لا يغادره سقم، و صلّى اللّه على محمّد و آله النجباء.

و رأيت بخطّ السيّد زين الدين علي بن الحسين الحسيني- رحمه اللّه- أنّ هذا الدعاء تعلّمه رجل كان مجاورا بالحائر على مشرّفه السلام [عن] المهدي سلام اللّه عليه في منامه و كان به علّة فشكاها إلى القائم عجّل اللّه فرجه، فأمره بكتابته و غسله و شربه، ففعل ذلك فبرأ في الحال.

1280-(2)-

الكلم الطيّب: رأيت بخطّ بعض أصحابنا من السادات الأجلاء الصلحاء الثقات الأثبات ما هذه صورته: سمعت في رجب سنة ثلاث و تسعين و ألف الأخ في اللّه المولى الصدوق العالم العامل، جامع الكمالات الانسية، و الصفات القدسيّة، الأمير إسماعيل بن حسين بيك بن علي بن سليمان الجابري الأنصاري- أنار اللّه برهانه- يقول: سمعت الشيخ الصالح المتّقي الورع الشيخ الحاجّ عليّا المكّي أنّه قال: ابتليت بضيق و شدّة مناقضة خصوم، حتّى خفت على نفسي القتل و الهلاك، فوجدت الدعاء المسطور بعده في جيبي من غير أن يعطينيه أحد، فتعجّبت من ذلك و كنت متحيّرا، فرأيت في المنام أنّ قائلا في زيّ الصلحاء و الزهاد يقول: إنّا أعطيناك الدعاء الفلاني، فادع به تنج من الضيق و الشدّة، و لم يتبيّن لي من القائل، فزاد تعجّبي، فرأيت مرّة اخرى الحجّة المنتظر صلوات اللّه عليه فقال لي: ادع بالدعاء الّذي أعطيتكه، و علّم من أردت، و قد جرّبته مرارا عديدة فرأيت فرجا قريبا، و بعد هذا ضاع منّي الدعاء برهة من الزمان، و كنت متأسّفا على فواته، مستغفرا من سوء العمل،فجاءني شخص و قال لي: إنّ هذا الدعاء قد سقط منك في المكان الفلاني، و ما كان في بالي أنّي رحت إلى ذلك المكان، فأخذت الدعاء و سجدت للّه شكرا، و هو: بسم اللّه الرحمن الرحيم، ربّ أسألك مددا روحانيا تقوى به قواي الكلّيّة و الجزئيّة حتى أقهر بمبادي نفسي كلّ نفس قاهرة، فتنقبض لي إشارة دقائقها انقباضا تسقط به قواها، حتّى لا يبقى في الكون ذو روح إلّا و نار قهري قد أحرقت ظهوره، يا شديد يا شديد، يا ذا البطش الشديد، يا قاهر يا قهّار، أسألك بما أودعته عزرائيل من أسمائك القهريّة فانفعلت له النفوس بالقهر، أن تودعني هذا السرّ في هذه الساعة، حتّى أليّن به كلّ صعب، و اذلّل به كلّ منيع، بقوّتك يا ذا القوّة المتين. يقرأ سحرا ثلاثا إن أمكن، و في الصبح ثلاثا، و في المساء ثلاثا، فإذا اشتدّ الأمر على من يقرأه يقول بعد قراءته ثلاثين مرّة: يا رحمان يا رحيم، يا أرحم الراحمين، أسألك اللطف بما جرت به المقادير.

ص: 140


1- ( 3)- جنّة المأوى ضمن بحار الأنوار: ج 53 ص 226- 227( الحكاية السادسة). و لم أعثر عليه في البلد الأمين.
2- ( 4)- الكلم الطيّب: ص 9- 13.

1281-(1)-

الكلم الطيّب: هذا دعاء عظيم عن صاحب الأمر لمن ضاع له شي ء، أو كانت له حاجة. و له قصّة عجيبة قريبة من قصّة الدعاء الّذي قبله، فليكثر الداعي من قراءته عند طلب مهمّاته، و هو: بسم اللّه الرحمن الرحيم، أنت اللّه الذي لا إله إلّا أنت مبدئ الخلق و معيدهم، و أنت اللّه الذي لا إله إلّا أنت مدبّر الامور و باعث من في القبور، و أنت اللّه الّذي لا إله إلّا أنت القابض الباسط، و أنت اللّه الّذي لا إله إلّا أنت وارث الأرض و من عليها، أسألك باسمك الّذي إذا دعيت به أجبت، و إذا سئلت به أعطيت، و أسألك بحقّ محمّد و أهل بيته، و بحقّهم الّذي أوجبته على نفسك، أن تصلّي على محمّد و آل محمّد، و أن تقضي حاجتي الساعة الساعة، يا سيّداه يا مولاه يا غياثاه، أسألك بكلّ اسم سمّيته به نفسك، و استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تصلّي على محمّد و آل محمّد، و أن تعجّل خلاصنا من هذه الشدّة، يا مقلّب القلوب و الأبصار، يا سميع الدعاء، إنّك على كلّ شي ء قدير، برحمتك يا أرحم الراحمين.

1282-(2)-

الجنّة الواقية: دعاؤه (يعني: صاحب الأمر عليه السلام): يا نور النور، يا مدبّر الامور، يا باعث من في القبور، صلّ على محمّد و آل محمّد، و اجعل لي و لشيعتي من الضيق فرجا، و من الهمّ مخرجا، و أوسع لنا المنهج، و أطلق لنا من عندك ما يفرج، و افعل بنا ما أنت أهله يا كريم.

قال: و روي أنّه من اختار هذا الدعاء حشر مع صاحب الأمر عليه السلام.

1283-(3)- مهج الدعوات: حرز لمولانا القائم عليه السلام: بسم اللّه الرحمن الرحيم، يا مالك الرقاب، و يا هازم الأحزاب، يا مفتّح الأبواب، يا مسبّب الأسباب، سبّب لنا سببا لا نستطيع له طلبا بحقّ لا إله إلّا اللّه، محمّد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و على آله أجمعين.

1284-(4)- مهج الدعوات: في (حديث طويل ذكر فيه قنوتات الأئمّة عليهم السلام، قال:) قنوت مولانا الحجّة محمّد بن الحسن عليهما السلام: اللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد، و أكرم أولياءك بإنجاز وعدك، و بلّغهم درك ما يأملونه من نصرك، و اكفف عنهم بأس من نصب الخلاف عليك، و تمرّد بمنعك على ركوب مخالفتك، و استعان برفدك على فلّ حدّك، و قصد لكيدك بأيدك، و وسعته حلما لتأخذه على جهرة، و تستأصله

ص: 141


1- ( 5)- الكلم الطيّب: ص 13- 15.
2- ( 6)- الجنّة الواقية و الجنة الباقية( مختصر المصباح): ص 96 ف 26؛ مصباح الكفعمي: ص 305 ف 30 و ليس فيه:« قال: و روي أنّه ... إلى آخره».
3- ( 7)- مهج الدعوات: ص 45؛ مصباح الكفعمي: ص 305- 306؛ البحار: ج 94 ص 365 ب 50 ح 1 مثله.
4- ( 8)- مهج الدعوات: ص 67- 68 ثمّ ذكر في المهج بعد هذا القنوت دعاء جليلا دعا به في قنوته عليه السلام أوّله:« اللّهمّ يا مالك الملك ... إلى آخره»؛ مكيال المكارم: ج 2 ص 20- 21.

على غرّة، فإنّك اللّهمّ قلت و قولك الحقّ: حَتَّى إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها وَ ازَّيَّنَتْ وَ ظَنَّ أَهْلُها أَنَّهُمْ قادِرُونَ عَلَيْها أَتاها أَمْرُنا لَيْلًا أَوْ نَهاراً، فَجَعَلْناها حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ، و قلت: فَلَمَّا آسَفُونا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ، و إنّ الغاية عندنا قد تناهت، و إنّا لغضبك غاضبون، و إنّا على نصر الحقّ متعاصبون، و إلى ورود أمرك مشتاقون، و لإنجاز وعدك مرتقبون، و لحلول وعيدك بأعدائك متوقّعون، اللّهمّ فأذن بذلك، و افتح طرقاته، و سهّل خروجه، و وطّئ مسالكه، و اشرع شرائعه، و أيّد جنوده و أعوانه، و بادر بأسك القوم الظالمين، و ابسط سيف نقمتك على أعدائك المعاندين و خذ بالثار إنّك جواد مكّار.

1285-(1)-

كنوز النجاح: روى أحمد بن الدربي، عن خزامة، عن أبي عبد اللّه الحسين بن محمّد البزوفري، قال: خرج عن الناحية المقدّسة: من كانت له إلى اللّه حاجة فليغتسل ليلة الجمعة بعد نصف الليل، و يأتي مصلّاه و يصلّي ركعتين، يقرأ في الركعة الاولى الحمد، فإذا بلغ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ يكرّرها مائة مرّة، و يتمّ في المائة إلى آخرها، و يقرأ سورة التوحيد مرّة واحدة، ثمّ يركع و يسجد، و يسبّح فيها سبعة سبعة، و يصلّي الركعة الثانية على هيئته، و يدعو بهذا الدعاء، فإنّ اللّه تعالى يقضي حاجته البتّة، كائنا ما كان، إلّا أن يكون في قطيعة رحم، و الدعاء: «اللّهمّ إن أطعتك فالمحمدة لك، و إن عصيتك فالحجّة لك، منك الروح و منك الفرج، سبحان من أنعم و شكر، سبحان من قدر و غفر، اللّهمّ إن كنت قد عصيتك فإنّي قد أطعتك في أحبّ الأشياء إليك و هو الإيمان بك، لم أتّخذ لك ولدا، و لم أدع لك شريكا، منّا منك به عليّ، لا منّا منّي به عليك، و قد عصيتك يا إلهي على غير وجه المكابرة، و لا الخروج عن عبوديّتك، و لا الجحود بربوبيّتك، و لكن أطعت هواي، و أزلّني الشيطان، فلك الحجّة عليّ و البيان، فإن تعذّبني فبذنوبي غير ظالم، و إن تغفر لي و ترحمنيفإنّك جواد كريم، يا كريم يا كريم ... (حتّى ينقطع النفس)، ثمّ يقول: يا آمنا من كلّ شي ء، و كلّ شي ء منك خائف حذر، أسألك بأمنك من كلّ شي ء، و خوف كلّ شي ء منك، أن تصلّي على محمّد و آل محمّد، و أن تعطيني أمانا لنفسي و أهلي و ولدي، و سائر ما أنعمت به عليّ، حتّى لا أخاف أحدا، و لا أحذر من شي ء أبدا، إنّك على كلّ

ص: 142


1- ( 9)- كنوز النجاح: مخطوط؛ مكارم الاخلاق: ص 184 ف 4 نوادر من الصلوات؛ مهج الدعوات: ص 294- 295؛ البحار: ج 89 ص 323 ح 30؛ مكيال المكارم: ج 2 ص 409- 410 ب 8 ح 1719 و قال:« قد وقع لي مكرّرا مهمّات، فصلّيت هذه الصلاة بهذه الكيفيّة فكفاها اللّه تعالى بمنّه و كرمه، و ببركة مولانا صلوات اللّه عليه». المستدرك: ج 1 ص 420 ح 1 عن كنوز النجاح؛ و ج 6 ص 75 طبع مؤسسة آل البيت.

شي ء قدير، و حسبنا اللّه و نعم الوكيل، يا كافي إبراهيم نمرود، و يا كافي موسى فرعون، و يا كافي محمّد صلّى اللّه عليه و آله الأحزاب، أسألك أن تصلّي على محمّد و آل محمّد، و أن تكفيني شرّ فلان بن فلان». فيستكفي شرّ من يخاف شرّه، فانّه يكفى شرّه إن شاء اللّه تعالى. ثمّ يسجد و يسأل [اللّه] حاجته، و يتضرّع إلى اللّه تعالى، فإنّه ما من مؤمن و لا مؤمنة صلّى هذه الصلاة، و دعا بهذا الدعاء خالصا إلّا فتحت له أبواب السماء للإجابة، و يجاب في وقته و ليلته كائنا ما كان، و ذلك من فضل اللّه علينا و على الناس.

1286-(1)-

مصباح الكفعمي: قال (بعد ذكر بعض ما ذكرناه من الأدعية): اعلم أنّ للمهدي عليه السلام دعاءين آخرين، خفيفين على اللسان، ثقيلين في الميزان، يليق وصفهما في هذا المكان، الأوّل: نقلته من كتاب مهج الدعوات، و الثاني: من كتاب الأدعية المستجابات، ثمّ ذكر دعاء: يا مالك الرقاب ... إلى آخره، و ذكر بعده الدعاء الثاني من كتاب الأدعية المستجابات، و هو هذا: إلهي بحقّ من ناجاك، و بحقّ من دعاك في البحر و البرّ، صلّ على محمّد و آله، و تفضّل على فقراء المؤمنين و المؤمنات بالغنى و السعة، و على مرضى المؤمنين و المؤمنات بالشفاء و الصحّة و الراحة، و على أحياء المؤمنين و المؤمنات باللطف و الكرامة، و على أموات المؤمنين و المؤمنات بالمغفرة و الرحمة، و على غرباء المؤمنين و المؤمنات بالردّ إلى أوطانهم سالمين غانمين، بحقّ محمّد و آله أجمعين.

1287-(2)-

مصباح الكفعمي: قال في الفصل التاسع و العشرين الّذي عقده لذكر أدعية مأثورة ليس لها أسماء تعرف بها، فمن ذلك دعاء مروي عن المهدي عليه السلام: اللّهمّ ارزقنا توفيق الطاعة، و بعد المعصية، و صدق النيّة، و عرفان الحرمة، و أكرمنا بالهدى و الاستقامة، و سدّد ألسنتنا بالصواب و الحكمة، و املأ قلوبنا بالعلم و المعرفة، و طهّر بطوننا من الحرام و الشبهة، و اكفف أيدينا عن الظلم و السرقة، و اغضض أبصارنا عن الفجور و الخيانة، و اسدد أسماعنا عن اللغو و الغيبة، و تفضّل على علمائنا بالزهد و النصيحة، و على المتعلّمين بالجهد و الرغبة، و على المستمعين بالاتّباع و الموعظة، و على مرضى المسلمين بالشفاء و الراحة، و على موتاهم بالرأفة و الرحمة، و على مشايخنا بالوقار و السكينة، و على الشباب بالإنابة و التوبة، و على النساء بالحياء و العفّة، و على الأغنياء بالتواضع و السعة، و على الفقراء بالصبر و القناعة، و على الغزاة بالنصر و الغلبة، و على الاسراء

ص: 143


1- ( 10)- مصباح الكفعمي: ص 305- 306 ف 30؛ مهج الدعوات: ص 368؛ البحار: ج 92 ص 450 ب 130 ح 2.
2- ( 11)- مصباح الكفعمي: ص 280- 281 ف 29 الدعاء الأوّل.

بالخلاص و الراحة، و على الامراء بالعدل و الشفقة، و على الرعيّة بالإنصاف و حسن السيرة، و بارك للحجّاج و الزوّار في الزاد و النفقة، و اقض ما أوجبت عليهم من الحجّ و العمرة، بفضلك و رحمتك يا أرحم الراحمين.

أقول: المتكفّل لذكر الأدعية المرويّة عنه عليه السلام هو كتب الدعوات، فعلى من طلب المزيد الرجوع إليها، و ممّا روي عنه عليه السلام في غيبة الشيخ: ص 273- 280، و مصباح المتهجّد:

ص 284، و مصباح الكفعمي: ص 306، و جمال الاسبوع: ص 500، و غيرها، الصلوات على النبي و الأئمّة عليهم السلام، و هي مشهورة مذكورة في كتب الأدعية المتداولة بين أهلها. قال السيّد في جمال الاسبوع: «إذا تركت تعقيب عصر يوم الجمعة لعذر فلا تتركها أبدا لأمر أطلعنا اللّه جلّ جلاله عليه».

و يدلّ عليه أيضا ح 829، 842.

[الملحقات]

[رسالة] حول اختلاف الأخبار في مدّة دولته و بقائه [بعد ظهوره]

اشارة

عليه السلام بعد ظهوره

[في التكاليف العمليّة- مفاد دليل حجّيّة الخبر فيها]

اعلم أنّنا لم نخرج الأخبار المتعارضة في هذا الكتاب إلّا للاستناد بمداليلها الّتي اتّفقت هذه الأخبار عليها، لأنّه ربّما تكون هناك قرائن توجب القطع بصدور بعضها، أو يستكمل بضمّها إلى غيرها التواتر المعنوي أو الإجمالي.

و أمّا في مورد تعارض بعضها مع بعض فلا نحتجّ بواحد من المتعارضين فيما هو المطلوب فيه الاعتقاد به دون العمل، لأنّه لا اعتبار بخبر الواحد فيه؛ لعدم سببيّته لحصول الاعتقاد حتّى و إن لم يكن له معارض من سائر الأخبار، فلا تشمله الأدلّة الّتي اقيمت على حجّيّة الخبر و قول الثقة في الأحكام العمليّة، لأنّ اعتباره في الأحكام معناه وجوب العمل به، و الأخذ به في البرامج العمليّة التكليفيّة، و هذا أمر يجوز صدوره من الشارع تأسيسا أو إمضاء، كما قرّر وجوب العمل بالبيّنة في مواردها المعلومة، و أمّا في غير الأحكام ممّا يتطلّب فيه العلم و العقيدة به- حيث إنّ الخبر الواحد لا يوجب الاعتقاد- فلا يصحّ إيجاب الاعتقاد بمضمونه، لأنّه أمر لا يتحصّل إلّا بسببه، و هو في باب الأخبار: الخبر المقطوع صدوره بالتواتر، أو القرائن الموجبة للقطع، و المقطوع دلالته.

و مع ذلك لا حاجة إلى تشريع الشارع اعتباره و وجوب الاعتقاد به؛ لأنّ الاعتقاد به يتحقّق حينئذ بنفسه.

ص: 144

و أمّا إذا لم يكن الخبر كذلك، و كان ظنّي الصدور، أو ظنّيّ الدلالة، فلا يتأتّى منه القطع بمضمونه، و لا يجوز للشارع التكليف بالاعتقاد به، لأنّ معناه: جعل ما هو علّة للظنّ بالذات علّة للقطع، و إيجاب القطع بأمر هو المظنون بالذات، و هو محال، و خارج عن شأن الشارع.

و بالجملة: في التكاليف العمليّة مفاد دليل حجّيّة الخبر فيها إنّما يكون وجوب البناء العملي عليه، و الجري على طبقه عملا، و هو أمر ممكن يجوز التعبّد به من الشارع، و أمّا الاعتقاد فلا يجوز فيه ذلك.

و لا فرق في ذلك- كما أشرنا إليه- بين خبر الواحد السالم عن المعارض إذا لم يكن صدوره أو دلالته يقينيّا، و بين الخبر المبتلى بالمعارض، سواء عولج تعارضه مع غيره بوجه من الوجوه من الجمع العرفيّ أو الترجيح ببعض المرجّحات أم لا.

و لا يخفى عليك أنّه لا يضرّ اختلاف الأخبار في تفاصيل أمر من الامور بصحّة أصله الثابت بالأحاديث المتواترة أو الآحاد الصحيحة، حتّى و إن لم يظهر لنا وجه الاختلاف، و لا وجه علاجه.

[وقوع التعارض في الأخبار]

و لا يستلزم التعارض العلم بمخالفة أحد المتعارضين مع الواقع مطلقا، حتّى في غير خصوص المورد الّذي وقع التعارض فيه بينهما حتّى يسقط فيه عن الحجّيّة أيضا، و ذلك لأنّ التعارض في الأخبار يمكن وقوعه لأحد امور:

الأوّل: عدم ضبط بعض الرواة، و اختلاف حالاتهم عند تحمّل الحديث، و حالات من يملي الحديث، ممّا- ربّما- يوجب الضعف أو اختلال بعض الشرائط العاديّة العرفيّة لتحمّل الحديث.

الثاني: النقل بالمضمون، حيث إنّه قلّما يخلص عن اجتهاد الناقل، و اعتماده على ما فهمه من كلام المنقول منه، من حيث: الإطلاق و التقييد، و العموم و الخصوص، و الحقيقة و المجاز، و غيرها.

الثالث: كون نقل الحديث في الصدر الأوّل- كثيرا أو غالبا- عن ظهر القلب لا من الكتاب، مضافا إلى منع الفئة الغالبة على الحكم بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عن الحديث عنه، فانقطع بذلك عند غير شيعة أهل البيت عليهم السلام سلسلة النقل و الرواية عنه إلى زمان عمر بن عبد العزيز، بل إلى انقضاء حكومة بني اميّة على اختلاف وقع بين أرباب التواريخ في أوّل زمان رفع المنع الحكومي عن التحدّث بأحاديث النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

و أوّل من نهى عن كتابة الحديث هو عمر بن الخطّاب، حيث نهى النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عن كتابة ما لم يضلّوا بعده فقال ما قال، و كان ابن عبّاس يقول: الرزيّة كلّ الرزيّة ما حال بين رسول اللّه و بين أن يكتب

ص: 145

لهم ذلك الكتاب من اختلافهم و لغطهم، و عن أبي بكر أنّه قال: ... فلا تحدّثوا عن رسول اللّه شيئا، فمن سألكم فقولوا: بيننا و بينكم كتاب اللّه، فاستحلّوا حلاله و حرّموا حرامه (1).

و كان عمر شديد المنع من رواية الأحاديث.

و المتدبّر يفهم أنّ ذلك لم يكن منهم إلّا لعلّة سياسيّة، و هي المنع عن روايات فضائل أهل البيت، سيّما أمير المؤمنين علي عليه السلام، لأنّها توجب الوهن في حكوماتهم، و تعلن مخالفتهم للنصوص، و توجب ميل القلوب إلى أهل البيت عليهم السلام.

الرابع: عدم نقل بعض القرائن الحاليّة و المقاميّة الّتي لها دخل في فهم المخاطب مراد المتكلّم من كلامه، بحيث يكون خلوّ الكلام من هذه القرائن أو عدم التفات بعض الحاضرين بها موجبا لاستظهار معنى آخر من حاق لفظه.

الخامس: تقطيع الحديث، و رواية بعضه الّذي تعلّق بنقله غرض الراوي، من بيان حكم، أو إثبات أمر، أو غير ذلك، سواء وقع التقطيع في ألفاظ الحديث و متنه أو وقع في نقل مضمونه، و لا ريب أنّ ذلك ربّما يؤثّر في دلالة الكلام على مدلوله الواقعي أو بعض مداليله، فلعلّ التقطيع لا يضرّ باستفادة ما أراد المقطّع من الكلام، و لكن يضرّ باستفادة السائرين أو سائر ما يستفاد من الكلام من امور كان دالّا عليها لو لا التقطيع.

السادس: كلّ ذلك يكون و ليس لأحد عمد في إيقاع الاختلاف و الاشتباه، و قد يتحقّق بالعمد، و سوء النيّة، و الأغراض الفاسدة سيّما السياسيّة منها، و هذا تارة يتحقّق بوضع الحديث رأسا، و تارة بزيادة أمر فيه، أو إسقاط جملة منه، ممّا- ربّما- يعرفه الخبير بالأحاديث و الأسناد.

السابع: ممّا يؤثّر في وقوع الاختلاف في الأحاديث جهة الصدور، فإنّ الأصل في المحاورات أن يكون جهة صدور الكلام عن المتكلّم بيان مفاده العرفي و الظاهري، و إذا كان جهة صدور الكلام فيه أمرا آخر، مثل: المزاح، أو الحذر من الضرر و وقوع الفتنة، أو التقيّة، فينفي مثلا أمرا أثبته جدّا في كلامه الآخر، و يقول: إذا كان في مقام التقيّة مثلا: (لا) في مقام (نعم)، فيقع التعارض بين الكلامين، و لا يدري من ليس عارفا بالحال، و لا معرفة له بمقاصد المتكلّم و آرائه الظاهرة أن أيّهما المراد، فيحكم بالتعارض.

ثمّ إنّه بعد ما عرف أنّ الاختلاف إنّما يقع بسبب من الأسباب المذكورة، ففي كلّ مورد تحقّق التعارض بين الخبرين بالتباين لا بدّ من العمل بالقواعد المذكورة في باب التعادل و الترجيح، من ملاحظة المرجّحات السنديّة، ثمّ الجهتيّة، ثمّ الدلاليّة، مثلا: يؤخذ برواية كان راويها ضابطا حافظا، أو أضبط و أحفظ دون غيرها، أو رواية لا يمكن حملها على صدورها لغير جهة بيان الواقع دون ما يجوز ذلك فيه، و يمكن حمل صدورها بملاحظة بعض الشواهد و القرائن على التقيّة أو جهة اخرى، أو يؤخذ بالرواية المنقولة بألفاظها، أو ما لم يقع فيه التقطيع

ص: 146


1- ( 1) تذكرة الحفّاظ: ج 1 ص 3.

على المنقول بالمضمون، أو ما وقع فيه التقطيع، و كذا يؤخذ بما هو موافق لعموم الكتاب أو إطلاقه، دون المخالف لواحد منهما(1).

و إن كان الخبران من جميع ما ذكر في باب المرجّحات، خارجيّة كانت أم داخليّة، متساويين متكافئين، فلا ترجيح لأحدهما على الآخر، فيتساقطان و لا يحتجّ بواحد منهما.

و لا يخفى عليك أنّ ما ذكرناه من إعمال المرجّحات، و الأخذ بما فيه جهة من جهات الترجيحات العرفيّة أو الشرعيّة- كما صرّحنا به- لا يجري إلّا في الأخبار المأثورة في فروع الدين، و ما يراد منه العمل دون الاعتقاد، و أمّا ما يطلب فيه الاعتقاد فلا يحتجّ فيه بخبر الواحد السليم عن المعارض، فضلا عن غيره، إلّا إذا كان مقطوع الصدور و الدلالة، كالخبر المتواتر المقطوع صدوره.

فعلى هذا لا يحتجّ بخبر الواحد المظنون صدوره في تفاصيل علائم المهدي عليه السلام، و أوصافه، و خصائصه، و غير ذلك من الامور الّتي المطلوب فيها هو الاعتقاد بها، سواء كان له معارض من سائر الأخبار أم لا.

[ما يقال في الأخبار الواردة في مدّة ملكه و دولته]

إذا عرفت ما تلونا عليك فاعلم: أنّه ربّما يقال في الأخبار الواردة في مدّة ملكه و دولته عليه السلام: إنّها بما فيها من الاختلاف في تعيين تلك المدّة أكثرها لقلّة ما عيّن فيه من سنيها لا يناسب هذا الظهور المبشّر به على لسان الأنبياء، المفسّر به آيات من القرآن الكريم، مثل قوله تعالى:وَ لَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ ...(2) و قوله تعالى: وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا ...(3) و قوله تعالى: وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ ...(4) و يقع (أي الظهور) بعد وقوع البشريّة طول تاريخ مجتمعها و مدنيّتها تحت سلطان ظلم الظالمين، و أنواع الاضطهاد، و ليس هذا إلّا مثل أن يبشّر مسجون حكم عليه بالسجن الدائم، و مات أبوه و أجداده قبله في السجن: إنّك ستخلص من السجن في آخر ساعة أو يوم

ص: 147


1- ( 1) و أمّا الخبر المعارض لواحد منهما إذا لم يكن مبتلى بالمعارض فهو حجّة إذا كان واجدا لشرائطها فيخصّص أو يقيّد به عموم الكتاب أو إطلاقه، دون ما إذا كان تعارضه مع الكتاب بالتباين فإنّه لا يجوز الأخذ و الاحتجاج به.
2- ( 1) الأنبياء: 105.
3- ( 2) القصص: 5.
4- ( 3) النور: 55.

من حياتك، فمستقبلك يكون بذلك مستقبل خير و أمن و عدل. أ ليس له أن يقول: ما قيمة هذا في جنب هذا السجن الطويل الّذي فقدت فيه أبي و جدّي و ...، و رأيت فيه أنواع المحن و الفتن.

اذن فيقال: ما قيمة سبع سنين، أو تسع، أو تسع عشرة و أشهر، أو عشرين، أو ثلاثين، أو أربعين، في حساب مكث البشريّة طوال تاريخها الطويل في الشدائد و المحن و الظلم و الجور.

و الجواب عن ذلك: أنّه قد ظهر لك أنّه لا اعتداد بأخبار الآحاد في مثل هذه الامور الّتي لا يأتي الاعتقاد بها منها، و حيث لم يصل إلينا خبر قطعي من الرسول الصادق المصدّق صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و من أوصيائه و ورثة علمه بتعيين مدّة ملكه، فنترك الاحتمالات بحالها، فمنها: أنّها على ما في بعض الأخبار تبلغ ثلاثمائة و تسع سنين، و منها:

امتداد الزمان، فيكون يوم كشهر، و شهر كسنة، و لا بعد، فإنّه كما يوسع المكان و الفضاء، قال اللّه تعالى: وَ إِنَّا لَمُوسِعُونَ (1) يوسع اللّه تعالى الزمان، قال الشبلنجي: السنة من سنيه مقدار عشر سنين (2).

و قال البكري في الهدية: و الّذي يلوح للسرّ الممنوح أنّه يمتدّ الزمان، و يتّسع له الأوان (3).

و يؤيّد ما قالاه بعض الأخبار. و منها: أنّها يمتدّ نظامها بامتداد الرجعة على بعض التفاصيل المذكورة في الأخبار، و منها غير ذلك.

فإن قلت: قد علم ذلك ممّا ذكرت، و لكن لنا ردّ هذه الأخبار الواردة في مدّة ملكه، سيّما ما حدّدتها بمدّة قصيرة، مثل: الخمس، و السبع، و التسع، و نحو ذلك بالبيان السابق.قلت: أوّلا: يمكن حمل المدّة المعلومة في هذه الأخبار على الرمز، بشهادة خبر «عقد الدرر»(4)

عن أمير المؤمنين عليه السلام، و خبر «الإرشاد»(5) عن أبي عبد اللّه عليه السلام، و بعد هذا الاحتمال لا يجوز ردّه.

و ثانيا: نقول: لم لا يجوز أن تكون مدّة حكمه عليه السلام في كمال استيلائه و سلطنته على الشرق و الغرب، و امتلاء الأرض بالعدل و القسط، عوضا عن المدّة الّتي تمتلئ الأرض من الظلم و الجور، و خفاء الحقّ حتّى لا يقول أحد: اللّه، إلّا متخفّيا؟

ص: 148


1- ( 1) الذاريات: 47.
2- ( 2) نور الأبصار: ص 189.
3- ( 3) العطر الوردي: ص 70.
4- ( 4) تقدم تحت الرقم 1199.
5- ( 1) تقم تحت الرقم 1203.

و أمّا الجور الّذي لا يعمّ البسيطة، و الباطل الّذي يعرض الحقّ قباله فهو أمر يقتضيه طبع هذا العالم المادي، و لا يزول إلّا في مدّة غلبة حكمه على جميع الأرض.

و لا نقول هذا إلّا على سبيل إبداء الاحتمال، و بيان عدم جواز ردّ هذه الأخبار و الحكم عليه بالبطلان كلا أم بعضا. و نسأل اللّه الهداية و الأمن من الزلّة و الضلالة.

هذا و اعلم أنّ العلامة المجلسي- قدّس سرّه- قال في مقام الجمع بين هذه الأخبار المختلفة في أيّام ملكه عليه السلام: بعضها محمول على جميع مدّة ملكه، و بعضها على زمان استقرار دولته، و بعضها على حساب ما عندنا من السنين و الشهور، و بعضها على سنيه و شهوره الطويلة، و اللّه يعلم (1).

و قال الشريف البرزنجي: وردت في مدّة ملك المهدي روايات مختلفة، ففي بعض الروايات: يملك خمسا أو سبعا أو تسعا بالترديد، و في بعضها: سبعا، و في بعضها: تسعا، و في بعضها: إن قلّ فخمسا و إن كثر فتسعا، و في بعضها: تسع عشرة سنة و أشهرا، و في بعضها:

عشرين، و بعضها: أربعة و عشرين، و بعضها: ثلاثين، و بعضها: أربعين منها تسع سنين يهادن فيها الروم.

قال ابن حجر في «القول المختصر»: و يمكن الجمع على تقدير صحّة الكلّ بأنّ ملكه متفاوت الظهور و القوّة، فيحمل الأكثر على أنّه باعتبار جمع مدّة الملك، و الأقلّ على غاية الظّهور و الأوسط على الوسط، انتهى.

قلت: و يدلّ على ما قاله وجوه:الأوّل: أنّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم بشّر امّته و خصوصا أهل بيته ببشارات، و أنّ اللّه يعوّضهم عن الظلم و الجور قسطا و عدلا، و اللائق بكرم اللّه أن تكون مدّة العدل قدر ما ينسون فيه الظلم و الفتن، و السبع و التسع أقلّ من ذلك.

الثاني: أنّه يفتح الدنيا كلّها كما فتحها ذو القرنين و سليمان، و يدخل جميع الآفاق كما في بعض الروايات، و يبني المساجد في سائر البلدان و يحلّي بيت المقدس، و لا شكّ أنّ مدّة التسع فما دونها لا يمكن أن يساح (2) فيها ربع أو خمس المعمورة سياحة، فضلا عن الجهاد و تجهيز العساكر و ترتيب الجيوش و بناء المساجد و غير ذلك.

الثالث: أنّه ورد أنّ الأعمار تطول في زمنه كما مرّ في سيرته، و طولها فيه مستلزم لطوله، و إلّا لا يكون طولها في زمنه، و التسع و ما دونه ليست من الطول في شي ء.

ص: 149


1- ( 2) بحار الأنوار: ج 52 ص 280.
2- ( 1) هذا في زمانه و في زماننا أمكن سياحة جميع المعمورة بمدّة أقلّ من ذلك بكثير، تعدّ بالأيّام و الساعات.

الرابع: أنّه يهادن الروم تسع سنين. الخ (1) و نحوه قاله السفاريني (2)، و الصبّان (3)،

و شارح القطر الشهدي (4)، و غيرهم.

أقول: يؤيّد ما قاله البرزنجي من أنّ الأعمار تطول الخبر الّذي رواه المفيد في «الإرشاد»، و الشيخ في «الغيبة» عن المفضّل بن عمر و إن كان لا يخلو من الغرابة، ففيه: روى المفضّل بن عمر قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: إنّ قائمنا إذا قام أشرقت الأرض بنورها، و استغنى العباد عن ضوء الشمس، و ذهبت الظلمة، و يعمر الرجل في ملكه ...

الحديث (5).

و لا يخفى عليك أنّا ذكرنا ما ذكرنا عن العلامة المجلسي- قدّس سرّه- و البرزنجي و غيرهما استطرادا، و إلّا فالتحقيق المعتمد عليه في هذا الموضوع ما ذكرناه، و اللّه تعالى أعلم.

[رسالة] حول الأخبار المأثورة في الدجّال

[الأخبار من العامّة من حيث المتن على طائفتين:]

اعلم أنّ الأخبار المخرّجة في جوامع حديث العامّة و صحاحهم و مسانيدهم في الدجّال كثيرة جدّا، أخرجوها عن أكثر من أربعين صحابيّا و صحابيّة، مثل: أبي سعيد، و جابر بن عبد اللّه، و ابن عمرو، و أبي بكر، و حذيفة، و ابن مسعود، و عبد اللّه بن مغنم، و معاذ بن جبل، و اسامة، و سمرة بن جندب، و أبي بكرة، و أبي امامة، و النوّاس بن سمعان، و ابيّ بن كعب، و أبي عبيدة، و سلمة بن الأكوع، و عمرو بن عوف، و عبد اللّه بن بشير، و فاطمة بنت قيس، و أبي هريرة، و عبادة بن الصامت، و عمران بن حصين، و المغيرة بن شعبة، و عائشة، و ابن عبّاس، و سعدة، و أبي الدرداء، و أمّ سلمة، و أسماء بنت يزيد، و هشام بن عامر، و مجمع بن جارية، و غيرهم و قد ادّعوا تواترها، و قال بعضهم: إنّ أخباره تحتمل مجلّدا، كما أفردها بالتأليف غير واحد منهم؛ كأبي عمرو الداني.

ص: 150


1- ( 1) الإشاعة: ص 105 و 106.
2- ( 2) لوائح الأنوار الإلهيّة: ص 20.
3- ( 3) إسعاف الراغبين: ص 140 و 141.
4- ( 4) العطر الوردي: ص 70.
5- ( 5) إرشاد المفيد: ص 363 ف ذكر مدّة ملك القائم؛ غيبة الشيخ: ص 280 ف صفاته و منازله و سيرته.

و الظاهر من أرباب الجوامع و أئمّتهم في الحديث الاعتماد على هذه الأخبار، و الاحتجاج بها، و شدّة الإنكار على من ينكرها، مع ما في إسناد أكثرها من العلل، و الذي ينبغي أن يقال: إنّ هذه الأخبار من حيث المتن على طائفتين:

إحداهما: ما ليس فيه ما يخالف ضرورة العقل و النقل

، و يؤيّد بعضه بعضا، فشأن هذه الطائفة و شأن سائر أخبار الملاحم سواء، فإن ثبت الإخبار بها عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يجب قبولها و الإيمان بها، كرواية خروج شخص في آخر الزمان لقّب في لسان هذه الأخبار بالدجّال، يدّعي الالوهيّة، و يدعو الناس إلى نفسه، و يصدر منه بعض التمويهات، و تغطية الباطل بالحقّ، يهلك بإضلاله جماعات من الناس، يؤمنون به طمعا أو خوفا، أكثر أتباعه العثمانيّون و اليهود و النساء ....

و هذه مثل: رواية الفتن و المسند و غيرهما عن هشام بن عامر، و حديث مسلم عن أمّ شريك، و حديث أبي داود عن عمران بن حصين فيمن سمع بالدجّال، و حديث مسلم عن المغيرة: هو أهون على اللّه من ذلك (يعني: من أن يكون معه جبال من خبز و لحم، و نهر من ماء)، و حديث أنس و أبي هريرة و عائشة و ابن عبّاس و سعد و عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه و غيره: اللّهمّ إنّا نعوذ بك من عذاب جهنّم ... و من فتنة المسيح الدجّال، و حديث أبي داود عن أبي الدرداء: من حفظ عشر آيات...، و حديث مسلم عن نافع بن عيينة: تغزون جزيرة العرب ... ثمّ يغزون الدجّال فيفتحه اللّه تعالى، و حديث أحمد عن معاذ بن جبل: ...

عمران بيت المقدس و خراب يثرب و الملحمة و فتح القسطنطينيّة و خروج الدجّال في سبعة أشهر، و حديث مسلم عن حذيفة، و الفتن عن حذيفة بن اليمان، و حديثه الآخر عن أنس، و حديث ميزان الاعتدال عن زيد بن وهب عن حذيفة، و حديث المسند عن أبي وائل عن حذيفة، و حديث المسند عن أبي ذر، و حديث أبي ظبيان عن عليّ عليه السلام، و خبر أحمد عنه عليه السلام: غير ذلك أخوف لي عليكم، و خبر أحمد عن جابر الّذي فيه: و أكثر من يخرج إليه من النساء و فيه: و يكون معه سبعون ألفا من اليهود، و خبر أحمد عن هشام بن عامر: أنّ رأس الدجّال من ورائه حبك حبك فمن قال: أنت ربّي افتتن، و من قال: كذبت ربّي اللّه عليه توكّلت فلا يضرّ، أو قال: فلا فتنة عليه، و خبره عن ابن عمر فيه:

ص: 151

أكثر من يخرج إليه النساء، و خبره عن عثمان بن أبي العاص فيه: أكثر من معه اليهود و النساء(1)،

و في هذا الخبر إشارة إلى ظهور المهدي عليه السلام إذ فيه: فبينما هم كذلك (أي المسلمون في المجاعة الشديدة و غيرها) إذ نادى مناد من السحر: يا أيّها الناس أتاكم الغوث (ثلاثا).

و هناك من الأحاديث أكثر ممّا ذكرناه، فلا نطيل الكلام بنقل أكثر من ذلك.

و هذه الطائفة من حيث المضمون يكون احتمال وقوع مضمونها مقبولا لا يرى في وقوعه مانع من العقل أو الشرع، و لا يجوز ردّ احتمال وقوعه بمجرّد الاستبعاد و الاستغراب بعد ما جاء أغرب منه في الملاحم الّتي اخبر عنها في الكتاب و السنّة الصحيحة.

نعم في إسناد كثير منها علل توجب ضعفها و تركها، و عدم الوثوق بصدورها و من حدّث بها، و مع ذلك لا يكون هذا مجوّزا لحمل هذه الأخبار على خلاف ظاهرها و الأخذ بها، بل يعامل معها بقاعدة الإمكان.

لا يقال: ربّما تكون هذه الأخبار العليلة من الكثرة بحيث توجب اليقين بالتواتر الإجمالي أو المعنوي، و بعبارة اخرى: توجب كثرتها اليقين بصدور بعضها و لو واحد منها، أو اليقين بصدور مضمون ما اتّفق عليه الكلّ الّذي نعبّر عنه بالتواتر المعنوي، فإنّه يقال: لا بأس بذلك، إلّا أنّ هذا أيضا لا يوجبحمل ما تواترت عليه الأخبار بالإجمال أو بالمعنى على خلاف الظاهر، و تأويله بمجرّد الاستغراب، و لا حمل سائر ما تضمّنته هذه الأخبار المحقّقة للتواتر على خلاف الظاهر، كما سيأتي بيان ذلك.

[الثانية: الّتي لا يصحّ حملها على ظاهرها عقلا أو شرعا]

و أمّا الطائفة الثانية: و هي الّتي لا يصحّ حملها على ظاهرها عقلا أو شرعا، و يترك ظاهرها مطلقا و إن وجد فيها (و لا يوجد) ما لا بأس بسنده، فهي أيضا من طرق أهل السنّة كثيرة جدّا، فيها من الأعاجيب و الأقاصيص امور لا تقبلها النفوس السليمة، و العقول المستقيمة المؤمنة بالدعوة المحمّديّة البيضاء، و الرسالة الّتي هي أحكم الرسالات و أتمّها، المنزّهة عن المجون و الخرافات.

و هذه مثل: خبر الجساسة و الدجّال الّذي رووه عن فاطمة بنت قيس، و ما رووه في ابن صيّاد، و خبر مسلم عن جابر الذي فيه: أنّ له حمارا يركبه عرض ما بين اذنيه أربعون ذراعا، و أنّ معه جبالا من خبز، و أنّ معه نهرين، و خبره عن النوّاس بن سمعان، و خبره أيضا عن أبي الودّاك عن أبي سعيد، و خبر أحمد أيضا عن ابي الوداك عنه و خبر احمد عن أسماء بنت يزيد، و خبر ابن ماجة عن أبي امامة، و خبر أحمد عن سفينة، و خبر

ص: 152


1- ( 1) قال محقّق( نهاية البداية و النهاية):« أكثر من معه اليهود و النساء» إشارة الى أنّ الدجّال يستعين في بثّ سمومه باليهود أهل الغدر، و بالجنس حبالة الشيطان، و اليهود منذ كانوا يتّخذون من الجنس وسيلة للوصول إلى أغراضهم الخبيثة، و مقاصدهم السيّئة.

الطبراني عن مجاهد عن ابن عمرو، و خبر أحمد عن الحسن البصري عن عائشة، و مرسل محسن البصري الّذي رواه الذهبي عنه، و خبر الطبراني عن سلمة بن الأكوع، و الخبر الّذي رواه ابن المنادى عن أمير المؤمنين علي عليه السلام، و خبر حذيفة الّذي فيه: يخرج الدجّال عدوّ اللّه و معه جنود من اليهود و أصناف من الناس، و معه جنّته و ناره، و رجال يقتلهم ثمّ يحييهم، و معه جبل من ثريد، و نهر من ماء ...، و فيه:

يبعث اللّه إليه الشياطين من مشارق الأرض و مغاربها، فيقولون له:

استعن بنا على ما شئت، فيقول: نعم انطلقوا فأخبروا الناس أنّي ربّهم، و أنّي قد جئتهم بجنّتي و ناري، فتنطلق الشياطين فيدخل الرجل أكثر من مائة شيطان، فيتمثّلون له بصورة والده و إخوته و مواليه و رفيقه، فيقولون: يا فلان أ تعرفنا؟ فيقول لهم الرجل: نعم هذا أبي و هذه امّي و هذه اختي و هذا أخي، و فيه: تكذيب الرجل إيّاهم، فيقول الرجل:

كذبتم ما أنتم إلّا شياطين و هو الكذّاب ...، و خبر نعيم في الفتن عن ابن مسعود الّذي فيه: بين اذني حمار الدجّال أربعون ذراعا، و خطوة حماره مسيرة ثلاثة أيّام، و أنّه يحبس الشمس حتّى يجعل اليومكالشهر(1)،

و خبر أبي هريرة: يخرج الدجّال على حمار أحمر ما بين اذنيه سبعون ذراعا(2)،

و غير هذه من الأخبار المعارضة للعقل أو الشرع التي يكذّبها مضمونها، الواردة من طرق أهل السنّة، و المخرّجة من جوامعهم المعتبرة، و أصحّ كتبهم في الحديث.

هذا و قد حكم أخيرا بعدم صحّة هذه الأخبار، و كونها مكذوبة على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و استنكرها استنكارا شديدا بعد أن كان السلف من عظماء محدّثيهم و غيرهم معتمدين عليها، مصرّين بحفظها، كأنّ الإيمان بمضامينها من أركان الإسلام، جمع من كتّابهم في مصر و غيرها، فخرجوا على أسلافهم، و على صحاحهم و جوامعهم، و إليك بعض كلمات كاتب من هؤلاء:

قال في خبر الفتن عن ابن مسعود الّذي فيه امور وقوعها يناقض حكمة اللّه تعالى و عدله: «كان الرسول عليه السلام يتكلّم بكلام لو أراد العادّ أن يعدّه لعدّه، و كان حديثه لباب الحكمة و مصاصها، فأين هنا القصص الخياليّ من ذلك النور المثاليّ؟ و أين التوجيه الرشيد و القول السديد من هذا الخلط المسرف على الحقّ؟ تنزّه الرسول صلوات اللّه عليه و سلامه عن أن يقول هذا القول أو بعضا منه. هذا من حيث المعنى، و أمّا من حيث المبنى فإنّ هذا الكلام بعيد عن بلاغة النبيّ بعد الظلام عن النور»(3).

ص: 153


1- ( 1) الفتن لنعيم بن حمّاد: ج 7 ص 299.
2- ( 2) المصدر نفسه.
3- ( 1) نهاية البداية و النهاية: ج 1، ص 161.

و قال في خبر الداري من رؤية الجساسة و الدجّال الّذي رواه مسلم: «هذا الحديث عليه طابع الخيال، و سمة الوضع، الأمر الّذي يجعلنا ننفي صدوره عن الرسول عليه [و آله] السلام الّذي لا يقول إلّا الحقّ، و لا ينطق عن الهوى ...»(1).

و قال أيضا في هذا الحديث الّذي رواه أحمد و غيره أيضا: «الغرابة بكلّ غيومها تحيط بهذا الحديث الّذي يرفض القلب و العقل معا التصديق بصدوره عن الرسول العظيم صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم»(2).

و قال في خبر أحمد و غيره عن ابن صيّاد: «أين العهد لهذا الدجّال المدّعي للنبوّة و الرسالة في مواجهة خاتم الأنبياء و المرسلين عليه و عليهم أزكى صلوات اللّه، إنّ هذا المقطع من الحديث يقطعلأوّل وهلة بعدم صحّته، و كيف يمكن التسليم بصحّة هذه القصّة مع أنّ مضامينها و خطواتها تنفي بنفسها حتّى وقوعها؟»(3).

و قال فيه أيضا: «كيف يشفق الرسول من طفل معجون بالأكاذيب على افتراض أنّه وجد حقيقة؟» و قال: «هل الطفل مكلّف؟ و هل يبلغ اهتمام الرسول بهذا المزعوم أن يقف إليه و يسأله هذا السؤال؟ و هل من المعقول أن ينتظر حتّى يتلقّى جوابه؟ و هل من المقبول أن يسمح له بهذا الجواب الكافر المدّعي للنبوّة و الرسالة؟ و هل يبعث اللّه أطفالا؟ أسئلة نسوقها إلى اولئك الّذين يشلّون عقولهم عن التفكير السديد الرشيد (يعني: نقلة هذه الأخبار من أرباب الصحاح و الجوامع إلى التابعين و الصحابة)، لينفضوا عنها غبارا يغطّي عنها كثيرا من الحقائق الّتي قد لا تكون من الدقائق. إنّ ابن صيّاد خرافة جازت على بعض العقول، فعاشت قصّتها في بعض الكتب منسوبة إلى الرسول صلوات اللّه عليه الّذي لا يصدر عنه من القول و الفعل إلّا ما هو لباب الحقّ و مصاصه ...»(4).

و قال في خبر أحمد عن جابر في قوله: و له حمار ...: «هذا الكلام لا يقوله رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم، و ليس للمسلمين أن يصدّقوا صحّة نسبته إليه ...»(5).

ص: 154


1- ( 2) المصدر نفسه: ج 1، ص 96.
2- ( 3) المصدر نفسه: ج 1، ص 101.
3- ( 1) نهاية البداية و النهاية: ج 1، ص 103.
4- ( 2) المصدر نفسه: ج 1، ص 104.
5- ( 3) المصدر نفسه: ص 105.

و قال مستنكرا على عبد الرحمن المحاربي الّذي قال في خبر ابن ماجة عن أبي امامة: ينبغي أن يدفع هذا الحديث إلى المؤدّب حتّى يعلّمه الصبيان في الكتّاب: «كيف يعلّم صبيان المسلمين مثل هذا القول الّذي لا يمكن تصديقه، و هو منسوب زورا إلى الرسول عليه السلام؟»(1).

هذا و لا يخفى عليك أنّ ما ذكره في ردّ هذه الطائفة من الأخبار، و تخطئة مخرّجيها المعتمدين عليها، و المؤمنين بما فيها، صحيح لا خفاء فيه، لتضمّنها امورا يستحيل وقوع بعضها، أو يكون مخالفا للأغراض المنطقيّة للنبوّات و حكمة اللّه تعالى في إرسال الرسل و إنزال الكتب و هداية الخلق و امتحانهم، و منافيا للطفه بعباده، حتّى لا يكون للناس عليه حجّة و يهلك من هلك عن بيّنة و يحيي من حيّ عن بيّنة.

مضافا إلى ذلك يجب ترك هذه الأخبار و إن كانت مخرّجة في أصحّ كتبهم و أشهرها؛ كالبخاري و مسلم و المسند، بضعف إسناد جلّها لو لا الكلّ عندنا، و أمثال هذه الروايات ممّا يردّه العقل في صحاحهم و مسانيدهم و غيرها كثيرة جدّا، ينفى صدورها عن الرسول الأعظم صلّى اللّه عليه و آلهو سلّم الّذي أرسله اللّه تعالى بالدين الواضح، و الطريق اللائح، الدين الحنيف الّذي وصفه اللّه سبحانه فقال: فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها(2)، و قال: قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَ مَنِ اتَّبَعَنِي (3).

[تنبيهات]

و ينبغي هنا بيان تنبيهات:

[التنبيه الأوّل: هل الدجّال شخص بعينه، يخرج في آخر الزمان]

الأوّل: الظاهر أنّه- كما أشرنا إليه- قد اتّفق كلمات السلف من العامّة إلّا الشاذّ منهم على أنّ الدجّال شخص بعينه، يخرج في آخر الزمان.

قال الكرماني (شارح صحيح البخاري): «هو شخص بعينه، ابتلى اللّه به عباده، و أقدره على أشياء من مقدورات اللّه تعالى، من إحياء الميّت، و اتّباع كنوز الأرض، و إمطار السماء، و إنبات الأرض بأمره، ثمّ يعجزه تعالى بعد ذلك فلا يقدر على شي ء منها، و هو يكون مدّعيا للإلهيّة، و هو في نفس دعواه مكذّب بصورة دعواه و حاله، بانتقاصه بالعور و عجزه عن إزالته عن نفسه، و عن إزالة الشاهد بكفره المكتوب بين عينيه.

ص: 155


1- ( 1) نهاية البداية و النهاية: ج 1، ص 115.
2- ( 2) الروم: 30.
3- ( 3) يوسف: 108.

فإن قلت: إظهار المعجز على يد الكذّاب ليس بممكن.

قلت: إنّه يدّعي الإلهيّة، و استحالته ظاهر، فلا محذور فيه، بخلاف مدّعي النبوّة فإنّها ممكنة، فلو أتى الكاذب فيها بمعجزة لالتبس النبيّ بالمتنبّئ.

فإن قلت: ما فائدة تمكينه من هذه الخوارق؟ قلت: امتحان العباد»(1).

و قال ابن الأثير في النهاية: «قد تكرّر ذكر الدجّال في الحديث، و هو الّذي يظهر في آخر الزمان، يدّعي الالوهيّة، و فعّال من أبنية المبالغة، أي يكثر منه الكذب و التلبيس»(2).

و في لسان العرب: «و الداجل المموّه الكذّاب، و به سمّي الدجّال، و الدجّال: هو المسيح الكذّاب، و إنّما دجله لسحره و كذبه. ابن سيدة:المسيح الدجّال رجل من يهود، يخرج في آخر هذه الامّة، سمّي بذلك لأنّه يدجل الحقّ بالباطل، و قيل: بل لأنّه يغطّي الأرض بكثرة جموعه، و قيل: لأنّه يغطّي على الناس بكفره، و قيل: لأنّه يدّعي الربوبيّة، سمّي بذلك لكذبه، و كلّ هذه المعاني متقارب، قال ابن خالويه: ليس أحد فسّر الدجّال أحسن من تفسير أبي عمرو، قال: الدجّال المموّه، يقال:

دجلت السيف موّهته و طليته بماء الذهب، ... إلى أن قال: و قد تكرّر ذكر الدجّال في الحديث، و هو الّذي يظهر في آخر الزمان يدّعي الإلهيّة، و فعّال من أبنية المبالغة، أي يكثر من الكذب و التلبيس. الأزهري: كلّ كذّاب فهو دجّال، و جمعه دجّالون، و قيل: سمّي بذلك لأنّه يستر الحقّ بكذبه»(3).

و قال النووي في شرح مسلم (باب ذكر الدجّال): هذه الأحاديث الّتي ذكرها مسلم و غيره في قصّة الدجّال حجّة لمذهب أهل الحقّ في صحّة وجوده، و أنّه شخص بعينه، ابتلى اللّه به عباده، و أقدره على أشياء من مقدورات اللّه تعالى، من إحياء الميّت الّذي يقتله، و من ظهور زهرة الدنيا و الخصب معه، و جنّته، و ناره، و نهريه و اتّباع كنوز الأرض له، و أمره السماء أن تمطر فتمطر، و الأرض أن تنبت فتنبت، فيقع كلّ ذلك بقدرة اللّه تعالى و مشيئته، ثمّ يعجزه اللّه بعد ذلك، فلا يقدر على قتل ذلك الرجل و لا غيره، و يبطل أمره، و يقتله عيسى بن مريم عليه السلام، و يثبّت اللّه الّذين آمنوا. هذا مذهب أهل السنّة، و جميع المحدّثين و الفقهاء و النظّار، خلافا لمن أنكره و أبطل أمره من الخوارج و الجهميّة و بعض المعتزلة، و خلافا للبخاري المعتزلي و موافقيه من الجهميّة و غيرهم، في أنّه صحيح الوجود، و لكن الّذي يدّعي مخارف و خيالات لا حقائق لها، و زعموا أنّه: لو كان حقّا لم

ص: 156


1- ( 1) شرح الكرماني: ج 24 ص 185.
2- ( 2) النهاية: ج 2 ص 102 مادّة« دجل».
3- ( 1) لسان العرب: ج 11 ص 236- 237 مادّة« دجل».

يوثق بمعجزات الأنبياء صلوات اللّه عليهم، و هذا غلط من جميعهم؛ لأنّه لم يدّع النبوّة، فيكون ما معه كالتصديق له، و إنّما يدّعي الالوهيّة، و هو في نفس دعواه مكذّب لها بصورة حاله، و وجود دلائل الحدوث فيه، و نقص صورته، و عجزه عن إزالة العور الّذي في عينيه، و من إزالة الشاهد بكفره المكتوب بين عينيه، و لهذه الدلائل و غيرها لا يغترّ به إلّا رعاع من الناس تقيّة و خوفا من أذاه، أو رغبة في سدّ الزمن؛ لأنّ فتنته عظيمة جدّا، تدهش العقول، و تحيّر الألباب، مع سرعة مروره في الأمر، فلا يمكث بحيث يتأمّل الضعفاء حاله، و دلائل الحدوث فيه و النقص، فيصدّقه من صدّقه في هذه الحالة، و لهذا حذّرت الأنبياء صلوات اللّه و سلامه عليهم أجمعين من فتنته، و نبّهوا على نقصه و دلائل إبطاله، و أمّا أهل التوفيق فلا يغترّون به، و لا يخدعون لما معه، لما ذكرناه من الدلائلالمكذّبة له، مع ما سبق لهم من العلم بحاله، و لهذا يقول الّذي يقتله ثمّ يحييه: ما ازددت فيك إلّا بصيرة. قال النووي: هذا آخر كلام القاضي (1).

و قال ابن حجر: و قال الخطابي: فإن قيل: كيف يجوز أن يجري اللّه الآية على يد الكافر، فإنّ إحياء الموتى آية عظيمة من آيات الأنبياء، فكيف ينالها الدجّال و هو كذّاب مفتر يدّعي الربوبيّة؟!

فالجواب: أنّه على سبيل الفتنة للعباد، إذ كان عندهم ما يدلّ على أنّه مبطل غير محقّ في دعواه، و هو أنّه أعور، مكتوب على جبهته:

كافر، يقرأه كلّ مسلم، فدعواه داحضة مع و سم الكفر، و نقص الذات و القدر، إذ لو كان إلها لأزال ذلك من وجهه، و آيات الأنبياء سالمة من المعارضة فلا يشتبهان.

ثمّ قال ابن حجر بعد كلام الطّبري: و في الدجّال- مع ذلك- دلالة بيّنة- لمن عقل- على كذبه؛ لأنّه ذو أجزاء مؤلّفة، و تأثير الصنعة فيه ظاهر مع ظهور الآفة به من عور عينيه، فإذا دعا الناس إلى أنّه ربّهم فأسوأ حال من يراه من ذوي العقول أن يعلم أنّه لم يكن ليسوّي خلق غيره و يعدّله و يحسّنه، و لا يدفع النقص عن نفسه، فأقلّ ما يجب أن يقول: يا من يزعم أنّه خالق السماء و الأرض! صوّر نفسك و عدّلها، و أزل عنها العاهة، فإن زعمت أنّ الربّ لا يحدث في نفسه شيئا فأزل ما هو مكتوب بين عينيك.

ثمّ قال ابن حجر: و قال القاضي عياض: في هذه الأحاديث حجّة لأهل السنّة في صحّة وجود الدجّال، و أنّه شخص معيّن يبتلي اللّه به العباد، و يقدره على أشياء؛ كإحياء الميّت الّذي يقتله، و ظهور الخصب و الأنهار، و الجنّة و النار، و اتّباع كنوز الأرض له، و أمره السماء فتمطر، و الأرض فتنبت، و كلّ ذلك بمشيئة اللّه تعالى، ثمّ يعجزه اللّه فلا يقدر على قتل ذلك الرجل و لا غيره ...(2).

ص: 157


1- ( 1) صحيح مسلم بشرح النووي: ج 18 ص 58.
2- ( 1) فتح الباري( شرح صحيح البخاري): ج 16 ص 218- 220( باب لا يدخل الدجال المدينة).

و قال ابن كثير: استدلّ بعضهم على أنّ الخارق قد يكون على يد غير الولي، بل قد يكون على يد الفاجر و الكافر أيضا، بما ثبت عن ابن صيّاد أنّه قال: هو الدّخ حين خبأ له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ، و بما كان يصدر عنه أنّه كان يملأ الطريق اذا غضب حتّى ضربه عبد اللّه بن عمر، و بما ثبتت به الأحاديث عن الدجّال بما يكون على يديه من الخوارق الكثيرة، من أنّه يأمر السماء أن تمطر فتمطر، و الأرض أن تنبت فتنبت، و تتّبعه كنوز الأرض مثل اليعاسيب، و أن يقتل ذلك الشابّ ثمّ يحييه، إلى غير ذلك من الامور المهوّلة. و قد قال يونس بن عبد الأعلى الصدفي: قلت للشافعي: كان الليث بن سعد يقول: إذا رأيتم الرجل يمشي على الماء، و يطير في الهواء، فلا تغترّوا به حتّى تعرضوا أمره على الكتاب و السنّة، فقال الشافعي: قصّر الليث رحمهاللّه، بل إذا رأيتم الرجل يمشي على الماء، و يطير في الهواء، فلا تغترّوا به حتّى تعرضوا أمره على الكتاب و السنّة(1).

هذه كلمات بعض أكابر محدّثي أهل السنّة، و يظهر منها إجماعهم على خروج الدجّال في آخر الزمان، و فتنة الناس به، و أنّه شخص بعينه، بل يظهر منها اتّفاقهم على وقوع جميع التفاصيل المذكورة في أخبارهم، و قد عرفت ممّا سبق أنّ ما يصحّ دعوى تواتر الأحاديث فيه، هو: خروج شخص ملقّب بالدجّال في آخر الزمان، يكثر منه الكذب و التلبيس، و تغطية الحقّ بالباطل، و الإفساد في الأرض.

و أمّا التفاصيل المذكورة في هذه الأحاديث، سيّما الطائفة الثانية منها، فلا تبلغ حدّ التواتر؛ لتفرّد رواتها بها، فحكمها حكم أخبار الآحاد، فإنّها لا توجب علما و اعتقادا بمضمونها؛ لكونها غير قطعيّ الصدور و الدلالة، و لا عملا؛ لعدم ارتباطها بالفروع و الأحكام العمليّة، و النظامات العباديّة و المدنيّة، حتّى تجب العمل بها، و الاحتجاج بها في الفقه، و إن لم يحصل العلم بصدورها أو بدلالتها كما هو مبيّن في اصول الفقه، و دعوى القطع بصدور كلّ واحد من هذه الروايات عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم؛ لأنّها مخرّجة في السنن أو الصحيحين أو نحو ذلك مجازفة جدّا، لا تصدر إلّا من البسطاء و سواذج الناس الّذين لا تبيّن لهم في الأخبار، و لا تحقيق لهم في مضامينها، و لا معرفة لهم بحالات الصحابة و الرواة، و إلّا فكيف يقتنع من كان من أهل التفكير و التعقّل و التحقيق جواز وقوع امور لا يجوّزها العقل، و تنافي ما استقرّت عليه حكمة النبوّات و رسالات السماء، و امتحان اللّه تعالى لعباده جيلا بعد جيل.

ص: 158


1- ( 1) تفسير القرآن العظيم لابن كثير: ج 1 ص 78 منشورات دار المعرفة- بيروت. و في هامشه ما لفظه:« هكذا بالأصل، و هو كما ترى لا فرق بين عبارتي الليث و الشافعي، فتأمّل».

و ما تكلّفوا في الجواب عن ذلك- بأنّه إذا كان فيه ما يكذّب دعواه، و أنّه مبطل غير محقّ، و أنّه عاجز لا يقدر على رفع النقص عن نفسه، و محو كتابة الكفر عن جبهته، فإظهار الخارق على يديه لامتحان العباد جائز لا يخالف حكمة اللّه تعالى و لطفه- غير سديد؛ لأنّه لا وجه لهذا الامتحان الشديد الّذي لا مثيل له في ما امتحن اللّه به عباده، و هل هذا إلّا إعانة المضلّ على إضلاله؟

و إن كنت في ريب من ذلك فتدبّر في قوله تعالى: أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَ يُمِيتُ قالَ أَنَا أُحْيِي وَ أُمِيتُ قالَ إِبْراهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِها مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ(1)، فترى في هذه القصّة أنّ إبراهيم و هو رسول اللّه لهداية عباده لم يحتجّ على منحاجّه، بأنّك ذو أجزاء و أعضاء، و جسمك يكذّب دعوى ألوهيّتك، و أنّك لم تحي الموتى بإخراجك شخصين من السجن، و أمرك بقتل أحدهما و إطلاق الآخر، بل غيّر احتجاجه فقال: فَإِنَّ اللَّهَ ... و هذه سنّة رسالات السماء في هداية الناس، فلمّا رأى إبراهيم أنّ الّذي حاجّه عارضه احتجاجه الأوّل بشبهة ربّما تقع في نفوس بعض الضعفاء غيّر احتجاجه.

و أين هذا من إعطاء اللّه مدّعي الالوهيّة- الدجّال- هذه الخوارق العظيمة المدهشة، فهل تجوّز على حكمة اللّه تعالى إقدار الّذي حاجّ إبراهيم بإحياء الموتى و إتيان الشمس من المغرب، أو تستوحش من ذلك و تقول: لا يمكن ذلك، و لا يجوز في حكمة اللّه تعالى إقدار المدّعي للالوهيّة على الخارق و إن كان هنا على بطلان دعواه ألف دليل؟

إذن فكيف يجوز صدور مثل ذلك منه تعالى للدجّال حتّى إنّه يحبس الشمس فيجعل اليوم كالشهر؟!

هذا و قد عرفت أنّ الشواهد على عدم صحّة هذه الأخبار ليست منحصرة بعدم جواز إقدار اللّه تعالى الكافر على الخارق حتّى يفصّل بين مدّعي الالوهيّة و النبوّة.

و أمّا كلام الليث بن سعد و الشافعي فليس فيه ما يدلّ على أنّ اللّه تعالى يظهر الخارق بيد الكاذب و الفاجر و الكافر، بل يمكن أن يكون مرادهما التأكيد على أنّ المعتبر في معرفة حال كلّ شخص عرض ما هو عليه من الاعتقاد على الكتاب و السنّة، سيّما إذا كان ذا طريقة خاصّة متفرّدا ببعض الأعمال و الآراء مثل: الصوفيّة، و المتّسمين بالعرفاء، و الفلاسفة، و غيرهم من الذين يسلكون في المعارف الإلهيّة و الأخلاق و الرياضات و الدعاء و الأوراد و الأذكار مسالك ربّما لا تنطبق على الشرع أو لم تؤخذ من الشرع، و لهم اصطلاحات غير اصطلاحات أهل الشرع المذكورة في الكتاب و السنة، فهم و ان بلغوا ما بلغوا اذا لم يتكلّموا بالاصطلاحات الشرعية و تكلّموا

ص: 159


1- ( 1) البقرة: 258.

بغيرها من الاصطلاحات المختصة يجب ان يعرض ما هم عليه على الكتاب و السنة و لا يجوز تفسير الشرع بهذه الاصطلاحات كما بنى على ذلك أمره بعض الفلاسفة العرفاء، فلا يقبل من أحد فيما يتعلق بالشرع إلّا ما كان مأخوذا من الشرع و مفهوما منه عند من لا يعرف هذه الاصطلاحات، فاللازم عرض هذه الاصطلاحات على الشرع لا عرض الشرع عليها و تفسيره بها، و الحاصل انّه لا يقبل من أحد أمر و لا يؤخذ بأي طريقة و مسلك اعتقادي أو عبادي إلّا إذا كان مستفادا من الشرع و من الكتاب و السنة و إلّا يجب تركه و الاعراض عنه و إن اتى صاحبه بألف خارق فلا يكون ما ينقل من المرتاضين و ارباب الرياضات الباطلة من صدور بعض الخوارق عنهم على فرض تسليم صحة نقل ذلك دليلا على صحة مذهبهم أو دعواهم بعد ما كان مذهبهم مخالفا للكتاب و السنّة و كذا غيرهم من العرفاء الصوفية المنتحلين الى الاسلام، و اياك أن تغترّ باصطلاحاتهم و بعض حالاتهم الذوقية و الشوقية أو بعباداتهمو قيامهم بالليل و مداومتهم بالأذكار و صدور الخارق منهم و عليك بعرض أمرهم و آرائهم على الكتاب و السنّة.

فهؤلاء الذين يدّعون لأنفسهم القطبية و المرشدية و الشؤون الّتي يعتقدها أهل السلاسل الكثيرة من الصوفية و العرفاء كل سلسلة لقطبهم و لمرشدهم و ان ادّعوا لهم بعض الخوارق يعرض أمرهم على الكتاب و السنّة الثابتة الصحيحة التي دلت على ان هذه السلاسل و المسالك ليست من الاسلام و اربابهما ضالون مضلون.

التنبيه الثاني: [إذا لم يكن دافع عقلي أو شرعيّ لا يجوز حمل ...]

لا يجوز حمل ألفاظ الحديث على خلاف ما يدلّ عليه ظاهره، و تأويله بمجرّد غرابة مضمونه إذا لم يكن هناك دافع عقلي أو شرعيّ منه.

فإذا كان الخبر متواترا يحصل الاطمئنان و الاعتقاد بمضمونه، و في أخبار الآحاد إذا لم يكن الخبر في الفروع و الأحكام و لم يكن محفوفا بالقرائن الّتي توجب العلم بصدوره لا يحصل الإيمان بمضمونه؛ لأنّ الخبر إذا كان غير قطعي الصدور لا يتأتّى منه الإيمان و الاعتقاد، لاحتمال عدم صدوره، أو وقوع اشتباه في نقل متنه.

و أمّا حمله على خلاف ظاهره، فإن كان على سبيل الجزم فهو قول بغير علم، و إن كان على سبيل الاحتمال فلا اعتناء به قبال ظهوره في معناه الّذي لو كان الخبر مقطوع الصدور يوجب الإيمان و الاعتقاد به، و لا يترتّب على إبداء هذا الاحتمال فائدة إذا.

فلا فائدة في التكلّف بحمل أخبار الآحاد الدالّة على تفصيلات أمر الدجّال على خلاف ظاهره، بعد العلم بأنّها لا توجب العلم و العقيدة و لا العمل، مثل حمل ما فيه أنّه مكتوب بين عينيه أنّه كافر بأنّ الكتابة هنا ليس

ص: 160

على الحقيقة، بل كناية عن الأمارات الدالّة على صاحبها، و القراءة معناها أن تلهم النفس المؤمنة بإشراقها ما يبصرها الحقيقة دون امتراء، حتّى لكأنّ الدجّال صفحة مكتوبة بيّنة الكلمات لا يخفى فهمها على أحد، انتهى (1).

أقول: هذا لعب بالحديث و استخفاف به، و ليت شعري من أين و بأيّ قرينة علم أنّ الكتابة هنا ليس على الحقيقة بل هي الكناية عمّا ذكره؟و ما هو الشاهد على ترجيح هذا على ما هو معنى اللفظ بحسب ظاهره العرفي؟ و لم لا يجوز أن يكون ذلك مكتوبا بين عينيه؟

فإن هو زعم أنّ غرابة المعنى قرينة على عدم إرادة المعنى الحقيقيّ ففي القرآن و السنّة الثابتة كثيرا ما يوجد أغرب من ذلك، فالأولى بل الواجب ترك التأويل و الحمل على خلاف الظاهر بمجرّد الغرابة، فإنّه خلاف التسليم و التصديق بما أخبر عنه الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من الامور الغيبيّة، مثل معجزات الأنبياء الّتي يستغربها، بل يحكم بامتناع وقوعها أصحاب المادّة، المؤمنون بالعلل المادّيّة، مثل قلب العصا بالثعبان، و إبراء الأكمه و الأبرص، و غيرها من الخوارق الّتي لا يمكن أن يستند وقوعها إلى أي سبب مادّيّ.

إن قلت: ليس مثل هذا الحمل من التأويل بشي ء، بل هو استظهار المعنى المجازيّ من اللفظ بقرينة غرابة المعنى الحقيقيّ، و لا ريب أنّ ما ذكرنا أقرب المعاني المجازيّة إليه، فنأخذ بقاعدة: إذا تعذّرت الحقيقة فأقرب المجازات إليها يتعيّن.

قلت: لم تتعذّر الحقيقة هنا حتّى يكون أقرب المجازات هو المراد، و مجرّد غرابة المضمون- سيّما في مثل هذه الأخبار- ليست قرينة على إرادة المعنى المجازي، خصوصا مع عدم غرابتها من حيث النوع، فالآيات القرآنيّة و الأحاديث الغريبة في باب الملاحم، و أشراط الساعة، و مشاهد القيامة أكثر من أن تحصى، و القول بجواز تأويلها و حملها على غير معانيها الظاهرة فيها يجعل الدين معرضا للتحريف و التغيير.

و الّذي ينبغي أن يعامل مع هذه الأحاديث المتضمّنة لبعض التفاصيل بالنسبة إلى تفصيل لم يبلغ الأحاديث الواردة فيه حدّ التواتر أولا: النظر في سند الحديث، فإن كان فيه علّة توجب سقوطه عن درجة الاعتبار فلا اعتناء به، و إلّا فإن لم يكن محفوفا بما يوجب العلم بصدوره فشأنه شأن سائر أخبار الآحاد، لا يوجب العلم لعدم العلم بصدوره، و لا يوجب عملا لعدم تضمّنه حكما من الأحكام الشرعيّة حتّى تشمله أدلّة وجوب العمل بالخبر المبيّنة في اصول الفقه، و إن كان هنا قرائن تفيد العلم بصدوره لا يجوز إنكار مدلوله، و يجب قبوله و الإيمان و الإقرار به.

ص: 161


1- ( 1) نهاية البداية و النهاية: ج 1 ص 91.

التنبيه الثالث: [ادّعاء التواتر الإجمالي أو المعنوي و اتفاق المحدّثين فى جوامعنا]

اعلم أنّ ما جاء في مؤلّفات أعلام الشيعة و جوامعهم في الحديث من طرقهم عن أئمّة أهل البيت عليهم السلام، ليس فيه ما يخالف ضرورة العقل أو الشرع، و شأنه و شأن أكثر أحاديث العامّة من الطائفة الاولى الّتي أشرنا إليها سواء.مضافا إلى أنّ أخبارنا في هذا الموضوع قليلة جدّا، لا تبلغ في الكثرة حدّ أخبارهم، و غاية ما يمكن إثباته بالروايات المخرّجة في جوامعنا بادّعاء التواتر الإجمالي أو المعنوي، أو بدعوى اتّفاق المحدّثين و غيرهم من العلماء على خروج الدجّال، و عدم نقل إنكاره من أحد من الشيعة و أئمّتهم عليهم السلام: أنّ الدجّال شخص يظهر في آخر الزمان قبيل ظهور المهدي عليه السلام، يدجل الحقّ بالباطل، يفتتن بكذبه و إغرائه و ستره الحقّ جماعة من الناس.

نعم يوجد في كتب الخاصّة أيضا نزر قليل من الأخبار المشابهة أو الموافقة، متنا أو مضمونا، مع الطائفة الثانية من أخبار العامّة، إلّا أنّها- سوى الخبر الّذي رواه الفضل بن شاذان، عن محمّد بن أبي عمير، عن المفضّل، عن أبي عبد اللّه الصادق عليه السلام- غير مرويّة من طرقنا المنتهية إلى الأئمّة الطاهرين عليهم السلام، مخرّجة بأسانيد عامّيّة، و عن المجاهيل و الضعفاء، مثل الخبر الّذي أخرجه الصدوق في «كمال الدين»(1)

بسنده عن النزال بن سبرة عن أمير المؤمنين عليه السلام.

و قد ذكر بعض هذه الأحاديث في مؤلّفات الشيعة احتجاجا على العامّة، كما ترى- أيضا- في كمال الدين، فإنّه احتجّ عليهم بعد ما أخرج عنهم خبر نافع عن ابن عمر عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

و أمّا رواية المفضّل، فمع الغضّ عن اختلاف علماء الرجال فيه، و تضعيف بعضهم إيّاه، و أنّ مضمونها موافق لأخبار العامّة، لا يوافق اصول مذهبنا، لا يعتدّ بها، لعدم صحّة الاحتجاج بخبر الواحد في غير فروع الدين و الاحكام، فمقتضى عرضها على العقل و الشرع، نفيها أو ردّها إلى أهلها.

و الحاصل: لعلّك لا تجد في أحاديث الخاصّة المرويّة بطرقهم في الدجّال غير خبر المفضّل المرويّ من طرق الآحاد، ما يردّه ضرورة العقل أو الشرع، و هذه المزيّة لم تتحقّق لهم في هذا إلّا بفضل تمسّكهم بالثقلين؛ الكتاب و العترة، و أخذهم العلم عن أهل البيت عليهم السلام، و أمّا غيرهم فمضافا إلى أنّهم خالفوا وصيّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فلم يتمسّكوا بأهل البيت عليهم السلام، و تركوا الرجوع إليهم، و رجعوا إلى أمثال: أبي هريرة، و النصّاب، و الخوارج، و الطواغيت، و كعب الأحبار، أخرجوا في كثير من أبواب العلم، سيّما الإلهيّات و الاعتقاديّات، مثل: خبر ابن الصائد، و بنت قيس لكثيرا، فضلّوا و أضلّوا.

ص: 162


1- ( 1) كمال الدين: ج 2 ب 47 ص 525 ح 1.

و ينبغي أن يعدّ هذا من الشواهد على أنّ ما لم يخرج من هذا البيت، و تفرّد بروايته غير أهل البيت لا يجوز الاعتماد عليه، كما قال مولانا الإمام جعفر الصادق عليه السلام: «شرّقا و غرّبا لن تجدا علماصحيحا إلّا شيئا يخرج من عندنا أهل البيت»(1)، و هذا الّذي نطق به الإمام هو المستفاد من حديث الثقلين الدالّ على عدم افتراق الكتاب و العترة، و عدم خلوّ الزمان من عالم من أهل البيت عليهم السلام، معصوم عن الخطأ.

التنبيه الرابع: [كلمات أصحاب النهضة الحديثة]

لا يخفى عليك أنّ كثيرا من أصحاب النهضة الحديثة الّتي وقع أربابها تحت نفوذ المدنيّة الغربيّة برقائها الماديّ و الصناعي، سعوا في تطبيق الدعوة الإسلاميّة المؤسّسة على الإيمان باللّه و تأثير عالم الغيب في عالم الشهادة على المدنيّات الغربيّة الّتي تأسّست على قواعد ماديّة لم يؤمن مؤمنوها بما وراء المحسوسات و ما لا يدرك بحواسنا الماديّة، بتأويل الآيات و الأحاديث الّتي لا توافق مضامينها الأوضاع الماديّة و الظواهر الطبيعيّة، ففسّروها بما لا يقع مورد استنكار الناشئة الجديدة المؤمنين بالعلل و المعلولات الماديّة، الّذين لا يعرفون من عالم الغيب شيئا، و أصمّت المادّة أسماعهم، و أعمت أبصارهم، و قد كان عليهم أن يقتبسوا من كتاب اللّه تعالى، و يجعلوه أمامهم يهتدوا بهداه، حيث لم يعتن باستبعاد الكفّار و استغرابهم حشر الأجساد، فلم يتنازل عمّا جاء به، بل قرّره و أثبته و حقّقه، فقال عزّ من قائل، حكاية عن استنكارهم و استغرابهم:

وَ قالُوا أَ إِذا كُنَّا عِظاماً وَ رُفاتاً أَ إِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً*(2) ثم ردّ عليهم بقوله تعالى: قُلْ كُونُوا حِجارَةً أَوْ حَدِيداً أَوْ خَلْقاً مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ(3)، و قال تعالى شأنه: وَ ضَرَبَ لَنا مَثَلًا وَ نَسِيَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَ هِيَ رَمِيمٌ قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ وَ هُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ (4).

فمن لم يؤمن باللّه و قدرته و بملائكته و قضائه و قدره، و أنّه ليس أمر ما في عالم المادّة إلّا و هو واقع تحت سيطرة عالم الغيب، و لا يجري إلّا بقضائه و قدره، يستغرب- لا محالة- الحقائق الغائبة عن حواسّه الماديّة من الوحي، و ما أخبر به الأنبياء ممّا لا يدرك بالحواس و معجزاتهم، فليس عنده تفسير لهذه الامور، بل ربّما يستهزئ بها و يرمي قائلها بالجنون.

ص: 163


1- ( 1) بصائر الدرجات: ج 1 ص 10 ح 4، البحار: ج 2 ص 92 ح 20.
2- ( 2) الإسراء: 49.
3- ( 3) الإسراء: 50.
4- ( 1) يس: 78 و 79.

أمّا المؤمن باللّه تعالى فيصدّق جميع ذلك و يدين به، و لا يجوز له أن يؤوّل هذه الحقائق الّتي لا طريق إلى معرفتها إلّا إخبار الصادق المصدّق، النبي و أوصيائه عليهم السلام حتّى لا يستنكرها و لايستهزئ بها من لا يؤمن برسالات السماء، فلا يجوز للمؤمن- مثلا- تفسير الوحي بالوحي النفسيّ، أو تأويل المعجزات الماديّة، مثل: قلب العصا بالثعبان، و إبراء الأكمه و الأبرص، و تكلّم الصبيّ في المهد و غيرها، و كذلك وجود الملائكة و الجنّ، و هذا باب لو قيل بجوازه في النبوّات يجعل جميعها في معرض التأويل و التغيير من كلّ أحد في كلّ أحد في كلّ زمان، فلا يبقى أمر منها بحاله، و ليس بين هذه الطريقة و إنكار النبوّات بالصراحة فرق على التحقيق.

فإن قلت: فكيف أنتم تأوّلتم بعض الآيات مثل: يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ (1)، و قوله تعالى: وَ قالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَ لُعِنُوا بِما قالُوا بَلْ يَداهُ مَبْسُوطَتانِ (2)، و قوله تعالى: وَ السَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ (3) و غيرها ممّا يدلّ على أنّ اللّه تعالى الأعضاء و الجوارح، على أنّ ذلك مثل لقدرة اللّه تعالى في التصرّف في الكائنات.

قلت: حيث ظاهر هذه الآيات و الأحاديث مخالف لضرورة العقل، لاستحالة ذلك على اللّه تعالى؛ لتنزّهه تعالى عن الجسميّة و التركيب من الأعضاء كاليد و الوجه و العين و غيرها، كما برهن عليه في علم الكلام، يكون ذلك قرينة عقليّة على عدم إرادة المعنى الحقيقيّ، و إرادة معناه المجازيّ المتعارف استعمال هذه الألفاظ فيه في كلام العرب، فيراد من: يدي معك، أو أنت يدي أو عيني، المعنى المجازي؛ فهذه الكلمات ظاهرة في المعاني المجازيّة حتّى و لو لم تكن معانيها الحقيقيّة مخالفة لضرورة العقل. و أين هذا من تأويل الآيات و الأحاديث لمجرد استغراب مضمونه عن بعض من لا يؤمن بعالم الغيب، أو غرابة مضمونه في الأحاديث؟!

هذا مضافا إلى أنّا نقول: إذا أنتم تأبون عن تأويل مثل «يد اللّه» و «يداه مبسوطتان»، و تصرّون على حفظ ظاهرهما، و تثبتون أنّ للّه- و العياذ به- اليد و الرجل مع مخالفة ذلك لضرورة العقل و استحالته، فكيف تأوّلون الأحاديث على خلاف ما يدلّ عليه ظاهرها لاستغرابكم معناه؟!

هذا و من جملة ما حملته هذه الفئة الثقافيّة على غير ظاهره و مدلوله اللفظي و العرفي هو وجود الدجّال و خروجه مع اعترافهم بعدم مقبوليّة ردّ كلّ الأحاديث الواردة فيه. فقال محقّق كتاب «نهاية البداية و النهاية»: ردّ كلّ الأحاديث الواردة في الدجّال أمر غير مقبول؛ لتوافرها و تعدّد طرق روايتها، و إنّما المقبول المعقول ردّ ما جاء في بعضها ممّا لا يلتئم و طبيعة الحياة، و لا يتّفق و مصلحة البشر.

ص: 164


1- ( 2) الفتح: 10.
2- ( 3) المائدة: 64.
3- ( 1) الزمر: 67.

و هذا الكاتب بعد هذا الاعتراف يقول: ثمّ إنّه ليس ما يمنع من أن يفهم الدجّال على أنّه إشارة نبويّة صادقة إلى ما سيكون من ظهور دعاة للشرّ، يكذبون على اللّه، و يموّهون الحقائق، و يستعينون على تحقيق ما يريدون بما يتوفّر لهم من القوّة و وسائل البطش، و مغريات الحياة الّتي لا يستطيع مقاومتها من حرم الحظّ من قوّة الإيمان و ثبات العقيدة فتستهويه بأنوارها لتحرقه بنارها، و ما أكثر الفراش بين بني الانسان و ليس ما يأخذ بحجز البشر عن النار إلّا ما يستقرّ في قلوبهم من الإيمان القويّ المتين الّذي يشمخ عن مجاري تيّارات الرغبة و الرهبة في دنيا الناس (1).

أقول: أي مانع أقوى من ظهور اللفظ في ان الدجّال شخص بعينه، و إلّا فيقال: ليس ما يمنع من أن يفهم عن الصلاة أو الصوم أنّه إشارة إلى رياضات جسميّة تحفظ صحّة البدن، أو أنّ عصا موسى هي الحجّة العقليّة الّتي تعلّمها موسى عليه السلام من اللّه تعالى. و الحاصل:

أنّه يمنع من هذا العلم ظهور الألفاظ في معانيها الّتي يتبادر منها، و مداليلها العرفيّة و اللغويّة.

ثمّ إنّ هذا الكاتب بالغ في تأويلاته حتّى قال في عيسى عليه السلام: هل بقي عيسى عليه السلام حتّى الآن حيّا؟ و سينزل إلى الأرض ليجدّد الدعوة إلى دين اللّه بنفسه؟ أم إنّ المراد بنزول عيسى هو انتصار دين الحقّ، و انتشاره من جديد على أيد مخلصة تتّجه إلى اللّه، و تعمل على تخليص المجتمع الإنساني من الشرور و الآثام؟ رأيان، ذهب إلى كلّ منهما فريق من العلماء، و هذا هو ما يقال بالنسبة إلى الدجّال، هل هو شخص من لحم و دم ينشر الفساد و يهدّد العباد، و يملك وسائل الترغيب و الترهيب و الإفساد دون رادع من دين أو وازع من خلق حتّى يقيّض له عيسى عليه السلام فيقتله، أم إنّه رمز لانتشار الشرّ، و شيوع الفتنة و ضعف نوازع الفضيلة تهبّ عليه ريح الخير المرموز إليها بعيسى عليه السلام فتذهبه و تقضي عليه، و تأخذ بيد الناس إلى محجّة الخير؟(2).

أقول: إنّما لم يذكر أسماء بعض العلماء القائلين ببقاء عيسى عليه السلام، و أنّ الدجّال شخص من لحم و دم، لعدم الحاجة إلى ذلك، فقد عرفت اتّفاق جميع المحدّثين من أهل السنّة على هذا القول، و لكن كان عليه أن يذكر أسماء عدّة من الفريق الثاني، و لعلّه طوى الكلام من ذلك لأنّه لم يجد من أكابر علمائهم بل أحدا من السلف إلى القرن الرابع عشر من كان هذا رأيه، و من هذا القرن أيضا لم يجد من المحدّثين و العلماء و المتمسّكين بالنصوص من كان هذا رأيه، إلّا فئة محدودة متسمّية بالثقافة و التنوّر، من أصحاب مدرسة الشيخ محمّد عبده و رشيد رضا الّذين آية ثقافتهم و تنوّرهم صرفنصوص الكتاب و السنّة ممّا لا يلائم آراء المادّيّين عن ظاهرها، و عدم الالتزام

ص: 165


1- ( 1) نهاية البداية و النهاية: ج 1 ص 148.
2- ( 1) نهاية البداية و النهاية: ج 1 ص 71.

بها، و حملها على الرمز. و أنت ترى أنّه لا فرق بين عملهم الّذي يشبه تأويلات الصوفيّة الباطلة الفاسدة، و ردّ أصل الأحاديث.

هذا و قد سبق هذا الكاتب في التوسّع في تأويل بعض الآيات و الأخبار الّتي يستغرب مضمونها من لم يؤمن بعالم الغيب، أو ضعف إيمانه به غيره؛ كمؤلّف تفسير «المنار» و الطنطاوي من المؤلّفين المثقّفين، من بعض شيوخ الأزهر و غيرهم. فهذا الشيخ محمّد عبده يقول كما في تفسير «المنار»(1) بعد ما يذكر تأويل نزول عيسى و حكمه في الأرض- خلافا باعترافه للجمهور- بغلبة روحه و سرّ رسالته على الناس، يقول في جواب السؤال عن المسيح الدجّال أيضا، و قتل عيسى المسيح له: إنّ الدجّال رمز للخرافات و الدجل و القبائح الّتي تزول بتقرير الشريعة على وجهها، و الأخذ بأسرارها و حكمها(2).

هذا و قد سلك هذا المسلك أيضا بالتوسيع بعض الأجلّة من الشيعة، و لعلّه اقتفى أثرهم، قال: و قد أعطينا في التأريخ السابق اطروحتنا لفهم الدجّال؛ إحداهما: تقليديّة تقول: إنّ الدجّال شخص معيّن، طويل العمر، يظهر في آخر الزمان من أجل ضلال الناس و فتنتهم عن دينهم، و يدلّ عليه قليل من الأخبار، و الاخرى: إنّ الدجّال عبارة عن مستوى حضاريّ إيديولوجي معيّن معاد للإسلام و الإخلاص الإيماني ككلّ. و قد سبق هنا أن ناقشنا الاطروحة الاولى، و رفضناها بالبرهان، و لا بدّ من طرح ما دلّ عليها من قليل الأخبار، و دعمنا الاطروحة الثانية، و هي الّتي ستكون منطلق كلامنا الآن (3).

أقول: قد يظنّ غير الخبير بالأخبار من كلامه أنّ ما دلّ من الأخبار على ما سمّاه بالاطروحة الاولى النزر القليل، و ما دلّ على الاطروحة الثانية الأخبار الكثيرة، مع أنّه ليس في الأخبار حتّى خبر واحد يدلّ عليها، و ليت شعري بأيّ دليل دعم بزعمه الاطروحة الثانية، و رفض هذه الأخبار الكثيرة الدالّة على أنّ الدجّال شخص بعينه.نعم لو اريد بالدجّال الشخص الموصوف بتمام الصفات المذكورة في الأخبار فلا يدلّ عليه إلّا القليل من الأخبار، لا نأخذ بظاهرها في هذه الصفات المفصّلة؛ لضعف إسناد أكثرها أوّلا، و لعدم حجّيّة خبر الواحد في غير الفروع ثانيا، و لمخالفة بعضها مع ضرورة العقل أو الشرع ثالثا.

ص: 166


1- ( 1) تفسير المنار: ج 3 ص 317.
2- ( 2) و إن شئت مزيدا من الاطّلاع على تأويلات هذه الفئة عن نصوص الكتاب و السنّة بما يوافق آراء الغربيّين الّذين لا يؤمنون بما وراء المادّة و الطبيعة، راجع كتاب« موقف العقل و العلم و العالم من ربّ العالمين».
3- ( 3) تاريخ ما بعد الظهور: ص 192- 203.

أمّا لو اريد منها شخص بعينه يظهر في آخر الزمان، يضلّ جماعة من الناس، و يغطّي باطله بالحقّ، فدعوى تواتر هذه الأخبار المخرّجة من طرق الفريقين على ذلك بالتواتر الإجماليّ أو المعنويّ في محلّه لا ينكرها البصير بالأحاديث.

هذا مع أنّا لم نقف على إنكار خروج الدجّال من أحد من أصحاب الأئمّة عليهم السلام، و رواة أحاديثهم، و سائر أعلام الشيعة، و مع ذلك لما ذا و بأيّ دليل نرفض ما اتّفق عليه ظاهر جميع هذه الروايات، و نسمّي ما اتّفق عليه كلمات الكلّ من علمائنا الأبرار و حفظة الآثار بالاطروحة، كأنّنا واجهنا هذا الموضوع لأوّل مرّة؟!

ثمّ إنّ كاتبنا هذا لم يقتصر على تأويل الدجّال، و فهم مفهومه بما سمّاه بالفهم المتكامل، بل أوّل بفهمه المتكامل غير الدجّال من علائم الظهور، مثل: السفياني، و جاء باصطلاحه باطروحات يجب طرحها بعد عدم مخالفة ظاهر الحديث و مضمونه المتبادر منه العرفيّ مع ضرورة العقل أو الشرع، و لا تقنع النفوس المؤمنة بها، و تجعل سائر ما ورد من الشرع معرض مثل هذه التأويلات لعدم الفرق بين هذا و كثير من غيره، مثل: نزول عيسى عليه السلام من السماء، و اقتدائه بمولانا المهدي عليه السلام، و النداء، و الصيحة، و غيرها من الامور الّتي يستغربها البعض، و أخبر عنها الكتاب أو السنّة الصحيحة، مثل: معجزات الأنبياء و غيرها.

و إنّنا قد كرّرنا الإشارة إلى خطر هذا التفكير التأويليّ على الدين و القيم الإسلاميّة؛ حرصا على سدّ باب تأويل النصوص و حمله على الرموز من غير موجب عقليّ و لا شرعيّ، و تأكيدا على التمسّك بها، و لا حول و لا قوّة إلّا باللّه.

التنبيه الخامس: [ما ليس من اصول الدين لا يجب الإيمان به و لا الإقرار به تفصيلا]

لا يخفى عليك أنّه و إن وجب الإيمان بكلّ ما أخبر به النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، إلّا أنّه لا يجب الإيمان به و لا الإقرار به تفصيلا إن لم يكن من اصول الدين، و ما يكون الإقرار به من شرائط الإسلام، فلا يجب معرفة كلّ ما في الكتاب و السنّة بالتفصيل، إلّا في الفروع، و ما يرتبط بعمل المكلّف و تكاليفه العمليّة، فإنّه يجب على الفقهاء و المجتهدين على تفصيل مذكور في مبحث الاجتهاد و التقليد و الاحتياط.فمن لم يعرف من تفاصيل معجزات الأنبياء شيئا، و لم يعلم معنى دابّة الأرض، و تفاصيل عالم الآخرة و الجنّة و النار، أو غزوات النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و ما حدث بينه و بين المشركين، و لم يعرف عدد زوجات النبي أو أولاده صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و أمثال ذلك ممّا يطول الكلام بذكره، لا يضرّ بإسلامه إذا كان مؤمنا مصدّقا بكلّ ما أخبر عنه النبيّ صلّى اللّه عليه و آله.

نعم، إذا كان أمر من هذه الامور الّتي لا تكون لمعرفتها دخل في الإسلام و الإيمان من الضروريّات الإسلاميّة، فإنكاره على ما ذكر في الفقه- موضوعا و حكما- موجب للحكم بالكفر و لو ظاهرا. كما أنّ بعد معرفة كلّ واحد

ص: 167

من هذه الامور، و أنّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أخبر عنه، يجب الإيمان به، و لا يجوز إنكاره و احتمال خلافه؛ لأنّه مستلزم لإنكار الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

و من هذه الامور: خروج الدجّال، و السفيانيّ، فليس الإيمان بذلك شرطا في الإسلام و الإيمان، فمن لم يعرف من أمرهما شيئا و لم يقرّبهما، لا يخرج بذلك من الإسلام و الإيمان. نعم بعد ما ثبت عنده إخبار النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عنهما لا يجوز له الإنكار، و يخرج به من دائرة الإسلام.

و هل يكون خروج الدجّال من الضروريّات بين المسلمين حتّى يكون إنكاره موجبا للحكم بالارتداد و لو ظاهرا و إن احتمل عدم علم منكره به؟ الظاهر أنّه ليس من الضروريّات، سيّما بعد ما عرفت إنكاره من جماعة من المسلمين.

التنبيه السادس: هل يجب معرفة علائم الظهور الّتي من جملتها خروج الدجّال، ليعلم به عند وقوعه، و يعرف المحقّ من المبطل، و يميز بين الخبيث و الطيّب؟ الظاهر هو وجوبها؛ حذرا عن الوقوع في الضلالة، و دفعا للضرر المحتمل، و يمكن أن يقال: إنّ الفائدة من بيان هذه العلامات أن يتعلّمها من يريد الأمان من الضلالة، و لا يكون للناس على اللّه حجّة، و ذلك يقتضي وجوب تعلّم العلامات، و عدم معذوريّة الشخص في الجهل به.

نعم، الظاهر أنّ هذا الوجوب ليس نفسيّا، بل هو وجوب طريقيّ، بمعنى: أنّ المكلّف الجاهل بالعلامات إذا وقع بسبب جهله بها في الضلالة ليس معذورا، و إذا لم يقع فيها لا يكون معاقبا لتركه التعلّم.

هذا ما وفّقني اللّه تعالى للبحث حول «الدجّال»، و قد تضمّن المباحث الكليّة الّتي يحتاج الباحث إليها في كثير من المباحث، و اللّه تعالى هو الموفّق، و منه نستمدّ و نستعين، و صلواته على سيّدنا محمّد و آله الطيّبين الطاهرين.

[رسالة] حول حياة المسيح [و نزوله من السماء في آخر الزمان]

اشارة

عيسى عليه السلام و نزوله من السماء في آخر الزمان

[لا خلاف بين المسلمين في رفع المسيح ع حيّا إلى السماء، و امتداد حياته حتّى الآن]

اعلم انّه لا خلاف يعتدّ به بين المسلمين في رفع المسيح عيسى بن مريم عليهما السلام حيّا إلى السماء، و امتداد حياته حتّى الآن، و إلى نزوله في آخر الزمان.

و قد ادّعى بعضهم صريحا إجماع الامّة على ذلك؛ كابن عطيّة الغرناطي الأندلسي في تفسيره على ما نقل عنه أبو حيّان الأندلسي أيضا في تفسيره «البحر المحيط»، قال ابن عطيّة: و أجمعت الامّة على ما تضمّنه الحديث المتواتر

ص: 168

من أنّ عيسى في السماء حيّ، و أنّه ينزل في آخر الزمان ... الخ (1). و قال أبو حيّان نفسه في تفسيره الصغير: «النهر المارّ من البحر» المطبوع على حاشية «البحر المحيط»: و أجمعت الامّة على أنّ عيسى عليه السلام حيّ في السماء، و سينزل إلى الأرض (2).

و قال السفاريني الحنبلي في شرح منظومته المسماة ب «لوامع الأنوار البهيّة»: قد أجمعت الامّة على نزول عيسى بن مريم عليه السلام، و لم يخالف فيه أحد من أهل الشريعة، و إنّما أنكر ذلك الفلاسفة و الملاحدة ممّن لا يعتدّ بخلافه. و قال الشريف سيدي محمّد بن جعفر الكتّاني في كتابه: «نظم المتناثر من الحديث المتواتر»: و قد ذكروا أنّ نزول سيّدنا عيسى عليه السلام ثابت بالكتاب و السنّة و الإجماع (3).

و لا ريب أنّ الأصل في هذا الاتّفاق و الإجماع، و إرسال جميع أكابر محدّثي أهل السنّة و الشيعة و مفسّريهم حياة عيسى عليه السلام و نزوله في آخر الزمان إرسال المسلّمات، هو الكتاب و السنّة المتواترة الّتي لا مجال لإنكار تواترها المعنويّ، فصار هذا عقيدة للمسلمين، أخذها الخلف عن السلف من زماننا هذا إلى عصر الرسالة.

[التشكيك من تلامذة مدرسة الشيخ محمّد عبده]

و مع ذلك يرى أنّه قد وقع أخيرا مورد التشكيك من بعض كتّاب العصر الحديث، و تلامذة مدرسة الشيخ محمّد عبده؛ اولئك الّذين لا يؤمنون بالمعجزات الكونيّة، أو يخفون عقيدتهم بها و حاولوا تأويلهابتعليلها و استنادها إلى العلل المادّية، أو حملها على الرمز حذرا من أن تقع مورد استبعاد أفكار من لا يؤمن باللّه و بعالم الغيب، و أن يأخذ هؤلاء المادّيّون، و من يحذو حذوهم و يميل إلى طريقتهم من الشباب المتأثّرين بكلمات هؤلاء الماديّين على المؤمنين بإيمانهم بامور لا توافق السنن العاديّة الطبيعيّة الّتي يظنّها هؤلاء عللا تامّة للحوادث الطبيعيّة، فأنكر هؤلاء المتّسمون بأهل الثقافة الحديثة الخوارق؛ مثل: رفع عيسى حيّا، و امتداد حياته، و بعض المعجزات العظيمة الهائلة؛ خوفا من ردّها من جانب أصحاب المادّة، أو ميلا إلى آرائهم و أفكارهم الإلحاديّة.

و لا يخفى عليك أنّ ما يؤمن به المؤمن باللّه تعالى من خلقه ما سواه أكبر من جميع هذه الخوارق و المعجزات، إذا فما نستفيد من تأويل المعجزات، و صرف النصوص المتواترة عن مداليلها المعلومة المقبولة لدى المؤمنين باللّه و بقدرته تعالى إلى معان أخر ليقبلها أو لا يستبعدها من لا يؤمن بقدرة اللّه تعالى و خرق العادات الطبيعيّة؟ و لكنّ الفئة المذكورة يصرّون على ذلك، فجاءوا في التفسير و الامور الثابتة بالسنّة بآراء حديثة تنفي أو تضعف الإيمان باستناد المعجزات إلى اللّه تعالى، و أنّه على كلّ شي ء قدير.

ص: 169


1- ( 1) تفسير البحر المحيط: ج 2 ص 473 من سورة آل عمران.
2- ( 2) المصدر نفسه.
3- ( 1) لوامع الأنوار البهيّة: ج 2 ص 94 و 95.

أجل قد وقع رفع عيسى عليه السلام و نزوله موردا لتشكيك هؤلاء الكتّاب المتنوّرين، و قد سبقهم في إبداء ذلك شيخهم محمّد عبده على ما نقل عنه تلميذه رشيد رضا في كتابه المسمّى ب «تفسير المنار»(1)، ثمّ أخذ ذلك منه غيره من الأزهريّين، كمحمّد فهيم أبو عبية، و غيره، و قد ردّ عليهم جماعة من أكابر علماء أهل السنّة، فأظهروا غيرتهم على الكتاب و السنّة، مثل الاستاذ محمّد علي حسين البكري في رسالة أسماها:

«صواعق الملكوت على أباطيل الاستاذ شلتوت»، و الشيخ محمّد زاهد الكوثري في رسالة أسماها: «نظرة عابرة»، و الصدّيق الغماري في:

«عقيدة أهل الإسلام في نزول عيسى عليه السلام»، و له أيضا: «إقامة البرهان على نزول عيسى في آخر الزمان»، و الكشميري في: «عقيدة الإسلام في حياة عيسى عليه السلام»، و غيرهم.

و ممّن ردّ على الشيخ شلتوت الشيخ مصطفى صبري شيخ الإسلام للدولة العثمانيّة سابقا في كتابه: «موقف العقل و العلم و العالم من ربّ العالمين و عباده المرسلين»، و لا بأس بنقل كلامه بطوله إيضاحا للموضوع.قال: و ممّا يجدر بالذكر هنا أنّه نشرت مجلّة «الرسالة» في عددها (462) مقالة للشيخ شلتوت، وكيل كلّيّة الشريعة، و عضو هيئة كبار العلماء، يجيب فيها على سؤال ورد إلى مشيخة الأزهر عن مسألة رفع عيسى عليه السلام من عبد الكريم خان بالقيادة العامّة الانكليزيّة لجيوش الشرق الأوسط، و لعلّ السائل هندي قاديانيّ المذهب، أراد الحصول على فتوى من الأزهر تؤيّد مذهبه، و لعلّ مشيخة الأزهر ندمت بعض الندامة على ما سبق لها من تنفيذ القرار الصادر عن هيئة كبار العلماء لفصل الطالبين الالبانيّين القاديانيين من الأزهر، إذ حوّلت السؤال إلى الشيخ كاتب المقالة من بين أعضاء الهيئة الّذي ستعرف نزعته القاديانيّة في المسألة المحوّلة إليه (2).

فكان جوابه أنّه عليه السلام مات في الأرض و رفعت روحه، و لم يرفع حيّا كما ذهب إليه المفسّرون قبل الشيخ. و إذا لم يصحّ رفعه سقط القول بنزوله في آخر الزمان، كما ورد في الأحاديث الّتي لا يعتمد عليها الشيخ المجيب رغم كثرتها، بحجّة أنّها أخبار آحاد لا تبنى عليها المسائل الاعتقاديّة. فهو كما خطّا المفسّرين في مسألة رفع المسيح، خطّا علماء اصول الدين القائلين بنزوله على أنّه من أشراط الساعة.

و الخلاف بين الشيخ شلتوت و بين المفسّرين و المتكلّمين و المحدّثين راجع إلى الخلاف في إنكار المعجزات و الاعتراف بها بين المنكرين الّذين منهم الشيخ و المعترفين الّذين منهم أهل التفسير و الحديث و الكلام، فمن لم

ص: 170


1- ( 1) راجع ج 3 ص 317.
2- ( 1) و كنت قد سمعت عند ما فاوضت هيئة كبار العلماء فيما بينهم للبتّ في أمر الطالبين المذكورين أنّ في الهيئة من يشذّ و يتردّد في الإفتاء بكفر المنكر لكون نبيّنا صلّى اللّه عليه و آله آخر الأنبياء، طعنا منه في حجّيّة الحديث الوارد فيه و الإجماع المنعقد عليه، و في دلالة قوله تعالى: و\i ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَ لكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَ خاتَمَ النَّبِيِّينَ\E عليه القطعيّة ... الخ.

يؤمن بالمعجزات فدأبه رفض الأحاديث و الآيات الواردة فيها بالتشكيك في ثبوت الأحاديث مهما كثرت رواتها، و العبث في معنى الآيات، لا لكون الأحاديث غير ثابتة في الحقيقة من طريق نقد الحديث المعروف عند علمائه، أو لكون الآيات غير ظاهرة الدلالة، بل لعقيدة راسخة في قلب الرافض تدفعه إلى إنكار المعجزات و سائر المغيبات أينما ورد ذكرها.

[الجواب منا]

و قد أسلفنا في هذا الباب (الثالث) الكلام عن أصل هذا المرض الّذي يجعل التشكيك في صحّة الأحاديث و العبث في تأويل الآيات سهلا على المنكرين. و عقل الشيخ شلتوت الّذي لا يقبل معجزة الرفع و النزول لعيسى يقبل أنّ المحدّثين كذبوا في سبعين حديثا رووها في نزوله، كما أخطأ المتكلّمونفي قبول تلك الأحاديث سندا لعدّة من أشراط الساعة، كما أنّ المفسّرين أخطئوا في فهم معنى الآيتين الدالّتين على الرفع و الآيتين الدالّتين على النزول، و إنّما أصاب الشيخ شلتوت في مقابل المخطئين، و صدق في مقابل الكاذبين!

و كنّا كتبنا في صدر هذا الباب شيئا كثيرا يتعلّق بهذه المسألة، و أرجأنا النظر في آيات الرفع و النزول إلى محلّ مناسب، فنقول: و لعدم كون الشيخ في مذهب اليهود و النصارى بشأن سيّدنا المسيح بل في مذهب المادّيّين، لم يعترض على عقيدة المسلمين المأخوذة من قوله تعالى: وَ ما قَتَلُوهُ وَ ما صَلَبُوهُ وَ لكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ، و إنّما اعترض على عقيدتهم المستندة إلى قوله تعالى: بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ.

و كان هذا الشيخ أنكر من قبل وجود الشيطان كشخص حيّ من شأنه أن يفعل الأفعال المذكورة له في القرآن، و يتّصف بأوصاف متناسبة مع تلك الأفعال، و كان المانع عنده عن وجود الشيطان هو عين المانع عن رفع عيسى عليه السلام و نزوله، أعني العلم الحديث المادّي الّذي لا يقبل إلّا ما يمكن إثباته بالتجارب الحسّيّة. و هذا المانع عن وقوع معجزات الأنبياء الكونيّة و وجود الشيطان عند المؤمنين بالعلم المادّي أكثر من إيمانهم بكتاب اللّه و سنّة رسوله، يمنعهم- أيضا- عن القول بنبوّة محمّد صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم، مستبدلين بها العبقرية. فلا يكون كتابه كتاب اللّه الّذي لا يجترأ على مسّه بكلّ تأويل، و لا أحاديثه أحاديث رسول اللّه الّذي لا يجترأ على تكذيبها بكلّ سهولة. فلو لم تكن لإنكار رفع عيسى و نزوله أسباب خفيّة عند الشيخ المنكر، و نظر إلى آيتي الرفع و أحاديث النزول نظر المحايد غير المرتبط بتلك الأسباب الخفيّة، لذهب به نظره إلى التسليم بعقيدة المسلمين في رفع المسيح عليه السلام و نزوله في آخر الزمان، و لا رأى مانعا عنهما في آيات التوفّي الّتي تمسّك بها بدلا من الآيات و الأحاديث القائمة على الرفع ثمّ النزول.

ص: 171

فكما أنّ قوله تعالى: بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ، و قوله: وَ رافِعُكَ إِلَيَ ظاهران في الرفع الخاصّ الّذي يمتاز به عليه السلام، لا رفع الروح العامّ لجميع الأنبياء و السعداء كما ادّعاه الشيخ، فتعقيب قوله تعالى:

وَ ما قَتَلُوهُ وَ ما صَلَبُوهُ، و بقوله: بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ قطعيّ في الرفع الّذي نقول به، لا الرفع الّذي يقول به، إذ لا معنى يليق بالنظم المعجز في القول بأنّهم ما قتلوه بل رفع اللّه روحه إليه كما فسّر به الشيخ، لعدم معقوليّة التقابل على هذا التفسير بين القتل المنفي و الرفع المثبت، بناء على أنّ رفع الروح يمشي مع القتل و الصلب، كما يمشي مع عدم القتل و الصلب، فلا يكون ما بعد بَلْ ضدّا لما قبله على خلاف ما صرّح به النّحاة من أنّ «بل» بعد النفي أو النهي يجعل ما بعده ضدّا لما قبله. و ليس للشيخ المنكر لرفعه حيّا مجال للجواب عن هذا الاعتراض.

أمّا آيات التوفّي الّتي تمسّك بها الشيخ فليس فيها تأييد لمذهبه يعادل في القوّة أو يداني ما في تكميل نفي القتل و الصلب بإثبات الرفع من تأييد مذهبنا؛ لأنّ المعنى الأصليّ للتوفّي المفهوم منه مبادرة ليسهو الإماتة كما يظنّ الشيخ، بل معناه أخذ الشي ء و قبضه تماما(1)،

فهو- أي التوفّي- و الاستيفاء في اللغة على معنى واحد، قال في مختار الصحاح:

«و استوفى حقّه و توفّاه بمعنى»، و إنّما الإماتة الّتي هي أخذ الروح نوع من أنواع التوفّي الّذي يعمّها و غيرها، لكونه بمعنى الأخذ التامّ المطلق. و هذا منشأ غلط الشيخ شلتوت أو مغالطته في تفسير آيات القرآن الّتي يلزم أن يفهم منها رفع عيسى عليه السلام حيّا، لأنّه ظنّ أنّ القرآن معترف بموته في الآيات الدالّة على توفّيه، كما ظنّ أنّ التوفّي معناه الإماتة، نظرا إلى أنّ الناس لا يستعملون التوفّي إلّا في هذا المعنى، و غفولا عن معناه الأصليّ العامّ، فكأنّه قال- بناء على ظنه هذا-: لا محلّ لرفعه حيّا بعد إماتته، لكنّه لو راجع كتب اللغة لرأى أنّ الإماتة تكون معنى التوفّي في الدرجة الثانية حتّى ذكر الزمخشري هذا المعنى في «أساس البلاغة» بعد قوله: «و من المجاز»، و المعنى الأصليّ المتقدّم إلى أذهان العارفين باللغة العربيّة للتوفّي هو كما قلنا: أخذ الشي ء تماما، و لا اختصاص له بأخذ الروح.

و لقد فسّر القرآن نفسه معنى التوفّي الّذي يعمّ الإماتة و غيرها، فقال: اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها وَ الَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنامِها فهذه الآية تشتمل على نوعين من أنواع توفّي الأنفس الّذي هو الأخذ الوافي، نوع في حالة الموت، و نوع

ص: 172


1- ( 1) كما أنّ معنى التوفية جعل الغير آخذا للشي ء تماما، قال تعالى:\i حَتَّى إِذا جاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَ وَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسابَهُ\E، و قال:\i إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ\E.

في حالة النوم، فلو كان ينحصر في الإماتة كان المعنى في الآية: اللّه يميت الأنفس حين موتها، و يميت الّتي لم تمت في منامها. و الأوّل تحصيل للحاصل، و الثاني خلاف الواقع، و لزم الأوّل أيضا أن تكون حالة الموت حالة إماتة الروح لا فصلها عن البدن.

و من هذا يفهم أيضا معنى التوفّي في قوله تعالى: وَ هُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَ يَعْلَمُ ما جَرَحْتُمْ بِالنَّهارِ، و معنى قوله تعالى على هذا التحقيق: يا عِيسى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَ رافِعُكَ إِلَيَّ وَ مُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا إنّي آخذك من هذا العالم الأرضيّ و رافعك إليّ. و في قوله: وَ مُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بعد قوله: مُتَوَفِّيكَ دلالة زائدة على عدم كون معنى توفّيه إماتته؛ لأنّ تطهيره من الّذين كفروا بإماتة عيسى و إبقاء الكافرين لا يكون تطهيرا يشرّفه كما كان في تطهيره منهم برفعه إليه حيّا.

فإذن، كلّ من قوله تعالى: مُتَوَفِّيكَ وَ رافِعُكَ إِلَيَّ وَ مُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بيان لحالة واحدة يفسّر بعضها بعضا، من غير تقدّم أو تأخّر زمانيّ بين هذه الأخبار الثلاثة ل «إنّ» و من المعلوم عدم دلالة الواو العاطفة على الترتيب، فلو كان المراد من قوله تعالى: مُتَوَفِّيكَ مميتك، و من قوله: رافِعُكَ رافع روحك كما ادّعى الشيخ شلتوت كان القول الثاني مستغنى عنه، لأنّ رفع روح عيسى عليه السلام بعد موته إلى ربّه و هو نبيّ جليل من أنبياء اللّه معلوم لا حاجة إلى ذكره، بل لو حملنا القول الأوّل أعني: مُتَوَفِّيكَ على معنى مميتك كان هو أيضا مستغنى عنه، إذ معلوم أنّ كلّ نفس ذائقة الموت، و كلّ نفس فاللّه يميتها، و من من الناس أو الأنبياء قال اللّه له: إنّي مميتك؟ فهل لا يفكر فيه الشيخ الّذي يفهم منقوله تعالى: إِنِّي مُتَوَفِّيكَ أنّه مميته؟ إلّا أن يكون المعنى: أنّ اللّه مميته لا أعداؤه، فالمراد: نفي كونهم يقتلونه، و فيه: انّ كون اللّه مميته لا ينافي أن يقتلوه؛ لأنّ اللّه هو مميت كلّ من جاء أجله حتّى المقتولين، و لذا حمل كثير من المفسّرين قوله: مُتَوَفِّيكَ على معنى: أنّ اللّه مستوفي أجله عليه السلام، و مؤخّره إلى أجله المسمّى فلا يظفر اعداؤه بقتله.

و عندي في هذا التفسير أيضا أنّه يرجع إلى حمل «التوفّي» على معنى الاستيفاء كما حملنا نحن لا على معنى الإماتة، لكنّ التوفّي و الاستيفاء معناه: استكمال أخذ الشي ء، لا استكمال إعطائه، فليس اللّه تعالى مستوفي أجل عيسى عليه السلام، بل المستوفي هو عيسى نفسه، و اللّه الموفي، أي معطيه تمام أجله.

فقد التبس التوفّي على أصحاب هذا التفسير- و العجب أنّ فيهم الزمخشري- بالتوفية الّتي تتعدّى إلى مفعولين، و هو خطأ لغويّ ظاهر.

ص: 173

و فيه أيضا تقدير مضاف بين التوفّي و ضمير الخطاب، حيث قال اللّه: إِنِّي مُتَوَفِّيكَ أي مستوفيك لا مستوفي أجلك، فزيادة «الأجل» تكون زيادة على النصّ، كما أنّ زيادة الروح في آيتي رفع عيسى عليه السلام نفسه زيادة على النصّ من جانب الشيخ شلتوت؛ لإرهاق قول اللّه على خلاف ظاهر المعنى المنصوص.

و هذه الزيادة إن كانت خلاف الظاهر بين الرافع و ضمير الخطاب في قوله: وَ رافِعُكَ بأن يكون المعنى: و رافع روحك، فهي في قوله: بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ أشدّ من خلاف الظاهر، أي غير جائز أصلا؛ لكونها مفسدة لما يقتضيه «بل»، من كون ما بعده و هو «رفعه اللّه إليه» ضدّ ما قبله و هو قوله «ما قتلوه»، بناء على أنّ رفع الروح يلتئم كما قلنا من قبل مع حالة القتل أيضا الّذي اعتني بنفيه، فضلا عن أنّ هذا الرفع- أي رفع الروح- ليس بأمر يستحقّ الذكر في شأنه عليه السلام.

بل إنّ قوله: مُتَوَفِّيكَ أيضا ممّا لا وجه لذكره إذا كان المعنى:

مميتك، ففي أيّ زمان تقع هذه الإماتة؟ فإن وقعت حالا، أي في زمان مكر أعدائه به المذكور قبيل هذه الآية، كان هذا الكلام المتوقّع منه طمأنته عليه السلام على حياته أجنبيّا عن الصدد، بل مباينا له؛ لأنّ فيه اعترافا ضمنيّا لنفاذ مكرهم بأن يكونوا قاتليه و اللّه قابض روحه، فهل فضيلة الشيخ شلتوت ينكر أنّهم ما قتلوه كما ينكر أنّ اللّه رفعه إلى السماء حيّا؟

و إن وقعت إماتته في المستقبل البعيد فليس في الآية تصريح به مع أنّ مقام الطمأنة يقتضي هذا التصريح، كما أنّه يقتضي كون الرفع رفعه حيّا، فحيث لا تصريح بكون إماتته في المستقبل البعيد، فقوله: «إنّي متوفّيك» على معنى: إنّي مميتك، أجنبيّ عن المقام، حتّى إنّ توجيه العالم الكبير حمدي الصغير صاحب التفسير الكبير الجديد التركي، بكون ذكر إماتته ردّا على عقيدة النصارى في تأليه المسيح، لا يجدي في دفع هذا الاعتراض؛ لكون ذلك الردّ أيضا أجنبيّا عن المقام الّذي هو مقام الطمأنة و الّذي ينافيه كلّ ما ينافيها. فالواجب الّذي لم يحسّ بوجوبه أحد ممّن تكلّم قبلي، و اطّلعتعليه في تفسير قوله تعالى: إِنِّي مُتَوَفِّيكَ إحساسي به، حمل مُتَوَفِّيكَ على معنى: آخذك تماما، السالم عن جميع الاعتراضات و التكلّفات.

و قس عليه التوفّي في آية المائدة، و هي قوله تعالى: وَ إِذْ قالَ اللَّهُ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَ أَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَ أُمِّي إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قالَ سُبْحانَكَ ما يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ ما لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي وَ لا أَعْلَمُ

ص: 174

ما فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ. ما قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا ما أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَ رَبَّكُمْ وَ كُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ما دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ (1)، و معنى قوله:

«فلمّا توفيتني»: فلمّا أخذتني من بينهم، جعلت صلتي بهم و بعالمهم الأرضيّ منتهية.

فالمراد «توفّيه» أي أخذه بالرفع لا بالإماتة، و قد علمت أنّ التوفّي في اللغة و في عرف القرآن لا يختصّ بالأخذ من النوع الثاني، أي أخذ الروح.

هذا تفصيل ما ورد في القرآن متعلّقا برفع عيسى عليه السلام، و فيه فضلا عن الآيات المذكورة آيتان يفهم منهما نزوله في آخر الزمان، فيكون فيهما- أيضا- دليلان على السابق، كما كانت في أحاديث النزول أدلّة، و ليس الأمر كما توهّم الشيخ من أنّ حادثة الرفع لم يقم عليها دليل في القرآن، و لا محلّ لنزوله بعد سقوط رفعه ...، ليس الأمر كما توهّم، بل كلّ من آيتي الرفع و قد سبق ذكرهما، و آيتي النزول و هما قوله تعالى في سورة النساء: وَ إِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ (2)، و قوله في سورة الزخرف: وَ إِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ(3) يعضد بعضهما بعضا، و لا يستطيع الشيخ المنكر لنزوله عليه السلام في آخر الزمان أن يجد تأويلا لآيتي النزول المذكورتين من دون أن يذهب إلى تكلّفات بعيدة، كما لا يستطيع أن يجد جوابا لما ذكرنا في آيتي الرفع من القرائن الّتي لا تتمشّى مع مذهبه الّذي هو رفع روحه فقط.

فظهر ممّا سبق جميعا أن رفع عيسى عليه السلام بالمعنى الّذي يعتقده المسلمون مذكور في القرآن خمس مرّات: صراحة في آيتي الرفع، و اقتضاء في آيتي النزول، و تلميحا في آية تطهيره من الّذين كفروا.

و لك أن تضمّ إليها قوله تعالى عنه عليه السلام: وَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (4)، ففيه إشارة إلى رفعه إلى محلّ الملائكة المقرّبين، بل في قوله أيضا: وَجِيهاً فِي الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ(5) لأنّ الوجيه بمعنى ذي الجاه، و لاأدلّ على كونه ذا جاه

ص: 175


1- ( 1) المائدة: 116 و 117.
2- ( 2) النساء: 159.
3- ( 3) الزخرف: 61.
4- ( 1) آل عمران: 45.
5- ( 2) آل عمران: 45.

في الدنيا من رفعه إلى السماء، و قوله عن أعدائه: وَ مَكَرُوا وَ مَكَرَ اللَّهُ وَ اللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ (1)، فيبلغ أدلّة القرآن على ثمانية.

[استخراج الشيخ شلتوت من آية المكر دليلا ضدّ الرفع]

و من العجائب أنّ فضيلة الشيخ شلتوت عاكس الواقع مرّة اخرى، فحاول أن يستخرج من آية المكر دليلا ضدّ الرفع منكرا لأن يكون في رفعه إلى السماء حيّا مكر من اللّه بأعدائه الماكرين، و عنده أنّ مكر اللّه بهم المتغلّب على مكرهم بنبيّه حاصل في إماتته و رفع روحه إليه، لا في رفعه حيّا، فكأنّ اللّه نفّذ ما أراد أعداؤه أن يفعلوه به، فقتله قبل أن يقتلوه، أو نفّذ قتلهم بإماتته، فكان اللّه إذا مساعدهم لا ماكرا بهم.

و انظر بعد هذا التوجيه بالنسبة إلى مكره بهم في رفع نبيّه إليه حيّا، و جعل مسعاتهم لقتله في خياب و هباب ... هذا مع أنّ تمام مكر اللّه بهم مذكور في قوله: وَ لكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ (2) بعد قوله: وَ ما قَتَلُوهُ وَ ما صَلَبُوهُ (3) الّذي تغاضى عنه الشيخ بالمرّة.

و قول القرآن عن سيّدنا المسيح: وَ ما قَتَلُوهُ وَ ما صَلَبُوهُ، بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ (4) لو لم يفهم منه رفع المسيح حيّا و إنّما رفع روحه، كما زعمه الشيخ و أصرّ على زعمه، فإذن يمكن أن يقول قائل: إنّ القرآن لا ينفي قتل المسيح و صلبه في صورة قاطعة؛ لأنّ رفع روحه إلى اللّه لا ينافي كونه مقتولا و مصلوبا بأيدي أعدائه، و إنّما يكون هذا القول بأنّهم ما قتلوه و ما صلبوه من قبيل الهزل، كما لو قتل أحد إنسانا ثمّ قال في المحكمة: لم أقتله و لم أقبض روحه و إنّما اللّه قبض روحه! فلو أنّ الشيخ صاحب هذا التأويل الّذي يأمره به هواه لإنكار معجزة الرفع لم يغب عنه أنّ القرآن كلام اللّه، لصانه عن أن لا يكون لنفيه القتل و الصلب عن المسيح إلّا قيمة هزليّة!!

أمّا الكلام عن المانع الحقيقيّ عند كتّاب العصر الحديث و أتباعهم من علماء الأزهر عن الاعتراف بمعجزات الأنبياء عليهم السلام الكونيّة، و غيرها ممّا يخالف سنّة الكون، كرفع عيسى و نزوله، و وجود الشيطان فيضطرّهم بسبب هذه المخالفة إلى تكذيب الأحاديث الواردة بشأنه، و تأويل الآيات، مهما كانوا ظالمين لأئمّة الحديث في التكذيب، و مبتعدين عن منطوق الآيات في التأويل، بل ظالمين أحيانا في تأويل الآيات أيضا كقول

ص: 176


1- ( 3) آل عمران: 45.
2- ( 1) النساء: 157.
3- ( 2) النساء: 157.
4- ( 3) النساء: 158.

الشيخ شلتوت في مسألة وجود الشيطان: إنّ القرآن جار فيه عقيدةالعرب الجاهلين، و قول الاستاذ فريد وجدي بك في آيات المعجزات و البعث بعد الموت: إنّها آيات متشابهة غير مفهومة المعاني!

أمّا الكلام على هذا المانع فقد وفّيت حقّه في أوائل هذا الباب، كما لم آل فيما سبقه من الكتاب جهدا لحلّ شبهة العصريّين من الكتّاب و العلماء الّذين لا يؤمنون بالغيب (1).

[رأي الشيخ البلاغي في معنى التوفّي]

و إذ وقفت على ما ذكره هذا الشيخ من أهل السنّة فاسمع إلى ما ذكره معاصره من الشيعة أيضا في ذلك، و هو الشيخ المجاهد المدافع عن حريم الإسلام و التوحيد و القرآن الشيخ البلاغي في مقدّمة تفسيره القيّم «آلاء الرحمن في تفسير القرآن» قال: و من شواهد ما ذكرناه هو الاضطراب في معنى التوفّي، و ما استعمل في لفظه المتكرّر في القرآن الكريم، فاللغويّون جعلوا الإماتة في معنى التوفّي، و الكثير من المفسّرين في تفسير قوله تعالى في سورة آل عمران/ 48: يا عِيسى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَ رافِعُكَ إِلَيَ قالوا: أي مميتك، و قال بعض: مميتك حتف أنفك، و قال بعض: مميتك في وقتك بعد النزول من السماء، و كأنّهم لم ينعموا الالتفات إلى مادّة «التوفّي» و اشتقاقه، و محاورات القرآن الكريم، و القدر الجامع بينها، و إلى استقامة التفسير لهذه الآية الكريمة، و اعتقاد المسلمين بأنّ عيسى لم يمت و لم يقتل قبل الرفع إلى السماء كما صرّح به القرآن، و إلى أنّ القرآن يذكر فيما مضى قبل نزوله أنّ المسيح قال للّه: فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي، و من كلّ ذلك لم يفطنوا إلى أنّ معنى التوفّي و القدر الجامع المستقيم في محاورة القرآن فيه و في مشتقّاته، إنّما هو الأخذ و الاستيفاء، و هو يتحقّق بالإماتة، و بالنوم، و بالأخذ من الأرض و عالم البشر إلى عالم السماء.

و أنّ محاورة القرآن الكريم بنفسها كافية في بيان ذلك، كما في قوله تعالى في سورة الزمر/ 43: اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها وَ الَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنامِها فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَ يُرْسِلُ الْأُخْرى إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى. أ لا ترى أنّه لا يستقيم الكلام إذا قيل: اللّه يميت الأنفس حين موتها، و كيف يصحّ أنّ الّتي لم تمت يميتها في منامها؟

ص: 177


1- ( 1) موقف العقل و العلم و العالم من ربّ العالمين و عباده المرسلين: ج 4 ص 174- 182.

و كما في قوله تعالى في سورة الأنعام/ 60: وَ هُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَ يَعْلَمُ ما جَرَحْتُمْ بِالنَّهارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضى أَجَلٌ مُسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ فإنّ توفّي الناس بالليل إنّما يكون بأخذهم بالنوم ثمّ يبعثهم اللّه باليقظة في النهار ليقضوا بذلك آجالهم المسمّاة، ثمّ إلى اللّه مرجعهم بالموت و المعاد.

و كما في قوله تعالى في سورة النساء/ 19: حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ فإنّه لا يستقيم الكلام إذا قيل: يميتهنّ الموت.

و حاصل الكلام: أنّ معنى التوفّي في موارد استعماله في القرآن و غيره إنّما هو أخذ الشي ء وافيا، أي تامّا، كما يقال: درهم واف. و هذا المعنى للتوفّي ذكره اللغويّون في معاجمهم، و قالوا: إنّ «توفّاه» و «استوفاه» بمعنى واحد، و أنشدوا له قول الشاعر:

إنّ بني الأدرد ليسوا الأحد *** و لا توفّاهم قريش في العدد

أي: لا تتوفّاهم و تأخذهم تماما.

قلت: لكنّ بين الاستيفاء و التوفّي فرقا واضحا من جهة أثر الاشتقاق، فإنّ الاستيفاء استفعال كالاستخراج، يشير إلى طلب الأخذ و استدعائه و معالجته، و التوفّي يشير إلى القدرة على الأخذ بدون حاجة إلى استدعاء و طلب و معالجة، و لذا اختصّ القرآن الكريم بلفظ «التوفّي»، و عدل عن «الأخذ»؛ لعدم دلالته على التمام و الوفاء، كالتوفّي الدالّ على تمام القدرة على نحو المعنى في إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ.

و لك العبرة فيما قلناه بقوله تعالى: اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها وَ الَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنامِها، فإنّك إن جعلت قوله تعالى:

وَ الَّتِي لَمْ تَمُتْ معطوفا على الْأَنْفُسَ لم تقدر أن تقول: إنّ معنى يتوفّى: يميت.

و إن قلت: إنّ التوفّي في المنام إماتة مجازيّة، قلنا: كيف يكون معنى اللفظ الواحد معنيين: معنى حقيقيّا و معنى مجازيّا، و يتعلّق باعتبار كلّ معنى بمفعول، و يعطف أحد المفعولين على الآخر مع اختلاف المعنى العامل به؟ و هل يكون اللفظ الواحد مرآة لكلّ من المعنيين المستقلّين؟

كلّا، لا يكون.

ص: 178

و إن جعلت قوله تعالى: وَ الَّتِي لَمْ تَمُتْ مفعولا لكلمة «يتوفّى» مقدّرة يدلّ عليها قوله تعالى: يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ، قلنا: إنّ دلالة الموجود على المحذوف إنّما هي بمعناه، كما لا يخفى على من له معرفة بمحاورات الكلام في كلّ لغة، فكيف يجعل التوفّي بمعنى الموت دليلا على توفّ محذوف هو بمعنى آخر؟!

إذن، فليس إلّا أنّ «التوفّي» بمعنى واحد و هو الأخذ تماما و وافيا، إمّا من عالم الحياة، و إمّا من عالم اليقظة، و إمّا من عالم الأرض و الاختلاط بالبشر إلى العالم السماوي، كتوفّي المسيح و أخذه. و من الغريب ما قاله بعض من أنّ رفع المسيح إلى السماء غير مشتمل على أخذ الشي ء تامّا، انتهى.

و ليت شعري ما ذا بقي من المسيح في الأرض؟ و ما ذا تعاصى منه على قدرة اللّه في أخذه، فلا يكون رفعه مشتملا على أخذ الشي ء تامّا؟

هذا و لا يخفى أنّ القرآن ناطق بأنّ المسيح ما قتلوه و ما صلبوه و لكن شبّه لهم، و رفعه اللّه إليه، و أنّ عقيدة المسلمين مستمرّة كإجماعهم على أنّه لم يمت، بل رفع إلى السماء إلى أن ينزل في آخر الزمان، فلأجل ذلك التجأ بعض من يفسّر التوفّي بالإماتة إلى أن يفسّر قوله تعالى: يا عِيسى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ أي مميتك في وقتك بعد النزول من السماء، و لكنّي لا أدري ما ذا يصنع بحكاية القرآن لما سبق على نزوله في قوله في أواخر سورة المائدة/ 116 و 117: وَ إِذْ قالَ اللَّهُ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَ أَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَ أُمِّي إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قالَ سُبْحانَكَ ما قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا ما أَمَرْتَنِي بِهِ ... فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ فهل يسوغ أن تفسّر هذه الآية بالوفاة بعد النزول؟ و هل يصحّ القياس في ذلك على قوله تعالى: وَ نُفِخَ فِي الصُّورِ*؟ و هل يخفى أنّ مقتضى كلام المسيح في الآيتين هو أنّه بعد أن توفّاه اللّه، و انقطعت تبليغاتهفي دعوة رسالته، و كونه شهيدا على امّته، تمحّص الأمر و رجع إلى أنّ اللّه هو الرقيب عليهم؟ و أنّ سوق الكلام و اتّساقه ليدلّ على اتّصال الحالين، و أنّ الرقيب كيفما فسّرته إنّما يكون رقيبا في وجود تلك الامّة في الدنيا دار التكليف، لا الآخرة الّتي هي دار جزاء و انتقام. و لا تصحّ الطفرة في المقام من أيّام دعوة المسيح لامّته في رسالته، و كونه شهيدا عليهم إلى ما بعد نزوله من السماء في آخر الزمان، حيث يكون وزيرا في الدعوة الإسلاميّة لا صاحب الدعوة.

و من الواضح أنّ المراد في الآيتين من الناس الّذين جرى الكلام في شأنهم إنّما هم الّذين كانوا أمّة المسيح، و في عصر رسالته، و نوبة دعوته و تبليغه ...، و أمّا صرف وجهة الكلام إلى الناس الّذين هم في أيّام نزوله من السماء فما هو إلّا مجازفة، فيها ما فيها، و تحريف للكلم.

ص: 179

و أمّا قوله تعالى: وَ نُفِخَ فِي الصُّورِ* فلم يكن إخبارا ابتدائيا، يكون وقوع الفعل الماضي باعتبار حال المتكلّم كما في الآيتين، بل جاء في سياق قوله تعالى: ما يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً تَأْخُذُهُمْ في حوادث زمان البعث و القيامة و مقدّماتها، فهو في سياقه ناظر إلى ذلك الحين، و سياق الكلام يجعله بدلالته في قوّة قوله: «و نفخ- حينئذ- في الصّور» فهو على حقيقة الفعل الماضي، و باعتبار ذلك الحين كما في قوله: وَ جِي ءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ (1).

هذا و بعض المفسّرين لقوله تعالى: يا عِيسى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ قال: أي مميتك حتف أنفك. و أقول: إن أراد الإماتة بعد نزول المسيح من السماء شارك ما سبق من التفسير و ورد الاعتراض عليه، و إن أراد إماتته قبل ذلك و قبل نزول القرآن خالف المعروف من عقيدة المسلمين و إجماعهم في أجيالهم، و يرد عليه السؤال أيضا بأنّه من أين جاء بالإماتة حتف أنفه؟ و ما ذا يصنع بما جاء في القرآن كثيرا ممّا ينافي اختصاص التوفّي بالموت حتف الأنف؟ بل المراد منه الأخذ بالموت و إن كان بالقتل، كقوله في سورة الحجّ: 5، و المؤمن: 67 في أطوار خلق الإنسان من التراب و النطفة إلى الهرم: وَ مِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَ مِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لتكونوا شيوخا وَ مِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ و في سورة البقرة: 234 و 241 وَ الَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَ يَذَرُونَ أَزْواجاً*، و يونس: 104 وَ لكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ، و النحل: 70 وَ اللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَ مِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ، و السجدة: 11 قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ، و الأعراف: 37 حَتَّى إِذا جاءَتْهُمْ رُسُلُنا يَتَوَفَّوْنَهُمْ، و النساء: 97 إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ و النحل: 32 تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ*، و الأنعام: 61 تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا، و محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: 27 فَكَيْفَ إِذا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلائِكَةُ، و الأنفال: 50 وَ لَوْ تَرى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ، و الزمر:

43 اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها وَ الَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنامِها، و إنّك لا تكاد تجد في القرآن المجيد لفظ «التوفّي» مستعملا فيما يراد منه الإماتة حتف الأنف.

إذن، فمن أين جي ء بذلك في قوله تعالى: إِنِّي مُتَوَفِّيكَ؟ نعم ابتلي لفظ «التوفّي» و مشتقّاته بالأخذ بمعناه يمنة و يسرة، حتّى إنّ العامّة حسبوها مرادفة للموت، حتّى إنّهم يقولون في الّذي مات: توفّى بفتح التاء و الواو و الفاء بالبناء للفاعل، و يقولون في الميّت: متوفّي بكسر الفاء و صيغة اسم الفاعل، بليحكى: أنّ أمير المؤمنين

ص: 180


1- ( 1) الفجر: 23.

عليّا عليه السلام كان يمشي خلف جنازة في الكوفة فسمع رجلا يسأل عن الميّت و يقول: من المتوفّي؟- بكسر الفاء-.

[ما نسب إلى ابن عبّاس في معنى التوفي]

و أمّا ما نسب إلى ابن عبّاس من أنّ معنى قوله تعالى: «يا عيسى إنّي متوفّيك»، إنّي مميتك، فما أراه إلّا كما نسب إلى ابن عبّاس في مسائل نافع بن الأزرق، كما ذكر في الفصل الثاني من النوع السادس و الثلاثين من اتقان السيوطي من أنّ. نافعا سأله عن قول اللّه: ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ(1) أي بما يرجع إلى معنى:

تبهظهم (2) و تثقل عليهم، كما قال عمرو بن كلثوم في معلّقته:

و متني لدنة سمقت و طالت *** روادفها تنوء بما ولينا

و كما أنشده اللغويّون:

إلّا عصا أرذن طالت برايتها *** تنوء ضربتها بالكفّ و العضد

فذكر: أنّ ابن عبّاس قال في الجواب: لتثقل، أو ما سمعت قول الشاعر:

تمشي فتثقلها عجيزتها *** مشي الضعيف ينوء بالوسق

أي: ينهض بالوسق بتكلّف و جهد، على عكس المعنى المذكور في القرآن.

أ فهل ترى ابن عبّاس يفسّر «تنوء» الّتي في الآية بغير معناها، كما ثار من هذا الاستشهاد المنسوب إليه اعتراض النصارى: جاء بلفظة «لتنوء» في غير محلّها؟

و هل ترى ابن عبّاس لا يعرف أنّ معنى «ينوء بالوسق» ليس «يثقل» بل «ينهض به بتكلّف»؟

و هل ترى ابن عبّاس لا يدري ببيت المعلّقة ليستشهد به استشهادا صحيحا مطابقا منتظما؟ كيف و إنّ المعلّقات كانت للشعر في ذلك العصر كبيت القصيد، و لكن «حنّ قدح ليس منها»(3).

ص: 181


1- ( 1) القصص: 76.
2- ( 2) أبهظه الحمل أو الأمر: أثقله و سبّب له مشقّة.
3- ( 1) القدح: أحد قداح الميسر، و إذا كان أحد القداح من غير جوهر أخواته ثمّ أجاله المفيض خرج له صوت يخالف أصواتها فيعرف به أنّه ليس من جملة القداح. يضرب- هذا المثل- للرجل يفتخر بقبيلة ليس هو منها، أو يمتدح بما لا يوجد فيه، انظر مجمع الامثال: ج 1 ص 200.

و قد خرجنا عمّا نؤثره من الاختصار، و لكنّا ما خرجنا عن المقصود الأصلي من الكلام في تفسير القرآن الكريم، بل سارعنا إلى شي ء من الخير، و اللّه المسدّد الموفّق (1).

النقود اللطيفة على الكتاب المسمّى بالأخبار الدخيلة

اشارة

بسم اللّه الرحمن الرحيم الحمد للّه ربّ العالمين، و الصلاة و السلام على سيّدنا أبي القاسم محمّد و آله الطاهرين، سيّما مولانا بقيّة اللّه في الأرضين.

و بعد، فقد نشر من بعض الأعلام المؤلّفين المعاصرين- أدام اللّه أيامه، و سدّد خطاه- كتابا سماه «الأخبار الدخيلة»، ذكر فيه الروايات التي فيها- بزعمه- خلل من تحريف أو وضع، و قد ساعدني التوفيق عند ما كنت اجدّد النظر في الأخبار الواردة في مولانا الإمام المهدي أرواح العالمين له الفداء، لمراجعة ما فيه حول بعض هذه الأحاديث الشريفة، فرأيت أنّه قد عدّ من الموضوعات طائفة ممّا رواه شيخنا الصدوق- قدّس سرّه- في كتابه القيّم «كمال الدين»، و شيخنا الطوسي- أعلى اللّه درجته- في كتابه «الغيبة» و غيرهما، و وجدت أنّه مع إصراره على إثبات وضعها اعتمد على أدلّة ضعيفة و شواهد واهية.

ثمّ رأيت أنّ هذه التشكيكات في الأحاديث ربّما تعدّ عند البعض نوعا من التنوّر و الثقافة و تقع في نفوسهم العليلة، فالمتنوّر و صاحب الثقافة عندهم من كان جريئا على نقد الأحاديث و ردّها، أو تأويل الظواهر، حتّى ظواهر الكتاب بما يقبله المتأثّرون بآراء المادّيين و غير المؤمنين بعالم الغيب، و تأثيره في عالم المادة و الشهادة.

و هذا الباب، أي باب التشكيك في الأحاديث سندا أو متنا سيّما متونها البعيدة عن الأذهان المتعارفة، باب افتتن به كثير من الشباب، و من الكتّاب الذين يرون أنّ من الثقافة التشكيك في الأحاديث، أو تأويل الظواهر الدالّة على الخوارق، إلّا أنّه لا ريب أنّ التسرّع في الحكم القطعي بالوضع و الجعل على الأحاديث سيّما بشواهد عليلة لا يتوقّع صدوره عن العلماء الحاذقين، و العارفين بموازين الردّ و الحكم بالوضع و التحريف و الجرح و غيرها، و لو كان أحد مبالغا في ذلك، و يرى أنّه لا بدّ منه، فالاحتياط يقتضي أن يذكره بعنوان الاحتمال.

فلذلك رأيت أنّ الواجب إبداء ما في تشكيكات هذا المؤلّف- دام ظلّه- حول هذه الأحاديث حتّى لا توجب سوء ظنّ بعض المغترّين بالتشكيكات بالمحدّثين الأقدمين، قدّس اللّه أنفسهم الزكية.

و خلاصة كلامنا معه- دام بقاه-: أنّ هذه الأحاديث التي ذكرت في كتابه لو كان فيها بعض العلل- على اصطلاحات بعض الرجاليّين- فإنّه يجبر بما يجبر مثله أيضا، على ما بنوا عليه من الاعتماد على الأحاديث.

ص: 182


1- ( 2) آلاء الرحمن في تفسير القرآن: ص 33- 37.

مضافا إلى أنّ كثيرا ممّا ذكره من العلل واضح الفساد، لا يعتني به العارف بأحوال الأحاديث، و ما عرض لبعض الروايات بواسطة النقل بالمضمون، أو وقوع الاضطراب في المتن لبعض الجهات، لا يوجب ترك العمل و الاعتناء به رأسا، و عدم الاستناد إلى ما يكون فيه مصونا من الاضطراب، و لو لا ذلك لكان باب التشكيك مفتوحا حتّى لا يبقى معه مجال للاحتجاج على جلّ ما يحتجّ به العقلاء في الامور النقلية التي لا طريق لإثباتها إلّا النقل، و لضاع بذلك أكثر العلوم النقلية الإسلامية و غيرها.

و لا أظنّك أن تتوهّم أنّا ننكر ما هو المسلّم عند الكلّ من وجود الأحاديث الموضوعة و المحرّفة، و نريد الحكم بصحّة جميع ما في الكتب من الأحاديث، بل غرضنا:

أولا: توضيح أنّ هذه الأخبار ليست بهذه المرتبة من الضعف الذي اهتمّ لتبيينه هذا المؤلّف، لو لم نقل بعدم وجود الضعف في بعضها.

و ثانيا: أنّ التهجّم على مثل كتاب «كمال الدين» و «غيبة الطوسي» مع أنّ مؤلّفيها من حذّاق فنّ الحديث و أكابر العارفين بالأحاديث و عللها، و الإكثار من ذكر العلل في رواياتها، و القول بأنّ هذه الكتب خلط مؤلّفوها الصحيح بالسقيم و الغث بالسمين، لا فائدة فيه غير زرع سوء الظنّ في نفوس بعض الجهّال، و ذلك ممّا لا ينبغي أن يصدر من مثله- سلّمه اللّه-. نعم لو كان في بعض الأحاديث ما لا يوافق الاصول الأصلية الاعتقادية، كان التعرّض لعلله و إطالة الكلام فيها و الاشتغال بها واجبا.

حديث سعد بن عبد اللّه

إذا عرفت ذلك، فاعلم أنّ من جملة ما عدّه في الأحاديث الموضوعة في الفصل الأول من الباب الثاني من ذلك الكتاب (الأخبار الدخيلة) ما رواه شيخنا الصدوق- قدّس سرّه- في «كمال الدين» عن محمّد بن علي بن حاتم النوفلي، عن أحمد بن عيسى الوشّاء، عن أحمد بن طاهر القمّي، عن محمّد بن بحر بن سهل الشيباني، عن أحمد بن مسرور، عن سعد ابن عبد اللّه القمّي قال: كنت امرأ لهجا بجمع الكتب المشتملة على غوامض العلوم و دقائقها، كلفا باستظهار ما يصحّ لي من حقائقها، مغرما بحفظ مشتبهها و مستغلقها، شحيحا على ما أظفر به من معضلاتها و مشكلاتها، متعصّبا لمذهب الإمامية، راغبا عن الأمن و السلامة في انتظار التنازع و التخاصم، و التعدّي إلى التباغض و التشاتم، معيبا للفرق ذوي الخلاف، كاشفا عن مثالب أئمتهم، هتّاكا لحجب قادتهم، إلى أن بليت بأشدّ النواصب منازعة، و أطولهم مخاصمة، و أكثرهم جدلا، و أشنعهم سؤالا، و أثبتهم على الباطل قدما.

الى آخر ما نقلناه في المجلد الثاني من المنتخب الاثر تحت الرقم 809.

قال صاحب كتاب الأخبار الدخيلة- دام بقاه- تعليقا على هذا الحديث: كما أنّ متنه يشهد بعدم صحّته، كذلك سنده، فإنّ الصدوق إنّما يروي عن سعد بتوسط أبيه أو شيخه ابن الوليد، كما يعلم من مشيخة فقيهه، و

ص: 183

الخبر تضمن أربع وسائط منكرين، و من الغريب أنّ صاحب الكتاب المعروف بالدلائل رواه بثلاث وسائط مع أنّه يروي كالشيخ عن الصدوق بواسطة ...(1).

[الكلام في سنده و متنه]

و ينبغي الكلام أوّلا في سنده، ثمّ في متنه، فنقول:

أمّا محمّد بن علي بن محمد بن حاتم النوفلي المعروف بالكرماني فهو من مشايخ الصدوق، روى عنه و كنّاه بأبي بكر مترضّيا عليه في الجزء الثاني الباب 43 من «كمال الدين» في ذكر من شاهد القائم عليه السلام و رآه و كلّمه الحديث السادس، فهو مرضيّ موثوق به، و في هذا الجزء الباب 41، الحديث الأول (2).

و أمّا أحمد بن عيسى الوشّاء البغدادي أبو العباس، و شيخه أحمد ابن طاهر القمّي، فأسند إليهما الصدوق أيضا في «كمال الدين» في الجزء الثاني باب 41 باب ما روي في نرجس أمّ القائم عليهما السلام و اسمها مليكة بنت يشوعا بن قيصر الملك (3)،

و الظاهر معرفته بحالهما و اعتماده عليهما، و ذلك لأنّه لم يرو في هذا الباب الذي هو من الأبواب المهمّة من كتابه إلّا حديثا واحدا، و هو ما رواه عن شيخه محمد بن علي بن حاتم النوفلي، عن أبي العباس أحمد بن عيسى الوشّاء البغدادي، عن أحمد ابن طاهر، بل يظهر من ذلك كمال وثاقتهما عنده، و اعتماده على صدقهما و أمانتهما، و يظهر ممّا عنون به الباب أيضا اعتماده و استدلاله على ما كان مشهورا في عصره من اسم امّه عليه السلام و نسبها بهذا الحديث، فالرجلان كانا معلومي الحال عنده بالصدق و الأمانة، و إلّا فلا ينبغي لمثله أن يعتمد على رواية غير موثّقة، لا يعرف رواتها بالوثاقة في مثل هذا الأمر المعتنى به عند الخاصّ و العامّ، فالمظنون بل المقطوع اطمئنانه بصحّة الرواية و صدق رواتها، و لو تنزّلنا عن ذلك فلا محيص عن القول باطمئنانه بصدورها بواسطة بعض القرائن و الأمارات المعتبرة التي يجبر بها ضعف الراوي، و يقطع بها بصحّتها، و إلّا فيسأل: ما فائدة عقد باب في كتاب مثل «كمال الدين» للاحتجاج برواية واحدة لا يحتجّ بها و لا يعتمد عليها مؤلّف الكتاب لجهله بأحوال رجالها؟ و ما معنى عنوانالباب بمضمونها؟ و كيف يقبل صدور ذلك من الصدوق قدّس سرّه؟ أ لم يصنّف كتابه «كمال الدين» لرفع الحيرة و الشبهة و الاستدلال على وجود الحجة(4)؟

فهل هذه الرواية إذا كان مؤلّف الكتاب لا يعتمد عليها تزيد الشبهة و الحيرة أو ترفعها؟

ص: 184


1- ( 1) الأخبار الدخيلة: ج 1 ص 104.
2- ( 1) راجع كمال الدين: ج 2 ص 417 و 437.
3- ( 2) كمال الدين: ج 2 ص 417.
4- ( 1) قال الصدوق- رحمه اللّه- في مقدّمة كمال الدين: فبينا هو( أي الشيخ نجم الدين أبو سعيد محمّد بن الحسن) يحدّثني ذات يوم، إذ ذكر لي عن رجل قد لقيه ببخارا من كبار الفلاسفة و المنطقيّين كلاما في القائم عليه السلام قد حيّره و شكّكه في أمره، لطول غيبته و انقطاع أخباره، فذكرت له فصولا في إثبات كونه عليه السلام، و رويت له أخبارا في غيبته عن النبي و الأئمّة سكنت إليها نفسه، و زال بها عن قلبه ما كان دخل عليه من الشكّ و الارتياب و الشبهة و تلقّى ما سمعه من الآثار الصحيحة بالسمع و الطاعة و القبول و التسليم، و سألني أن اصنّف له في هذا المعنى كتابا فأجبته إلى ملتمسه ...

و هكذا نقول في أحمد بن مسرور، و أنّه من المستبعد أن لا يعرف مثل الصدوق تلامذة مثل سعد بن عبد اللّه.

لا يقال: لما ذا يستبعد ذلك، و المستبعد أن لا يعرف كلّهم. و بعبارة اخرى: المستبعد أن يجهل الكلّ دون أن لا يعرف الكلّ، فإنّه يجوز أن يعرف الكلّ إذا قلّت تلامذته، كما يجوز أن لا يعرف الجميع إذا كثرت تلامذته.

فإنّه يقال: نعم، يجوز ذلك عقلا كما يجوز عرفا باللحاظ الابتدائي، إلّا أنّ وجه الاستبعاد اهتمامهم بمعرفة الشيوخ و تلامذتهم و استقصاؤهم لذلك، و حضورهم في الحوزات الحديثية التي كان أهلها يعرفون الشيوخ و تلامذتهم، سيّما إذا كانوا من معاصريهم و قريبي العهد بعصرهم، و تركهم حديث من لا معرفة لهم بحاله و تتلمذه عند من يروي عنه، و كانوا مستقصين لهذه الامور بحيث إذا اسند حديث إلى من لا يعرفونه من تلامذة شيوخهم المعروفين سيّما معاصريهم يتركونه، و هذا مثل من كان بينه و بين رجل صداقة كاملة في مدة طويلة، يعرف عادة أبناءه و أرقابه و أصدقاءه، فيأتيه رجل مجهول الحال لم يره في هذه المدة عند صديقه، و لم يخبره أحد به، يدّعي أنّه ابن صديقه أو تلميذه الملتزم مجلس درسه، و إملائه للحديث، و يخبر عنه بامور لم يسمع به من صديقه، فلا شكّ أنّه لا يقبل ادّعاءه و يتّهمه بالكذب، و لا ينقل ما يخبر عنه سيّما محتجّا به من دون إشارة إلى أنّه في طول معاشرته و حضوره مجالس هذا الصديق لم يطّلع به، و لم يره في مجالسه و إلّا يكون مدلّسا. و مقام مثل الصدوق أرفع و أنبل من أن يعمل هكذا في كتاب كتبه لرفع الحيرة، و إزالة الشبهة، و امتثالا لأمر ولي اللّه روحي له الفداء(1)، فيزيد بنقله الحيرة و يقوي الشبهة.و خلاصة الكلام: لنا ادّعاء القطع بأنّ الصدوق- رحمه اللّه- كان عارفا بحال هؤلاء الرجال و صدقهم، و إن اهمل ذكرهم فيما بأيدينا من كتب الرجال و لم يصل حالهم بالإجمال أو التفصيل إلى مؤلّفي المعاجم و الرجال، و لا يصدر من مثله الاعتماد على حديث لم يعرف رجاله بالصدق و الأمانة، و لم يطمئن بصدقهم في نقلهم هذا الحديث بالقرائن التي توجب الاطمئنان.

ص: 185


1- ( 1) قال- رحمه اللّه- في مقدّمة كمال الدين: فبينا أنا ذات ليلة افكّر فيما خلفت ورائي من أهل و ولد و إخوان و نعمة إذ غلبني النوم، فرأيت كأنّي بمكّة أطوف حول بيت اللّه الحرام ... فأرى مولانا القائم صاحب الزمان صلوات اللّه عليه واقفا بباب الكعبة، فأدنو منه على شغل قلب و تقسّم فكر، فعلم عليه السلام ما في نفسي بتفرّسه في وجهي، فسلّمت عليه فردّ عليّ السلام ثمّ قال لي: لم لا تصنّف كتابا في الغيبة حتّى تكفي ما قد همّك ... فلمّا أصبحت ابتدأت في تأليف هذا الكتاب ممتثلا لأمر ولي اللّه و حجّته ....

و أمّا محمد بن بحر الشيباني، و إن رماه الكشّي (في ترجمة زرارة بن أعين) بالغلوّ(1)،

إلّا أنّ الظاهر من كلمات الرجاليّين: أنّه غير متّهم بالكذب و الخيانة، فيصحّ الاعتماد عليه، غاية الأمر أن لا يعتمد على روايته ما يوافق مذهبه من الغلوّ أو مطلق ما فيه الغلو و إن لم يوافق مذهبه، أو لا يعلم مذهبه فيه، فلا منافاة بينه و بين وثاقته، بل مع وثاقته لا يجوز ردّ روايته بعد القول بصدقه و وثاقته، إلّا أنّه ينظر إلى متن ما رواه فيؤوّل أو يحمل على المحامل الصحيحة إن امكن، و إلّا فيترك فيما ثبت دلالته على ما ثبت بالعقل أو النقل الحجّة كونه غلوّا، هذا. مضافا إلى أنّه قد صدر عن بعضهم كثيرا رمي الرجال بالغلوّ بما ليس منه عند الأكثر، و ربّما كان ذلك لانحطاط معرفة الرامي، و عدم بصيرته بامورهم و شئونهم عليهم السلام الثابتة بالعقل أو النقل، فإذا كان مراتب الصحابة الأجلاء مثل: سلمان و أبي ذر و المقداد و عمّار و نظائرهم من خواصّ أصحاب الأئمّة عليهم السلام في معرفتهم و شهود شئونهم و مراتبهم العلية متفاوتة جدّا، فما ظنّك بغيرهم. و هذا باب الورود فيه صعب مستصعب، لا يصل إلى منتهاه، بل لا يقرب منتهاه إلّا الأوحدي من اصحاب المراتب العالية، و الدرجات الرفيعة، فعن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: يا علي! ما عرف اللّه إلّا أنا و أنت، و ما عرفني إلّا اللّه و أنت، و ما عرفك إلّا اللّه و أنا(2).

و مع ذلك نقول: ما للتراب و ربّ الأرباب، أشهد أنّ محمدا عبده و رسوله، و أنّ خلفاءه الأئمّة عباده المكرمون، لا يسبقونه بالقول و هم بأمره يعملون، و لا يملكون لأنفسهم نفعا و لا ضرّا و لا موتا و لا حياة و لا نشورا، و أشهد أنّهم المقرّبون المصطفون، المطيعون لأمر اللّه، القوّامون بأمره، العاملون بإرادته، و خلفاؤه في عباده، من أتاهم نجا و من تخلّف عنهم هلك، و أنّهم محدّثون مفهمون،لا يدخل الجنّة إلّا من عرفهم بأنّهم هم الولاة على الامور بأمر اللّه، و خلفاء النبي صلّى اللّه عليه و آله، و عرفوه بمعرفته بالولاية، و التصديق لهم و التسليم لأمرهم، و أنّ من عاداهم و جحدهم فقد عادى اللّه و جحده، و لا يدخل النار إلّا من أنكرهم و أنكروه، فهم خزّان علم اللّه، و حفظة سرّ اللّه، و لولاهم لساخت الأرض بأهلها. هذا و كما تلونا عليك، المحدّثون و العلماء أيضا متفاوتون في مراتب معرفتهم بهم، فبعضهم أقصر من البعض، بل و بعضهم أقصر من البعض في أمر و شأن من شئونهم في حال كونه أكمل و أرفع منه و من الكثيرين في سائر شئونهم، فمثل الصدوق- رضوان اللّه تعالى عليه- يرى أوّل درجة في الغلو نفي السهو عن النبي صلّى اللّه عليه و آله، فربّما كان رجل عند شخص غاليا و هو صحيح المذهب عند غيره، و هذا باب يدخل فيه اجتهاد الرجاليّين و آراؤهم في الغلوّ، بل و غلوّهم في أمر الغلوّ، و شدّة تحفّظهم عن الوقوع فيه، فيتّهم بعضهم على حسب اجتهاده أو رأيه

ص: 186


1- ( 1) رجال الكشّي: ص 147.
2- ( 2) انظر البحار: ج 39 ص 84.

رجلا بالغلوّ في حين أنّه يراه غيره مستقيم المذهب، فالاعتماد على حكم البعض بالغلوّ إنّما يجوز إذا كان ما هو الملاك عنده في الغلو معلوما لنا و ملاكا عندنا أيضا، و كان مستنده في إسناد الغلوّ إليه أيضا معتبرا عندنا، فلا اعتماد على الاجتهاد و الشهادة الحدسية، و إلّا فلا عبرة برميه به و لا نحكم عليه به فضلا من أن نعدّ ذلك موجبا لعدم الاعتماد على رواياته، سيّما إذا كان الرجل من المشايخ و تلامذة الشيوخ، موصوفا بالصدق و الوثاقة، و كيف يجوز الحكم بكون رجل كمحمد بن بحر، و هو كان من المتكلّمين، عالما بالأخبار، فقيها، مصنّفا نحوا من خمسمائة مصنّف (1)،

من الغلاة بمجرّد أنّ معاصره الكشّي و إن بلغ في جلالة القدر ما بلغ، عدّه من الغلاة، من دون أن نعرف رأيه في الغلوّ بالتفصيل، و مستنده في إسناد ذلك إليه، فلعلّ الكشّي كان يرى القول في مسألة بالسلب و الإيجاب من الغلوّ و هو لا يرى ذلك و كان هو محقّا، فلا ينبغي الاعتماد على اجتهاد الغير في الحكم بالغلوّ و ردّ روايات من رمي به سيّما إذا كان ذلك بالإجمال و الإبهام.

و يحتمل أن يكون رمي محمد بن بحر هذا بالغلوّ لتفضيله الأنبياء و الأئمّة عليهم السلام على الملائكة، أو إخراجه في الأئمّة عليهم السلام ما يستغربه من لم يعرفهم حقّ معرفتهم، من جملتها ما روي عن حبيب بن مظاهر، و هذا لفظه: فقد روي لنا عن حبيب بن مظاهر الأسدي- بيض اللّه وجهه- أنّه قال للحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام:أي شي ء كنتم قبل أن يخلق اللّه عز و جل آدم عليه السلام؟ قال: كنّا أشباح نور، ندور حول عرش الرحمن فنعلّم الملائكة التسبيح و التهليل و التحميد. ثمّ قال: و لهذا تأويل دقيق ليس هذا مكان شرحه، و قد بيّناه في غيره (2).

و

[الكلام في أنّ الصدوق يروي عن سعد بواسطة أبيه أو شيخه ابن الوليد]

أمّا ما جعله الناقد شاهدا لعدم صحّة سنده من أنّ الصدوق يروي عن سعد بواسطة أبيه أو شيخه ابن الوليد، مع أنّ هذا الخبر قد تضمّن أربع وسائط منكرين (3).

فأقول: أمّا تضمّن الخبر أربع وسائط فليس كذلك، بل هو متضمّن لخمس وسائط، و أمّا كونهم منكرين فقد عرفت ما فيه.

ص: 187


1- ( 1) راجع فهرست الشيخ: ص 158 قال: كان متكلّما، عالما بالأخبار فقيها، إلّا أنّه متّهم بالغلو، و له نحو من خمسمائة مصنّف و رسالة.
2- ( 2) علل الشرائع: ص 23 ب 18، ما ذكره محمد بن بحر الشيباني المعروف بالدهني- رحمه اللّه- في كتابه من قول مفضّلي الأنبياء و الأئمّة الحجج صلوات اللّه عليهم أجمعين على الملائكة.
3- ( 1) الأخبار الدخيلة: ج 1 ص 104.

و امّا كون تضمن الخبر أربع أو خمس وسائط شاهدا لعدم صحّة سنده مع أنّ الصدوق قد روى عنه بواسطة واحدة، ففيه: أنّ الاستشهاد بذلك غريب، فإنّه كما يمكن أن يروي عن سعد بواسطة شيخ واحد يمكن أن يروي عنه بواسطة رجال متعدّدين متعاصرين، فكما يجوز أن يروي المعاصر عن المعاصر بغير واسطة يجوز أن يروي عنه بواسطة رجال متعاصرين، و ما أظنّ به أبدا أنّه يريد أن يتّهم الصدوق- قدس سره- بجعل السند و وضع الحديث- العياذ باللّه- أو يزيد أن يتّهمه بأنّه لم يفهم ما يلزم من كثرة الوسائط بينه و بين سعد بن عبد اللّه و قلّتها، و أنّ ذلك قد ينجرّ إلى تعارض إسناد بعض الروايات مع بعض، فروى عن سعد بواسطة خمسة أو أربعة رجال غير متعاصرين مختلفين في الطبقة و هو الذي يروي عنه بواسطة شيخ واحد، أ فترى أنّه لم يدرك ذلك، أو أنّه لم ير في هذا السند و سائر أسناده إلى سعد تعارضا و تهافتا؟ بل هذا يدلّ على أنّه كان عارفا بأحوال هذه الرجال الوسائط في هذا السند بينه و بين سعد بن عبد اللّه.

ثمّ إنّه قال بعد ذلك: و من الغريب أنّ صاحب الكتاب المعروف ب «الدلائل» رواه بثلاث وسائط مع أنّه يروي كالشيخ عن الصدوق بواسطة(1)، و فيه: أنّه إذا بنينا على ما اختاره و حقّقه في تعريف مؤلّف الكتاب المعروف ب «دلائل الإمامة»، فلا غرابة، فإنّه يوافق رواية الصدوق بواسطة أبيه أوشيخه ابن الوليد عن سعد، فلا فرق من هذه الجهة بين رواية الشيخ أو مؤلّف «الدلائل» بواسطة عن الصدوق، عن أبيه، عن سعد، أو بواسطة أبي القاسم عبد الباقي بن يزداد بن عبد اللّه البزاز، عن أبي محمّد عبد اللّه بن محمد الثعالبي، عن أبي علي أحمد بن محمد بن يحيى العطّار عن سعد(2).

و مع ذلك، المظنون سقط «واو» العطف عن الإسناد المذكور في «كمال الدين»، و كأنّه كان الإسناد هكذا: محمد بن علي بن حاتم النوفلي، عن أحمد بن عيسى الوشّاء، و عن أحمد بن طاهر القمّي، عن محمّد بن بحر بن سهل الشيباني، و عن أحمد بن مسرور، عن سعد بن عبد اللّه، أو نحو ذلك. هذا و قد ذكر الناقد كلام المجلسي- قدّس سرّه- في «البحار» و هو قوله: قال النجاشي بعد توثيق سعد: لقي مولانا أبا محمد عليه السلام، و رأيت بعض أصحابنا يضعّفون لقاءه، و يقولون:

هذه حكاية موضوعة. ثمّ قال المجلسي: الصدوق أعرف بصدق الأخبار و الوثوق عليها من ذلك البعض الذي لا يعرف حاله، و ردّ الأخبار التي تشهد متونها بصحّتها بمحض الظنّ و الوهم مع إدراك سعد زمانه عليه السلام و إمكان ملاقاة سعد له عليه السلام- إذ كان وفاته بعد وفاته عليه السلام بأربعين سنة تقريبا- ليس إلّا

ص: 188


1- ( 1) المصدر نفسه.
2- ( 2) قال في البحار بعد نقل الرواية عن كمال الدين: دلائل الأئمّة للطبري عن عبد الباقي ابن يزداد، عن عبد اللّه بن محمّد الثعالبي، عن أحمد بن محمّد العطّار، عن سعد بن عبد اللّه ... مثله.

للإزراء بالأخيار، و عدم الوثوق بالأخبار، و التقصير في معرفة شأن الأئمّة الأطهار، إذ وجدنا الأخبار المشتملة على المعجزات الغريبة إذا وصلت إليهم، فهم: إمّا يقدحون فيها أو في راويها، بل ليس جرم أكثر المقدوحين من أصحاب الرجال إلّا نقل مثل تلك الأخبار.

ثمّ أورد على هذا الكلام بقوله (1): الظاهر أنّ مراد النجاشي ببعض أصحابنا شيخه أحمد بن الحسين الغضائري، و هو من نقّاد الرجال و محقّقي الآثار، و هو أدقّ نظرا من الصدوق، و كان ذا سعة اطّلاع في الرجال. قال الشيخ في أول فهرسته: إنّ جماعة من شيوخ طائفتنا و إن عملوا فهرست كتب أصحابنا ممّا صنّفوه من التصانيف، و رووه من الاصول، إلّا أنّ أحدا منهم لم يستوف ذلك، و لا ذكر أكثره، بل اقتصروا على فهرست ما رووه و ما كانت في خزائنهم، سوى أحمد بن الحسين، فعمل كتابين؛ أحدهما: في المصنّفات، و الآخر: في الاصول، و استوفاهما على مبلغ ما وجد و قدر ... الى أن قال: و قد اعتمد النجاشي الذي هو أوثق علماء الرجال عندهم عليه، و كان تلميذه يروي عنه مشافهة تارة، و بالأخذ عن كتبه اخرى (2).أقول: الظاهر أنّ مراد المجلسي أيضا من البعض الذي لا يعرف حاله هو هذا أحمد بن الحسين الغضائري الذي يقول فيه الأردبيلي صاحب «جامع الرواة»: لم أجد في كتب الرجال في شأنه شيئا من جرح و لا تعديل (3)، و لم يصرّح باسمه تأسّيا بالنجاشي، فإنّه أيضا لم يصرّح باسمه لئلا يوجب ذلك تنقيصه، سيّما بعد ما كان الرجل معروفا بحكمه على الروايات بالوضع، و على الرجال بالغلوّ، و النجاشي و هو الذي يصفه الناقد نفسه بأنّه أوثق علماء الرجال اعتمد على هذا الخبر و قال:

لقي مولانا أبا محمّد عليه السلام، و استدراكه بعد ذلك بقوله: و رأيت بعض أصحابنا ... لعلّه كان لإظهار التعجّب ممّا رأى من هذا البعض.

و أين هذا الذي لا يعرف حاله من الصدوق الذي يصفه النجاشي- الذي هو أوثق علماء الرجال- بأنّه: كان جليلا، حافظا للأحاديث، بصيرا بالرجال، ناقدا للأخبار، لم ير في القميّين مثله في حفظه و كثرة علمه، له نحو

ص: 189


1- ( 1) أي الناقد.
2- ( 2) الأخبار الدخيلة: ج 1 ص 96.
3- ( 3) جامع الرواة: ج 1 ص 48.

من ثلاثمائة مصنّف (1)،

و نحوه ما في الفهرست (2) و الخلاصة(3).

ثمّ كيف يكون هو أدقّ نظرا و أعرف بحال شيوخ الصدوق منه مع تأخّر طبقته عنه؟!

و أمّا ما في «فهرست»(4)

الشيخ- رضوان اللّه عليه- فهو يدلّ بالصراحة على قدحه، و عدم وقوع كتابيه موردا للقبول، فلم ينسخهما احد من أصحابنا، و أنّه اخترم و عمد بعض ورثته إلى إهلاك هذين الكتابين و غيرهما من الكتب على ما حكى بعضهم عنه. و هذا الكلام صريح في أنّ كتبه لم تقع عند الطائفة و شيوخهم موردا للقبول، و أعرضوا عنها، حتّى عدّت من الكتب التي يجب إهلاكها، و لا يجوز نسخها، و لذا عمد بعض ورثته إهلاكها. و على كلّ نسأل اللّه تعالى له المغفرة.

و لا نخفي العجب من الناقد الذي يكتب عن الأحاديث و ما فيها بزعمه من التحريف و الوضع و غيرهما، و هو بنفسه يحكي عن مثل شيخ الطائفة- رضوان اللّه تعالى عليه- كلاما، فيأتي بصدده تأييدا لغرضه، و يسقط ذيله الصريح في نقضه و إليك كلام الشيخ في «الفهرست»: ...

و لم يتعرّض أحد منهم لاستيفاء جميعه إلّا ما قصده أبو الحسن أحمد بن الحسين بن عبيد اللّه- رحمه اللّه- فإنّه عمل كتابين؛ أحدهما: ذكر فيه المصنفات، و الآخر: ذكر فيه الاصول، و استوفاهما على مبلغما وجده و قدر عليه، غير أنّ هذين الكتابين لم ينسخهما أحد من أصحابنا و اخترم هو- رحمه اللّه- و عمد بعض ورثته إلى إهلاك هذين الكتابين و غيرهما من الكتب على ما حكى بعضهم عنه (5).

تحقيق في اعتبار عدالة الراوي في جواز الاخذ بخبره

إن قلت: لعلّ الصدوق و غيره من المحدّثين- رضوان اللّه عليهم- أخذوا بأصالة العدالة في رواياتهم عن المجاهيل و غير الموصوفين بالعدالة و الصدق في كتب الرجال، و مع أنّه لا طريق لنا إلى معرفة حالهم و إحراز عدالتهم و صدقهم لعدم ذكر منهم في تلك الكتب، أو عدم ذكر جرح و لا تعديل لهم فيها، فكيف نعتمد على تلك الروايات؟

قلت: إن اريد بالأخذ بأصالة العدالة أنّ الشرط في جواز الاعتماد على الخبر و إن كان عندهم عدالة المخبر و صدقه إلّا أنّهم كانوا يعتمدون في ذلك على البناء على الإيمان و عدالة من لم يثبت فساد عقيدته و صدور الفسق

ص: 190


1- ( 1) رجال النجاشي: ص 389 رقم 1049.
2- ( 2) الفهرست: ص 304.
3- ( 3) خلاصة العلامة: ص 147.
4- ( 4) الفهرست: ص 24.
5- ( 1) الفهرست: ص 24.

و الكذب منه من دون أن يعرفوه بحسن الظاهر، فاستناده إليهم في غاية البعد، بل معلوم العدم، لعدم وجود أصل تعبّدي لهذا الأصل.

أمّا الأصل التعبّدي الشرعي فليس في البين إلّا الاستصحاب و فساد الابتناء عليه أوضح من أن يخفى؛ لعدم حالة العدالة السابقة المتيقّنة لمن لم يثبت فسقه و عدالته حتّى تستصحب تلك الحالة.

و أمّا الأصل التعبّدي العقلائي، أي استقرار بناء العقلاء على قبول كلّ خبر ما لم يثبت جرح مخبره بالكفر و فساد العقيدة أو ارتكاب الكبيرة و الفسق، فهذا أيضا محلّ الإنكار، مضافا إلى رجوعه إلى عدم اعتبار شرط العدالة و إلغائه في جواز الأخذ بالخبر.

و إن اريد بأصالة العدالة: الاعتماد على حسن الظاهر على أنّه العدالة، أو على أنّه طريق إليها، بناء على كونها ملكة نفسانية و حالة روحية يشقّ بها على صاحبها ارتكاب المعصية، فإن اتّفق صدورها منه يندم عليها و يتداركها بالتوبة و يلوم نفسه بها، و أنّ عليها يحكم بعدالة من كان له ظاهر حسن لا يتجاهر بما يخالف الشرع و يرتّب عليه آثار العدالة، فإجراء هذا الأصل بالنسبة إلى المجاهيل و غير الموصوفين بحسن الظاهر واضح الفساد.

نعم، يمكن أن يقال: إنّ المحدّثين القدماء، مثل: الصدوق و الكليني و غيرهما- رضوان اللّه تعالى عليهم- لم يأخذوا الأحاديث التي أخرجوها في كتبهم من المناكير و أبناء السبيل و القاعدين على الطرق و الشوارع و القصّاص و أمثالهم، فمثل الصدوق عادة يعرف شيوخه بأسمائهم و أنسابهم و حالاتهممن الإيمان و العدالة و الفسق، و لا يروي عمّن لا يعرفه بشخصه و اسمه و نسبه و صفاته أصلا، و لا يكتفي بتعريفه نفسه، فلا يكتب عنه إلّا بعد معرفته بظاهر حاله و بمذهبه و نحلته، و أنّ له شأنا في الحديث، و بعد ذلك اعتماده على الشيخ الذي يروي مثل هذا الحديث في محلّه، و لو كانوا من غير الشيعة أو من المقدوحين لصرّح بهم.

احتمال آخر: من المحتمل أن يكون بناء القدماء على الأخذ بأصالة الصدق و العدالة مبنيا على أصالة البراءة، و اعتماد العقلاء بخبر الواحد، و بنائهم على العمل به ما لم يصدر منه ما يوجب الفسق. و المراد من الأصل المعوّل عليه هنا: أصل العدم، و استصحاب العدم، فيستصحب عدم صدور الكبيرة منه و يبنى على عدم صدورها منه ما دام لم يحرز ذلك بالوجدان أو التعبّد، و لا بأس بذلك، فلا حاجة إلى إثبات العدالة، سواء كانت عبارة عن الملكة أو حسن الظاهر.

و بعبارة اخرى نقول: لمّا كان اعتبار العدالة و إحرازها في جواز الأخذ بأخبار المخبرين موجبا لتعطيل الامور، و تضييع كثير من المصالح لقلّة من يحرز عدالته، استقرّ بناء العقلاء على العمل بخبر الواحد الذي لم يحرز صدور ما يوجب الفسق منه، و ما يوهن الاعتماد عليه، و لم يكن في البين قرينة حالية تدلّ على رفع اليد عن

ص: 191

نبئه، و آية النبأ(1)

إنّما تدلّ على وجوب التبيّن في خبر الفاسق، أي الذي جاوز الحدّ، و صدرت منه الكبيرة، دون من لم تصدر منه الكبيرة، و أحرز ذلك بالوجدان أو بالأصل، و هذا الاحتمال قويّ جدّا؛ لأنّا نرى: أنّ العقلاء لا يزالون يعملون بخبر غير المتّهم بالكذب و الفسق، و إنّما يردّون من الخبر و يضعّفون الإسناد إذا كان المخبر فاسقا، ثبت صدور الفسق منه، أو بعلل اخرى لا ترجع إلى عدم إثبات عدالة الراوي.

إن قلت: فهل يعمل على خبر المجهول؟ و هل يجوز الاعتماد عليه؟

قلت: الجهل بحال الراوي: إمّا يكون مطلقا يشمل الجهل بإيمانه و بعدالته و فسقه، و إمّا يكون مقصورا بفسقه و عدالته مع العلم بإيمانه.

و لا كلام في أنّه لا يجوز العمل على القسم الأول و لا يحتجّ به، و أمّا القسم الثاني فيجوز مع الجهل- أي الشكّ في فسقه و عدالته- البناء على عدم فسقه؛ لعدم ثبوت صدور معصية منه، و الأخذ بخبره إذا لم يكن معارضا بما يخرجه عن استقرار سيرة العقلاء على العمل بخبر الواحد، فما يخرج الخبر عن صلاحية الاعتماد عليه هو الجرح، و مع عدمه لا حاجة إلى تعديل رواية.إن قلت: إذن كيف يصحّ الاعتماد على خبر المخالف أو غير الاثني عشرية من الشيعة مع أنّهم قد جوزوا العمل بأخبار الثقات الممدوحين بالصدق و الأمانة كائنا مذهبه ما كان؟

قلت: أمّا رواياتهم المؤيّدة لمذهب أهل الحقّ، المأثورة في اصول الدين، و رواياتهم في فضائل أهل البيت، و ما اتّفقت عليه كلمة أصحابهم و شيعتهم، فاعتمادهم عليها: إمّا للاحتجاج عليهم و الجدال معهم بالتي هي أحسن، و إمّا لحصول الوثوق بصحّتها؛ لعدم الداعي غالبا لهم في وضع هذه الأخبار، فالاحتجاج بها أحسن، و الاعتماد عليها أفحم للخصم.

و أمّا رواياتهم في الفروع و التكاليف العملية فالاعتماد عليها يدور مدار كون الراوي موثّقا في جميع الطبقات، يوجب نقله الاطمئنان بصدوره، و لم يكن معارضا لغيره من الأخبار، و مع التعارض يعمل على طبق قواعد التعادل و الترجيح كما بيّن في محلّه في الاصول.

و قد أورد على الحديث ثانيا أيضا بما يرجع إلى سنده، فقال:

لو كان الصدوق حكم بصحّته، لم لم يرو في فقيهه ما تضمّنه من الفقه؟

و لم لم يرو في معانيه ما تضمّنه من معاني الحروف؟(2).

ص: 192


1- ( 1) الحجرات: 6.
2- ( 1) الأخبار الدخيلة: ج 1 ص 98.

و الجواب عنه: أنّ عدم روايته في فقيهه لا يدلّ على عدم اعتماده بالحديث، و لا ينافي حكمه بصحّته، فلعلّه ألّف كماله بعد فقيهه، أو ظفر بالحديث بعد تأليفه «للفقيه»، فأدرجه في كماله، مضافا إلى أنّه لم يستقص في «الفقيه» جميع الفروع، كما لم يستقصها في مقنعه و هدايته، و ترك فيهما بعض الفروع المشهورة التي لا ينساها المحدّث و الفقيه عادة، و لا ريب أنّه لم يلتزم باستقصاء جميع الفروع في كتبه، و لو التزم بذلك أيضا فلا يستبعد عدم وفائه به لبعض الأعذار مثل النسيان، و ممّا قلنا يظهر عذره في عدم روايته في معانيه، و ليت شعري أيّ دلالة لعدم إخراج رواية أخرجها مثل الصدوق في كتاب مثل «كمال الدين» في كتابه الآخر على ضعف الرواية، و إلّا فيدلّ عدم ذكره كثيرا من الفروع في «المقنع» و «الهداية» على أنّه لم يكن عنده من الفروع غير ما ذكره، و كذا سائر مؤلّفي الموسوعات الفقهية و غيرها.

و قال أيضا: لو كان الخبر صحيحا لم لم يروه الشيخ في غيبته مع وقوفه على «كمال الدين»؟(1).و هذا أيضا عجيب منه، فإنّه لو كان هذا دليلا على ضعف الخبر يلزم منه تضعيف كلّ ما لم يروه الشيخ في غيبته ممّا أخرجه الصدوق في كماله، و ما أخرجه النعماني في غيبته، و الفضل بن شاذان، و غيرهم.

و إذا كان عدم اتّفاق المحدّثين في إخراج الحديث من آيات الضعف فقلّما يوجد حديث كذلك، و يجب الحكم بضعف أكثر الأحاديث بمجرّد ذلك، و هذا شرط لم يشترطه أحد في جواز الأخذ بالحديث و حجّيته، و أظنّ أنّ هذا الناقد أيضا لا يقول به. هذا مضافا إلى أنّ الشيخ- قدس سرّه- لم يلزم على نفسه إخراج الأحاديث، بل كان في مقام الإيجاز و الاكتفاء بما يزول به الريب، فلعلّه لم يذكر هذا الحديث لطوله، و أنّ إخراجه يخرجه عمّا هو بصدده من الإيجاز و الاختصار.

و من إيراداته [عدم قول الشيخ في «سعد» إنه عاصر العسكري ع و لم أعلم أنّه روى عنه]

أيضا أنّه قال: و لم قال الشيخ في رجاله في «سعد» بعد عنوانه في أصحاب العسكري عليه السلام: عاصره و لم أعلم أنّه روى عنه؟(2).

و جوابه أيضا يظهر ممّا ذكرناه، و أنّ هذا يرجع إلى عدم ظفر الشيخ بما رواه الصدوق، و لذا لم يروه في غيبته و قال: لم أعلم أنّه روى عنه.

فالإشكالان يرتضعان من ثدي واحد، و الجواب عنهما يرجع إلى أمر واحد، و هو عدم ظفر الشيخ بكتاب «كمال الدين» قبل تأليف رجاله، أو لم يكن عنده حال تأليفه ككتاب غيبته. هذا مضافا إلى أنّه ربّما يقال- كما أفاده

ص: 193


1- ( 2) المصدر نفسه.
2- ( 1) الأخبار الدخيلة: ج 1 ص 98.

سيدنا الاستاذ(1) أعلى اللّه في الفردوس مقامه-: إنّ الشيخ في تأليف رجاله لم يصل إلى نهاية مراده من استيعاب البحوث و تراجم الرجال، و هذا المعروف عندنا برجاله ليس إلّا ما كتب مقدّمة و تهيئة لما كان بصدده من التأليف.

و من إيراداته [: لو كان ذلك الخبر صحيحا لعدّ فيهم]أيضا: عدم عدّ محمد بن أبي عبد اللّه الكوفي، سعدا في عدد من انتهى إليه ممّن وقف على معجزات صاحب الزمان عليه السلام و رآه من الوكلاء و غيرهم، كما لم يذكر أحمد بن إسحاق فيهم (2).

قال: و لو كان ذلك الخبر صحيحا لعدّ فيهم (3).

و الجواب: أنّ ما ذكره هو عدد من انتهى إليه لا عدد من انتهى إليه و من لم ينته، و عدم انتهاء أمر سعد و أحمد إليه و سكوته عنهما لا يدلّ على عدم وقوف سعد و غيره على معجزات مولانا بأبي هو و امّي عليه السلام، و لا على ضعف روايته ذلك، و إلّا يلزم ردّ سائر الأحاديث الدالّة على أسماء من وقف على معجزاته أو رآه، و على أخبارهم ممّن لم يذكرهم محمد بن أبي عبد اللّه، و لو بنينا على ذلك لزم أن نردّ كلّ حديث و كلّ كلمة و خطبة مأثورة عن النبي و الائمة صلوات اللّه عليهم بمجرّد عدم نقل من لم يطّلع عليه، أو لم ينقله لعذر آخر في باب عقده لذلك في كتابه، و كأنّه- دام تأييده- غفل عن المثل المشهور: «إثبات الشي ء لا ينفي ما عداه» و «عدم الوجدان لا يدلّ على عدم الوجود» و «عدم الدليل ليس دليلا على العدم» سيّما بعد إثبات غير ذلك الشي ء، و وجدانه، و قيام الدليل عليه، فلا معارضة بين الوجود و العدم و بين من يخبر عن أمر و يعلمه و بين الجاهل به، و مجرّد كون سعد من الأجلّة و تأخّر موت محمد بن أبي عبد اللّه عن موته لا يستلزم انتهاء جميع أحواله إليه.

[الإيراد على الحديث بمضامين متنه]

ثمّ إنّه- حفظه اللّه- بعد الإيرادات التي تلوناها عليك شرع في الإيراد على الحديث بمضامين متنه ممّا يشهد بزعمه على وضعه. و هو اثنا عشر إيرادا(4)، ننقلها واحدا بعد واحد مع جوابه و بيان ضعفه بعون اللّه تعالى.

ص: 194


1- ( 2) هو سيد الطائفة و مجدد المذهب الإمام البروجردي قدّس سرّه.
2- ( 1) راجع كمال الدين: ج 2 ص 442.
3- ( 2) الأخبار الدخيلة: ج 1 ص 98.
4- ( 1) راجع الأخبار الدخيلة: ج 1 ص 98- 104.

الأوّل: [لم يقل بتضمّن الحديث تفسير «الفاحشة المبيّنة» في «المطلقة» أحد.]

تضمّن الحديث تفسير «الفاحشة المبيّنة» في «المطلقة» بالسحق، قال: و لم يقل به أحد، و إنّما فسّروها بأذى أهل زوجها أو زناها.و الجواب عن هذا الإيراد يظهر بالنظر إلى تفسير الآية الكريمة، و البحث الفقهي حول حكم خروج المطلّقة من بيتها و إخراجها منه، فنقول:

قال اللّه تعالى: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَ أَحْصُوا الْعِدَّةَ وَ اتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ، لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَ لا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَ مَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذلِكَ أَمْراً(1) و الذي يهمّنا هنا في تفسير قوله تعالى: لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَ لا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ و الكلام فيه يقع في مقامين:

الأوّل: فيما يحتمل أن يكون المراد من الآية بادّعاء ظهورها فيه، و تمام ما يدور الكلام حوله: تعيين ما يكون جملة «الفاحشة المبيّنة» ظاهرة فيه، و استفادة المعنى منها بحسب الاستظهار.

الثاني: بيان أنّ المستثنى منه هل هو حرمة إخراجهنّ من بيوتهنّ أو حرمة خروجهنّ منها؟

فنقول: قال الراغب: يقال: آية مبيّنة اعتبارا بمن بيّنها، و آية مبيّنة و آيات مبيّنات و مبيّنات، و قال: الفحش و الفحشاء و الفاحشة: ما عظم قبحها من الأفعال و الأقوال، و قال: إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ، وَ يَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَ الْمُنْكَرِ وَ الْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ، مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ، إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفاحِشَةُ، إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ، إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ* كناية عن الزنا، و كذلك قوله: وَ اللَّاتِي يَأْتِينَ الْفاحِشَةَ مِنْ نِسائِكُمْ انتهى (2).

و على هذا فالفاحشة: ما عظم قبحه من المعاصي، لا مطلق المعصية كما فسّرها بعضهم به، فتشمل الزنا و السحق و البذاء، و هو الفحش بما يستعظم قبحه، و عليه يكون مثل البذاء و أذى الأهل و الزنا و السحق من أفراد الفاحشة، بل و الخروج من البيت، و يكون المستثنى منه حرمة إخراجهنّ.

و يمكن أن تحمل الروايات الدالّة على خصوص بعض هذه الامور لبيان بعض المصاديق و الأفراد، لا اختصاص مفهوم الفاحشة مثلا بالزنا أو البذاء على أحمائها، فلا مفهوم لكلّ واحد منها يعارض منطوق غيره، و على فرض استفادة المفهوم منه دلالة المنطوق أظهر، خصوصا إذا كان المنطوق موافقا للكتاب و المفهوم مخالفا

ص: 195


1- ( 2) الطلاق: 1.
2- ( 1) المفردات: ص 68 و 373.

له على حسب هذا الاستظهار، و يحمل نفي الزنا في رواية سعد على نفي اختصاص الفاحشة به كما صرّح به مثل صاحب الجواهر قدس سرّه (1)، و لكن لا يخلو من ضعف.و أمّا لو كان الاستثناء من حرمة خروجهنّ يكون المراد من «الفاحشة المبيّنة» نفس الخروج من البيت، و دلالتها على حرمة خروجهنّ آكد، إلّا أنّ هذا الاحتمال لو بنينا على الرواية و لم نترك جميعها لضعفها مردود، و كأنّه مخالف لإجماع المفسّرين، أو أقوال من يعتدّ به منهم، و لو كان الاستثناء من حرمة الخروج فالمراد بها نفس الخروج دون سائر المصاديق، فالمعنى: لا يخرجن إلّا تعدّيا و حراما. قال ابن همام: كما يقال: لا تزن إلّا أن تكون فاسقا، و لا تشتم امّك إلّا أن تكون قاطع رحم، و نحو ذلك، و هو بديع و بليغ جدّا(2).

هذا ما يحتمل بالنظر إلى ألفاظ الآية، و قد عرفت أنّ الأشهر بين المفسّرين كون الاستثناء راجعا إلى قوله تعالى: و لا تُخْرِجُوهُنَ.

و أمّا بحسب الروايات، ففي بعضها: فسّرت «الفاحشة» بأذاها أهل زوجها و سوء خلقها(3)،

و في بعضها: فسّرت بالزنا فتخرج فيقام عليها الحدّ(4)، و في رواية سعد بن عبد اللّه فسّرت بالسحق. و مع الغضّ عمّا قيل في هذه الروايات سندا، و عدم ترجيح بعضها على بعض من حيث السند، لا يخفى عليك عدم دلالة غير رواية سعد على حصر المراد من الفاحشة المبيّنة بما فسّرت به، بل يستفاد منها أنّ المذكور فيها: إمّا من مصاديقها الظاهرة كالزنا، أو من أدنى مصاديقها، و على هذا لا تعارض بين هذه الروايات و رواية سعد من حيث تفسيرها «الفاحشة المبيّنة» بالسحق.

نعم، حيث دلّت رواية سعد بن عبد اللّه على نفي كون المراد بها الزنا، يقع التعارض بينها و بين ما دلّ على كون الزنا أحد مصاديقها إن لم نحمل رواية سعد على نفي اختصاص الفاحشة بالزنا، و حينئذ يعامل معهما معاملة المتعارضين، و يؤخذ بالمرجّحات الجهتية أولا، أي يلاحظ جهة صدور الروايات، و أنّها إنّما صدرت للتقيّة، أو لأجل بيان حكم اللّه الواقعي، و مع عدم المرجّح فيهما يؤخذ بالمرجّحات السندية.

و على كلّ حال لا يحكم على الحديث بالوضع، كما لا يحكم على المتعارضين في سائر الموارد به.

هذا كلّه بحسب الكتاب و الروايات، و أمّا بحسب الأقوال فإليك بعضها:

ص: 196


1- ( 2) جواهر الكلام: ج 32 ص 334 كتاب الطلاق.
2- ( 1) روح المعاني: ج 28 ص 117، روائع البيان: ج 2 ص 601 و اللفظ منه نقلا عن روح المعاني.
3- ( 2) نور الثقلين: ج 5 ص 350 نقلا عن الكافي.
4- ( 3) نفس المصدر نقلا عن الفقيه.

قال الشيخ في «النهاية»: و إذا طلّق الرجل امرأته طلاقا يملك فيه رجعتها، فلا يجوز أن يخرجها من بيته، و لا لها أن تخرج إلّا أن تأتي بفاحشة مبيّنة، و الفاحشة: أن تفعل ما يجب فيه عليها الحدّ، و قد روي:

أنّ أدنى ما يجوز له معه إخراجها أن تؤذي أهل الرجل، فإنّها متى فعلت ذلك جاز له إخراجها(1).

و قال: إذا ساحقت المرأة اخرى و قامت عليها البيّنة بذلك، وجب على كلّ واحد منهما الحدّ مائة جلدة إن لم تكونا محصنتين، فإن كانتا محصنتين كان على كلّ واحد منهما الرجم (2).

و قال ابن حمزة في «الوسيلة»: فإن كانت (معها أحماؤها) و أتت بفاحشة مبيّنة و أقلّها أن تؤذي أهل الرجل بلسانها، كان للرجل إخراجها عنه إلى غيره (3).

و قال في السحق: الحدّ فيه مثل الحدّ في الزنا، و يعتبر فيه الإحصان و فقده على حدّ اعتبارهما في الزنا(4).

و قال المحقّق في «المختصر النافع»: لا يجوز لمن طلّق رجعيا أن يخرج الزوجة من بيته إلّا أن تأتي بفاحشة، و هو ما يجب به الحدّ، و قيل: أدناه أن تؤذي أهله (5).

و قال في السحق: و الحدّ فيه مائة جلدة، حرّة كانت أو أمة، محصنة كانت أو غير محصنة، الفاعلة و المفعولة(6).

و قال العلامة في «التحرير»: و يحرم عليه إخراجها منه إلّا أن تأتي بفاحشة، و هو أن تفعل ما يوجب الحدّ فتخرج لإقامته، و أدنى ما تخرج لأجله أن تؤذي أهله، و قال: حدّ السحق جلد مائة، حرّة كانت أو أمة، مسلمة كانت أو كافرة، محصنة كانت أو غير محصنة، فاعلة كانت أو مفعولة(7).

و من جميع ما ذكر يظهر لك: أنّ تفسير «الفاحشة المبيّنة» بالزنا، و أذى أهل زوجها ليس مبنيّا على الحصر، بل هو تفسيرها ببعض مصاديقها، فاستشهاده لوضع الحديث بتضمّنه أنّ الفاحشة المبيّنة في المطلّقة السحق و لم يقل به أحد، وقع منه لأجل عدم تدبّره في الآية و الروايات إن أراد بذلك نفيالقول بكون السحق من مصاديق الفاحشة و بعض أفرادها، و لعلّه ظاهر كلامه، و إن أراد تضمّن الحديث حصر المراد بالفاحشة المبيّنة بالسحق

ص: 197


1- ( 1) النهاية: ص 534.
2- ( 2) النهاية: ص 706.
3- ( 3) الوسيلة( المطبوعة ضمن الجوامع الفقهية): ص 761.
4- ( 1) الوسيلة: ص 781.
5- ( 2) المختصر النافع: ص 202.
6- ( 3) المصدر نفسه: ص 219.
7- ( 4) تحرير الأحكام: ج 2 ص 75 و 225.

فهو كذلك إن لم نحمله على نفي الاختصاص كما حمله عليه صاحب الجواهر قدس سرّه (1)، و لكن لا يستشهد بمثل ذلك لوضع الحديث، بل يعامل معه و مع معارضه معاملة المتعارضين.

ثمّ إنّك قد عرفت الاختلاف في حدّ السحق، و أنّ الشيخ فصّل بين المحصنة و غيرها، و قال في المحصنة بالرجم، و يمكن أن يقال: إنّه يستفاد من حديث سعد أنّ المرأة المطلّقة الرجعية ليست بمحصنة، فإذا زنت و اقيم عليها الحدّ ليس لمن أرادها أن يمتنع بعد ذلك من التزوّج بها لأجل الحدّ و أنّ حدّها في السحق مع كونها غير محصنة- بناء على هذا الاستظهار- الرجم، و هذا و إن لم نعثر عليه في الأقوال إلّا أنّه ليس ببعيد منها، و يؤيّده إطلاق بعض الروايات، و لا يمنع من الأخذ بها عدم القائل بها لو لم يكن غيرها من الروايات أرجح عليها من جهة السند و غيره.

و كيف كان فليس في حديث سعد إلّا دلالته على اختصاص «الفاحشة» بالسحق، و دلالته على كون الحدّ فيه الرجم مطلقا.

و الأول يردّ بما اختاره في «الجواهر»(2) من حمله على نفي الاختصاص. و لا يخفى أنّ الحمل عرفي، مبني على حمل الظاهر على الأظهر، لأقوائية ظهور ما دلّ على كون المراد من «الفاحشة» الزنا من ظهور دلالة حديث سعد على الاختصاص بالسحق، مضافا إلى أنّه لو لم نأخذ بهذا الحمل يعامل معهما معاملة المتعارضين كما مرّ، كما يعامل معها و مع ما يعارضها و هو ما يدلّ على أنّ شرط الرجم الإحصان، و أنّ المطلقة الرجعية محصنة أيضا معاملة المتعارضين.

الثاني [اتّفاق الإمامية على أنّ السحق كالزنا في الحدّ أو أدون بإيجابه الجلد فقط]

ممّا جعله شاهدا لوضع الحديث: ما أشار إليه بقوله:

و تضمّن أنّ السحق أفحش من الزنا مع اتّفاق الإمامية على أنّه كالزنا في الحدّ أو أدون بإيجابه الجلد فقط و لو كان من محصنة، و هو الأشهر.

أقول: أمّا كونه أفحش من الزنا، فربّما يستفاد من بعض الروايات التي فيها التوعيدات الشديدة على السحق (3)، و مثل قوله عليه السلام في بعضها: «و هو الزنا الأكبر»(4)،

و منها رواية سعد هذه.

ص: 198


1- ( 5) جواهر الكلام: ج 32 ص 334 كتاب الطلاق.
2- ( 1) جواهر الكلام: ج 32 ص 334 كتاب الطلاق.
3- ( 1) راجع الوسائل: ج 14 ص 260 كتاب النكاح، باب تحريم السحق.
4- ( 2) الوسائل: ج 14 ص 262 نقلا عن الكافي.

و أمّا كون حدّها مساويا مع حدّ الزاني أو أدون منه، و أنّه الأشهر، فلا يدلّ ذلك على عدم كونه أفحش، لجواز أن يكون ذلك لبعض الحكم، مثل كون الزنا أكثر و أميل إليه مع منع أشهرية كون حدّ السحق أدون من الزنا بين القدماء، و مثل الاتّفاق الذي نقله عن الإمامية لا منع من مخالفته بعد ما نعلم أنّ القولين اللذين وقع الاتّفاق عليهما مبناهما الروايات و الاستظهار منها.

و كيف كان وقوع مثل هذه المخالفات بين الأحاديث لا يقع مستندا لردّها و ردّ حجّيتها، بل لا بدّ لنا من علاج المخالفة بالوجوه المقرّرة في الاصول.

الثالث [تضمُّن الحديث لعب الحجّة ع مع أنّ من علائمه عدم لعبه]

من الامور التي زعم أنّها تشهد بوضعه: ما أشار إليه بقوله: و تضمّن لعب الحجّة عليه السلام مع أنّ من علائم الإمام عليه السلام عدم لعبه، ففي خبر صفوان الجمّال أنّه سأل الصادق عليه السلام عن صاحب هذا الأمر، فقال: إنّه لا يلهو و لا يلعب (1).

و أقبل أبو الحسن موسى عليه السلام و هو صغير و معه عناق مكية و هو يقول لها: اسجدي لربّك، فأخذه أبو عبد اللّه و ضمّه إليه و قال: بأبي و امّي من لا يلهو و لا يلعب (2).

و في صحيح معاوية بن وهب أنّه سأل الصادق عليه السلام عن علامة الإمامة، فقال: طهارة الولادة، و حسن المنشأ، و لا يلهو و لا يلعب (3).

و في إثبات المسعودي و الكتاب المعروف بدلائل الطبري في خبر مشتمل على خروج جماعة إلى الجواد عليه السلام بعد وفاة أبيه لامتحانه، و منهم علي بن حسّان الواسطي، و أنّه حمل معه من آلات الصبيان أشياء مصاغة من الفضّة بقصد الإهداء و الإتحاف إليه عليه السلام لطفوليّته،قال: فنظر إليّ مغضبا ثمّ رمى به يمينا و شمالا، فقال: ما لهذا خلقنا اللّه، فاستقلته و استعفيته فعفا، و قام فدخل، و خرجت و معي تلك الآلات (4)،

و الخبر.

أقول: ما ذكره من أنّ الإمام لا يلهو و لا يلعب حقّ لا ريب فيه، و يدلّ عليه من الروايات أزيد ممّا رواه، كما أنّ هذا ثابت بدلالة العقل أيضا، إلّا أنّ اللعب يقال على فعل لم يقصد به فاعله مقصدا صحيحا.

ص: 199


1- ( 3) الكافي: ج 1 ص 311.
2- ( 4) المصدر نفسه.
3- ( 1) الكافي: ج 1 ص 284.
4- ( 2) البحار: ج 50 ص 58 نقلا عن دلائل الطبري مع اختلاف يسير، و راجع إثبات الوصيّة: ص 86 و ما في المتن موافق له.

قال الراغب: و لعب فلان: إذا كان فعله غير قاصد به مقصدا صحيحا، و قال: اللهو: ما يشغل الإنسان عمّا يعنيه و يهمّه، يقال: لهوت بكذا، و لهيت عن كذا: اشتغلت عنه بلهو(1).

و أمثال هذه الأفعال الصادرة من الأطفال يترتّب عليها منافع مهمّة، مثل: رشد جسمه و نموّه و اعتدال أعضائه، حتّى إنّ علماء التربية و الرياضة يلزمون على مربّي الأطفال تشجيعهم على هذه الأفعال، و لو لم يكن في طفل رغبة إلى هذه الأفعال الرياضية يستدلّون به على عدم صحّة جسمه، بل و سلامة روحه.

فان قلت: إنّ هذه الأفعال و إن يترتّب عليها بعض المنافع إلّا أنّ الطفل مفطور عليها، لا يقصد بها منفعة.

قلت: نعم، و لكنّ الفرق بينها و بين اللعب و اللهو الذي ينزّه عنه الإنسان الكامل أوضح من أن يخفى، فالأول قد قصد منه مقصدا صحيحا تكوينا، و بإرادة خالق الإنسان عزّ و جلّ، و دليل على كمال خلقته و تمامية فطرته، و عدمه دليل على النقصان. نعم، لا يفهم الطفل غالبا و نوعا ما قصد من رغبته إلى ما نسمّيه مجازا، و من غير التفات إلى الحكم و الغايات التكوينية لهوا و لعبا، أمّا الإمام فيفهم ذلك، شاعر بهذا الغرض الكاشف عن دقائق حكمة اللّه تعالى و كمال صنعه.

و الإشكال و الاستبعاد بصدور هذه الأفعال من الإمام الذي أعطاه اللّه تعالى العلم و الحكم صبيّا قريب من قول من قال: ما لِهذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ وَ يَمْشِي فِي الْأَسْواقِ (2) فنفي صدور هذه الأفعال عنهم عليهم السلام، لو لم يرجع إلى إثبات نقص فيهم لا يكون كمالا لهم، و يؤول الأمر إلى تنزيههم من الأفعال العادية التي يستحي الإنسان أن يراه الناس فيها، و إلى نفي مثل الشهوة و الميل الجنسي عنهم، و الحال أن بكلّ ذلك تظهر كمالاتهم الروحية، و مقاماتهم الشامخة العالية، و لو راجعنا تواريخ الأنبياء و الأئمّة عليهم السلام لوجدنا فيها أزيد من ذلك بكثير، من أظهرها ما وقع بين النبي صلّى اللّه عليه و آله و سبطيه العزيزين عليه حتّى في حال صلاته و في سائر الأحوال، فهويلاعبهما و هما يلاعبانه و يقول: نعم المطيّة مطيّتكما، و نعم الراكبان أنتما(3). و يقول في الحسين عليه السلام: حزقّة حزقّة، ترقّ عين بقّة(4)، و لم يقل أحد: إنّ هذا لعب لا يجوز للنبي صلّى اللّه عليه و آله ارتكابه، أو لا يجوز لسبطيه عليهما السلام الركوب على النبي صلّى اللّه عليه و آله سيّما في حال الصلاة. و

ص: 200


1- ( 3) المفردات: ص 450 و 455.
2- ( 1) الفرقان: 7.
3- ( 2) البحار: ج 43 ص 286 نقلا عن المناقب.
4- ( 3) نفس المصدر السابق.

هذه سيّدتنا و سيّدة نساء العالمين كانت ترقّص الحسن عليه السلام و تقول: أشبه أباك يا حسن ...، و قالت للحسين: أنت شبيه بأبي لست شبيها بعلي (1).

فهل تجد من نفسك أن يكون الأنبياء و الأوصياء محرومين او ممنوعين من هذه الملاطفات التي تقع بين الآباء و الأبناء، و من أوضح الشواهد على لطافة الروح و حسن الخلق و الرحمة الإنسانية مع ما فيها من الحكم و الرموز التربوية، فتمنعهم من هذا الشوق النفسي و الرغبة؟

فسبحان الذي جعلها من ألذّ لذائذ الحياة، و ما يذهب بها متاعبها، و تنسى مشاقّها و مرارتها.

الرابع [تضمُّن منع الحجّة أباه ع عن الكتابة]

ممّا استشهد به من مضامين الحديث لوضعه: ما أشار إليه بقوله: و تضمّن منع الحجّة أباه عليه السلام عن الكتابة، و لا يفعل مثل ذلك صبيان العامة إلّا قبل صيرورتهم ذوي تميز، فكيف يفعل ذلك مثله عليه السلام؟

و قد ظهر جوابه من مطاوي ما ذكرناه في الجواب عن إيراده الثالث، و ركوب مولانا الحسن أو الحسين عليهما السلام على ظهر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، و قوله صلّى اللّه عليه و آله: نعم المطيّة مطيّتكما، و نعم الراكبان أنتما. و لا يطلق على مثل هذه الحركات اللطيفة و الملاطفات المحبوبة المنع، و لم يقل أحد: إنّ الإمام في حال كونه رضيعا صبيّا في المهد يجب أن يترك الأعمال التي جرت سنّة اللّه تعالى عليها في الصبيان، أو يجب عليه أن يعامل مع والديه و حاضنته و غيرهم خلاف ما هو المألوف عن الصبيان، بل الأمر على خلاف ذلك، قد جرت سنّة اللّه فيهم على ذلك لحكم و مصالح لعلّه يكون منها عدم غلوّ الناس فيهم فيتّخذونهم أربابا من دون اللّه تعالى أو أبناءه.

الخامس [تضمّن إبقاء العسكري رمّانة ذهبية وسط غرائب الفصوص المركّبة عليها للعب ولده]

ممّا استشهد به لوضع الحديث ما أشار إليه بقوله: و تضمّن إبقاء العسكري عليه السلام رمّانة ذهبية تلمع بدائع نقوشها وسط غرائب الفصوص المركّبة عليها للعب ولده، مع أنّ ذلك عمل مترفي أهل الدنيا، لا مثلهم عليهم السلام المعرضين عن الدنيا و زخارفها.

ص: 201


1- ( 1) المصدر نفسه.

أقول: قال اللّه تعالى: قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَ الطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ (1)، و قال عزّ اسمه في سليمان: يَعْمَلُونَ لَهُ ما يَشاءُ مِنْ مَحارِيبَ وَ تَماثِيلَ وَ جِفانٍ كَالْجَوابِ وَ قُدُورٍ راسِياتٍ (2)، و إن شئت فراجع سيرة الأنبياء سيّما سيرة سليمان على نبيّنا و آله و عليه السلام، فقد كان له قصور و نساء و إماء كثيرة، حتّى قيل: إنّه كان له ألف امرأة، و كان يجلس على العرش، و روي: أنّه كان يخرج إلى مجلسه فتعكف عليه الطير، و يقوم له الإنس و الجنّ حتّى يجلس على سرير(3)،

و قد روي فيما توسّع له و توسّع به ما يستعجب منه (4)، و مع ذلك لم يقل أحد: إنّ كلّ ذلك عمل مترفي أهل الدنيا، و خلاف الإعراض عن الدنيا.

و في الحديث: «ليس الزهد في الدنيا بإضاعة المال، و لا تحريم الحلال، بل الزهد في الدنيا أن لا تكون بما في يدك أوثق منك بما عند اللّه»(5).

و قال مولانا أمير المؤمنين عليه السلام «الزهد كلّه بين كلمتين من القرآن، قال اللّه سبحانه: لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ وَ لا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ و من لم يأس على الماضي و لم يفرح بالآتي فقد أخذ الزهد بطرفيه»(6)، هذا هو الزهد، و لا يلزم معه ترك الانتفاع بما أحلّه اللّه تعالى و الالتذاذ بالملذّات، بل يجمع معه الانتفاع بكلّ ما أنعم اللّه تعالى به على الإنسان من نعم الدنيا، لأنّ المترفين أخذوا بالنعم حبّا للدنيا الدنيّة فيصعب عليهم تركها، دون هؤلاء. فإنّهم يتركون الدنيا بلا عناء و مشقّة، لا فرق عندهم في مقام الإنفاق بين الرمّانة الذهبية و الرمّانة الطبيعية. قال أمير المؤمنين عليه السلام في وصف حجج اللّه تعالى:

استلانوا ما استوعره المترفون (7)، فهم كما قال أمير المؤمنين عليه السلام:

ص: 202


1- ( 1) الأعراف: 32.
2- ( 2) سبأ: 13.
3- ( 3) البحار: ج 14 ص 71.
4- ( 4) راجع البحار: ج 14 ص 80.
5- ( 1) سفينة البحار: ج 1 ص 568.
6- ( 2) نهج البلاغة صبحي الصالح: ص 553 خطبة 439.
7- ( 3) نهج البلاغة صبحي الصالح: ص 497 الحكمة 147.

شاركوا أهل الدنيا في دنياهم، و لم يشاركهم أهل الدنيا في آخرتهم، سكنوا الدنيا بأفضل ما سكنت، و أكلوها بأفضل ما أكلت، فحظوا من الدنيا بما حظي به المترفون، و أخذوا منها ما أخذه الجبابرة المتكبّرون، ثم انقلبوا عنها بالزاد المبلغ و المتجر الرابح (1).إذن فما شأن هذه الرمّانة الذهبية التي لم تكن أصلها من الذهب، بل كانت منقوشة به، و ما كان قيمتها، و من أين علم أنّه أبقاها؟ فلعلّها اهديت إليه في ذلك الحال كما يشعر به قوله: قد كان أهداها بعض رؤساء أهل البصرة. و يظهر من ألفاظه أنّه بالغ في توصيفها، و ما كان إعجابه بها إلّا لأنّه رآها بين يدي مولاه، و أنّها كانت الواسطة لملاطفته عليه السلام مع قرّة عينه، و لو وصف غير الرمّانة أيضا ممّا كان في البيت من الأشياء و الأثاث كان توصيفه لها مثل ذلك، فعين مثل عينه التي تشرّفت برؤية مولانا العسكري و ولده العزيز الذي بشّر به الأنبياء و الأئمّة عليهم السلام، و وقعت على الجمال الذي ليس فوقه جمال إلّا جمال اللّه- جلّ جماله- الذي هذا الجمال منه، يرى كل ما يرى متعلّقا بهذا الجمال جميلا، و يصفه بأحسن ما بإمكانه من الألفاظ البليغة، و العبارات اللطيفة.

السادس [تضمّنه إنكار تفسير «خلع النعلين» بمعناه الظاهري]

ممّا تمسّك به لإثبات وضع الحديث: تضمّنه إنكار تفسير «خلع النعلين» في آية: «فاخلع نعليك»(2)

بمعناه الظاهري و تأويله بنزع حبّ الأهل من القلب.

قال: و تضمّن الإنكار في تفسير آية فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ بما فيه مع إنّ الصدوق نفسه روى في «العلل» عن ابن الوليد عن الصفّار عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن أبان عن يعقوب بن شعيب عن الصادق عليه السلام قال: قال اللّه تعالى لموسى: فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ لأنّها كانت من جلد حمار ميّت (3)،

و الخبر صحيح أو كالصحيح، حيث أنّ أبانا من أصحاب الإجماع على فرض صحّة نسخة الكشّي في كونه ناووسيا مع أنّ الراوي للخبر ابن الوليد النقّاد للآثار. و أيضا: قال تعالى ذلك لمّا أراد بعثته، فلا معنى لقوله في الخبر: «استجهله في نبوته» فالأنبياء كانوا لا يعرفون شيئا من الشريعة قبل الوحي إليهم بها، ثمّ من أين أنّ صلاة موسى عليه السلام كانت فيها؟ و من أين اتحاد الشرائع في مثله (4)؟

ص: 203


1- ( 4) نفس المصدر ص 383 من كتابه عليه السلام إلى محمد بن أبي بكر.
2- ( 1) طه: 12.
3- ( 2) علل الشرائع: ج 1 ص 63.
4- ( 1) الأخبار الدخيلة: ج 1 ص 99- 100.

أقول: نحن نتكلّم أولا في دلالة الآية الكريمة بالنظر إلى ظاهرها، ثمّ ننظر أيّ التفسيرين أقرب إلى الظاهر، فنقول: الظاهر أنّ موسى عليه السلام أمر بخلع نعليه احتراما للواد المقدّس كما هو شأن كلّ مكان مقدّس يخلع الناس النعال عند ورودهم فيه، و كما نرى يخلعون نعالهم عند دخولهم المساجد و المشاهد و المقامات الشريفة، و هذا علامة تعظيمهم لهذا المكان، و أمر اللّه تعالى نبيّه موسى بذلك إيذانا بأنّه دخل الوادي المقدّس، و يظهر منها أنّ موسى كان عالما بأنّ أدب الورود و الكون في المكان المقدّس خلع النعلين، و أنّ الأمر لم يكن مولويا بل كان إرشاديا، و إخبارا بأنّه وقع في هذا المكانالمقدّس، فيلزم عليه خلع نعليه، و سواء كان مولويا أو إرشاديا، و سواء كان «طوى» اسم هذا الوادي أو كان خبرا ك «إنّ»، و حكاية عن الحالة الحاصلة لموسى، فالمناسب للتعظيم خلع النعلين. هذا ما يستفاد من ظاهر الآية.

و أمّا تفسيرها بحسب الروايات فنقول: إنّ القانون في الروايتين المتعارضتين إذا كانتا متضمّنتين لحكم من الأحكام العملية و الفروع الفقهية الجمع العرفي بينهما إن أمكن، و إلّا فالرجوع إلى المرجّحات المذكورة في باب التعادل و الترجيح إن كان لإحداهما ترجيح على الاخرى، و إلّا فالحكم هو التخيير كما بيّن في محلّه، إلّا أنّ لازم ذلك ليس الحكم بكذب الرواية التي رجّح غيرها عليها و الحكم بوضعها، كما أنّ في صورة التخيير لا يحكم بتساقط أحدهما عن الحجية رأسا، بل يؤخذ بهما في نفي القول الثالث، فكلتاهما حجّة لو لا ابتلاء كلّ واحدة منهما بالاخرى.

و على هذا، على فرض ترجيح الخبر الذي فسّر الآية بأنّ اللّه تعالى إنّما أمر موسى بخلع نعليه لأنّها كانت من جلد حمار ميّت، مثل رواية يعقوب بن شعيب عن الصادق عليه السلام المتقدّمة، يجب الأخذ بها بالحكم الظاهري، و هو وجوب تصديق العادل، و البناء العملي على خبره، و لا يستلزم من ذلك سقوط الخبر من الحجّية بالمرّة فيما لا يعارضه خبر آخر، و لا يجوز الحكم بوضعه و كذبه بمجرّد هذا التعارض و رجحان الآخر عليه، فما ذكره الناقد هنا لا يوجب خللا في الحديث، و لا و هنا فيه، فليس هنا إلّا أنّ الشارع تعبّدنا بالأخذ بما فيه المرجّح في مقام العمل، و لا يخفى عليك أنّه ليس مجرّد معارضة خبر آخر أخذنا به على ما تقتضيه القواعد في مورد تعارضهما موجبا لترك الآخر في غير مورده، فلا يترك خبر «كمال الدين» لأنّ بعض مضمونه معارض لمضمون خبر ابن شعيب، و إن كان الأخير صحيح السند و الأول ضعيف السند.

و بعد ذلك كلّه ننظر إلى مضمون خبر «كمال الدين» بالقياس إلى خبر ابن شعيب، فنرى أيّهما أوفق بالآية، فنقول: أمّا تفسير الآية بأنّه إنّما أمر اللّه تعالى نبيّه موسى على نبيّنا و آله و عليه السلام بخلع نعليه لأنّها كانت من جلد حمار ميّت، فهو خلاف الظاهر، فإنّ الظاهر: أنّ خلع النعلين بما أنّها نعلين تعظيم للواد المقدّس، و أنّ الوقوف مع النعلين في هذا الوادي خلاف التعظيم و التكريم، لا لأنّها كانت من جلد حمار ميّت، فيجوز عليه الورود و الوقوف مع النعلين لو لم تكن من ميتة، فهذا مخالف لظهور الكتاب، و موجب لاختلال شرائط حجّية

ص: 204

الحديث، لأنّ التعارض إذا وقع بين ظاهر الكتاب و ظاهر الخبر لا شكّ في أنّ الكتاب هو الحجّة، فلو لا ابتلاء خبر يعقوب بن شعيب بالمعارض أيضا مثل خبر «كمال الدين» لا يجوز الاستناد به من جهة معارضة ظاهر الكتاب.لا يقال: إنّ الحديث في مفاده أظهر و أنصّ من دلالة الكتاب على موضوعية خلع النعلين في أداء التعظيم و تحقّق التكريم، فإنّه يقال: مناسبة الحكم و الموضوع، و اقتضاء شرافة المكان، و عرفية خلع النعلين في مقام التعظيم تؤيّد ظهور الكتاب فيما هو ظاهر فيه عرفا.

و لا يخفى عليك أنّ التعارض هنا ليس من تعارض المقيّد و الخاصّ مع المطلق و العام، بل التعارض و التخالف وقع بينهما بالتباين، و على هذا يسقط الاستشهاد لوضع حديث سعد بمخالفة مضمونه لحديث يعقوب بن شعيب. هذا بالنظر إلى تفسير الآية برواية يعقوب و الاستشكال فيه.

و أمّا بالنظر إلى حديث سعد فالظاهر منه أنّه سأله عليه السلام عن تأويل الآية لا عمّا يستفاد منها بحسب ظهورها العرفي الحجّة، فلا منافاة بين الظهور و استفادة الأمر بخلع النعلين، لأنّه لا ينبغي تأدّبا الورود و الوقوف في هذا الوادي المقدّس و كلّ مكان ذي شرافة مع النعلين، و التأويل المذكور الذي لا يعلمه إلّا اللّه و الراسخون في العلم.

و على هذا لا يرد عليه بأنّ جعل «نعليك» كناية و استعارة عن حبّ الأهل مجاز يحتاج إلى قرينة، و لا قرينة، مع أنّ الأمر بالنزع، لو كان المراد بالنعلين حبّ الأهل كان للدوام، و ينافيه تعليله إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً، فإنّ هذا يقال لو قلنا: بأنّ ذلك هو المتبادر إلى الذهن بحسب الظهور العرفي، لا إذا قلنا بحسب التأويل الذي ورد من أهله، مضافا إلى أنّ باب الاستعارة واسع، و المعيار في استحسانه الذوق السليم، و خفاء القرينة علينا لا يقتضي عدم وجودها بين المتكلّم و مخاطبه، فلعلّه كان حافيا و التعليل يقتضي دوام الأمر، فإنّ التشرّف بالواد المقدّس و التكلّم مع اللّه تعالى يقتضي نزع حبّ غير اللّه تعالى من القلب، و أن يكون أبدا ملازما له، مخلصا محبّته للّه.

لا يقال: على هذا يدور الأمر بين رفع اليد عن ظاهر الآية برواية ابن شعيب أو برواية سعد و الترجيح بحسب السند مع الاولى، لأنّه يقال: خبر ابن شعيب معارض لظاهر ما يستفاد من الكتاب، و هو أنّ الأمر بخلع النعلين كان للتعظيم كما يدلّ عليه خبر ابن شعيب أيضا، فإنّه قد دلّ على ذلك و إن خصّصه بما إذا كان النعل من جلد حمار ميّت، و معارضته للكتاب إنّما يكون لأجل دلالة الخبر على اختصاص التعظيم بما إذا كان النعل من جلد حمار ميّت مع أنّ العرف لا يساعد مع اختصاصه بخصوص هذا المورد، و يرى تفسيره بالمورد منافيا للاحترام و التعظيم، فحديث ابن شعيب مردود من جهة دلالته بهذا الاختصاص و نفي البأس عن سائر الموارد، و أمّا كون

ص: 205

المراد من «خلع النعلين» خلع محبّة الأهل فهو تفسير لا ينفي رجحان خلع النعلين، و إن كانت الآية ليست بصدد بيان هذا الرجحان، فتأمّل حتّى لا يشتبه عليك الفرق بين التفسيرين بالنسبة إلى ما يستفاد من ظاهر الآية. هذا.و أمّا قوله: و أيضا قال تعالى ذلك له لمّا أراد بعثته، فلا معنى لقوله في الخبر: استجهله في نبوّته، فالأنبياء كانوا لا يعرفون شيئا من الشريعة قبل الوحي إليهم بها، ثم من أين أنّ صلاة موسى عليه السلام كانت فيها؟ و من أين اتّحاد الشرائع في مثله ... الخ.

ففيه: أولا: أنّ كلامه هذا غريب منه، فإنّه مثل الاجتهاد في مقابل النصّ، فإنّ الحديث يدلّ على أنّ الأمر بخلع النعلين لم يكن لبيان حكم شرعي ابتدائي كما استظهرنا ذلك من الآية أيضا، و أنّ موسى كان يصلّي في نعله هذا، و بعد ذلك يتّجه ما أورد في الحديث على التفسير الذي زعمه الفقهاء، و ردّ الحديث بإنكار ذلك، و الترديد في أنّ صلاة موسى على نبيّنا و آله و عليه السلام كانت فيها، و في اتّحاد الشرائع في مثله بعد دلالة الحديث عليه، في غير محلّه و من الهفوات.

السابع [عدم مزاحمة محبّة الخالق محبّة المخلوق]

من الوجوه التي توهّم أنّها تشهد بوضع حديث سعد:

تضمّنه أنّ اللّه تعالى أوحى إلى موسى أن انزع حبّ أهلك من قلبك إن كان محبّتك لي خالصة، مع أنّ محبّة الخالق على وجه و محبّة الخلائق على وجه، و لا يزاحم الثاني الأول و لا ينقضه، كيف و قد قال نبينا صلّى اللّه عليه و آله و هو أكمل الرسل و أفضلهم: حبّب إليّ من دنياكم ثلاث:

النساء ... الخبر، و قال الصادق عليه السلام من الأخلاق (أخلاق- ظ) الأنبياء حبّ النساء، و قال عليه السلام: ما أظنّ رجلا يزداد في الإيمان (أو في هذا الأمر) خيرا إلّا ازداد حبّا للنساء. و إنّما المذموم حبّ يوجب مخالفة أمره تعالى و نهيه، قال عز و جل: قُلْ إِنْ كانَ آباؤُكُمْ وَ أَبْناؤُكُمْ ... إلى قوله: أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ الآية، مع أنّ جعل «نعليك» كناية و استعارة عن حبّ الأهل مجاز يحتاج إلى قرينة، و لا قرينة، مع أنّ الأمر بالنزع، لو كان المراد بالنعلين حبّ الأهل كان للدوام، و ينافيه تعليله: إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً (1).

أقول: أولا: إنّ توهّم التخالف و التعارض بين مثل حديث سعد الذي يستفاد منه الترغيب إلى الإخلاص في المحبّة و كمال التوحيد فيها و ما ذكره من الآيات ناشئ من عدم التأمّل في المراد من الطائفتين من الآيات و

ص: 206


1- ( 1) الأخبار الدخيلة: ج 1 ص 100.

الأحاديث، فالطائفة الاولى تنظر إلى مقام اندكاك كلّ محبّة و محبّة كلّ شي ء في محبّة اللّه، فلا محبوب للمحبّ إلّا هو، فكلّ حبّ و محبّ يفنى عنده، فلا يرى شيئا، و لا يحبّ أحدا سواه، و لا يلتفت إلى رؤيته ما سواه و حبّه ما سواه كما إذا كان الإنسان مشغول القلب بالتفكّر في أمر ينسى ما سواه حتّى نفسه، و حتّى ينسى اشتغاله بالتفكّر فيه، و لمّا كان موسى عليه السلام في هذاالمشهد العظيم مشتغل القلب بأمر أهله لأنّه جاء ليقتبس نارا، و أمرهم بالمكث لأن يأتيهم منها بقبس، أمره تعالى بأن يفرغ قلبه له و لما يوحى إليه في هذا المشهد المقدّس، فالوصول بهذه المرتبة الرفيعة يناسب ترك الاشتغال بغير اللّه تعالى و التوجّه إلى غيره و إلى محبّة الأهل و الولد، و على هذا الشأن و أعلى مرتبته كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله في حال نزول الوحي إليه و غيره من الحالات المقتضية لذلك، فالشئون متفاوتة، و المشاهد و المقامات المتعالية القدسية لا تقاس مع غيرها من الشؤون و المقامات التي لا بدّ للنبي و الولي التلبّس بها، و لا يجوز في الحكمة ترفّعهما عنها، بل هما مأموران بهما، متقرّبان بهما إلى اللّه تعالى.

و أمّا المشهد الذي هو مشهد ظهور محبّة اللّه و الانقطاع إليه، و مشهد التشرّف بتكليم اللّه تعالى يقتضي ترك الاشتغال بغيره، و فناء كلّ حبّ و حبيب فيه، و لذا أسرع موسى بعد ذلك إلى الذهاب إلى فرعون امتثالا لأمره و ترك أهله على حالهم، و هذا شأن ترفع فيه النفس الإنسانية إلى أعلى المراتب الروحانية و القدسية الملكوتية.

و أمّا شأنه في حال يوصف بحسبه بحبّ الأهل و المال و الولد، و يشتغل بحبّهم و ملازماته، فهو أيضا شأن من شئونه، و لكن ليس اشتغاله باللّه كاشتغاله به في الشأن الأول، فاشتغاله به في الأول يتحصّل له بغير واسطة، و في الثاني شغله به يتحقّق بواسطة غيره، و يجوز في هذا المقام الجمع بين الحبّين.

و بعبارة اخرى نقول: فعليّة اشتغال القلب بمحبّة اللّه في مشهد من مشاهد القرب و معراج الانس تنافي اشتغاله الفعلي بمحبّة غير اللّه و التوجّه به، كما أنّ فعلية اشتغال القلب بحبّ النساء لا تجتمع مع الاشتغال الفعلي التام بحبّ اللّه تعالى. و إن شئت الشاهد لذلك فعليك بالرجوع إلى الأدعية، ففي ذيل دعاء عرفة المنسوب: «أنت الذي أزلت الأغيار عن قلوب أحبّائك حتّى لم يحبّوا سواك، و لم يلجئوا إلى غيرك» هذا، و لا يخفى عليك قصور عباراتنا عن بيان حقيقة هذه المنازل و المشاهد، سيّما إذا كان النازل فيها و شاهدها الأنبياء و الأولياء.

و ثانيا: ما ذكره من أنّ المذموم حبّ يوجب مخالفة أمره تعالى و نهيه صحيح لا ريب فيه، أي لا يترتّب على حبّ غيره إذا لم يؤدّ إلى مخالفة أوامره و نواهيه عقاب و ذمّ مولوي، و الآية قُلْ إِنْ كانَ آباؤُكُمْ (1) ناظرة إلى ذمّ هذا الحبّ المؤدّي إلى العصيان و المخالفة، و أمّا غيره فلم يكلّف اللّه عباده بتركه و إن رغّبهم بالجهاد لترك بعض أنواعه كما رغّبهم إلى بعض أنواعه الاخرى، إلّا أنّه لا ريب في أنّ شغل القلب باللّه تعالى، و الانصراف

ص: 207


1- ( 1) التوبة: 24.

من كلّ شي ء إلى اللّه، و الانقطاع به ممدوح شرعا، وكلّما كان ملازمة النفس بذكر اللّه تعالى و مداومته به أقوى و أتمّ كان العبد إلى اللّه أقرب، و لو كان جائزا في حكمة اللّه تعالى أن لا ينصرف عبده إلى غيره ممّا يتوقّف به نظام العالم و يدور مداره ابتلاء الخلق، لكان اللازم على العبد أن لا ينصرف منه إلى غيره.

فعلى هذا نقول: إنّ حبّ الأهل و المال و الولد ليس مذموما بالإطلاق، إلّا أنّ الاشتغال التامّ باللّه تعالى، و شغل القلب بمحبّته في بعض الأحوال، و مثل المقام الذي تشرّف به موسى على نبيّنا و آله و عليه السلام ممدوح، بل لازم من لوازم العبودية و معرفة الربوبية، و ينبئ عن ذلك كلّه قوله صلّى اللّه عليه و آله: «لي مع اللّه وقت لا يسعه ملك مقرّب و لا نبيّ مرسل»(1)، و قوله في الحديث القدسي: «أنا جليس من ذكرني»(2)، و قوله صلّى اللّه عليه و آله: من ذكر اللّه في السوق مخلصا عند غفلة الناس و شغلهم بما فيه كتب اللّه له ألف حسنة، و يغفر اللّه له يوم القيامة مغفرة لم تخطر على قلب بشر»(3).

و ثالثا: دعواه- أنّ جعل «نعليك» كناية و استعارة عن حبّ الأهل مجاز يحتاج إلى قرينة، و لا قرينة فيها- أنّ الظاهر أنّ هذه الاستعارة كانت معهودة عند أهل اللسان، بل و غيرهم من سائر الألسنة، و لذلك حكي:

أنّ أهل تعبير الرؤيا يعبّرون النعلين بالأهل، و فقدانها بفقدان الأهل (4)، مضافا إلى أنّه يكفي في القرينة كون النعلين من اللباس، و إطلاق اللباس على الزوجة في هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ وَ أَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَ (5).

و أوضح من ذلك كلّه: أنّ السؤال في حديث سعد وقع عن تأويل الآية، لاعن تفسيرها، و لذا لا ينافي ذلك التأويل كون المراد بالنعلين غير ما يراد بها في العرف و اللغة، كما لا ينافي أيضا لو كان المراد من ظاهر الآية الأمر بنزع النعلين لأنّها كانت من جلد حمار ميّت و إن كان في هذا الاحتمال ما ذكرناه ممّا يردّ كونه المراد، و اللّه أعلم.

و رابعا: قد ظهر ممّا ذكرناه أنّه لا يلزم من كون المراد بنزع النعلين نزع حبّ الأهل أن يكون ذلك للدوام، بل يصحّ ذلك و لو كان لعلّة حضوره في مشهد تكليم الربّ معه، و التعليل يؤيّد ما ذكرناه منعدم منافاة بين الأمر بنزع حبّ الأهل في هذا المقام الشريف و بين ما ورد في الترغيب إلى حبّ الأهل. هذا.

ص: 208


1- ( 1) انظر البحار: ج 18 ص 360.
2- ( 2) الوسائل: ج 1 ص 220 نقلا عن الفقيه و التوحيد و العيون، و في ج 4 ص 1177 نقلا عن الكافي.
3- ( 3) الوسائل: ج 4 ص 1190 نقلا عن عدّة الداعي.
4- ( 4) راجع تعطير الأنام في تعبير المنام: ج 2 ص 306، و تفسير الأحلام لابن سيرين المطبوع بهامش تعطير الأنام: ج 2 ص 228.
5- ( 1) البقرة: 187.

و لا يخفى عليك أنّ بعد إمكان الجمع بين رواية سعد و غيره من الروايات لا يجوز القول بمخالفتها مع غيرها، و الاستشهاد بها لوضعها، سامحنا اللّه و إيّاه، و وفّقنا لسلوك الطريقة المستقيمة، و هدانا إلى السليقة السليمة.

الثامن [ما فيه من تفسير «كهيعص»]

من المضامين التي استشهد بها لوضع حديث سعد: ما فيه من تفسير «كهيعص» مع أنّ الأخبار وردت بغير ذلك كلّها دالّة على أنّ «كهيعص» من أسماء اللّه تعالى.

و فيه: أوّلا: أنّ ذلك على سبيل التأويل، و سائر الأخبار ورد على سبيل التفسير.

و ثانيا: لا منافاة بين هذه الأخبار، و لا دلالة لها على حصر المراد بما فيها بعد ما كانت الحروف المقطّعة القرآنية من الرموز، فيجوز أن يكون كلّ حرف منها رمزا للعلوم الكثيرة، و مفتاحا لأبواب من المعارف و الامور الغيبية، و هذا نحو قوله عليه السلام: علّمني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله ألف باب من العلم، فانفتح لي من كلّ باب ألف باب (1).

التاسع: تضمّنه [خبر اليهود بظهور محمد ص]

أنّ اليهود كانوا يخبرون بظهور محمد صلّى اللّه عليه و آله يسلّط على العرب كتسلّط بخت نصّر على بني إسرائيل، و أنّه كاذب، مع أنّه خلاف القرآن، فإنّه تضمّن أنّهم يوعدون أعداءهم به صلّى اللّه عليه و آله، و أنّه إذا ظهر ينتقم لهم منهم، قال اللّه تعالى:

وَ كانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ، و ورد: أنّ الأنصار بادروا بالإسلام لمّا سمعوا من اليهود فيه، فقالوا: هذا النبي الذي كانت اليهود يخبروننا به.

أقول: هذا أيضا عجيب، فإنّ ما يدلّ عليه حديث سعد: أنّ اليهود كانوا يقولون كذا و كذا عنه صلّى اللّه عليه و آله، و كانوا يكذّبونه، و تكذيبهم إيّاه قد ورد في القرآن المجيد لا مرية فيه، و من جملة ما يدلّ على إنكارهم و ردّهم رسالته هذه الآية: وَ كانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ ...(2) فأيّ منافاة بين كونهم مخبرين برسالته قبل دعوته و بعثته أو قبل ولادته، و بين إنكارهم حسدا و عنادا للحقّ؟ و الأنصارأيضا آمنوا بالحقّ لمّا سمعوا من اليهود

ص: 209


1- ( 1) راجع البحار: باب علمه عليه السلام و أنّ النبي صلّى اللّه عليه و آله علّمه ألف باب ج 40 ص 127.
2- ( 2) البقرة: 89.

قبل ذلك من البشارة بالنبي صلّى اللّه عليه و آله في التوراة مع أنّهم بعد ذلك لم يؤمنوا به و أنكروه، إلّا القليل منهم كعبد اللّه بن سلام و غيره.

إن قلت: إنّ الآية الكريمة إنّما تدلّ على أنّ اليهود كانوا قبل البعثة يستفتحون على الذين كفروا، و كانوا يخبرون عن ظهور النبي صلّى اللّه عليه و آله و يصدّقونه، فلمّا جاءهم ما عرفوا كفروا به، و الرواية قد دلّت على أنّهم يكذّبونه قبل ذلك.

قلت: ما دلّت عليه الرواية: أنّ المجالسين لهما كانوا يكذّبونه، و لعلّ مجالستهما إيّاهم كانت للاستخبار عن حاله صلّى اللّه عليه و آله و مآل حاله، و كانت بعد البعثة، و لا رادّ لاحتمال أن يكون طائفة من اليهود كانوا يكذّبونه قبل ذلك تعصّبا؛ لعلمهم بأنّه من العرب و من ولد إسماعيل على نبيّنا و آله و عليه السلام، و بعد جواز الجمع بين ظاهر الآية و الرواية بأحد الوجهين المقبولين عند العرف يرفع الإشكال، و إذا جاء الاحتمال بطل الاستدلال.

العاشر: تضمّنه أنّ الرجلين كانا يجالسان اليهود، و يستخبرانهم عن عواقب أمر محمد

صلّى اللّه عليه و آله مع أنّهما لم يكونا أهل ذلك، لا سيّما الثاني الذي كان جلفا جافا، و حديث إسلامه معروف، و أيّ مانع من أن يكون إسلامهما طوعا و يصيران أخيرا منافقين، فكم من مؤمن صار كافرا فضلا عن أن يصير منافقا، قال اللّه تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا أ لم يكن إبليس ملكا(1)

مقرّبا ثمّ صار رجيما لعينا؟ فأيّ استبعاد من أن يؤمن الرجلان طوعا ثمّ يكفران حسدا منهما بمقام أمير المؤمنين عليه السلام، و استنكافا عن طاعته كما كفر إبليس بسبب آدم عليه السلام؟ أ لم يخبر اللّه تعالى بانتظار وقوع الارتداد من عامّة الامة في قوله عزّ و جلّ: وَ ما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ؟(2).

أقول: سبحان اللّه! عجيب عجيب، يا هذا! ما تقول و مع من تتكلّم و على من تردّ؟! (ما هكذا تورد يا سعد الإبل) على فرض صحّة سند الحديث، بل و على البناء على ضعفه لا يجوز التكلّم فيه و ردّه بهذا البيان الخارج عن حدّ الأدب، فإذا يجوز أن يكون إسلامهما طوعا و يصيرا أخيرا من المنافقين لم لا يجوز أن يكون طمعا؟

و أي دلالة في قصّة إبليس على وجوب كون إيمانهما طوعا؟ و من أين علمت أنّ إبليس الذي ظهر كفره عند أمره بالسجود لآدم لم يكن كافرا منافقا قبل ذلك؟

ص: 210


1- ( 1) و هذا مخالف لقوله تعالى:\i كانَ مِنَ الْجِنِ\E، فتأمّل.
2- ( 1) الأخبار الدخيلة: ج 1 ص 101.

و من أين تستدلّ بقوله تعالى: وَ ما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ على أنّهما كانا مسلمين مؤمنين ثم ارتدّا بعد ذلك؟ و لم تفرّق بين الارتداد و النفاق، فيجوز أن يكون الشخص منافقا لم يحكم عليه بالكفر و الارتداد في الظاهر، فإذا أظهر نفاقه و ردّ وصية النبي صلّى اللّه عليه و آله و ردّ ولاية ولي الأمر ارتدّ بذلك.

و من أين قلت: إنّ الآية إخبار بانتظار وقوع الارتداد من الامة؟ ثم كيف تقول بانتظار وقوعه من عامّة الامة و لا تستثني أحدا منهم حتّى الذين لم يرتدّوا و علم اللّه تعالى بأنّهم لا يرتدّون؟

كأنّك تتكلّم مع مثلك، أو تريد أن تباحث مع الإمام بقول: لم و لا نسلم، ما هذا أدب التسليم للّه تعالى و النبي و لأوصيائه و خلفائه عليهم السلام.

الحادي عشر: [تضمّن الحديث عدم نقض سعد دعوى خصمه في قضية «الغار»]

ما أشار إليه بقوله: و تضمّن أنّه لم لم ينقض سعد دعوى خصمه بإخراج النبي أبا بكر معه إلى الغار بأنّه لم لم يخرج باقي الأربعة معه لأنّهم صاروا أيضا خلفاء مثل أبي بكر مع أنّه لا ينقض دعواه، فإنّ للخصم أن يقول: إنّي لم أقل أخرجه للخلافة المجرّدة، بل لأنّه أسّس سلطنة المسلمين، و شكّل دولة لهم، و كم فرق بين الباني لبيت و الجائي إلى بيت ممهّد.

أقول: كان لسعد و لغيره ممّن يناظر مع هؤلاء أن يقول: إذا كان السبب لإخراجه معه علمه بأنّه يلي الخلافة من بعده، فهو كان عالما بأنّ باقي الأربعة يلونها واحدا بعد واحد، فيجب عليه إخراج الأربعة معه، و إن كان السبب أنّه يكون كذا و كذا كان لسعد أن يجيبه بأنّه ما كان كذا، و أنّ خلافته كما أخبر عنه عمر كانت فلتة وقى اللّه الامّة شرّها، و أنّ غيره مثل عمر كان أدهى منه، و ما كان ما صدر منه بأقلّ ممّا صدر من أبي بكر على رأي القوم و زعمهم لو لم يكن بأكثر و أعظم، و أمّا ما صدر من علي عليه السلام من بيان الشريعة و تفسير القرآن، و المعارف الحقيقية، و ما نحتاج إليه في امورنا الدينية و الدنيوية و الاخروية، و ما علّم الامّة من علم تأويل القرآن، و الجهاد مع الناكثين و القاسطين و المارقين البغاة، فلا يحصيها أحد إلّا اللّه تعالى.

و كأنّ الناقد رأى ذلك، أي تأسيس سلطنة المسلمين و تشكيل دولتهم من أعمال أبي بكر، و لذا رأى أنّه لا يمكن لسعد الجواب عنه، و لم يلتفت إلى أنّه لم يكن وحده فيما كانوا بصدده من السلطة على المسلمين و الاستيلاء عليهم، بل كانوا حزبا و جماعة يعملون لذلك من عصر النبي صلّى اللّه عليه و آله، و لم يكن مقصدهم تأسيس الحكومة للمسلمين، بل كان مقصدهم الاستيلاء على الامور و على السلطان، و منع أمير المؤمنين عليه السلام عن حقّه.

ص: 211

الثاني عشر: [بقاء أحمد بعد العسكري ع أمر قطعي اتّفاقي]اشتمال حديث سعد بن عبد اللّه على موت أحمد بن إسحاق في حياة العسكري عليه السلام، و بعثه عليه السلام خادمه المسمّى بكافور لتجهيزه، مع أنّ بقاء أحمد بعده عليه السلام أمر قطعي اتّفاقي ...

إلخ.

أقول: هذا أقوى ما تشبّث به لإثبات جعل الحديث، و لا ننكر استصعاب الجواب عنه لو كان أحمد بن إسحاق المذكور في هذا الحديث هو أحمد بن إسحاق بن سعد الأشعري الحي بعد وفاة مولانا أبي محمد عليه السلام، أمّا لو احتملنا أنّه غيره يرتفع الإشكال، و لا دليل على كونهما واحدا و إن لم يكن دليل على كونهما متعدّدا لو لم نقل بأنّ نفس هذا الحديث دليل على التعدّد، سيّما بعد ما كان مخرجه الصدوق الذي قد سمعت أنّه كان عارفا بالرجال سيّما مثل أحمد بن إسحاق الأشعري المعاصر لأبيه، و لا ريب أنّه لو لم يكن عارفا بأحوال الرجال كان عارفا بمثله، يعرفه معرفة تامّة، و هو مع ذلك أخرج هذا الحديث محتجّا به في كتاب مثل «كمال الدين».

فلو كان أحمد بن إسحاق المذكور فيه هو هذا الذي توفّي في عصر الغيبة الصغرى دون عصر الإمام العسكري عليه السلام، كيف لم يتفطّن به؟ لا يجوز ذلك و لا نقبله، فيدور الأمر بين أن نقول: بعدم تفطّن مثل الصدوق- قدس سرّه- بهذا الأمر القطعي الاتفاقي المشهور و المعروف الذي لا يخفى على مثله، أو أن نقول: بدسّ هذا الحديث في كماله و أنّه لم يخرجه فيه و زاد عليه بعض الوضّاعين كلّه أو ذيله الذي لم يخرجه صاحب «الدلائل»، أو أن نقول: بتعدّد المسمّى بأحمد بن إسحاق.

و المتعيّن الثالث كما لا يخفى، و مجهولية حال المذكور في حديث سعد لا يدلّ على ضعفه، بل يستظهر منه أنّ الصدوق كان يعرفه بأنّه كان خير أهل البلد. و الحمد للّه على الهداية.

أحاديث ثلاثة [موضوعة مخرّجة في باب من شاهد القائم ع و فاز برؤيته]

و من جملة ما ذكره في الأحاديث الموضوعة في الفصل الأول من الباب الثاني من ذلك الكتاب (الأخبار الدخيلة) أحاديث ثلاثة من الأحاديث المخرّجة في باب من شاهد مولانا القائم عليه السلام و فاز برؤيته:

أحدها: ما رواه الصدوق في كمال الدين

: ص 465- 470 قال:

حدّثنا علي بن موسى بن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد اللّه ابن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، قال: وجدت في كتاب أبي- رضي اللّه عنه- قال: حدّثنامحمّد بن أحمد الطوال، عن

ص: 212

أبيه، عن الحسن بن علي الطبري، عن أبي جعفر محمّد بن الحسن بن علي بن إبراهيم بن مهزيار، قال: سمعت أبي يقول: سمعت جدّي علي بن إبراهيم بن مهزيار يقول: كنت نائما في مرقدي إذ رأيت في ما يرى النائم قائلا يقول لي: حجّ، فإنّك تلقى صاحب زمانك. قال علي بن إبراهيم: فانتبهت و أنا فرح مسرور، فما زلت في الصلاة حتّى انفجر عمود الصبح، و فرغت من صلاتي و خرجت أسأل عن الحاجّ، فوجدت فرقة تريد الخروج، فبادرت مع أول من خرج، فما زلت كذلك حتّى خرجوا و خرجت بخروجهم اريد الكوفة، فلمّا وافيتها نزلت عن راحلتي و سلّمت متاعي إلى ثقات إخواني، و خرجت أسأل عن آل أبي محمّد عليه السلام، فما زلت كذلك فلم أجد أثرا، و لا سمعت خبرا.

و خرجت في أوّل من خرج اريد المدينة، فلمّا دخلتها لم أتمالك أن نزلت عن راحلتي و سلّمت رحلي إلى ثقات إخواني، و خرجت أسأل عن الخبر و أقفو الأثر، فلا خبرا سمعت، و لا أثرا وجدت، فلم أزل كذلك إلى أن نفر الناس إلى مكة، و خرجت مع من خرج، حتّى وافيت مكة، و نزلت فاستوثقت من رحلي و خرجت أسأل عن آل أبي محمد عليه السلام، فلم أسمع خبرا و لا وجدت أثرا، فما زلت بين الإياس و الرجاء متفكّرا في أمري، و عائبا على نفسي، و قد جنّ الليل، فقلت:

أرغب إلى أن يخلو لي وجه الكعبة لأطوف بها، و أسأل اللّه عزّ و جلّ أن يعرّفني أملي فيها، فبينما أنا كذلك و قد خلالي وجه الكعبة إذ قمت إلى الطواف، فإذا أنا بفتى مليح الوجه، طيّب الرائحة، متّزر ببردة، متّشح باخرى، و قد عطف بردائه على عاتقه فرعته، فالتفت إليّ فقال: ممّن الرجل؟ فقلت: من الأهواز، فقال: أ تعرف بها ابن الخصيب؟ فقلت:

رحمه اللّه دعي فأجاب، فقال: رحمه اللّه، لقد كان بالنهار صائما و بالليل قائما و للقرآن تاليا و لنا مواليا، فقال: أ تعرف بها علي بن إبراهيم بن مهزيار؟ فقلت: أنا علي، فقال: أهلا و سهلا بك يا أبا الحسن، أ تعرف الصريحين؟ قلت: نعم، قال: و من هما؟ قلت: محمد و موسى، ثمّ قال: ما فعلت بالعلامة التي بينك و بين أبي محمد عليه السلام؟ فقلت: معي، فقال: أخرجها إليّ، فأخرجتها إليه خاتما حسنا، على فصّه محمّد و علي، فلمّا رأى ذلك بكى [مليا و رنّ شجيّا، فأقبل يبكي بكاء] طويلا و هو يقول: رحمك اللّه يا أبا محمّد، فلقد كنت إماما عادلا، ابن أئمّة و أبا إمام، أسكنك اللّه الفردوس الأعلى مع آبائك عليهم السلام، ثمّ قال: يا أبا الحسن، صر إلى رحلك و كن على اهبة من كفايتك، حتّى إذا ذهب الثلث من الليل و بقي الثلثان فالحق بنا، فإنّك ترى مناك [إن شاء اللّه].

قال ابن مهزيار: فصرت إلى رحلي اطيل التفكّر، حتّى إذا هجم الوقت فقمت إلى رحلي و أصلحته، و قدمت راحلتي و حملتها و صرت في متنها حتّى لحقت الشعب، فإذا أنا بالفتى هناك يقول: أهلا وسهلا بك يا أبا الحسن، طوبى لك فقد اذن لك، فسار، و سرت بسيره حتّى جاز بي عرفات و منى، و صرت في أسفل ذروة جبل الطائف، فقال لي:

ص: 213

يا أبا الحسن، انزل و خذ في اهبة الصلاة، فنزل و نزلت حتّى فرغ و فرغت، ثمّ قال لي: خذ في صلاة الفجر و أوجز، فأوجزت فيها و سلّم و عفّر وجهه في التراب، ثم ركب و أمرني بالركوب فركبت، ثم سار و سرت بسيره حتّى علا الذروة، فقال: المح هل ترى شيئا؟ فلمحت فرأيت بقعة نزهة كثيرة العشب و الكلاء، فقلت: يا سيدي أرى بقعة نزهة كثيرة العشب و الكلاء، فقال لي: هل ترى في أعلاها شيئا؟ فلمحت فإذا أنا بكثيب من رمل فوق بيت من شعر يتوقّد نورا، فقال لي: هل رأيت شيئا؟ فقلت: أرى كذا و كذا، فقال لي: يا ابن مهزيار، طب نفسا، و قرّ عينا، فإنّ هناك أمل كلّ مؤمّل، ثم قال لي: انطلق بنا، فسار و سرت حتّى صار في أسفل الذروة، ثمّ قال: انزل، فهاهنا يذلّ لك كلّ صعب، فنزل و نزلت حتّى قال لي: يا ابن مهزيار، خلّ عن زمام الراحلة، فقلت: على من اخلفها و ليس هاهنا أحد؟ فقال: إن هذا حرم لا يدخله إلّا وليّ، و لا يخرج منه إلّا وليّ، فخلّيت عن الراحلة، فسار و سرت، فلمّا دنا من الخباء سبقني و قال لي: قف هناك إلى أن يؤذن لك، فما كان إلّا هنيئة فخرج إليّ و هو يقول: طوبى لك، قد اعطيت سؤلك.

فدخلت عليه صلوات اللّه عليه و هو جالس على نمط عليه نطع أديم أحمر، متّكئ على مورة أديم، فسلّمت عليه و ردّ عليّ السلام، و لمحته فرأيت وجهه مثل فلقة قمر، لا بالخرق و لا بالبزق، و لا بالطويل الشامخ، و لا بالقصير اللاصق، ممدود القامة، صلت الجبين، أزجّ الحاجبين، أدعج العينين، أقنى الأنف، سهل الخدّين، على خدّه الأيمن خال، فلمّا أن بصرت به حار عقلي في نعته و صفته، فقال لي: يا ابن مهزيار، كيف خلفت إخوانك في العراق؟ قلت: في ضنك عيش و هناة، قد تواترت عليهم سيوف بني الشيصبان، فقال: قاتلهم اللّه أنّى يؤفكون، كأنّي بالقوم قد قتلوا في ديارهم، و أخذهم أمر ربّهم ليلا و نهارا، فقلت: متى يكون ذلك يا ابن رسول اللّه؟ قال: إذا حيل بينكم و بين سبيل الكعبة بأقوام لا خلاق لهم، و اللّه و رسوله منهم براء، و ظهرت الحمرة في السماء ثلاثا فيها أعمدة كأعمدة اللجين تتلألأ نورا، و يخرج السروسيّ من إرمنية و أذربيجان يريد وراء الري الجبل الأسود المتلاحم بالجبل الأحمر، لزيق جبل طالقان، فيكون بينه و بين المروزي وقعة صيلمانية، يشيب فيها الصغير، و يهرم منها الكبير، و يظهر القتل بينهما، فعندها توقّعوا خروجه إلى الزوراء، فلا يلبث بها حتّى يوافي باهات، ثم يوافي واسط العراق، فيقيم بها سنة أو دونها، ثم يخرج إلى كوفان فيكون بينهم وقعة من النجف إلى الحيرة إلى الغري، وقعة شديدة تذهل منها العقول، فعندها يكون بوار الفئتين، و على اللّه حصاد الباقين، ثم تلا قوله تعالى: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* أَتاها أَمْرُنا لَيْلًا أَوْ نَهاراً فَجَعَلْناها حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ فقلت:

ص: 214

سيدي يا ابن رسول اللّه، ما الأمر؟ قال: نحن أمر اللّه و جنوده، قلت: سيدي يا ابن رسول اللّه حان الوقت؟ قال: اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَ انْشَقَّ الْقَمَرُ.

وثانيها ما رواه الصدوق [أيضا في كمال الدين]

- رضوان اللّه تعالى عليه- أيضا في كمال الدين: ص 445- 453 قال:

حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل- رضي اللّه عنه- قال: حدّثنا عبد اللّه بن جعفر الحميري، عن إبراهيم بن مهزيار، قال: قدمت مدينة الرسول صلّى اللّه عليه و آله فبحثت عن أخبار آل أبي محمد الحسن بن علي الأخير عليهما السلام، فلم أقع على شي ء منها، فرحلت منها إلى مكة مستبحثا عن ذلك، فبينما أنا في الطواف إذ تراءى لي فتى أسمر اللون، رائع الحسن، جميل المخيلة، يطيل التوسّم فيّ، فعدت إليه مؤمّلا منه عرفان ما قصدت له، فلمّا قربت منه سلّمت، فأحسن الإجابة، ثمّ قال: من أيّ البلاد أنت؟ قلت: رجل من أهل العراق، قال: من أيّ العراق؟ قلت: من الأهواز، فقال: مرحبا بلقائك، هل تعرف بها جعفر بن حمدان الحصيني، قلت: دعي فأجاب، قال: رحمة اللّه عليه، ما كان أطول ليله، و أجزل نيله! فهل تعرف إبراهيم بن مهزيار؟ قلت: أنا إبراهيم بن مهزيار، فعانقني مليّا ثمّ قال: مرحبا بك يا أبا إسحاق، ما فعلت بالعلامة التي و شجت بينك و بين أبي محمد عليه السلام؟

فقلت: لعلّك تريد الخاتم الذي آثرني اللّه به من الطيّب أبي محمّد الحسن ابن علي عليهما السلام؟ فقال: ما أردت سواه، فأخرجته إليه، فلمّا نظر إليه استعبر و قبّله، ثم قرأ كتابته فكانت «يا اللّه يا محمّد يا علي» ثمّ قال: بأبي يد طالما جلت فيها، و تراخى بنا فنون الأحاديث ... إلى أن قال لي:

يا أبا إسحاق، أخبرني عن عظيم ما توخّيت بعد الحجّ؟ قلت: و أبيك ما توخّيت إلّا ما سأستعلمك مكنونه، قال: سل عمّا شئت، فإنّي شارح لك ان شاء اللّه، قلت: هل تعرف من أخبار آل أبي محمّد الحسن عليهما السلام شيئا؟ قال لي: و ايم اللّه، إنّي لأعرف الضوء بجبين محمد و موسى ابني الحسن بن علي عليهم السلام، ثم إنّي لرسولهما إليك، قاصدا لإنبائك أمرهما، فإن أحببت لقاءهما و الاكتحال بالتبرّك بهما فارتحل معي إلى الطائف، و ليكن ذلك في خفية من رجالك و اكتتام.

قال إبراهيم: فشخصت معه إلى الطائف أتخلّل رملة فرملة، حتّى أخذ في بعض مخارج الفلاة، فبدت لنا خيمة شعر، قد أشرفت على أكمة رمل تتلألأ تلك البقاع منها تلألؤا، فبدرني إلى الإذن، و دخل مسلّما عليهما و أعلمهما بمكاني، فخرج عليّ أحدهما و هو الأكبر سنّا (م ح م د) ابن الحسن عليهما السلام، و هو غلام أمرد، ناصع اللون،

ص: 215

واضح الجبين، أبلج الحاجب، مسنون الخدّين، أقنى الأنف، أشمّ، أروع، كأنّه غصن بان، و كأنّ صفحة غرّته كوكب درّي، بخدّه الأيمن خال كأنّه فتاة مسك على بياض الفضة، و إذا برأسه وفرة سحماء سبطة تطالع شحمة اذنه، له سمت ما رأت العيون أقصد منه، و لا أعرف حسنا و سكينة و حياء.فلما مثّل لي أسرعت إلى تلقّيه، فأكببت عليه ألثم كلّ جارحة منه، فقال لي: مرحبا بك يا أبا إسحاق، لقد كانت الأيّام تعدني و شك لقائك، و المعاتب بيني و بينك على تشاحط الدار، و تراخي المزار، تتخيّل لي صورتك حتّى كأنّا لم نخل طرفة عين من طيب المحادثة، و خيال المشاهدة، و أنا أحمد اللّه ربّي ولي الحمد على ما قيّض من التلاقي، و رفّه من كربة التنازع و الاستشراف عن أحوالها، متقدّمها و متأخّرها، فقلت:

بأبي أنت و امّي، ما زلت أفحص عن أمرك بلدا فبلدا منذ استأثر اللّه بسيدي أبي محمد عليه السلام، فاستغلق عليّ ذلك حتّى منّ اللّه عليّ بمن أرشدني إليك و دلّني عليك، و الشكر للّه على ما أوزعني فيك من كريم اليد و الطول، ثمّ نسب نفسه و أخاه موسى و اعتزل بي ناحية، ثمّ قال: إنّ أبي عليه السلام عهد إليّ أن لا أوطن من الأرض إلّا أخفاها و أقصاها، إسرارا لأمري، و تحصينا لمحلّي لمكايد أهل الضلال و المردة من أحداث الامم الضوالّ، فنبذني إلى عالية الرمال، و جبت صرائم الأرض ينظرني الغاية التي عندها يحلّ الأمر، و ينجلي الهلع. و كان عليه السلام أنبط لي من خزائن الحكم، و كوامن العلوم ما إن أشعت إليك منه جزءا أغناك عن الجملة.

[و اعلم] يا أبا إسحاق أنّه قال عليه السلام: يا بني، إنّ اللّه جلّ ثناؤه لم يكن ليخلي أطباق أرضه و أهل الجدّ في طاعته و عبادته بلا حجّة يستعلي بها، و إمام يؤتمّ به، و يقتدى بسبيل سنّته و منهاج قصده، و أرجو يا بني أن تكون أحد من أعدّه اللّه لنشر الحقّ و وطء الباطل، و إعلاء الدين، و إطفاء الضلال، فعليك يا بني بلزوم خوافي الأرض، و تتّبع أقاصيها، فإنّ لكلّ وليّ لأولياء اللّه عزّ و جلّ عدوّا مقارعا، و ضدّا منازعا، افتراضا لمجاهدة أهل النفاق، و خلاعة اولي الإلحاد و العناد، فلا يوحشنّك ذلك.

و اعلم أنّ قلوب أهل الطاعة و الإخلاص نزّع إليك مثل الطير إلى أوكارها، و هم معشر يطلعون بمخائل الذلّة و الاستكانة، و هم عند اللّه بررة أعزّاء، يبرزون بأنفس مختلّة محتاجة، و هم أهل القناعة و الاعتصام، استنبطوا الدين فوازروه على مجاهدة الأضداد، خصّهم اللّه باحتمال الضيم في الدنيا ليشملهم باتساع العزّ في دار القرار، و جبلهم على خلائق الصبر لتكون لهم العاقبة الحسنى، و كرامة حسن العقبى.

فاقتبس يا بني نور الصبر على موارد امورك تفز بدرك الصنع في مصادرها، و استشعر العزّ فيما ينوبك تحظ بما تحمد غبّه إن شاء اللّه، و كأنّك يا بني بتأييد نصر اللّه (و) قد آن، و تيسير الفلج و علو الكعب (و) قد حان، و كأنّك بالرايات الصفر و الأعلام البيض تخفق على أثناء أعطافك ما بين الحطيم و زمزم، و كأنّك بترادف البيعة و تصافي الولاء يتناظم عليك تناظم الدرّ في مثاني العقود، و تصافقالأكفّ على جنبات الحجر الأسود تلوذ بفنائك من ملأ براهم اللّه من طهارة الولادة، و نفاسة التربة، مقدّسة قلوبهم من دنس النفاق، مهذّبة أفئدتهم من

ص: 216

رجس الشقاق، ليّنة عرائكهم للدين، خشنة ضرائبهم عن العدوان، واضحة بالقبول أوجههم، نضرة بالفضل عيدانهم، يدينون بدين الحقّ و أهله، فإذا اشتدّت أركانهم، و تقوّمت أعمادهم، فدّت بمكانفتهم طبقات الامم إلى إمام، إذ تبعتك في ظلال شجرة دوحة تشعّبت أفنان غصونها على حافّات بحيرة الطبرية، فعندها يتلألأ صبح الحقّ، و ينجلي ظلام الباطل، و يقصم اللّه بك الطغيان، و يعيد معالم الإيمان، يظهر بك استقامة الآفاق، و سلام الرفاق، يودّ الطفل في المهد لو استطاع إليك نهوضا، و نواشط الوحش لو تجد نحوك مجازا، تهتزّ بك أطراف الدنيا بهجة، و تنشر عليك أغصان العزّ نضرة، و تستقرّ بواني الحقّ في قرارها، و تؤوب شوارد الدين إلى أوكارها، تتهاطل عليك سحائب الظفر، فتخنق كلّ عدوّ، و تنصر كلّ وليّ، فلا يبقى على وجه الأرض جبّار قاسط، و لا جاحد غامط، و لا شانئ مبغض، و لا معاند كاشح، و من يتوكّل على اللّه فهو حسبه، إنّ اللّه بالغ أمره، قد جعل اللّه لكلّ شي ء قدرا.

ثم قال: يا أبا إسحاق ليكن مجلسي هذا عندك مكتوما إلّا عن أهل التصديق، و الاخوّة الصادقة في الدين، إذا بدت لك أمارات الظهور و التمكّن فلا تبطئ بإخوانك عنّا، و باهر المسارعة إلى منار اليقين، و ضياء مصابيح الدين، تلق رشدا إن شاء اللّه.

قال إبراهيم بن مهزيار: فمكثت عنده حينا أقتبس ما اؤدّي إليهم من موضحات الأعلام، و نيّرات الأحكام، و أروّي نبات الصدور من نضارة ما ادّخره اللّه في طبائعه من لطائف الحكم، و طرائف فواضل القسم، حتّى خفت إضاعة مخلّفي بالأهواز لتراخي اللقاء عنهم، فاستأذنته بالقفول، و أعلمته عظيم ما أصدر به عنه من التوحّش لفرقته، و التجرّع للظعن عن محالّه، فأذن و أردفني من صالح دعائه ما يكون ذخرا عند اللّه و لعقبي و قرابتي إن شاء اللّه.

فلمّا أزف ارتحالي، و تهيّأ اعتزام نفسي، غدوت عليه مودّعا و مجدّدا للعهد، و عرضت عليه مالا كان معي يزيد على خمسين ألف درهم، و سألته أن يتفضّل بالأمر بقبوله منّي، فابتسم و قال: يا أبا إسحاق، استعن به على منصرفك، فإنّ الشقّة قذفة، و فلوات الأرض أمامك جمّة، و لا تحزن لإعراضنا عنه، فإنّا قد أحدثنا لك شكره و نشره، و ربضناه عندنا بالتذكرة، و قبول المنّة، فبارك اللّه فيما خوّلك، و أدام لك ما نوّلك، و كتب لك أحسن ثواب المحسنين، و أكرم آثار الطائعين، فإنّ الفضل له و منه، و أسأل اللّه أن يردّك إلى أصحابك بأوفر الحظّ من سلامة الأوبة، و أكناف الغبطة، بلين المنصرف، و لا أوعث اللّه لك سبيلا، و لا حيّر لك دليلا، و أستودعه نفسك وديعة لا تضيع و لا تزول بمنّه و لطفه إن شاء اللّه.

يا أبا اسحاق: قنعنا بعوائد إحسانه، و فوائد امتنانه، و صان أنفسنا عن معاونة الأولياء لنا عن الإخلاص في النيّة، و إمحاض النصيحة، و المحافظة على ما هو أنقى و أتقى و أرفع ذكرا.

ص: 217

قال: فأقفلت عنه حامدا للّه عزّ و جلّ على ما هداني و أرشدني، عالما بأنّ اللّه لم يكن ليعطّل أرضه، و لا يخلّيها من حجّة واضحة، و إمام قائم، و ألقيت هذا الخبر المأثور و النسب المشهور توخّيا للزيادة في بصائر أهل اليقين، و تعريفا لهم ما منّ اللّه عزّ و جلّ به من إنشاء الذرّية الطيّبة، و التربة الزكية، و قصدت أداء الأمانة، و التسليم لما استبان، ليضاعف اللّه عزّ و جلّ الملّة الهادية، و الطريقة المستقيمة المرضية قوّة عزم، و تأييد نيّة و شدّة أزر، و اعتقاد عصمة وَ اللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ*.

ثالثها: ما رواه الشيخ في كتاب الغيبة

: ص 263 و 267 قال:

و أخبرنا جماعة عن التلّعكبريّ، عن أحمد بن علي الرازي، عن علي بن الحسين، عن رجل- ذكر أنّه من أهل قزوين لم يذكر اسمه- عن حبيب بن محمد بن يوسف بن شاذان الصنعاني، قال: دخلت على علي ابن إبراهيم بن مهزيار الأهوازي فسألته عن آل أبي محمد عليه السلام، فقال: يا أخي، لقد سألت عن أمر عظيم، حججت عشرين حجّة كلا أطلب به عيان الإمام فلم أجد إلى ذلك سبيلا، فبينا أنا ليلة نائم في مرقدي إذ رأيت قائلا يقول: يا علي بن إبراهيم! قد أذن اللّه لي في الحجّ، فلم أعقل ليلتي حتّى أصبحت، فأنا مفكّر في أمري، أرقب الموسم ليلي و نهاري، فلمّا كان وقت الموسم أصلحت أمري، و خرجت متوجّها نحو المدينة، فما زلت كذلك حتّى دخلت يثرب فسألت عن آل أبي محمد عليه السلام، فلم أجد له أثرا، و لا سمعت له خبرا، فأقمت مفكّرا في أمري حتّى خرجت من المدينة اريد مكة، فدخلت الجحفة و أقمت بها يوما، و خرجت منها متوجّها نحو الغدير و هو على أربعة أميال من الجحفة، فلمّا أن دخلت المسجد صلّيت و عفّرت و اجتهدت في الدعاء، و ابتهلت إلى اللّه لهم، و خرجت اريد عسفان، فما زلت كذلك حتّى دخلت مكة فأقمت بها أياما أطوف البيت، و اعتكفت، فبينا أنا ليلة في الطواف إذا أنا بفتى حسن الوجه، طيّب الرائحة، يتبختر في مشيته، طائف حول البيت، فحسّ قلبي به، فقمت نحوه فحككته، فقال لي:

من أين الرجل؟ فقلت: من أهل العراق، قال: من أيّ العراق؟ قلت:

من الأهواز، فقال لي: تعرف بها الخصيب؟ فقلت: رحمه اللّه، دعي فأجاب، فقال: رحمه اللّه، فما كان أطول ليله، و أكثر تبتّله، و أغزر دمعته! أ فتعرف علي بن إبراهيم بن المازيار؟ فقلت: أنا علي بن إبراهيم، فقال: حيّاك اللّه يا أبا الحسن، ما فعلت بالعلامة التي بينك و بين أبي محمّد الحسن بن عليعليهما السلام؟ فقلت: معي، قال: أخرجها، فأدخلت يدي في جيبي فاستخرجتها، فلمّا أن رآها لم يتمالك أن تغرغرت عيناه بالدموع، و بكى منتحبا

ص: 218

حتّى بلّ أطماره، ثم قال: اذن لك الآن يا ابن مازيار، صر إلى رحلك و كن على أهبة من أمرك، حتّى إذا لبس الليل جلبابه، و غمر الناس ظلامه، سر إلى شعب بني عامر، فإنّك ستلقاني هناك، فسرت إلى منزلي، فلمّا أن أحسست بالوقت أصلحت رحلي، و قدمت راحلتي و عكمته شديدا، و حملت و صرت في متنه، و أقبلت مجدّا في السير حتّى وردت الشعب، فإذا أنا بالفتى قائم ينادي: يا أبا الحسن إليّ، فما زلت نحوه، فلمّا قربت بدأني بالسلام، و قال لي: سر بنا يا أخ، فما زال يحدّثني و احدّثه حتّى تخرّقنا جبال عرفات، و سرنا إلى جبال منى، و انفجر الفجر الأوّل و نحن قد توسطنا جبال الطائف، فلمّا أن كان هناك أمرني بالنزول و قال لي: انزل فصلّ صلاة الليل، فصلّيت، و أمرني بالوتر فأوترت، و كانت فائدة منه، ثم أمرني بالسجود و التعقيب، ثم فرغ من صلاته و ركب، و أمرني بالركوب، و سار و سرت معه حتّى علا ذروة الطائف، فقال: هل ترى شيئا؟ قلت: نعم، أرى كثيب رمل عليه بيت شعر يتوقّد البيت نورا، فلمّا أن رأيته طابت نفسي، فقال لي: هناك الأمل و الرجاء، ثم قال: سر بنا يا أخ، فسار و سرت بمسيره إلى أن انحدر من الذروة و سار في أسفله، فقال: انزل فهاهنا يذلّ كلّ صعب، و يخضع كلّ جبّار، ثم قال: خلّ عن زمام الناقة، قلت: فعلى من أخلفها؟ فقال: حرم القائم عليه السلام لا يدخله إلّا مؤمن، و لا يخرج منه إلّا مؤمن، فخلّيت من زمام راحلتي، و سار و سرت معه إلى أن دنا من باب الخباء فسبقني بالدخول، و أمرني أن أقف حتّى يخرج إليّ، ثم قال لي: ادخل، هناك السلامة، فدخلت فإذا أنا به جالس قد اتّشح ببردة و اتّزر باخرى، و قد كسر بردته على عاتقه، و هو كاقحوانة ارجوان قد تكاثف عليها الندى، و أصابها ألم الهوى، و إذا هو كغصن بان أو قضيب ريحان، سمح سخيّ، تقيّ نقيّ، ليس بالطويل الشامخ، و لا بالقصير اللازق، بل مربوع القامة، مدوّر الهامة، صلت الجبين، أزجّ الحاجبين، أقنى الأنف، سهل الخدّين، على خدّه الأيمن خال كأنّه فتات مسك على رضراضة عنبر، فلمّا أن رأيته بدرته بالسلام، فردّ عليّ أحسن ما سلّمت عليه، و شافهني و سألني عن أهل العراق، فقلت: سيدي، قد البسوا جلباب الذلّة، و هم بين القوم أذلاء، فقال لي: يا ابن المازيار، لتملكونهم كما ملكوكم و هم يومئذ أذلّاء، فقلت: سيدي، لقد بعد الوطن و طال المطلب، فقال: يا ابن المازيار، أبي أبو محمد عهد إليّ أن لا اجاور قوما غضب اللّه عليهم و لعنهم و لهم الخزي في الدنيا و الآخرة و لهم عذاب أليم، و أمرني أن لا أسكن من الجبال إلّا وعرها، و من البلاد إلّا عفرها، و اللّه مولاكم أظهر التقيّة فوكلها بي، فأنا في التقيّة إلى يوم يؤذن لي فأخرج، فقلت: يا سيدي، متى يكون هذا الأمر؟ فقال: إذا حيل بينكم و بين سبيل الكعبة، و اجتمع الشمس و القمر، و استدار بهما الكواكب و النجوم، فقلت: متى يا ابن رسول اللّه؟ فقال لي: في سنة كذاو كذا تخرج دابّة الأرض من بين الصفا و المروة، و معه عصا موسى و خاتم سليمان، يسوق الناس إلى المحشر، قال: فأقمت عنده أياما و أذن لي بالخروج بعد أن استقصيت لنفسي، و خرجت نحو منزلي، و اللّه لقد سرت من مكة إلى الكوفة و معي غلام يخدمني، فلم أر إلّا خيرا، و صلّى اللّه عليه و آله و سلّم تسليما.

ص: 219

و في دلائل الإمامة: ص 269: و روى أبو عبد اللّه محمد بن سهل الجلودي، قال: حدّثني أبو الخير أحمد بن محمد بن جعفر الطائي الكوفي في مسجد أبي إبراهيم موسى بن جعفر، قال: حدّثنا محمد بن الحسن بن يحيى الحارثي، قال: حدّثنا علي بن إبراهيم بن مهزيار الأهوازي، قال: خرجت في بعض السنين حاجّا، إذ دخلت المدينة و أقمت بها أياما أسأل و أستبحث عن صاحب الزمان، فما عرفت له خبرا، و لا وقعت لي عليه عين، فاغتممت غمّا شديدا، و خشيت أن يفوتني ما أمّلته من طلب صاحب الزمان، فخرجت حتّى أتيت مكة فقضيت حجّتي، و اعتمرت بها اسبوعا، كلّ ذلك أطلب، فبينما أنا افكّر إذ انكشف لي باب الكعبة، فإذا أنا بإنسان كأنّه غصن بان، متّزر ببردة متّشح باخرى، قد كشف عطف بردته على عاتقه، فارتاح قلبي و بادرت لقصده، فأثنى إليّ و قال: من أين الرجل؟ قلت: من العراق، قال: من أيّ العراق؟ قلت: من الأهواز، فقال: أ تعرف الحضيني؟ قلت: نعم، قال: رحمه اللّه، فما كان أطول ليله، و أكثر نيله، و أغزر دمعته! قال:

فابن المهزيار؟ قلت: أنا هو، قال: حيّاك اللّه بالسلام أبا الحسن، ثم صافحني و عانقني، و قال: يا أبا الحسن، ما فعلت بالعلامة التي بينك و بين الماضي أبي محمد نضر اللّه وجهه؟ قلت: معي، و أدخلت يدي إلى جيبي و أخرجت خاتما عليه «محمد و علي» فلمّا قرأه استعبر حتّى بلّ طمره الذي كان على يده، و قال: يرحمك اللّه أبا محمد، فإنّك زين الامة، شرّفك اللّه بالإمامة، و توّجك بتاج العلم و المعرفة، فإنا إليكم صائرون، ثم صافحني و عانقني، ثم قال: ما الذي تريد يا أبا الحسن؟

قلت: الإمام المحجوب عن العالم، قال: ما هو محجوب عنكم، و لكن جنّه سوء أعمالكم، قم سر إلى رحلك و كن على أهبة من لقائه إذا انحطت الجوزاء و أزهرت نجوم السماء، فها أنا لك بين الركن و الصفا، فطابت نفسي و تيقّنت أنّ اللّه فضّلني، فما زلت أرقب الوقت حتّى حان، و خرجت إلى مطيّتي، و استويت على رحلي و استويت على ظهرها، فإذا أنا بصاحبي ينادي: يا أبا الحسن، فخرجت فلحقت به، فحيّاني بالسلام، و قال: سر بنا يا أخ، فما زال يهبط واديا و يرقى ذروة جبل إلى أن علقنا على الطائف، فقال: يا أبا الحسن، انزل بنا نصلّي باقي صلاة الليل، فنزلت فصلّى بنا الفجر ركعتين، قلت: فالركعتين الاوليين؟ قال:

هما من صلاة الليل، و أوتر فيهما و القنوت، و كلّ صلاة جائزة، و قال:سر بنا يا أخ، فلم يزل يهبط واديا و يرقى ذروة جبل حتّى أشرفنا على واد عظيم مثل الكافور، فأمدّ عيني فإذا ببيت من الشعر يتوقّد نورا، قال:

هل ترى شيئا؟ قلت: أرى بيتا من الشعر، فقال: الأمل، و انحطّ في الوادي، و اتّبعت الأثر، حتّى إذا صرنا بوسط الوادي نزل عن راحلته و خلّاها، و نزلت عن مطيّتي و قال لي: دعها، قلت: فإن تاهت، قال:

ص: 220

هذا واد لا يدخله إلّا مؤمن، و لا يخرج منه إلّا مؤمن، ثم سبقني و دخل الخباء، و خرج إليّ مسرعا و قال: أبشر، فقد أذن لك بالدخول، فدخلت فإذا البيت يسطع من جانبه النور، فسلّمت عليه بالإمامة، فقال لي: يا أبا الحسن، قد كنّا نتوقّعك ليلا و نهارا، فما الذي أبطأ بك علينا؟ قلت: يا سيدي، لم أجد من يدلّني إلى الآن، قال لي: أ لم تجد أحدا يدلّك، ثم نكت بإصبعه في الأرض، ثم قال: لا، و لكنّكم كثّرتم الأموال، و تجبرتم على ضعفاء المؤمنين، و قطعتم الرحم الذي بينكم، فأيّ عذر لكم، فقلت: التوبة التوبة، الإقالة الإقالة، ثم قال: يا ابن المهزيار، لو لا استغفار بعضكم لبعض لهلك من عليها إلّا خواصّ الشيعة الذين تشبه أقوالهم أفعالهم، ثم قال: يا ابن المهزيار- و مدّ يده- أ لا انبئك الخبر، إذا قعد الصبي، و تحرّك المغربي، و سار العماني، و بويع السفياني، يؤذن لوليّ اللّه، فأخرج بين الصفا و المروة في ثلاثمائة و ثلاث عشر رجلا، و أجي ء إلى الكوفة، و أهدم مسجدها و أبنيه على بنائه الأول، و أهدم ما حوله من بناء الجبابرة، و أحجّ بالناس حجّة الإسلام، و أجي ء إلى يثرب فأهدم الحجرة و اخرج من بهما- و هما طريّان- فآمر بهما تجاه البقيع، و آمر بخشبتين يصلبان عليهما، فتورق من تحتهما، فيفتتن الناس بهما أشدّ من الفتنة الاولى، فينادي مناد من السماء: يا سماء أبيدي، و يا أرض خذي، فيومئذ لا يبقى على وجه الأرض إلّا مؤمن قد أخلص قلبه للإيمان، قلت: يا سيدي، ما يكون بعد ذلك؟ قال: الكرّة الكرّة، الرجعة الرجعة، ثم تلا هذه الآية: ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَ أَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنِينَ وَ جَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً.

أقول: احتمال رجوع هذه الأحاديث إلى حديث واحد- و إن لم يتّحد أسنادها و ألفاظها، و اختلفت مضامين بعضها مع بعض، و اشتمل بعضها على زيادات ليست في غيره- قويّ جدا، و لا يعتدّ بالقول بتعدّدها لأجل هذه الاختلافات مع ما فيها من الوجوه المشتركة التي يستبعد تعدّد وقوعها، كما أنّ الحكم بالوضع على الجميع لأجل ذلك و لبعض الزعوم، و مخالفة بعض مضامينها مع روايات اخرى، جرأة لا يجتري عليها الحاذق الفطن، و غاية الأمر أنّه إن ثبت اعتبار الجميع سندا و متنا يؤخذ بما اتّفق عليه الجميع في اصول الدين إن حصل منه القطع، و كذا بما يكون في بعضها دون الآخر إن لم يكن بين مضامينها تعارض و تهافت، و إلّا فيجعل كلّ من المتخالفين في جملة ما يوافقه من الأحاديث، فما وصل من مضمون كلّ واحد منها إلى حدّ التواتر فهو الحجّة، و إن ثبت اعتبار بعضها بحيث كان محفوفا بالقرائن القطعية التي ترفعه إلى مرتبة المتواتر في الحجّية فهو الحجّة، و إن لم يثبت اعتبار كلّها و لا بعضها كذلك، سواء ثبت اعتبارها بالتعبّد الشرعي الذي هو حجّة في الفروع أو لم

ص: 221

يثبتكذلك أيضا، يجعل الحديث في جملة ما يوافقه، فإن وصل مع غيره إلى حدّ التواتر يؤخذ به، و يعتمد عليه في الاصول.

و أمّا الحكم بالوضع فلا يجوز إلّا بالدليل القطعي، و بعد إثبات ذلك يسقط الخبر عن الاعتبار، و لا يعتدّ به أصلا، لا في الفروع و لا في الاصول في حصول التواتر به، و الحديث الذي لم يثبت وضعه، و حكم عليه بالضعف أو عدم ارتقائه إلى المحفوف بالقرينة القطعية، إن كان مشتملا على مضامين متعدّدة، بعضها يوافق ما في غيره من الأحاديث، و ترتقي هذه الأحاديث معه إلى حدّ التواتر، معتبر في هذا الجزء منه و إن لم نعتبر سائر مضامينها، لعدم حصول التواتر فيه كذلك.

[امور يتوهّم منها وضع هذه الأحاديث]

و إذ قد عرفت ذلك فاعلم أنّ ما يمكن أن يتوهّم منه وضع هذه الأحاديث امور:

أحدها: انتهاء سند بعضها إلى علي بن إبراهيم بن مهزيار

، و هو ما روي في «الغيبة»، و في «دلائل الإمامة»، و أحد خبري «كمال الدين» و هو الحديث الثالث و العشرون من باب من شاهد القائم عليه السلام و انتهاء سند بعضها إلى إبراهيم بن مهزيار، و هو خبر «كمال الدين» الآخر أي الحديث التاسع عشر، و بعد ما استظهرنا من أنّ هذه الأحاديث ترجع إلى حديث واحد، لعدم جواز تكرار هذه الحكاية بعينها عادة، فلا يجوز وقوعها لعلي بن إبراهيم تارة و لإبراهيم بن مهزيار تارة اخرى.

و يدفع هذا التوهّم بأنّه من الممكن إسقاط جملة (علي بن) سهوا أو اختصارا، فإنّه قد يطلق على الولد اسم الوالد في المحاورات العرفية، كما أنّه يحتمل قويّا زيادتها اشتباها من بعض النسّاخ، أو اجتهادا و غلطا من بعضهم.

كما وقع الناقد الفاضل في هذا الاشتباه بزعم أنّ إبراهيم بن مهزيار مات في الحيرة، و لم يكن يعرف الإمام الذي يلي أمر الإمامة بعد مولانا أبي محمد عليه السلام، و قد استدلّ على أنّ إبراهيم مات في أول الحيرة، و عدم إمهاله الأجل ليحقّق الأمر (يعني يعرف إمام زمانه بعد أبي محمد عليه السلام) بحديث رواه الكليني- قدس سرّه- في «الكافي» في باب مولد الصاحب عليه السلام، و رواه المفيد في «الإرشاد»، و الشيخ في غيبته، و الكشيّ في رجاله. و لا دلالة له على أنّه كان في الحيرة أصلا لو لم نقل بدلالته على أنّه كان عارفا بالأمر، إذا فكيف يحكم بأنّه مات في الحيرة مع دلالة هذاالحديث الصحيح على أنّه كان عارفا بالأمر من أول الأمر، إلّا أنّ بحثه عن أخبار آل أبي محمد عليه السلام كان للفوز بلقاء الإمام عليه السلام، لا لمعرفة القائم بالأمر بعده عليهما السلام.

ص: 222

ثانيها: ضعف الإسناد المنتهي إلى علي بن إبراهيم بن مهزيار

، و إلى إبراهيم بن مهزيار و عدم وجود علي بن إبراهيم بن مهزيار.

و الجواب عنه: أنّ ضعف الإسناد لا يدلّ على الوضع، فيبقى الخبر على حاله، و يضمّ إلى سائر أخبار الآحاد من الصحاح و غيرها ممّا فيه بعض العلل، فإن وصل إلى حدّ التواتر فهو، و إلّا لا يحكم عليه إلّا بضعف السند لا بالوضع.

كما لا يجوز الحكم بأنّ علي بن إبراهيم بن مهزيار لا وجود له، و إن اريد به أنّه لا ذكر له في كتب الرجال، فغاية الأمر أنّه مجهول لو لم نقل بدلالة هذه الأحاديث التي رواها مثل الصدوق و الشيخ و صاحب «الدلائل» و احتجّوا بها، على أنّهم كانوا عارفين به، معتمدين عليه، هذا.

و لو ضعّفنا هذه الأحاديث بضعف السند و جهالة الراوي، لا يجوز تضعيف السند المنتهي إلى إبراهيم بن مهزيار، فإنّ سنده في غاية المتانة و الصحّة، فإنّ الصدوق رواه عن شيخه الذي أكثر الرواية عنه مترضّيا، عن شيخ القمّيين و مؤلّف كتاب «الغيبة و الحيرة» عبد اللّه بن جعفر الحميري الثقة، عن إبراهيم بن مهزيار الثقة، إذا فلا محيص عن الحكم بصحّة سند الحديث، و يقوى به غيره من هذه الأحاديث في الجملة؛ لأنّ الأخبار يقوّي بعضها بعضا.

إن قلت: مع انتهاء سند سائر الأحاديث إلى علي بن إبراهيم بن مهزيار يجوز أن يكون المنتهى إليه هذا السند أيضا علي بن إبراهيم، و هو مجهول. و بعبارة اخرى: الأمر دائر بين الأخذ بأصالة عدم الزيادة، و أصالة عدم السقط و الحذف، و لا ريب في تقدّم أصالة عدم الزيادة على أصالة عدم السقط.

قلت: أوّلا: إنّ الأمر ينتهي إلى تعارضهما في المتكافئين من حيث السند، و أمّا إذا كان أحد الطريقين أقوى و أسد، كما إذا كان الراوي للزيادة أو ما فيه النقيصة معلوم الحال معروفا بالضبط و الوثوق، و الآخر مجهولا، ما هو المعتبر عند العقلاء هو الأول، سواء كانت روايته متضمّنة للزيادة أو النقيصة.

و على فرض التكافؤ و القول بتقدّم أصالة عدم الزيادة مطلقا، أو هنا على أصالة عدم النقيصة نقول: على فرض كون صاحب هذه الحكاية و الفائز بشرف هذا اللقاء و الزيارة هو علي بن إبراهيم بن مهزيار لا إبراهيم، فلا ريب في دلالة الحديث على وجوده لرواية مثل الحميري عنه، كما أنّ روايتهعنه مثل هذه الحكاية تدلّ على اعتماده عليه، و المظنون أنّه أخرجه في كتابه «الغيبة و الحيرة» و احتجّ به فيه. و الحاصل:

أنّ الحديث على كلا الاحتمالين معتبر جدّا، تطمئن به النفس.

و مع ذلك ضعّف سنده معاصرنا العزيز:

أوّلا: بأنّ ابن المتوكّل مهمل.

ص: 223

و ثانيا: بأنّه كم من خبر صحيح السند اصطلاحا لم يعمل به أحد.

و ثالثا: إنّا لم نر الصدوق قرأ علينا الإكمال (الكمال) و فيه هذان الخبران، فلعلّ معاندا دسّ الخبرين، ثم استشهد بما روى الكشّي في المغيرة بن سعيد.

أقول: أمّا محمد بن موسى بن المتوكّل فقد حكي عن السيد ابن طاوس في «فلاح السائل»(1)،

الاتّفاق على وثاقته، و يكفي في الاعتماد عليه رواية الصدوق عنه مترضّيا في روايات كثيرة(2)،

و مثله لا يكون مهملا.

و أمّا قوله: كم من خبر صحيح السند اصطلاحا لم يعمل به أحد، إن أراد به أنّه قد يوجد من الصحيح الاصطلاحي ما لم يعمل به أحد، و أنّ عدم عملهم به مع كونه في مرآهم و منظرهم يدلّ على إعراضهم عنه و عدم اعتباره، و عدم جواز الاعتماد عليه، فهو كلام صحيح متين، فلا يحتجّ بالحديث المعرض عنه في الفروع، و أمّا في اصول الدين فلا يحتجّ بالمعرض عنه، و لا بما لم يثبت الإعراض عنه، لأنّ كلّها إذا لم يكن محفوفا بالقرينة القطعية، أو لم يكن مكملا لحصول التواتر لا يحتجّ به في اصول الدين، إلّا إذا كمل به التواتر المفيد للقطع فيحتجّ به و إن أعرض عنه الأصحاب؛ لأنّ إعراضهم أعمّ من عدم الصدور، و التواتر يكون لإثبات الصدور، فقوله: كم من خبر صحيح السند اصطلاحا لم يعمل به أحد، ليس هنا مورده.

و ما يقال من أنّ عمل الأصحاب جابر لضعف السند، و إعراضهم و تركهم للحديث و عدم عملهم به يسقطه من الاعتبار و الحجّية، مربوط باصول الفقه، و باب حجيّة خبر الواحد الذي لا يفيد القطع و لا يعمل به في اصول الدين، فإنّ الأخبار الضعيفة إذا وصلت بحدّ التواتر المعنوي أو الإجمالي حجّة في الفروع و في اصول الدين و إن لم يوجد عامل بمضمون كلّ واحد منها، و الأخبار الصحيحة أيضاإذا كان فيها ما أعرض عنه الأصحاب لم يحتجّ به في الفقه، إلّا أنّه لا يحصل القطع بذلك بوضعه و عدم صحّة سنده، فلا يستدلّ به على وضع الحديث و ردّه و إخراجه عمّا به يتحصّل التواتر الذي هو حجّة في اصول الدين، و لا يسوق الكلام هنا كما يساق هاهنا، فتدبّر.

و الحاصل: أنّ الإعراض لا يدلّ على الوضع مطلقا، غير أنّ في الفروع يوجب سقوط الخبر عن الاعتبار و الحجّية، و أين هذا من الوضع؟!

إن قلت: إنّ المخالفة لاتّفاق الكل يدلّ على الوضع لا محالة.

ص: 224


1- ( 1) فلاح السائل: ص 158 فصل 19، و انظر معجم رجال الحديث: ج 17 ص 284.
2- ( 2) راجع معجم رجال الحديث: ج 17 ص 284 و فيه: أقول: قد أكثر الصدوق الرواية عنه، و ذكره في المشيخة في طرقه الى الكتب في( 48) موردا ... الى أن قال: و الظاهر أنّه كان يعتمد عليه.

قلت: هذا تكرار لما سبق، و قد بان لك جوابه، و أنّ المخالفة لاتّفاق الكلّ لا تلازم الوضع، لإمكان صدور الخبر تقيّة.

ثم لا يخفى عليك الفرق بين مخالفة جميع مضمون الحديث لاتّفاق الكلّ أو بعضه؛ لأنّ في صورة مخالفة جميع مضمونه مع الاتّفاق تكون المخالفة أمارة على وضع الحديث أو صدوره تقيّة، و في الصورة الثانية فلا تكون أمارة إلّا على وجود علّة في خصوص هذا البعض من دسّه في الحديث أو صدوره تقيّة، و لا تكون هذه أمارة على وجود العلّة في تمام الحديث، كما أنّك إذا عرفت دسّ حديث موضوع معيّن في كتاب لا تحكم بوضع جميع ما فيه من الأحاديث.

و بعد ذلك كلّه، فليعلم أنّ على فرض لزوم العمل بالحديث أو عدم الإعراض عنه مطلقا، فالعمل بهذه الأحاديث ثابت جدّا؛ لأنّه لا يقصد من إخراج هذه الأحاديث إلّا ما هو مقبول الأصحاب و اتّفقوا عليه، و هو تشرّف جماعة بلقاء المهدي عليه السلام كما يدلّ عليه ما عنون به هذا الباب، و أمّا الخصوصيّات و التفاصيل فلم تكن مقصودة بالأصالة، و لا يتحصّل لإثباتها فائدة مهمّة اعتقادية.

و أمّا قوله: إنّا لم نر الصدوق ... إلخ، ففيه: أنّ عدم قراءة الصدوق علينا كتاب «كمال الدين» لا يدلّ على وضع الخبرين و لا غيرهما، فإنّ الصدوق لم يقرأ علينا سائر كتاب «كمال الدين»، و هل ترضى في نفسك احتمال الوضع في كلّ أحاديثه سيّما ما كان أصحّ سندا منها لاحتمال دسّه في الكتاب؟ و الاعتماد على الأحاديث- و إن صحّ بتحمّلها بأحد أنحاء تحمّل الحديث الذي منه الوجادة- ليس مشروطا بخصوص قراءة صاحب الأصل و الكتاب على من يتحمّلها، فيصحّ الاقتصار على الوجادة و الاعتماد على أصل أو كتاب اعتمد عليه الأصحاب، و أخرجوا عنه الحديث في كتبهم خلفا عن سلف، و سيّما إذا كانت نسخه المخطوطة المعتمدة القديمة المتّفقة كثيرة مشهورة.

و

ثالثها: اشتمال الحديث في بعض طرقه على تسمية الحجّة

عليه السلام، و قد ورد النهي عنها عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و أمير المؤمنين و الباقر و الصادق و الكاظم و الرضا و الجواد و الهادي و الحجّة عليهم السلام و لم ترد التسمية إلّا في بعض أخبار شاذّة، حتّى إنّ الصدوق قال بعد خبر اللوح المشتمل على التسمية: الذي أذهب إليه النهي عن التسمية.

أقول: كلامه هذا كلام الحريص على ردّ الأخبار و جمع الوجوه الضعيفة لذلك، فإنّ تسميته عليه السلام قد وردت في أخبار صحيحة، و حرمة التسمية و إن كانت في الجملة ثابتة لا يجوز إنكارها مطلقا، إلّا أنّ شمول

ص: 225

عمومها و إطلاقها لجميع الموارد- و إن لم تكن تقيّة في البين، أو لم تكن في مجمع الناس، أو في مورد يلزم التسمية لإيضاح الأمر و رفع الاشتباه، و غير هذه من الخصوصيّات- يقبل البحث و النقاش، و لا يجوز ردّ الأحاديث التي فيها التسمية بها، و قد كان ذلك موردا للبحث و النظر بين علمين معاصرين و هما السيد الداماد و شيخنا البهائي قدّس سرّهما.

إذن فيجب على الباحث في أخبار المسألة النظر إلى وجه الجمع بينها، و استنباط الحكم الشرعي حسب ما تقتضيه القواعد و الاصول، لا الحكم بوضع طائفة منها لأنّها معارضة لطائفة اخرى أخذ المشهور بها ترجيحا لها على غيرها.

رابعها: اشتماله على بقاء إبراهيم بن مهزيار إلى أوان خروجه [ع]

عليه السلام، و أنّه عليه السلام أمر بمسارعته مع إخوانه إليه، و هو أمر واضح البطلان.

و فيه: أنّ نظره إلى قوله عليه السلام: إذا بدت أمارات الظهور و التمكّن فلا تبطئ بإخوانك عنّا و بأهل المسارعة إلى منار اليقين، و ضياء مصباح الدين ... إلخ، إلّا أنّ ذلك لا يدلّ على بقاء المخاطب في مثل هذا الحديث الذي له نظائر كثيرة في أخبار الملاحم و أشراط الساعة و علامات المهدي عليه السلام، كقوله: فإن أدركت ذلك الزمان، ... و نحو ذلك، بل المراد: الدلالة على بيان وظيفة من أدرك ذلك الزمان و بدت له أمارات الظهور، و كلّ ما قيل أو يقال في غيره ممّا شابهه من الأحاديث يقال فيه، فلا يجوز القول بوضعه لمجرّد ذلك.

خامسها: اشتماله على ذهاب جمع مع رايات صفر و أعلام بيض إليه بين الحطيم و زمزم

، و بعث الناس ببيعتهم إليه عليه السلام، مع أنّ ظهوره بنحو آخر على ما نطقت به الأخبار المتواترة.أقول: كان اللازم عليه أن يبيّن أولا ما توافقت عليه الأخبار المتواترة، ثمّ يبيّن ما لا يوافقها و لا يمكن الجمع العرفي بينه و بينها، و لا أظنّ أنّه يقدر أن يأتي بأمر دلّت عليه الأخبار المتواترة لا يمكن الجمع بينها و بين هذا الحديث، هذا مضافا إلى وجود ذلك التهافت على زعمه بين سائر أخبار العلامات بعضها مع بعض، و لا ريب أنّه مع الإمكان يجمع بينها بما يساعده العرف، مضافا إلى أنّه قد ظهر لك أنّه لا يجوز ردّ هذه الأخبار بعضها بالبعض إذا كان بينها تخالف و تهافت؛ لأنّ ذلك لا ينافي ما نحن بصدده من إثبات فوز الفائزين بزيارته و لقائه بالتواتر.

سادسها: [عدم ذكر إبراهيم فيهم مع كونه من الأجلّة]

ص: 226

قال: و منها: أنّ محمد بن أبي عبد اللّه الكوفي الذي استقصى من رآه في ذاك العصر المعروف و غير المعروف لم يذكر إبراهيم فيهم مع كونه من الأجلّة، إنّما عدّ ابنه محمدا، و هذا نصّه على ما رواه في «الإكمال»، باب من شاهد القائم عليه السلام ... ثم ذكر خبر ابن أبي عبد اللّه الكوفي و قال بعده: فتراه عدّ صاحب الفراء و صاحب الصرّة المختومة و صاحب الحصاة و صاحب المولودين و صاحب الألف دينار و صاحب المال و الرقعة البيضاء و صاحب المال بمكّة و رجلين من قابس مع كونهم مجاهيل، فكيف لا يعدّ مثل إبراهيم من المعاريف لو كان منهم؟

و كيف عدّ نفسه مع الاتّهام و لم يعدّ غيره لو كان منهم مع عدمه؟ و كيف عدّ الابن و لم يعدّ الأب مع كونه أجلّ من الابن بمراتب؟

أقول: أوّلا: إنّ محمد بن أبي عبد اللّه لم يذكر أنّه استقصى من رآه عليه السلام في ذلك العصر (المعروف و غير المعروف) بل ذكر عدد من انتهى إليه ممّن وقف على معجزات صاحب الزمان أو رآه، و بين اللفظين بون بعيد، و الثاني يدلّ على جواز كونهم أزيد ممّن ذكرهم بكثير.

و ثانيا: إذا كان الاعتبار على هذا الخبر يجب ردّ سائر الروايات المذكور فيها من شاهده عليه السلام ممّن لم يذكره ابن أبي عبد اللّه، و ما أظنّه يلتزم بذلك، و ما كان محمّد بن أبي عبد اللّه نفسه لو وقف بعد ما ذكر من العدد على أكثر منه ينفي ذلك، لأنّه ذكر قبل ذلك عدد من انتهى إليه، و قد قالوا قديما: عدم الوجدان لا يدلّ على عدم الوجود، و عدد من تشرّف بزيارته عليه السلام أو وقف على معجزاته في الغيبة الصغرى أكثر من ذلك بكثير و أضعافه.و ثالثا: لم لم يقل في ذلك ما قاله في أصل الخبر: إنّا لم نر الصدوق قرأ علينا الإكمال ... الخ؟ فلعلّ معاندا أسقط اسم إبراهيم بن مهزيار و أسماء غيرهم عن خبر محمّد بن أبي عبد اللّه أو سقط عنه بواسطة اشتباه النسّاخ و غيرهم.

و رابعا: من أين قال: إنّ إبراهيم بن مهزيار مع جلالته مات و لم يحقّق الأمر، و لم يعرف إمام زمانه؟ و ما ذكره من الروايات لا يدلّ على أنّه مات غير عارف بإمام زمانه، بل غاية الأمر يدلّ على أنّه كان لا يعرف مكانه و وكلاءه، و لا يدري ما يفعل بالأموال، لأنّ الإمام لم يأمره بشي ء.

و خامسا: كيف يكون من لم يعرف إمام زمانه و مات في زمان الحيرة أجلّ ممّن هداه اللّه تعالى إلى إمام زمانه؟

سابعها [اشتماله على أنّ الحجّة تمنّى لقاء إبراهيم بن مهزيار]

: قال: و منها: اشتماله على أنّ الحجّة تمنّى لقاء إبراهيم بن مهزيار مع أنّه عليه السلام يمكنه لقاء من أراده، و إنّما الناس لا يمكنهم لقاؤه عليه السلام.

ص: 227

أقول: لا أدري ما أقول في جواب هذه الشبهات الضعيفة التي لا ينبغي أن يتوهّمها من له أدنى اشتغال بعلم الحديث فضلا عن مثله، فلا يجب أن يكون حبّ اللقاء و تمنّيه ملازما لإرادة اللقاء، فلعلّ مانعا يعلمه هو عليه السلام يمنعه عن هذه الإرادة، و هو العارف بوظيفته و موارد إرادته، و الحاصل: أنّ إمكان لقائه من أراده لا يقتضي إمكان لقائه من أحبّ لقائه.

ثامنها: [اشتماله على عبارات تكلّفية، غير شبيهة بعبارات الأئمّة ع]

قال: و منها: اشتماله على عبارات تكلّفية، غير شبيهة بعبارات الأئمّة عليهم السلام، و كيف يتكلّم الحجّة عليه السلام الذي كان من إنشائه دعاء الافتتاح الوارد في كل ليلة من شهر اللّه و هو في أعلى درجات الفصاحة، بمثل هذه العبارات الباردة؟

أقول: إن شئت البرودة في الكلام و التكلّف في المضمون فعليك بمطالعة هذه الشبهات الباردة التي أوردها بزعمه هذا الفاضل على هذا الحديث، نعم قد يكون إنشاء ألفاظ و عبارات على غير القادر بالكلام و الجاهل بأساليبه تكلّفا، و يرى هو إنشاءها من غيره العارف بفنون الكلام و البلاغة تكلّفا، و العارف بالأدب و الفصاحة و البلاغة ينشئها من غير تكلّف و في كمال السهولة، فإيراد خطبة مثلخطب مولانا أمير المؤمنين عليه السلام من حيث اللفظ و المعنى يصدر من مثله بدون أدنى تكلّف و في كمال السهولة و الارتجال، و من غيره يصدر أقلّ منها بدرجات بالتكلّف.

و كيف تكون هذه العبارات غير شبيهة بعبارات الأئمّة عليهم السلام يعرفها هو و لا يعرفها مثل الصدوق و الشيخ اللذين لا يدانيهما في معرفة كلام الأئمّة عليهم السلام أكابر مهرة علم الحديث فضلا عن غيرهم؟! و قياسه بدعاء الافتتاح في غير محلّه، فلكلّ مقام مقال، و لكلّ كلام مجال.

تاسعها: [اشتماله على سؤاله بيثرب عنه ع حتّى يراه عيانا و هو لم يمكن]

قال: و يشهد لوضعه (يعني وضع ما رواه الشيخ في غيبته) أيضا مضافا إلى ما مرّ اشتماله على سؤاله بيثرب عنه عليه السلام حتّى يراه عيانا مع أنّ عدم إمكان ذلك كان يعرفه كلّ إمامي، و اشتماله على منكرات أخر كتبختر من كان سفيرا عنه عليه السلام و غيره.

أقول: أمّا سؤاله عيان الإمام فليس في الخبر أنّه كان بيثرب، و أمّا عدم إمكان ذلك حتّى لبعض الأفراد و الخواصّ سيّما في عصر الغيبة الصغرى فكلّ إمامي عارف بهذا الأمر، يعرف إمكانه، و انعقاد باب في كتاب

ص: 228

«الغيبة» لمن رآه عيانا أدلّ دليل على ذلك. نعم، عيان الإمام بحيث يعرفه جميع الناس كسائر الأفراد لا يقع في عصر الغيبة، و سؤال السائل لم يكن عن هذا، و هذا ظاهر، و لا أدري كيف خفي مثل ذلك على هذا الفاضل؟!

و أمّا تبختر السفير فهو أعمّ من المشي تكبّرا و معجبا بالنفس، و من حسن المشي و الجسم، و المراد من قوله: «يتبختر في مشيته» هنا هو المعنى الثاني.

و سبحان اللّه! لا أدري ما أقول، فإنّي أخاف أن أخرج من حدود الأدب، و إلّا فالتمسّك بما هو أوهن من بيت العنكبوت لتضعيف الخبر خارج عن أسلوب البحث و التحقيق، و لا ينبغي لمثله فتح باب هذه الإيرادات الضعيفة و السخيفة لردّ الأحاديث، و ضمّ بعضها إلى بعض و تكثيرها لا يرتقي بها إلى دليل مقبول. غفر اللّه لنا زلاتنا، و أكرمنا بالاستقامة و حسن السليقة بحقّ محمد و آله الطاهرين عليهم السلام.

عاشرها: [اشتمال اثنين منها على كون الأخ المسمّى بموسى له ع و هذا خلاف المذهب]

و هو أقوى أدلّته على وضع هذه الأحاديث: اشتمال اثنين منها على أنّ للحجّة عليه السلام أخا مسمّى بموسى، و هذا خلاف المذهب، و خلاف إجماع الإمامية.أقول: قال العلامة المجلسي- قدّس سرّه-: اشتمال هذه الأخبار على أنّ له عليه السلام أخا مسمّى بموسى غريب (1).

و لا يخفى عليك أنّ استغرابه في محلّه جدّا، إلّا أنّه مجرّد استغراب، و ظاهره عدم الحكم بالوضع بل و الضعف، لجواز كون الحديث الغريب صحيحا.

و قال الشيخ الأجلّ الأكبر شيخنا المفيد- قدّس سرّه- في «الإرشاد» عند ذكر مولانا القائم بعد أبي محمد عليه السلام: و كان الإمام بعد أبي محمد عليه السلام ابنه المسمّى باسم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، المكنّى بكنيته، و لم يخلف أبوه ولدا ظاهرا و لا باطنا غيره، و خلفه غائبا مستترا(2).

و قال ابن شهرآشوب في «المناقب» في باب إمامة مولانا أبي محمد الحسن العسكري عليه السلام: و ولده القائم عليه السلام لا غير(3).

و هذا ظاهر عبارات كثير من أساطين الشيعة، و هو القول المشهور بينهم في ذلك، و لم نعرف في الأحاديث ما يدلّ على وجود ولد لسيدنا أبي محمد عليه السلام غير مولانا المهدي عليه السلام إلّا هذين الخبرين اللذين أخرجهما في «كمال الدين»، و قد عرفت أنّهما خبر واحد روي بألفاظ مختلفة و مضامين متقاربة.

ص: 229


1- ( 1) البحار: ج 52 ص 47 ذيل ح 32.
2- ( 2) الإرشاد: ص 346 باب ذكر القائم عليه السلام.
3- ( 1) مناقب ابن شهرآشوب: ج 4 ص 421 باب إمامة مولانا أبي محمّد عليه السلام.

و روي في «الغيبة» و في «دلائل الإمامة» و ليس فيهما ذكر من ذلك، كما لم نجد أيضا في الأقوال قولا مخالفا لهذا القول إلّا من الحسين بن حمدان، فإنّه قال في كتابه الموسوم «بالهداية» في ترجمة مولانا أبي محمد عليه السلام: له من الولد: موسى و الحسين و الخلف عليهم السلام، و من البنات ... الخ، و إلّا من ابن أبي الثلج في «تاريخ الأئمة» فإنّه قال: ولد للحسن بن علي العسكري عليهما السلام (م ح م د) عليه السلام و موسى و فاطمة و عائشة ... إلخ.

و لا ريب أنّ هذا القول شاذّ مخالف لما هو المعروف بين الشيعة، و أرباب كتب السيرة و الأنساب و التواريخ، و قد صرّح بما هو المشهور بين الإمامية بعض أكابر العامّة أيضا، كابن حجر في «الصواعق» قال: و لم يخلف (يعني مولانا أبا محمّد عليه السلام) غير ولده أبي القاسم محمّد الحجّة، و عمره عند وفاة أبيه خمس سنين، لكن آتاه اللّه فيها الحكمة.

و هذا ظاهر كلمات جماعة منهم.و مع ذلك كلّه لا يمكننا نسبة هذا القول، أي انحصار ولد الإمام أبي محمّد العسكري عليه السلام بمولانا المهدي عليه السلام إلى مثل الصدوق الذي أخرج هذين الحديثين في كتابه، و لم يذيّلهما بذيل يعرف منه عقيدته إن كانت مخالفة لما تضمّناه، مع أنّه لو كان هذا هو القول المشهور لعرفه و لعرّفه لأصحابه و لم يروه في كتابه لئلا يقع أحد في الاشتباه في ذلك، كما لا يمكننا نسبته إلى معاصريه و شيوخه و سائر الشيعة في عصر الغيبة الصغرى، و لعلّ هذا لم يكن موردا للاهتمام، لعدم ترتّب فائدة اعتقادية على معرفته و السؤال عنه، أو كان معلوما عندهم وجوده أو عدمه و لكنّهم لأجل ما ذكر من عدم ترتّب فائدة شرعية لمعرفته لم يهتمّوا بنقله و ضبطه و إن كان يمكن استظهار عدم معروفية ذلك، أي حصر أولاده عليه السلام بمولانا عليه السلام- بأبي هو و أمي- بين الشيعة من ترك الصدوق- رحمه اللّه- ذكر ذلك مع إخراجه الخبرين الدالّين على نفي الحصر و إثبات غيره أيضا. و لعلّ شيخنا المفيد(1)-

قدس سرّه- كان أوّل من صرّح بعدم وجود ولد له غيره من الذين وصلت إلينا كلماتهم.

و القول الفصل: أنّه لا يثبت بالثبوت الشرعي التعبّدي بالخبر و إن كان صحيح السند إثبات مثل ذلك؛ لعدم شمول أدلّة حجّية الخبر له؛ لعدم ترتّب فائدة شرعية على إثباته أو نفيه للزوم اللغوية في جعل الحجّية له كما بيّن في محلّه.

و هكذا لا يثبت كذلك بأقوال العلماء و الشهرة بينهم و بين الشيعة الإثبات أو النفي في مثل هذه المسألة لو فرضنا تحقّقها، لا لعدم حجّية الشهرة مطلقا، بل لأنّها حجّة إذا كانت كاشفة عن وجود خبر تشمله أدلّة حجّية

ص: 230


1- ( 1) الإرشاد: ص 346.

الخبر، و لو قيل: إنّ الشهرة من الحجج التعبّدية بنفسها كخبر الواحد، فدليل حجّيتها أيضا لا يشمل مثل هذه الشهرة التي لا تعلق لها بالتكاليف العملية.

فغاية الأمر في ذلك أنّ الثابت المسلّم، و الحقّ المقطوع به عند الإمامية، و جماعة من أكابر علماء العامّة، و أساطين علم الأنساب، و الذي لا ريب فيه، و يدلّ عليه الأخبار المتواترة: أنّ الخلف من بعد الإمام أبي محمد عليه السلام، و خليفته و خليفة اللّه و الحجّة و الإمام بعده على الخلق أجمعين هو ابنه المسمّى باسم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، و المكنّى بكنيته، و أمّا وجود غيره من الولد له عليه السلام و بقاؤه إلى زماننا فغير مقطوع به، لا يثبت بقول من ذكر، و لا بخبري «كمال الدين» لعدم حجيّتهما أوّلا، و لمعارضتهما مع قول مثل المفيد- أعلى اللّه مقامه- ثانيا، فيسقط كلا القولين عن صلاحية الاعتماد عليهما، و كذا الخبرين في خصوص ذلك، و هذا لا يدلّ على وضعهما، بل و دسّ خصوص هذا فيهما.و من هنا يظهر: أنّ الاستدلال على وضع الخبرين باشتمالهما لخلاف المذهب و خلاف إجماع الإمامية فاسد جدّا؛ لأنّ ما هو من المذهب بل و ما هو المذهب أنّ الإمام بعد الإمام الحادي عشر أبي محمد عليه السلام هو ابنه المسمّى باسم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، و المكنّى بكنيته و هو خليفته و الإمام المفترض على الناس طاعته، و الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا، و أمّا عدم كون ولد له غيره أو وجوده فليس من المذهب بشي ء، و لا حرج على من لم يعرف ذلك و لم يسأل عنه.

و أمّا إجماع الإمامية فقد عرفت عدم معلومية تحقّقه لو لم نقل بعدمه، و على فرض تحقّقه فالكلام فيه هو الكلام في الشهرة. إذن فالحكم بوضع هذا الحديث لتضمّنه وجود أخ له عليه السلام دعوى دون اثباتها خرط القتاد.

ثم إنّه بعد ذلك كلّه قال: إلى غير ذلك ممّا لو استقصي لطال الكلام.

و لا أدري ما أراد بذلك؟ و كيف لم يأت بأكثر ممّا ذكره إن أمكن له مع حرصه و إصراره على إظهار بيان علل الأحاديث الموضوعة بزعمه؟!

و أعجب منه أنّه استدرك كلامه و رجع و قال: و أيضا: أنّ الكليني و المفيد عقدا في «الكافي» و «الإرشاد» بابا لمن رآه عليه السلام، و لم يرويا هذا الخبر و لا الخبر السابق، و لو كانا صحيحين و لم يكونا موضوعين لنقلاهما.

فباللّه أنت ترى أنّه لو كان عنده أكثر ممّا أورده على الحديث كفّ عنه و هو يأتي بعد ما قال بهذا الكلام الفارغ عن الميزان؟ فهل يقول أو قال أحد: إنّ كلّ ما لم يذكره «الكافي» و «الإرشاد» موضوع مجعول غير صحيح؟ و هل يحكم بأنّ كلّ ما ذكراه صحيح ثابت؟ ليت شعري من أين أخذ هذه القواعد المصنوعة؟! و أيّ فائدة على تسويد الأوراق بهذه الإيرادات؟! و لا حول و لا قوّة إلّا باللّه العلي العظيم.

ص: 231

و ثلاثة أحاديث أخر

و من الأحاديث التي ذكرها في عداد الأحاديث الموضوعة في الفصل الأول من الباب الثاني من كتابه (ص 121) أحاديث محمد بن زيد بن مروان، قال: و منها أحاديث محمّد بن زيد بن مروان، أحد مشايخ الزيدية على ما نقل الشيخ في غيبته (في باب توقيعاته عليه السلام ص 299 ح 255) عن أبي غالب، عنه و هي ثلاثة:

الأوّل: [عن أبي سورة (أحد مشايخ الزيدية)]عنه، عن أبي عيسى محمّد بن علي الجعفري، و أبي الحسين محمّد بن رقام، عن أبي سورة (أحد مشايخ الزيدية)، قال:

خرجت إلى قبر أبي عبد اللّه عليه السلام، اريد يوم عرفة، فعرّفت يوم عرفة، فلمّا كان وقت عشاء الآخرة صلّيت و قمت فابتدأت أقرأ من الحمد، و إذا شابّ حسن الوجه عليه جبة سيفي (مسيفي خ ل)، فابتدأ أيضا من الحمد و ختم قبلي أو ختمت قبله، فلمّا كان الغداة خرجنا جميعا من باب الحائر، فلمّا صرنا على شاطئ الفرات قال لي الشابّ:

أنت تريد الكوفة فامض، فمضيت طريق الفرات، و أخذ الشابّ طريق البرّ، ثم أسفت على فراقه، فاتّبعته، فقال لي: تعال، فجئنا جميعا إلى حصن المسناة، فنمنا جميعا و انتبهنا فإذا نحن على العوفي على جبل الخندق، فقال لي: أنت مضيّق و عليك عيال، فامض إلى أبي طاهر الزراري فسيخرج إليك من منزله، و في يده الدم من الأضحية، فقل له:

شابّ من صفته كذا يقول لك: صرّة فيها عشرون دينارا جاءك بها بعض إخوانك فخذها منه، فصرت إلى أبي طاهر كما قال الشابّ و وصفته له، فقال: الحمد للّه، و رأيته فدخل و أخرج إليّ صرّة الدنانير فدفعها إليّ و انصرفت.

الثاني: [قول ابي الحسين محمد بن عبيد اللّه العلوي]

عنه، قال: حدّث بحديثه المتقدّم أبا الحسين محمد بن عبيد اللّه العلوي، و نحن نزول بأرض الهرّ، فقال: هذا حقّ، جاءني رجل شابّ فتوسّمت في وجهه سمة، فصرفت الناس كلّهم، و قلت له: من أنت؟ فقال: أنا رسول الخلف إلى بعض إخوانه ببغداد، فقلت له: معك راحلة؟ فقال: نعم، في دار الطلحيين، فقلت له: قم فجئني بها، و وجّهت معه غلاما، فأحضر راحلته، و أقام عندي يومه ذلك، و أكل من طعامي، و حدّثني بكثير من سرّي و ضميري، فقلت له: على أيّ طريق تأخذ؟ قال: أنزل إلى هذه النجفة، ثمّ آتي وادي الرملة، ثم آتي الفسطاط

ص: 232

فأركب إلى الخلف إلى المغرب، فلمّا كان من الغد، ركب راحلته و ركبت معه حتّى صرنا إلى دار صالح، فعبر الخندق وحده و أنا أراه، حتّى نزل النجف و غاب عن عيني.

الثالث: [قول أبي بكر محمّد بن أبي دارم اليمامي (أحد مشايخ الحشوية)]عنه، قال: حدّث أبا بكر محمّد بن أبي دارم اليمامي (أحد مشايخ الحشوية) بحديثيه المتقدّمين، فقال: هذا حقّ، جاءني منذ سنيات ابن اخت أبي بكر بن البجالي العطّار- و هو صوفي يصحب الصوفية- فقلت: من أنت؟ و أين كنت؟ فقال: أنا مسافر منذ سبع عشرة سنة، فقلت له: فأيّ شي ء أعجب ما رأيت؟ فقال: نزلت بالاسكندرية في خان ينزله الغرباء، و كان في وسط الخان مسجد يصلّي فيه أهل الخان و له امام، و كان شابّ يخرج من بيت له غرفة فيصلّي خلف الإمام و يرجع من وقته إلى بيته، و لا يلبث مع الجماعة فقلت- لمّا طال ذلك عليّ، و رأيت منظره شاب نظيف عليه عباء-: أنا و اللّه احبّ خدمتك و التشرّف بين يديك، فقال: شأنك، فلم أزل أخدمه حتّى أنس بي الانس التام، فقلت له ذات يوم: من أنت أعزّك اللّه؟ قال: أنا صاحب الحقّ، فقلت له: يا سيدي متى تظهر؟ فقال: ليس هذا أوان ظهوري و قد بقي مدّة من الزمان، فلم أزل على خدمته تلك و هو على حالته من صلاة الجماعة و ترك الخوض في ما لا يعنيه- إلى أن قال-: أحتاج إلى السفر، فقلت له: أنا معك، ثم قلت له: يا سيدي متى يظهر أمرك؟ قال: علامة ظهور أمري كثرة الهرج و المرج و الفتن، و آتي مكّة فأكون في المسجد الحرام، فيقال: انصبوا لنا إماما، و يكثر الكلام حتّى يقوم رجل من الناس فينظر في وجهي، ثم يقول: يا معشر الناس، هذا المهدي انظروا إليه، فيأخذون بيدي، و ينصبوني بين الركن و المقام، فيبايع الناس عند إياسهم عنّي.

و سرنا إلى البحر، فعزم على ركوب البحر، فقلت له: يا سيدي أنا أفرق من البحر، قال: ويحك تخاف و أنا معك؟ فقلت: لا و لكن أجبن، فركب البحر و انصرفت عنه.

ثم إنّه استشهد لوضعها مضافا إلى كون رواتها من الحشوية و الزيدية أنّه عليه السلام لا يحضر عند خواص شيعته معرّفا بنفسه، فكيف يحضر عند مخالفيه مع التعريف؟ و كيف يصلّي خلف أئمّة العامّة من يصلّي خلفه عيسى بن مريم؟ ... إلخ.

أقول: إنّ الحديث الثالث لاشتماله على أنّه يصلّي خلف غيره و يأتمّ به ساقط عن الاعتبار فلا يحتجّ به، و لا ينبغي نقله إلّا لمقصد إثبات إجماع الكلّ على ظهور المهدي و وجوده عليه السلام، و إن كنّا بحمد اللّه تعالى بفضل سائر الأحاديث و أقوال من يعتدّ بقوله من الامة أغنياء عن مثله.

ص: 233

و أمّا الخبر الأوّل، فليس فيه ما يدلّ صريحا على أنّ الشابّ المذكور فيه هو مولانا المهدي عليه السلام، و إنّما يذكر اطّرادا، و أنّ هذا الشابّ لا يكون إلّا المهدي عليه السلام، أو من خواصّه و حاشيته الذين يقومون بأوامره و إنفاذ أحكامه، و الحكم بوضعه و جعله لا يصدر إلّا ممّن يعلم الغيوب.

و أمّا الثاني، ففيه ما يدلّ على ذلك، و ليس فيه أيضا ما يدلّ على وضعه، و الاستدلال بما يرويه المخالفون من الزيدية و العامة قويّ جدّا، لم أر في العلماء و في الطائفة من تكلّف إثبات ضعفه، بلبناؤهم على الاستدلال بروايات المخالفين فيما هم مخالفون لنا في الفضائل و المناقب و الإمامة، فيستدلّون لإثبات أحاديث الثقلين و أحاديث الولاية و غدير خم و الأئمة الاثني عشر عليه السلام و غيرها بأحاديثهم، و لم يقل أحد: إنّ أسانيدهم في ذلك ضعيفة ساقطة عن الاعتبار، بل عندهم أنّها في غاية الاعتبار و إن كان الراوي ناصبيا أو خارجيا.

نعم، إذا وجد فيه ما لا يناسب مقام الأئمّة عليهم السلام الرفيع، و يخالف المذهب، يردّ ذلك إليهم بردّ تمام الخبر، أو خصوص ما فيه من المخالفة حسب ما تقتضيه المقامات و الموارد، و يعتمدون في ذلك كلّه على الاصول العقلائية المقبولة.

و حديثان آخران

[ما رواه «الغيبة» في الأخبار المتضمّنة لمن رآه]

حديث آخر من الأحاديث التي عدّها من الأحاديث الموضوعة، قال: و منها ما رواه «الغيبة» في أول فصل ما روي من الأخبار المتضمّنة لمن رآه (ص 253 ح 223) عن جماعة، عن التلّعكبريّ، عن أحمد بن علي الرازي، قال: حدّثني شيخ ورد الريّ على أبي الحسين محمد بن جعفر الأسدي، فروى له حديثين في صاحب الزمان عليه السلام، و سمعتهما منه كما سمع، و أظنّ ذلك قبل سنة ثلاثمائة أو قريبا منها، قال: حدّثني عليّ بن إبراهيم الفدكي، قال: قال الأودي: بينا أنا في الطواف قد طفت ستة و اريد أن أطوف السابعة فإذا أنا بحلقة عن يمين الكعبة و شابّ حسن الوجه، طيّب الرائحة، هيوب و مع هيبته متقرّب إلى الناس، فتكلّم فلم أر أحسن من كلامه، و لا أعذب من منطقه في حسن جلوسه، فذهبت اكلّمه فزبرني الناس، فسألت بعضهم من هذا؟ فقال: ابن رسول اللّه، يظهر للناس في كلّ سنة يوما لخواصّه فيحدّثهم و يحدّثونه، فقلت:

مسترشد أتاك فأرشدني هداك اللّه، قال: فناولني حصاة فحوّلت وجهي، فقال لي بعض جلسائه: ما الذي دفع إليك ابن رسول اللّه؟

فقلت: حصاة، فكشفت عن يدي فإذا أنا بسبيكة من ذهب، و إذا أنا به قد لحقني، فقال: ثبتت عليك الحجّة، و ظهر لك الحق، و ذهب العمى، أ تعرفني؟ فقلت: اللّهمّ لا، فقال المهدي: أنا قائم الزمان، أنا الذي أملأها

ص: 234

عدلا كما ملئت ظلما و جورا، إنّ الأرض لا تخلو من حجّة، و لا يبقى الناس في فترة أكثر من تيه بني إسرائيل، و قد ظهر أيام خروجي، فهذه أمانة في رقبتك، فحدّث بها إخوانك من أهل الحقّ.[عن محمّد بن أحمد بن خلف]

و بالإسناد، عن أحمد بن علي الرازي، قال: حدّثني محمّد بن علي، عن محمّد بن أحمد بن خلف، قال: نزلنا مسجدا في المنزل المعروف بالعباسية على مرحلتين من فسطاط مصر، و تفرّق غلماني في النزول و بقي معي في المسجد غلام أعجمي، فرأيت في زاويته شيخا كثير التسبيح، فلمّا زالت الشمس ركعت و صلّيت الظهر في أول وقتها، و دعوت بالطعام، و سألت الشيخ أن يأكل معي فأجابني، فلمّا طعمنا سألت عن اسمه و اسم أبيه، و عن بلده و حرفته و مقصده، فذكر أنّ اسمه محمد بن عبد اللّه، و أنّه من أهل قم، و ذكر أنّه يسيح منذ ثلاثين سنة في طلب الحقّ، و ينتقل في البلدان و السواحل، و أنّه أوطن مكة و المدينة نحو عشرين سنة يبحث عن الأخبار و يتتبّع الآثار، فلمّا كان في سنة ثلاث و تسعين و مائتين طاف بالبيت، ثم صار إلى مقام إبراهيم عليه السلام فركع فيه، و غلبته عينه، فأنبهه صوت دعاء لم يجر في سمعه مثله، قال: فتأمّلت الداعي فإذا هو شابّ أسمر لم أر قطّ في حسن صورته، و اعتدال قامته، ثم صلّى، فخرج و سعى، فأتبعته، و أوقع اللّه تعالى في نفسي أنّه صاحب الزمان عليه السلام، فلمّا فرغ من سعيه قصد بعض الشعاب، فقصدت أثره، فلمّا قربت منه إذا أنا بأسود مثل الفنيق قد اعترضني، فصاح بي بصوت لم أسمع أهول منه: ما تريد عافاك اللّه؟

فأرعدت و وقفت، و زال الشخص عن بصري، و بقيت متحيّرا، فلمّا طال بي الوقوف و الحيرة انصرفت، ألوم نفسي و أعذلها بانصرافي بزجرة الأسود، فخلوت بربّي عزّ و جلّ أدعوه، و أسأله بحقّ رسوله و آله عليهم السلام ألّا يخيب سعيي، و أن يظهر لي ما يثبت به قلبي، و يزيد في بصري، فلمّا كان بعد سنين زرت قبر المصطفى صلّى اللّه عليه و آله، فبينا أنا اصلّي في الروضة التي بين القبر و المنبر إذ غلبتني عيني، فإذا محرّك يحرّكني، فاستيقظت فإذا أنا بالأسود، فقال: و ما خبرك؟ و كيف كنت؟

فقلت: الحمد للّه و أذمّك، فقال: لا تفعل، فإنّي امرت بما خاطبتك به، و قد أدركت خيرا كثيرا، فطب نفسا و ازدد من الشكر للّه عزّ و جلّ على ما أدركت و عاينت، ما فعل فلان؟ و سمّى بعض إخواني المستبصرين، فقلت: ببرقة، فقال: صدقت، ففلان؟ و سمّى رفيقا لي مجتهدا في العبادة مستبصرا في الديانة، فقلت: بالاسكندرية، حتّى سمّى لي عدّة من إخواني، ثم ذكر اسما غريبا، فقال: ما فعل نقفور؟ قلت: لا أعرفه، قال: كيف تعرفه و هو رومي فيهديه اللّه فيخرج ناصرا من قسطنطينية، ثم سألني عن رجل آخر، فقلت: لا أعرفه، فقال: هذا رجل من أهل

ص: 235

هيت من أنصار مولاي عليه السلام، امض إلى أصحابك فقل لهم: نرجو أن يكون قد أذن اللّه في الانتصار للمستضعفين و في الانتقام من الظالمين.و لقد لقيت جماعة من أصحابي و أدّيت إليهم، و أبلغتهم ما حمّلت و أنا منصرف، و اشير عليك أن لا تتلبّس بما يثقل به ظهرك، و يتعب به جسمك، و أن تحبس نفسك على طاعة ربّك، فإنّ الأمر قريب إن شاء اللّه تعالى.

فأمرت خازني فأحضر لي خمسين دينارا، و سألته قبولها، فقال:

يا أخي، قد حرّم اللّه عليّ أن آخذ منك ما أنا مستغن عنه، كما أحلّ لي أن آخذ منك الشي ء إذا احتجت إليه، فقلت له: هل سمع منك هذا الكلام أحد غيري من أصحاب السلطان؟ فقال: نعم، أحمد بن الحسين الهمداني المدفوع عن نعمته بآذربيجان، و قد استأذن للحجّ تأميلا أن يلقى من لقيت، فحجّ أحمد بن الحسين الهمداني- رحمه اللّه- في تلك السنة فقتله ذكرويه ابن مهرويه، و افترقنا و انصرفت إلى الثغر، ثم حججت فلقيت بالمدينة رجلا اسمه طاهر من ولد الحسين الأصغر، يقال: إنّه يعلم من هذا الأمر شيئا، فثابرت عليه حتّى أنس بي، و سكن إليّ، و وقف على صحّة عقيدتي، فقلت له: يا ابن رسول اللّه، بحقّ آبائك الطاهرين عليهم السلام لمّا جعلتني مثلك في العلم بهذا الأمر، فقد شهد عندي من توثّقه، بقصد القاسم بن عبيد اللّه بن سليمان بن وهب إيّاي لمذهبي و اعتقادي، و أنّه أغرى بدمي مرارا، فسلّمني اللّه، فقال: يا أخي، اكتم ما تسمع منّي الخبر في هذه الجبال، و إنّما يرى العجائب الذين يحملون الزاد في الليل، و يقصدون به مواضع يعرفونها، و قد نهينا عن الفحص و التفتيش، فودّعته و انصرفت عنه.

ثم قال (1):

أقول: و يوضّح جعلهما اشتمالهما على إخباره عليه السلام بقرب زمان ظهوره من ألف و مائة سنة تقريبا قبل، و هو أمر واضح البطلان بالعيان، و قد تواتر أنّه قال: كذب الوقّاتون ... إلخ.

و فيه: أولا: أنّ الاعتماد في الخبر الأول على ما رواه الصدوق و ليس في ذيله ما يدلّ على قرب زمان الظهور، و هذا لفظه بعينه:

و لا يبقى الناس في فترة، و هذه أمانة لا تحدّث بها إلّا إخوانك من أهل الحقّ.

و أمّا الخبر الثاني فليس فيه ما يوهم ذلك إلّا قوله: «نرجو أن يكون قد أذن اللّه في الانتصار للمستضعفين، و في الانتقام من الظالمين» و هذه العبارة كما ترى لا تدلّ على قرب زمان الظهور بحيث ينافي تأخّره إلى زماننا هذا و بعده. نعم، كأنّه قد فهم الراوي ذلك منها فقال: و لقد لقيت جماعة ... إلخ، إلّا أنّ المعيار على ما يستفاد من لفظ الحديث لا على فهم الراوي.

ص: 236


1- ( 1) أي الناقد.

و ثانيا: قرب زمان وقوع كلّ أمر و اقترابه يكون بحسبه، فقد قرب زمان وقوع الساعة و حساب الناس، و اقترب بالنسبة إلى ما مضى من الدنيا، قال اللّه تعالى: اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ (1) و قال سبحانه:

اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ(2) و قال عزّ و جلّ: فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها(3) و ظهور الإمام الذي أوّلت بعض آيات الساعة به، و عبّر عنه بالساعة أيضا مثل ذلك، يجوز أن يقال فيه مع ما ورد في الأخبار من طول الأمد، و أنّ له غيبتين إحداهما تطول حتّى يقول بعضهم: مات، و ...، و ...، أنّه قد قرب و اقترب.

و ثالثا: الظاهر من قوله: «كذب الوقّاتون» تكذيب الذين يوقّتون وقت الظهور، و يعيّنون له وقتا خاصّا، كالشهر الفلاني و السنة الفلانية، أو السنة المعيّنة، أو بين سنوات معيّنة.

قال: و يشهد للوضع، اشتمال الأول على ظهوره بيّنا للناس، و معرّفا بنفسه لمن لا يعرفه، مع أنّ محمد بن عثمان سفيره الثاني كان يقول: إنّ الحجّة ليحضر الموسم كلّ سنة، يرى الناس و يعرفهم و يرونه و لا يعرفونه. و اشتمال الثاني على أنّه كان عاجزا عن الاختفاء عمّن عرفه و تبعه حتّى زجره الأسود الذي كان معه و صرفه، إلى غير ذلك من المنكرات.

أقول: أوّلا: إنّ الأول لم يشتمل على ظهوره بيّنا للناس، و معرّفا بنفسه لكلّ من لا يعرفه ممّن حضر الموسم، بل يدلّ على أنّه يظهر في كلّ سنة يوما لخواصّه الذين يعرفونه، و من أخبر مدّعي وضع هذا الحديث بأن ليس له خواصّ و عمّال يعرفونه و لا يعرفهم الناس، يحضرون الموسم في حلقة عن يمين الكعبة، لا يراهم الناس و إن رآهم بعضهم لا يلتفتون بذلك؟!

و ثانيا: اشتمال الثاني على أنّ الأسود قد اعترضه و صاح به بصوت لم يسمع أهول منه، فقال له: ما تريد عافاك اللّه؟ فأرعد و وقف، يدلّ على خلاف ذلك، فملازمة الأسود و غيره له و صياحه على من يريد متابعته يدلّ على قدرته و سلطانه أم على عجزه عن الاختفاء عمّن عرفه؟

فإذا كان للّه تعالى ملائكة عاملون له موكّلون على الامور، فهل يعدّ ذلك من عجزه، و أنّه لا يقدر أن يفعل الامور بنفسه، أو يدلّ على نفوذ أمره و بسط يده و كمال قدرته؟ فيا أخي! إذا أنت تسير بهذه الصورة و السليقة في نقد الأخبار لا يسلم حديث و لا تاريخ- اللّهمّ إلّا القليل منه- عن مثل هذه الإيرادات الواهية، فتعوّذ باللّه من ذلك كما نعوذ به منه، و نعتذر منك إن خرجنا عن مسلك الأدب، فعفوا غفر اللّه لنا و لك.

ص: 237


1- ( 2) الأنبياء: 1.
2- ( 3) القمر: 1.
3- ( 4) محمّد: 18.

ثم قال: و ممّا يوضّح وضع أمثالها أن رؤيته عليه السلام لم تكن مبتذلة، فمثل عبد اللّه بن جعفر الحميري في ذاك الجلال يقول لمحمد بن عثمان سفيره الثاني في الغيبة الصغرى: هل رأيت صاحب هذا الأمر؟

قال: نعم، و آخر عهدي به عند بيت اللّه الحرام و هو يقول: اللّهم أنجز لي ما وعدتني ... الخبر، فكيف في الغيبة الكبرى و قد كان كتب إلى السمري- آخر سفرائه-: و لا توص إلى أحد فيقوم مقامك بعد وفاتك، فقد وقعت الغيبة التامّة، فلا ظهور إلّا بعد إذن اللّه تعالى ذكره، بعد طول الأمد، و قسوة القلوب، و امتلاء الأرض جورا، و سيأتي من شيعتي من يدّعي المشاهدة، ألا فمن ادّعى المشاهدة قبل خروج السفياني و الصيحة فهو كذّاب مفتر ... الخبر.

أقول: ما نرى في هذه الحكايات ابتذالا لرؤيته عليه السلام، و هو عليه السلام يعرف من يليق برؤيته عليه السلام، لصلاحيّة في نفسه، أو لحكمة و مناسبة تقتضي ذلك، و أولياؤه و الخواص من شيعته مخفيّون في عباد اللّه تعالى، يعرفهم الإمام عليه السلام. و الحكايتان المذكورتان (حكاية الأسدي و حكاية ابن أحمد بن خلف) حكايتان عن الغيبة القصرى المعروفة بالصغرى دون الغيبة الطولى المعروفة بالكبرى، فذكر توقيعه إلى سفيره الأخير هنا خارج عن محلّ البحث.

مضافا إلى أنّه لو استظهر من هذا التوقيع حرمان الناس كلّهم عن التشرّف بلقائه، ينافي الحكايات المتواترة التي لا شكّ في صحّتها، سيّما تشرّف عدّة من أكابر العلماء، و هذه قرينة على أنّ المراد من كون من يدّعي المشاهدة كذّابا مفتريا، من يدّعيها كما كان متحقّقا للسفراء في عصر الغيبة الصغرى، فيدّعي بها النيابة و السفارة و الوساطة بين الناس و بين الإمام عليه الصلاة و السلام، و الحمد للّه و سلام على عباده الذين اصطفى.

و حديث آخر [ما نقله النوري في «كشف الأستار»]

و ممّا عدّه من الأحاديث الموضوعة ما صرّح به بقوله: و منها:

ما نقله النوري في كتابه «كشف الأستار» بعد عدّه عدّة من العامة قائلين بالمهدي عليه السلام كالخاصّة، فقال: السابع: الشيخ حسن العراقي، قال الشيخ عبد الوهاب الشعراني في الطبقات الكبرى المسمّاة بلواقح الأنوار في طبقات الأخيار في الجزء الثاني من النسخة المطبوعة بمصر في سنة ألف و ثلاثمائة و خمسين: و منهم الشيخ العارف باللّه سيدي حسن العراقي المدفون بالكوم خارج باب الشعرية بالقرب من بركة الرطلي و جامع البشري.قال: كان قد عمّر نحو مائة و ثلاثين سنة، قال: تردّدت إليه مع سيدي أبي العباس الحريثي، و قال: اريد أن أحكي لك حكايتي من مبتدأ أمري إلى وقتي هذا كأنّك كنت رفيقي من الصغر، فقلت له: نعم، فقال: كنت شابّا من دمشق، و كنت صائغا، و كنّا نجتمع يوما في الجمعة على اللهو و اللعب و الخمر، فجاء لي التنبيه منه تعالى يوما، فقلت لنفسي: أ لهذا خلقت؟ فتركت ما هم فيه و هربت منهم، فتبعوا ورائي فلم يدركوني، فدخلت جامع

ص: 238

بني اميّة فوجدت شخصا يتكلّم على الكرسي في شأن المهدي عليه السلام، فاشتقت إلى لقائه، فصرت لا أسجد سجدة إلّا و سألت اللّه تعالى أن يجمعني عليه، فبينا أنا ليلة بعد صلاة المغرب اصلّي صلاة السنّة إذا بشخص جلس خلفي و حسّ على كتفي، و قال لي: قد استجاب اللّه دعاءك يا ولدي، مالك؟ أنا المهدي، فقلت:

تذهب معي إلى الدار؟ فقال: نعم، و ذهب معي، و قال لي: أخل لي مكانا أنفرد فيه، فأخليت له مكانا، فأقام عندي سبعة أيام بلياليها، و لقّنني الذكر، و قال: اعلّمك وردي تدوم عليه إن شاء اللّه تعالى:

تصوم يوما و تفطر يوما، و تصلّي في كلّ ليلة خمسمائة ركعة، و كنت شابّا أمرد حسن الصورة، فكان يقول: لا تجلس قط إلّا ورائي، فكنت أفعل، و كانت عمامته كعمامة العجم، و عليه جبّة من وبر الجمال، فلمّا انقضت السبعة أيام خرج فودّعته، و قال لي: يا حسن، ما وقع لي قطّ مع أحد ما وقع معك، فدم على و ردك حتّى تعجز فإنّك ستعمّر عمرا طويلا، قال: ثمّ طلب الخروج، و قال لي: يا حسن، لا تجتمع بأحد بعدي، و يكفيك ما حصل لك منّي فما ثمّ إلّا دون ما وصل إليك منّي، فلا تتحمّل منّة أحد بلا فائدة، فقلت: سمعا و طاعة ... الخ.

ثمّ قال (1):

أقول: و آثار الوضع عليه لائحة، فإنّه من أكاذيب الصوفية، و ممّا يختلقون لهم و لمشايخهم، و العجب من هذا المحدّث كيف ينقل مثل هذا الحديث، و إنّي لأستحيي من النظر في مثله.

و أنا أقول: هل تعلم أنّ المحدّث النوري كتب «كشف الأستار» جوابا عن قصيدة وردت من بغداد من قبل أبناء العامّة مطلعها: أيا علماء العصر ...، و قد ذكرت فيها الإيرادات و السؤالات حول المهدي عليه السلام، إنكارا لوجوده عليه السلام، و تسفيها لمن يعتقد به، فقام النوري للدفاع عن الحقّ، و الذبّ عن المذهب، و أتى بهذا الجواب الشافي الكافي من كتب العامّة، و كلمات مشايخهم و أكابرهم، و جادلهم بالتي هي أحسن، ثم نقلها إلى النظم الجيد البليغ العلامة الكبير و المصلح الشهير الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء، و أجابه أيضا على هذا المنوال نظما الشيخ جعفر النقدي و السيّد محسن الأمين، و شرح الأخير قصيدته بالنثر أسماه «البرهان ...» و غيرهم.

ففي هذا المجال ذكر أسماء عدّة من القائلين بوجوده من العامّة، منهم الشيخ حسن العراقي، و هو ليس ملتزما بصحّة ما ينقل منهم، و لا يلزم عليه من الاستدلال بأقوالهم و عباراتهم أن يكون معتقدا بتفاصيل جاءت فيها، و قصّة الشيخ حسن التي وقعت مورد إنكاره مقبولة عند الصوفية العامّة، و ليس التصوّف عندهم كما هو عند الشيعة، فإنّه عندنا مذموم لا يجوز الالتزام و التعبّد بتعاليمهم الخاصّة ممّا لم يؤثر من الشرع، و لا يدلّ عليه الكتاب أو السنّة، و أكثرها مختلقات و موضوعات مشتملة على العقائد الباطلة، و الأعمال المحرّمة بل و الشرك، و أمّا عند العامة- مع تضمّن ما عندهم من التصوّف بهذه المفاسد بالوضوح- ممدوح، و أكثر علمائهم منخرطون

ص: 239


1- ( 1) أي الناقد.

في سلسلة من سلاسل التصوّف التي لا حقيقة لها و ما أنزل اللّه بها من سلطان، و شأن مثل محيي الدين و الشعراني و أمثالهما أجلّ عند المتصوّفة منهم من الشافعي و أبي حنيفة و مالك و ابن حنبل و أصحاب الحديث، و لكن ذلك كلّه لا يمنع من الاستدلال بأقوالهم ردّا عليهم و إفحاما للمنكرين، و بهذا الاعتبار ليس كتاب «كشف الأستار» من كتب الحديث، و لم يذكر مصنّفه مثل هذه الحكاية باعتبار أنّها حديث من الأحاديث، فذكرها في الأحاديث التي تبحث فيها عن سندها و اعتبارها في غير محلّه، إلّا أن يراد بذلك تكثير ما أسماه بالأحاديث الموضوعة، و إظهار العجب من المحدّث النوري، و الاستحياء من النظر في مثل نقله، مع أنّ الاستحياء من هذا العجب و الاستحياء أولى من استحيائه.

و ممّا ذكر يظهر الجواب عمّا نقله المحدّث النوري أيضا عن «ينابيع المودّة» من بيعة بعض مشايخ مصر مع الإمام المهدي عليه السلام.

خبر الجزيرة الخضراء و مدائن أبناء المهدي عليه السلام

و ممّا عدّه من الأحاديث الموضوعة خبر قصة الجزيرة الخضراء و خبر مدائن أبناء المهدي عليه السلام، قال: نقل الأوّل المجلسي- رحمه اللّه- بدون إسناد متّصل (1)،

بل قال: وجدت رسالة مشتهرة بقصة الجزيرة الخضراء في البحر الأبيض و لم يذكر صاحب الرسالة، و قد أقرّ بعدم كونه في كتاب معتبر، فقال: و إنّما أفردت لها بابا لأنّي لم أظفر به في الاصول المعتبرة، و قال: وجدت في خزانة أمير المؤمنين عليه السلام بخط الشيخ الفاضل الفضل بن يحيى بن علي الطيبي ما هذا صورته: الحمد للّه ربّ العالمين ... و ذكر تمام الحكاية إلى قوله: أدام اللّه إفضاله.ثم قال: و نقل الثاني النوري في كتابه «جنّة المأوى» في الاستدراك لباب من رأى الحجّة عليه السلام من «البحار»(2) في حكايته الثالثة، فقال: و في آخر كتاب في التعازي عن آل محمّد و وفاة النبي صلّى اللّه عليه و آله تأليف الشريف الزاهد أبي عبد اللّه محمّد بن علي بن الحسن بن عبد الرحمن العلوي الحسيني رضي اللّه عنه، عن الأجلّ العالم الحافظ ... فذكر تمام سند الحديث و متنه، ثمّ قال بعده: قال النوري:

و روى هذه الحكاية مختصرا الشيخ زين الدين علي بن يونس العاملي البياضي في الفصل الخامس عشر من الباب الحادي عشر من كتاب «الصراط المستقيم» و هو أحسن كتاب صنّف في الإمامة عن كمال الدين الأنباري ... الخ و هو صاحب رسالة «الباب المفتوح إلى ما قيل في النفس و الروح» التي نقلها المجلسي بتمامها في «السماء و العالم»(3)،

قال: و قال السيد الأجلّ علي بن طاوس ... الخ.

ص: 240


1- ( 1) البحار: ج 52 ص 159- 174.
2- ( 1) البحار: ج 53 ص 213- 221.
3- ( 2) البحار: ج 61 ص 91- 131.

و بعد كلام المحدّث النوري قال (1): أقول: وجه وضع الأول بالخصوص اشتماله على أنّ حسّان بن ثابت من القرّاء في موضعين، مع أنّه إنّما كان شاعرا، و إنّما كان أخوه زيد بن ثابت من القرّاء، مع أنّ باقي من عدّه لم يكن جميعهم من القرّاء، و إنّما القارئ منهم ابن مسعود و ابيّ، ثم جمع أبي سعيد الخدري مع أبي عبيدة و أضرابه بلا وجه، حيث إنّ أبا سعيد كان إماميا و باقي من ذكر من معاندي أمير المؤمنين عليه السلام (2).

أقول: ليس في الحكاية ما يدلّ على أنّ الذين اجتمعوا إليه كانوا من القرّاء، و اجتمعوا إليه لأنّهم كانوا كذلك، بل يدلّ على أنّ المجتمعين الذين سمّى بعضهم و ترك آخرين كانوا من الصحابة. كما أنّ ذكر أبي عبيدة و أبي سعيد و اجتماعهما و جماعات المسلمين لم يكن إلّا لأنّهم كانوا معدودين من المسلمين، و أدركوا عصر الرسالة، و سمعوا القرآن الكريم منه بلا واسطة أحد أو بواسطة غيرهم في هذا العصر، و لا يدلّ على أزيد من ذلك، فما ذكر لا يكون وجها للوضع أصلا.

و لا يخفى أنّ حسّان بن ثابت لم يكن أخا لزيد بن ثابت، و إنّما اشتبه على صاحبنا و هو مؤلّف «قاموس الرجال»، و مورد الطعون على بعض علماء الرجال، و ذلك لاشتراك والديهما في الاسم، فزيد هو ابن ثابت بن الضحّاك بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد عوف بن غتم بن مالك بن النجّارالأنصاري الخزرجي ثمّ النجّاري، و حسّان هو ابن ثابت بن المنذر بن خرام بن عمرو بن زيد بن مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجّار الأنصاري الخزرجي النجّاري.

قال: و اشتماله على أنّه لم ير لعلماء الإمامية عندهم ذكرا سوى خمسة: الكليني و ابن بابويه و المرتضى و الطوسي و المحقّق، فبعد فتح باب العلم بحضور النائب الخاص بأمر صدر عنه عليه السلام عندهم، و أنّه يزور قبّته عليه السلام في كلّ جمعة، و يجد ورقة مكتوبا فيها جميع ما يحتاج إليه في المحاكمة، و كون أبيه سمع حديثه و جدّه رأى شخصه، أي حاجة كانت لهم إلى هؤلاء الخمسة الذين كان العلم عليهم منسدّا؟

مع أنّ لكلّ منهم فتاوى غير فتاوى الآخرين، مع أنّ لكلّ واحد من الكليني و ابن بابويه و المرتضى و الطوسي و المحقّق مسلكا، و لكن لم يعدّ فيهم المفيد ... إلخ.

أقول: أولا: باب العلم في عصر حضور الإمام و في عصر النبوة ليس مفتوحا مطلقا، كما أنّ الاجتهاد في استنباط الأحكام أيضا لا يرتفع أيضا مطلقا، بل الاجتهاد أمر و أصل يعمل به في عصر الحضور كالغيبة، و باب العلم بالأحكام أيضا منسدّ في عصر الحضور كعصر الغيبة، غير أنّ دائرة كلّ واحد منها في عصر الحضور أضيق من دائرته في عصر الغيبة، و إلّا حتّى المتشرّفين بمحاضرهم الشريفة لا بدّ لهم في بعض الموارد من العمل ببعض

ص: 241


1- ( 3) أي الناقد.
2- ( 4) الأخبار الدخيلة: ص 146.

الظنون المعتبرة، سيّما إذا كانوا غائبين عن مجلسه و في الأماكن البعيدة، فكما أنّ الفصل الزماني بيننا و بين عصر الحضور أوجب توسعة دائرة الاجتهاد و إعمال الاصول العقلائية اللفظية و العقلية، و جواز العمل بالظنون المعتبرة الشرعية، كذا الفصل المكاني أيضا ربّما يوجب ذلك، و كما أنّ شأن اجتهاد مجتهد مثل الشيخ و المحقّق في استنباط الأحكام يظهر في مثل عصورنا هذه، فكذلك يظهر أيضا في عصورهم عليهم السلام عند الاحتياج إلى الاجتهاد الذي لا بدّ منه، و لعلّ هذا هو المراد من التفقّه الذي أمرنا به في عصر الحضور أيضا، و قال الصادق عليه السلام فيه: ليت السياط على رءوس أصحابي حتّى يتفقّهوا في الحلال و الحرام (1)،

و لو لم يكن ذلك كلّه فلا ريب أنّه بعضه.

و ثانيا: أنّه قال: و أجد هناك ورقة مكتوب فيها ما أحتاج إليه من المحاكمة بين المؤمنين، فمهما تضمّنته الورقة أعمل به. و هذا كلام لا يخلو فهمه لنا من الإشكال، فهل أراد منه أنّه يحكم بما تضمّنته هذه الورقة من غير مطالبة البينة عن المدّعي، أو اليمين عمّا ادّعي عليه فيحكم بحكم داود، أو أنّالورقة تتضمّن أحكام القضاء ممّا لم يبيّن له من ذي قبل؟ و كيف كان، فالظاهر منه أنّ الرجوع إلى الورقة مختصّ بالمحاكمة بين المؤمنين.

و ثالثا: يمكن أنّه إنّما لم ير لغير هؤلاء الخمسة ذكرا عندهم اتّفاقا و في مدّة كان هناك، و لا يفهم من ذلك أنّه ليس لغيرهم عندهم ذكر مطلقا.

و رابعا: يمكن أن يكون ذلك لأنّ كلّ واحد من هؤلاء يكون رأسا في طريقته العلمية الخاصّة به، أو لغير ذلك. و على كلّ حال، لا يكون مثل ذلك و عدم ذكر مثل المفيد مع جلالة قدره و عظم شأنه أمارة على الوضع و الجعل أصلا.

و أمّا ما ذكر من وجه الوضع من عدم سند معتبر لهما، ففيه:

أولا: أنّ ذلك ليس دليلا لذلك، فكيف تحكم يا أيها الشيخ- أدام اللّه عمرك و بارك فيه- بوضع الحديث لعدم سند معتبر له؟ فهل تجسر على الحكم بالوضع على جميع المرسلات أو المسندات الضعيفة؟!

و ثانيا: أنّ عدم اعتبار الأول عند العقلاء، و بناء على طريقتهم و اعتباره كذلك يدور مدار كون كاتب الرسالة المشتهرة بقصة الجزيرة الخضراء التي وجدها العلامة المجلسي مجهولا غير معروف، كما يظهر من المجلسي أنّه كان كذلك عنده، أو أنّه معلوم الحال و هو شيخنا الشهيد الأول كما قطع به و صرّح عليه العالم المتتبّع الخبير الشهيد الشريف مؤلّف كتاب «مجالس المؤمنين»(2) في مجلسه الأول و صرّح به غير أيضا، و مع ذلك كيف لنا بالقول بعدم سند معتبر له بعد تصريح هذا الشريف الأجلّ بأنّ الشهيد الأول هو الذي وجد الرسالة في خزانة

ص: 242


1- ( 1) راجع البحار: ج 1 ص 213 ح 12.
2- ( 1) مجالس المؤمنين للقاضي الشهيد نور اللّه التستري: ص 78- 79.

أمير المؤمنين عليه السلام بخطّ العالم العادل و الشيخ الفاضل الفضل بن يحيى بن علي الطيبي الكوفي- قدّس اللّه روحه- و صرّح بأنّه وجدها بخطّه فضلا عن الحكم بجعله و وضعه، و ما وجده المجلسي هو من نسخ هذه الرسالة المشتهرة، و حيث لم يطّلع على ناسخها لم يذكر ذلك، و هذا غير مضرّ باعتبارها بعد حكم مثل القاضي الشهيد قطعيا بأنّه هو الشهيد الأول.

هذا، و قد اختصر كلام المجلسي و كلام مستنسخ الرسالة الدالّ على توصيف الفضل بن يحيى بالعلم و العمل صاحب «الأخبار الدخيلة» و العهدة عليه.

و ممّا يظهر منه عدم تأمّل هذا المدّعي لوضع خبر علي بن فاضل، و إصراره على إيراد الشبهة، أنّه زعم أنّ المجلسي وجده في خزانة أمير المؤمنين عليه السلام، و لذا قال في ابتداء نقله هذا الخبر عن المجلسي:نقل الأول المجلسي- رحمه اللّه- بدون إسناد متّصل، بل قال: وجدت رسالة ... إلى أن قال: و قال (يعني المجلسي): وجدت في خزانة أمير المؤمنين عليه السلام.

و قال بعد نقل الخبرين بطولهما، و ما أورد عليهما: فإن قيل: إنّ الخبر الأول قال المجلسي وجده في خزانة أمير المؤمنين عليه السلام بخطّ الفضل بن يحيى الطيبي ناقلا له عن علي بن فاضل المازندراني بشرح مرّ، قلت: من أين أن أحدا من أعداء الإمامية لم يضع القصة و ألقاها في الخزانة ناسبا له إلى مسمّى بفضل بن يحيى عن مسمّى بعلي بن فاضل.

أقول: انظر كيف اشتبه عليه الأمر، فالمجلسي لم يجد الرسالة في خزانة أمير المؤمنين، بل وجد الرسالة المشتهرة بقصة الجزيرة الخضراء في البحر الأبيض و أحبّ إيرادها، فذكرها بعينها كما وجدها: بسم اللّه الرحمن الرحيم، الحمد للّه الذي هدانا لمعرفته، و الشكر له على ما منحنا للاقتداء بسنن سيّد بريّته محمد الذي اصطفاه من بين خليقته، و خصّنا بمحبّة علي و الأئمة المعصومين من ذرّيته صلّى اللّه عليه و عليهم أجمعين الطيّبين الطاهرين و سلّم تسليما كثيرا، و بعد فقد وجدت في خزانة أمير المؤمنين و سيد الوصيّين و حجّة ربّ العالمين و إمام المتّقين علي بن أبي طالب عليه السلام بخطّ الشيخ الفاضل و العالم العامل الفضل بن يحيى بن علي الطيّبي الكوفي- قدّس اللّه روحه- ما هذا صورته ... إلخ.

و أوهن من ذلك كلّه نسبة علي بن فاضل بالهجر و الهذيان في حال شدّة المرض.

و خلاصة الكلام: أنّ بعد كون الناسخ و واجد الرسالة في الخزانة هو الشهيد الأوّل الذي كان قريب العهد بالفضل بن يحيى عارفا بخطّه و حاله و وصفه بالفضل و العلم و العمل، و بعد توصيف الفضل بن يحيى الشيخ زين الدين علي بن فاضل بالتقوى و الصلاح، و سماعه هذا الخبر بواسطة عالمين فاضلين، القول بجعله رأسا و استناد ذلك إلى الأعداء و إلى الهذيانات الصادرة من المرضى في شدّة المرض، قول بغير علم، و كم فرق بين من

ص: 243

يبدي الاحتمالات المانع جوازها عن اعتبار الخبر و تمنع إثباته، و بين من يحكم بجعله و وضعه باحتمالات لا تدلّ على ذلك أصلا، هذا.

و أمّا عدم ورود خبر على أنّ له عليه السلام ولدا بالفعل و اختلاف الاخبار في حصول الولد له بعد ظهوره لا ينفي ما يدلّ عليه، لأنّ عدم الدليل على نفي الولد، و عدم ورود خبر غير هذا الخبر على أنّ له ولدا، لا ينفي ما يدلّ عليه، مضافا إلى دلالة بعض الأخبار و الأدعية عليه.

و أمّا تضمّن خبر علي بن فاضل أنّ عدد امراء عسكره ثلاثمائة ناصر و بقي ثلاثة عشر ناصرا، فلا يثبت به جعل الخبر و لو وجد في بعض الأخبار ما يعارضه، مضافا إلى أنّ إعمال قواعد الترجيح يكون في الأخبار الراجعة إلى الفروع و الأحكام، يرجح عقلائيا ما فيه الترجيح، و لا يلزم عليه أنيخرج إذا كان أعوانه بهذه الكثرة؛ لأنّ له مضافا إلى ذلك أو بدون ذلك مقتضيات و شرائط مذكورة في محلّها، و ربّما يعلم بعضها بعد الظهور، و لا يعلم بعضها إلّا اللّه تعالى.

تنبيه

ممّا يجب التنبيه عليه أنّا لسنا في هذا المجال في مقام إثبات اعتبار هذه الأحاديث و إن ظهر ثبوت اعتبار بعضها من مطاوي ما ذكرناه، بل ما كنّا بصدده هو الردّ على الحكم بوضع هذه الأحاديث قطعيا، و بيان أنّ هذه الأحاديث في مضامينها المشتركة بينها و بين غيرها يحتجّ بها و يعتدّ بها، لارتفاع خبر الواحد إلى المتواتر، و في مضامينها المختصّة بها يجوز نقلها و تطمئنّ النفس بها أقوى ممّا في كتب التاريخ و المراسيل التاريخية.

نعم، لا يترتّب عليها اثر شرعي عملي، لأنّها لا ترتبط بالأحكام العملية.

إن قلت: إذا كانت هذه الأخبار غير معتبرة شرعا لا يجب التعبّد بها، بالبناء على صحّة مضمونها و إن توفّر فيها جميع ما هو معتبر عرفا و شرعا في خبر الواحد الوارد في الفروع، فما فائدة نقلها و حفظها؟

قلت: نعم، معنى عدم اعتباره شرعا أنّه لا يجوز أن يتعبدنا الشارع بالبناء على صدوره عمليا؛ لأنّ مضمونه لا يرتبط بالفروع و الأحكام العملية، و أمّا في مضامينها التي يجب الاعتقاد بها فعدم اعتبارها إنّما يكون لأجل لزوم اليقين بالمسائل الاعتقادية، و اليقين لا يتحصّل بحجّية هذه الأخبار، و لا يجوز أن يتعبّدنا الشارع بالقطع و اليقين بها كما لا يجوز التعبّد و الإلزام بالعمل بها، و عليه لا يترتّب أثر شرعي عملي عليها، و لا يوجب القطع بمضمونها إن كانت في المسائل الاعتقادية.

و لكن قد ظهر بما ذكر: أنّ الفائدة لا تنحصر في ذلك، بل فائدته المهمّة أنّها توجب ارتقاء الحديث إلى المتواتر المعنوي أو الإجمالي، و أنّ بها يؤيّد بعض الأحاديث كما أنّها أيضا تؤيّد بها فالأخبار يؤيّد بعضها بعضا، و أيضا

ص: 244

يؤتى بها في المتابعات و الاستشهادات، ففائدة نقل هذه الأحاديث و الأخبار مهمّة جدّا، و لذا قد استقرّ بناء العقلاء على نقلها، و معظم التواريخ و التراجم و السير مبني على هذه الأخبار و نقلها.

و على ذلك كلّه إذا حصل من هذه الأخبار بواسطة بعض القرائن و الشواهد القطع بمضمونها فهو، و إذا لم يحصل منها القطع لا يجوز ردّها و الحكم بكذبها و جعلها بالشبهات و الاستدلالات الضعيفة حتّى مثل إرسال الخبر أو مجهولية إسناده، بل بناء العقلاء قد استقرّ على هذه الأخبار و نقلها على الطريقة المألوفة بينهم، فضلا من أن يكون إسنادها موصولة بعضها ببعض و كانت رواتها منالمشاهير و الثقات مثل الصدوق، فلا يبدون الشكّ في حديث ورد بإسناد معتبر في غزوات رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سائر سيره، مثل أن الراوي أخبر بأنّه غزوة كذا وقعت يوم كذا و في مكان كذا و خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله إليها يوم كذا و رجع عنها يوم كذا و كان عدّة من معه فيها من الأصحاب كذا، فينقلون ذلك بل و يرسلونه إرسال المسلّمات لا يبدون الشكّ فيه.

فإن قلت: إنّ جواز نقل الخبر في الفروع مسلّم، أمّا في غير الفروع، سواء كان مرسلا أو مسندا أو غير ذلك، فيجب أن يثبت جوازه بالشرع، فما الدليل على جواز نقل الخبر مطلقا؟

قلت: هذا غريب، فإنّ جواز نقله ثابت بالضرورة و بالكتاب و السنّة المتواترة و السيرة القطعية المستمرة إلى زمان الأئمة و النبيّ صلوات اللّه عليه و عليهم، لم يشكّ فيه أحد إلّا الأول و الثاني و أذنابهما لأهداف سياسية و أغراض دنيوية، فمنعا الناس عن نقل الحديث، و شرح ذلك يطلب من محلّه.

لا يخفى أنّ كتابنا هذا (المنتخب الأثر) قد تم تأليفه في سنة 1373 ق و طبع في هذه السنة في مجلّد واحد ثمّ جدّدنا النظر فيه و زدنا عليه بعض الزيادات، فصار في ثلاثة مجلّدات بالصورة الّتي بين يديك، و تمّ في صفر 1414 ه ق.

فهرس أرقام الأحاديث

المرويّة عن كلّ من النبي صلى اللّه عليه و آله و الأئمة الاثنا عشر عليهم السلام في المنتخب الأثر في مجلّداته عن النبي صلّى اللّه عليه و آله: 1 إلى 48، 50 إلى 60، 62 إلى 75، 77، 84، 85، 93، 98، 99، 115، 116، 118، 123 إلى 139، 141، 144 (عن فاطمة سلام اللّه عليها) 145، 147، 148، 153، 154، 158، 159، 164، 166 إلى 171، 73 إلى 178، 182، 183، 184 (عن فاطمة سلام اللّه عليها)، 185، 186، 187، 190، 194، 200، 201، 204 إلى 216، 218، 219، 224 (هذه الرواية عن فاطمة عليها السلام و فيها عن النبي صلّى اللّه عليه و آله) 225، 238 إلى 245، 247 إلى 249، 251، 252، 258، 263، 264 (عن فاطمة سلام اللّه عليها)، 265 إلى 267، 282 (و الراوي زيد عن آبائه عليهم السلام) 284، 287، 308، 321،

ص: 245

335، 340، 341، 354، 355، 357، 358، 359، 360، 361، 363، 364، 365، 366، 367، 368، 369، 370، 371، 373، 374، 375، 377، 378، 379، 380، 381، 383، 384، 385، 386، 3787، 388، 389، 390، 391، 392، 393، 395 (عن فاطمة عليها السلام عن أبيه) 396، 397، 398، 399، 400، 401، 402، 403، 404، 406، 408، 409، 410، 415، 419، 431، 435، 436، 437، 438، 440، 441، 444، 447، 450، 451، 452، 453، 454، 455، 456، 458، 460، 461،480، 481، 484، 485، 486، 488، 490، 491، 492، 494، 495، 496، 497، 500، 502، 503، 504، 505، 507، 508، 511، 512، 515، 516، 520، 521، 524، 525، 526، 527، 529، 530، 532، 533، 534، 535، 543، 563، 581، 583، 584، 585، 586، 591، 597، 670، 697، 699، 700، 728، 729، 730، 731، 733، 756، 757، 761، 762، 763، 764، 765، 775، 784، 785، 901، 910، 917، 918، 920، 921، 922، 925، 927، 929، 934، 939، 944، 945، 946، 949، 952، 956، 958، 1030، 1034، 1046، 1064، 1065، 1066، 1067، 1069، 1070، 1071، 1072، 1074، 1076، 1077، 1078، 1079، 1080، 1085، 1103، 1109، 1111، 1112، 1118، 1119، 1127، 1128، 1130، 1131، 1132، 1133، 1134، 1135، 1155، 1161، 1164، 1165، 1166، 1170، 1171، 1172، 1192، 1196، 1198، 1200، 1201، 1214، 1215، 1257.

عن الإمام امير المؤمنين عليه السلام: 79، 80 (عنه صلى اللّه عليه و آله)، 94 (و فيه عن النبي صلى اللّه عليه و آله)، 95، 100، 101، 140 (عنه صلى اللّه عليه و آله) 149 (عنه صلى اللّه عليه و آله)، 150، 152، 160 (عنه صلى اللّه عليه و آله) 162، 172، 185، 189، 197 (و فيه عن النبي صلى اللّه عليه و آله) 198 (عن النبي صلى اللّه عليه و آله) 202، 227 (عن النبي صلى اللّه عليه و آله)، 254 (عن النبي صلى اللّه عليه و آله) 268 (عنه صلى اللّه عليه و آله) 272 (و فيه عن النبي صلى اللّه عليه و آله)، 295، 311، 312، 313، 314، 317، 318، 330، 337، 3 53 (عن النبي صلى اللّه عليه و آله) 362 (عن النبي صلى اللّه عليه و آله)، 376 (عن النبي صلى اللّه عليه و آله) 382، 411، 413، 414، 415 (عن النبي صلّى اللّه عليه و آله)، 416 (عنه صلى اللّه عليه و آله) 417، 420 (عنه صلى اللّه عليه و آله) 422، 423، 424، 425، 426، 427، 428، 433، 443، 445، 446، 462، 468، 472، 4 73 (عنه صلى اللّه عليه و آله) 475، 477، 478، 479، 482 (عنه صلى اللّه عليه و آله)، 483، 487 (عنه صلى اللّه عليه و آله) 489 (عن النبي صلى اللّه عليه و آله) 493، 509، 510، 519، 568، 572، 573، 587، 589، 593، 609، 623، 636، 637، 662، 698 (عن النبي صلى اللّه عليه و آله)، 748، 751، 779 (عن النبي صلى اللّه عليه و آله)، 781، 900، 902 (عن النبي صلى اللّه عليه و آله)، 908، 909، 914، 918، 924، 926، 928، 930، 931، 932، 937، 938،

ص: 246

942، 947، 951، 953، 954، 955، 968، 975، 1017، 1018، 1020، 1021، 1041، 1050، 1058، 1063، 1083 (عن النبي صلى اللّه عليه و آله)،1107، 1117، 1138، 1139، 1153، 1167، 1187، 1188، 1189، 1193، 1197، 1199، 1231، 1236 (عن النبي صلى اللّه عليه و آله)، 1262، 1269

عن الإمام الحسن عليه السلام: 82، 104، 179 (عن النبي صلى اللّه عليه و آله)، 193، 257 (عن النبي صلى اللّه عليه و آله) 259 (عن النبي صلى اللّه عليه و آله)، 539، 1195 (عن أبيه أمير المؤمنين عليه السلام)

عن الإمام الحسين عليه السلام: 121، 146 (عن النبي صلى اللّه عليه و آله)، 163، 180 (عن النبي صلى اللّه عليه و آله) 220 (عن النبي صلى اللّه عليه و آله) 256 (عن أبيه عن النبي صلى اللّه عليه و آله)، 260 (عن النبي صلى اللّه عليه و آله) و كذا 261 و كذا 262، 273، 517 (عن النبي صلى اللّه عليه و آله)، 536، 541، 588، 607، 647، 911، 979، 1211 (و المحتمل كون الخمسة الأخيرة عن الصادق عليه السلام) عن الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام: 88 (عن النبي صلى اللّه عليه و آله)، 102، 103، 105، 110، 155 (عن آبائه عن النبي صلى اللّه عليه و آله) 181 (عن أبيه عن النبي صلى اللّه عليه و آله)، 191، 221 (عن أبيه عن النبي صلى اللّه عليه و آله) 222 (عن عمته زينب عن فاطمة عليهم السلام عن النبي صلى اللّه عليه و آله)، 223 (عن أبيه عن فاطمة عن النبي صلى اللّه عليهم) 223 (عن أبيه عن النبي صلى اللّه عليه و آله)، 303، 305، 315، 339، 342، 466، 467 (عن أبيه عن فاطمة عن النبي صلى اللّه عليهم اجمعين) 522، 528 (و فيه حديث جابر حكاية عن النبي صلى اللّه عليه و آله)، 590، 580، 600 (عن جدّه امير المؤمنين عليه السلام)، 642، 654، 673، 686، 737، 981، 1144، 1148، 1220، 1256.

عن الإمام الباقر عليه السلام: 78 (عن النبي صلى اللّه عليه و آله)، 89 (عن النبي صلى اللّه عليه و آله)، 90، 91 (عن النبي صلى اللّه عليه و آله)، 106، 107، 108، 117، 120 (عن جابر عن فاطمة سلام اللّه عليها)، 143 (عن أبيه عن الحسن بن علي عليهما السلام) 151، 188 (عن آبائه عن النبي صلى اللّه عليهم)، 192، 230 (عن آبائه عن النبي صلى اللّه عليه و آله) 235، 236، 270 (عن سالم عن عبد اللّه عن النبي صلى اللّه عليه و آله)، 274 (و فيه عن آبائه عن النبي صلى اللّه عليهم)، 275 (و فيه عن النبي صلى اللّه عليه و آله)، 276، 289، 307 (عن النبي صلى اللّه عليه و آله)، 316، 320، 321، 322، 324، 339، 344، 346، 348، 350، 394 (عن آبائه عن النبي صلى اللّه عليهم اجمعين)، 407، 432 (عنه صلى اللّه عليه و آله)، 434، 442، 448، 470 (عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله)، 506 (عن أبيه عن جدّه عن علي عليهم السلام)، 514 (عن علي عليهم السلام) 518، 542 (و فيه حديث عن أبيه عليهما السلام)، 544، 545، 576 (و فيه عن عليعليه السلام) 595 (عن آبائه عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله) 577 (عن علي عليه السلام)، 582، 596، (عن

ص: 247

الحسين عليه السلام)، 601، 603، 614، 427، 645، 651 (عن الإمام امير المؤمنين عليهما السلام)، 655، 658، 659، 669، 673، 676، 678، 683، 687، 690، 691، 693، 696 (عن كتاب على عليه السلام)، 703، 708، 720، 723، 726 (صدره منه عليه السلام و ذيله عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله)، 736، 739، 742، 745، 753، 769، 782، 904، 906، 912، 933، 936، 940، 961، 965، 966، 978، 989، 990، 1002، 1003، 1004، 1005، 1007، 1019، 1031، 1033، 1036، 1043، 1049، 1055، 1056، 1057، 1060، 1061، 1081، 1088، 1095، 1096، 1101، 1114، 1116، 1121، 1126، 1140، 1141، 1144، 1145، 1149، 1156، 1162، 1163، 1173، 1175، 1178، 1179، 1186، 1199، 1212، 1213، 1223، 1234، 1235، 1237، 1249، 1252 (عن النبي صلى اللّه عليه و آله)، 1255، 1258، 1261، 1272

عن الإمام الصادق عليه السلام: 81 (عن آبائه عن النبي صلى اللّه عليه و آله)، 83 (عن آبائه عن النبي صلى اللّه عليه و آله)، 86، 87 (عن آبائه عن النبي صلى اللّه عليه و آله) 97 (عن أبيه عليهما السلام)، 108، 109، 111، 112، 113، 119، 142 (عن آبائه عن النبي صلى اللّه عليهم)، 156 (عن آبائه عن النبي صلى اللّه عليهم) و كذا 157، 165 (عن النبي صلى اللّه عليه و آله)، 195، 196، 217 (عن أبيه عن جابر عن النبي صلى اللّه عليه و آله) 231 (عن آبائه عن النبي صلى اللّه عليه و آله)، 232 (عن سلمان عن النبي صلى اللّه عليه و آله) 234 (عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم السلام) 237، 246 (عن جابر عن النبي صلى اللّه عليه و آله) 253، 255 (عن آبائه عن النبي صلى اللّه عليه و آله)، 277، 278، 279، 285، 286 (عن أبيه عن جابر عن فاطمة عن النبي صلى اللّه عليهم و آلهم)، 290، 293 (عن آبائه عن النبي صلى اللّه عليه و آله)، 298، 299، 300، 301، 302، 304، 309، 310، 319، 327، 328، 329، 331، 338، 339، 343، 347، 351، 372، 412 (عن آبائه عن أمير المؤمنين عليه السلام)، 421 (عن آبائه عن علي عليهم السلام) 449، 457، 463، 464، 469، 471، 498 (عن آبائه عن النبي صلى اللّه عليهم)، 499 (عن آبائه عليهم السلام عن النبي صلى اللّه عليه و آله)، 537 (عن علي عليه السلام)، 540 (عن آبائه عن الحسين عليه السلام)، 546، 578 (عن آبائه عن النبي صلى اللّه عليه و آله)، 579، 594، 598 (عن امير المؤمنين عليه السلام)، 599، 602، 603، 605، 606، 608، 611، 612، 613، 615، 616، 617، 618، 619، 625، 626 (عن آبائه عن علي عليهم السلام)، 628، 629، 630، 631، 632، 638 (عنأبيه عن جدّه زين العابدين عليهم السلام)، 639، 640 (عن آبائه عن علي عليهم السلام) 643، 648، 649، 656، 660، 661، 663، 664، 665، 666، 667، 668، 671، 672 (عن أبيه الباقر عليهما السلام)، 674، 675، 679، 684، 685 (عن آبائه عن علي عليهم السلام)، 688، 689، 692، 694، 695، 702، 704 (عن أبيه عليه السلام أن رسول اللّه أمر و ..

ص: 248

. قال)، 705، 706، 710، 711، 712، 713، 715، 716، 717، 718، 722، 724 (عن أبيه، عن آبائه عن امير المؤمنين عليهم السلام) 738، 740 (عن أبيه الباقر عليهما السلام)، 741، 743، 744، 746 (و فيه نقل عن جدّه علي عليهما السلام) 749، 750 (عن امير المؤمنين عليه السلام)، 754، 755، 771 (عن النبي صلى اللّه عليه و آله) 905، 907، 913 (عن أبيه عن النبي صلى اللّه عليه و آله)، 915، 916 (عن النبي صلى اللّه عليه و آله) 919، 935 (عن آبائه عن النبي صلى اللّه عليه و آله)، 959، 960، 962، 963، 964، 967، 972، 976، 977، 980 (عن آبائه عن علي عليهم السلام)، 1004، 1006، 1008، 1009، 1010، 1011، 1012، 1013، 1014، 1015، 1022، 1023، 1040، 1042، 1044، 1045، 1048، 1051، 1052 (عن أبيه عن امير المؤمنين عليهم السلام) 1053، 1054، 1055، 1059، 1062، 1082 (عن النبي صلى اللّه عليه و آله) 1086، 1087، 1089، 1090، 1091، 1092، 1093، 1097، 1098، 1099، 1100، 1102، 1 104 (عن امير المؤمنين عليه السلام) 1105، 1106، 1108، 1115، 1122، 1123، 1137 عن آبائه عن امير المؤمنين عليهم السلام) 1142، 1143، 1146، 1147، 1150، 1151، 1152 (عن علي عليه السلام) 1157، 1159 (عن النبي صلى اللّه عليه و آله) 1160، 1168، 1169، 1174، 1180، 1181، 1182، 1183، 1184، 1185، 1190، 1191، 1194، 1202، 1203، 1206، 1207، 1208، 1209، 1210، 1216، 1217، 1218، 1219 (عن آبائه عن النبي صلى اللّه عليهم أجمعين) 1221، 1222، 1227 (عن آبائه عن امير المؤمنين عليهم السلام)، 1228، 1229، 1230، 1232، 1233، 1238، 1240، 1241، 1253 (عن النبي صلى اللّه عليه و آله)، 1254، 1259، 1260، 1263 (عن النبي صلى اللّه عليه و آله) 1264 (عن النبي صلى اللّه عليه و آله)، 1265، 1266، 1267، 1268، 1271، 1276

عن الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام): 250، 292، 326، 549، 551، 574، 620، 709، 1124، 1145، 1224 (عن آبائه عن النبي صلى اللّه عليه و آله) 1246

عن الإمام الرضا عليه السلام: 161 (عن آبائه عن النبي صلى اللّه عليهم)، 228 (عن آبائه عن النبي صلى اللّه عليه و آله) و كذا 229، 271 (عن آبائه عن النبي صلى اللّه عليهم)، 294، 349،459 (عن آبائه عن النبي صلى اللّه عليه و آله)، 465 (عنه صلى اللّه عليه و آله)، 474 (عن أبيه عليهما السلام) 538 (عن آبائه عن علي عليهم السلام)، 554، 555، 556، 565، 621، 622، 624 (عن علي عن النبي صلى اللّه عليهما و آلهما) 634، 646، 657، 680، 714، 752، 770 (عن النبي صلى اللّه عليه و آله)، 969، 973، 974، 1024، 1205، 1225، 1226، 1239، 1270

ص: 249

عن الإمام الجواد عليه السلام: 76 (عن امير المؤمنين عليه السلام)، 283 (عن آبائه عن النبي صلى اللّه عليه و آله)، 291 (و فيه شهادة خضر بالائمة الاثنى عشر عنه امير المؤمنين و الحسين عليهما السلام) 557، 559، 610 (عن آبائه عن امير المؤمنين عليه السلام)، 653، 1247

عن الإمام الهادي عليه السلام: 269 (عن آبائه عن النبي صلى اللّه عليه و آله)، 280، 558، 560، 807، 863

عن الإمام العسكري عليه السلام: 122، 226 (عن آبائه عن النبي صلى اللّه عليه و آله)، 281، 288 (عن آبائه عن النبي صلى اللّه عليه و آله) 561، 562، 564، 566، 567، 570، 571، 641، 644، 707، 786، 787، 789، 791، 792، 794، 795، 796، 799، 801، 804، 805، 806، 808، 809، 810، 811، 812، 814، 815، 816، 830، 863، 865، 1274

عن الإمام حجّة ابن الحسن صلوات اللّه عليه: 633، 802، 808، 809، 810، 821، 822، 823، 824، 826، 827، 828، 829 (نقل فيه عن امير المؤمنين و الإمام زين العابدين و الإمام الصادق عليهم السلام) 830، 832، 833، 835، 836، 837، 838، 839، 840، 842، 847، 848، 849، 850، 851، 852، 853، 854، 855، 856 إلى 862، 868، 870، 872، 873، 875، 876، 878، 879، 1275، 1277، 1278، 1279، 1280، 1281، 1282، 1283، 1284، 1285، 1286، 1287

باب بعض القابه عليه السلام الشريفة

المهدى في 273 حديثا ب 1 ح 69 (و فيه: منا مهدى هذه الامة له غيبة (هيبة) موسى و بهاء عيسى و حلم (حكم) داود و صبر ايوب)، 72، 80، 81، 95، 125، 127، 129، 132، 134، 136، 143، و ب 2 ح 149، 153، 158، 159، 161، 162، 164، 167، 168، 169، 170، 175، 176، 177، 178، 183، 191، 206، 212، 216، 219، 221، 223، 227، 229، 233، 234، 253، 254، 258، 259، 264، 265، 266، 268، 269، 271، 273، 282، 283، 285، 287، 288، 289، 296، 299 (و فيه: خلف الائمة الماضين و الامام الزكي الهادي المهدي)، و ب3 ف 1 ح 318، 320، 323، 324، 325، 329، 332، 339، 346، 349، و ف 2 ح 358، 359، 360، 362، 363، 364، 368، 369، 372، 378، 380، 381، 392، 393، 394، 395، 399، 403، 404، 405، 414، 417، 418، 419، 420، 421 (و الحديث الشريف مشتمل على المطالب العالية الغالية و فيه: فنحن انوار السماء و انوار الارض فبنا النجاة، و منا مكنون العلم، و إلينا مصير الامور، و بمهديّنا تنقطع الحجج، خاتمة الائمة و منقذ الامة و غاية النور، و مصدر الامور، فنحن افضل المخلوقين و اشرف الموحدين و حجج رب العالمين فليهنأ بالنعمة من تم

ص: 250

قبض على عروتنا)، 424، 425، 426، 427، 429، 430، 432 (و فيه عدة من القابه و اوصافه الشريفة)، 433، 434، 439، 440، 442، 443، 444، 446، 447، 449، 450، 452، 453، 454، 455، 456، 459، 460، 462، 466، 467، 469، 470، 472، 480، و ف 3 ح 483، 487، 488، 489، 490، و ف 4 ح 491، 493، 495، 497، 498، و ف 5 ح 500، 501، 502، 504، 507، و ف 6 ح 510، 512، 513، 514، 515، و ف 7 ح 516، 517، 518، 519، 520، 521، 522، 523، 524، و ف 8 ح 526، 527، و ف 9 ح 530، و ف 10 ح 532، و ف 13 ح 543، و ف 17 ح 550، و ف 19 ح 557، و ف 21 ح 563، 565 (و فيه: الخلف الصالح ... و هو صاحب الزمان و هو المهدي)، و ف 22 ح 577، و ف 26 ح 589، 590، و ف 32 ح 647، 651، و ف 40 ح 695، و ف 41 ح 697، و ف 42 ح 702، 712، و ف 45 ح 722، 723، 724، 725، و ف 46 ح 726، 731، 732، 733، 734، 735، و ف 47 ح 747، و ف 49 ح 757، 758، 759، 760، 764، 765، 766، 767، 768، 769، 770، 771، و ف 50 ح 772، 773، 774، 775، 776، 777، 778، 780، و ف 51 ح 781، 782، 783، 785، و ب 7 ف 1 ح 901، و ف 2 ح 908، 909، 911، 912، 933، 939، 941، و ف 3 ح 957، 958، 975، 978، و ف 4 ح 983، 985، 987، 998، 999، 1000، 1001، 1005، 1006، و ف 5 ح 1017، 1018، 1019، 1020، و ف 6 ح 1027، 1028، 1029، 1041، 1043، و ف 8 ح 1093، و ف 10 ح 1107، 1109، و ف 11 ح 1116، 1117، 1118، و ب 8 ف 1 ح 1119، 1120، 1121، و ف 3 ح 1128، و ف 4 ح 1131، 1132، 1136، 1138، و ف 5 ح 1139، 1140، و ف 10 ح 1176، و ف 11 ح 1178، و ب 9 ف 1 ح 1188، 1189، 1192، و ف 2 ح 1193، و ب 10 ف 1 ح 1196، 1197، 1198، 1199، 1200، 1201، و ف 2 ح 1211، و ف 3 ح 1213، 1214، و ب 11 ف 1 ح 1215، 1216، و ب 12 ح 1234، و ف 3 ح 1246، القائم في 361 حديثا ب 1 ح 70، 91، 109، و ب 2 ح 154، 155، 156، 157، 158،162، 163، 165، 173، 181، 205، 207، 208، 209، 210، 211، 212، 213، 214، 215، 217، 218، 220، 222، 224، 225، 226، 228، 229، 230، 231، 232، 235، 236، 237، 238 (و فيه: قائمهم امامهم اعلمهم احكمهم افضلهم)، 239، 240، 241، 244، 249، 254، 255، 257، 264، 265، 267 (و فيه: القائم الخلف)، 268، 270، 272، 275، 276، 284، 285، 287، 290، 291، 293، 294، 295، 296، 302، 303 (و فيه: القائم السابق منهم بالخيرات مفترض الطاعة صاحب الزمان)، 305 (و فيه: حجة اللّه القائم بامر اللّه المنتقم من اعداء اللّه)، و فى ب 3 ف 1 ح 310، 322، 324، 326، 327، 328، 331، 336، 342، 343، 345، 347، 348، 350، 351، 352، 411، 424، 425، 432، 434، 446، 450، 459، 470، 471، 474، 475، 476، و ف 4 حديث 499، و ف 5 ح 506، و ف 6

ص: 251

ح 511، و ف 7 ح 525، و ف 11 ح 534، 536، 538، 539، 540، 541، و ف 13 ح 544، 545، و ف 15 ح 547، و ف 17 ح 551، 553، 554، 556، و ف 19 ح 557، و ف 20 ح 558، 559، و ف 21 ح 563، و ف 23 ح 575، و ف 24 ح 578، 579، و ف 25 ح 581، و ف 26 ح 590، 592، 593، 596، 598، و ف 27 ح 599، 600، 601، 603، 604، 606، و ف 28 ح 608، 609، 610، 612، 619، 621، 622، 624، 625، 627، 628، و ف 29 ح 635، و ف 30 ح 640، و ف 31 ح 641، 642، 643، 644، و ف 32 ح 645، 646، 649، 650، و ف 33 ح 653، 654، 658، و ف 34 ح 660، 661، 664، 665، و ف 35 ح 666، 667، و ف 36 ح 669، 670، 671، 672، 673، 674، 675، 676، 677، 678، 679، 680، 681، و ف 39 ح 686، 688، و ف 40 ح 692، 693، 694، 696، و ف 42 ح 703، 704، 705، 707، 708، 709، 710، 711، و ف 46 ح 726، و ف 47 ح 736، 738، 739، 740، 741، 742، 743، 744، 745، 746، و ب 7 ف 1 ح 900، 903، 904، 905، 906، 907، و ف 2 ح 932، 933، 936، 939، 941، و ف 3 ح 957، 958، 959، 960، 962، 963، 964، 966، 967، 968، 972، 976، 977، 978، 979، 980، 981، و ف 4 ح 991، 992، 993، 994، 995، 996، 1002، 1003، 1012، 1013، 1014، و ف 5 ح 1022، 1023، و ف 6 ح 1040، 1043، 1044، 1045، 1055، 1059، 1060، 1061، 1062، و ف 7 ح 1083، و ف 8 ح 1087، 1093، و ف 9 ح 1094، 1095، 1096، 1097، 1098، 1099، 1100، 1101، 1102، و ف 10 ح 1104 (و فيه:

امير الامرة و قاتل الكفرة السلطان المأمول)، 1105، 1106، 1108، 1110، و ف 11 ح 1113، 1114، 1115، 1117، و ب 8 ف 1 ح 1122، و ف 2 ح 1123، 1124، 1125، 1126، و ف3 ح 1129، و ف 4 ح 1133، 1134، 1137، 1138، و ف 5 ح 1141، 1142، 1143، 1144، 1145، 1146، 1147، 1148، 1149، 1150، 1151، و ف 6 ح 1153، 1154، و ف 7 ح 1156، 1157، 1158، 1160، و ف 8 ح 1166، و ف 9 ح 1168، 1169، و ف 10 ح 1173، 1175، 1176، و ف 12 ح 1179، 1180، 1182، 1183، و ف 13 ح 1184، 1185، 1186، و ب 9 ف 1 ح 1190، 1191، و ف 2 ح 1194، و ب 10 ف 1 ح 1202، 1203، 1204، و ف 2 ح 1205، 1209، و ب 11 ف 1 ح 1217، 1218، 1219، و ف 2 ح 1221، 1222، 1223، 1228، 1229، 1232، 1233، 1235، 1237، 1238، 1240، و ف 3 ح 1241، 1242، 1243، 1244، 1247، و ف 4 ح 1252، 1253، 1254، 1255، 1256، 1260، 1264، 1266، 1267، 1271، و ف 5 ح 1272، 1273، 1274، 1276، و ف 6 ح 1277.

ص: 252

الحجة، حجة اللّه و فيه 36 حديثا ج 1: ح 242، 243، 244، 245، 246، 247، 248، 249 (و فيه: له هيبة موسى و حكم داود و بهاء عيسى)، 250، 251، 252، 256، 257، 260، 262، 263، 270، 274، 276، 277، 278، 287، 290، 292، 293، 294، 295، 296، 300، 301، 304، 305، 307، 309

ج 2: ح 556، 563.

صاحب الأمر، صاحب الزمان و فيه 24 حديثا ج 1: ح 271، 303 ج 2: ح 601، 602، 605، 607، 612، 615، 617، 620، 623، 629، 630، 632، 650، 656، 657، 662، 663، 681، 687، 689، 690، 1146 المنتظر و فيه 8 أحاديث ج 1: ح 306 ج 2: ح 556، 569، 578، 598، 1093، 1241، 1274 بقية اللّه و فيه 8 أحاديث ج 1: ح 245 ج 2: ح 327، 547، 564، 936، 1105 (و لكن المحتمل جدا كونه و ما قبله أى ح 936 واحدا، و ان كان الاول مرويّا عن ابى جعفر و الثاني عن ابي عبد اللّه عليهما السلام، و اللّه سبحانه هو العالم)، 1273، 1276 هذا و ليعلم ان ألقابه على ما يستفاد من الاحاديث بل و الآيات الكريمة كثيرة جدا لسنا بصدد استقصائها، منها خليفة اللّه، و يعسوب الدين، و الخلف الصالح، و صاحب الغيبة، و المنتقم و غيرها، و كل إلى ذاك الجمال يشير، لا جمال فوق جماله الا جمال اللّه تعالى ربّ العالمين. كحّل اللّه ابصارنا بتراب مقدم خواصّه و اصحابه- بابى هم و امّى- و الحمد للّه رب العالمين و صلى اللّه على الأنبياء و المبشرين به، سيّما سيدهم و خاتمهم ابى القاسم محمد و آله الطاهرين.

استدراك

قد سقط من الفصل التاسع من الباب الثالث الحديث الرابع الى العاشر على ما يأتى 4- غيبة الشيخ: جماعة، عن التلّعكبريّ، عن أحمد بن عليّ الرازي، عن محمّد بن إسحاق المقري، عن عليّ بن العبّاس المقانعي، عن بكّار بن أحمد، عن الحسن بن الحسين، عن سفيان الجريري، عن الفضيل بن الزبير قال: سمعت زيد بن عليّ يقول:

هذا المنتظر من ولد الحسين بن عليّ في ذريّة الحسين، و في عقب الحسين عليه السلام، و هو المظلوم الّذي قال اللّه: «و من قتل مظلوما فقد جعلنا لوليّه» قال: وليّه رجل من ذرّيته من عقبه. ثمّ قرأ: «و جعلها كلمة باقية في عقبه» «سلطانا فلا يسرف في القتل» قال: سلطانه حجّته على جميع من خلق اللّه تعالى حتّى يكون له الحجّة على الناس، و لا يكون لأحد عليه حجّة.(1)

5- غيبة النعماني: أحمد بن هوذة، عن النّهاوندي، عن عبد اللّه بن حمّاد، عن أبان بن عثمان، عن أبي عبد اللّه عليه السلام في حديث أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم التفت إلى على عليه السلام فقال: أ لا أبشّرك؟

ص: 269


1- ( 1) غيبة الشيخ: ص 115، البحار: ج 51 ب 4 ح 3 ص 35.

أ لا اخبرك؟ قال: بلى يا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فقال: كان جبرئيل عندي آنفا، و خبّرني أنّ القائم الّذي يخرج في آخر الزّمان، يملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما و جورا، من ذرّيتك من ولد الحسين عليه السلام (1).

6- الروضة: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن سليمان، عن عيثم بن أشيم، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: خرج النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ذات يوم و هو مستبشر يضحك مسرورا، فقال له الناس: أضحك اللّه سنّك يا رسول اللّه، و زادك سرورا، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إنّه ليس من يوم و لا ليلة إلّا و لي فيها تحفة من اللّه، ألا و إنّ ربّي أتحفني في يومي هذا بتحفة لم يتحفني بمثلها فيما مضى. إنّ جبرئيل أتاني فأقراني من ربى السلام و قال: يا محمّد! إنّ اللّه عزّ و جلّ اختار من بنى هاشم سبعة لم يخلق مثلهم فيمن مضى، و لا يخلق مثلهم فيمن بقي، أنت يا رسول اللّه سيّد النّبيين، و علىّ بن أبى طالب وصيك سيد الوصيّين، و الحسن و الحسين سبطاك سيّد الأسباط، و حمزة عمّك سيّد الشهداء، و جعفر ابن عمّك الطيار في الجنة يطيرمع الملائكة حيث يشاء، و منكم القائم يصلّي عيسى بن مريم خلفه إذا أهبطه اللّه إلى الأرض، من ذريّة على و فاطمة من ولد الحسين عليهم السّلام.(2)

7- ينابيع المودّة: عن صاحب مشكاة المصابيح، عن أبى إسحاق قال: قال علىّ و نظر إلى ابنه الحسين عليهما السّلام: إنّ ابني هذا سيّد كما سمّاه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و سيخرج من صلبه رجل يسمّى باسم نبيّكم يشبهه في الخلق، و لا يشبهه في الخلق. ثمّ ذكر قصّة يملأ الأرض عدلا.

قال: رواه أبو داود و لم يذكر القصّة.(3)

8- غيبة الشيخ: جماعة عن التلعكبري، عن أحمد بن علىّ الرازي، عن محمّد بن إسحاق المقرى، عن علىّ بن العباس، عن بكّار بن أحمد، عن الحسن بن الحسين، عن سفيان الجريري قال: سمعت محمّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى يقول: و اللّه لا يكون المهدي أبدا إلّا من ولد الحسين عليه السلام.(4)

9- الأمالى للصدوق: أبي، عن حبيب بن الحسين التغلبي، عن عبّاد بن يعقوب، عن عمرو بن ثابت، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في بيت أمّ سلمة، فقال لها: لا يدخل علىّ أحد، فجاء الحسين عليه السلام و هو طفل، فما ملكت معه شيئا حتّى دخل على النبيّ صلّى اللّه عليه

ص: 270


1- ( 1) غيبة النعماني: ب 14 ح 1 ص 247، البحار: ج 51 ابواب النصوص ب 1 ح 34 ص 77.
2- ( 2) الكافى: ج 8 ح 10 ص 49، البحار: ج 51 ابواب النصوص، ب 1 ح 36 ص 78.
3- ( 1) ينابيع المودة: ص 432 الباب 72( و فيه الحسن)، بحار الانوار: ج 51 ص 116 باب ما ورد عن امير المؤمنين عليه السلام، ح 15، الطرائف: ص 177، الملاحم و الفتن: الباب السادس و السبعين.
4- ( 2) غيبة الشيخ: ص 115.

و آله و سلّم فدخلت أمّ سلمة على أثره، فاذا الحسين على صدره، و إذا النبي يبكي و إذا في يده شي ء يقبّله، فقال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:

يا أمّ سلمة! إنّ هذا جبرئيل، يخبرني أنّ هذا مقتول، و أنّ هذه التربة الّتي يقتل عليها، فضعيه (فضعيها ظ) عندك، فإذا صارت دما فقد قتل حبيبي، فقالت أمّ سلمة:

يا رسول اللّه! سل اللّه أن يدفع ذلك عنه، قال: قد فعلت فأوحى اللّه عزّ و جلّ إليّ أنّ له درجة لا ينالها أحد من المخلوقين و أنّ له شيعة يشفعون فيشفّعون، و أنّ المهدي من ولده، فطوبى لمن كان من أولياء الحسين و شيعته، هم و اللّه الفائزون يوم القيامة.(1)10- كشف اليقين: الخوارزمى فى مناقبه عن ابن عباس، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم للحسين: المهديّ من ولدك.(2)

______________________________

(1) الأمالى: المجلس التاسع و العشرون ح 3؛ البحار: ج 44 ب 30 (اخبار اللّه بشهادة الحسين عليه السلام) ح 5 ص 225، و فيه: «شي ء يقلّبه».

(2) كشف اليقين: ص 344، ح 399.

و على هذا يزاد على ارقام الاحاديث من حديث 532 الى آخر الكتاب 7 رقم كما انه يزاد على عدد احاديث هذا الفصل سبعة يكون مجموعها 215 و مثله الفصل السابع و قس على ذلك ما يناسبه من الفصول و يكون مجموع ما فى الكتاب من الاحاديث 1294 حديثا، و على كل فالامر سهل واضح سواء ادرجنا هذه الاحاديث فى الارقام أم لا و الحمد للّه رب العالمين.

ص: 271


1- ( 1) الأمالى: المجلس التاسع و العشرون ح 3؛ البحار: ج 44 ب 30( اخبار اللّه بشهادة الحسين عليه السلام) ح 5 ص 225، و فيه:« شي ء يقلّبه».
2- ( 2) كشف اليقين: ص 344، ح 399. و على هذا يزاد على ارقام الاحاديث من حديث 532 الى آخر الكتاب 7 رقم كما انه يزاد على عدد احاديث هذا الفصل سبعة يكون مجموعها 215 و مثله الفصل السابع و قس على ذلك ما يناسبه من الفصول و يكون مجموع ما فى الكتاب من الاحاديث 1294 حديثا، و على كل فالامر سهل واضح سواء ادرجنا هذه الاحاديث فى الارقام أم لا و الحمد للّه رب العالمين.

فهرست مصادر الكتاب/ ج 3

1 الإبانة لابن بطّة العكبري الحنبلي، المتوفى 387 (نقلنا عنه بواسطة كشف الأستار).

2 إبراز الوهم المكنون لأحمد بن محمّد بن الصدّيق الحضرمي، المتوفى 1380.

3 إبطال كتاب نهج الباطل للقاضى روزبهان.

4 الإتحاف بحبّ الأشراف لعبد اللّه بن محمّد بن عامر الشبراوي الشافعي، فرغ من تأليفه سنة 1154.

5 إتحاف الخاصّة بصحيح المطبوع فى هامش الخلاصة.

الخلاصة 6 إثبات الرجعة- للفضل بن النيسابوريّ المتوفى 260 (نقلنا عنه غيبة الفضل بن شاذان بواسطة كفاية المهتدى و غيره).

7 إثبات الهداة للشيخ الحرّ العاملي، المتوفى 1104.

8 إثبات الوصيّة لأبي الحسن على بن الحسين المسعودي، المتوفى 333.

9 الاحتجاج لأبي منصور أحمد بن عليّ بن أبي طالب الطبرسى، المتوفى 588.

10 إحقاق الحق للقاضى نور اللّه التستري الشهيد سنة 1019.

ص: 253

11 أخبار اصفهان لأبى نعيم الاصبهاني، المتوفى 430.

12 أخبار الدول لأبي العباس أحمد بن يوسف بن أحمد الدمشقي الشهير بالقرماني.

13 الأخبار الدخيلة للشيخ محمّد تقى التستري.

14 الاختصاص المنسوب إلى شيخنا المفيد، المتوفى 413.

15 الإذاعة للسيّد محمّد صديق بن حسن، المتوفى 1307.

16 الأربعين للحافظ أبى الفتح محمّد بن أبى الفوارس (مخطوط).

17 الأربعين للعلّامة المجلسي، المتوفى 1110.

18 الأربعين للمولى محمد طاهر القمى.

19 الأربعين- كفاية المهتدى للمير محمّد بن محمّد المير لوحي الحسيني الاصفهاني المعاصر للعلامة المجلسى قدّس سرّه (مخطوط).

20 الإرشاد للشيخ المفيد المتوفى 413.

21 إرشاد القلوب لأبي محمّد الحسن بن أبي الحسن محمّد الديلمي.

22 استقصاء النظر لكمال الدين ميثم بن عليّ بن ميثم البحراني المتوفى 679.23 الاستنصار للكراجكي، المتوفى 449.

24 الاستيعاب لأبي عمر يوسف بن عبد اللّه بن محمّد بن عبد البرّ التمري القرطبي المالكي، المتوفى 463.

25 اسد الغابة لعزّ الدين أبى الحسن علىّ بن محمّد بن عبد الكريم المعروف بابن الأثير الجزري، المتوفى 630.

26 إسعاف الراغبين للشيخ محمّد بن عليّ الصبّان، المتوفى 1206.

27 الإشاعة لأشراط الساعة للشريف محمّد بن رسول الحسيني البرزنجي، المتوفى 1103 بالمدينة.

28 الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر العسقلاني الشافعي، المتوفى 853.

29 اصالت مهدويت للمؤلف.

30 اعتقادات الصدوق للشيخ الصدوق المتوفى 381.

31 الاعتماد فى شرح رسالة للفاضل المقداد، المتوفى 826، و الرسالة للعلامة واجب الاعتقاد الحلّي (قدّس سرّه).

32 الإعلام بحكم عيسى عليه السلام لجلال الدين السيوطى المتوفى 911، المطبوع ضمن الحاوي للفتاوى.

33 إعلام الورى لأمين الإسلام أبي عليّ الطبرسي، المتوفّى 548.

بأعلام الهدى 34 أعيان الشيعة للسيد الأمين العاملي.

35 الإقبال للسيد رضي الدين ابن طاوس، المتوفى 664.

ص: 254

36 إلزام الناصب للشيخ علي اليزدي الحائري، المتوفى 1333.

37 الأمالى للشيخ الصدوق، المتوفى 381.

38 الأمالى للشيخ المفيد، المتوفى 413.

39 الأمالى للشيخ الطوسى، المتوفى 460.

40 الأمالى الخميسية لأحد من علماء الزيديّة.

41 الامامة و التبصرة لعليّ بن الحسين بن بابويه القمى والد الشيخ الصدوق، المتوفى 329.

42 امامت و مهدويت للمؤلف.

43 الانسان الكامل للنّسفي.

44 الإنصاف للسيد هاشم البحراني، المتوفى 1107 أو 1109.

45 أنوار التنزيل- تفسير البيضاوي.46 الأنوار النعمانية للسيد نعمة اللّه الجزائري، المتوفى 1112.

47 أنيس الأعلام لمحمّد صادق فخر الإسلام، المتوفى قبل سنة 1330.

48 إيضاح الإشكال للحافظ عبد الغني بن سعيد (نقلنا عنه بواسطة العبقات).

49 إيقاظ الهجعة للسيد هاشم البحراني، المتوفى 1107 أو 1109.

ب 50 بحار الأنوار للمولى محمد باقر العلّامة المجلسي، المتوفى 1110.

51 البرهان على صحّة طول للكراجكي، المتوفى 449.

عمر الامام صاحب الزمان عليه السلام 52 البرهان في علامات لعلاء الدين عليّ بن حسام الدّين، الشهير بالمتّقي الهندي، مهديّ آخر الزّمان نزيل مكّة المشرّفة، المتوفى 975.

53 بشارة الإسلام للسيد مصطفى الكاظمي، آل السيد حيدر، المتوفى حدود 1336.

54 بشارة المصطفى لشيعة المرتضى لعماد الدين الطبري من أعلام القرن السادس.

55 بصائر الدرجات لأبى جعفر محمّد بن الحسن بن فرّوخ الصفّار المتوفى 290.

56 البلد الأمين للشيخ تقي الدين إبراهيم الكفعمي، المتوفّى 905.

57 بهجة الأبرار فى أحوال للشيخ محمد على الزاهد المعروف بالشيخ على الحزين، المعصومين الاطهار المتوفى 1181.

58 بهجة النّظر للسيد هاشم البحراني المتوفى 1107 أو 1109.

59 البيان في أخبار لأبى عبد اللّه محمّد بن يوسف بن محمّد الكنجيّ الشافعي، صاحب الزّمان عليه السلام المتوفى 658.

ص: 255

60 البيان و التبيين للجاحظ، المتوفى 255.

61 بين يدي الساعة للدكتور عبد الباقى أحمد محمّد سلامة.

ت 62 تأويل الآيات الباهرة للسيد شرف الدين على الحسينى الأسترآبادي من أعلام القرن العاشر.

63 تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة الدينوري، المتوفى 276.

64 تاج العروس

65 التاج الجامع للاصول للشيخ منصور على ناصف من علماء الازهر و مدرّس الجامع الزينبي.

66 تاريخ ابن عساكر لأبي القاسم عليّ بن الحسن بن هبة اللّه الشافعي، المتوفى 527.

67 تاريخ بغداد لأبى بكر أحمد بن عليّ الخطيب البغدادي، المتوفى 463.

68 تاريخ الخلفاء لجلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي، المتوفى 911.

69 تاريخ الطبري لأبى جعفر محمد بن جرير الطبري، المتوفى 310.70 تاريخ قم للحسن بن محمد بن الحسن القمي من علماء القرن الرابع.

71 تاريخ المدينة المنوّرة لابي زيد عمر بن شبّة البصري، المتوفى 262.

72 تاريخ مواليد الائمّة لابن الخشّاب.

73 تبصرة الوليّ فيمن رأى للسيد هاشم البحراني المتوفى 1107 أو 1109.

القائم المهدي عليه السلام

74 التبيان في تفسير القرآن للشيخ أبي جعفر الطوسي، المتوفى 460.

75 تبيين المحجّة إلى تعيين للحاج ميرزا محسن آقا التبريزي، المتوفى 1352.

الحجّة

76 التجريد للمحقق الطوسي، المتوفّى 672.

77 التحصين في صفات لجمال الدين ابن فهد الحلي، المتوفى 850.

العارفين 78 تحفة الأحوذي بشرح للحافظ أبي العلى محمّد بن عبد الرحمن المباركفوري، جامع الترمذي المتوفى 1353.

79 تحقيق الفرقة الناجية

80 التذكرة بأحوال الموتى مختصر تذكرة القرطبي.

و أمور الآخرة 81 تذكرة الحفّاظ لأبي عبد اللّه شمس الدين الذهبي، المتوفى 748.

82 تذكرة الخواصّ لأبي المظفّر يوسف شمس الدين الملقّب بسبط ابن الجوزي المتوفّى 654.

83 تذكرة الطّالب فيمن رأى الإمام الغائب عليه السلام.

ص: 256

84 التصريح بما تواتر في للمحدّث الكبير محمّد أنور شاه الكشميري، المتوفى نزول المسيح عليه السلام 1352.

85 تفسير آلاء الرحمن للعلامة الشيخ محمد جواد البلاغى، المتوفّى 1352.

86 تفسير الآلوسى- روح المعاني.

87 تفسير ابن كثير للحافظ أبي الفداء إسماعيل بن عمر الدمشقي، المتوفى 774.

88 تفسير أبي الفتوح- روض الجنان و روح الجنان.

89 تفسير البحر المحيط.

90 تفسير البرهان للسيد هاشم البحراني.

91 تفسير الجواهر للشيخ الطنطاوي الجوهري.

92 تفسير روح البيان- روح البيان.93 تفسير السدّي (نقلنا عنه بواسطة الطرائف).

94 تفسير الصافى للمولى محسن الفيض الكاشانى، المتوفى 1091.

95 تفسير الطبري لأبي جعفر محمّد بن جرير الطبري، المتوفى 310.

96 تفسير العياشى لمحمّد بن مسعود العيّاشي من أعلام القرن الثالث.

97 تفسير الفرات لفرات بن إبراهيم الكوفى من أعلام القرن الثالث.

98 تفسير القرطبى- جامع لمحمد بن أحمد بن أبى بكر الأنصاري أحكام القرآن القرطبى، المتوفى 668 أو 671.

99 تفسير القمى لعلى بن إبراهيم بن هاشم، من أعلام القرن الثالث.

100 التفسير الكبير للفخر الرازى.

101 تفسير الكشاف لأبى القاسم جار اللّه محمود الزمخشري الخوارزمي، المتوفى 528.

102 تفسير كنز الدقائق للشيخ محمّد بن محمّد رضا القمى المشهدي من أعلام القرن الثاني عشر.

103 تفسير مجمع البيان لأمين الإسلام أبي علي الطبرسي، المتوفى 548.

104 تفسير محمّد بن العباس (نقلنا عنه بواسطة تأويل الآيات).

105 تفسير نور الثقلين للمحدث عبد على بن جمعة العروسي الحويزي، المتوفّى 1112.

106 تفسير النيشابوريّ- غرائب القرآن.

107 التفضيل لأبي الفتح محمّد بن عثمان الكراجكي، المتوفّى 449.

108 تقريب المعارف لأبي الصلاح الحلبي، المتوفى 447.

ص: 257

109 تكاليف الانام

110 تلخيص المتشابه للخطيب البغدادي.

111 تلخيص المستدرك لأبي عبد اللّه محمّد بن أحمد الذهبى، المتوفى 848.

112 تنبيه الخواطر- مجموعة ورّام.

113 تنزيه الشريعة (نقلنا عنه بواسطة فردوس الأخبار).

114 تهذيب التهذيب لشهاب الدين أبي الفضل أحمد بن على بن حجر العسقلاني المتوفى 852.

115 التهذيب للشيخ الطوسى، المتوفى 460.

116 تهذيب ابن قيّم الجوزيّة المتوفّى 751، و هو تهذيب سنن أبي داود.

117 التوحيد للشيخ الصدوق، المتوفى 381.

118 التوراة119 التيسير بشرح الجامع لعبد الرءوف المناوي الشافعي، المتوفى 1031.

الصغير 120 تيسير الوصول إلى جامع لعبد الرّحمن بن علي المعروف بابن الديبع الشيباني الاصول الزبيدي الشافعي، المتوفّى 944، اختصر به جامع الاصول لابن الأثير الجزري.

ث 121 الثاقب فى المناقب- للشيخ عماد الدين أبى جعفر محمّد بن عليّ ثاقب المناقب بن حمزة المشهدي المعروف بابن حمزة، المتوفّى بعد 585.

ج 122 الجامع لأحكام القرآن لأبى عبد اللّه محمّد بن أحمد الأنصاري القرطبي، المتوفّى 671 أو 668.

123 جامع الأصول لابن الأثير الجزري الشافعي، المتوفّى 606.

124 الجامع الصغير لجلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطى، المتوفى 911.

125 الجرح و التّعديل لأبي محمّد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي، المتوفّى 327.

126 الجعفريات أو الأشعثيات لمحمّد بن محمّد بن الأشعث أبي عليّ الكوفى، من أعلام القرن الرابع.

127 جمال الاسبوع للسيد ابن طاوس، المتوفّى 664.

128 جمع الجوامع- الجامع لجلال الدين السيوطى، المتوفى 911 و هو الاصل لكتاب الكبير كنز العمّال.

129 جمع الفوائد في الجمع بين لمحمّد بن محمّد بن سليمان السوسي المغربي، نزيل الكتب الخمسة و الموطّأ الحرمين، المتوفّى 1094.

130 الجمع بين الصّحيحين للحميدى، المتوفّى 488.

131 الجنّة الواقية للشيخ ابراهيم الكفعمى، فرغ منه سنة 895.

132 جنّة المأوى للمحدث النوري، المتوفّى 1320.

ص: 258

133 جوامع الجامع لأمين الإسلام الطبرسي، المتوفّى 548.

134 الجواهر المضيئة

135 جواهر الأولياء للسيّد باقر بن سيد عثمان بخاري، المطبوع سنة 1396.

136 جواهر العقدين للسيّد نور الدين أبي الحسن المدني الشافعي، المتوفى 911 (مخطوط).

137 جواهر الكلام

ح 138 حاشية السندي على ابن ماجة

139 حاشية الفتح المبين للشيخ حسن بن على المدابغي الشافعي، المتوفّى 1170.و الفتح المبين في شرح الأربعين لرضي الدين ابن حجر المكّي، المتوفى 1041 شرح للأربعين النووية.

140 حق اليقين للسيد الشبّر.

141 حلية الأبرار للسيد هاشم البحراني المتوفّى 1107 أو 1109.

142 حلية الأولياء لأبي نعيم الاصبهاني.

خ 143 الخرائج لقطب الدين أبي الحسين سعيد بن هبة اللّه الراوندي، المتوفى 573.

144 الخصال للشيخ الصدوق، المتوفى 381.

د 145 دار السلام للشيخ محمود العراقي الميثمي من تلامذة الشيخ الأنصاري قدّس سرّه.

146 الدر المنثور للسيوطى، المتوفى 911.

147 الدر النثير لجلال الدين السيوطى.

148 الدرّ المنظّم

149 الدرّة المضيئة (المنظومة).

150 الدروس الشرعية فى للشهيد الأوّل، المستشهد سنة 786.

فقه الإماميّة

151 دستور معالم الحكم للقاضي أبي عبد اللّه محمّد بن سلامة القضاعي الفقيه الشافعى، المتوفى 454.

152 الدعوات للقطب الراوندي.

153 الدّلائل للشيخ أبي العباس الحميري من أعلام القرن الثالث.

154 دلائل الإمامة لأبي جعفر محمّد بن جرير بن رستم الطبري من علماء حدود المائة الرابعة.

155 دليل سامرّا ليونس الشيخ إبراهيم السامرّائي.

156 الديوان المنسوب إلى مولانا أمير المؤمنين عليه السلام.

157 ديوان الشيخ خالد النقشبندي

ص: 259

ذ 158 ذخائر العقبى لمحبّ الدين أبي العباس أحمد بن عبد اللّه بن محمّد الطبري، شيخ الحرم المكّي، المتوفّى 694.

159 الذريعة إلى تصانيف الشيعة للشيخ آقا بزرگ الطهرانى.

160 ذكر أخبار اصبهان لأبي نعيم الاصبهانى، المتوفّى 430.

ر 161 رجال الشيخ للشيخ الطوسي، المتوفى 460.162 رجال الكشى- اختيار للشيخ الطوسى.

معرفة الرجال

163 الردّ على الزيدية لأبى عبد اللّه جعفر بن محمّد بن أحمد الدّوريستي.

164 روح البيان للشيخ إسماعيل حقّي افندى.

165 روح المعانى لمفتي بغداد شهاب الدين الآلوسي، المتوفّى 1270.

166 روض الجنان و روح الجنان للشيخ أبى الفتوح الرازي، من أعلام القرن السادس.

167 الروض الأنف

168 روضة الأحباب للسيد جمال الدين عطاء اللّه بن السيّد غياث الدين فضل اللّه المحدّث، المتوفّى 1000.

169 روضة الصّفا لمير خواند المورّخ محمّد بن خاوندشاه بن محمود، المتوفّى 903.

170 روضة المتّقين للمولى محمد تقي المجلسي.

171 روضة المناظر فى أخبار الأوائل و الأواخر لأبي الوليد محمد بن الشحنة الحنفي.

172 روضة الواعظين للفتّال النيسابوري، الشهيد سنة 508.

173 الرياض الزاهرة فى فضل لعبد اللّه بن محمد المطيري الشافعي (نقلنا عنه بواسطة آل بيت النّبي و عترته كشف الأستار).

الطاهرة

174 رياض السالكين للسيد على خان المدني، المتوفّى 1120.

س 175 سبائك الذهب في معرفة لأبي الفوز محمّد أمين البغدادي الشهير بالسويدي.

قبائل العرب

176 السراج المنير للخطيب الشربيني.

177 السلطان المفرّج عن للسيد بهاء الدين عبد الكريم النيلي النجفي شيخ أبي أهل الإيمان العباس أحمد بن فهد الحلّي.

178 سنن ابن ماجة لأبى عبد اللّه محمّد بن يزيد بن عبد اللّه بن ماجة القزويني المتوفى 273.

ص: 260

179 سنن أبي داود لأبي داود سليمان بن الأشعر السجستاني، المتوفّى 275.

180 سنن الترمذي لأبي عيسى محمّد بن سورة، المتوفّى 279.

181 سنن الدارقطني لأبي الحسن على بن عمر بن أحمد البغدادي، المتوفى 385.

182 سنن الدارمي للحافظ عبد اللّه بن عبد الرحمن الدارمي، المتوفى 255.183 السنن الواردة في الفتن (سنن الدانى) لعمر بن سعيد المقري الدانى.

184 السيرة الحلبيّة لعليّ بن برهان الدين الحلبي الشافعي.

ش 185 شذرات الذهب لأبي الفلاح عبد الحيّ بن عماد الحنبلي، المتوفى 1089.

186 شرح الأخبار للقاضي أبي حنيفة النعمان بن محمّد التميمي المغربي، المتوفى 363.

187 شرح الديوان للحسين بن معين الدين الميبدي، المتوفى 870.

188 شرح سنن الترمذي لابن العربى.

189 شرح السيرة

190 شرح صحيح مسلم لأبي زكريا يحيي بن شرف النووي، المتوفى 676.

191 شرح غاية الأحكام

192 شرح المسند لأحمد شاكر.

193 شرح المقاصد لسعد الدين التفتازاني، المتوفّى 793.

194 شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، المتوفى 655.

195 شرح نهج البلاغة لابن ميثم البحراني، المتوفى 699.

196 شرح نهج البلاغة للشيخ محمّد عبده، مفتي الديار المصرية، المتوفّى 1323.

197 شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي النيسابوري من أعلام القرن الخامس.

198 شمائل الرسول للحافظ أبي الفداء إسماعيل بن كثير الدمشقي، المتوفى 774.

ص 199 صحيح ابن حبّان

200 صحيح ابن خزيمة لمحمّد بن إسحاق النيشابوري، المتوفى 311 (مخطوط).

201 صحيح البخاري لأبي عبد اللّه محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة، المتوفّى 256.

202 صحيح مسلم لأبي الحسين مسلم بن الحجّاج القشيري النيسابوري، المتوفى 261.

203 الصراط المستقيم للشيخ زين الدين علي بن يونس العاملى النباطي البياضى، المتوفى 877.

204 صفات الشيعة للشيخ الصدوق، المتوفى 381.

205 صفة المهدي للحافظ أبي نعيم الاصفهاني، المتوفّى 430.

ص: 261

206 الصواعق المحرقة لشهاب الدّين أحمد بن حجر الهيثمي الشافعي، نزيل مكّة المشرّفة، المتوفّى 974.

ط 207 الطرائف للسيد ابن طاوس، المتوفّى 664.

ع 208 عبقات الأنوار للسيد المير حامد حسين الهندي، المتوفّى 1306.209 العبقريّ الحسان للحاج شيخ على أكبر النهاوندي.

210 العدد القويّة لدفع لعلي بن يوسف بن المطهر الحلّي من أعلام القرن الثامن المخاوف اليومية و هو أخو العلامة الحلّي.

211 العرائس في قصص الأنبياء لأبى إسحاق أحمد بن محمّد بن إبراهيم النيسابوري الثعالبي، المتوفى 427.

212 العرف الوردي لجلال الدين السيوطي، المتوفّى 911.

213 العطر الوردي بشرح للأديب محمّد البلبيسي بن محمّد الشافعي المصري، القطر الشهدي المتوفى بعد 1308.

214 عقد الدرر ليوسف بن يحيى المقدّسي الشافعي من علماء القرن السابع.

215 العقد الفريد لابن عبد ربّه الأندلسي، المتوفّى 328.

216 علامات القيامة الكبرى لعبد اللّه حجّاج من المعاصرين.

217 علل الشرائع للشيخ الصدوق، المتوفّى 381.

218 العمدة لأبي الحسين يحيى بن الحسن بن الحسين بن عليّ بن محمّد البطريق الحلّي، المتوفّى 600.

219 العوالم للمحدّث الشيخ عبد اللّه البحراني الاصفهاني.

220 العوالي للحافظ أبي نعيم الاصفهاني، المتوفّى 430.

221 عون المعبود في شرح سنن لأبى الطيب محمّد شمس الحق العظيم آبادى، المتوفّى أبي داود 1329.

222 عيون أخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق، المتوفّى 381.

223 عيون المعجزات للشيخ حسين بن عبد الوهاب من علماء القرن الخامس.

غ 224 الغارات لإبراهيم بن محمّد الثقفي، المتوفّى 283.

225 غالية المواعظ لخير الدين أبي البركات نعمان بن محمود الآلوسي الحنفي، المتوفّى 1317.

226 غاية الاختصار في البيوتات العلوية المحفوظة من الغبار

227 غاية المأمول شرح التاج للشيخ منصور علي ناصف من علماء الأزهر و مدرس الجامع الزينبي.

228 غاية المرام للسيد هاشم البحراني، المتوفّى 1107 أو 1109.

229 الغدير للعلّامة الأميني، المتوفّى 1390.

230 غرائب القرآن للحسن بن محمد النيسابوريّ الشهير بالنظام، من علماء المائة التاسعة.

ص: 262

231 الغيبة للشيخ الطوسي، المتوفى 460.

232 غيبة الفضل بن شاذان (نقلنا عنه بواسطة كفاية المهتدي).

233 غيبة النعماني لأبي عبد اللّه محمّد بن إبراهيم النعماني المعاصر للكليني.

ف 234 الفتاوى الحديثيّة لشهاب الدّين ابن حجر الهيثمي، المتوفّى 974.

235 فتح الباري في لابن حجر العسقلاني المتوفّى 852.

شرح البخاري

236 الفتح الربّاني

237 الفتن لأبى صالح السليلى الّذي تاريخ كتابته سنة 307 و ينقل عنه السيد ابن طاوس فى الملاحم و الفتن.

238 الفتن لنعيم بن حماد من مشايخ الستّة سوى النسائي و جماعة كثيرة أخرى المتوفى سنة 228 أو 229. (مخطوط)

239 الفتن و الملاحم نهاية البداية و النهاية في الفتن و الملاحم لابن كثير الدمشقي، المتوفّى 774.

240 الفتوحات الإسلاميّة للسيّد أحمد بن السيّد زيني دحلان، المتوفّى 1304.

241 الفتوحات المكيّة لمحمّد بن علي المعروف بمحيى الدين ابن عربى، المتوفى 638.

242 فرائد السمطين لشيخ الإسلام الحموئى الخراساني، المتوفّى 732.

243 فرج المهموم للسيد ابن طاوس.

244 فردوس الأخبار للحافظ شيرويه بن شهردار بن شيرويه الديلمي، المتوفّى 509.

245 الفصول العشرة فى الغيبة للشيخ المفيد، المتوفّى 413.

246 الفصول المهمّة لعليّ بن محمّد بن أحمد المالكي المكيّ الشهير بابن الصبّاغ، المتوفى 855.

247 الفضائل لأبي الفضل شاذان بن جبرئيل القمّي، ألفه سنة 558.

248 فضائل الصحابة للسمعاني.

249 فلاح السائل للسيد ابن طاوس.

250 الفهرست للشيخ الطوسي، المتوفّى 460.

251 الفهرست لابن النديم.

252 فهرس النجاشي لأحمد بن عليّ بن العبّاس النجاشي، المتوفّى 450.

253 فوائد الأخبار

ص: 263

254 الفوز و الأمان في مدح صاحب الزمان عليه السلام قصيدة للشيخ البهائى، المتوفى 1031، مطلعها «سرى البرق من نجد فجدّد تذكاري».

255 فيض القدير في شرح الجامع الصغير لعبد الرءوف المناوي، المتوفى 1301.

ق 256 قرب الإسناد لعبد اللّه بن جعفر الحميري من أعلام القرن الثالث

257 قصص الأنبياء لقطب الدين الراوندي، المتوفّى 573.

258 القطر الشهدي منظومة نظمها شهاب الدين أحمد بن إسماعيل الحلواني الشافعي، المتوفى 1308.

259 القول المختصر

ك 260 الكافي لأبي جعفر محمّد بن يعقوب الكليني، المتوفّى 329.

261 الكافي لأبي الصلاح الحلبي.

262 كامل الزيارات لجعفر بن محمّد بن جعفر بن موسى بن قولويه، المتوفّى 368.

263 الكامل في السقيفة لعماد الدين الطبري من أعلام القرن السابع.

264 الكامل في التاريخ لمعزّ الدين أبي الحسن على بن أبى الكرم الشيباني المعروف بابن الأثير، المتوفى 630.

265 كتاب سليم بن قيس لأبي صادق سليم بن قيس الهلالي العامري الكوفي التابعي، المتوفّى حدود سنة 70 أو 90.

266 كتاب فضل بن شاذان- غيبة فضل بن شاذان.

267 كشف الأستار للمحدّث النوري، المتوفّى 1320.

268 كشف الحق (الأربعين) للأمير محمّد صادق بن السيّد محمّد رضا الخاتون آبادي الاصفهاني، المتوفّى 1272.

269 كشف الظنون لملّا كاتب چلپى.

270 كشف الغمّة لأبي الفتح علي بن عيسى الأربلي، فرغ من تصنيفه سنة 687.

271 كشف المحجّة للسيد ابن طاوس، المتوفّى 664.

272 كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين عليه السلام للعلّامة الحلّي، المتوفّى 726.

273 كفاية الأثر لأبي القاسم عليّ بن محمّد بن عليّ الخزّاز الرازي، و يقال له القمي، من تلامذة الصدوق.274 كفاية الطالب فى مناقب على بن أبى طالب عليه السلام لأبي عبد اللّه محمد بن يوسف بن محمّد الكنجي الشافعي، المتوفى 658.

275 كفاية المهتدي (الأربعين) للمير محمّد بن محمّد المير لوحي الحسيني الاصفهانى المعاصر للعلّامة المجلسي (قدّس سرّه).

ص: 264

276 الكلم الطيّب للسيّد علي خان المدني شارح الصحيفة، المتوفّى 1120.

277 كمال الدين لأبي جعفر الشيخ الصدوق، المتوفى 381.

278 كنز الفوائد للكراجكي، المتوفّى 449.

279 كنز العمّال للمتقي الهندي، المتوفّى 975.

280 كنوز الحقائق في حديث خير الخلائق لعبد الرءوف المناوي، المتوفى 1031.

281 كنوز النّجاح

ل 282 لسان العرب لابن منظور.

283 لسان الميزان لابن حجر العسقلاني، المتوفّى 852.

284 لوائح الأنوار البهية لشمس الدين محمّد السفاريني النابلسي، المتوفى 1188.

285 اللوامع الالهيّة لمقداد بن عبد اللّه السيوري الحلّي، المتوفى 826.

286 لوامع صاحبقرانيه للمولى محمّد تقى المجلسى.

287 لوامع العقول في شرح كلاهما للشيخ ضياء الدين أحمد بن مصطفى راموز الأحاديث الكموشخانه اى، المتوفى 1311.

م 288 مائة منقبة- المناقب المائة لابن شاذان من أعلام القرن الخامس.

289 ما نزل من القرآن في لمحمّد بن العبّاس من أعلام القرن الثالث و الرابع (نقلنا عنه أهل البيت عليهم السلام بواسطة تأويل الآيات).

290 متشابه القرآن و مختلفه لرشيد الدّين محمّد بن علي بن شهرآشوب السروي المازندراني، المتوفّى 583.

291 المجازات النبويّة للشريف الرضي جامع نهج البلاغة، المتوفى 404 أو 406.

292 المجالس السنيّة للسيد الأمين العاملي.

293 مجلّة الهلال الجزء الخامس من السنة الثامنة و الثلاثين، مارس 1930.

294 مجمع البحرين للشيخ فخر الدين الطريحى، المتوفّى 1085.

295 مجمع البيان لأمين الإسلام أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي، المتوفى 548.296 مجمع الزوائد للحافظ نور الدين عليّ بن أبي بكر الهيثمي، المتوفّى 807.

297 محاكمه در تاريخ آل محمّد عليهم السلام للقاضى بهلول بهجت افندى.

298 المحاسن لأبي جعفر أحمد بن محمّد بن خالد البرقي، المتوفى 274 أو 280.

299 المحتضر للحسن بن سليمان الحلّي تلميذ الشهيد الأوّل.

300 المحجّة فيما نزل في القائم الحجة للسيد هاشم البحراني، المتوفى 1107 أو 1109.

ص: 265

301 المحكم و المتشابه للسيد الشريف المرتضى، المتوفّى 436.

302 المحلّى لابن حزم

303 مختصر بصائر الدرجات للشيخ حسن بن سليمان الحلّي تلميذ الشهيد الأوّل.

304 مختصر تذكرة القرطبي- التذكرة بأحوال الموتى و أمور الآخرة، للشعراني المتوفّى 976

305 مختصر سنن أبي داود للحافظ عبد العظيم زكي الدين المنذري الشافعي، المتوفى 656.

306 مختصر صحيح مسلم للحافظ عبد العظيم زكي الدين المنذرى الشافعى الدمشقى المتوفى 656.

307 مرآة العقول للعلّامة المجلسى، المتوفى 1110.

308 مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح لعلي بن سلطان محمّد الهروي القاري، المتوفى 1014.

309 مروج الذهب للمسعودي، المتوفّى 346.

310 المسائل الجارودية للشيخ المفيد، المتوفى 413.

311 المسائل الخمسون للفخر الرازي.

312 مسارّ الشيعة للشيخ المفيد، المتوفى 413.

313 المستدرك على الصّحيحين لأبى عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه المعروف بالحاكم النيسابوري، المتوفّى 405.

314 مستدرك الوسائل للمحدث النورى، المتوفى 1320.

315 المسترشد لمحمّد بن جرير الطبري الإمامي، المتوفّى أوائل القرن الرابع.

316 مسند أبي يعلى الموصلي للحافظ أحمد بن علي التميمي، المتوفى 307.

317 مسند أحمد لأبى عبد اللّه أحمد بن محمّد بن حنبل الشيباني المروزي، المتوفى 241.

318 المسند للحميدى، المتوفى 219.

319 مسند الطيالسي

320 مشارق الأنوار للقاضي عياض، المتوفى 544.

321 مشارق أنوار اليقين للحافظ رجب البرسي.322 مشكاة المصابيح للشيخ وليّ الدين محمّد بن عبد اللّه الخطيب العمري التبريزي، من أعلام القرن الثامن.

323 مصابيح السنّة لأبي محمّد الحسين بن مسعود البغوي، المتوفّى 515.

324 مصادقة الإخوان للشيخ الصدوق، المتوفى 381.

325 مصباح الشريعة منسوب إلى الامام الصادق عليه السلام.

326 المصباح لتقي الدين إبراهيم بن علي بن الحسن الكفعمي، المتوفى 905.

327 مصباح المتهجّد للشيخ الطوسى، المتوفى 460.

ص: 266

328 المصنّف للحافظ عبد الرّزاق بن همّام الصنعاني، المتوفّى 211.

329 المصنّف للحافظ ابن أبي شيبة، المتوفّى 235.

330 مطالب السئول لكمال الدين أبي سالم محمّد بن طلحة الشافعي، المتوفّى 652.

331 المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية لابن حجر العسقلاني، المتوفى 852.

332 مع الخطيب فى خطوطه العريضة.

للمؤلف.

333 معالم السنن لأبي سليمان أحمد بن محمّد الخطّابي البستي، المتوفّى 388.

334 معاني الأخبار للشيخ الصدوق، المتوفى 381.

335 المعتبر للمحقق الحلّي، المتوفّى 676.

336 المعجم الصغير للحافظ الطبراني، المتوفى 360.

337 المعجم الأوسط للحافظ الطبراني، المتوفى 360.

338 المعجم الكبير للحافظ الطبراني، المتوفى 360.

339 معجم البلدان لشهاب الدين أبي عبد اللّه ياقوت بن عبد اللّه الحموي الرومي البغدادي، المتوفى 626.

340 معجم رجال الحديث للمحقق الخوئي، المتوفّى 1413.

341 المعمّرين لأبي حاتم السجستاني.

342 مفاتيح الغيب- التفسير الكبير لفخر الدين محمّد بن عمر الرازي، المتوفّى 606.

343 المفردات للراغب الاصفهاني.

344 مقاتل الطالبيّين لأبي الفرج الاصفهاني، المتوفّى 356.

345 مقاليد الكنوز لأحمد محمّد شاكر346 مقتضب الاثر لأحمد بن عبيد اللّه بن عيّاش الجوهري، المتوفّى 401.

347 مقتل الحسين عليه السلام للحافظ الموفّق بن أحمد المكّي الحنفي المعروف بأخطب خوارزم، المتوفّى 568.

348 المقدّمة لابن خلدون الاشبيلي المغربي، المتوفّى 808.

349 المكاتيب للشيخ أحمد الفاروقي النقشبندي.

350 مكارم الأخلاق لأبي نصر رضي الدين حسن بن الفضل بن الحسن.

351 مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم عليه السلام للسيد محمّد تقى الموسوي، المتوفّى 1348.

352 الملاحم لابن المنادي.

ص: 267

353 الملاحم و الفتن للسيد ابن طاوس المتوفى 664.

354 من لا يحضره الفقيه للشيخ الصدوق، المتوفى 381.

355 المنار المنيف في الصحيح و الضعيف لابن قيم الجوزية المتوفى 751.

356 منار الهدى للمحدث الخبير الشيخ على البحراني، و قد فرغ من تأليفه سنة 1295.

357 مناقب عليّ بن أبي طالب لابن المغازلي، المتوفّى 483.

358 المناقب المائة لأبي الحسن محمّد بن أحمد بن عليّ بن الحسن بن شاذان القمي ابن اخت ابن قولويه.

359 المناقب لرشيد الدين محمّد بن علي بن شهرآشوب، المتوفّى 583.

360 منتخب الأنوار المضيئة

361 منتخب كنز العمال لعلاء الدين على بن حسام الدين الشهير بالمتقي الهندي، المتوفى 975.

362 المنظومة المسمّاة بالدرة المضيئة.

363 مهج الدعوات للسيد ابن طاوس، المتوفّى 664.

364 المهدي عليه السلام للسيد صدر الدين الصدر، المتوفّى 1373.

365 المهدىّ و المهدويّة لأحمد أمين المصري.

366 مهدي آل الرسول عليهم السّلام لعليّ بن سلطان محمّد الهروي القاري، المتوفى 1014.

367 موارد الظمآن للحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي، المتوفّى 807.

368 مودّة القربى للسيد عليّ بن شهاب الحسينى، نزيل الهند، المتوفّى 786.

369 موقف العقل و العلم و العالم من رب العالمين لمصطفى صبرى شيخ الاسلام للدولة العثمانية.

ن 370 النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادي عشر للفاضل المقداد.371 النجم الثاقب للمحدّث النوري، المتوفّى 1320.

372 نزهة الناظر و تنبيه الخاطر للحسين بن محمّد بن الحسن بن نصر الحلواني، من أعلام القرن الخامس.

373 نسمة السحر بذكر من تشيّع و شعر للشريف ضياء الدين يوسف بن يحيى الصنعاني، المتوفى 1121.

374 نفس الرحمن فى فضائل سلمان للمحدث النوري، المتوفّى 1320.

375 نفس المهموم للمحدث القمي.

376 النكت الاعتقاديّة للشيخ المفيد، المتوفّى 413.

377 النهاية فى غريب الحديث و الأثر لابن الاثير، المتوفّى 626.

378 نهاية البداية و النهاية فى الفتن و الملاحم للحافظ أبي الفداء ابن كثير الدمشقي، المتوفى 774.

379 نهج البلاغة للسيد الشريف الرضى، المتوفّى 404 أو 406.

ص: 268

380 النوادر للفيض الكاشاني.

381 نور الأبصار للسيد مؤمن بن حسن بن مؤمن الشبلنجي المصري، فرغ من تأليفه في رجب عام 1290.

ه 382 الهداية للحسين بن حمدان.

383 هداية السعداء في جلوة الشرفاء للقاضي شهاب الدين الجانپوري الهندي، المتوفى 849.

و 384 الوافي للفيض الكاشاني.

385 وسائل الشيعة للشيخ الحرّ العاملى، المتوفى 1104.

386 وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى للسمهودى.

387 وفيات الأعيان لأبي العباس شمس الدين أحمد بن محمّد بن أبي بكر بن خلّكان، المتوفى 681.

ى 388 اليقين فى اختصاص عليّ عليه السلام بامرة المؤمنين للسيد رضى الدين ابن طاوس، المتوفى 664.

389 ينابيع المودّة للشيخ سليمان بن الشيخ إبراهيم المعروف بخواجه كلان الحسيني البلخي القندوزي، المتوفّى 1294.

390 اليواقيت و الجواهر للسيد عبد الوهاب الشعراني، المتوفّى 976.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.